الفصل السادس
[(( أقسم لك أنني أقول الحقيقة, فبعد أن تركت الغرفة هذه الليلة, سألت أليست جميلة.؟فقال وأنا أعرف بأنهيختار كلماتة
باتقان حين يريد أن يعطي رأيه:((لم أر فتاة مثلها أبدا, نعم أنها جميلة حقا..أذا كنت لا تصديقيني فأسألي ميرندا لقد سمعتة أيضا))
((هل هو حقا قال ذلك.؟))..سألت بتردد:(( ولكن..)) تذكرت صمته بعد أن أنتهت الأغنية (( لقد كان موافقا معك فقط, توني..أقصد أنه ربما أراد أن لا يعطي رأيا سئيا بي.))
أقترب منها بعصبية قائلا:
(( أنك حقا أول امرأة لا يتكدر منها أبدا .. تعالي الى هنا))
أخذها بين ذراعيه وبدأ يقبلها .. لم تمانع .. أن توني ناضج جدا في التعامل مع النساء.. لقد عرفت من ردة فعله بأنها مرغوبة.. بدأ عقلها يدفعها الى التراجع حتى لا تفعل ما قد تندم عليه فيما بعد.
(( لا.. لا توني! ياألهي ماذا تفعل.؟))
(( أنها ردة فعل طبيعية جيني )).. قال مبتسما.
(( ليس معي.!)).. أصرت وهي تشعر بالأحمرار يعلو خديها؟
(( لكن أنت مرغوية حقا, ياعصفورتي المغردة, لقد أردت أن تعرفي ذلك.))
(( توني أرجوك, لا أريد منك أن تشعر بهذه الطريقة معي.))
(( حقا.؟))
(( أوه, توقف أرجوك ...أنني لست واحدة من..من..))
(( أتظنين أنني لا أعرف ذلك جيني.؟))...قالها بلطف لكن بجدية.
((أذن لماذا فعلت .)).. سألت بدهشة.
لمس توني خديها قائلا:
(( لأنه حان الوقت كي تصبحي صاحية.. أعتبري ما حصل هدية عيد الميلاد. أليس من المفروض أنه يمكننا أن نفعل ما نريد في مناسبة كهذه.؟))
(( أنني لا أفهمك..أرجوك لا تلعب معي.))
(( توقفي عن القلق, جيني .. هل فعلت ما يؤذيك.؟)).
(( لا .))... أعترفت بصدق.
((حسنا,ولا أنوي القيام بذلك أنت في أمان معي.))..أكد لها وتابع: (( وألان أذهبي الى السرير وأستمتعي بالأحلام السعيدة,
وتذكري أن هناك رجلا يفكر كم أنت مرغوبة.))
خرج توني, ووقفت تحدق بنفسها أمام المرأة للحظات..خلال ستة أشهر لم يلمسها توني ألا على أنها شريكة في الشقة فقط
وصديقة التي يحترمها ودون أية مشاعر الخاصة.. لكن الليلة.. كل شيء مختلف, وهي لا تريد أن يراها توني مرغوبة,
بل روبرت هو من تريدة أن يفعل ذلك, لكن على ما يبدو أنها لا تثير أهتمامه .
أستيقظت صباحا.. كان يوم الميلاد.. شعرت بأنها مسرورة للغاية فقد كان الطقس جميلا والشمس مشرقة..
لا شك أن روبرت سيكون موجودا لتناول الأفطار لذلك أرتدت فستانا مميزا أبيض اللون تزينه حبات كرز مرسومة باللون الأحمر
وضعت أحمر الشفاة وتركت شعرها ينسدل علىظهرها, وتمنت أن يراها روبرت جميلة.. هل قال ذلك حقا ليلة أمس..؟
تذكرت ردة فعلة عندما رأى توني يدخل غرفتها وتمنت لو يكون قد شرح له العلاقة التي تربط بينهما.
حياها الجميع بحرارة حين دخلت, وقال أدوارد نايت:
(( ياله من ثوب ساحر عزيزتي.!..أنت نجمة عيد الميلاد حقا, تعالي واجلسي بجانبي))
أقتربت وجلست بجانبه ولم تجرؤ أن تنظر الى روبرت.
(( تبدين ذات شهية جيدة كي تتناولي طعاما كثيرا جيني)).. قال توني مداعبا وأضاف:(( ماذا تريدين.؟ لحما وبيضا.؟))
(( نعم من فضلك ))
أبتسمت له ثم نظرت الى روبرت الذي أبتسم لها بدوره فأخذ قلبها ينبض بسرعة وخاصة عندما قال:
(( توني على حق, فشهية الأنسان تزداد حين يكون الطقس جميلا, أنه محظوظ بوجود فتاة جميلة.))
رأت عينيه الساحرتين, فأحمرت وجنتاها واحتارت بين السرور والحزن.
قال توني: ((هذا يذكرني... لدي أعلان أريد أن أصرح به.)).. نظر الى جيني فرأها متهجمة فقال:
(( حسنا, لا تقلقي جيني.)).. جال بنظره بين الجميع وتابع: (( أريد أن أوضح شيأ يبدو أن الجميع قد أخطا في فهمه.
أن علاقتنا ليست رومانسيه وبالشكل الذي يدور في أذهانكم ..وروبرت))...التفت اليه ثم أضاف:(( أنها لا تهتم للفكرة التي كونتها
حين رأيتني أدخل غرفتها.. عندما تتشارك في منزل, كما نفعل أنا وجيني, غرف النوم غير ضرورية للأختلاء بانفسنا))
(( هل صحيح ما تقول.؟)).. سأله روبرت بنبرته الساخرة وتابع: ((حسنا, لك أعتذاري جيني ))
قال بيتر: ((حسنا, كان يجب أن تقولي لنا))... قالت ميرند وأضافت: (( أنا أيضا أسفه جيني.))
(( أما أنا فبريء..لم أفكربشيء, على كل حال , أنت ذكية جيني.. لقد خرجت من مأزق فمجنونة من تقع في غرام توني))
(( سأحملك هذه الكلمات )).. هدد توني بلطف وهو يبعد كرسيه.
(( توني .!))...حذرتة الوالدة, ثم ابتسمت له قالة:(( أنت بابا نويل هذه السنة, وستقدم الهدايا للجميع تحت الشجرة.))
(( أوه, شكرا))
أكلت جيني بشهية فعلا, وعندما انتهى الجميع دهشت لاقتراح روبرت أن يجلس معها في غرفة الجلوس..
ثم أمسك بيدها وقادها داخل الغرفه الى الأريكة.
(( بما أن توني قد تطوع في الجلوس حول شجرة الميلاد, والبقية مشغولون, وبما أنني أستمتعت برفقتك فمن العدل أن تجلسي بجانبي.))
جلست بجانبه وبدأ الجميع يراقبون توني ويضحكون لتصرفاته المرحه.
(( حسنا, أنا من سأخذ الهايا أولا))..قال بيتر.
(( بل أنت الأخير.))...قال توني ثم تابع: ((أمي تأتي في المرتبة الأولى.))
أحضرت جيني هدايا صغيرة للجميع, لكنها لم تتوقع أنها ستتلقى هدايا.
الفصل السابع
قدمت لها ميرندا زجاجة عطر, بيتر قدم لها كتابا فكاهيا, روبرت ألبوما للأغاني, أنا بيل قدمت وسادة
مرسوما عليها بطريقة ساحرة, وتلقت من أدوارد نايت كتابا جميلا.
(( ظانه كتاب جيد فكرت أنك ستعجبين به حيني.))
(( شكرا لك سيد نايت سأقدرة دائما ))
(( من النادر لوالدي أن يتخلى عن أحد كتبه ))..تمتم روبرت وأضاف: (( لكن أنت مختلفة بالنسبة له ))
(( هل يجب أن لا أقبله.؟))..أستفسرت جيني.
(( لو يكن ليقدمه لك لو لم يكن يريد ذلك...أنا احترم حكم والدي على الأخرين لذلك يجب أن اعرفك
بشكل افضل وأعمق خصوصا وان هذا رأي والدي.)) .. قال وهو يغمز بعينيه.
(( أنا أيضا أود ذلك.. توني دائما يتحدث عنك.))
(( أوه نعم توني ))
اخيرا قدم توني هدايا..تلقت منه جيني دمية تمثل نمرا ورديا يثير الضحك..!
(( هذا كي يبقى برفقتك في السرير.))...قال مداعبا.
أما هديته لبيتر فكان كتابا كان قد طلبه سابقا وتلقت ميرندا وشاحا حريريا جميلا. والهديتان الباقيتان
كانتا لوحتين قدم الكبيرة ألى العائلة والتي فرحت بها جدا وأعطىاللوحة الثانية الى روبرت قائلا:
(( اعتقد أنك بحاجة الى هذا روب ))..أبتسم وأضاف: (( أردتك أن تتذكر أن الأصل مازالت موجودة. ))
(( حسنا, أنت تجعلني اتشوق أكثر ))...علق روبرت وبدا يحل الورق (( عنوانها الأبتسامة.؟ ليس هذا من عادتك أليس كذلك.؟))
(( أفتحها فقط.))...قال توني ونظر الى جيني التي كانت بدورها متشوقة لتتعرف على ماذا تدل اللوحة.
حين فتح روبرت اللوحة نهائيا كانت الدهشة على وجه جيني.. لقد كانت صورتها هي.. وقد بدت جميلة للغاية.. رسمت الوحة في وقت يدل على متعتها وأنفعالها وقد أضفت الأبتسامة المعبرة على اللوحةتعبيرا
لا يوصف.
نظرت الى توني وكأنها لا تصدق وسألته: ((متى.؟))
(( في تلك الليلة عندما تؤدين في الحفلة التي اقيمت لتلاميذك.. كما لم استطيع رسم وجهك بشكل
واضح لكن الأبتسامة.. جاءت ساحرة على ما أعتقد.)) التفت الى والدته وتابع: ((لم أسمع رأيك..أمي))
اقتربت الوالدة بسرعة وجلست بجانب روبرت قائلة: (( انها موضوع صعب))
(( لم يكن هناك داع لان تضيع وقتك علي..توني اشكرك))..قالت جيني وهي تشعر بالأرتباك لانهم
يتحدثون عنها.
(( انه ليس تضييع وقت))..قال توني ووالدته معا فضحك الجميع.
قطع روبرت الضحك بقوله:
(( أنها شيء خاص فعلا.. اشكرك جدا توني))..ثم قاللجيني بصوت منخفض: (( انت تبدين هكذا حين
تغنين جين))
(( أوه لا ابدا..أن توني اخفى النمش الكثير من وجهي))..قالت بلهجة ساخرة.
(( هكذا تفكرين بنفسك اذن.؟))
(( دائما أفكر أن وصف الذات هو أمر سخيف ))
(( أنه أمر سخيف أن ينقص الأنسان في قدر نفسه. الشيء الذي يجب أن تدركيه هو معرفة ما تملكينه
واستعماله بأفضل طريقة)))
(( نعم لكن ربما كانت المزايا الجيدة مختلفة.))
((اذا كان هنالك فرصة امامك يجب ان تستغليها جيني فأفعلي ذلك))
لم تعلق على كلماته فأضاف:
(( أخبريني هل لديك اغنيات أخرى الى جانب التي سمعناها الليلة الماضية.؟))
(( اوه أجل.. انا أغني وأعزف على الغيتار.. أنه شيء استمع به.. ربما كان لدي دزينة أو أكثر على ما أظن))
...أعترفت بصدق .
(( هل تغنيها لي.؟)) نظرت أليه غير مصدقة وعلا الأحمرار وجهه واجابته:
(( لكنها ليست.. كالتي سمعتها البارحة الخاصة بوالدي.. فقد عملت كثيرا على تلك الأغنية لأنها مهمة لي
وله أيضا..أما البقية فهي من أجل متعتي الشخصية فقط))
((مازلت أود أن اسمعها))..قال مبتسما.
(( ما رأيك ببعد ظهر اليوم .؟))
(( نعم الساعة الرابعة أذن.))
أنها لا تبالي أذا كان سيحب اغنياتها أم لا, لكن ستمضي بعض الوقت برفقتة وهذا ما يهم.
(( أوه روب )).. نادته ميرندا قاطعة الحوار بينهما ثم قالت: ((كنت قد اعلمت توني لكن نسيت أن أخبرك
عندما رجعت الى المنزل أن دينيس ولورنا فريمان قد دعونا لأمضاء بعض الوقت بعد الظهر وفكرنا أن نذهب.. سيسرك التعرف عليهما جيني أنهما ثنائي مرح للغاية))
تنهد روبرت وأبتسم لجيني قائلا:
((حسنا هذا يعلق خططنا حاليا))
حاولت جيني اقصى ما يمكنها ان تخفي خيبة املها..
(( أية خطط.؟))..سألت ميرندا.
(( أن جيني تملك مجموعة من الأغاني وقد أقنعتها بأن تؤديها أمامي.))
الفصل الثامن
اقترب توني من جيني وقال:
(( هل ترين؟.؟ لقد قلت لك أنه متأثر )).. والتفت موجها حديثه الى روبرت :(( أنتضر حتى تسمع أغنية
الحفل في المدرسة روب.. لابد أنك ستدهش ))
(( لسوء الحظ علي الأنتظار الى أن تعودو من حفل فريمان هذا المساء.))
(( لماذا ألن تذهب معنا ))..سألت ميرندا.
(( أنني اشعر بالملل من الحفلات الأجتماعية . يمكن الأعتذار عني))
(( هيا روب.. أنه وقت الميلاد )).. علق توني.
(( نعم لكن كما اخبرتكما لا أحب هذا النوع من الحفلات.. وفكرة وجودي مع لورنا فريمان لا تحوذ على أعجابي وهتمامي.))
(( هذه المرأو لا تستسلم بل تتمسك بقوة))
(( مسكين..روب)).. علق توني ساخرا وأضاف: (( حسنا يجب علينا أن نشغل لورنا في غيابك)) ترددت جيني ثم قالت: (( هل تمانع لو لم أذهب معك.؟ أنت تعرف أنني لا أنسجم كثيرا مع الغرباء, وربرت
مهتم بسماع أغنياتي و..))
(( وأنت تحبين أن تشاركيه موسيقاك))..أكمل توني بلطف فأبتسمت وكأنها تتوسل أن يوافق.
(( حسنا جيني.. ربما يعطيك رأي روبرت الثقة بنفسك.. رغم أن حدسي يقول لي أنني أخطأت حين عرفتك عليه))
(( كيف ذلك.؟))..سأل روبرت بتحدي.
(( أنا اتغلب عليك روبرت, لكن بالنسبة للموسيقا فأنت تفوقني جدا ولا أستطيع أن أقول ألا أنك بارع
في هذا المجال ))
ضحك روبرت فأرتاحت جيني.. لقد أنتهي الأمر وستمضي الوقت مع روبرت نايت عندما غادر تومي وميرندا
المنزل لم ترد أن تضيع دقيقة واحدة دون أن تمضيها برفقة روبرت قالت:
(( سحضر الغيتار هل أفعل.؟))
(( انتضريني ))
التفتت أليه بدهشة فأضاف:
(( أذهبي ألى غرفة نومي ))
(( ألى غرفة نومك.!؟))..اجابت وقد أذهلها أقتراحه.
أبتسم حين رأى الأحمرار يعلو وجهها فقال:
(( فهمت, أنك لا تقترحين غرفة النوم كمكان للحديث أو الغناء أم أنك تعتبرين أن أمتيازات توني لا تصل
الى شقيقه.؟))
((
(( أنا..حسنا, اذا كنت ترى أنه المكان المناسب ))
(( أوه ))... تنهد بأرتياح: (( انها مكان هاديء نضمن أن أحد لن يزعجنا وهكذا استطيع أن أسمع
الأنسة روس وكلي أذان صاغية))..سار أمامها فشعرت بالأرتباك .
(( لتناديني هكذا ))..قالت له.
(( ماذا.؟))
(( أنسة جيني روس..تبدو سخيفة))
(( أنها تناسبك )) ..قال ضاحكا ثم أضاف:(( المرأة التي تحمر خجلا حين تذكر غرفة النوم تكون نادرة
في وقت كهذا ))
(( أنها ملاحظة ساخرة ))
(( ربما فأنا بحاجة أن أتعرف على شخص مثلك ليمنعني من السخرية ))
وصلا ألى غرفة نومة.. ادخلها ألى قاعة واسعة ثم أشار ألى الأريكة مليئة بالوسائد وقال:
(( اعتقد أن هذا المكان يناسبك وأنت تحملين الغيتار))
وبعد أن جلست اقترب من ألة التسجيل وأدارها فأرتجفت جيني: (( روبرت..)).
(( ماذا.؟))
(( لماذا تفعل ذلك..أنا لا أريد .؟))
(( أود أن أسحل موسيقاك ))..نظر اليها بتساؤل, (( انت لا تمانعين أليس كذلك.؟))
(( لكن ماذا..؟ ارجوك لا تفعل, لا لقد قلت لك))
(( لم لا.؟))
(( أغنياتي ليست محترفة. روبرت لقد قلت لك ذلك وأنت طلبت مني أن أغنيها فقط.. أن تسجيلها يجعلني..))
أقترب وجلس بجانبها قائلا:
(( جيني.. أن الأغنية التي أديتها ليلة أمس كانت لها لمسة))...تردد ثم تابع:
((لو أن أغنياتك الباقية لها نفس اللمسة فأود أن أسمعها أكثر من مرة.))
(( لكنك لم تقل شيءا الليلة الماضية ))
(( لقد كنت اقيم ما سمعتة.. وكذلك تأثرت بوجودك وأدركت لماذا اعتبر توني ووالدتي وجهك غريبا
ومثيرا ))
(( لقد بدأت أشعر بالملل من سماع المديح عن وجهي.. لا استطيع أن أرى فيه أي شيء غير عادي..
حتى المرأة لا تشجعني على النظر طويلا.))
أخذ يضحك بصوت عال ثم قال:
(( مرأتك لن تخبرك الحقيقة.. أنت تكلكين وجها معبرا غير عادي وقد ظهر ذلك بوضوح وأنت تغنين ليلة أمس..
في الحقيقة يمكن أن تكوني نجمة, تستطيعين أن تغني في نادي صغير يكون وجهك هو الأضاءة للجميع.
لكنك بحاجة ألى تمرين ))
(( أنا لا أطمح أن أصبح مغنية في أحد الأماكن وربرت, أعرف صوتي بحاجة الى تمرين.. أنني أفضل أن
امتع نفسي بالموسيقا ))
(( أذن دعيني اسجل موسيقاك تظاهري فقط أن ألة التسجيل غير موجودة وهكذا لن تتوتري.. أعدك
أنه أمر مهم بالنسبة لي.))
(( حسنا )).. قالت وهي تنظر اليه باضطراب.
(( ماذا ذكر توني هذا الصباح.؟ حفلة المدرسة.؟ هل نبدأ بها.؟))
(( أذا أرردت ))قالت جيني وجلست .
(( هل تودين أن تريحي نفسك.؟ يبدو أنك غير مرتاحة في جلستك.))
(( أوه, لا, شكرا ))
اقترب روبرت وجلس جانبها.. بدأت تغني بهدوء لكن قلبها كان ينبض بسرعة كبيرة, أن اهتمامه بها جعلها مصرة على أداء الأغنية بشكل جيد..وعندما أنتهت نظرت الية تنتظر تعليقا.
لم يقل شيئا بل أخذ يتأمل عينيها التي كانت تلمع ببرق لشدة تأثيرها.
(( هل أغني واحدة أخرى.؟))..سألته.
(( نعم من فضلك ))..أجابها وهو يفكر بعمق.
غنت اغنية ثانية وثالثة.. وجميعها أثارت اعجاب روبرت.. شعرت بذلك.
(( حسنا يكفي الأن . سنشرب شيئا ما )).. أوقف ألة التسجيل فوضعت جيني الغيتار جيني جانبا.
(( ماذا تريدين.؟)) .. سأل روبرت .
(( عصيرا من فضلك.))..
(( أغنياتك رائعة جيني.. أنها ليست تجارية كما ألمحت لي سابقا بل بها شيء مميز يشدك أليها)).
الفصل التاسع
أبتسمت له جيني مسرورة فقال:
(( يجب أن تراقبي هذه الأبتسامة على شفتيك فهي قادرة على سلب عقل اي رجل ))
وقبل أن تستطيع التعليق أقترب منها وتابع كلامة:
(( أذن ليس هناك شيء خاص بينك وبين توني ))
(( هذا يعتمد على ما تقصدة بشيء.. فنحن أصدقاء ))..أجابت بصدق.
(( توني ليس ذئبا.. وهو كرجل تتمناه الكثيرات غيري فهو يملك سحره وشكله جذاب.))
(( أنت لا تمانعين.؟ في منزلك أقصد)) .. سأل بفضول.
(( أوه, لا.. أن توني مقتنع ببقاء كل شيء بعيدا عما يسميه حياته الحقيقية.))
(( وهل أنت جزء من حياته الحقيقية.))
(( أنا أتجنبه دائما في المنزل ))..تنهدت ثم تابعت:
(( احاول دائما أن أبقى بعيدة عما يسميه أستوديو.. وهو مكن لا يدعو أليه الكثيرين))
(( وماذا عنك ؟ الا يزورك أصدقاؤك في المنزل.؟))
اأرادت أن تقول أنها لا تقيم علاقة مع أي شاب ولا يزورها رجال لكن شيئا ما منعها من ان تبوح
بذلك بل قالت: (( لم يعترض أحد على وجود توني احيانا لا نراه يوما بكامله حيث يذهب ليرسم
بعض المناظر الطبيعية في الريف أو يجلس نفسه في الأستوديو.))
(( ستة أشهر دون أية محاولة منه.؟ يبدو أن توني محصن أكثر مما كنت أتوقع.؟))
كانت عيناه تعكسان شيئا غريبا.. وتساءلت ماذا كان سيفعل لو كان مكان توني
ساد الصمت لفترة واخيرا قال:
(( أنك تعجبينني حقا جيني.. هل أنت جاهزة كي نتابع.؟))
اومأت ايجابا فادار ألة التسجيل من جديد وأنسجمت جيني ثانية مع اغنيتها.. بعد أن أنتهت سألها روبرت
(( لم لا تغني أغنية النار في مزرعة روس.؟))
(( الأن.))
شربت بقية العصير وغنت الأغنية التي طلبها روبرت وعندما انتهت لم تستطع أن تمنع نفسها وتنظر
أليه لترى تعابير وجهه وما أن فعلت, أخذها بين ذراعية وقبلها بطريقة لم تعرفها من قبل.. ماذا بها أنها
تود البقاء هكذا للأبد.
(( قولي نعم جيني))
(( نعم ))..تمتمت بهدوء.
أن هذه اللحظات كل ما تتمناه الأن ولن تفكر بأي شيء أخر وستترك بقية الأمور ألى ما بعد..
بدأ روبرت بمداعبة شعرها تمنت لو أن حلمها هذا لا ينتهي.
(( أنتي لا تحبين ما نفعل .؟)).. سألها روبرت
(( نعم لكن أنا.. ))
(( لم يكن هناك أحد ))... أعترفت بصدق.
ابعدها بدهشة ونظرا أليها قائلا:
(( أوه يا ألهي.! ))
(( روبرت, أنا أريدك أن تفعل ما تريد... ))
(( جيني, لا تخلطي بين الرومانسية و... لقد كنت اتسلى فقط هذا كل شيء.. متعة جسدية ))
(( لا.! )).. صرخت جيني وكأنها لا تصدق ما تسمعه.
(( أنا أسف لما سببته لك, لم يخطر بذهني أبدا أنك ربما تكونين دون خبرة على الأطلاق )).توقف
ثم أضاف بحدة: (( لو كنت أعر لما فعلت ذلك)).
(( تعرف ماذا .؟ ))...سألت بعصبية.
(( لقد اعتقدت أن مثل..))..
(( مثل بقية الفتيات.؟ فكرت أنني...))
شعرت بالخجل حتى من نفسها انهمرت الدموع الغزيرة على وجهها ولم تستطيع منعها من التوفق..
لقد جعلها روبرت تشعر أنها فتاة رخيصة واصبحت تشك في امكانية النظر اليه..
وقفت وسارت بسرعة الى الباب ولحقها وامسك يدها.
(( لا تذهبي.! ))
(( أريد ذلك.))
(( لا, انتضري.! ))
(( أنتظر ماذا.؟ لا يوجد شيء لي هنا.)).. عادت للبكاء.
(( جيني..)) ...اوقفها ولمس وجهها بيديه فنظرت بعيدا كي تتجنب نظراته المحدقة وتابع قائلا:
(( جيني ارجوك.. اصغي ألي))
(( لقد قلت الكثير ))
(( ارجوك , اريدك أن تفهميني.. لقد عشت طوال حياتي حياة بعيدة عن التي تعرفينها, الناس فيها..))
تنهد بحزم ثم أضاف: (( الفتيات كتمضية للوقت فقط.. أي متعة جسدية.. لكن من الخطأ أن
افعل معك هذا.. لا أستطيع.. ليس عندما تكونين..))
(( أنا فتاة ناضجة.. أنني في الثالثة والعشرين وأستطيع أن أسيطر على حياتي تماما لن اشكرك
لأنك تعاملني كطفلة صغيرة))
(( هل أنت انجرفتي فقط بهذه اللحظات التي امضيناها.؟)). لقد جعل الأمر صعبا بالنسبة لها فلم تستطيع
أن تعترف بما في داخلها.
(( لا يهم الأن لقد كانت غلطة.. انا أسفه اذا كنت تشعر أنني خدعتك فيما يتعلق بمتعتك الشخصية.))
(( أوه ياللجحيم...)) قال بحدة وأضاف: (( اسمعي أنا لا أريد أن أؤذيك ولم اقصد أن افعل اعتقد أنني
تصرفت بوحشية ألى حد ما لقد كان.. كل شيء فجأة..اللعنة على كل شيء.. لقد أردتك.. لاشك
أنك تعتبرينني متوحشا.. لكن لذي كبرياء.. لا يمكنني أن اخدع فتاة لمجرد أنني أريد تمضية بعض الوقت..
(( لقد اعتقدت ذلك.. هذا غباء مني.)) ... تمتمت قبل أن تسمع تعليقه وركضت بسرعة خارجة من الغرفة.
اغلقت باب غرفتها وارتمت على السرير.. استمرت بالبكاء حتى تبللت الوسادة لكن يجب أن تكون موجودة خلال العشاء.. فنهضت ودخلت لتأخذ حماما منعشا يزيل عنها ما قاسته بعد أن ارتدت ثيابها جلست تمشط شعرها سمعت طرقات على الباب.
(( جيني هل أنت صاحية ؟ ))
(( نعم ادخل توني لقد كنت على وشك النزول.. اعتقد أن العشاء جاهزا أليس كذلك.؟))
(( روب قال أن لديك صداعا ))
(( لقد أخذت حماما معشا واشعر بتحسن الأن.. شكرا لانك احضرت حاجياتي, كيف كان يومك .؟)).. قالت حين رأت على الغيتار على سريرها
(( أوه لاباس .. أنا لا انسجم كثيرا مع الناس البلاستيكيين.؟)) ..
(( البلاستيكيين.؟)) ...رددت جيني وكأها لم تسمع.
(( الذين يحبون المظاهر الكاذبة فقط ))..أجاب موضحا وتابع (( أنهم من الداخل دون روح.. أنني أحب سكان القرية أكثر من .. روب كان يسجل لك وقال أنك كنت رائعة أنه متأثر كثيرا جيني))
(( هل هو كذلك .؟))
(( نعم ألم يخبرك.؟))
(( لم نتحدث عن ذلك كثيرا أنه يقول أنني لا أملك صوتا تجاريا.. لكن))
(( تبدين مرهقا )) علق توني.
الفصل العاشر.
(( لا ))... اجابته وهي تحاول أن تبتسم ثن أضافت: (( لقد استمتعت برفقة عائلتك توني ))
(( لننزل الأن وننضم ألى الأخرين. أنني بحاجة الى شراب ))
(( وأنا أيضا لأمحو من رأسي الرفقة التي كنت معها في حفلة بعد ظهر اليوم.))
(( حسنا لنخرج ))..قالت محاولة أخفاء قلقها وحزنها على ما حصل بينها وبين روبرت.. هل تسرعت بما فعليه مع روبرت.؟ لكن هذه هي مشاعرها الصادقة.. دائما تسبقها في التعبير عما في داخلها.
دخلا غرفة الطعام وجلسا في مكانهما خلف المائدة كان توني هو السباق في بدء الحديث:
(( حسنا, روبرت ما رأيك.؟))
(( بماذا.؟))
(( بغناء جيني.؟))
(( لم يسمح لي الوقت بمناقشة ذلك معها ))...اجاب ببرود
(( تناقش ماذا.؟))..سألت ميرندا بفضول وابتسمت لجيني...((أوه هيا روبرت اشرح لنا بنفسك.! ))
عرفت جيني أن روبرت يحدق بها دون أن تلتفت أليه.
(( أنها حقا تغني بشكل رائع.. كما أن طريقتة ادائها نادرة.. أنها موهبة فعلا ))
رفعت رأسها ونظرت أليه فالتقت أعينيهما.. شعرت بالخجل مجددا.
(( أنت على حق روبرت ))..قالت أنابيل نايت بسرعة وأضافت: (( لقد عرفت ان تقيمها بشكل جيد ))
(( ربما تصدقينني الان جيني روس فالخبير قد تكلم ))...علق توني.
(( نعم صحيح ))...تمتم بصوت خافت.
(( أذن يجب أن نسمع المزيد من اغنياتك, ما رأيك أن تغني لنا بعد العشاء.؟ ))..قالت ميرندا .
(( لا.! ))
(( التفت أليها الجميع بدهشة عدا روبرت فقد كان يعرف بالطبع سبب ردة فعلها. وقال
(( اعتقد أن جيني قد أدت اغنيات كثيرة اليوم ميرندا ربما اكثر من أثنتي عشر اغنية وهذا متعب حقا. ))
(( أنت على حق روبرت نحن نطلب الكثير ))... اجابت ميرندا.
تنهدت جيني بارتياح ولكن قال أدوارد نايت مقترحا بلطف: ((اعتقد أنك لن تمانعي اذا استمعنا
ألى الشريط المسجل .)).
شعرت وكأن قلبها توقف عن الخفقان.. لا يمكن أن تستمع ألى الشريط الذي عبرت فيه عن مشاعرها
لروبرت فقالت متوسلة:
(( أرجوك .. أفضل عدم القيام بذلك... لقد رفضت أن يسجل روبرت الاغاني أنها ليست..ليست..))
(( ما تحاول جيني أن تقوله هو أن الاغنيات ليست بمستوى اغنية النار في المزرعة فهي لم تضع كل
جهدها..))
(( اعتقد انني سمعت جميع اغنيات جيني.. وبالنسبة لي في مذهلة ))...علق توني.
ارادت أن تقتله لكلماته خاصة عندما تابع:
(( أن روب خبير وجيني تعتقد أنها ليست ماهرة بشيء, لكن أنا اعتقد أن ألة التسجيل ستخبرنا الحقيقة,
ضعها لنا بعد العشاء روب اريد أن تسمع العائلة بكاملها كم هي رائعة)).
(( اظن أن القرار يعود الى جيني وليس لك وحدك توني))...قال روبرت بعصبية.
نظرت ألى روبرت..أنه يتركها تتخذ قرارها لوحدها.
(( جيني أود كثيرا أن اسمع الشريط ))...قال أدوارد نايت بلطف.
((وأنا أيضا ))...علق بيتر بحماس.
(( هيا وافقي )).. رددت ميرندا.
(( لقد استمتعنا باغنياتك الليلة الماضية ياعزيزتي ونحن متشوقون لسماع المزيد))..اضافت أنابيل نايت.
شعرت وكأنها وقعت في مصيدو ولا مجال للتراجع جميع أفراد العائلة تطلب منها الموافقة لذلك قالت
بعد تردد وتفكير:
(( لكن لا أحد يلومني اذا كان مساؤكم مملا )).
(( شكرا لك ياعزيزتي )).. قالت الوالدة وتابعت:(( أنا متأكدة من أننا سنستمتع )).
بعد أن انتهى الجميع من تناول الطعام انتقلو الى غرفة الجلوس لتناول القهوة جلس توني الى جانبها
وقد لاحظ توترها الشديد فقال لها:
(( استرخي أنت لست قلقة على صوتك بالطبع وتعرفين كم احب اغنياتك ))
(( حسنا لكن على الأرجح ستبدو رهيبة علة ألة التسجيل))
(( لايمكن ان أسيء الحكم وقد اعجبته))
دخل روبرت وقد احضر الشريط..ارتفع صوت ألة التسجيل وبدات تسمع اغنياتها. كان الجميع يتمعون باهتمام
ويبدون اعجابهم بين لحظة واخرى.. مع انتهاء احد الاغنيات جاء صوت روبرت وهو يقول:
(( حسنا, يكفي حتى الأن, لناخذ شرابا )).
(( تفكير جيد ))..علق توني.
(( نعم زجاجة كهذه لمناسبة))...قال الوالد وهو يقف لاحضارها لهم.
(( جيني..))...علق بيتر باعجاب قائلا: ((أن جميع اصدقائي سيندهشون حين يسمعونك أنا
متأكد انك مذهلة جيني)).
(( أنا اعتقد أن جيني تمتلك الموهبة حقا))...قالت ميرندا بحماس ثم أضافت: (( يا الهي لو كنت املك
موهبتك لا اعرف ماذا كنت سأفعل.؟))
(( انت على حق ميرندا))...علق توني.
دخل أدوارد نايت وهو يحمل صينية عليها كؤوس وزجاجة وقال لزوجته:
((حسنا..هيا أنابيل وزعي الكؤوس))
(( أرجو أن نستطيع اقناعك جيني باظهار موهبتك للجميع ))...ثم التفت ألى روبرت وأضاف:
(( لنستمع ألى بقية الاغاني روبرت))
مجددا أنصت الجميع وهم يستمعون بتركيز وعند انتهاء الاغنية قبل الاخيرة قالت جيني:
((حسنا هذا كل شيء..))
[right]الفصل الحادي عشر.
نهض روبرت مسرعا وأقف ألة التسجيل لقد شعرت أنه لم يعد يريد أن يستمع ألى المزيد لكن بيتر قال
بسرعة: (( لماذا لم تغن اغنية النار في مزرعة روس.؟ لقد كنت بانتظارها.
ولكن اريد ان أسمعها مجددا لقد كانت رائعة )). أصر بيتر.
(( لابد أنك سجلتها روبرت )).. ساله والده.
(( نعم لقد سجلتها)).. اجاب معترفا.
(( حسنا, لنسمعها اذن))...طلب بيتر.
(( اوه بيتر.. أنني أراعي مشاعر جيني قبل أي شيء.. لقد كتبتها من أجل والدها))..
قال روبرت بهدوء.
(( تستطيع أن تسمعها اذا اردت بيتر )).. قالت جيني دون اي تعليق اضافي.
ادار روبرت ألة التسجيل ثانية.. كانت الاغنية تعبر عن مشاعرها بصدق اغمضت عينيها كي لا تلتقي
بعيني روبرت.
(( لا اظن أنني سمعتك تغنين بمشاعر كهذه جيني))..علق توني ثم أضاف: ((لقد كنت رائعة حقا))
(( نعم.. والاغنية جميلة))..قالت الوالدة وتابعت:((أنها هدية مثيرة لوالدك لابد أنه كان مسرورا
جدا وفخورا بك.))
(( شكرا لك سيدة نايت))..تمتمت جيني.
(( لكن بالامكان جيني أن تكوني أكثر روعة بمساعدة روبرت أليس كذلك.؟)).
((لا, سيدة نايت.. أنا.. يمكنني أن أفعل ذلك لوحدي))...قالت جيني بسرعة وارتباك.
(( لكن روبرت ماهر بالنقد, ويمكنك طبعا الاستفادة من ذلك.))
(( سيدة نايت.. أنك في غاية اللطف معي جميعكم كنتم لطفاء, وأنا مسرورة جدا لأنكم احببتم الاغاني, لكن لنتوقف عند ذلك رجاء")).
((جيني...لكن))...بدأ توني بلطف.
((لا, توني))...قاطعته بحدة قائلة: ((أنها مجرد موسيقا لي أردت أن تسمعها عائلتك وقد حصل ذلك...أنتم تحاولون تشجيعي, لكن أنا رايي الخاص واحب أن...))
(( لقد كنا أنانيين جدا))...قال أدوارد نايت.
(( أوه, لاسيد نايت))..قالت جيني بسرعة وأردفت:((لقد كنتم حقا لطفاء معي أنني لا أقصد
ازعاجكم أبدا.))
((نعم...افهم أنك تعتبرين انها مجرد موسيقى خاصة بك.))
(( نعم ))..تنهدت وهي تشعر بالارتياح لانه فهم قصدها.
(( ونحن نشكرك لأنك جعلتنا نشاركك بها)) ثم اقتربت من زوجته وامسك بيدها قائلا:
(( أه..هاه.!))..بدأ بيتر يضحك ثم علق: ((يبدو اننا عجنا الى الماضي)).
تحدث أدوارد نايت عن عائلته وعن علاقاته بأنابيل وحنينه ألى الماضي..واستمعت جيني ألى حديثه مع بقية
افراد العائلة. وعرفت أن روبرت في الثلاثين من عمره ويكبر توني بست سنوات الذي يكبر بدوره ميرندا
بسنتين. أستمر الحديث بين الاولاد ومغامراتهم.. الى أن بدا توني يتثاءب وصرخت والدته بأنه
فعلا وقت النوم. نهض توني ووقفت جيني كي تلحق به.
(( جيني هل أستطيع أن اتكلم معك قبل أن تذهبي الى الفراش؟.))..ناداها روبرت.
رفع توني حاجبيه بدهشة ثم نظر الى جيني وكأنه يبحث عن جواب...ابتسمت كي لا تجعل فضوله يزداد..
فتركها وذهب ألى غرفته.
(( لقد كنت افكر بما سأقوله لك))..صرح روبرت وهو بنظر ألى الشريط وأضاف:(( لقد تصرفت بشكل رائع لا يمكن لأحد أن يفعله بعد ما كنت تعانينه.. حين تحدثت عن اغنياتك خلال العشاء, أردت أن أزودك
بالفخر الذي يجب أن تحمليه لأغنياتك, وفكرت بأن ردة فعل العائله ستساعد في تخفيف
الأذى والألم الذ سببته لك)).توقف قليلا وتنهد ثم أضاف:
(( لقد كنت مخطئا.. لا استطيع ان ابرر ما فعلته.. بأمكاني أن اعيد اغنياتك اليك.. لا يحق لي أن
اخذها أو أن يأخذها احد أخر.))
ناولها الشريط المسجل الذي يحتوي على اغنياتها..
ارتجفت يدها وهي تأخذه وبدأ قلبها يدق بسرعة.
(( هل كنت حقا تقصد ما قلته خلال العشاء.؟)).
(( نعم وما كنت لأقول غير ذلك.. جيني هناك سحر في اغنياتك انني اتمنى فقط..))
توقف قليلا فنظرت اليه وهي متشوقة لسماع بقية كلماته. واكمل قائلا:
(( اتمنى.. لو كنت مازلت ترغبين أن اشاركك بها))
(( ماذا..ماذا تقصد.؟))
(( اعتقد أنك عندما ستصبحين رائعة.. لقد عرفت امكانيات صوتك تماما وما يمكن أن اوجهه
أليه ... أنني أود القيام بذلك معك لكن اعرف تماما انه لايمكن ان أجبرك على فعل شيء لا تريدبنه.! ))
(( لكني فعلا أود ذلك))
(( شكرا لك ))..تنهد روبرت.
(( أنا اشكرا روبرت)).. تمتمت جيني ثم تابعت:
(( أود أن أذهب ألى الفراش الأن فلدي صداع خفيف.. سنتابع غدا.؟))
(( جيني.. ))
حاول أن يضع يده على كتفها لكنه ابعدها بسرعة نظرت أليه مستفسرة فقال:
(( لا تنظري الي هكذا بحق السماء.!.. أنا لم أقصد أن أجرحك على أي حال سنعمل في أي مكان تريدينه.))
الفصل الثاني عشر
نهدت جيني واسترخت قليلا واستطاعت أن تجيبه أخيرا:
((لا.. فسنبدو سخيفين اذا غيرنا المكان.. سنعمل في غرفتك حيث يجب أن نستمع الى ألة التسجيل
ونكرر ذلك عدة مرات))
((نعم هذا ما يجب أن نفعله ))..قال موافقا ((هل لديك أي برنامج لصباح الغد.؟))
((لا, فعل الأقل توني لم يتحدث عن شيء.))...اجابت ببرود.
(( هل رغبات تونب أهم مما تريدينه.؟))
(( أنا ضيفته روبرت.. ولولا دعوته اللطيفة لما كنت هنا الأن))
(( نعم بالطبع )).. تمتم بهدوء وقال: ((حسنا ذن.. أذا لم يعترض توني فهل نبدأ صباح الغد.؟))
(( نعم )).. اعادت له الشريط وتابعت: ((يجب أن تحتفظ به فلن يمكننا العمل بدونه))
(( شكرا لك جيني, وأنا أعني ما أقول شكرا جزيلا ))
(( حسنا سأراك في الصباح, طابت ليلتك روبرت)) ..
وجه أليها ابتسامته الساحرة ورد قائلا: ((تصبحين على خير جيني ))
كانت جيني ترتدي ثيابها الصاحا وهي تفكر كيف يمكنها أن تعمل بشكل جيد وعقلها مشوش,
فكرت أن تعتذر ولكنها لا تريد أن تفقد صحبة روبرت طوال النهار.. أنها بحاجة لان يكون بجانبها..
وبعد تردد قررت اخيرا أن تترك الأمور كما هي...
نزلت لتتناول الأفطار فوجدت أن الجميع سبقوها في تناول الطعام,
فأعتذرت عن تأخرها وجلست تتناول ببطء.
وقفت ميرندا وهي تدفع فنجان القهوة بعيدا وقالت موجهه كلامها الى جيني:
(( سأمضي معظم اليوم وأنا ممددة عند البركة ما رأيك بالأنضمام ألي.؟))
(( جيني ستعمل معي هذا الصباح ))... قال روبرت بسرعة.
(( هي روب هذا غير عادل.! ))...صاح توني متذمرا.
رفع روبرت حاجبيه بدهشة واجاب ببرود.:
(( من العدل ماذا.؟ لقد سألت جيني أذا كانت تريد العمل وهي.. ))
(( اللعنة.!.. أنها العطلة ))... قاطعه توني وتابع بسرعة:(( لقد احضرت جيني ألى هنا لأنها بحاجة للراحة..
يوم امس كان لا بأس به لقد اردتك أن تخبرها بأن موسقاها رائعة لأنك أن قلت ذلك فستصدقك..
لكن هناك أكثر من الموسيقا في الحياة.. اقصد أن تنعم جيني ببعض المرح.))
(( ربما تعتقد جيني أن الموسيقا بحد ذاتها هي المرح توني.)).. تمتم أدوارد نايت بلطف وعلق:
(( توني لا تفرض على ضيفتك ما تريد أن تفعله أنت)). وتدخلت الوالدة قائلة.
(( توني أنا متأكدة من أن جيني ستحب العمل فيما يتعلق باغنياتها.. هناك بعض الملاحظات
التي أريد مناقشتها معك بخصوص لوحتك الأخيرة ربما لن تمانع بأن تمضي الصباح معي))
اعتقدت جيني للحظات أنه سيرفض لكنه قال بعصبيه:
(( حسنا يا أمي.. ولكن لن تستطيع أن تبقي جيني محجوزة طوال اليوم, روب..
اتوقع أن اراها خلال الغداء ))
(( وأنا أيضا أحب أن أكل )).. قال روبرت مبتسما ثم اضاف: (( هل أنت جاهزة جيني كي نباشر))
ترددت جيني للحظات..اقترب منها أدوارد نايت قائلا:
(( أنني مسرور لأنك أصغيت الى روبرت, فانت تملكين موهبة تستحق أن تصقل عزيزتي..
أرجو أن تقضي صباحا ممتعا))
(( شكرا لك سيد نايت))... ردت جيني بلطف.
ذهب روبرت الى غرفته.. قالت له:
(( أنت تعرف أنني وافقت على هذا الصباح لأن توني لم يعارض))
(( أن عملك أهم مما يقوله ))...اجاب روبرت.
شعرت أنها ضعيفة أمام كلماته فردت بعصبية:
(( من اعطاك الحق بأن تأخذ ذلك القرار عني.؟ ))
التفت أليها قائلا:
(( أنا أسف جيني, هل تريدين أن تعودي الأن.؟ ))
بقت صامتة ولم تجب فأضاف:
(( ليلة أمسكنت متشوقة للعمل معي ))
(( أنا .. كنت.. لقد.. ))
(( أن توني ليس لديه خطط محددة.. لا شك أنه يحب مناقشة بعض الرسوم مع أمي كثيرا ))
تنهدت واجابت بهدوء:
(( ما في الأمر أنني لا أحب أن أجبر على شيء.. لقد حصل كل شيء وكأن مشاعري ليس
لها أي اعتبار ))
(( أعرف. وأنا أحسب مشاعرك أكثر مما تتصورين ))
(( حسنا ولكنني لم الاحظ ذلك )).. تمتمت بهدوء.
(( ربما لأنك لا تدركين كم أنت مثيرة.. جميعنا نريد رفقتك, وأنا لم أكن أريد أن أخسر هذا الشرف اليوم.
على كل حال كانت هذه انانية مني وأذا كنت تريدين العودة ألى توني..))
شعرت بالأحمرار يكسو وجهها وقالت:
(( لا انت على حق توني سيكون مسرورا مع والدته.. أما نحن فدعنا نتابع ما بدأناه أمس.))
ابتسم روبرت فتنهدت وكأن حملا ثقيلا قد ذهب عنها.. جلست على الكرسي الذي قدمه لها, ثم تذكرت أنها لم تحضر غيتارها فوقفت بسرعة.
(( ألى أين انت ذاهبة.؟))
((ل..لااحضار غيتاري ))..اجابت بسرعة.
(( لا تكوني متوترة معي جيني.. انني لا استطيع أن أتحمل أكثر ))
(( لا استطيع الا أن أشعر بذلك ))
(( حسنا, اذهبي الأن وأحضريه اعدك أننا سنعمل ولا شيء أخر ))..قال بلطف. ذهبت وعادت
بسرعة لكنها مازالت تشعر بالتوتر فجلست بهدوء وحاولت قدر الامكان أن تسيطر على قلقها.
أمضيا وقتا طويلا وروبرت ينتقد بعض المقاطع الموسيقية بشكل أثار اعجابها لدقته.
(( لا شك انك درست الموسيقا فأنت تتمتعين باذن موسيقية رائعة. ))..
علقت جيني.
(( لقد تعلمت ذلك بالموهبة والخبرة أكثر من الدراسة ))
نهض واقفا وسار الى النافذة.
(( أوه الجميع يسبحون في البركة.. لا شك أن السيدة شيري تحضر الغداء هل أنت جائعة جيني ))
(( كم الساعة الأن .؟))
(( أنها الواحدة.. لقد مضى على وجودنا هنا أربع ساعات ))
(( أربع ساعات.؟ )).. هل يشعر بالملل لأنه برفقتها, (( لم ادرك أنني اخذت صباحك بكاملخ ))..
قالت معتذرة.
(( جيني.. بامكانك أن تأخذي يومي بكامله.. فأنا استمتع بكل دقيقة معك.. لكن من الأفضل أن
ننزل لتناول الغداء فأنت بحاجة ألى بعض الراحة.))
(( شكرا على.. ))
(( لا تشكريني.. أنا الذي يجب أن يشكرك.. أنت تملكين طبيعة كريمة جيني.. واخشى أنك
أذا بقيت فترة اطول هنا, فلن اعرف ما أذا كان باستطاعتي عدم استغلال هذا الكرم.))
اقترب منها فتوترت. وكأنه شعر بذلك فابتعد مقترحا بلطف:
(( لما لا تبدلين ملابسك وتنضمي ألى الأخرين قبل الغداء.؟فهكذا تفتح شهيتنا ))
(( نعم, أود ذلك )).. اجابت بسرعة وتابعت: ((سأراك عنج البركة أذن ))
الفصل الثالث عشر.
دخلت ألى غرفتها وارتدت بزة السباحة وحين خرجت فوجئت بروبرت ينتظرها عند الباب.
(( هل انت جاهزة.؟))..سألها وهو يمسك يدها بلطف. فأومأت بالايجاب.
حين رأهما توني قادمين صاح قائلا: ((كنت سأصعد وأنزلك ))
رأت الطاولة مليئة بأطباق الطعام وسمعت صوت ميرندا يناديها:
(( جيني.. المياه رائعة ))
لم تستطع جيني مقاومة اغراء المياه. فانضمت ألى ميرندا وكذلك فعل روبر. سبح الجميع واخذوا
ومر الوقت ألى أن قالت ميرندا:
(( سأخرج الأن...أشعر بالجوع))
(( وأنا أيضا.؟))..وافقتها جيني.
سارتا ألى طاولة الطعام فعلقت ميرندا:
((اعتقد أنك تستطيعين تناول أي شيء دون أن تهتمي لذلك.. أقصد بالنسبة لوزنك ))
(( نعم أنت على حق.. لكن لا اعتقد أنك تحسديني على جسمي.. فأنت رائعة.! ))
(( أسمعي, جيني ))..اتاها صوت توني, ((هذه المرة الأخيرة التي أسمح لك أن تحطمي من معنوياتك,
هل فهمت..وألا سأرميك في البركة ))
(( لكن بعض الرجال يحبون الجسم الممتليء مثل ميرندا مثلا.. ))
نظر أليها واخذ يضحك ساخرا, فقالت شقيقته هازئة هي الأخرى:
((شكرا لك توني.. ))
خرج روبرت وانضم أليهم وتناول الجميع الطعام.
(( هذه هي الحياة.. موسيقا في الصباح وشمس عند الظهر ))..علق روبرت.
(( وماذا تخطط لهذه الليلة.؟ )).. سأله توني.
(( المزيد من الراحة ))
(( لا شك أنك بدأت تهرم روب ))
(( لا.. أنا دائما افضل النوعية على الكمية ))
(( أنه يوفر طاقته لعيد رأس السنة ))...قالت ميرندا وهي تضحك ثم اضافت:
(( ستقام حفلة كبيرة سيكون بها جميع من في التلفزيون.. ورب سيديرها ))
(( هذا يبدو شيئا مثيرا للأهتمام ))
(( لماذا ال تأتي أنت وجيني معنا.؟)).. علقت ميرندا بحماس قائلة:
(( لقد تلقيت دعوة منفصلة.. بامكانكأن تذهب معي وتذهب جيني مع روب))
(( جيني هل تودين الذهاب واحتمال وجود شباب ذوي الدم الثقيل.؟))...قال توني ساخرا.
(( لا اعتقد أنه من العدل بالنسبة لروبرت..)).
(( ماهو غير العادل بالنسبة لي.؟ ))...سأل روبرت بدهشة.
(( أوه.. أنت بالطبع لا تريد أن يعتقد أحد أنني برفقتك ))...قالت جيني بارتباك وضافت بنفاذ صبر:
(( أنني لست على قدر في الاناقة ))
(( هل هذا هو كل ما في الأمر.؟ ))...اجاب توني واسرع نحوها راميا أياها في البركة قبل أن يتسنى
لها الاعتراض. ثم أمسك بيدها وساعدها على الخروج, ثم صاح بها:
(( قولي أنك ستذهبين ألى الحفلة أيتها الغبية وألا سأرميك مجددا.))
(( لكني فعلا لا أملك ما يناسب الحفلة ))...اصرت قائلة.
(( يجب أذن أن اخلصك من تلك العقدة.. ))
(( أنت على حق توني )) .. قالت ميرندا ثم أردفت:
(( سأخذك ألى التسوق جيني فأنا اعرف جميع المحلات في المدينة ))
(( حسنا, أذا كانت ميرندا ستختار لي شيئا جميلا فسأذهب ))..قالت جيني بهدوء.
(( أنت لست بحاجو ألى شيء جميل جيني )).. علق توني ثم تابع: (( لماذا لا تصدق النساء
الجميلات ذلك..؟ ما رأيك روب.؟ ))
(( نعم أنت على حق ))... ابتسم وشرد قليلا ثم أضاف:
(( لا اذكر أنني امضيت صباحا افضل من صباح اليوم ما رأيك أن نتابع مع بقية أغنياتك جيني.؟ ))
(( أذا أردت )).. اجابت بهدوء.
(( كما أنني سأكون فخورا برفقتك ألى أي مكان..أنا أحترمك كثيرا))
(( ما هذا..1.. أنا لم اسمع روبرت يقول ذلك من قبل أنه دائما ساخر وخاصة فيما يتعلق بالنساء)) ..قالت
ميرندا مداعبة.
(( من الأفضل أن تحتفظ بالاحترام فقط )).. قال توني وهو يعمز جيني بعينيه بلهجة تحمل معاني كثيرة.
(( حسنا.. أنا اعتقد أنه من الافضل أن تقول ما تريد حرفيا توني ))
لم يجب توني وظل السكون يعم المكان لدقائق.. قطعته جيني بقولها موجهة الحديث ألى روبرت:
(( روبرت, دعنا نذهب لنكمل الأن))
ذهبا ألى غرفة روبرت وبدأ يتحاوران حول الأغاني. واستغرق في العمل لفترة.
((أعتقد أن أغنية التمنايت بحاجة ألى تدريب اضافي وهذا ما ستفعلينه.))... قال روبرت ثم أضاف:
(( أما الأغنيات الأخرى. فهي قد أصبحت جاهزة للبيع جيني ))
(( للبيع.؟ ))..تساءلت وقد صعقتها ما سمعته.
(( نعم. ألا تدركين أنك تستطيعين أن تكسبي الكثير من الشهرة والمال من خلال هذه الأغنيات.؟ ))
(( ومن سيشتريها.؟ ))
(( سأفكر بكثير من الذين يهمهم الأمر.. وأذا أردت يمكنني القيام بصفتي الوكيل))
(( لا, لا أعتقد ذلك ))..تنهدت.
(( لم لا.؟ ))
(( أظن أنني لا أود وضع أغنياتي أمام جميع الناس لتتعرض للنقد ))
(( أبدا.. صدقيني جيني أغنياتك رائعة و...))
(( حسنا, سأفكر بالأمر )) ... قاطعته ثم وقفت وأضافت:
(( شكرا الاهتمامك روبرت من اللطف منك أن تعطيني وقتك ))
اقترب منها قائلا:
(( أوكد لك أن أغنياتك ستنال الاستحسان من الأن ))
(( أشكرك ثانية, أنت لطيف للغاية ))
(( أنا لست لطيفا, لكنني أقول الحقيقة))
(( أعدك بأنني سأفكر في الموضوع بجدية ))
عبس قليلا وشعرت للحظات أنه يريد أن يهزها بعنف, ثم تنهد وقال:
(( حسنا, أعلميني حين تتوصلين ألى قرار, وسأساعدك قدر ما أستطيع, أما بخصوص العمل معك..
فهو ممتع لا يشعر بالملل أبدا ))
(( هل هذا هو شعورك حقا.؟ ))
(( نعم, ولم لا.. نحن الاثنين لدينا اهتمام عظيم للموسيقا, ومن الرائع أن نتشارك نفس الاهتمامات))
(( نعم , أنت على حق ))...قالت وكأنها تكلم نفسها.
لم يقل شيئا, بل أدار ظهره ينظر من النافذة.
(( شكرا لك مجددا روبرت ))
منتدى ليلاس
تركته وخرجت من الغرفة وهي تشعر بخيبة أمل لأنه لم يطلب منها أن تبقى.
الفصل الرابع عشر.
خلال الأيام التالية لم ترى جيني روبرت كثيرا, وبدا كانه حقا يلعب بمشاعراه كما أخبرها توني سابقا.
فأحيانا يقربها منه وأحيانا يبعدها.
أخذها توني ألى أحد الحفلات الراقصة, فقررت ان تستمتع بوقتها وأن لا تفكر بروبرت أبدا.
(( هل تستمتعين بوقتك جيني.؟ )).. سألها توني.
(( نعم ...شكرا توني))
لكنها في الحقيقة لم تستطع نسيان روبرت أنها تفكر به دائما... وكأن توني أحس ان بها شيئا ما,
فاقترح أن يعودا ألى المنزل باكرا.
أوصلها ألى غرفتها وقبلها على جبينها وتمنى لها ليلة سعيدة, فشكرته على الأمسية بلطف, وقررت
أنها لن نخرج معه لوحدهما ثانية أهنا تحترمه وتوده, لكنها لا تريد تسبب له خيبة أمل.
بعد منتصف الليل, حين عاد روبرت خرجت بسرعة من غرفتها فقد أرادت أن تذهب أليه,
لكن انتبهت ألى طيشها فعادت ألى غرفتها وأغلقت الباب.. وبدأت تفكر في حفلة رأس السنة..
لا شك أن روبرت سيمضي بعض الوقت برفقتها. بدأت تحلم وتنتظر تلك الليلة ألى أن شعرت بالنعاس
فنامت نوما عميقا.
كما وعدتها ميرندا. فقد أخذتها معها ألى السوق لابتياع شوب لقضاء حفلة رأس السنة.
وفي يوم الحفلة صعدت معها ألى غرفتها تساعدها في لباسها وزينتها.
(( ألم تنته بعد.؟))..أتاها صوت توني من وراء باب الغرفة.
(( لن نتأخر.. انزل وانتظرنا في الأسفل )).. قالت جيني ضاحكة.
(( ولكن ماذا تفعلن أنتن الفتيات في لباسكن ))...سمعتاه يتمتم مبتعدا, ضحكت الفتاتان وقالت ميرندا:
(( سيرى بعد قليل ماذا نفعل ))
كانت ميرندا تهتم بمظهر جيني حتى بدت مختلفة تماما,
لكن ما كان يقلقها هو أن لا يعجب مظهرها روبرت.
(( حسنا, هذا كل شيء)) ...قالت ميرندا وهي تضع اللمسات الأخيرة.
(( شكرا لك ميرندا, لقد جعلتني أبدو..أنا حقا لم أر نفسي هكذا ابدا.. كأنها معجزة ))
ضحكت ميرندا: (( أنت حقا تبدين مذهلة))
(( أنا فعلا لا أصدق نفسي))
(( تعالي لننزل الأن ونرى ردة فعلهم ))
وما أن وصلتا غرفة الجلوس حتى صاحت ميرندا:
(( ها نحن أخيرا.. يجب أن تقولوا باننا نستحق الأنتظار))
ابتسم أدوارد نايت حين رأهما, أما روبرت فلم يظهر على وجهه اي تعبير رغم أن جيني كانت تهتم
فقط لردة فعلةه هو.
(( يا ألهي.! لابد أنك مجنونة ميرندا.. ما هذا الثوب.. أنها ليست جيني التي أعرفها ))... قال ساخطا.
(( توني..توقف))...صاحت والدته.
(( أنها تبدو رخيصة بهذا الثوب..وهذه الزينة التي أزالت لون البراءة من على وجهها..بحق السماء..))
شعرت جيني أنها على وشك الانهيار.. نظرت ألى روبرت تتوسله أن يوقف توني لكنه لم
يقل أو يفعل شيء.
امتلأت عيناها بالدموع. وقبل أن تسمع المزيد من انتقادات توني الاذعة ركضتمتجهة ألى غرفتها.
ارتمت على سريرها تبكي بشدة.. ثم دخلت لتأخذ حماما أزالت به كل أثر لما وضعته ميرندا.
سمعت طرقات خفيفة على الباب فسارعت بلف نفسها بمنشفة كبيرة وفتحت الباب فرأت
توني ووالدته.
(( أنا أسفة لما حصل سأضع ثوبي وأمشط شعري وأنزله ثانية.. لن أتأخر ))
(( جيني..)).. وضع توني يده على كتفها.
(( ارجوك, لا تقل شيئا ))...قالت جيني بتوتر.
(( أريد أن أبقى مع جيني لوحدنا.. أرجو أن تتركنا قليلا توني ))... تمتمت والدته. غادر توني..
فدخلت والدته وأغلقت وراءها الباب.
(( جيني عزيزتي.. أنا حقا اسفة ))
(( أنا التي يجب أن تتأسف..فقد جعلت من نفسي عرضا سيدة نايت ))
(( ولكن هذا ليسبسببك..أمل أن تكوني قادرة على مساعدة توني أنه في حالة سيئة..
وأصر على الاعتذار منك ))
(( لقد قال توني الحقيقة ))...قالت جيني وقد امتلات عيناها بالدموع ثم أضافت:
(( أنه على حق ولا احمل اي شيء ضده بل أشكره لانه صرح بذلك قبل أن نذهب ألى الحفلة
ويراني كل الموجودين))
(( لقد كنت رائعة جيني..لكن فقط بمظهر مختلف عما أنت فهذا ما لم يستطع توني أن يتقبله ))
(( لقد حالوت ميرندا أن أبدو مختلفة.. لكن لم يكن عليه أن يلوم ميرندا.. فأنا طلبت منها ذلك..
أردت أن .. أوه يا الهي..))
(( حسنا هل استطيع أن ارسل توني كي يعتذر منك.؟ ))
(( بل أفضل أن أواجه الجميع سيدة نايت.. سأكون في الاسفل خلال لحظات))
دخلت جيني غرفة الجلوس وهي تحاول أن تسيطر على أعصابها وأن تبدو غير منزعجة وقالت:
(( هل أبدو أفضل الأن.؟ ))
(( أنا حقا أسف جيني ))... قال توني بسرعة ثم أردف:(( كان يجب أن تصفعيني لكلماتي..
لكن لم أستطع ان أرى مستحضرات التجميل تملأ وجهك.. أنت ساحرة بدونها.))
(( لا بأس توني.. أنني أفهم ما تقوله ))
اقترب منها ووضع ذراعيه على كتفها قائلا:
(( أوه جيني.. أنت تعرفين أنني لا يمكن أن أفكر بمضايقتك ))
تنهدت جيني.. أنه لم يخطىء معها بل قال الحقيقة.. وسألها:
(( هل تريدين حقا أن تذهبي ألى الحفلة.؟ اذا كنت تفضلين...))
(( نعم أريد الذهاب.. أعتقد بانني جعلت الجميع ينتظرون وقتا كافا حتى الأن ))
ثم وجهت كلامها ألى ميرندا: (( أنا أسفة ميرندا لأنني جعلتك تضيعين وقتك معي.. لكنني أشكرك حقا))
(( حسنا جيني.. أنني منزعجة فقط من شقيقي الذي يتصرف أحيانا بعقلية ضيقة..! ))
(( حسنا.. حسنا يكفي هذا )) صاح توني معلقا: (( هل نذهب الأن..؟ روب هل نذهب بسارة
أخرى أم ستأخذنا معك ))
(( بل سنذهب جميعنا بسيارتي ))
قاد روبرت السيارة وجلست ميرندا بجواره, بينما جلست جيني وتوني في المقعد الخلفي.
الفصل الخامس عشر.
خلال الطريق لم تنتبه جيني لنفسها وهي تقضم أظافرها ألى أن امسك توني بيدها وأوفقها موبخا.
((أسفة, أنها عادة قديمة..))
(( لقد كنت أفكر.. جيني ما رأيك أن نعود غدا ألى المنزل.؟))
(( ألى ناغودا.؟ اعتقد أنك تريد أن تبقى مع عائلتك ألى ما بعد رأس السنة. ))
(( غدا هو عيد رأس السنة على أي حال ))
(( حسنا كما تريد ))
(( أنت مجددا لا تفكر الا بنفسك توني )).. قالت ميرندا وهي تلتفت أليه ثم أضافت (( أن أمي تتوقع أن
تبقى معنا لاسبوعين على الاقل.. وها انت تريد أن تقطع العطلة ))
تدخل روبرت في الحديث لاول مرة قائلا بهدوء:
(( أشك أنها ستمانع, ميرندا ))
منتدى ليلاس
(( لكن لا أعرف لماذا هو مستعجل هكذا )).. قالت ميرندا بنفاذ صبر .
شعرت جيني أن روبرت يريدها أن تغادر بسرعة.. لقد انتهى كل شيء ولم يعد أمامها أي فرصة لتتقرب منه وتكون بجانبه.
(( ميرندا أن أمي ستفهم الامر.. فلدي عمل )).. قال توني ثم أضاف:
(( وأنت جيني..لا تمانعين في ذهابنا غدا, أليس كذلك.؟))
(( لا, لا أمانع )).
(( حسنا, أذن سنستيقظ باكرا ونتناول الافطار مع العائلة ثم ننطلق ))
(( نعم ))
لم تستطع جيني البقاء مع روبرت لوحدهما خلال الساعات القليلة المتبقية لها,
فحين وصلوا أمسك توني بيدها قائلا:
(( لا تقلق بشأننا روب.. أذا احتجنا أنا وجيني ألى أي شيء فسنقول لك ))
(( هاي.! )).. صاحت ميرندا بحماس وأضافت (( هذا تروفر جاك.. )) ولوحت لشاب وسيم ثم
استأذنت: (( حسنا, سأراكم فيما بعد ))
التفت روبرت ألى جيني وتوني وقال:
(( كما اخبرتكما ميرندا فأن هذه رغم كونها حفلة ألا أنها وقت عمل بالنسبة لي, فأذا كنت واثقا
توني من أنك تستطيع أن تتدبر أمرك سأذهب الأن )).. ثم وجه نظراته ألى جيني دون أن يظهر أي تعاطف
وتابع كلامه: (( أراكما لاحقا ))
انصرف روبرت مبتعدا دون أن يلتفت وراءه.
(( لنقم بجولة حول المنزل )).. اقترح توني وأضاف:
(( فهذا فهذا منزل فنان ومعظم زراره فنانون أيضا ))
تجولا بعض الوقت حول المنزل وادخله,وعندما عادا ألى القاعة, أمسك بيدها وقادها باتجاه الغرفة ا
الموسيقية لكنه أوقفها بعيدا واقترب لوحده من الغرفة حيث كان روبرت واقفا يتناقش
مع أحد أعضائها. ودون أن يتحدث معه توني تناول الغيتار ثم عاد ألى جيني وسارا مبتعدين.
(( اعزفي لي جيني واسمعيني احدى اغنياتك.. ها نحن بعيدون وتحت النجوم الملألئة ))... قال توني
بعد أن اصبحا في الخارج.
ترددت جيني قائلة:
(( أوه, توني لا أستطيع ))
(( جيني.. أرجوك )).
(( حسنا, أغنية واحدة ))...اجابته وهي تحمل الغيتار بين يديها.
وقبل أن تنتظر منه اشارة بدأت تعزف أغنية التمنيات. لم تهتم للجموع التي اصبحت تحيط بها..
بل أخذت تغني باحساس عميق وهي تنظر ألى روبرت لكنها وللأسف لم تجد على وجهه
الجواب الذي تنتظره بشوق.
حين انتهت صاح احدهم:
(( المزيد.. المزيد ))
فكرر الاخرين خلفه.
(( توني, أوقفهم أرجوك.! ))
(( لقد كنت رائعه حقا ))
(( أرجوك, افعل أي شيء ))
(( معذرة أيها الرفاق )).. قال توني ثم أضاف بسرعة:
(( أنها اغنية واحدة فقط.. ارجو أن تتراجعوا..فأنتم تضيقون الخناق على الأنسة.. انها فعلت ما بوسعها
لتسمعكم اجمل اغانيها ))
وعندما تفرق الجمهور, قال لها توني:
(( أن ما قمت به.. مذهل جيني.. أكرر اعجابي ))
(( كل ما أريده أن أخرج من هذا الازدحام ))
نظرت ألى روبرت فراته يتجه نحوهما ألا أن أحدهم اوقفه.. توترت وهي تفكر كيف ستناقش أغنيتها معه.
اعطت الغيتار لتوني.. وحاولت أن تخرج لأن الناس كانوا يوقفونها بكلمات الأطراء, سارت مبتعدة وفجأة
شعرت بيد على كتفها.
(( جيني... )) التفتت لترى روبرت خلفها مباشرة.. توترت ولم تعرف ماذا تقول.
(( أغنيتك جيني.. كانت رائعة لقد أديتها بشكل مدهش.. كنت تنظرين ألى..))
(( لكنك تتجاهلني طوال هذا الليلة ))
(( اتجاهلك..! يا ألهي.. لو عرفت.. ))
وضع يده على عنقها.. فتحت فمها لتحتج , لكنه أطبق بفمه على شفتيها.
(( لا تقاوميني جيني.. ))
لف ذراعيه حول عنقها وأخذ يقبلها, فتعلقت به وكأنها كانت بانتظار هذه اللحظات.
سمعا صوت توني يقول صائحا:
(( اتركها أيها الشقيق العزيز.. ))
أبعدها روبرت عنه ولم يقل أيه كلمه, فتابع توني:
(( أن موهيتك ممزوجة بالشراب الأن.. كيف تتصرف مع جيني بهذه الطريقة البغيضه..؟ ))
(( توقف عن ذلك ))... صاح روبرت بعنف.
(( على أي حال انت تعرف أن الفتاة العديمة التجربة ليست من النوع الذي أفضله ))
نظر ألى جيني, ثم عاد نظره الى توني, واستدار مبتعدا.
كانت جيني ترتعد, وقد امتلأت عيناها بالدموع لكلمات روبرت الأخيرة.
(( تعالي, سأجلسك في مكان ما, واذهب الاحضار مفاتيح السيارة من روب. سنعود ألى المنزل
جيني, ولن يضايقك بعد الأن. أن تصرفه اليوم غريب جدا فهو لا يفعل ذلك عادة في مكان عام.
سأقول لميرندا أن تجد أحد يعيدهما ألى المنزل ))
لم تحتج جيني على كل ما قاله توني.. فذهولها جعلها تقف وكأنها تجمدت في مكانها.
وعلى غير عادته, قاد توني السيارة بهدوء في طريق العودة, ولم يتحدث مع جيني أبدا.
أوقف السيارة في المراب ثم نظر ألى جيني قائلا:
(( أنها ليلة سيئة.! في البداية أنا, ثم روب.. أنا أسف جيني, ولكن كان يجب أن أتدخل ))
(( أرجوك, لا تقل المزيد )).. تمتمت جيني ثم أضافت:
(( لندخل ألى المنزل ))
صعد معها ألى غرفتها.. واجلسها على السرير وجلس بجانبها وأخذ يداعب شعرها بلطف.
(( توني.. لا أريد أن أكون فتاة دون تجربة )).. لم يجبها توني, فاخذت تبكي.
(( أوه, جيني. لا تعرفين ما تفعلينه الأن ))
(( بل أعرف, ساعدني ))
(( اللعنة..! أنه روب من تريدين, أليس كذلك ))
صاحت في وجهه:
(( لماذا لا تريد مساعدتي..؟ .. لا أريد أن أراك, أخرج من هنا.))
الفصل السادس عشر.
اقترب توني ورفع وجهها بيده قائلا:
(( انظري ألي جيني.. أذا فعلت الأن ما تطلبينه, فلن اكتفي بذلك.نحن نعيش في منزل واحد.. وأنت لا تريدين أن نخطىء, أليس كذلك.؟ ))
(( نعم, لا أريد, توني أنا أسفه.. اعتقد أنني اصبت بالجنون ))
(( وأنا اعتقد ذلك أيضا.. لقد ارتديت ذلك الثوب من أجل روبرت.. والأغنية له أيضا.. ))
(( نعم. سيكون من الغباء أن أنكر ذلك ))
(( جيني.. أن روب لا يناسبك.. لقد سمعت ما قاله, انه يعرف الكثير من الفتيات دون أي احساس
بالمسؤولية ))
(( على كل حال أنا مسرورة لأننا سنعود غدا ))
(( لن نعود. يجب أن نبقى هنا ))
(( ولكن لماذا .؟ ))
بقى صامتا.. فكرت بجواب على سؤالها, لكنها لم تجد.
(( أنت قلت بأننا سنذهب ..! ))
(( كان هذا قبل أن ... ليس الأن. لقد فكرت بأشياء كثيرة ))
(( أخبرني توني ))
(( حين جئت بك ألى هنا, أردت أن تكوني سعيدة ولم أتخيل أنك ستتعلقين بروب.. والأن لن استطيع
أن عيدك يجب أن نجد الحلول لكل شيء قبل مغادرتنا ))
(( لكنك سمعته.. أنه لا يريدني ))
(( لا يمكنني أن أنكر ذلك ))
(( ربما أستطيع أن أساعدك لو تركتني أفعل جيني ))
قال وهو يعانقها مواسيا.
(( ماذا تقصد.؟ ))... تمتمت وهي تنظر الى توني.
فجأة أضيء النور ووقف روبرت ينظر أليهما.
(( أوه, لا ))... صاحت جيني مرتبكة.
(( ماذا تظن نفسك فاعلا بحق السماء.؟ ))...قال روبرت لتوني.
أجاب توني قائلا: (( وماذا يهمك أنت.؟))
(( حقا.؟ )) ...استدار بنظراته نحو جيني وقال ((أما أنت فقد نجحت بأيهامي أنك فتاة غرة ))..
ثم استدار ليخرج.
(( يكفي..! يكفي روب ))... صاح توني وهو يلحق به.
ارتمت جيني على سريرها وبدأت تشهق بالبكاء كطفلة صغيرة.. أنها تحبه.. تحب روبرت جدا لكنه
جرح شعورها بكلماته الأخيرة لاشك أنه يعتقد بأنها فتاة مخادعة.
أن بقاءها هنا سيزيد الأمر سوءا.. كل ما عليها هو أن تحزم حقائبها في الصباح الباكر
وترحل من هنا ألى غير رجعة.. نعم هذا هو الحل الوحيد للحد من معاناتها.
وعند اقتناعها بصحة فكرتها نامت, لكن نوما متقطعا تشوبه الكوابيس.
استيقظت مبكرة وفعلت كما قررت, ثم نزلت ألى الطابق السفلي على رؤوس أصابعها حتى لا يشعر
أحد. وجدت نفسها وجها لوجه مع أدوارت نايت.
(( صباح الخير جيني, يجب أن أحدثك ))
(( لا أستطيع.. هناك قطار يجب أن ألحق به قبل أن يفوتني.. شكرا لكم على ضيافتكم ارجو أن تودع الجميع
نيابة عني وقل لهم أنني أسفة.. أسفة جدا ))
(( لا اعتقد أن الأمور ستحل بهروبك ))...قال أدوارد نايت بلطف ثم أضاف:
(( لا داعي لأن تفعلي ذلك ياعزيزتي, تعالي نتحدث معا )), أمسك بيدها وتابع:
(( لنجلس في الحديقة بعض الوقت ))
قادها ألى الحديقة, قالت جيني مبتدئة بالحديث:
(( أنني فعلا عقبة.. في طريق روبرت وتوني, وأنا لا أريد ذلك. فأذا رحلت الأن...))
(( لا أنت لست عقبة في وجه أحد ))...قاطعها قائلا: (( هل تحبين أحد ابنائي.؟ ))
توترت قليلا, ثم أجابت بصراحة:
(( نعم, لكنني لم أعرف أن الأمر سيكون هكذا.. أن الحب يثير المتاعب, وهذا ما يحصل معي ))
(( ليس دائما جيني.. لايمكن أن تتركينا, أرحب بك كأبنة لي وأرجو أن تعتبريني كوالدك ))
(( سيد نايت, أنت لا تعرف .. أنه لا يريد أن يتزوجني.. والأمر بالنسبة له ليس سوى.. أوه.. أن بقائي
لن يحل شيئل ))
(( أنت مخطئة بذلك..فالرجل لا يمكنه أن يسيطر على عاطفته حين يحب بعمق.
استغرب أن يكون توني على هذا الشكل.! ))
(( لا..! )).. صاحت جيني قائلة: (( سيد نايت, أعرف أن توني يهتم بي, وهذا ما جعل الأمر صعبا
بالنسبة لي, فأنا لا أحب توني..! أنني معجبة به, لكن..))
(( أنه روبرت اذن ))...تنهد وكأنه أزاح عن كاهله عبئا ثقيلا وأضاف: ((شكرا للسماء.. كنت متأكدا
من أن علاقتك مع توني لن تكون ناجحة, لكن روبرت وضعه مختلف تماما ))
نظرت اليه متسائلة وكأنها لا تصدق ما سمعته وتابع:
(( هذا يغير كل شيء.. عليك أن تتركي الأمر بين يدي..هل تلعبين الشطرنج ))
لم تكن تريده أن يجبر روبرت على أمر لا يوده, لكنها عرفت أن روبرت لا يفعل اي شيء رغما عنه.
ارتاحت لذلك وأجابته:
(( نعم ألعب الشطرنج, ولكن... ))
(( حسنا سنلعب قليلا ثم نتابع حديثنا ))
اعتذرت هي والسيد نايت عن تناول الفطور واكتفيا بشرب القهوة.. بقيا جالسين في الحديقة يلعبان
الشطرنج حتى الظهيرة, ولم يشعرا بمرور الوقت الى أن قطعة صوت ميرندا متسائلا من بعيد:
(( أبي...؟ ))
(( أنا هنا ))
(( الغداء جاهز.. هل جيني معك.؟ ))
(( نعم سنأتي خلال لحظات ))... ثم قال لجيني (( لنذهب الأن ))
دخلا غرفة الطعام ووجدا الجميع يجلسون في أماكنهم حول المائدة سحب السيد نايت الكرسي لجيني,
ثم جلس في مكانه وسأل:
(( كيف كانت حفلة أمس ميرندا.؟ ))
(( أوه, لقد أمضينا وقتا رائعا.. وقد اصيب الجميع بالدهشة حين سمعوا جيني تغني أغنيتها الرائعة ))
(( أغنية التمنايت, أليس كذلك .؟ ))... سألت الوالدة.
(( نعم فعلا ))
(( ما رأيك روبرت.؟ ))
(( أنها حقا لا تنسى يا أمي ))... أجابت بنبرة هادئة.
(( أنها أجمل ما سمعته من جيني حتى الأن .! ))... علق توني بسرعة. تدخل الاب قائلا:
(( لقد تحدثت معي كريسدا فليمنغ صباح اليوم, وقالت أنها ستأتي مساء لتوديعك توني ))..ثم عمز لتوني
بعينيه.
(( كيف .؟ أن توني قرر أن يرحل مساء اليوم ))... علقت ميرندا.
(( نعم, لكن قررت جيني أن تبقى هنا لبعض الوقت, وسنلعب الشطرنج هذا المساء أيضا,
أليس كذلك جيني.؟ ))
(( لكن يا أبي.. كنت أريد...)) ...بدأ توني كلامه.. ثم سكت.
الفصل السباع عشر.
جلس الجميع مساء يتحدثون في أمور عادية. رن جرس الباب فجأة فسكت الجميع, ثم دخلت
كريسدا فليمنغ.
وقف توني بسرعة وعرفها على جيني:
((كريسدا, أقدم لك جيني ورس... جيني أقدم لك صديقة قديمة أنها كريسدا فليمنغ ))
(( أوه, يسرني أن أتعرف عليك جيني))... بدأت الفتاة السمراء كلامها وهي تنظر ألى جيني ومتساءلا:
(( لكن هل أنت تملين مع توني أقصد.. في الرسم ))
(( لا, أنه مجرد شريك لي في شقتي.. ))... قالت جيني موضحة.
(( شريك..؟ في شقتك.؟ ))
(( تعالي كريسدا سأشرح لك ))... علق توني.
جلست كريسدا بجانب توني واندمجا في الحديث. قال روبرت فأجة:
(( هل تأذنون لي؟.. ))
(( وأنا أيضا, سأصعد ألى غرفتي قليلا ))
(( وبعد.؟ هل ستمضين المساء برفقة والدي أيضا.؟ ))... سألها روبرت ونظراته تحدق بها.
(( هل تفكر بمشروع ما, روبرت.؟ ))... سأله أدوارد نايت.
(( ليس على وجه التحديد))
(( حسنا, سنكون في مكتبي نكمل لعبة الشطرنج ))
جلست جيني تلعب الشطرنج برفقة أدوارد نايت الذي بادر بالقول:
(( هذه الفتاة التي جاءت اليومهبة من السماء.. أن توني معجب بها جدا وهي تتودد أليه كثيرا..))
(( أجل, لاحظت ذلك ))
(( هل يزعجك هذا.؟ لا. أن معظم الرجال يجدون شخصيتك المحببة أقرب اليهم )).. قال أدوارد
نايت مبتسما لها, (( لكن توني لا يعتبر ضمن هؤلاء.. أنه يفضل الأمور التي تحدث دون أن يصنعها بنفسه ))
بقيا حتى وقت متأخر. وشعرت جيني بالملل, فقالت:
(( أرجو المعذرة سيد نايت.. اعتقد أنني سأذهب ألى غرفتي, فأنا لم أنم جيدا ليلة أمس))
(( ابقي قليلا اعتقد أن روبرت سيحضر هنا خلال لحظات...))
(( لا أظن ذلك فهو يبدو مشغولا و...))
وقب أ تتابع كلامها دخل روبرت قائلا:
(( أبي هل تمانع أن أنضم أليكما ))
(( بالطبع, أعرف أن هناك أمور كثيرة تريد أن تناقشها مع جيني. على أي حال سأذهب الأن لأنني
أريد أن اعرف أين وصل توني مع الأنسة فليمنغ. ))
خرج دون أن تقول جيني أية كلمة أو حتى أن تعترض.
(( ستصبحين فتاة غنية جدا ))... قال روبرت وهو يبتسم.
بقت جيني صامتة وكأنها لم تسمع شيئل, فأضاف:
(( ألست.. سعيدة.؟ ))... اقترب منها ولمس كتفها وكرر:
(( قلت, أست سعيدة.؟)).
(( لا أعتقد أن ذلك يهمني, فأبقى نفس الشخص ))... قالت وهي تضحك, ثم سألت:
(( لكن كيف.؟ هل بعت أغنياتي.؟ ))
(( لا ))... قال بغضب ثم أضاف: (( كل ما فعلته هو أنني تحدثت مع شخص.. كل ما أردته هو الافضل
لك.. لقد اعطيتك الفرصة كي تبيعي اغنياتك في حال أردت ذلك.. لست مضطرة على أن توقعي على عرض
الشخص الذي حدثته فهذا لا يشكل لي أي فرق.. كل ما يهمني هو أنت.. أنت فقط جيني))
نظرت أليه غير مصدقة:
(( أوه, أنني لا أفهمك اطلاقا ))
(( لا, لا أعتقد أنك تفهمينني ))
أمسك بها وأخذها بين ذراعيه ثم بدأ يقبلها بطريقة لطيفة لم تعرفها من قبل.
(( أوه جيني.. أن براءتك هي التي منعتني من فعل أي شيء.. لقد تغيرت حياتي كلها بسبب
هذه البراءة ))... قال وهو يلمس خدها بأطراف أصابعه وينظر الى وجهها بحنان ورقة.
(( أوه.. روبرت )).. قالت بهدوء.
(( كدت اصاب بالجنون حين رأيت مدى تعلق توني بك.. وشعرت أنك أنت أيضا منجذبة أليه,
فشعرت أنه لا يمكنني أن افعل شيئا, أضافة الى كونه أخي وجاء بك ليعرفك على العائلة..
لكن ليلة امس عندما كنت تغنين وتنظرين ألي.. شعرت أن ذلك لي وحدي وأن توني لا يعني لك شيئا..
لكنني لم اكن متأكدا ولذلك صدرت مني تلك الكلمات القاسية ليلة امس أنا أسف جيني.. أسف جدا))
كانت خائفة من كلماته وظهر الشك في عينيها.
(( لا تخافي مني جيني ))... قال بنعومة وقبلها ثانية,
وتابع: (( ألا تدركين ما تفعلينه بي.؟. بدونك.. ))
فجأة فتح الباب ودخل توني غاضبا.
((ارفع يدك عنها.. أنني اعرف كيف تفكر روبرت. لقد علمت بأمر
عقد اغنيات جيني.. أنه يخدم اهدافك أليس كذلك.. أنت تستغل جيني))
تجهم وجه روبرت وشعرت جيني أنه يكبح غضبه بصعوبه وقال
بشدة وقد برقت عيناه بالغضب:
(( أن الامر يعودألى جيني كي تتخذ قرارها بنفسها))
(( روب لا يمكنني أن أترك جيني معك.. أنها مختلفة, ألا ترى ذلك؟))
(( نعم))
(( اللعنة, أذن لماذا تفعل ذلك معها .؟))
(( لانني أحبها ))
وقف توني وكأنه لا يصدق ما سمعه, أما جيني فشعرت بدوار لكلمات
روبرت الذي أضاف:
(( نعم, أنا أحبها, وسأتزوجها أذا كانت موافقة.. توني,
لا شيء يهمني أكثر من وجود جيني بجانبي كزوجة لي))
نظرت ألى توني ولم تقل شيئا, فالتفتت ألى روبرت لترى نظراته
مليئه بالحب والذي انتظرته طويلا.
(( هل ستتزوجينه, جيني؟))... سأل توني.
نظرت ألى توني مجددا بتعاطف.. لقد كان دائما صديقها,
وقالت بتصميم خوفا من أن تفقد الخطوة التي طالما حلمت بها:
(( نعم, أنني أحبه توني))
وكأن روبرت أراد أن يزيد من تصميمها, اقترب منها وضمها
أليه بشدة ثم ابعدها قليلا, لكن يديه بقيتا حول خصرها وكأنه
يتأكد من أنها حقا ألى جانبه.
قال توني ضاحكا:
(( يا للسماء, ما كان يجب أن احضرك ألى منزلنا جيني ))
شعرت جيني بالسعادة للهجة توني المرحة.. أنهاتعرفه جدا فهو
ودود وسهل الارضاء.
(( توني..! )).. قالت مبتسمة وأضافت بخجل:
(( أنا أسفة ))
(( لا تقلقي جيني, فأنا من الذين يقاومون كثيرا )).. التفت ألى روبرت
وأضاف: (( أعتقد أنني أدين لك بالاعتذار روب ))
(( لا بأس توني.. أنني متفهم لذلك))
(( لكنك أسأت الفهم بالنسبة لليلة أمس.. لقد كنت أساعد جيني لترتاح
فبكت وأنا أعانقها, كانت حزينة بسببك ))
(( شكرا على أي حال )).
(( أتوقع بأنني الأخر سأكون سعيدا قريبا )) ..قال توني مداعبا.
(( أرجو لك ذلك حقا ))
(( روب, اهتم بجيني جيدا, حيث سأكون أنا شقيقها وتهمني سعادتها))
(( سأهتم بها طوال حياتي))
(( حسنا, سأترككما الأن ))
خرج توني, تنهدت جيني بارتياح لأنه تفهم الموقف.. أدار روبرت وجهها:
(( جيني.. أحبك )).
(( هل أنت متأكد من أنك تريد الزواج مني روبرت.؟ ))
(( طبعا أنا متأكد )).. ضحك وأضاف مداعبا:
(( سواء أجبت بنعم أو لا, فأنت من الأن وألى الأبد.. أنت لي لوحدي ))
بدأ يقبلها بحرارة شعرت أنها ستذوب فجأة تذكرت شيئا فسألته:
(( لماذا تركتني ليلة أمس روبرت؟ لابد أنك كنت تعرف كيف
اشعر تجاهك )).
(( لا.. لم أكن اعرف )).. أنكر بلطف ثم تابع:
(( لقد فقد السيطرة على مشاعري وكنت أحاول أن أصدق أنك تحبينني.
عندما شاهدتك مع توني رأيت الخوف بعينيك وليس الحب.
فكرت أنني ربما أكون مخطئا وأنك لا تريدينني أبدا واضطررت ألى
أن أقول ما قلته أنا أسف ياحبيبتي ))
(( كنت خائفة من العنف بينك وبين توني, وهذا ما أكرهه))
(( لا مزيد من العنف أعدك بذلك ))
(( ولماذا جئت ألى غرفتي؟ ))
(( كنت دائما أتذكر كيف تجاوبت مع عناقي الأول))..
أبتسم لها ثم قال:
(( وجئت ألى المنزل لأحسم كل شيء مع توني لكنني لم أجده في غرفته,
ولم أرده أن يكون في غرفتككذلك جيني, ولكن كان يجب أن أعرف..
وفي تلك اللحظة بالذات عرفت كم أحبك ))
(( وأنا أيضا أحبك روبرت, ولم يكن هناك أحد غيرك ))
قبلها مجددا ووضعت يدها حول عنقه.. فتح الباب لكن دخلت
ميرندا هذه المرة.
(( أوه, أرجو المعذرة ! أن بعض الناس لا يقدرون قيمة السرية بالطبع))..
قالت وهي تغمز مداعبة.
(( ميرندا, أنا وجيني سنتزوج))
(( تتزوج ! أنت و..))...نقات بصرها بينهما غير مصدقة.
(( بسرعة ألى الكنيسة ))
(( أنت..! أنت تتزوج!..))
تنهد روبرت وأجابها:
(( يبدو الأمر مدهشا بالنسبة لك, ولكن هذا ما حصل ))
(( نعم, ولكن ماذا ستقول لتوني؟ ))
(( أنه يعرف )).. قال روبرت.
(( حسنا, لقد أتيت لاخبركما أننا سنتناول الشاي في غرفة الجلوس
مع كريسدا.. لكن, أنتظر.. اعرف أنك لا تريدالشاي,
بل تفضل البقاء هنا طبعا ))
(( ميرندا )).. ابتسم روبرت لها ثم أضاف:
(( جيني وأنا سنخرج خلال لحظات بعد أن ننهي حديثنا ))
(( يبدو أن الجميع يعرفون بالامر عدا أنا.. سأخرج الأن لا تتأخرا ))
خرجت ميرندا وبقيت جيني تنظر ألى الباب الذي أغلقته وراءها وسألت:
(( هل حقا كل شيء واصح ؟ هل أحلم, أم أنها حقيقة..؟ ))
(( أنها حقيقة جيني وليست حلما ))... أدار وجهها وتأملها للحظات وتابع:
(( لن أشعر بالملل وأنا أنظر أليك جيني.. هل أنت جاهزة لتتعرفي مجددا
على عائلتك الجديدة بصفتك زوجتي ؟ ))
(( نعم . معك أنت ))
(( دائما معي )) ... احتضنها مجددا ثم أمسك بيدها ليخرجا.
(( أوه, كم أحبك روبرت.. ))... همست له بدفء.
(( وأنا أيضا, أيتها الجميلة ))... قال وهو يقبلها ثم تابع:
(( أنت أغلى ما لدي ))
ثم سارا ألى حيث ينتظر الجميع الذين احبوا جيني ورحبوا بها كواحدة
منهم.. وأخيرا, تحققت الأغنية التي طالما رددتها.
تمت والحمد لله