المنتدى :
المنتدى الاسلامي
الثقه بالله ...........في الأزمات
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره , و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا , من
يهده الله فلا مُضل له و من يضلل فلا هادي له , و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد
أن محمداً عبده و رسوله ، أما بعد :
فإن المسلم يحتاج كثيرا في هذا الزمان إلى الثقة بالله سبحانه و تعالى ، الثقة بالله يا عباد الله ،
الثقة بالله و التوكل على الله .
فلماذا يثق المؤمن بربه و يتوكل عليه ؟
- لأن الله سبحانه و تعالى على كل شيء قدير
و لأن الأمر كله لله ، قل إن الأمر كله لله
قال الله تعالى:
((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) (يس 82)
لأنه تعالى يورث الأرض من يشآء من عباده كما قال:
((....إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ....))(الأعراف 128)
لأن الأمور عنده سبحانه كما قال عز و جل :
((.....وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)) (البقرة 210) و ليس إلى غيره
لأنه شديد المحال فهو عزيز لا يُغلب كما قال تعالى :
((.......وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ))(الرعد 13)
لأنه سبحانه و تعالى له جنود السموات و الأرض فقال عز و جل :
((وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ....)) (الفتح 7)
جمع القوة و العزة :
.((.....وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)) (الأحزاب 25)
و قهر العباد فأذلهم ، فهم لا يخرجون عن أمره و مشيئته فقال عز و جل :
((......هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) (الزمر 4)
و هو عز و جل يقبض و يبسط
- و هو يُؤتي مُلكه من يشآء فقال عز و جل :
((وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير))ٌ (آل عمران 189)
- و هو سبحانه و تعالى الذي يضُر و ينفع فقال عز و جل :
((وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ......)) (الأنعام 17)
لقد لفت علماء الإسلام و منهم ابن القيم رحمه الله إلى قضية خطيرة يقع فيها كثير من المسلمين
و هي سوء الظن بالرب عز و جل ، يظنون أن الله لا ينصر شريعته و لا ينصر دينه ، و أن الله كتب
الهزيمة على المسلمين أبد الدهر و أنه لا قيام لهم ، إذاً فلماذا أنزل الله الكتاب ؟
لماذا أرسل الرسول صلى الله عليه و سلم؟
لماذا شرع الدين ؟
لماذا جعل الإسلام مهيمناً على كل الأديان ؟
لماذا نُسخت كل الأديان السابقة بالإسلام إذا كان الإسلام لن ينتصر ؟
و هذه الأمة تتربى بأقدار الله التي يجريها عليها ، و النبي صلى الله عليه و سلم قد علّمنا من سيرته كيف ينصر ربه فينصره
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) (محمد 7)
((إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)) (آل عمران 160).
و الله عز و جل فعّال لِما يريد ، والله سبحانه و تعالى كتب المقادير قبل أن يَخلق السماوات و الأرض
بخمسين ألف سنة ، ولذلك فإن كل ما يقع و يحدُث مكتوب عنده سبحانه و تعالى ، والله يعلم و
أنتم لا تعلمون ، و قد يظن المسلمون بشيء شراً فإذا هو خير لقصر النظر و عدم معرفة الغيب ، و
ما كان الله ليطلعكم على الغيب و قال تعالى
((.....لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ......)) (النور 11)
و قال سبحانه و تعالى:
((....وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ....)) (البقرة 216) ،
و هذه القاعدة العظيمة التي جرت عبر التاريخ :
(( ......إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ....)) (الرعد 11)
و لذلك فإنه لابد من الثقة بالله عز و جل ، و لابد من اعتقاد أن القوة جميعا لله سبحانه و تعالى ، و
لا يجري في الكون إلا ما يريد ، و لا يجري شيء و لا يقع إلا لحِكَم يُريدها سبحانه و لا يَدري
الإنسان ماذا يترتب على الأمور و لذلك فلابد أن يوقن المسلمون بربهم ، لابد أن يكونوا على صلة
بربهم معتمدين عليه متوكّلين ، يطلبون منه القوة و المَدد لأنه سبحانه و تعالى مالك القوة جميعاً و
هو الذي يمنح أسبابها من يشاء عز و جل ، إن المسلمين في زمن الضعف يجب عليهم أن
يستحضروا دائما الثقة بالله و التوكل عليه و استمداد القوة منه و الركون إليه و أنه عز و جل ينصر من
نصره ، فإذا التجأ العبد إليه فقد أوى إلى ركن شديد ، اللهم إنا نسألك أن تنصر الإسلام و
المسلمين و أن تُعلي كلمة الدين و نسألك سبحانك و تعالى أن تجعل رجزك و عذابك على القوم
الكافرين ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ودمتم بخير
|