كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
القصص المكتمله
تزوجت نديم رغم مخاوف أهلي، فقد عارضوا جميعا.. ولكن أؤمن أن تمازجنا العقلي،
كفيل بان يتغلب على جميع الاختلافات، التي اعتبرتها ثانوية في علاقتنا الوطيدة..
لقد وجدت فيه الشخص الذي يمكن ان اعتمد عليه في طموحي العلمي.. الذي يمكن
أن يفهم استغراقي في الابحاث، ويعاونني على بلوغ الهدف..
وهو فوق ذلك كان يحبني و يقدرني و يحترمني، و كنت ابادله عواطفه بصدق و
اخلاص.. لقد تصورت دائماً ان رابطتنا يمكن ان يؤخذ مثلا يحتذى في الروابط الزوجية..
اثنان يجمعهما الامل و الهدف.. عقلان متجاوبان. روحان متآلقان.. فكران متعانقان..
وقد كان اكثر ما يزيدني تعلقا بزوجي، انه وهو الذي يرى بعينيه مدى ما اعانيه من
جهد في العمل طوال النهار، لا يحملني بعد ذلك مسئوليات الزوجية المتفرغة، ولا
يستنكر مني تهاونا في شأن من شئون البيت.. كان يدرك ان العمل من جبهتين، فوق
احتمال طاقتي..لم اكن استطيع ان اهمل في ابحاثي وهي ليست ملكي وحدي..
بل ملك العلم و الدولة.. ولكن كنت اتغاضى عن الكثير مما تفرضه علي واجباتي كزوجة.
وسارت حياتنا كأكثر ما تكون الحياة الزوجية و فاقا..كل شيء رسمناه و اتفقا على تنفيده..
لقد اجلنا فكرة الانجاب عامين، حتى ننتهي من البحث العلمي المشترك الذي بدأناه..
وحياتنا في البيت كانت بسيطة ، فقد عهدنا بادارة شئون البيت الى سيدة متمرنة، وتعاونا
ماديا على تنظيم معيشتنا.
ولم اكن قد قابلت اهله بعد، فهم لم يضروا حفل زواجي واعتذر نديم بان من يعنيه أمره،
وهما، أمه و أخوه. وكلاهما لا يستطيع مغادرة الطائف لدراسة اخيه و اولاد العمومة مشغولون
باحوالهم.. ولم اعر ذلك الأمر اهتماماً..فقد تزوجت نديم لشخصه، وبصرف النظر عن اية
ظروف اخرى تحيط به..ثم انني اقتنعت بعذره.
بعد مرور سنة على زواجنا، عرض علي نديم ان نسافر الى الطائف لقضاء الاجازة. ولم
اعارض لاني كنت متشوقة الى ان اعرف اهل زوجي و اندمج معهم.. ولكنني فوجئت..
بل صدمت بالاستقبال الفاتر الذي لقيته من الام.. و الأخ.. وتغاضيت.. وعذرت.. وحاولت
ان استميلهما بكل اسلحة ثقافتي.. ولكنهما تمسكا بموقفهما الجامد. ولكي لا اثير زوجي..
ضغطت على نفسي، وصممت على الا اثير مشكلة. و طلبت من نديم ان اتفرج على المدينة،
و تردد في البداية، ثم صحبني وصرت اخرج معه يوميا بعد المغرب للتجول بالعربة في
شوراع الطائف. ولقد خلب لبي منظر جبل الهادي المرتفع و الطريق الجديد الذي يصل الى مكة..
اعجبني جوها البارد و امطارها الكثيرة، فاخذت اتمتع بهذه النزهة التي حملت عني تعب
العمل طوال المدة الماضية كما شعرت بان نديم يشاركني المتعة و الراحة.
يتبع
|