المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الالم وزهور الامل
بسم الله الرحمن الرحيم منتدى ليلاس الثقافي
أولا هذه القصص أكتبها لتكون عظة و عبرة لأجيال المستقبل ان شاء الله
اليكم القصة الأولى بعنوان : الألم وزهور الأمل
فتاة بعمر الزهور تدعى ( جين ) ، توفي والداها وهي صغيرة ، فعاشت حزينة على حالها حيث لا صديق لها ولا حياة لها ، ولكن بالرغم مما عانت به جين من قسوة الحياة إلا إنها صبرت وجعلت من كل حيوان مر أمامها رفيق دربها ، ومن كل نبتة لمستها صديقتا لها .
وفي أحد الأيام عندما كانت جين تجمع الزهور من الغابة ، رأت فراشة فطاردتها ، حتى أن وقفت هذه الفراشة على زهرة صغيرة ، فانخفضت جين لكي تمسك بها ، وما أن رفعت رأسها وجدت لونا من ألوان الحياة طل عليها ، حيث رأت فتاة جميلة بعمرها ، تبتسم لها ، وكأن باب من أبواب الحياة فتح أمامها .
منتدى ليلاس الثقافيفتعرفت عليها وقالت الفتاة : مرحبا بك أنا اسمي ( بلانكا ) ، وأنت ما اسمك ؟ ، فابتسمت جين وقالت لها : أنا اسمي جين ، ولم تنطق بأي كلمة بعدها ، فنظرت إليها بلانكا ،وقالت بنفسها : إنها فتاة غامضة و أنا أحب هذه الشخصيات ، فابتسمت لها ثم قالت : هل يمكن أن تكون صديقة لي ، فأنا لا صديق لدي ، وكلهم يحبونني لأموالي وجواهري فقط ، فهزت جين رأسها فرحة بذلك .
أمسكت بلانكا بيد جين فركضا معا نحو الزهور ، فاندمج الهواء بأوراق الكرز الوردية ورائحة الزهور العطرة ، وها هنا أخيرا وجدت جين صديقة لها ، فاطمأنت جين لذلك ، وفي كل صباح تصبح جين راكضتا إلى بيت بلانكا تنتظرها لكي تصطحبها وتلعب معها في الغابة ، فيقولان كل أسرارهما الشخصية , ويتعاونان معا في الأعمال الشاقة .
حتى أتى ذلك اليوم الذي انفجر فيه قلب جين بالبكاء ، وذلك عندما علمت بأن صديقتها الوحيدة مريضة بمرض خبيث لا علاج له ، فذهبت مسرعة إلى بيت صديقتها ، ولكن الخدم والحراس طردوها وقالوا لها : ومن أنت لكي تستقبلي الآنسة بلانكا ، هيا اغربي الآن ولا نريد أن نرى وجهك البائس هيا ...فتاة متهورة وفقيرة !، فخاب أمل جين بلقاء صديقتها ، حيث لا مكان للأبرياء والضعفاء في هذا المجتمع .
وما إن عادت إلى المنزل رأت الغابة محترقة ، فركضت مسرعة إلى أصدقائها ، ولكن يا للأسف .. وجدت كل النباتات محترقة ، والحيوانات قد ماتوا إثر الحادثة ، فاسودت عينا جين ، فأصبحت ضبابية لا ترى إلا الأسود والأبيض ، سقطت ودقات قلبها تتسارع ، وتقول بنفسها : لا أرى ...لا أرى شيئا إلا الظلام ، كل من حولي سراب ، الزهور ، الأصدقاء ،الغابة والكوخ .
فصرخت جين : لا ...لا يمكن أن يحدث ذلك ...لا ..آه ، فسمع أهل القرية صوتها فأسرعوا ليطفئوا الحريق ، فسارت جين سيرا ولا حياة في قلبها ، تسير فتلتطم بالأشجار المحروقة عائدة إلى منزل صديقتها الوحيدة .
وهنا سمعت صوتا يقتل الأنفاس ، صوت سيارات الإسعاف ،و صوت صرخات وداع لشخص قد مات ، وقفت جين كي تفهم الأحداث لعل ما تظنه خاطئا ، فجأة سمعت الصوت ذاته يقول : يا إلهي لقد ماتت الآنسة بلانكا ماذا نفعل الآن .. يا إلهي !!..
وهنا توقف قلب جين الحزين الذي لم يعرف يوما ما معنى السعادة وما معنى الحياة ، سقطت والدموع تنهمر من عينيها وهي تقول بنفسها : لعل يوما من الأيام ترجع قلوب الناس وترى الدنيا مليئة بالحب والسعادة ، فترجع إليهم ما معنى كلمة الرحمة ... الرحمة أيها الناس ، وماتت جين وذلك لأن قلبها قد يأس من الحياة وهمساتها اندمجت مع الهواء فأنتجت موسيقى حزينة ، تتطاير فيها قطرات الماء وهي تقول :
هل يكفي أن يكون المرء سعيدا ؟؟ ، لا فالمرء إن كان سعيدا فالقلب حزين ، القلب ملك الجوارح ويختزن فيه الكثير ، وإن لم تعرف قلب صديقك فهو ليس صديقك ، فالصديق هو من يشاركك أحزانك وأفراحك ،ومن دون صديق أنت تعيش بلا حياة ولا لون ولا طعم ....، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس .
حزن أهل القرية حزنا شديدا لقصة جين ، وجعلوا حديقة الزهور التي في القرية على اسمها ( حديقة جين) لتكون عبرة وعظة لأجيال المستقبل إنشاء الله .
وختامه مسك .
|