المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
رسالة من تحت الأنقاض
رسالة من تحت الأنقاض
00000000000000000000000000000
لا أريد منكم أن تبكى عيونكم
ولا أريد أن ترتجف أطرافكم
ولا أريد أن تتقطع أنفاسكم
*
لاأريد عواطفكممنتدى ليلاس الثقافي
لاأريد دقات قلوبكم
*
أنما أريد دعواتكم
أريد صلواتكم
أريد عفوكم
*
وليسامحنى الله ويغفر لى ولكم
000
فى ليلة من ليالى الشتاء القارص – التى صادفت ليلة رأس السنة الميلادية - وخلال الحرب على غزة وسيل من القنابل والصواريخ تفجر البراكين من تحتنا وحولنا – وفى ظلمة هذا الليل المخيف – لانرى شيئا ولكن دوى القنابل والصواريخ تشرخ أذاننا تعلوا صيحات الكبار ترتفع فى السماء صرخات الصــغــــار – تتناثر من حولنا أجسادنا – تتمزق القلوب على فلذات اكبادنا نسمع أكثر مما نرى أصوات الصرعى لم تكتمل – صرخات الأطفال لا تحتمل
نختبىء
فى ركن من المنزل انا وزوجتى وأولادى الخمسة كبيرهم ذو الأثنى عشر عاما وصغيرتهم رضيعة تسكن صدر أمها ، نحتضن كلنا بعضنا ... نصرخ وتعلوا صيحاتنا ، نستغيث وتبرق عيوننا ... ولكن الكل من حولنا يصرخ ويستغيث
لحظات
وأصاب منزلنا صاروخا ، هدم البيت على رؤسنا ، سقط الجدار والعمار فوقنا
حينها
أنقطعت الأنفاس داخلنا - أصبحنا ككتلة من اللحم تتلاصق وكأن الدماء كالصمغ تلزقنا
تحت التراب والأنقاض
نسمع أقداما تعلوا رؤسنا - لم نعد نستطيع أن نميز أين نحن .
قصتى
أكتبها وأنا ألفظ أنفاسى الأخيرة ، أحتضن زوجتى وأبنائى الصغار- الظلام الحالك هو ما أشاهده – أتلمس بأصابعى بعض من أجساد أبنائى – لم أعد أن استطيع ان افعل شيئا أكاد أن أسمع همسا ينادينى ... ( بابا ).............. أنه أحد أبنائى - حاولت حينها أن ينتفض جسدى ويتحرك ، أردت أن أسعى اليه بيدى كى أتحسسه – ولكننى لم أستطيع فهناك الركام والحطام – ونحن نقبع تحت الأنقاض وبعد لحظات أنقطع همس ولدى ، حينها أدركت أنه فقد الحياة ، ثورة بداخلى تتوهج لكنها لا تستطيع ان تحرك ساكنا ... أيقنت حينئذ أن ولدى قد فارق الحياة لأنه أحس أنه وحيدا لأننى لم أجيبة وهو فى اشد الحاجة اليا ... لم أستطع البكاء فليس هناك مجالا للدموع والقلب يدمى ...
حاولت
أن أساعد زوجتى وأبنائى لكنى لم أستطع ، بدأت الأنفاس من حولى تتلاشى فلم أعدمنتدى ليلاس الثقافي أسمع من يتنفس بين أحضانى ... أدركت أن الجميع قد فارق الحياة
أسلمت وجهى لله ونطق قلبى الشهادتين وأستسلمت للموت
بعد فترة
جاء من ينقذنا ويرفع الأنقاض من فوقنا ... الى أن وصلوا الى يدى فأمسكت بمن لامست يدى يده – وبدأوا فى شد يدى ليخرجونى من تحت الأنقاض – وبعد أن لمس وجهى الهواء وأنكشع عنه التراب ... سألتهم – زوجتى أولادى ؟
قال أحدهم : سنخرجك قبل أن يطيح عليك هذا الجدار الذى فى الجانب الأخر
قلت : زوجتى وأولادى
قال آخر : ليس هناك أحد من الأحياء سواك – ساعدنا كى نخرجك قبل سقوط الجدار عليك
قلت لهم : فليسقط الجدار وأدفن مع زوجتى وأولادى
حاولوا معى ليخرجونى لكنى أبيت أن أترك زوجتى وأبنائى وأنجو وحيدا
أشهد أن لا آلاه الا الله وأشهد أن محمد رسول الله
وليسامحنى الله ويغفر لى أنه هو الغفور الرحيم
لا أريد أحزانكم ولكن أريد دعواتكم
ثم سقط الجدارالأخير...
***
أنتهت القصة
تأليف : حامد أبو النجا
|