لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


228 - توأم الروح - دابي ماكمبر - مكتبة مدبولي الصغير ( كاملة )

مرحبا يا صديقااااااااااااات ليلاس هادا اول موضوع ليا وياربي يعجبكم بصراحة ما اعرف مين اللي كتب الموضوع ....بس الله يعطيها العافية على مجهودها

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-08, 05:36 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86192
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: dont look at me عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dont look at me غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
New Suae 228 - توأم الروح - دابي ماكمبر - مكتبة مدبولي الصغير ( كاملة )

 

مرحبا يا صديقااااااااااااات ليلاس



هادا اول موضوع ليا


وياربي يعجبكم
بصراحة ما اعرف مين اللي كتب الموضوع ....بس الله يعطيها العافية على مجهودها




يلا نبدأ........



توأم الروح
العدد 228
الصفحات 170
مكتبة مدبولي الصغير

دابي ماكمبر


" امي 00 هل فكرت في الزواج ثانية !"
لم تكن جوانا تفكر في الزواج000الزواج بالنسبة لها كان تجربة لم تكن تنوي تكرارها , وكذلك كان حال تانر فقد انفصل عن زوجته بعد فترة قصيرة من زواج مدمر وأيضا مثل جوانا كان يقوم وحده بتربية ابنته الوحيدة0
*********************************
كريستين ابنة جوانا ونيكول ابنة تانر كانا أعز صديقتان فبدا شيئا حتما ان يكون تانر وجوانا أصدقاء كذلك ولم يمضي وقت طويل حتى شعرا بشئ اقوى من الصداقة 000شئ كان يفضلان أن يتجاهلاه ولكن00!

" الفصل الأول
مهمة خاصة جداً

فتحت جوانا بارسونز عينيها رغماً عنها ثم رفعت رأسها من على وسادتها الناعمه ناظرة إلى المنبه الخاص بها ثم قالت:
-"كريستن لقد تجاوزت الساعة الحادية عشر!"
-"نعم اعرف ياأمي انا آسفة ولكن علي إحضار الفطائر"
-"لا عليك.......هناك البعض منها اعلى الخزانه يمكنك اخذها" اجابت جوانا بابتسامة
-"آه ....لقد كنت تخفين عني بعضها ثانية ,أي نوع من الأمهات انت يا امي"
-"لقد احتفظت بهم لحالات الطوارئ!"
-"هذا يجدي!"
التفت يداها الصغيرتان حول صدرها وجلست كريستن بنت الحادية عشر على حافة السرير مطلقة صيحة خافته صحبتها تنهيدة صغيرة وقالت :
-"يجب أن تكون فطائر مجهزة بالمنزل وعليها الشوكولاته"
-"يا لسوء الحظ انك لم تذكري الأمر سابقاً والآن تأخر الوقت عن خبز أي شئ بما في ذلك فطائر الشوكولاته"
كانت جوانا تحاول دائماً ان تكون منصفة مع كريستن بيد ان كونها تلعب دور الأم والأب فلم يكن ذلك يسيراً عليها
-"امي ..اعلم اني نسيت !" صاحت كريستن وارتفع صوتها بألأم
-"ولكن علي ان احضر الفطائر غداً هذا مهم وفي غاية الأهمية يا أمي !"
-"أقنعيني"
كانت جوانا تستخدم هذه العبارة كثيراً . ولا تريد ان تظهر بمظهر المتصلبة العنيدة , فرغم كل شئ فقد نسيت بعض الأشياء الهامة خلال الثلاثين عاماً الماضية .
-"إنه يوم مدام ايجلتون الأخير معنا , هل تذكرين يا أمي لقد حدثتك عنها وذكرت لك ان زوجها قد تم نقله وانها سوف تنتقل معه إلى دنفر , والجميع في الفصل لا يريدون لها ان تتركنا لذلك قررنا ان نقيم لها حفلاً:
-:من ..نحن ؟!"
-"نيكول وأنا !"
أجابت كريستن بسرعة فائقة واكملت :
-"فنيكول سوف تحضر الأكواب وفوط المائدة بالأضافة الى المشروبات وكان من المفروض ان احضر الفطائر المجهزة لمعلمه ممتازة كمدام ايجلتون ولكن يجب ان يكون هناك شخص ما ليرعى الحفل !"
كانت كريستن قد التقت بنيكول منذ خمسة اشهر عند بداية العام الدراسي ومنذ ذلك الوقت نمت بين الفتاتين صداقة حميمه
اعجبت جوانا بكلمات ابنتها , بالطبع يجب وجود شخص كبير وبالغ قد يرغب في المساعدة ..صمتت تستمع الى باقي كلمات ابنتها !
-" ليس لدينا احد هذا العام فالكل اما مشغول او يعمل دائماً "
-" حسناً"
تمتمت جوانا مستسلمه لرجاء أبنتها الى جانب ان مدام ايجلتون معلمه ممتازة وكانت جوانا كابنتها آسفة لترك مدام ايجلتون المدرسة
-"لا نستطيع ان نترك مدام ايجلتون , تنتقل إلى دنفر بدون ان نقدم لها شيئاً"
أطلقت كريستن هذه الكلمات مؤكدة لأمها مدى أهمية الفطائر بالنسبة لها , وعلى الرغم من موافقة جوانا الا انها كانت تشعر ان القطع المحشوة كانت كافية بما ان الساعة قد تجاوزت الحادية عشر ولكن كريستن كانت تهوى الفطائر المجهزة بالبيت
-"أمي ..؟!"
قالتها كريستن برجاء فاستجابت جوانا لرجاء عيني ابنتها البنية إنها تشبه ديفي كثيراً , وبدا وخز من الألم يتحسس طريقه الى قلب جوانا ,لقد مر على طلاقهما ست سنوات ولكن يجب ان تتغلب على الألم الفشل حتى يضمحل وينتهي , في بعض الأحيان وفي لحظات كتلك اللحظة ما زالت تتذكر كم كان جميلاً ان تكون بين ذراعيه وكم كانت تحبه حينئذٍ , وغالباً ما كانت تتذكر سذاجتها حتى تثق به تماماً ولكنها قد تغيرت كثيرا خلال هذه السنوات السته , فمنذ طلاقها قد اكتسبت استقلالها واحترامها لذاتها وخصصت لنفسها مجال للعمل في حوض كولومبيا للمدخرات والقروض والان قد قاربت عل هدفها في ان تصبح اول سيدة في منصب كبير المسؤلين عن القروض .
-" حسناً يا حبيبتي "زفرت جوانا ورجعت بخيالها الى ارض الواقع لأبنتها!
-" سأقوم بتجهيز وخبز الفطائر ولكن المرة القادمة حاولي ان تخبريني بذلك قبل ان نأوي للفراش..اتفقنا ؟!!"
أسدلت كريستن كتفيها في راحة وقالت :
-" حسناً , اني مدينة لك يا أمي !"
قاومت جوانا تلك الرغبة الجارفة لتخبر ابنتها انها تحملها الكثير , أزاحت بعيداً الغطاء الدافئ وقفزت من السرير ممسكة بثيابها وارتدتها وهي تحس ان ثوب كريستن يلاحقها مسرعاً الى المطبخ وهي على اتم الأستعداد للمساعدة
-"سأشعل الفرن وأقوم بتجهيز كل شئ "
-"حسناً"
أجابتها جوانا ومدت قدميها للبحث عن شئ ترتديه في قدميها واخذت تتفحص مكونات الخزانه عما اذا كان لديها خليط الشوكولاته فقد كانت نشك في وجود شئ ما
-"هناك مشكلة يا أمي "
صاحت كريستن عندما دخلت جوانا المطبخ المضاء . فقد وقفت كريستن اذات الحادية عشر ربيعاً فوق كرسي امام الخزانة المفتوحة اعلى المبرد واضعة قطعة من البسكويت وهزت رأسها قائلة:
-"ليس لدينا خليط الفطائر لقد كنت اخشى ذلك"
-"اعتقد انه علينا ان نبدأ من لاشئ "
اجابت كريستن باحثة عن قطعة اخرى من البسكويت
-"كلا , في الوقت المتأخر , لا عليك , سأستقل السيارة الى المتجر فهناك متجر البرستون الذي يعمل ليلاً ونهاراً وهو قريب "
قفزت كريستن من فوق الكرسي وقد أمتلأت جيوبها بقطع البسكويت وفشلت محاولاتها لأخفائها واشارت جوانا باصبعها نحو صندوق البسكويت وعلى الفور قامت كريستن بإخلاء جيوبها وعندما انتهت كريستن اتكأت جوانا الى الفراش .
-" أمي اذا كنت ستذهبين الى المتجر , فأعتقد انه من الأفضل ان آتي معك "
-"كلا يا حبيبتي , سوف انهي مهمتي على الفور ,ابقي انتي هنا"
-"حسناً"
وافقت كريستن على الفور فلم تكن الفتاة حمقاء وكان الشتاء في شرق واشنطن لا يرحم , اتجهت جوانا الى الغرفة لترتدي حذاءها واي جورب من الصوف .
صاحت كريستن وهي تتبع أمها الى الغرفة , تعلو وجهها علامات التعجب والتفكير :
-"ألم تفكري في الزواج ثانية يا أمي ؟!!"
في دهشة رفعت جوانا وجهها وتفحصت ابنتها , فقد جاء السؤال من لا شئ ولكن الأجابة جاهزة " أبداً" , فالمرة الأولى كانت تكفي ,ليس لانها كانت واحدة من الجرحى او على الأقل لم تعتبر نفسها كذلك فعلى العكس تماما كان طلاقها السبب في ان اصبحت ذكية وجذابة بالأضافة الى ان الطلاق دفعها الى النضج , فلن تنظر ثانية لرجل من اجل السعادة فقد قررت جوانا ان تبني سعادتها بساعديها ورغم كل شئ فقد فاجأها سؤال كريستن ولكن هل لسؤال كريستن مغزى .. هل كانت تعني شئ ما تقصده !!ربما شعرت ابنتها بوحشة لوجودها وحدها ..قالت لأبنتها الصغيرة :
-"ماالذي جعلك تسألين ؟"
ارتخى الفراش جلست كريستن بجوار جوانا واستطردت :
-" لست متأكدة تماماً, ولكن يمكنك ان تتزوجي مرة أخرى فما زال لديك جسم جميل "
-"أشكرك ...أعتقد"
-"اقصد انك لست كبيرة سناً ولا دميمه "
-"عندما اسمع ذلك منك يعتبر ثناء خالص وخاصة وقد تجاوزت الثلاثين "
-"انا متأكدة تمام التأكد , انك لو رغبت , فستعثرين بالطبع على رجل آخر ولكن هذه المرة ليس كأبي وانما الأفضل"
أثر ذلك على جوانا وتألمت ان تسمع ابنتها وهي تتحدث بهذه الطريقة عن ديفي ولكنها لم تتمكن من اخفاء حقيقة ديفي كيف كان انانياً وتافهاً ولا ان تخفي حقيقة عيني ديفي الحائرتين بين الجنس الآخر, وكانت كريستن تقضي معه شهر كل صيف في سياتل وقد نمت لتعرف نفسها أي واحد من الرجال كان والدها !
بعد انتهاء جوانا من معركتها مع حذائها , ارتفعت جوانا من الفراش متجهة الى الباب وفي طريقها فتحت خزانة القاعة
-"أمي !!" صاحت كريستن وعينيها تملأها الدهشه
-"ماذا ؟"
-"لا يمكنك ان تخرجي هكذا "
كانت كريستن تشير الى أمها
-"وماذا في هذا ؟"
نظرت جوانا ببراءة عينها الى رداءها واكتشفت انها قد ارتدت رداء النوم ومن فوقه المعطف فظهرت بعض ازرار رداء النوم .حسناً الأزرار تظهر ولكن جوانا كانت مهتمه براحتها اكثر من مظهرها
-"أمي قد يراك أحد "
--"لا تقلقي , ليس لدي النية في خلع المعطف"
كانت جوانا تعتزم ان تترك سيارتها امام المتجر وتدخل ثم تخرج سريعا ثم تعود سريعا في غضون اربع دقائق .
-"من المحتمل ان تقابلي احد "كررت كريستن
-"اذن ؟" اطلقت جوانا كلمتها في دهشة
-"لكن شعرك يا امي ..ألا تعتقدي انه من الأفضل ان تعقديه ؟!"
-"كريستن ..استمعي الي , لا احد سيكون بالمتجر , لأنه لن يكون هناك الا الساهرين وربما سيدتان حوامل "
-"ولكن امي , كيف سيكون الحال اذا حدث لك حادث ؟عندئذٍ سيعتقد رجل الشرطة انك غريبة الأطوار "
زفرت جوانا ثانية ثم قالت :
-"حبيبتي , أي شخص يعتبر خبز الفطائر في منتصف الليل مشكلة وانا بالفعل لدي مشكلة لذا لاتقلقي "
اخيراً وافقت كريستن وتركتها فأسرعت جوانا تحمل حقيبتها فوق كتفيها فتحت باب الخروج ثم ارتعشت اثر الهواء البارد لشهر يناير الذي التف حولها , لقد كان الجو بارداً وكان العشب ابيض مثل الثلج حتى اعتقدت انها ستتجمد ولتتفادى ذلك غطت اذنيها وفمها . كان المكيف في سيارتها الفورد التي كانت تلازمها منذ عشر سنوات يعمل سريعاً ليخرج الهواء المثلج خارج السيارة وكما خططت تركت جوانا سيارتها بالقرب من المتجر وأطفأت محرك السيارة ثم اسرعت الى داخل المتجر وكما توقعت كان المكان شبه خالي الا من شقيقتين يعملان امام المتجر لم تعطهم جوانا الا نظرة عابرة وانطلقت نحو غايتها , كانت تبحث عن خليط الفطائر وعندئذ سمعت خطوات اقدام طفلة صغيرة..
منتديات ليلاس
-"مدام بارسونز .مرحباً"
بدا الصوت الذي يناديها كأنه جرس يدوي في جنبات المتجر . ونظرت جوانا الى نفسها اعلى كتفيها "يا إلهي" لقد كانت كريستن على حق .
-"انا نيكول ..ألا تتذكريني؟"
حاولت جوانا ان ترسم الأبتسامة على وجهها وهي تلتفت لمقابلة اعز صديقات ابنتها " مرحبا " انطلق صوتها ضعيفا ورفعت يدها اليمنى لتلوح لها وهي تقول :
-"كم هو جميلا ان اراك ثانية "
-"تبدين مختلفة عندما شاهدتك اول الأمر , ظننت انك سيدة عجوز "
كانت هذه الكلمات بمثابة الطلقات التي أودت بكبرياء جوانا ,فرفعت يدها لتخفف من رباط عنقها ولكن الطفلة اكملت :
-"ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت المتأخر؟"
أرادت الطفلة ان تعرف فتبعت جوانا الى مكان دفع الرسوم
-"لقد نسيت كريستن ان تخبرني عن امر الفطائر "
علت ضحكة نيكول فدوت في المتجر ثم قالت :
-" لقد كنت اشاهد التليفزيون عندما نسيت ايضا اني لم احضر العصائر وبعض الأشياء التي سوف نحتاجها في الحفل فطبت من ابي النزول وهو الآن ينتظرني في السيارة "
تعجبت جوانا ان والد نيكول قد سمح لها ان تظل مستيقظة لهذا الوقت المتأخر خاصة وان لديها مدرسة في الصباح الباكر كانت جوانا تعلم ان والدا نيكول ايضا منفصلين وكان والدها هو الحاضن لها .يا للطفلة المسكينة ,انى لها ان تتعلم معنى التهذيب فغالبا ما سيكون والدها احد الآباء الذين لا يعنيهم الكثير من امر اولادهم ,منغمسون في حياتهم العملي حتى ينسون اطفالهم . كيف يكون الحال ان يترك طفلة في الحادية عشر من عمرها تجول في مثل هذا الوقت من الليل , وضعت جوانا يدها الحانية فوق كتف نيكول كأنها تحاول ان تحميها من حياتها وما يشوبها من حقائق أليمة ياللطفلة المسكينة , وسارت نيكول وجوانا من بين الأبواب الأية للمتجر ولم يزعجها سوى صوت الأبواب وصوت اخر يهرول في غير صبر و رفعت جوانا عينيها لترى أمامها رجل طويل القامة يرتدي معطف داكن متجهاً نحوها ثم قال :
-"نيكول ......ما الذي أخرك ؟"
-"أبي ..دعني أٌقدم لك مدام بارسونز , والدة كريستن "
صاحت نيكول فرحة
تقدم والد نيكول بتردد وكان وجهه مقفهر بغير ابتسامة , كان والد نيكول تمام كما تصورته جوانا منذ لحظات , أنيق وسيم كما يتحتم عليه عمله تماما مثل ديفي و كان من نفس نوع الرجال الذين طالما حولت ان تتجنبهم , لقد تعرضت جوانا الى العذاب مرة وخرجت من هذه المرة وهي تعتقد انه ليس هناك علاقة تستحق ما تحملته وعانته , وكانت تريد ان تعرفه
-"تانر لوند"
بدأ والد نيكول بتعريف نفسه وهو يمد يده لجوانا ليصافحها
-"جوانا بارسونز"
امتدت يد حوانا لتصافحه ولكنها لم تتمكن من سحب يدها بسرعة كافية , واخذت عيناه تتفحص جوانا وتبادلا نظرات متعجرفة وامتد نظر تانر ليتفحص حذاء جوانا واطراف رداء النوم الذي ظهر أسفل معطفها
-"اعتقد انه قد حان الوقت لنتعارف ...ألا تعتقدين؟"
لم تكتف جوانا بأن تخفي نظرتها المتعجرفة ورفضها لطريقة تانر في أن يترك نيكول في هذا الوقت المتأخر , ظهر على وجهه شئ من الأبتسامة وأجابت قائلة :
-"اتفق معك اننا كان يجب ان نتعارف منذ وقت طويل "
بدا وكأنه قد أخطأ في ان يكون لأبنته أي صلة بشخص يرتدي هذه الثياب أو له هذا المظهر .
التفت جوانا لنيكول متسائلة :
-"ألا يعتبر هذا الوقت متأخر بالنسبة لك خاصة وأنه يجب ان تذهبين للمدرسة صباح غد"
فأجاب تانر بسرعة متناهيه :
"أين كريستن ؟ " كانت عيناه تتجول في أنحاء المتجر بحثاً عنها
-"بالمنزل" أجابت جوانا ومؤكدة انه هو المكان الوحيد الذي ينبغي ان تكون فيه بنت الحادية عشر في هذا الوقت من الليل .
-"اعتقد انها مازالت صغيرة على ان تتركيها وحدها بالنزل عندما تخرجين الى المتجر ...الا تعتقدين ذلك ؟!"
-"كلا ..على العكس تماما"
ركز تانر عيناه على جوانا في محاولة لمعرفة أي نوع هي من الأمهات كانت لتترك ابنتها في المنزل وحدها في مثل هذا الوقت وأجابته جوانا بنظرة ساخرة قائلة :
-"انه من دواعي سروري ان القاك ...سيد لوند"
-"انما السرور لي انا"
كانت جوانا على علم بمظهرها الغير منسق وشعرها الغير مصفف والذي كان يتدلى فوق كتفيها ولكن عينيها الداكنتين جميلتان ساحرتان وكانت تعلم انهما افضل ما بها واقوى سلاح لها مما دعاها الى النظر الى تانر متعمدة لتبعث من خلالهما نظرات باردة . فما كان من تانر الا ان وضع يديه فوق كتف ابنته وسحبها الى جواره بحنان وكأنه يحميها فاشتعلت جوانا غيضا مما قام به تانر فاذا كانت نيكول في حاجة الى حماية فانها الحماية تكون من والدها واحساسه بعدم المسئولية ..حسنا كان مظهرها غريب بعض الشئ ولكن لا عيب في ذلم فقد كانت تقوم بمهمة كان يجب ان تأخذ عليها جائزة الأم المثالية والطريقة التي لمح بها تانر ان جوانا لا تعتبر ام مسئولة ام كان تنويه جارح له .
-"حسنا ..علي ان اذهب ..انا سعيدة لرؤياك يا نيكول "
-"وانا ايضا مدام بارسونز " أجابت نيكول
-"سيد لوند"
-"مدام بارسونز"
انحنى كل منهما الى الآخر مودعا جوانا الى سيارتها .
وفي المرة اتالية التي دعت بها كريستن نيكول اهتمت جوانا بأن تقضي وقتاً أطول مع الفتيات فقد كانت تعلم مدى حاجة نيكول الى الشخص الذي يعطيها النصيحة الحانية الصارمة التي يحتاجها الطفل .
يا لها من طفلة مسكينة !!



الفصل الثاني
الصديقتان

خففت جوانا من قوة دفع قدميها . لماكينة خياطتها وامتدت يديها لتجذب القماش الى الناحية اسفل الأبرة ثم قطعت النسيج بفمها .
-"أمي!"
دخلت كريستن الغرفة مهرولة ورحبت بها جوانا بيد حانية حتى انتهت من عملها وظلت كريستن تحوم حولها
-"أمي ...أسرعي..انه امر هام حقاَ"
-"ماذا؟"
كان النسيج ما زال بفم جوانا فاسرعت كريستن قائلة:
-"هل لنيكول أن تقضي الليلة معنا ؟"
اندهشت جوانا فلم تكن عطلة الأسبوع وكانت كريستن على دراية كافية باللوائح فقد كان لها الحق في دعوة أصدقائها في أيام الجمعة والسبت وليلتهما فقط فتركت جوانا ما كان يشغلها وقالت:
-"اليوم...الأربعاء!"
-"انا اعلم انه الأربعاء "
راحت عيني كريستن ترتفع إلى السقف واضعة يدها على جبهتها,إنه يسمح لأبنته أن تقضي ليله من ليالي في منزل أحد أصدقائها كان احساس بعدم المسئولية التي توقعتها جوانا من تانر لويد,فقد كانت كل توقعاتها والصورة التي رسمتها له من البداية ترتسم الخط تلو الآخر ولكن نما إلى علم جوانا في ظهيرة هذا اليوم ان نيكول لن تقول لوالدها انها وكريستن سيؤديان دور في عرض المواهب الذي يقام في المدرسة فقد أبدى عدم اهتمامه بل وعدم موافقته على نشاطات ابنته . وقد شعرت جوانا بالمرارة إثر تصرف تانر حتى انها تطوعت ان تحيك زي خاص لنيكول حتى يكون لديها شئ خاص لترتديه في هذه المناسبة والآن قد بدا الأمر وكأن السيد تانر يتمنى ان تترك ابنته المنزل في الأمسيات المدرسية ..قطعت كلمات كريستن تفكيرها قائلة :
-"أمي ...اسرعي واعطني القرار فنيكول تنتظر على الهاتف "
-"حبيبتي لديك مدرسة غداَ"
نظرت إليها كريستن نظرة فاحصة فاسترسلت جوانا قائلة:
-"سوف تسهران إلى منتصف الليل وتتحدثان وفي الصباح لن تكونا قادرتان على إستيعاب دروسكما فالأجابة لا"
أصاب ذلك كريستن بالأحباط الشديد فقالت :
-"أعدك ألا نتحدث وان تكون هذه هي المرة الأخيرة من فضلك يا أمي"
أطبقت يديها متوسلة وفي عينيها نظرة رجاء وهي تقول :
-"هل سألتك شيئا قبل الآن ؟"
نظرت جوانا الى ابنتها في ذهول فقد كانت قائمة طلبات الصغيرة ليس لها نهاية
-"حسنا, لقد نسيت ولكن هذا الأمر هام جدا يا أمي من أجل نيكول"
كانت جوانا في حيرة من امرها خاصة بعد ما علمته من امر بيت نيكول ووضعها
-"انني آسفة ,كريستن ولكن غدا لديك مدرسة"
بعد خيبة الأمل التي أصابت كريستن ,اتجهت الى الهاتف قائلة:
-"الآن ستضطر نيكول لأن تقضي الليلة مع مدام واجنر وانها تكره ذلك"
-"من تكون مدام واجنر؟"
التفتت كريستن الى امها وزفرت زفرة عالية لتحصل على عطف امها
-"جليسة الأطفال!"
والدها يجعلها تقضي الليل عند جليسة الأطفال "
-"نعم ,لأنه مرتبط بلقاء عمل مع بيكي "
انفعلت جوانا اكثر مما قالت كريستن ثم قالت :
-"بيكي ..من؟"
-"شريكته في العمل!"
-"أراهن"
ارتعشت جوانا ودققت النظر في الأمر تأكدت ان تانر له حياة رديئه غير مهذبة , ان يطرد ابنته من المنزل حتى يتسنى له ان يحضر امرأة اخرى ...يالـ فظاعة الرجل....
-"ان مدام واجنر سيدة عجوز شمطاء وتجعل نيكول تتناول الأكل الصحي ولديها تليفزيون غير ملون ولا تسمح لنيكول الا بمشاهدة العروض الخاصة بالطبيعة ..ألا تكرهين ذلك؟"
كان عقل جوانا مشغول فأي طفل سيكره أن ينبذ من بيته ويطرد وان تنتقل لتقضي الليل مع عدم رحمة جليسة الأطفال فسألت:
-"كم مرة يجب على نيكول ان تقضي الليل مع مدام واجنر؟"
-"مرات عديدة"
-"كم عدد هذه المرات ؟"
-"على الأقل مرتين شهريا وفي بعض الأحيان اكثر من ذلك "
-"ياللطفلة المسكينة.المهملة"
إقشعرت جوانا لمجرد التفكير في نيكول المسكينه وما تعانيه في قضاء الليل مع مدام واجنر
-"من فضلك يا أمي..أتسمحين؟!"
مرة أخرى جلست كريستن تتوسل لأمها لتعيد التفكير
-"حسنا ولكن هذه المرة فقط !"
مرت كريستن في الغرفة ولفت ذراعيها حول رقبة امها ووضعت رأسها فوق صدر امها وقالت:
-"انك أعظم ام في الوجود"
فقالت جوانا في حنان منقطع النظير :
-"على الأقل ينبغي ان اكون"

* * *

-"بالطبع لا!"
قال تانر وهو متوتر اثناء ارتدائه لقميصه
-"لن أسمع المزيد يا نيكول ..."
-" لكن يا ابي كريستن من اعز صديقاتي"
-"صدقيني ...يا حبيبتي... لقد سعدت انك وجدت صديقة ولكني عندما اذهب في رحلات العمل أريد ان أطمئن عليك وان هناك من يرعاك ويشرف على احتياجاتك"
كل ما كان يعلمه عن والدة كريستن كان غير مشجع فقد كانت في المنزل وفي وقت متأخر من الليل في حين تخرج هي لقضاء احتياجاتها وشراء مستلزماتها وبعد كل هذا كان لديها الجرأة لتعاتبه على ان يسمح بايقاظ ابنته في هذا الوقت المتأخر بالأضافة الى ان مظهرها كان يشبه البرميل
-"أبي ..انك لا تعرف ما اعانيه مع مدام واجنر"
استمر تانر غير مكترث في حزم حقائبه ولم يكن سعيدا لترك نيكول وحدها ولكن لم يكن لديه الخيار فهو شريك ويجب عليه القيام برحلات العمل وكانت هذه الرحلات ضرورية ليتعارف على العملاء واستيعاب المعلومات التي قد تفيده وحتى يتوصل الى عما اذا كان سيفلح ام لا وكان يريد ويأمل في ان يعين مساعد له ولكن حتى الآن كانت المسئولية كاملة تقع على عاتقه, رقدت نيكول على الفراش وبدأت تسرد لوالدها مدى المعاناه:
-"اخر مرة قضيت الليل مع مدام واجنر, أدت لي طعام غريب للعشاء ,وجعلتني اشاهد برامج التليفزيون الخاصة بالنباتات والبكتيريا والعفن "
إشمئز تانر ولكنه كان يعلم ان مدام واجنر ترعى نيكول بصورة فائقة وهذا كل ما يهمه في الأمر
-"أبي هل تعلم ما سوف تتناوله كريستن على العشاء ؟
لم يكترث تانر حتى بأن يخمن فغالبا ما سيكون ايس كريم الفراولة أو الفيشار او شئ هكذا ولكنه اراد ان يعرف فسأل :
-"كلا ...ولا اريد ان اعلم"
-"انها ستتناول الكبدة الساخنة"
-"نيكول ...لقد اغلقنا باب المناقشة وستقضين الليل مع مدام واجنر"
-"والأسباجيتي والكفته والسلاطة والحليب والخبز الفرنسي. وقد ذكرت مدام بارسونز انه يمكنني ان اعاون كريستن في تجهيز الكفته ولكن حسنا ..سوف احدثها واخبرها انك لا تريد ان اقضي معها الليل في بيت تخشى الا اجد فيه الرعاية الكافية"
-"نيكول.."
-"لا تقلق يا أبي ...اني اتفهم"
شك تانر في ذلك ووضع اشيائه في الحقائب واغلق عليها ثم قالت :
-"على الأقل انني احاول ان اتفهم لماذا ترسلني الى مدام واجنر في حين ان اعز اصدقائي قد دعتني لقضاء الليل معها"
شعر تانر بنفسه وهو يضعف , فقد كانت ليلة واحدة ووالدة كريستن الغريبة لن تكون لها تأثير في مثل هذا الوقت القصير
-"الأسباجيتي والكفتة هذا هو طبقي المفضل" تمتمت نيكول في ألم وكانت هذه الأخبار جديدة بالنسبة لتانر فقد كان يتصور ان البيتزا تقع في اول القائمة
-"ولديهم تلفزيون 21بوصة...بالتحكم الآلي"
وتساءل تانر:
-"هل ستتواجد والدة كريستن طوال الليل؟"
-"بالطبع"
نظرت إليه أبنته وكأنه يسألها اذا كانت مدام بارسونز كانت تتمنى الى كائن غريب فسألها:
-"أين ستنامين؟"
-"كريستن لديها فراش مزدوج"
لمعت عيني نيكول واكملت :
-"وقد وعدنا مدام بارسونز اننا سوف ننام في تمام الساعة التاسعة وبدون كلام"
في بعض الأحيان كان تانر يشعر وكأن المسئولية الأبوية قد ثقلت كاهله وكانت هذه اللحظة واحدة من تلك اللحظات , كان عقله يقول له انه من الأفضل ابقاء نيكول مع مدام واجنر ولكنه تفهم المعاناة التي تعاني منها ابنته فقال:
-"حسناَ يا نيكول ...لك هذا..يمكنك ان تبقى عند كريستن"
أطلقت ابنته صيحة عالية تعبيراَعن فرحتها العارمة
-"ولكن هذه هي المرة الأخيرة :
-"أبي ....انك افضل أب في الوجود"
والتفت يديها حوله من فرط سعادتها
-"حسنا,حسنا,الآن عرفت انك سعيدة بقراري"
أطلق تانر ضحكة خافتة فأسرعت نيكول تقول :
-"والآن هل لنا ان نذهب؟"
-"الآن؟"
كانت نيكول دائما تحب ان تبقى بالمنزل حتى اللحظة الأخيرة
-"نعم ,فقد ذكرت مدام بارسونز انه يمكنني المساعدة في تجهيز اللحم وهل تعرف لماذا أيضا؟"
-"انها تحيك لي ولكريستن زيان متشابهان للعرض المدرسي الخاص بالمواهب"
توقف تانر..فلم يكن يعلم ان ابنته كانت في حاجة الى زي
-"أي عرض مدرسي؟"
-"أوه!"
وضعت نيكول يديها على وجهها وقالت:
-"لم اكن انوي ان اعلمك لأنه سيوافق يوم عيد الحب وانا اعلم انك لن تستطيع المجئ ولم احب ان تشعر بخيبة الأمل"
-"نيكول ..من المهم ألا تخفي عني شيئا"
-"لكن يجب ان تكون في سياتل في هذا الوقت"
كانت نيكول محقة فقد كان يكره ان يفوته مثل هذا العرض ولكن ميعاد مقابلة مبعوث التجارة الخارجية بشأن شحنة الألمنيوم المتوجهه الى اليابان قد حان .
-"أي نوع من المواهب لديك انت وكريستن ؟"
-"اننا نلقي أغنية ..هل تعرف يا أبي فريق الروك؟"
-"هذا يبدو مدهشا واختيارا موفقا ايضا خاصة في عيد الحب ربما اقنعتكما بعمل بروفة امامي قبل العرض الكبير"
اتسعت عينيها الزرقاء من فرط سعادتها وقالت :
-"انها فكرة عظيمة ... سأرتب انا وكريستن في فترة غيابك وعندما تعود سوف نطلعك عليها!"
هرولت نيكول خارج غرفته وعادت بعد دقيقتين بحقائبها وقالت:
-"أنا جاهزة في أي وقت "
لم يسع تانر الا ان يلحظ ان ابنته سعيدة اكثر من أي وقت مضى , فكلما كان يذهب بعيدا عنها كان ينتابه احساس بالذنب لتركها ولكن هذه المرة هناك اختلاف فانها سعيدة وتحس بنشوة بالغة , كانت نيكول تنتظرها بالباب عندما ذهب لأحضار حقائبه .
-" هل ستأتي لتحيي مدام بارسونز؟"
نظرت اليه نيكول مستفسرة بعد ان وصلا بسيارة ابيها المرسيدس الى كريستن وقد لاحظ تانر حتى في الضوء الخافت انه بيت قد تم طلاءه حديثاَ باللون الأبيض وبالنوافذ الخضراء ولاحظ العناية الكبيرة بالأزهار والحديقة ...... لم يكن هذا البيت الذي تخيله طبقا لما رآه من مظهر والدة كريستن .
-"أبي....هل ستأتي أم لا؟"
رددت نيكول سؤالها ثانية كان على تانر ان يتأنى في الرد فلم يكن يجب ان يقابل تلك السيدة ذات الحذاء الطويل ورداء النوم ثانية.
-"أبي"
قبل ان يتمكن تانر من الأجابة انفتح باب المنزل وخرجت منه امرأة رائعة الجمال ذات شعر أحمر ففتح تانر فمه في ذهول , كانت امرأة جميلة وكأنها جاءت من صفحات المجلات ليس من المعقول ان تكون هي جوانا بارسونز ربما قد تشبهها ولكنها ليست هي بالطبع!
اندفعت نيكول خارج السيارة ولكنها توقفت وكأنما قد نسيت شيئا ثم رجعت الى الجانب الآخر للسيارة فأنزل تانر زجاج نافذة السيارة , فدنت منه ووضعت يديها حول عنقه قائلة:
-"وداعا أبي "
-"وداعا يا حبيبتي .......لديك رقم تليفون الفندق فأعطه لمدام بارسونز"
ووضعت نيكول يدها في جيبها وقالت :
-"انه هنا ياأبي "
-"كوني فتاة جميلة"
-"سأكون "
وعندما رفع تانر وجهه رآى جوانا وقد وقفت خلف ابنتها ووضعت يديها فوق نيكول وتفقدته بعينيها الباردتين , نعم ..انها هي تلك المرأة وتلك النظرة كانت نظراتها كفيلة بأن تجمد أي شئ في منتصف شهر يوليو.



الفصل الثالث
سهرة سعيدة

-"هل ترغبين في المزيد من الأسباجيتي"
سألت جوانا نيكول للمرة الثانية
-"كلا شكراَ مدام بارسونز"
نظرت اليها كريستن وقالت دهشة :
-"أمي ....بعد ان انتهي انا ونيكول من غسيل الأطباق سنتدرب على أغنيتنا"
هزت جوانا رأسها قائلة:
-"فكرة جيدة , ولكن عليكما القيام بالواجبات المدرسية اولا"
تحولت كريستن بنظراتها الى نيكول وهي تقول :
-"انني سعيدة جدا لأنك سمحت لي مدام بارسونز بقضاء الليل هنا"
بدت نيكول ممتنة ,حملت صحنها الخالي الى مكان غسيل الأطباق ثم أكملت:
-"كان العشاء جميلا,كم حاول أبي ولكنه ليس قديرا على الطهي الممتاز فكثيرا ما نأكل اكلا جاهزا خارج المنزل"
نظرت نيكول الى مفرش الطاولة بإعجاب قائلة:
-"كريستن اخبرتني انك قد حكت هذه ايضا....انها تبدو جميلة"
-"اشكرك..ان العملية سهلة والنقوش بسيطة "
-"بالطبع!"
قالتها كريستن وهي تضع اخر قطعة من الخبز الفرنسي في فمها واكملت :
-"بالطبع لأن أمي جعلتني اصنع زوجين منه "
-"صنعت زوجين منه؟"
-"نعم .. لقد صنعنا اشياء عديدة معا منذ ان اشترينا هذا المنزل,هل لديك ادنى فكرة عن مدى غلاء الستائر ؟ قامت امي بصنع كل الستائر الخاصة في حجرتي ولهذا فكل شئ في حجرتي متناسق "
-"وهل صنعت ايضا غطاء الفراش "
-" بالطبع!"
نظرات نيكول الى جوانا أشعرتها بأن الفتاة سوف تركع على ركبتيها من فرط الأعجاب وشعرت جوانا بالرأفة جهة نيكول التي بدت كأنها تفتقد كنف ورائحة الأم ولكن كان يجب ان تعرف انها شعرت بالنشوة والفخر والتباهي الذي أظهرته ابنتها على صناعتهما.
-"ان امي تحيك لي الكثير من ملابسي"
أضافت كريستن:
-"حسبتك تعلمين ذلك"
-"كلا.... لم أكن أعلم"
-"هي الآن تلقنني , تعلمين وهذا أفضل شئ حتى يتسنى لي أن أحيك الزي الخاص بي بحلول العرض القادم"
تحول نظر كريستن من نيكول الى امها ثم رجعت ببصرها الى نيكول وقالت:
-"أراهن على أن أمي ستعلمك فن الحياكة ,ألن تفعلي يا أمي؟"
-"آه....."
-"هل ستفعلين حقا مدام بارسونز"
وافقت جوانا بأن حركت رأسها لأنها رأت نفسها في موقف عصيب فأكملت :
-"ولم لا....سوف نستمتع بالوقت ونحن نتعلم سويا"
وابتسمت ابتسامة مشجعة ولكنها تعجبت بتوتر عما اذا كانت مستعدة لمثل هذا الشئ
-"سيكون هذا عظيما"
ووضعت نيكول ذراعيها حول كتف كريستن وراحت تؤكد ثانية على ان العشاء كان ممتازا حقا فردت كريستن:
-"لقد اخبرتك أي نوع من الطهاه ...أمي"
-"هل لي ان اسألك شيئا مدام بارسونز"
-"بالطبع"
-"كما ذكرت لك , فإن أبي يبذل جهدا كبيرا ولكنه لا يعتبر طاهيا ممتازا ..فهل لي أن تعطيني وصفة مرقة الإسباجيتي"
-"بالطبع..وسأكتبها لك الليلة"
-"اشكرك..كم هو جميل ان ابقى هنا ..اتمنى لو يوافق أبي بقائي هنا كل الوقت..فأنت وكريستن تفعلون وتأكلون أشياء جميلة"
كانت لدى جوانا القدرة على تخيل انواع الطعام التي يمكن لتانر لويد ان يقدمها لأبنته , فقد كانت تعلم بالفعل أنه كثيرا ما يأكل من المحلات كثيرا ما يأكل من المحلات كثيرا ما يستخدم الأطعمة المجمدة اوانه يستخدم بعض النساء ليطهين له ....البعض مثل هذه الشخصية "بيكي" الذي يقضي معها الوقت الآن ..جاء صوت نيكول ليعيد جوانا الى رشدها فاستمعت الى حديث الصديقتان.
-"ولكن ابي يصنع تاكوز رائع فهذا تخصصه وقد ذكر لي انه يمكنني إقامة حفل بمناسبة عيد ميلادي في شهر مارس ولكنني قد أغير رأيي وأسأله ان يقدم الإسباجيتي بدلا منه هذا اذا اتبع الوصفة جيدا"
-"هل ستقيمين حفلاًَ في عيد ميلادك ؟ هذا عظيم , قالت أمي انه يمكنني دعوة اثنان من اصدقائي عشية عيد ميلادي ولكن اثنين فقط لأنها لاتتحمل التحكم في اكثر من ذلك ! "
تظاهرت جوانا وكأنها تتناول بواقي السلطة في صحنها وهي تحرك المعلقة في المرقة التي كانت ترقد اسفل الصحن ........كان هذا صحيح..كانت هناك دائما حدود لقدراتها ...فصياح وصراخ أطفال الحادية والثانية عشر ما كادت نيكول تنتهي من تنظيف المائدة كانت كريستن تملأ غسالة الأطباق وبالتعاون معا , انتهيا من عملهما في غضون دقائق معدودة .
-"حسنا يا أمي سنذهب الآن إلى غرفتي"
-"بالطبع يا حبيبتي ...هذا حسن "
وضعت جوانا البواقي في الثلاجة وتوقفت للحظات قررت فيها ان تعيد التنبيه
-"الواجبات المدرسية أولاً.....وقبل أي شئ اخر"
-"اكيد..." اجابت كريستن
-"بالطبع.."أضافت نيكول
احتفت الفتاتان ووقفت جوانا تتفقدهما ...ان صداقة نيكول كانت شيئا جميلا بالنسبة لكريستين وكانت جوانا تنوي ان تغرقهما بالحنان وبالحب وان ترعى نيكول لتعوضها حياتها غير المستقرة .
ما ان انتهت جوانا من تنظيف المطبخ حتى اتجهت الى غرفة كريستن وطرقت الباب –لأن كريستن كانت تؤكد على الخصوصية هذه الأيام ثم دخلت من الباب فوجدت الفتاتان يفترشان الفراش واضعتان كتب الهجاء فقالت:
-"هل تحتاجان الى أي مساعدة؟"
-"كلا شكرا...ياأمي"
ظلت جوانا واقفة تبحث عن سبب لتبقى وتتحدث معهما
-"لقد كنت الثالثة في الهجاء عندما كنت في سنكما"
حملقت كريستن في نيكول وقالت :
-"هذا عظيم يا امي "
-"كنت اقدر على ان اتقدم أي صبي في الهجاء "
اغلقت كريستن كتابها المدرسي وهي تقول :
-"ان مدام اندروز المعلمة الجديدة تقول ان المدرسة لن تقيم مسابقة الهجاء هذا العام"
جلست جوانا على حافة الفراش ثم قالت :
-"هل شئ سيئ للغاية أني أعلم انكم ستبلون بلاء حسنا"
-"لقد حصلت على 85درحة في الهجاء ...اني اجيده ولكني لا أعتبره مادتي المفضلة"
ومرت لحظة من الصمت في حين تفحصت الفتاتان جوانا جيدا وكأنما ينتظران جوانا لتلقى بيانا رسميا.
-"ظننت اننا سنتناول الفشار"
-"حسنا يا أمي "
نظرت كريستن إلى كتابها وأضافت :
-"أمي ....خلتك تريدين ان ننتهي من واجباتنا المدرسية "
-"نعم بالطبع"
-"حسنا..لايمكننا ان نقوم بها بينما تجلسين هنا تراقبيننا"
-"آه.....آسفة"
-"حسنا لا عليك"
-"لقد كنتما رائعتان"
عادت الفتاتان الى غرفة كريستن وتبعتهما جوانا فالتفتت كريستن الى الخلف وبدت متعجبة بأنها وجدت امها خلفهما فهمست لأمها قائلة:
-"ماذا بك الليلة؟ لست على عهدي بك منذ وصول نيكول "
-"أنا؟"
-"دائما تتبعيننا"
-"أفعل ؟"
-"أمي ...حقيقة نحن نحبك ونستمتع بوجودك ولكنني اريد ان أتحدث انا ونيكول في أمر الصبية وامور كهذه ولكننا لن نستطيع التحدث وانت تتبعيننا !"
-"بالمناسبة مدام بارسونز ان اخبرك "
بدت نيكول وكأنها لم تسمع شيئا من الحديث الذي دار بين كريستن ووالدتها وقالت:
-"لقد أخبرت والدي بشأن الذي تحيكينه لي وقد ابدى رغبته في ان يقدم لك ثمن لوقتك وتكاليفك "
-"أخبرتي والدك؟"
بدت علامات الدهشة على وجه كريستن فقالت:
-"لقد أخبرت والدك؟ لقد ظننت انك لن تخبريه لتوفري عليه الإحساس بالذنب ..آه لقد فهمت هكذا أقنعتيه بأن يتركك تقضي الليلة هنا .....فكرة عظيمة"
إكفهر وجه جوانا وهي تقول :
-"ماذا يعني ذلك؟"
تبادلت الفتاتان النظرات .."ماذا يعني ذلك؟" رددت كريستن السؤال بصوت خافت وعلمت جوانا على الفور ان ابنتها تخطط لاحد الاعيبها .
وقفت نيكول امام صديقتها وقالت :
-"إنه خطأي مدام بارسونز ,لقد كنت اريد ان اقضي الليل هنا بدلا من قضاءه مع مدام واجنر لذا فقد أخبرت ابي ان كريستن قد دعتني الى هنا "
-"أمي ....يجب ان تتفهمي الأمر....ان مدام واجنر ما كانت لتسمح لنيكول بمشاهدة أي شئ ما عدا البرامج التعليمية وانك تعلمين ان هناك برامج خاصة نحب ان نشاهدها "
-"ليس هذا بالجزء الذي اعنيه , أريد أن أعلم ماذا تعني بأن تخبري السيد لوند عن عرض المواهب لأنه سوف يشعر بالذنب "
-"آه...........هذا الجزء!"
نظرت الفتاتان كأنهما يقرران من التي سوف تأخذ دور الموضح. فبدأـ نيكول قائلة:
-"لن يكون أبي قادرا على حضور العرض لأنه سيكون مرتبط بموعد عمل في سياتل واعلم انه سوف يشعر بالألم حيال ذلك فهو يحب ان اقوم بهذه الأشياء ,فهو يعطيه مادة ليحكي لجدي عنها!"
-"يجب عليه ان يسافر كثيرا لمقابلات العمل".....تدخلت كريستن في الحديث
-"مقابلات العمل ؟"
-"مثل الليلة"....أضافت كريستن موضحة.
-"وينبغي عليه ايضا ان يسافر مع السيد بيكي فهو يمتلك نصف الشركة وأبي يمتلك النصف الآخر وقد قال انه امر يتعلق باستيراد شئ كبير ولكنني لا استمع الى هذه الأمور بالرغم من ان ابي يحب ان يشرح أدق التفاصيل حتى أعرف اين هو وماذا يفعل"
شعرت جوانا بشئ يسري في حواسها ويتسرب الى داخلها "يمتلك والدك نصف شركة ؟ " قالتها في نفسها
-"سبوكين للألومنيوم هي السبب الأول في إنتقالها من ويست فرجينيا "أكملت كريستن.
-"سبوكين للألمونيوم , والدك يمتلك نصف سبوكين للألومنيوم !؟"
كانت الشركة من اكبر الشركات في الجنوب الغربي وارتبطت نسبة كبيرة من اقتصاد الدولة بهذه الشركة , شعرت جوانا بالإعياء في جوفها م يكن والد نيكول غنيا فقط ولكنه شخصية بارزة وكانت تعتقد .....آه ياللهول.
-"إذن فوالدك خارج المدينة الليلة؟"
-"كنت تعلمين ذلك يا أمي "
نظرت كريستن الى والدتها احدى النظرات الفاحصة والتي دلت على ان كريستن قد ظنت ان ذاكرة امها قد ضعفت لتقدمها بالسن .
-"كنت ...... أظن!"
لكنها ابتلعت ما كانت تنوي ان تقوله وعندما ذكرت كريستن لاحقا ان لوند سيكون بصحبة بيكي , ظنت ان بيكي هذا امرأه ولكن بالطبع كان جون بيكي والذي اسمه معروف لدى الجميع في المدينة وتذكرت جوانا انها قد قرأت مرة ان بيكي هذا قد اتخذ له شريكا ولكنها لم تربط ....ربما قد أخطأت الحكم على تانر لوند.
إسترسلت نيكول :
-"قبل ان نأتي الى سبوكين تحدثنا انا وابي طويلا عن التغيرات والأحداث التي وقعت في حياتنا , وأعددنا قائمة بالأشياء الحسنة والأشياء السيئة التي نتصورها وكانت احدى الأشياء السيئة انه سيضطر الى السفر كثيرا حتى يعين مديرا آخر , انه لا يشعر بالراحة حين يتركني مع الغرباء, ولم نكن نعرف احدا في سبوكين غير السيد بيكي وزوجته ولكنهما قد تجاوزا الأربعين , حتى انه قد اعد مقابلة له مع مدام واجنر قبل ان اذهب لقضاء الليل عندها .
بدأت الصورة التي رسمتها جوانا لتانر تتساقط تحت قدميها فلم يكن ذلك الوالد الذي يفتقد الإحساس بالمسئولية .
-"لقد أخبرتني نيكول انك قد قابلت والدها في المتجر الليلة التي أحضرت فيها خليط الفطائر " هزت كريستن رأسها كأنها تحاول ان تلوم والدتها لأنها لم تأخذ بنصيحتها تلك الليلة.
-"لقد أخبرت والدي انك لا ترتدين ثيابك بهذه الطريقة دائما".....أضافت نيكول وأدارت وجهها ثم أكملت :
-"لكنني لا أعتقد انه صدقني حتى رآك وهو ينزلني هذه الليلة "
بدأت جوانا في النهوض والإتجاه إلى باب غرفة النوم
-"يبدو أنني ووالدك قد بدأنا على الطريق الخطأ"
قضمت نيكول شفتيها قائلة:
-"أعرف ....فلم يكن يرحب بفكرة قضائي الليلة هنا ولكنني أقنعته "
-"أمي ..... ماذا قلت للسيد لوند عندما قابلته في المتجر؟"
فأجابت جوانا :
-"لاشئ "
-"لقد سألت أبي ماذا كنت أفعل في هذا الوقت المتأخر من الليل ومن المفترض ان علي الذهاب للمدرسة في الصباح الباكر, وقد ذكر بعد ذلك ان اسلوبي لم يعجبه"
أوضحت نيكول قائلة:
-"لم تسنح لي الفرصة لأن أوضح لك اني عادة ما أدخل فراشي في التاسعة والنصف ولكن تلك الليلة كانت خاصة لأنها كانت عودة أبي من احدى رحلاته وقد تأخرت طائرته ولم أتذكر ان اخبره عن امر الحفل عندما عدنا الى البيت من عند مدام واجنر"
-"فهمت..." همست جوانا.
-"سوف تسمح الظروف بتسوية الأمور مع السيد لوند عندما يأتي مساء غد ليصطحب نيكول "قالت كريستن
بدا واضحا انها تريد من امها ان تتماشى مع والد أعز صديقاتها.
فتمتمت جوانا :
-"حسنا!".



الفصل الرابع


الــدعـــــوة


كانت جوانا تقوم بالطهي عندما هرعت كريستن اليها وقالت :
-"لقد وصل السيد لوند ليصطحب نيكول , اعتقد انه يجب ان تدعيه ونيكول لتناول العشاء وان توضحي له امر تلك الليلة "
-"آه بالطبع فقلما ندعو أصحاب الشركات للطعام!"
لم يكن هذا الطعام كفيلا بإعجاب شخصية مثل تانر لوند وقبل ان تنتزع كريستن الموافقة , هزت جوانا رأسها وأعطتها أول مبرر راودها:
-"ليس هناك طعاما يكفينا بجانب ان السيد لوند قد يكون منهكا من رحلة عمل وسيكون مشتاقا للرجوع الى بيته"
-"أراهن أنه سيكون جائعا.ونيكول تعتقد انك طاهية ماهرة و....." قاطعتها نظرة حادة من نظرات حوانا
-"ليلة أخرى يا كريستن "
نظفت جوانا يدها وزفرت زفرة عميق ووقفت ثم رفعت يدها لتتخلل خصلات شعرها ونظرت إلى نفسها في زجاج النافذة لم تكن بالغة الجمال ولكنها كانت معقولة ,ما كان احد ليظنها ملكة والأن قد حان الوقت لترفع رأسها ورسمت جوانا ابتسامة فوق شفتيها وهي تدخل غرفة المعيشة ووقف تانر متحفزا امام الباب الأمامي وكأنه في حالة استعداد قصوى للتقهقر وبدأت جوانا :
-"كيف كانت رحلتك؟"
لم يتغير ذلك التعبير الذي كان يعلو وجهه دائما وقال:
-"جيدة......شكرا"
سألته جوانا محاولة ان تنفض توترها :
-"هل لديك وقت لتناول قدح من القهوة؟"
تعجبت اذا ما كانت جهزت الأقداح الصينية للقهوة, لقد كانت مترددة عما اذا كانت تستطيع ان تصلح الخطأولكن ان تقف في الردهة لن يؤدي الى ذلك, يجب ان تجلس لفترة طويلة .
نظر تانر اليها في شك ولم تكن جوانا تعرف ما اذا كانت قادرة على توضيح الأمور ام لا فلم تكن مهمتها سهلة بعد كل الذي حدث بينهما تلك الليلة.
نظر تانر الى ساعته وهز رأسه قائلا:
-"ليس لدي الوقت للزيارة الليلة وعى اية حال اشكرك على الدعوة"
وكادت جوانا ان تطلق زفرة عالية من راحتها ولكنه سألها:
-"هل تصرفت نيكول تصرفات حسنة؟"
-"لم تكن ابد مصدرا للمشاكل ....انها طفلة عظيمة"
-"حسنا" ابتسم تانر وهو يقولها
اندفعت نيكول وكريستن الى الغرفة وبدأت كريستن :
-"هل سيبقى السيد لوند يا أمي "
-"لن يقدر....الليلة"
-"مرة أخرى" قال تانر
لم تكن نبرة أي منهما تبشر بالحماس نظرت الفتاتان الى بعضهما الآخر وهما يشعران بخيبة أمل شديدة.
-"هل انتهيت من حزم حقيبتك واخذت كل شئ يا نيكول؟"
سأ تانر نيكول ولم يحاول اخفاء رغبته في الذهاب فأجابت نيكول :
-"اعتقد ذلك"
-"لا تعتقدي...يجب ان تلقي نظرة أخرى على الحجرة"
اقترحت عليها كريستن وامسكت يد صديقتها الى الحجرة فقالت نيكول :
-"حسنا اعتقد انه يجب علي ذلك .." واختفت الفتاتان قبل ان يناديهما تانر او جوانا .
خيم السكون عليهما وودت جوانا لو تظل كذلك ولكن بما ان الفرصة قد سنحت لها فقررت ان تضع حدا لتلك المهمة السخيفة وان توضح سلوكها فقالت وقد علا وجهها الأحمرار :
-"اعتقد اني مدينة لك باعتذار"
-"اعتذار!"
-"اعتقد ...انك تتذكر.....تلك الليلة التي تقابلنا فيها لقد اعتقدت انك تفتقد الإحساس بالمسئولية لأنك سمحت لنيكول ان تظل مستيقظة الى مثل هذا الوقت المتأخر وقد أخبرتني نيكول انك كنت في رحلة عمل "
-"نعم ...حسنا , اعترف اني شعرت بنظرات الرفض و الأحتقار"
لم يكن ذلك يسيرا وبدت جوانا غير مرتاحة ودفعت نفسها لأن تنظر إليه وقالت هامسة :
-"لقد أوضحت لي نيكول الأمر ان رحلتك قد تأخرت وقد نسيت ان تذكر لك شيئا عن مستلزمات الحفل عندما جئت لأصطحابها من عند مدام واجنر وقالت انها لم تتذكر حتى وصلتم الى البيت .
إرتخى فم تانر قليلا ثم قال :
-"بما اننا نتحدث بصراحة الآن اعترف انك لم تتركي عندي انطباعا جيدا تلك اليلة "
نظرت جوانا الى أسفل وهي تقول :
-"استطيع ان اتخيل وآمل الا تعتقد انه اسلوبي المعتاد في ارتداء الملابس"
-"نعم لقد لاحظت عندما انزلت نيكول البارحة"
وقف الأثنان ينظران الى بعضهما بابتسامة صغيرة وشعرت جوانا بتحسن كبير فلم يكن ذلك سهلا عليها ولكنها شعرت بتحسن كبير على أية حال وقالت :
-"بما ان كريستن ونيكول تربطهما صداقة وطيدة , اعتقدت انه من الأفضل تسوية الأمور بيننا , فمن الأشياء التي ذكرتها نيكول عرفت انك تقوم بدورك كأب على أكمل وجه"
-"ومما قالته لي ....ينطبق عليك نفس الشئ"
-"صدقني ....ليس من السهل رعاية طفلة في هذا العمر"
فركت يديها وهي تحاول ان تبحث عن شئ لتضيفه , فهز تانر رأسه قائلا:
-"بما انك قد ذكرت هذا الموضوع , أستطيع ان امكث قليلا لتناول قدح من القهوة "
-"حسنا!"
ذهبت جوانا الى المطبخ بينما جلس تانر الى المائدة وملأت القدح بالقهوة ووضعتها أمامه فقد نما اليها انه يفضل ذلك على الأقداح الصينية .
-"كيف تتناولها؟"
-"بدون شئ شكرا"
جلست أمامه وكانت متوترة فلم تكن ترغب في ان يأخذ عنها انطباعا سيئا اخر بعدما نجحت في ازالة الأنطباع الأول ولكنها كانت قلقة ان يفسر تلك النزعة على انها اهتمام عاطفي وهذا بالطبع لم يكن في حسبانها , بالأضافة الى انهما لم يكونا في نفس المستوى الأقتصادي فهي تعمل في معهد للقروض والمدخرات وكان هو صاحب شركة كبيرة , فأخر ش تريده ان يعتقد تانر انها تسعى وراء المال .
كانت افكار جوانا تتصارع داخل عقلها وهي تبحث عن وسيلة لتخبره بكل ذلك دون ان تبدو عدوة الرجال .
-"اود ان ادفع لك .."
قال تانر وهو يقطع كل هذه الأفكار وقد كان دفتر شيكاته يرقد بجواره ونظرت اليه جوانا دون ان تفهم :"من أجل القهوة؟؟"
ولكنه نظر اليها نظرة دهشة وقال:
-"لرعايتك لنيكول "
-"كلا من فظلك ...لم تكن مصدر ازعاج على الأطلاق"
-"ماذا عن الزي الخاص بالمعرض ...من المؤكد انني مدين لك بذلك "
-"لقد كانت الأقمشة لدي منذ وقت طويل واذا كنت لم استخدمهم لنيكول لكنت تخلصت منهم"
-"لكن .... وقتك يجب ان يكون مقابل شئ"
-"كلا كان الأمر سهلا فحياكة زي واحد مثل زيان ثم انني سعيدة بذلك ...على أية حال من الؤكد انني سوف احتاج شيئا في المستقبل فإنني لست على دراية كافية بأمر السباكة والكهرباء"
لم تصدق جوانا انها ذكرت تلك الأشياء , فلم يبدو تانر أنه يقوم بهذه الأعمال .
-"أرجوك..... لا تترددي في السؤال فاذا خانني الحظ في اصلاحها سأجد لك من يقوم بها"
-"شكرا"
بعدما تحدثت قليلا مع تانر لاحظت انه لطيف ومهذب واندفعت كريستن الى المطبخ وهي تقول:
-"أمي هل سألت السيد لوند؟"
-"اسأله ..ماذا؟"
-"ان يحضر للعشاء في وقت قريب"
شعرت جوانا بالحرارة والخجل يتخللان جسدها فقد بدا وكأن الدعوة حبكة عاطفية كانت تدبرها خاصة بعد ان تدخلت نيكول قائلة:
-"ابي انا وكريستن نود ان نسمعك الأغنية الآن"
-"بكل سرور , هل تمانعين جوانا؟"
-"بالطبع لا"
-"لقد انتهت امي من صنع الأزياء مساء أمس وسنرتدي الثياب ونعود بسرعة"
في لحظة خروجهما وقفت جوانا واعادت ملء قدحها , وكانت في الحقيقة تبعث عن وسيلة لتتحدث بصراحة مع تانر بدون ان تحرج نفسها ولا ان تحرجه قالت:
-"اعتقد انه ينبغي علي توضيح شئ ......" بدأ صوتها يرتفع
-"نعم ؟" أجاب تانر مستفهما ونظراته تتبعها وهي تحوم في المطبخ , لم تستطع جوانا ان تقف في مكان واحد لفترة طويلة , فقد كانت تنتقل من القهوة الى الثلاجة وفي النهاية وقفت امام الخزانة وكتفت يديها خلف ظهرها وشهقت شهقة عميقة قبل ان تجد الشجاعة لتتكلم فقالت:
-"اعتقد انه من المهم ان اوضح سوء الفهم بيننا لأن الفتاتان أصدقاء ...عندما كانت نيكول مع كريستن كانت في ايد امينة "
أجاب تانر بأدب شديد :
-"انني ممتن لذلك"
-"لكنه يساورني شعور ان كريستن ..وربما تكون نيكول ايضا ودت لو نتعارف بشكل أقوى وافضل ....اذا كنت تدرك ما اعنيه"
ياإلهي كانت هذه حماقة !
شعرت جوانا وكأنها مبتلة ولكنها أضافت :
-"تانر انني غير مهتمة بالعلاقات العاطفية ...فلدي الكثير الذي يجري في حياتي وهو كفيل باحتوائي ولا احب ان تشعر انك مهدد بالفتيات وألاعيبهم الصغيرة ....أرجو ان تسامحني على جرأتـي ولكنني افضل ان نتحدث في ذلك بوضوح "
كانت تلفظ الكلمات بسرعة فائقة وتساءلت عما اذا كان يدرك ما تقول ...
-"فهذه الدعوة كانت فكرة كريستن وليست فكرتي ولا احب ان تعتقد ان لي أي دخل بهذه الدعوة"
-"ان دعوة على العشاء ليست بعرض للزواج!"
-"بالطبع ..! ولكنك قد تعتقد ...لا أعرف اعتقد انني لا اريدك ان تعتقد انني مهتمة بك او اسعى وراءك عاطفيا ...اي ...."
جلست الى المقعد وأرخت ظهرها ورفعت يديها لتتخلل شعرها وتبعده عن وجهها وأطلقت زفرة طويــلة قائلة:
-"إنما أزيد الأمر سوءا......أليس كذلك؟"
-"كلا ...اذا كنت استوعبتك وفهمتك ...فانك تقولين انك تحبين ان نكون أصدقاء ليس أكثر "
-"نعم..... صحيح"
فرحت جوانا بتفهمه وسعيدة بانه قد ذكر في كلمات بسيطة كل ما كانت تريد ان تقوله
-"في الحقيقة ...انني شعرت بنفس الشئ , لقد تزوجت مرة واحدة وهذا يكفي جدا!"
شعرت جوانا بنفسها منفعلة فقالت :
-"بالضبط .....وانا راضية عن حياتي بهذا اشكل ....فأنا وكريستن متقاربتين وقد انتقلنا لهذا البيت ولدينا كثير من الخطط لإعادة تزيينه ولدي عملي الخاص الذي يتقدم ...."
-"بالضبط مثلي ....فأنا مشغول بهذه الشركة وبالعلاقات واخر ما احتاجه امرأة تعقد حياتي "
-"الرجل هو اخر من اسمح له بخرق علاقتي وكريستن في هذه المرحلة"
-"كم مضى عليك وانت مطلقة ؟" سأل تانر وهو يلف يديه حول القدح.
-"ست سنوات"
-"لقد مضى علي خمس سنوات"
كان مثلها فلم يذهب الى علاقة اخرى ولم ولن يبحث عن واحدة ولاشك كانت لديه اسبابه وكانت جوانا تعرف دوافعها واسبابها .
-"أصدقاء؟" مد يده الى جوانا ليصافحها
-"وليس أكثر ..." أضافت جوانا وهي تصافحه وتبادلا الأبتسامة
********
-"بما ان السيد لوند لن يكون موجودا لحضور العرض يوم الأربعاء فهو يود ان يأخذني ونيكول لتناول العشاء بالخارج مساء يوم السبت القادم , وقد سألتني نيكول ان اطلب منك ذلك "
قالت ذلك كريستن التي دخلت فجأة بينما كانت جوانا تتصفح الصفحة الأولى للجريدة كان قد مضى اكثر من اسبوع منذ ان تحدثت مع تانر وشعرت بتحسن حيال ما قد وصلت اليه الأمور , ورجعت كريستن الى امها وقالت :
-"اعتقد انه من الأفضل لو تحدثت الى السيد لوند بنفسك يا أمي"
-"حسنا يا حبيبتي"
كانت قد انتهت من قراءة بابها المفضل عندما صاحت كريستن في هرولة :
-"السيد لوند ينتظر على الهاتف الآن يا امي ....هل ستتركينه ينتظر ....هذا غير لائق "
هرولت جوانا وهي تقول لأبنتها :
-"لماذا لم تخبريني؟!"
-"لقد فعلت .... اعتقد انك بدأت تفقدين ذاكرتك "
-"انا جوانا"
-"انا تانر .....لا تقلقي فنيكول تقول لي دائما , هل يناسبك العشاء مساء السبت القادم ؟!"
-"لا ارى مشكلة في ذلك "
-"عظيم وقد اقترحت الفتاتان المكان الذي تتحدثان عنه دائما "
-"القصر الوردي"
شعرت جوانا ان تانر يقحم نفسه في اشياء غريبة مع الفتاتان , في العام الماضي دعت حوانا كريستن لقضاء عيد ميلادها به وكان الطعام غالي جدا ......وكانت الموسيقى عالية....قالت جوانا :
-"بالمناسبة , رحبت نيكول ان تقضي الوقت هنا اثناء سفرك الأسبوع القادم"
-"هذا عظيم جدا جوانا فلم اكن اريد ان اسألك ولكن نيكول كانت تلح علي منذ المرة السابقة وكانت قلقة ان ارسلها الى مدتام واجنر"
-"سأعمل على بقائها هنا بما انها ستكون ليلة العرض"
-"هل انت متأكدة؟!"
-"بالطبع....ليس هناك مشكلة كل ما عليك ان تأتي بخا الى هنا ولا تقلق"
-"حسنا , ولا ترتدي شيئا خاصا مساء السبت"
-"مساء السبت ؟!!" صاحت جوانا متسائلة
-"نعم ....ألم تقولي منذ لحظات انك لا تمانعين في ان نتناول العشاء نحن الأربعة؟؟!"



الفصل الخامس
القصر الوردي

-"جوانا انا ممتن لك كثيرا !" قال تانر وهو يحتضن نيكول الى جواره وهي تحمل حقيبتها وعينيها تملأهما الحزن.
-"ليس هناك مشكلة يا تانر!"....ردت جوانا
احتضن ابنته بقوة واغلق عينيه لفترة وجيزة واحست جوانا بالندم الذي يعتريه , فقد كان متأثرا لأنه لن يتمكن من حضور العرض المدرسي .
ابتسمت تانر لنيكول وقال :
-"كوني فتاة طيبة يا حبيبتي"
-"سأكون!"
-"عندما اعود , اريد ان اسمع كل تفاصيل الحفل "
حاولت نيكول ان ترسم ابتسامة على وجهها فقال تانر :
-"تعرفين اني سأكون هناك ...ان استطعت "
-"اعرف يا ابي .....لا تقلق , ثم انه سيكون هناك الكثير من العروض المدرسية بعد ذلك , كنت افكر انا وكريستن فيان ننطلق بأغنيتنا اذا ابلينا بلاء حسنا كما فعلت ديزي جيلبرت"
-"ديزي من؟"
سأل تانر ورفع رأسه وكأنه ينتظر الرد من جوانا .
-"مغنية بالطبع!"
كانت جوانا لديها شرائط كثيرة اعتادت سماعها وهي في مثل عمر كريستن ولكن الآن من الصعب ان تفرض عليها ما تسمعه , وكان من الواضح ان تانر لم يكن اكثر علما من جوانا .
-"ليست مجرد مغنية يا امي"
صححت كريستن معلومات جوانا واضافت :
-"كانت شيئا خاصا ...فلقد كانت تكبرني ونيكول بشئ بسيط واذا استطاعت ان تجعل من نفسها نجمة للروك فاننا نستطيع!"
على الرغم من ان جوانا تكره ان تهدم مثل هذا التفاؤل فقد كانت تعتقد ان الفتيات قد اغفلوا نقطة هامه اذا كانوا يبحثون على الثراء والشهرة فقالت:
-"ولكن لما لا تغنون!"
-"نعم ولكن نحن نحرك شفتينا بشكل جيد"
-"هيا بنا يا نيكول !"
امسكت كريستن بحقيبة صديقتها وقالت:
-"يجب ان نتدرب من الآن !"
اختفت الفتاتان بسرعة ليتركا جوانا وتانر وحدهما فقال تانر:
-:لديك رقم هاتف الفندق ومكان الإجتماع؟"
-"سأتصل بك في حالة وجود أي مشكلة ...لا تقلق يا تانر , انا متأكدة ان الأمور ستكون بخير " واشاح تانر بوجهه الذي علاه الحزن فأسرعت جوانا وقالت :
-"تانر ....لا تشعر بالذنب !"
اتسعت عيناه في دهشة وقال :
-"هل يظهر هذا بصورة واضحة ؟!"
-"انها تظهر بصورة واضحة جدا"
وقف تانر لحظة ثم مد يده وحك وجهه وهو يقول :
-"هناك اجتماعان علي ان احضرهما شخصيا , فلقد وعدني بيكي ان يتعامل مع الأمور الأخرى ...فأنت تعلمين انني عندما شاركت في هذه الشركة ارتبطت بهذه الرحلات ولم اكن اظن ان تركي لنيكول سيكون بمثل هذه القسوة ...فقد كرهت هذا ...على الأقل كانت تكره الى ان قضت الليلة هنا معك انت وكريستن "
-"انها فتاة من نوع خاص"
-"اشكرك"
لأن تانر يفتخر بها وقد بدا واضحا انه بذل الكثير ليكون اب مثالي وشعرت جوانا بتأنيب الضمير لما قد ظنت به من قبل فقالت:
-"تانر...انصت الي " تمتمت جوانا بشفتيها ثم شهقت شهقة عميقة وهي حائرة كيف تبدأ بالحديث.
-"بخصوص يوم السبت "
-"ماذا عنه؟"
-"اعتقد انه من الأفضل ...لو انه كان مقتصرا عليك انت والأولاد"
قال تانر وهو يهز رأسه :
-"لن يكون الأمر حسنا بدونك وتذكري جوانا ...انا مدين لك , حيث انك لا تقبلين ان ادفع لك لرعايتك لنيكول فأقل ما يكون ان تقبلي دعوتي على العشاء"
-"لكن !"
-"اذا كني قلقة أن الأمر سيبدو وكأنه ميعاد غرامي ...فلا تقلقي ...فنحن نفهم بعضنا البعض"
****
-"يبدو احساس جميل ....كيف يبدو يا حبيبتي؟!"
حقا يا أمي لا اعرف ..انه رجل ...ماذا تريدين ان اقول؟!"
-"حسنا , يبدو انه سيكون هو يا جوانا !"
-"امي من فضلك , كم مرة علي ان اقول لك ...لن اتزوج ثانية !"
مرت فترة من السكون وقالت امها :
-"سنرى ...سنرى يا حبيبتي !"
عند انتهاء المكالمة التفتت جوانا الى ابنتها التي قالت:
-"الن ترتدين ثوب يا امي ؟"
نظرت كريستن الى والدتها نظرة كادت تشكك جوانا في نفسها وخصوصا انها جلست لساعات لتقرر ماذا سترتدي ...فاذا اختارت ثوب بسيط وتقليدي مثل الذي تذهب به الى المكتب ستظهر بمظهر رسمي اكثر من اللازم والأثواب الأخرى لديها هي اثواب حفلات واعتبرتها قديمة .."
-"امي ....الليلة مهمة جدا"
-"سنذهب الى القصر الوردي وليس بيت سبوكين "
-"اعلم ..ولكن السيد لوند ظريف"
قالتها كريستن ونظرت الى باقة الزهور الوردية على طاولة غرفة المعيشة , فقد اوصى تانر بهذه الزهور لتصل الى نيكول وكريستن ليلة العرض.
-"لا يمكنك ارتداء أي شئ على العشاء مع الرجل الذي ارسل لي الزهور"
-"انا متأكدة ان هذا ما يتوقعه السيد لوند
قالت جوانا ذلك بصلابة وثقة مما كانت تشعر به
-"اتعتقدين ذلك؟" كانت تأمل في ذلك وابتسمت وتمنت ان يخيب ظن ابنتها , كان عليها ان توافق كريستن ..فتانر لطيف بل اكثر من لطيف ..., فمع كل لقاء ينمو تقدير جوانا له ..لقد اتصل يوم الجمعة ليشكرها على عنايتها بنيكول والتي عادت الى البيت يوم الخميس بعد عودة والدها الذي ظل ينتظر يوم السبت بفارغ الصبر ,انه حساس ورقيق وولد مدهش بالأضافة الى انه اكثر الرجال وسامة ولكن لسوء الحظ فقد كانت لا تبحث عن زوج لأنه سيكون اول المرشحين .
دوت كلمة زوج داخل عقل جوانا دويا مخيفا كالرصاص ...لقد كانت تلوم والدتها على ذلك وما ذكرته لها جوانا كان صحيحا ....فقد انهت جوانا علاقتها بالزواج ...انهت علاقتها بالحب لقد تعلمت من ديفي مدى الصعوبة على الرجل ان يظل مخلصا لم تكن لدى جوانا النية لتعيد تلك الدروس المؤلمة بجانب انه اذا قدر لرجل ان يشغل جزء من حياتها ثانية سيكون شخص في مستواها الأجتماعي والأقتصادي ...ليس كتانر لوند لكن هذا لا يعني انها كانت تعمى عن سحر الرجال فعلى العكس تماما فقد كانت تواعدهم بيد انها وجدت نفسها تفكر في تانر لوند كثيرا وكان هذا مدعاة لقلقها...كان هذا يقلقها كثيرا كانت ابتسامتها كفيلة بالأجابة فقالت :
-"حسنا , اذا كنت تريد ذلك سأكون مستعدة انا وكريستن في تمام الساعة السادسة"
-"حسنا , اتفقنا!"
كانت جوانا تضع اللمسات الأخيرة لوجهها قبل الذهاب للعرض عندما دق جرس الهاتف
-"سأجيب الهاتف يا امي" صاحت كريستن وهي تجري بسرعة وفي هذا الوقت كانت جوانا تجوب بعينيها انحاء الغرفة وهي تفكر في امر مكالمة الهاتف ...فقد كانت المكالمة من تانر ولكنها سمعت كريستن تقول:
-"مرحبا جدتي"
ابتسمت جوانا بلطف وسعادة لأن والدتها تذكرت العرض ...كان والداها يعيشان في كولفيل وهي بلدة تقع على بعد ستة اميال شمال سبوكين وكانت تعلم انهما سيحضران العرض لولا الظروف الجوية وظروف الطريق ..لاشك كانت تتحدث لتتمنى حظا طيبا لكريستن.
-"امي انها جدتي وهي تريد محادثتك!"
انته جوانا من وضع احمر الشفاه وانطلقت الى الهاتف
-"مرحبا امي ...كم هو جميل ان اسمع صوتك"
-"ماذا في امر موعد مساء السبت ؟"
-"من قال ذلك؟"
سألت جوانا وهي متجهمة ....فقد كانت امها تقول لها منذ سنوات انه يجب عليها ان تتزوج وشعرت جوانا انها في قمة غيضها من كريستن لمجرد ان تذكر اسم تانر فاخر شئ كانت تحتاجه هو ان يبدأ ابواها الضغط عليها في هذه العلاقة واضافت والدتها :
-"لماذا ...لقد ذكرت لي كريستن كل شئ ويا حبيبتي اذا لم تمانعي يبدو انه الرجل المناسب لك ..فكلاكما ترعيان الأطفال والأطفال اصدقاء....يبدو ذلك مثاليا "
-"امي ....من فضلك ...انا لا أعلم ما ذكرته لك كريستن ولكن دعيني اوضح لك الأمر ....كل ما هنالك ان تانر يريد ان يعبر عن شكره حيال رعايتي لنيكول في غيابه ...وعشاء مساء السبت ليس موعد غرامي"
-"هل سيصحبك للعشاء "
-"انا وكريستن وابنته"
-"ما اسمه ثانية؟"
-"تانر لوند!"
استاءت جوانا , و ودت لو تغير الموضوع فقالت:
-"الم يكن الجو رديئا هذا الأسبوع .!كم اتمنى ان يأتي الربيع لقد كنت افكر في زرع بعض الأعشاب عند السور الخلفي "
-"تانر لوند!..."رددت والدتها الأسم ....افضل شئ ان تدفن هذه العلاقة ...ستخرج معه المرة فقط وستكون هذه النهاية.
-"لقد وصلوا!"
صاحت كريستن التي كانت تنظر من وراء النافذةالكبيرة, فتحت جوانا الخزانة بكل هدوء واخرجت المعطفان ظهرت وكأنها ثابتة ولكن اناملها ارتجفت ...فقد كانت ترتعش كلما تذكرت انها ستقابل تانر فتضاءل احساسها بالثقةالذي نجحت ان تكونه في اليومين الماضيين .
تقدم تانر ونيكول الى الباب الأمامي فتحت كريستن ذراعيها وامسكت بهما نيكول واسرعا الأثنتان بالقفز.
-"استطيع ان اقول اننا بصدد امسية ترفيهيه"
تمتم تانر ...كان يبدو عظيما ...اعترفت جوانا كان يبدو وسيما للغاية ذلك النوع من الرجال الذي تحلم به أي امرأة ودت جوانا لو انها محصنة ضد السيد لوند الوسيم ولكن لسوء الحظ لم تكن , فمنذ مقابلتهما السابقة , حاولت ان تتفهم متى تغيرت مشاعرها تجاهه قالت في نفسها ...كانت ارساله للزهور بأن يوصي تانر بالزهور لكريستن ونيكول كانت لمسة رقيقة , فبعد انتهاءهما من الأغنية حيا الجمهور الملئ بالأباء المعجبين وقف ناظر المدرسة السيد هوليداي وهنأهما وقدم لهما باقتين من الزهور الوردية التي قد اوصى بها تانر لعدم وجوده.
-"هل انت مستعدة؟"
سأل تانر وهو يفتح الباب لجوانا فأجابت :
-"اعتقد ذلك "
رغم ان الوقت كان مازال مبكرا الا ان عند وصولهم وجدوا صفا كبيرا خارج القصر الوردي
-"يبدو اننا سنضطر للأنتظار طويلا"قالت جوانا
-"لقد كلفت السكرتيرة بالحجز, فقد علمت انه دائما ما يكون مزدحما مساء السبت"
كان القصر الوردي تماما كما تذكره جوانا , وما ان دخلا تانر وجوانا حتى جلسا وقدمت لهما قائمة المأكولات , لم تكن الفتاتان بحاجة الى القراءة , فقد قررتا كل شئ قبل وصولهما وكانت جوانا قد قررت ايضا عند وصول القائم بالأعمال في القصر .
-"هامبرجر بالجبن وطبق الموز."قالت جوانا وهي تنظر الى الفتاتان
-"نفس الشئ هنا "قال تانر
-"قدح من القهوه ...من فضلك "
-"وانا ايضا"
فتحت جوانا حقيبتها واخرجت قطعة صغيرة من القطن فقال تانر:
-"لأي شئ هذا ؟"
كان يريد ان يعرف...وامسكت جوانا بقطعة القطن وقطعتها الى اربع قطع كرات صغيرة وأعطت تانر اثنان متهم واشارت الى اذنيها وقالت :
-"اخر مرة كنت فيها هنا ...ظل رنين الأجراس في أذني لمدة طويلة إثر الضجة"
انحنى تانر الى المنضدة ثم قال :
-"ان الصوت يعلو...أليس كذلك؟" نظرت نيكول وكريستن الى تانر وجوانا ثم قالا سويا:
-"اذا كان عاليا فقد اصبحتما متقدمان في السن!"
رفعت جوانا يدها قائلة:
-"مذنبة في الإتهام الذي وجه الي!"
ابتسم تانر مع جوانا , وشعرت جوانا ان الأبتسامة قد أدت الى اشياء غريبة داخل جوفها فضغطت بيدها فوق جوفها لقمع ما تحس به, لم تكن تعرف ماذا حل بها ولكن ايا كان فهو احساس لا يعجبها ثم وصل العشاء وكان الطعام افضل مما تذكره جوانا.
في حين كان تانر وجوانا يتبادلان بعض الملاحضات من وقت الى اخر , تبادلت الفتاتان الحديث في سعادة بالغة خلال العشاء وعندما جاءت الخادمة لتناول اخر طبق خال , اقترح تانر مشاهدة فيلم .
فصاحت نيكول :
-"فكرة عظيمة!"
ساندتها كريستن بمنتهى الحماس
-"ما رأيك جوانا؟" سألها تانر وما ان بدأت في الأعتذار قائلة ان الليلة مليئة بالعشاء حتى نظرت لتجد امامها وجهان ينظرا اليها في امل ...فلم تستطع ان تكمل ما بدأته وان تفسد عليهما فأجابت :
-"بالطبع!"
-"مذبحة تين ....يعرض الآن في سينما مال" صاحت نيكول ونظرت الى ابيها قائلة:
-"دوني روزنبيرج قد شاهده وادعى انه قد اصابه الرعب منه"
وضحكت كريستن وابدت موافقتها
ولكن بلا تردد هز تانر رأسه قائلا :
-"لا يا نيكول "
-"ابي ....لقد شاهده الجميع والسبب الوحيد في انهم يقتصرون على الكبار هو ظهور الدماء والمعارك وقد رأيت الكثير من ذلك"
-"اغلق باب المناقشة"
اجاب تانر قائلا بدون ان يرفع من صوته وقد بدت السلطة واضحة في كلماته والتي تكفي باقناع جوانا انها ستفسر دائما اذا ما حاولت معارضة تانر لوند ولكن الحقيقة انها كانت لا تتردد في ان تعارضه اذا ما شعرت بخطأه ولكنها توافقه تماما في هذه الحالة .
اقفهر وجه نيكول حتى ظنت جوانا انها ستعيد المحاولة ولكنها لم يصيبها الدهشة عندما استسلمت نيكول بدون جدال.
اختيار نوع الفيلم الذي سيشاهدونه, كان يتطلب مشاورات وكان لدى الفتاتان فكرة عن ما هو مقبول لدى تانر وجوانا , فما كان تانر وجوانا ان يسمحا لهما بالمشاهدة فيلم مقصور على الكبار حتى وان كان بسبب الدماء والمعارك.
اخيرا توصلوا الى حل وسط لمشاهدة فيلم كوميدي ووافقت الفتاتان وبعد نصف ساعة تقريبا كانوا جميعا داخل المسرح وسأل تانر :
-"هل يحب احد تناول الفيشار؟"
-"انا " اجابت كريستن اما نيكول فصاحت قائلة :"وانا ايضا, ولكن هل لنا في بعض الكوكاكولا والشيكولاته؟"
التفت تانر الى جوانا وسألها :
-"ماذا عنك؟"
-"لا شئ"
فلم تكن تدري اين ستضع الفتاتان هذا الطعام ولكنه كانت تعلم اين سيرقد الطعام "في اردافها" ففي كثير من الأحيان كانت تعتقد ان الطعام لا يمر بجوفها ولكن يتخذ طريقه مباشرة الى الأرداف
-"هل انت متأكدة"
-"بالطبع"
لحظات وعاد تانر بالفيشار اخذته الفتاتان حتى اتجهها الى القاعة فنادت عليهما جوانا :
-"انتظرا" سارت الفتاتان بدون توقف ثم وقفا وفي عينيها نظرة رعب وقالت كريستن :
-"لن تجلسي معنا ....اليس كذلك يا امي؟"
-"ولم لا؟"
كان هذا نبأ جديد لجوانا , بالطبع لقد مضى وقت طويل منذ ان اصطحبت كريستن الى فيلم ولكن كريستن كانت دائما تجلس بجوارها في الماضي.
-"من الممكن ان يرانا احد" قالت ابنتها في توضيح
-"الا يجلس احد مع والديه الان!؟" سألت جوانا في دهشة.
-"الجلوس معنا الان محرج اجتماعيا"
-"هل نذهب الان يا امي ؟"ثم توسلت اليها كريستن ...."لا احب ان تفوتني "
وقفت جوانا مبهورة فقد كانت تستمتع بالذهاب لمشاهدة الأفلام من حين لآخر ودائما ما كانت كريستن تصطحب كريستن بل وبعض اصدقائها ...حتى الليلة , فلم يعترض احد على ان تجلس بجانبه ولكن الآن تذكرت جوانا ,لم تكن كريستن تكترث بالذهاب لمشاهدة الأفلام في الشهرين الماضيين..
-"اعتقد هذا ما يحدثعندما يصلون الى الصف السادس!"
قال تانر وهو يمسك الباب لجوانا التي وقفت لحظة لترى اين تجلسا الفتاتين فقد كانت كريستن ونيكول تجلسان على بعد ثلاث صفوف من المسرح.
-"آه هذه متعة الأبوة " قال تانر معلقا وبعد ان جلسوا في مواقعهم "غير متعة الأمومة"
اندهشت جوانا لما حدث , فقد ظنت ان هناك صلة وثيقة بينها وبين ابنتها .... فكريستن لم تذكر أي شئ عن انها لاتريد الجلوس معها , كانت تعم ان الأمر يبدو عاديا....ولكنها لم تستطع ان توقف قلقها بأن هناك شئ ما يهدد الأساس الصلب الذي طالما عملت على بنائه....التفتت الى تانر وهي تحاول ان تبتسم ولكن قد بدا عليها القلق , فقال تانر :
-"ما خطبك؟!"
خانها صوتها فركت يديها ثم قالت :
-"لاشئ"
-"أهي كريستن؟"
وهزت رأسها وهي تقول :
-"لأنها رفضت ان تجلس بجوارنا"
إسترسل شعرها فوق كتفيها وهي تهز رأسها ثانية , فقال تانر :
-"لمجرد ان رغبت الفتاتان الجلوس بمفردهما ....هل هذا يضايقك ؟"
-"لا..نعم..لا أعلم بماذا أشعر , انها تكبر يا تانر واعترف ان هذا قد صدمني"
-"لقد حدث لي ذلك الأسبوع الماضي حين رأيت نيكول ترتدي نوع من البنطلونات لم اعلم انهم يصنعون للفتيات في مثل سنها"
-"يصنعون ..صدق او لا تصدق , كريستن ايضا فعلت نفس الشئ"
هز رأسه وكأنه لا يستطيع تفهم الأمر وقال :
-"ولكنها لا تزال في الحادية عشر"
-"هل حاولت كريستن ان تلصق الأظافر الصناعية ؟"
رفعت جوانا يدها لتغطي فمها ثم قالت :
-"تلك الأشياء اللاصقة انتشرت في كل مكان لأسابيع"
التف تانر في مقعده وسأل جوانا قائلا:
-"وماذا عن الماكياج؟"
-"لقد امسكت بها وهي تحاول ان تخرج من البيت خلسة في الصباح الشهر الماضي وقد وضعت ظلال العين فاقع اللون لم أر في حياتي ...تانر أقسم انها اذا وقفت على الشاطئ سيتسنى لها ان تهدي المراكب الى الميناء ....من فرط قوة اللون"
ابتسم تانر ثم بدا وكأ،ه قد شعر بالراحة فقال:
-"اذن انت تسمحين لها بوضع الماكياج؟"
-"امنع ذلك كلما استطيع حتى الآن, على الأقل يجب ان تنتظرا حتى تصل الى الصف السابع...ذلك حين سمحت لي امي ان اضع الماكياج ,لا اعتقد انه غير معقول ان تنتظر كريستن حتى ذلك الوقت"
بدت على تانر علامات الراحة وهو يقول :
-"انا سعيد لسماع ذلك...فقد داومت نيكول على ان تضع الماكياج في خلال الستة الأشهر الماضية ولم اعلم من اسألأ في ذلك الأمر , فهو ليس امرا مريحا ان اناقش تلك المسائل مع سكرتيرتي"
-"لم .....اقصد ان اتدخل"
-"لا عليك .... فلم افترق انا وكارمن ونحن على علاقة طيبة , فالآن لديها حياة جديدة ويبدو انها لاتريد أي شئ يربطها بالماضي ....ليس معنى ذلك انني القي اللوم عليها , فلقد تسبب كلا منا بتعاسة الآخر , بصراحة ...ياجوانا ان شعوري تجاه الزواج ثانية مثل شعورك تماما ...فكفاي زواج فاشل واحد"
إنطفأت الأنوار في القاعة وعلا صوت الموسيقى , فرد تانر ظهره في المقعد وارتخت جوانا ايضا وكانت سعيدة لأن الفيلم كان كوميديا, كانت مشاعرها جياشة في تلك الليلة فقد كانت تشعر انها ستنفجر في البكاء بمجرد أي شئ محزن , لقد كانت تفكر كثيرا حتى انها غفلت ما كان يضحك عليه تانر والآخرين وبدون تفكير امتدت يد جوانا لتأخذ بعض الفيشار في يد تانر وامسك تانر بالكيس بينهما وعندما امتدت يد جوانا لطلب المزيد لمست يد تانر فتمتمت جوانا وهي تخرج يدها :
-"آسفه"
-"لا عليك"
امسك بالكيس ناحيتها وامتدت يدها ثانية ولكن هذه المرة امسكت يدها يد تانر وما ان امتدت يده لتمسك يدها ..فقدت جوانا قدرتها على متابعة ما يحدث على الشاشة , تماسك الأيدي بدا وكأنه شعور يرئ فلم يقصد أي شئ , هذا ما ذكرته جوانا لنفسها , لقد كانت مشوشة ومشاعرها غير واضحة ولم تكن تعرف لماذا؟"
كانت معجبة بتانر , واعترفت جوانا مجددا , كانت معجبة به جدا ....وكانت تحب نيكول . لأول مرة منذ طلاقها ترتبط بأول رجل وكان هذا كفيل بتخوفها , لقد اصابها ذلك بالرعب فكان هذا الرجل ينتمي لعالم مختلف , بجانب انها لم تكن مستعدة طيلة ست سنوات ,كانت ينبغي ان تعطيها وقت كاف لتلتئم جراحها ولكنها كانت خائفة من نزع الضمادات .
وعندما انتهى العرض, أوصلهم تانر الى المنزل , وكانت الفتاتان قد ارهقتا ولكنهما استمرا في تبادل الحديث في المقعد الخلفي اما المقعد الأمامي فقد كانت له قصة مختلفة لم يكن لدى تانر او جوانا الكثير ليتحدثا عنه.
-"هل تأتي لتناول قدح من القهوة ؟" سألت جوانا
-"هل لنا ذلك يا ابي؟من فضلك؟ ..."رجته نيكول واسترسلت قائلة: -"فأنا وكريستن نود ان نشاهد برامج مساء السبت معا؟"
-"هل انت متأكدة؟" سأل تانر جوانا ....ولم تستطع الأجابة فلم تكن متأكدة من أي شئ حينئذ ضغطت على نفسها لتقول:
-"بالطبع , فلن يستغرق الأمر اكثر من دقيقة او اثنان لتحضير القهوة!"
-"حسنا"
اطلقت الفتاتان صيحات الفرح وتعجبت جوانا عما اذا كانا سيسأمان من صحبة احدهما الأخرى وعلى الرغم من انه لم يظهر عليهن أي علامات ولكن على حسب ما علمت انهن لم يختلفا قط.
اختفت نيكول وكريستن ما ان وصلا الى البيت وفي غضون ثوان , علا صوت التلفاز بينما تبع تانر جوانا الى المطبخ ووقف منحنيا الى الطاولة في حين كانت جوانا تقوم بتحضير القهوة , كانت قلقة وحركاتها غريبة فلأول مرة تكون بمفردها مع رجل ولكنه كان شيئا سخيفا وخاصة وان الفتاتان تحومان حولهما ....قالت جوان :
-"لقد استمتعن كثيرا....الليلة"
-"وأنا كذلك!"
بادلته الأبتسامة لكن سرعان ما أمسكت عيني تانر بعينيها وبدا الأمر وكأنها تراه لأول مرة , والتفتت لناحيته وكأنما تدرك لأول مرة كم هو طويل القامة ووسيم كم كان شعره كثيفا وداكنا وناعم, وبجهد كبير ابعدت نظره عن عينيه الزرقاوتين ورجعت الى تحضير القهوة , ولكن اناملها لم تساعدها.
-"جوانا!"
كان تانر يقف خلفها مباشرة وتبعتها فترة كبيرة من السكون قبل ان تستدير لتواجهه.
وامتدت يدا تانر لتمسك كتفيها وأكمل قائلا:
-"لقد مضى وقت طويل منذ ان جلست لأشاهد عرضا وامسكت بيد فتاة"
ظرت بعينيها بعيدا وهي تقول:
-"وانا كذلك"
-"شعرت وكأنني طفل من جديد"
-"أود ان اقبلك يا جوانا"
لم تكن تحتاج لأي تحليل لتعرف ان تقبيل تانر كان شيئا من الأفضل ان تتجنبه , وكادت ان تخبره بذلك لولا ان امتدت يداه لتمسك جسدها وجذبها ولكن يد جوانا امتدت لتحاول ان تبعده ولكن ما ان لمست يداها صدره المشعر حتى فقدتا هدفهما ففي اللحظة التي لمست فيها شفتا تانر الدافئة شفتيها حتى شعرت بإثارة لم يكن لها مثيل وارتفعت يداها لتمسك بقميصه وكأنما تشعر نفسها بالأحساس الذي طالما فقدته , فقد مر عليها وقت طويل منذ ان قبلها رجل بهذه الطريقة. اشعلت القبلة في داخلها شئ ظنت انه قد مات وقد كانت مندهشة من رجوع ذلك اليها وعندما أسقط تانر ذراعيه وتركها شعرت جوانا بوهن شديد وانها لاتقوى على الوقوف . امتدت يدها لتتحسس صدرها والذي احست في داخله بنفس عميق وقالت :
-"لا أظن انها فكرة جيدة"
إلتصقا حاجبا تانر وقال :
-"اعتقد ذلك ايضا ولكنه بدا الشئ الصحيح ....لا أعلم ماذا يحدث بيننا ....جوانا ....وذلك يشعرني بالقلق "
-"انت ؟ لقد كنت انا التي اوضحت من البداية ,انني لا اسعى الى علاقة غرامية"
-"اعلم وانا اوافقك ولكن.."
-"انا اكثر سعادة لأن كريستن ونيكول قد اصبحا اصدقاء اكثر ولكنني احب حياتي كما هي ....اشكرك"
علا وجه تانر الغضب وقال"
-"اشعر بنفس الشعور , لقد كانت مجرد قبلة وليس اقتراحا ان نعيش معا"
-"كم تمنيت لو لم تفعل ذلك يا تانر"
-"اعتذر ....ارجوك ثقي بي ...لن يتكرر ذلك"
-"من الأفضل ان تنسى الأمر برمته"
-"اوافقك تماما"
-"حسنا"
خرجا من المطبخ ولكن ليس قبل ان تجد جوانا نفسها تتعجب وتتساءل عما اذا كان من الممكن ان تنسى ما حدث ......

الفصل السادس
لقاء سري

كانت القبلة حقا شيئا صغيرا , هذا ما كانت تفكر فيه جوانا وهي تحرك القلم بين اصابعها , فقد صنعت قضية جنائية من ل شئ وقد احرجت نفسها واحرجت تانر معها
-"جوانا ....هل كان لديك الوقت لقراءة طلب قرض اوسيرن؟"
سألها مديرها ....روبن سيمسون وهو يتكأ على مكتبها فقالت:
-"آه ليس بعد"
بدا عليها علامات الحمرة من اثر الحرج والشعور بالذنب واقفهر وجه روبن وهو يحملق فيها قائلا:
-"ماذا دهاك اليوم ؟"فكلما نظرت اليك اجدك تحملقين في الحائطونظرة حائرة تائهة في عينيك؟"
-"لاشئ !" توجهت الى سلة المهملات وتناولت ملف,على الرغم من انها لم تكن تعلم أي ملف هذا بينما ظل روبن يقول لها:
-"لو لم اكن اعرفك جيدا , لقلت انك تحلمين احلام اليقضة برجل ما"
نجحت جوانا ان تبتسم ابتسامة سخرية والتي كانت تعني انكار كل شئ وقالت :
-"الرجال هم اخر من افكر فيهم"
كان هذا نصف الحقيقة فالرجال بالجمع لم تكترث بهم لكن رجل كتانر حسنا كان هذا امرا مختلفا , فعلى مر السنين كانت جوانا دائما ما تنحرف عن الطريق حت تتفادى الرجال الذين قد ينالون اعجابها . فكان هذا اكثر امنا لقد كانت تواعد بعضهم من وقت لآخر ولكن الرجال الذين من الممكن ان يقسموا ويطلق عليهم مهذبون نوع من الرجال الذين لاتشعر تجاهم بأي شئ ابعد من الصداقة البريئة فالجاذبية والسحر والحب كانت مفقودة لديها وهذا يرجع لزوجها والذي كان يمتلك الثلاثة اشياء ودمر ايمانها في احتمال حدوث علاقة ابدية او على الأقل لم يطرق أي من الثلاث خصال بابها ثانية حتى قابلت تانر .
ان تواعدها قد كان مسموحا به فكل منهما بحاجة الى ليلة يقضيها بالخارج لم يبدو انه من العدل الحرمان من السعادة لأمسية جميلة لأنها لم تكن تبحث عن زواج اخر , كانت تتواعد لكن ليس كثيرا ولكن في الست سنوات الأخيرة قد اثر فيها مثل تلك الساعات القليلة التي قادتها مع والد نيكول
-"جوانا!"
فزعت جوانا ورفعت رأسها لتجد رئيسها ما زال واقفا بجوار مكتبها فأجابت:
-"نعم"
-"ملف اوسبورن"
اغلقت عينيها لفترة وجيزة لتمحو من فكرها تانروحملق روبن في سقف الحجرة وسكتت لحظات وكأنما يصلي من اجل الصبر ثم قا:
-"اقرئيه واعيديه إلي قبل انتهاء اليوم اذا لم يكن ذلك بالكثير"
-"بالطبع" اجابت جوانا وهي تتعجب من سبب تجهم روبن.
امسكت بطلب القرض وكادت تنتهي منه قبل ان تعرف ان الأسم عليه ليس اوسبورن ....عظيم ...اذا استمر يومها هكذا يمكن ان تلقي اللوم على تانر لوند لفصلها.
عندما وصلت جوانا الى بيتها ,كانت متوترة ومتعبة فلم تكن طبيعية طوال اليوم بسبب انشغالها بالتفكير في تانر والطريقة التي قبلها بها , لقد كانت تغالي في ردة فعلها , فبالتأكيد ان احدا قد قبلها قبل الآن ينبغي ان يكون الأمر كبيرا ولكن بالفعل كان الأمر هائلا فقد عكس سلوكها وكأنها في عمر ابنتها كريستن , لقد نسيت طريقة التعامل مع الرجال فقد مضى وقت طويل منذ ان ارتبطت بأحد , لم يضع اليوم كله هباء بيد انها قررت شيئين هامين في الساعات الأخير القليلة فقد كانت تريد ان توضح الأمر وتتناقش مع ابنتها قبل ان يخرج الأمر برمته من يدها .
-"مرحبا ياحبيبتي "
-"مرحبا!"
لم تلتفت كريستن من على شاشة التليفزيون حيث كان احد المذيعين يجري حوارا مع رجل ....,كان شعره احمر اللون يتهاوى فوق رأسه ويضفي عينه اليسرى وجزء من انفه.
-"من هذا؟"
زفرت كريستن زفرة عميقة يشعلها الأعجاب والحب وقالت:
-"اتعنين انك لا تعرفينه؟! لقد احببت اللون الأحمر فقط لمدة سنة كاملة ولا تعرفين المغني الرصاص عندما تشاهدينه؟"
-"لا , لا يمكن ان اقول انني اعرفه"
-"اه امي !"
-"نحتاج ان نتحدث سويا"
اشاحت كريستن بوجهها بعيدا عن مثلها الأعلى وقالت:
-"امي هذا هام ...الا يمكن ان ننتظر؟"
زفرت جوانا ثم قالت:
-"اعتقد ذلك !"
-"حسنا "
ذهبت جوانا الى المطبخ لتفاجأ انها لم تخرج كيس اللحم من الثلاجة , كانت تفتح وتقفل الخزانة وتجري هنا وهناك بحثا عن شئ للطعام علبة من سمك التونة كانت كفيلة باعجاب كريستن فاحدى الأشياء التي كانت تميز ابنتها في سن المراهقة كانت شهيتها المفتوحة ..
مدت جوانا رأسها عند الركن وقالت :
-"هل يعجبك سمك التونة على العشاء؟"
لم تكترث كريستن بأن تنظر جهتها بل رفعت ذراعها واشارت بابهامها من جهة السجاد
-"حساء وسندويتش"
مرة اخرى اشارت كريستن بابهامها الى الأسفل
-"خس وخبز وطماطم مع شوربة الدجاج, هذا افضل ما استطيعه, اقبليه او لاتقبليه"
فصاحت كريستن :
-"اذا كان هذا العرض الأخير سأقبل ولكنني كنت اظن اننا سنتناول الهامبرجر"
-"كنا ولكنني نسيت ان اخرجها من الثلاجة"
-"حسنا موافقه"
كانت جوانا ما زالت تقوم بتحضير العشاء حين لحقت بها كريستن
-"كنت تريدين التحدث معي بصدد شئ ما!"
-"نعم!"
كانت جوانا تركز على نشر سلطة المايونيز فوق شرائح التونة في حين بذلت جهودا كثيرة لتجمع شتات افكارها وسكتت للحظات في محاولة للبحث عن طريقة لما تحتاج ان تقوله بدون ان تزيد من اهميته او تقول شيئا غير هام فعلقت كريستن :
-"لابد وان يكون شيئا كبيرا هل اتصلت بك معلمتي او شئ من هذا القبيل ؟"
-" كلا ...ايجب ان تفعل "
-" كلا البته ....فأنا طالبة متفوقة هذا العام , فأنا ونيكول نسير على اكمل وجه , ما عليك الا ان تنتظري التقرير وعندئذ سترين "
-"انني اصدقك"
فقد داومت كريستن على الحصول على الدرجات النهائية طوال العام وكانت جوانا فخورة بمدى كفاءة ابنتها
-"ما احب ان اقوله يخص نيكول ....ووالدها"
-"السيد لوند ...بالطبع انه وسيم اليس كذلك !؟"
قالت كريستن بحماس شديد في انتظار رد فعل جوانا التي ترددت في الأجابة ثم قالت وهي تأمل ان يبدو الأمر طبيعيا
-"اعتقد ذلك !"
-"اه ....امي...انه رائع"
-"حسنا ...اتفق معك ان تانر لديه شئ من ......السحر"
ابتسمت كريستن وهي فرحة بنفسها فقالت جوانا:
-"في الحقيقة انه السيد لوند الذي اريد ان احدثك عنه"
استمرت جوانا وهي تضع طبقة الطماطم فوق شرائح التوست بينما اتسعت عينا كريستن البنية وهي تستمع الى امها تقول:
-"نعم ...وددت ان اخبرك ان ...انني لا اعتقد انها فكرة صائبة لنا نحن الأربعة ان نخرج سويا "
بدا وجه كريستن وقد لاحت عليه علامات الدهشة وخيبة الأمل
-"ولم لا؟"
-"حسنا ...لأنه مشغول جدا وكذلك انا"
بدت العبارة غير مستساغة وغير معقولة ولكنه كان صعبا عليها ان تخبر ابنتها انها تخشى من انجذابها واعجابها تجاه الرجل فقالت الفتاه :
-"لأكما مشغولان ...امي ....هذا لا يبدو معقولا"
-"حسنا سأتحدث بصراحة"
تساءلت ما اذا كانت ذات الحادية عشر ربيعا تستطيع ان تفهم تعقيدات العلاقات بين الكبار فتحدثت بحذر قائلة:
-"لا ارغب في ان اعطي والد نيكول فكرة خاطئة"
انحنت كريستن الى الأمام وهي تضع رسغيها على المنضدة لتسند بهما وجهها وبدت نظراتها حادة :
-"فكرة خاطئة عن أي شئ؟"
-"عني " اجابت جوانا في غير راحة
-"عنك؟!"
رددت كريستن ذلك وهي تفكر ثم زفرت قائلة:
-"اه فهمت انك تعتقدين ان السيد لوند قد يعتقد انك تبحثين عن زوج"
اشارت جوانا بالشوكة التي كانت تمسكها بيدها:
-"احسنت"
-"ولكن امي ....اعتقد انه سيكون عظيما اذا اجتمعت ووالد نيكول , في الحقيقة كنت اتحدث انا ونيكول عن هذا اليوم , فكري في ما سيتجه هذا من مميزات من الممكن ان نصبح اسرة حقيقية وممكن ان ترزقا بمزيد من الأطفال ....لا اعلم اذا كنت قد ذكرت ذلك من قبل ولكنني اتمنى ان يكون لي اخ صغير وكذلك نيكول واذا تزوجت السيد لوند يمكن ان نقضي اجازة اسرية سعيدة ولن يكون عليك ان تعملي وذلك لأن ... لا اعلم ان كنت لاحظت ذلك ولكن السيد لوند غني جدا , يمكنك ان تمكثي بالمنزل وتقومين بخبز الفطائر وان تحيكي الملابس ومثل هذه الأشياء"
اندهشت جوانا حتى انها مكثت دقائق لتجد صوتها ثم قالت:
-"كلا ....كريستن"
شعرت جوانا بالحرج وانها لاتقوى على الوقوف , فكل هذا الوقت كانت تعتقد انها ام مثالية وانها كانت توفر لابنتها كل ما تحتاجه جسديا ونفسيا وانها كانت تعوضها غياب الأب ولكن يبدو انها لم تفعل ما يكفي فكريستن ونيكول كانتا قد خططتا لتجمعا بين جوانا وتانر.
قررت جوانا ان تتحدث مع تانر ولكنها لم تجد الفرصة مواتية حتى المساء وأوت كريستن الى فراشها او على الأقل كانت جوانا تأمل ان تكون ابنتها نائمة وطلبت رقمه وتمنت الا تجيب عليها نيكول ولحسن الحظ لم تفعل.
-"تانر ....انا جوانا " همست جوانا وهي تغطي بيديها مكان التحدث خشية ان تسمعها كريستن
-"ما الأمر؟"
-"اخشى ان تسمعني كريستن"
-"حسنا ....هل اتظاهر انك شخص اخر حتى لا تعرف نيكول؟"
-"من فضلك"
لم يعجبها نبرة الضحك في صوته وبدا انه لم يأخذ الموقف بجدية.
-"صدقني يا تانر.... ليس عندك ادنى فكرة عما اكتشفته , ان الفتاتان يخططان لزواجنا"
-"زواجنا؟"
كانت جوانا تعلم ان ذلك سوف ينتج عنه رد فعل قوي , فقال تانر :
-"متى تريدين ان نلتقي؟"
-"في اسرع وقت ممكن"
بدا وكأنه ما زال يضحك ولكنها لم تستطع ان تلومه وقالت:
-"ذكرت لي كريستن انهما سيسبحان في حمام السباحة مساء الأربعاء, ما رأيك في ان نلتقي بديني لشراب القهوة بعد ان توصل نيكول ؟"
-"في أي وقت؟"
-"في الساعة السابعة وعشر دقائق"
-"هل نضبط ساعتنا؟"
-"هذا ليس مضحكا يا تانر"
-"انني لا أضحك "
ولكنه كان يضحك بالفعل وكانت جوانا مغتاضة منه وقالت :
-"سأقابلك هناك"
-"السابعة وعشر دقائق مساء الأربعاء عند ديني سأكون هناك"
في الليلة التي تواعدا فيها وصلت جوانا الى المطعم قبل تانر وكانت قد ندمت على اقتراحها ان يلتقيا في ديني ولكن الوقت متأخر لتغيير الخطط فكان هناك احتمال وجود عملاء اخرين قد يتعرفو على تانر او جوانا وربما يصل النبأ الفتاتان فقد خانها التقدير في المرات السابقة , فلو علمت نيكول وكريستن بأمر هذه المقابلة , سيظنا ان هذا نتاج تدخلهما دخل تانر المطعم ونظر حوله ولكنه لم يجد جوانا , فخلعت نظارتها الشمسية ولوحت له بيدها .... رفع هو الآخر يده ملقيا اليها نظرة سريعة واستطاعت جوانا ان تلحظ عليه مقاومته للضحك وعندما اقترب منها قال:
-"لم ارتد الكوفية ونظارة الشمس مثلك"
-"اخشى ان يتعرف علينا احد وقد يخبر الفتاتان !"
كان هذا يحمل عندها معنى ولكن تانر بدا وكأنه غير مكترث ولكن سامحته جوانا بما انه لم يعلم مدى الصعوبات التي تواجهها فقال:
-"آه فهمت!"
ادخل يديه في معطفه ومشى خلفها وهو يصفر ثم قال :
-"هل اجلس هنا ام انك تفضلين الطاولة الأخرى؟"
-"لا تكن سخيفا "
-"لن اعلق على ذلك"
-"من فضلك, اجلس قبل ان يراك احد"
-"يراني احد؟! يا سيدتي انك ترتدين نظارة شمسية ليلا وفي الشتاء وتلبسين الكوفية حول ذقنك مثل الأسماك المهاجرة"
-"تانر ....ليس هذا وقت المزاح"
علت وجهه ابتسامة وهو يجلس الى المقعد المقابل لها وامتدت يده لتمسك قائمة المأكولات.
-"هل انت جائعة؟"
-"كلا"
كان سلوكه بدأ يضايقها فقالت:
-"سأتناول القهوة فقط"
-"في الحقيقة , لقد قامت نيكول باعداد العشاء وانا سأموت من الجوع"
عندما ظهرت الخادمة قام بطلب عشاء كامل في حين طلبت جوانا قهوة
-"حسنا ...ما الأمر يا شارلوك" سألها تانر
-"بداية ....اعتقد ان كريستن ونيكول قد شاهداك وانت تقبلني تلك الليلة"
لم يكن لديه تعليق ولكنه بدا عليه الدهشة وهو يستمع الى جوانا التي استطردت:
-"ويبدو انهما قد كانا يتحدثان ومما فهمته انهما مهتمتان بجمع شملنا ....فهمت!؟"
-"أهذا يسبب المتاعب لك؟"
-"تانر ....لقد ذكرت لي كريستن انها ونيكول كانا يتحدثان عن ان يجمعانا سويا وان نرزق بأطفال ونقضي عطلة أسرية وان امكث في البيت لأخبز الفطائر"
انتظرت ردة فعله ولكنه بدا لم يتأثر ثم سألها:
-"أي نوع من الفطائر؟"
-"تانر ...اذا كنت ستقلب ذلك الى نكته فسأرحل"
-"انا متفق معك في ذلك فهذا يعني الكثير لدى نيكول"
-"لقد عشنا انا وانت شهور بدون ان نتحدث او حتى نلتقي"
قالت جوانا وهي تتذكر انهما لم يلتقيا الا قريبا
-"ليس هناك داعي لأن نتقابل الآن , ام هناك؟"
-"لن ينفع هذا" قال تانر
-"ولم لا؟!"
-"ستقضي نيكول معك ليلة الخميس القادم الا اذا كنت تفضلين الا تفعل؟"
-"بالطبع يمكن ان تبقى"
هز تانر رأسه وقد بدت عليه علامات الأرتياح"فقال:
-"في الحقيقة انا لااعتقد انها ستقبل الرجوع الى مدام واجنر بدون احداث اشكال فضيع"
-"رعاية نيكول شئ ولكن ان نجتمع معا نحن الأربعة شئ اخر وهذا مرفوض"
هز رأسه ثانية ولكنه لم تبد عليه علامات السعادة بهذا الأقتراح
-"اعتقد ايضا انه سيكون افضل"
-"لا يجب ان نشجعهما"
امتدت يده لتمسك كوب من الماء ثم تحدث قائلا:
-"هل تعرفين يا جوانا انني افكر فيك كثيرا" توقف قليلا ليعطي جوانا ابتسامة كفيلة بأن تشعلها ثم اكمل:
-"على الرغم من ان لديك عادات غريبة في ارتداء ملابسك من حين لآخر ولكنني احترم حكمك واعتقد انني ارغب في ان اتخذك صديقة"
قررت جوانا ان تتناسى هذا التعليق الخاص بثيابها وقالت:
-"وانا ايضا احب ان اكون صديقتك"
جاء صوت جوانا حانيا فنظر اليها تانر والتقت عيناه بعينيها للحظة طويلة بدون مقاطعة قبل ان يشيح كل منهما بعيدا عن الآخر فقال:
-"اعلم انك تعتقدين ان قبلة تلك الليلة كان خطأ كبيرا وجسيما واعتقد انك على حق واعتذر ان ذلك حدث" توقف تانر قليلا وكأنه ينتظر جوانا ان تقاطعه ولكنها لم تفعل فاستمر قائلا:
-"لقد مضى وقت طويل منذ ان امسكت بيد امرأة في عرض ما او قبلتها بتلك الطريقة , كم كان جميلا ان اشعر بالبراءة والشباب ثانية"
بدأت جوانا بالرحيل ولكنه اوقفها بيده وقال:
-"حسنا ....انا آسف" لم يبدو وانه يتأسف فقالت جوانا :
-"يمكنك ان تأخذ هذه المسألة كنكته لكن انا لا اعتبرها كذلك"
-"جوانا ..نحن بالغين عاقلين ولن نسمح لزوجين من الفتيات في الحادية عشر ان يوجهانا"
-"نعم...صحيح...ولكن..."
-"منذ البداية تحدثنا بمنتهى الصراحة ولن نغير ذلك , انك لا تهتمين وليس عندك ادنى نية في الزواج مرة ثانية سواء مني او من أي رجل اخر وانا اشعر بنفس الشئ وطالما سوف نستمر هكذا فلن يكون للفتاتين أي دور"
-"الأمر اكثر من ذلك واننا نحتاج ان ننظر لألاعيبهما وخططهما من منطلق المشكلة "
-"وما هي؟"
-"تانر ....من الواضح اننا نقترف خطأ كوالدين"
-"ما الذي يجعلك تقولين ذلك ؟"
-"أليس من الواضح ؟ فكريستن ويبدو ان نيكول ايضا يريدان عائلة كاملة فكريستن تقول انها تتوق الى اب ونيكول تقول لك انها تتمنى اما"
نضبت الضحكة من عيني تانر وحل محلها قلق كبير وقال:
-"فهمت وانت تعتقدين ان ما بدأ كل هذا انهما رأونا نقبل بعضنا الآخر"
-"لا أعلم ولكنني اعرف ابنتي وعندما تريد شيئا فانها تبذل كلشئ لتحصل عليه ولا تتنازل عنه , فما ان وضعت في رأسها اننا سنكون لبعضنا سيصبح من الصعب ان تتقبل اننا لن نكون إلا اصدقاء "
-"نيكول ايضا يمكن ان تعامل الأشياء معينة بهذه الطريق"
انزلت الخادمة طلباته واعادت ملأ قدح من القهوة لجوانا التي من الجائز تكون قد حملت الموقف اكثر مما يتحمل ولكنها لم تتمالك اعصابها فقالت :
-"اعتقد انك تفكر انني ازيد من تقديري للموقف"
-"تعنين ان الفتاتان يوجهوننا؟"
-"كلا...اقصد اننا بذلنا الكثير لنصبح اباء مثاليين ومن الواضح اننا قد ارتكبنا خطأ"
-"اعترف ان هذا الجزء يقلقني"
-"انا لا امانع في ان اخبرك يا تانر انني قضيت الأسبوع الماضي في ذعر اتساءل اين فشلت , يجب ان نتفاهم في الأمر وان نتوصل لبعض القرارات الهامة "
-"ماذا تقترحين؟"
-"في البداية ...يجب ان لغي الفكرة عن الأرتباط الشخصي واعرف ان لقاءهما سيكون ضروري بما انهما اصدقاء ...لا اريد ان اضر علاقتهما"
نظرت جوانا الى قدمها , لقد كان ذلك يخيفها , كان يمكن ان تقع في غرام تانر بسهولة وهذا سيصبح اسوأ ممكن بالنسبة لها لم تكن مستعدة لهذه المجازفات ثانية , فهي تأتي من عالم مختلف , ولكن عندما تفكر وتتذكر تلك القبلة سرعان ما تبدأ ترتجف من داخلها , استرسل تانر في حديثه قائلا:
-"بطريقة ما غريبة بعض الشئ نحتاج بعضنا الآخر فنيكول تحتاج الى امرأة قوية محبة لتتفاهم معها او لتملأ مكان الأم وهي تعتقد انك مدهشة عظيمة ........اما كريستن ففي حاجة لأن تشاهد رجل يمكن ان يملأ فراغ الأب يمكن ان يقدم احتياجات أسرته فوق احتياجاته الشخصية"
-"اعتقد انه من الطبيعي لكليهما ان يحاولا ان جمعنا"
-"هذا شئ كان يجب ان نستعد لمواجهته والتعامل معه في المستقبل"
-"انت محقة"
اتفقت جوانا معه وهي متفهمة تماما ما كان يعنيه وقالت :
-"نحن نحتاج الى بعضنا البعض لنمنح اطفالنا ما ينقصهم ولكن ليس علينا ان نرتبط ببعضنا"
-"اوافقك"
ظلا ساكنان لفترة طويلة ثم صاح تانر فجأة"-"لماذا؟"
-"عرفت جوانا على الفور ما كان سؤاال تانر يعنيه وكانت لديها نفس الأسئلة عن ما حدث بينه ةبين والدة نيكول فقالت:
-"كان ديفي من اكثر الرجال سحرا ...وكنت حديثة التخرج من الجامعة فوقعت في غرامه ولم اتوقف لأفكر في الأمر ...سكتت واشاحت بوجهها وكأنها تهمس :
-"كنا مخطوبين عندما ذكرت لي اعز صديقاتي كارول ان ديفي قد حاول مغازلتها , كم كنت حمقاء فلم اصدقها وظننت انها تشعر بالغيرة اذ ان ديفي اختارني ليحبني ويتزوجني وقد كنت اخشى ان تحاول كارول أي شئ جهة ديفي فقد كنت اعلم انها تجده جذابا وكذلك كانت معظم النساء واصابني بعض الأكتئاب لأنني ظننت انها تحاول بهذه الطريقة , ووضعت كامل ثقتي في ديفي حتى انني لم احاول ان اسأله عن هذه الواقعة , بعد ان تزوجنا ازداد عدد المرات التي كان يدعي فيها ديفي انهسيعمل لوقت متأخر وعدد مرات غيابه بدون سبب ولكنني لم اسأله عن ذلك ايضا فقد كان يبني مستقبله المهني في الأراض العقارية وكنت اتفهم انه يجب عليه ان يزيد عمله لبضع ساعات وقضيت كل تلك الليال وانا اثق به حين كان يدعي انه يعمل وكنت اعتقد بكل قلبي انه كان يبذل قصارى جهده ليبني لنا حياة رغدة ...ثم علمت انه كان يقضي كل ذلك الوقت مع امرأة اخرى"
-"كيف اكتشفت؟"
-"المرة الأولى؟"
-"هل تعنين انه كانت هناك اكثر من مرة؟"
هزت جوانا رأسها وهي تكره ان يعرف تانر عدد المرات التي صفحت فيها عن ديفي وكم مرة قبلت وعادت اليه بعد توسلاته ووعوده الا يتكرر ذلك.
-"لقد عميت عن عينيهم الزائغة حتى السنتان الأولى من زواجنا . لكن ما قالوه عن ان الجهل نعمة كان صحيحا فعندما اكتشفت ذلك ..اصابني الأعياء الشديد جسديا عندما وقعت فريسة لأكاذيبه ازداد الأمر سوءا ولكنني مكثت معه وانا مؤمنة ان كل شئ سيتحسن وان الحال سيتغير في يوم ما , فقد كنت بحاجة ماسة لأن أصدقه وان اثق به حتى انني تقبلت أي شئ يذكره لي ايا كان مدى سخافة هذا الأمر, المشكلة كانت تكمن في انه كلما سامحته كلما قل احترامي لنفسي وكبريائي واصبحت مقتنعة تماما ان هذا خطأي , فبدا لي ان هناك شئ ينقصني ما دام كان يشعر بالحاجة بالسعي وراء امرأة اخرى"
-"تعلمين ان هذا ليس صحيحا , اليس كذلك ؟" كان صوت تانر رقيقا ومهتما
-"لم يكن هناك أي طلاق في عائلتي , فقد تزوج والدي منذ اربعون عاما وكل اخواتي ينعمون بزواج سعيد وانا اعتقد ان هذا هو احد الأسباب التي دفعتني لأن احاول ان اتمسك به كل هذا الوقت فلم اكن اعلم كيف اترك كل ذلك , لقد احسست بالمهانة عندما علمت بامر اخر علاقة ولكنني مكثت مكاني لفترة وانا اعتقد ان ديفي سيتغير انه يوما ما سيحدث شئ سحري ونقوم بحل كل مشاكلنا او انها ستتفي ولكنها لم تختفي , فذات يوم ولا أعلم حتى الآن ما الذي بدأ كل ذلك كل ما كنت اعلمه انني لن استطيع ان اصمد في ذلك الزواج اكثر من ذلك فقمت بحزم حقائبي واشيائي وكذلك مستلزمات كريستن وخرجت ولم اعد ابدا ولم اتمنى ان اعود"
امتدت يد تانر لتبجث عن يدها والتقت انامله بدفء حول يدها ومرت لحظات قبل ان يتحدث وعندما بدأ الكلام كان صوته حازما يشوبه قليل من الألم .....قال:
- " كنت اعتقد ان كارمن افضل امرأة في الوجود واعتقد انني وقعت في غرامها قبل ان اعرف حتى اسمها بمحض الصدفه, تقابلنا عدة سنوات بعد التخرج وعندما بدأت في صنع وبناء مستقبلي , قمت بشراء اول شركاتي لصناعة النوافذ المصنوعة من الالمنيوم في غرب فرجينا وكنت اعمل ليل نهار خلال الاسابيع الاولى الانتقاليه وكنت في مستوى رفيع , صبي صغير من البلدة يحقق شيئا وكانت هي اشهر الفتيات على الأطلاق في الجامعه والتواعد معها كان حلما وكانت قد انفصلت عن شاب قد ارتبطت به لمده سنتان0
اشاح بوجهه بعيدا عن جوانا ثم اكمل :
- " لم اتمكن من السيطرة على أي شئ بعد شهرين واعلنت كارمن انها كانت حامل , وبصراحه كنت سعيد بذلك فلم يكن هناك ادنى شك في انني سأتزوجها في ذلك الحين كنت قد وقعت في غرامها بالفعل ولم اتمكن من الرؤيه الصحيحه وبعد مرور ثمان شهور على زفافنا رزقنا بنيكول0
ترددت تانر وكانما يحاول جمع شتات فكره وقال :
- هناك بعض النساء الاتي طلقن ليصبحن امهات ولكن ليس كارمن فهي لم ترغب في ان تأخذ نيكول 0 لم ترغب في ان يكون هناك لي صلة بينهما وبين نيكول 0 كنت عندما اعود ليلا الى البيت اجد كارمن قد اهملت نيكول طوال اليوم 0 كنت اختلق الاعذار لها وتعلقت كل كل شئ والخوف الذي اراه في عيني نيكول كلما تواجدت والدتها وازداد الامر سوءا حتى ذهبت بنيكول الى والدي حتى اطمئن انها تلقى رعاية جيده هناك "
تألمت جوانا لالم تانر الذي بدا واضحا في عينيه وكانت متيقنه انه لم يتحدث عن زواجه كثيرا كما كان الحال معها ولكنه كان شيئا ضروريا اذا كانا في حاجة لتفهم بعضهما 00قال في اسى:
- " لاكون عادلا , لم اكن زوجا في الشهور الاولى , فلم يكن لدي الوقت الكافي كنت احس بنجاح كبير عندما تقابلنا ولكن لم يستمر ذلك طويلا , بدات الامر تزداد سوءا , نعم علمت انها كانت تقابل صديقها القديم سام ديلي في حين كنت احاول ان اتمسك بزواجي بها"0
- " آه00تانر 00همست جوانا "
- نيكول ابنتي 00ليس هناك ادنى شك في ولكن كارمن لم ترغب ابدا في انجاب اطفال وشعرت انها قد حوصرت في الزواج وانفصلنا عندما كانت نيكول اقل من ثلاثه سنين"
- " اعتقد ذلك , قلت ان الطلاق تم منذ خمس سنوات فقط؟"
- " صحيح ولكن الامر قد استغرق بضع سنين لكارمن حتى تأخذ وتتعرف على الشكل القانوني ولم اكن في عجلة من امري حيث انني لم تساورني النيه في الزواج ثانيه"
- " ومنذ ذلك الوقت ماذا حدث لكرمن هل تزوجت ثانيه؟"
- ظلت تعيش مع سام لبضع سنوات واخر ما سمعته انهما افترقا وانها تزوجت من لاعب بيسبول محترف"
- ط هل تشاهد نيكول والدتها ؟"
تذكرت جوانا انه قد ذكر لها ان نيكول ترى والدتها عندما يكون الوقت مناسبا 00فـأجاب تانر:
" لم ترها في الثلاث سنوات الأخيره ولكن ما يقلقني ان تظهر كارمن فجأة يوما ما وتطالب بنيكول لتعيش معها , ان نيكول لاتذكر شيئا عن هذه السنين الأولى وهذا اشكر له الله ويبدو انها قد رسمت صورة ورديه لوالدتها فهي دائما تحتفظ بصورة لكارمن في غرفة نومها "
حاول تانر تغيير مجرى الحديث فسأل:
- " كم الساعة الان ؟"
- " لقد تجاوزت الساعه الثامنه بخمس دقائق"
- " آه يا الهي !"
امسكت جوانا بحقيبة يدها وهرولت لتدفع حسابها ولكن تانر صمم على ان يدفع لها حسابها ولم ترغب جوانا في تضييع الوقت فقد كانت الفتاتان في انتظارهما 0
اتجها نعو السيارات وكانا قد وضعاها بجانب بعضهما
" جوانا ! 00نادى عليها قائلا:
" سوف انتظر بضع دقائق حتى لانصل في نفس الوقت , وحتى لايظنا الفتاتان اننا كنا سويا "
اشرقت جوانا بابتسامه شكر وقالت :

"فكرة طيبه " ويقول
" جوانا!
نظرت اليه في حيره وهو يقترب منها ويقول لا تسيئي فهم هذا "
امتدت يده لتجذبها ناحيته واحتضنها للحظات وقال :
" انني اشعر بالاسف لما فعله بك ديفي يبدو ان الرجل احمق "
في حنان شديد مرر شفتيه فوق جبهتها ثم استدار وذهب جهه سيارته واستغرقت جوانا دقائق للافاقه حتى تمكنت اخيرا من دخول سيارتها وقيادتها0

 
 

 

عرض البوم صور dont look at me   رد مع اقتباس

قديم 15-12-08, 05:41 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86192
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: dont look at me عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dont look at me غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dont look at me المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Newsuae2 توأم الروح

 

الفصل السابع
ــــــــــــــــــــ
الليلة الكبرى



- أمي " ان المكالمة لك !00صاحت كريستين 0
اندهشت جوانا , مكالمة لها في مساء يوم مدرسي كان شيئا نادرا والشئ المدهش هي انها مكالمة قد قطعت المكالمات المستمرة بين نيكول وكريستين0
- " من المتحدث ياحبيبتي ؟"
لم يكن هناك ادنى شك انه شخص اما يرغب في تنظيف السجاد او بيع احدى الخطط 0
- " لا اعلم "0
أجابت كريستين وهي تحمل الهاتف فوق كتفيها وخفضت صوتها قائلة:
- "ولكن أي كان فيبدو صوته غريبا "0
- " الو "
- تحدثت جوانا في حين اتجهت كريستين الى غرفتها 0
- " يمكنك التحدث؟ "
وبدا الصوت الرجالي الأجش لصوت تانر
- " ن00نعم!"0
نظرت جوانا جهة غرفة كريستين حتى تتأكد ان ابنتها لاتسمعها0
- " هل لنا ان نتقابل غدا علاى الغداء
- " في أي وقت ؟ "
- " في وقت الظهيرة عند مطعم البحر "0
- " هل نضبط الساعات ؟"
لم تتمكن جوانا من مقاومة السؤال , فلقد مر اسبوع منذ ان تحدثت معه وفي خلال هذا الوقت في حد ذاته مدعاة للشك ولكن جوانا كانت منشغلة بعملها كثيرا حتى انها لم تفكر في ذلك0
لاتكوني ظريفة يا جوانا فأنا في حاجه الى المساعده0
-" ماعليك الا ان تدعوني الى العشاء وأصبح ملك يديك "
لم تكن جوانا تعني ما قالته ولكنها كانت مسرورة لأنه لم يعلق على ذلك0
- " سأراك غدا "
- " حسنا "
ارتسمت ابتسامة فوق شفتيها ووضعت الهاتف ومكثت يد جوانا لدقائق فوق الهاتف0
- " من كان هذا يا امي ؟ سألتها كريستين وهي متجه جهة غرفتها0
- " صديقة00تحدثني لتسألني اذا كنت استطيع مقابلتها على الغداء "
- " آه " وتغير وجه كريستين الى الشك وقالت :
- " اعتقدت للحظة ان الصوت يشبه صوت السيد لوند وهو يحاول ان يقلد صوت سيدة"
- " السيد لوند000هذه حماقة"0
قالت جوانا وهي تفتعل الابتسامه ثم غيرت الموضوع عن قصد0
-" كريستين لقد تجاوزت الساعة التاسعة والنصف "0
- " حسنا يا امي 00تصبحين على خير "
- " استمتعي بغدائك غدا "
- " سأفعل "
لم تتمكن جوانا ان تتحرك من جانب الهاتف حتى دق جرسه ثانية ومدت يدها لتجيب بسرعة :
" الو00 "
كانت تتوقع ان تسمع تانر ثانية ولكنه بدا صوتوالدتها الواضح 0
-" جوانا 000أمل انه لم يتأخر الوقت للتحدث معك "
-" بالطبع لا يا امي " هل كل شئ على مايرام ؟"
تجاهلت والدتها السؤال ووجهت لها سؤال آخر بدلا منه 0
-" ماذا كان اسم الشاب الذي تواعدينه؟"
" امي " انا لا اواعد احد وقد ذكرت لك ذلك من قبل "0
" تانر لوند00اليس كذلك؟"
-" اقد خرجنا للعشاء مرة واحدة ومعنا الاطفال وهذا هو حدود العلاقة بيننا , اذا كانت كريستين قد جعلتك تعتقدين أي شئ آخر فلم يكن الا مجرد امل لها فقد توقف الامر عند هذا الحد " عشاء واحد فقط " اقسم لك0"
" لكن ياجوانا يبدو الامر انه رجل لطيف , انه نفس تانر لوند الذي اشترى تقريبا نصف شركة سبوكين للالمنيوم اليس كذلك؟"
لقد رأيت اسمه في جريدة هذا الصباح وتعرفت عليه على الفور , سعدنا انا وأباك كثيرا لأنك تواعدين شخصية ناجحة ومشهورة"
-" امي 0000من فضلك000انا وتانر مجرد اصدقاء , كم مرة علي ان اخبرك بذلك , نحن لا نتواعد فكريستين وابنته نيكول اصدقاء واقسم لك انه كل ما هنالك00"
صاحت والده جوانا تقاطعها :
-" في اول مرة ذكرت فيها اسمه 00سمعت بنبرة في صوتك قد غابت منذ سنين يمكن انك تحاولين ان تخدعي نفسك ولكن لاتحاولي خداعي فأنك معجبة بتانر هذا "
" امي00لايمكن ان ينتج شئ عن هذا حتى ان كان صحيحا وهو بالطبع ليس صحيحا " حسنا لم يكن ذلك الجزء صحيحا بالكامل ولكن الجزء الآخر كان صحيحا بالفعل "0
- " ولم لا لقد ذكرت ذلك بنفسك , انه مشهور بالأضافة الى ثراءة وانا لست في مستواه "0
- " هراء00"
كانت جوانا تعلم انه لاجدوى من الدخول في معركة الكلمات مع والدتها العنيدة التي قالت :
" والآن00لاتكوني سخيفه 0 انك معجبة بتانر لوند وانا اذكرك انه قد حان الوقت ان تزيلي تلك العوائق التي شيدتها من حولك 00جوانا ياحبيبتي لقد كنت تختبئ وراءها لسنوات لاتجعلي تجربتك مع ديفي تحطم حياتك"
- " لا انوي ذلك"
وعدتها جوانا ومضت فترة من الصمت قبل ان تزفر والدتها وتقول:
-" حسنا00أنك بحاجة لبعض السعادة فأنت تستحقينها !"
في اليوم التالي وفي الميعاد المحدد , دخلت جوانا الى جراج مطعم البحر وكان تانر ينتظرها عند المدخل فقال وفي عينيه نظرة الصداقة :
- " مرحبا ماذا 00ليس هناك تنكر؟"
ضحكت جوانا وشعرت بالخجل والحرج من ما كانت ترتديه في المرة السابقة وقالت :
- " ان كريستين لاتعرف احد يتناول طعامه هنا "
- " انا سعيد لذلك "
كانت ابتسامة دافئة تكفي لاذابة الثلج وقد حذرت جوانا نفسها مرارا وتكرارا الا تتأثر بها ولكن لامحيص قال تانر وهو يمتد ليصحبها الى داخل المطعم 0
- " كم يسعدني ان اراك !"
- " وانا كذلك "
على الرغم من ان جوانا لم تقابله منذ اسبوع الا انه لم يفارق خيالها وفكرها, كانت نيكول قد مكثت عندها وكريستين عندما كان تانر في رحلته الى نيويورك لمدة يومين وذلك في منتصف الأسبوع الماضي , فقد اكتسحت عاصفة ثلجية منطقة سبوكين ليلة رحيله0
يومها شعرت جوانا بالقلق والتوتر طوال وقت رحلته في مثل هذه الظروف الجويه ولكنها لم توجه له اسئله كثيرة عندما عاد ليأخذ نيكول فقد كان الحوار عاديا, طبيعيا ولطيفا ولكن شعورها بالارتياح لأنه قد وصل سالما قد تسبب في ايقاظها لساعات طويلة ولكنها غضبت أشد الغضب من نفسها بسبب قلقها واهتمامها الزائد 0
اجلسهما مضيف المطعم على الفور وناولهما قائمة المأكولات وطلبت جوانا سلطة الجمبري وقدح قهوة وكذلك تانر 0
-" عيد ميلاد نيكول الاسبوع القادم0"
بدا تانر وهو يحملق في وجهها ثم اضاف :
- " في لحظة ضعف , أخبرتها انها من الممكن ان تقيم حفلا كبيرا"0
اختفت ابتسامة جوانا ثم قالت في محاولة لأن تبدو سعيدة فلم يكن يعلم المسكين ماهو مقدم عليه 0
- " كما اذكر فقد قالت لي نيكول شيئا عن هذا الحفل !"
- " من الواضح انك اشجع مني "
- " هل تعتقد انك اقترفت خطأ ما "
- " اخشى ذلك " اعلم اننا قد اتفقنا على الا افعل أي شئ سويا ولكنني بحاجة الى نصيحة00من صديقة "0
- " ماذا يمكنني ان افعل "
- " جوانا 00ليس لدي ادنى فكرة عن كيفيه تسلية جيش من الفتيات " يمكنني التعامل مع مشاورات العقود وقرارات العمل ولكنني أفزع لمجرد وجود تلك الفتيات في بيتي لكل هذه الساعات "
- " كيف تريدني ان اساعدك ؟"
- " هل تفكرين في000؟
نظر اليها وكله امل ثم هز رأسه في ندم :
- " لا000لايمكنني ان اسألك ذلك 00بجانب اننا لا يجب ان نعطي الفتاتان أي افكار عنا 00ما احتاجه هو بعض الاقتراحات عن كيفية العمل على ان اشعلهم وما يفعله الاباء الأخرون0
- " الاباء الأخرون يعرفون اكثر "
- " هذا ماكنت اخشاه"
- " في أي وقت ستصل الفتيات؟"
- " في السادسه "0
- " تانر 00هذا وقت مبكر جدا "
- " اعلم ولكن نيكول أصرت على ان اعد العشاء الخاص واقترحت ان تحتشد الفتيات ليشاهدوني"0
- " هذا لن ينفع فسوف ينتهي الأمر بك الى عشرة أزواج من الأيدي تحاول ان تساعدك"
- " فكرت كثيرا 00يالهي جوانا00كيف تورطت في مثل هذه الأزمة"
- " اطلب بعض البيتزا " فليس هناك احد لا يحبها "
- " بيتزا حسنا00ماذا عن الألعاب "
- " اظن من الأفضل ان تطلقهم على جيرانك"
- " حتى الان نجحنا في ملأ الثلاثين دقيقة الأولى من الساعات الأربعة عشر"
- " افلام وعروض" الكثير من العروض ويمكنك ان تحجز فيلمين من أحدث نسخة من الأفلام وبذلك تسعد الفتيات "
- " فكرة عظيمة "
- " واذا اردت ان يشعرن بالأثارة لتأخذهن للتزحلق"
- " هل تعتقدين ان ذلك سيعجبهن "
- " بالطبع "
- "هل تعتقدين انني سأنجح في ان اجعل الجميع سعداء"
- " انا متأكدة من ذلك000أجهدهن اولا ثم اعد لهن العرض مع اطفاء الأنوار وسنامن عند منتصف الليل"
جاءت السلطة وغرس تانر شوكته في طبقه وتوقف للحظات ثم قال :
" والآن ماذا عن ما ذكرته ليلة امس ان ادعوك على العشاء وتصبحين لي "
-" لقد كانت زلة لسان "
- " انه حظي فقط "
ابتسما معا فلم ترتبط جوانا ابدا مع أي رجل بعلاقة كهذه ولأن الطفلتان كانت في نفس السن , فقد كانت بينهما اشياء مشتركة كثيرة فقد كانا كل منهما يبذل قصارى جهده ليكون والد مثالي ولأن يرعى كل منهما على اكمل وجه 0
فقد كانت تلك الطقوس الخاصة بالتواعد غير لازمه معه, فقد كان تانر صديق لها وقد جدد ايمانها في الجنس الآخر والسبب الرئيسي في ان تعرف انه مازال هناك رجال مثله , كانت صداقتهما تشد من ازرها في حين كان انجذابها نحوه يخيفها "
-" انا حقا شاكر لمقترحاتك " فقد ساورني ذلك الشعور بالرعب منذ ثلاثة أيام مضت , اعتقد انه لم يكن حسنا ان اطلبك بالبيت ولكنني كنت يائس "
- " ستكون بخير ما عليك الا ان تتذكر ان تكون لك اليد العليا"
- " سأحاول "
-" بالمناسبة 000متى ستكون الليلة الكبرى ؟"
" يوم الجمعه القادم "
-" اعتقد ان كريستين قد اكتشفت انك المتحدث ليلة امس "
-" آه 00هل اكتشفت ؟"
-" نعم فقد بدأت في السؤال مباشرة بعد ان انهيت المكالمة وقد ادعيت ان صديقتي قد بدا صوتها وكأنه السيد لوند وهو يحاول ان يقلد صوت امرأة "
تنحنح تانر قائلا :
" ان هذا سيعلمك كم كنت يائس "0



الفصل الثامن
ــــــــــــــــــــ
التجربة



-" امي 00أسرعي سنتأخر "
وقفت كريستين في منتصف الردهة عند غرفة نوم والدتها في حين حاولت جوانا ان تنهي ارتداء ملابسها 0
-" هل لديك هدية نيكول "
-" آه "0
اندفعت كريستين تجاه غرفة النوم وعادت بلفة كبيرة , فقد احضرا الهدية الليلة السابقة , كانت عبارة عن لعبة كبيرة وكانت تعلم كريستين مدى امل نيكول فيها 00قالت لوالدتها :
- " اعتقد ان السيد لوند لطيف جدا حتى يسمح لنيكول ان تقيم هذا الحفل 00اليس كذلك؟
- " شجاع جدا 00اعتقد انه وصف ادق 00كم عدد الفتيات الاتي سيحضرن ؟"
- " خمسة عشر "0
- " خمسة عشر , صاحت جوانا في صوت مصدوم 0
- " لقد دعت نيكول عشرون ولكن لم يتمكن من الحضور سوى خمسة عشر 0
هزت جوانا رأسها , فقد كان محقا في ان يشعر بالرعب 0عندما وصلا وجدا ان الجراج امام مسكن تانر بدا وكانه عرض مسرحي00كان هناك الكثير من الأباء ينزلون ابنائهم وكانوا كفيلين بأحداث ازمة مرورية0
" استطيع ان اعبر الشارع اذا اردت تتركيني هنا "0
اقترحت كريستين وهي تنظر الى الحشد الكبير من الفتيات 0
" سأحاول ان اجد مكان لأضع سيارتي "
-" هل تبحثين عن مكان لسيارتك؟ لماذا؟ لايجب عليك ان تدخلين اذا كنت لا تريدين ذلك’ اعتقد انك قد ذكرت اننا سننهي مقعد جدي الذي جاء به لنا" الصيف الماضي "
- " ذكرت ذلك ولكنني احساس قوي ان والد نيكول سيكون في حاجة للمساعدة "
-" انا متاكدة انه لن يكون في حاجة الى أي شئ يا امي , السيد لوند شخصيه منظمة جيد واعتقد انه متحكم في كل شئ "0
اندهشت جوانا من رد فعل كريستين فقد كانت تتوقع ان تشجع ابنتها فكرة ان يكونا معا 0
اخيرا وجدت مكانا للسيارة واسرعا بعبور الشارع وكانت كريستين منغمسة في التفكير حول موقف والدتها ثم قالت كريستين بعد فترة من السكون :
-" امي 00اعتقد ان فكرة مساعدة السيد لوند فكرة جيدة واعتقد انه سيحس بالأمتنان "
لم تكن جوانا واثقة في هذا الوقت فقالت :
" اشعر انني سأندم على ذلك في المستقبل "
" كلا 000 لن تفعلي "
كانت جوانا تعتقد ان كريستين على وشك ان تطلق واحدة من احدى عباراتها الشهيرة عن الأطفال والأجازات والفطائر المجهزة بالمنزل ولكنها لم تواتيها الفرصة لأنهم قد دخلوا المبنى وقابلوا بعض اصدقاء كريستين 0
كان تانر يقف في مدخل شقته وبدأت عليه علامات الدهشة والأنبهار عندما رأها وقالت جوانا وهي تخلع معطفها :
" لقد جئت للمساعده فهذا الحشد يحتاج اكثر من والد للتحكم به "
بدأ للحظه وكأنه يريد ان ينحني ويقبل قدميها فقال :
" اشكرك وحماك الله "
" ثق بي يا تانر , انت مدين لي "
نظرت حولها لترى الفوضى وقد تحكمت في المكان وكانت الفتيات قد شكلت مجموعات صغيرة وعلا صوتهن في المناقشة0
" هل البيتزا جاهزة ؟"
سألت جوانا وهي ترفع صوتها ليسمعها من خلال الضوضاء 0
" انها في المطبخ فقد طلبت ثمان حجم كبير 0, هل تعتقدين انه ستكفي ؟"
" اعتقد انك ستمضي الأسبوعين القادمين تأكل البقايا 0"
ولكن اثبتت الفتيات خطأها , فلم ترى جوانا مجموعة اكثر جوعا منهن من قبل 0
جا ء الوقت لمشاهدة الفيلم فقررت جوان ذلك في حين كانت الفتيات في نوع الفيلم , بدأ تانر في جمع البقايا والأطباق المتسخة وبانتهاء الفيلم , سيكون الوقت قد حان للتزحلق0
ساد السلام والهدؤ بمجرد ظهور توم كروز على الشاشة وذهبت جوانا لتنضم الى تانر في المطبخ وكان قد جلس يحك يديه فوق جبهته وقال :
" اشعر بالصداع"
" لقد تأخر الوقت لذلك و في الحقيقة, اعتقد ان كل شئ يسير على ما يرام والجميع ينعمبوقت طيب ونيكول مضيفة مدهشة "
- " هل تعتقدي ؟ اهي كذلك ؟"
- " بالطبع !"
ابتسم تانر وهو يشعر بالراحة وقال :
" اود تناول قدح من القهوة "0
- " اوافقك على ذلك "0
امتلأت الأقداح بالقهوة وجلسا ثموجه الصندوق ناحيتها وهو يقول :
-" البيتزا فكرة جيده حقا ولكن ماالذي جعلك تقررين ان تفسدي أمسيتك وتأتين لمساعدتي"0
- " لقد فاتك ما كنت اسأل عليه "0
-" افعلت "0
-" كنت احاول ان اعرف اذا كان لديك موعد اليوم"0
وجدت جوانا انه يعد سؤالا غريبا فقالت :
" بالطبع لا "
- " لم يبدو ذلك واضحا بالنسبة لي فأنت وحيدة وليس لديك الكثير من الليالي التي تكونين فيها بدون مسئوليه وكنت اعتقد انك ستستغلين ذلك الوقت في ان تخرجين مع شخصية خاصة"
- " لقد كبرت على ذلك 00فقد تجاوزت الثلاثين"
- " اذن فأنت لا تواعدين شخصا خاصا"
- " تانر000تعلم انني لا افعل ذلك"
- " لا اعلم شئ عن هذا "
- " حسنا 00مالأمر "
- " نيكول "
- نيكول 00ما بها ؟! "
- " كانت تقول لي ذات يوم انك قد قابلت شخصا قريبا وكما قالت بدا وكأنه امير حقيقي " شخص ثري ووسيم وقد كان معجبا بك وقد ادعت انك تقابلينه كثيرا 00وأنك وقعت في غرامه"
فزعت جوانا وهرعت واقفة وهي تشير الى الفتيات اللاتي كان يشاهدن العرض وهي تحاول ان تبتلع طعامها 000فقال تانر :
- " لاتغضبي مني " انني اردد ما قالته كريستين لنيكول وما ذكرته لي نيكول "
صاحت جوانا :
" لقد كانا يخططان ثانية , الا ترى ذلك؟ كان لابد ان اعرف ان هناك شيئا ما , فقد خيم الهدؤ طويلا و لقد كانا يخططان , لأن محاولتهما المباشرة لم تفلح "
-" اهدئي يا جوانا" فيجب ان نكون اكثر ذكاء من طفلتين "
- " هذا سهل عليك ان تقول ذلك "
-" دفعت بخصلات شعرها الى الوراء بعيدا عن جبهتها ثم استدارت لتواجهه0
" حسنا00الن تقول شيئا , هذا ليس امر مضحك واود ان تأخذه جديا "
-" بالفعل انا افعل "
-" كلا00انك لاتفعل "
-" نحن عاقلان بالغان ياجوانا , ولن نسمح لطفلتين ان تمليان علينا مانفعله "
-" هل هذه حقيقة ؟" انني سعيده لأنك بمثل هذه القوة ولكنني اراهن على انها لم تكن فكرتك ان تقيم مثل هذا الحفل فربما قد رفضت الأمر برمته عندما اقترحت عليك نيكول ذلك ولكن بعد ان ذكرتها لك ثلاثين مرة في خلال ثلاثين دقيقة , ضعفت وبهذا ضربت نيكول النقطة الصائبة , لو كانت نيكول ابنتي لكانت استغلت كل الألاعيب لاقناعك بأمر الحفل خاصة وانها تعلم مدى شعورك بالذنب لتلك الرحلات واعتقد ان نيكول ايضا قد ذكرت ايضا ذلك عشر الى اثنى عشر مرة وقبل ان تفيق وجدت خمسة عشر فتاة تقف ببابك 0
اصفر وجه تانر فقالت في اصرار :
-" هل انا على حق "0
فأجابها تانر :
- " قريبة جدا من الحقيقة "
زفرت جوانا وهي تقول:
-" لا امانع ان اخبرك , انني قلقة بخصوص هذا الأمر , فأذا كانت نيكول وكريستين تخططان ضدنا لذا علينا ان نضع خطة مضادة قبل ان يتسببا في دفعنا للهواية لايجب ان نسمح لهما ان يحركونا كذلك "
-" اعتقد انك قد تكونين على حق "
ونظرت اليه نظرة حادة ثم قالت :
" هل لديك اقتراحات ؟"
- كان يتسم بالذكاء الذي يكفي لادارة أكثر من الفي موظف , فحتما هو قادر على التفكير في طريقة ما للتحكم في هاتان الطفلتان 0
ولكن تانر أجابها :
-" لاشئ , ماذا عنك ؟"
- " لايجب ان نكون على الاتصال مستمر ولا يجب ان نصدق ما يقولان الا ان نتأكد من صحته 0
- " لدينا مشكلة اخرى 000جوانا0"
-" ماذا ؟ "
-" لقد حدث "
- " ماذا حدث "
-" ان نيكول كانت تقول لي انك وقعت في غرام ذلك الشاب الغني "
-" نعم"
-" والغرض من هذه القصه المختلقة ان ابدو غيورا وقد حدث "
-" احقا ؟"
شعرت جوانا بالثلج في أطرافها وهز تانر رأسه ثم قال :
" لقد ظللت افكر في مدى اعجابي بك وكم سعدت لكلامي معك وقد قررت انني عندما انتهي من أمر هذه الحفلة سأعود على العشاء"
-" لكنني قد ابلغتك من قبل انني لست مهتمة بعلاقة عاطفية " وان الزواج مرة واحدة يكفي بالنسبة لي 0
-" لا اعتقد ان هذا هو الأمر الذي اقلقني "0
-" اذن 000ماهو الأمر ؟!"
كان واضحا من الطريقة الذي كان ينظر بها انه شعر بعدم ارتياح ثم قال :
-" لقد ظللت افكر في ان رجل آخر سيقبلك وبصراحة 00هذا قد أثر في كثيرا وكان مدعاة لقلقي "
كان الجو يسوده الهدؤ الكامل حتى ان جوانا كانت تخشى التنفس وحاولت ان تضع نفسها مكانه أي اذا علمت من كريستين انه يواعد امرأة أخرى وحينئذ شعرت جوانا بأنها تتلوى من الم في جوفها وانها حينئذ لن تشك لحظة ان ما بدأه الطفلتان قد نجح , فمجرد التفكير فيه وهو يقبل امرأة اخرى ينتج عن ذلك الم وأي الم , نوع خاص لايمكن ان يوصف ولا ان ينكر قال تانر :
-" ان تقبيلك تلك الليلة كان اسوأ شئ فعلته , اعلم انك لا تريدين التحدث في ذلك وانا لا الومك 00
-" تانر " كان سيكون الأمر كذلك معي"
-" امتأكدة انت "
-" انني خائفة00ماذا سنفعل الآن ؟"
-" اعتقد ان اول شئ علينا ان نفعله هو ان نجري اختبارا صغيرا "
كان يقدم اقتراحاته بصوت هادئ ورزين ثم اطلق زفرة عميقة واستطرد قائلا :
-" لقد مرت ثلاثة أسابيع منذ ان خرجنا مع الفتيات انه وقت كافي لنخرج فكرة تلك القبلة من تفكيرنا 00اليس كذلك ؟"
وافقت جوانا فقد كانت تحاول كل هذا الوقت ان تخرج تلك الفكرة من فكرها ولكنها لم تفلح ولم يكن هناك أي داع لتخبره بغير ذلك فعاد تانر يقول :
-" يبدو لي ان علينا ان نجرب مرة أخرى من اجل البحث ولنعلم ما نحن مقبلون عليه وما نتعامل معه "
لم تكن جوانا في حاجة لان يقبلها ثانية لأنها تعرف ان ذلك يعجبها فكانت اول مرة كفيلة لتعرف مدى انجذابها له واعجابها له لذلك لم تكن في حاجة لقبلة اخرى ثم اضاف تانر :
-" واذا ما عرفنا 00سنقرر في أي اتجاه سنسير 0 موافقة ؟
-" حسنا "
قالت جوانا بكل قوتها وهي تحاول ان تتجاهل ذلك الصوت الخافت الذي يحذرها من الخطر , فوقف تانر وكاد يرفع يديه ونظرت جوانا اليه , فأحس بالشك0
-" هل ترغبين في ذلك الآن ؟"
-" هل لديك وقت افضل من هذا ؟"
هزت جوانا رأسها 00يا الهي 00لم تستطيع ان تصدق نفسها انها تفعل ذلك ومد تانر يديه فسارعت جوانا بالاتجاه نحوهما وأمسكها تانر بقوة واتسعت عيناه ثم مال برأسه ناحية اليمين ثم بدا الأمر وكأنه قد غير رأيه وعاد ثم مال بها من جهة اليسار وكانت جوانا تتمايل معه وكأنهما زوجين من الحمام ثم تمتم تانر وهو يسأل جوانا :
-" هل تشعرين بالراحة ؟"
هزت جوانا رأسها وهي تتمنى ان يسرع بتقبيلها قبل ان تراهما الفتيات 0
-" هل انت مستعدة ؟00سألها تانر ثانية
هزت رأسها ثانية فكان ينظر وكأنهما في انتظار انفجار جم وكان هو نفس الشعور الذي احست به جوانا عندما استقرت شفتاه فوق شفتيها وبالرغم من القبلة كانت رقيقة , كانت شفتاه تنزلق فوق شفاها وكأنها رذاذ الصيف 0
افترقا ولم يتكلما ولا حتى همسا ثم قبلها تانر مرة اخرى وهو يمرر شفتيه فوق فمها المفتوح في نهم لم يبدو له مثيل ورفع يداه ليمررها داخل خصلات شعرها الكثيفة ولا اراديا ارتفعت يد جوانا لتطوق رقبته وقد التصق جسدها بجسده وكأنها تمتص قوته وتعمق تانر في قبلته , ثم اخذ يقبلها ثانية وثانية حتى اشتعلت نار الرغبة , ثم قال بعد ان استنشق نفسا عميقا :
-" جوانا 000ماذا تعتقدين ؟"
كان صدر جوانا اخذ في الأرتفاع وكأنما قد انتهت من سباق
" لا 000اعرف "
كانت تكذب فكانت في خلجات نفسها تصف ذاتها بالجبن0
-" انا اعرف "
" حقا "
-" يا الهي00جوانا00اشعر بمذاقك في فمي وكأنه الفردوس "0



الفصل التاسع
ـــــــــــــــــــــ
رقصة حب

منتديات ليلاس
علا صوت موسيقى البوب في دائرة التزحلق وسط جنبات القاعة0
-" لا اصدق انك قد اقنعتني بذلك"
همست جوانا وهي تجلس بجانب تانر ثم وقفا وارتدا حذاء التزحلق فقال مبتسما :
- " ارفض ان اكون الوحيد الذي تعدى الثلاثين هناك "
كان سعيدا بمواهبة وقدرته على الأقناع لاشك انه سيكون له نفس السعادة لو انه رأها تقع على وجهها فقد مر عليها زمن منذ ان ارتدت هذا الحذاء آخر مرة, وكان تانر يحاول ان يطمئنها :
-" اذا تعلمنا لايمكن ان تنسي " كأنك تركبين دراجة!
كان له تأثير عجيب عليها , فقد كان يجعلها الطفلة ثم المرأة وكانت صديقات نيكول يتزحلقن في سهولة حتى ان جوانا كانت تحسدهن 0
-" مرحبا يا أمي!00قالت كريستين وهي تظهر في سرعة الضوء"
-" مرحبا00مدام بارسونز " قالت نيكول وهي تتبع صديقتها0
-" كيف تسير الأحوال ؟000سألها تانر بابتسامة صافية 0
-" عظيم 00الا ترى ذلك؟"
ما ان قالت ذلك حتى انزلقت رجلها اليمنى ونجحت في ان تمسك بيديها عند السور فقال تانر بفزع :
-" اانت بخير "
-" نعم بخير , كأي شخص قد وقفت على الحافة ونظر الى الهاوية"
-" تعالي000ما تحتاجينه يد قوية لترشدك "0
-" انسى ذلك , سأكون بخير في غضون دقائق بمجرد ان استرد ساقي "
-" هل انت متأكدة "
- " تانر 000على الأقل اتركني بكرامتي "
-" حسنا , اذا كنت تريدين ذلك"
لم تكن جوانا في خير حال كما أبدت لتانر الذي ابطء ليتزحلق بجانبها وقال :
-" انك تقومين بعمل عظيم "
-" شكرا "
-" لقد كان حظك عظيم "
-" اليس كذلك ! كان يجب علي ان اتخذ عملا آخر كمضيفة تزحلق القصر الوردي "
-" ما رأيك000جوانا ؟"
- " ما رأيي في ذلك؟"
-" لا00ان نتزحلق سويا للرقصتين التاليتين"
قدمت له يدها وأصبح الضوء خافت 0
-" كلا ياتانر00كانت تحاول ان تتجاهل يده0"
-" لا 00حسنا سأرى اذا كان بامكاني اقناع نيكول بالتزحلق مع والدها العجوز 0
انتهت جوانا من التزحلق ووجدت لنفسها مكان لتجلس به وبعد مرور دقيقتين نظرت جوانا الى المقعد الذي يجاورها فوجدت تانر يجلس به ويقول:
"لقد هزمني تومي سبنسر "
لم تستطع جوانا منع هذا 00فقد كانت سعيدة فكما كان الحال معها وكريستين كان مع تانر ونيكول 0
" يكون شيئا فظيعا , عندما يصرون على ان ينضجوا00اليس كذلك ؟"
قالت وهي تحاول الا تبتسم ,زفر تانر زفرة عميقة , وكانت الأرض ممتلئة بالأطفال وكانت جوانا تعلم ان اللحظة التي ستقوم فيها مع تانر ستجد نفسها محط أنظار الجميع , ويبدو ان تانر يقرأ افكارها فقال:
" جوانا , لقد انجرحت لأنني قد قابلت بالرفض من ابنتي من دمي ولحمي "
_" عندما حدث لي نفس الشئ , كل ما قمت به ان تشاركني الفيشار "
امتدت يده لتمسك بيدها وقال :
-" لا تشتكي , فهذا يعطيني الفرصة لأن اضع ذراعي حولك ثانية "
التفت يده لتمسك بها ووضعت يدها اليسرى في يده وكان عليها ان تعترف 000كم هو جميل ان تلقي بنفسها بين ذراعيه وان تكون قريبة منه , تماما كما شعرت عندما لامسها لتلك اللحظات في المطبخ 0
بدا على تانر وكأنه يفكر في نفس الشئ فقد كان يمسكها بلطف ثم غير تانر اتجاهه وبدا الأمر وكأنهما يرقصان :
-" تانر اعتقد ان الفتيات قد يبدأن التفكير في اشياء معينة لو اننا رقصنا بهذة الطريقة "
-" دعيهم "
امتدت يده لتطوقها ثانية وهو يجذبها ناحيته وشعرت جوانا بنفسها وكأن جسدها يذوب في جسده ثم استطرد :
" جوانا استمعي الي " لقد كنت افكر هل سيكون شيئا فظيعا حقا , اذا بدأنا في رؤية بعضنا البعض اكثر ؟ أعني , انه لايجب ان يكون الأمر جادا , وكلانا ناضج وبالغ ولن يسمح أحد منا للفتيات ان يوجهونا ويقسمونا في اشياء لا نريدها , وبخصوص الماضي , فأنا لست ديفي وانت لست كارمن "
تعجبت جوانا كان هذا الحوار اهم حوار كانت تحدث به نفسها لسنوات عديدة وقالت :
-" ولكن ستبدأ الفتاتان في افتراض اشياء , واخاف ان ينتهي الأمر وقد نسبب لهن خيبة الأمل "
-" اشعر انه كلما تواعدنا قد يساعد ذلك اكثر مما قد يسبب المشاكل "
-" ماذا تعني ؟"
لم تستطع جوانا ان تصدق انها كانت تستمتع باقتراحاته , كانت تشعر بضربات قلبها تزداد كلما فكرت في مجرد رؤية تانر اكثر , لقد كانت تشعر بالأثارة 00والتردد فقد كانت جروح ديفي عميقة 0
-" اذا كان لنا ان نرى بعضنا اكثر , سنتمكن من ان نحتوي الفتاتين وذلك سيهدئ ويقمع بعض المخاوف على جهودهما بالأضافة الى تمضية الوقت معك سيلبي احتياج نيكول لأم قوية وفي نفس الوقت , استطيع مساعدة كريستين بوجودي كرمز للأب "
-" نعم , لكن 00"
-" ان وجودنا نحن الأربعة معا سيعطينا أحساس بالأنتماء لأسرة واحدة "
بدت حجتة معقولة ولكن جوانا ظلت تحس بعدم الثقة وعدم التأكد فقالت :
- " لكنني أخاف ان يأخذنا الفتاتان مأخذ الجد "
- رفع تانر رأسه لينظر الى عينيها ولم تذكر جوانا أي وقت آخر أعمق من ذلك الوقت وقال:
- " انني جاد 000"
وضعت جبهتها فوق كتفه وتمنت ان يكف جسدها عن الرعشة لقد أثرت القبلة فيها أكثر مما كانت تتظاهر به , حتى هذه الليلة , كانا يحاولا ان يخفيا شعورهما ولكن تلك القبلة قد كشفت كل شئ "
-" لو اننا كنا الآن في مكان آخر لكنت أثبت لك مدى جنوني تجاهك "
-" حقا 00لو انهم تواجدوا في مكان آخر , كانت ستسمح له جوانا فقد كانت تريده ان يقبلها كانت تحتاج ان يقبلها ولكن الخوف كان يتملكها من استجابتها لهذا الرجل أكثر من أي شئ مضى 00 قالت :
- " تانر 00انني اشعر بالخوف "
- " جوانا 00وانا كذلك , لكنني لن ادع الخوف يتحكم في حياتي "
رفع يده ليساوي بعض خصلات شعرها من على وجهها , كانت عينيه تتفحصها جيدا ثم قال :
-" لم اتوقع ان اشعر بمثل هذا الشعور ثانية , فقد داومت على الحفاظ على الا يحدث ذلك ولكن ها نحن الآن , ثم جوانا , انا لا امانع في ان اقول لك ولن اتغير "
اغلقت جوانا عينيها واستمتعت للمعركة التي دارت داخل رأسها كانت تريد ان تعطي الفرصة لهذا الشعور لينمو , ولكن عقلها كان يقول لها انها اذا ما وافقت , ستكون تعيسة ثانية بل اكثر من ذي قبل , فلم يكن تانر بمجرد رجل , لقد كان ثري وناجح ويمتلك نصف شركة هامة اما هي فقد كانت تعمل في بنك محلي صغير 0
-" جوانا 00على الأقل , اخبريني بما تشعرين به "
-" انا 000لا اعرف "
امسك يدها وضغط بها وقال :
- " فقط , اشعري بما تفعلينه بي "
وقد بدا قلبه وكان سينطلق من صدره فهمست :
-" انك تشعرن بنفس الشئ "
ابتسم تانر في لطف وقال هامسا :
" اعلم00ذلك!"
انتهت الموسيقى واشعلت الأنوار وافترقا تانر وجوانا ولكنه كان مازال يحتفظ بها الى جواره فقال :
-" لم تجيبي يا جوانا00لن اضرك او اجرحك , انك تعلمين سوف نأخذ الأمر بسهولة ولطف في البداية وسنرى كيف تتطور الأمور"
لم تستطع جوانا ان تجيبه , على الرغم من انه كان ينتظر قرارها فعاد يقول :
" لدينا شئ جميل بيننا ولا ارغب ان اطيح به , اعتقد اننا سنكتشف اذا كهذا سيستمر "
لم يكن له ليجرحها عن قصد , كانت جوانا تعلم هذا , لذا قالت :
-" من الممكن ان اجرب "
نظر اليها تانر وهو يغمرها بدفء ابسامته وقال :
" لن يأسف احدنا على هذا "
لم تكن جوانا تشعر بمثل هذه الثقة ثم نظرت بعيدا لتلحظ نيكول وكريستين فقالت :
-" آه "
-" ماذا حدث ؟"
- " لقد رأيت كريستين وهما تدور حول نيكول ثم همست في اذنيها واحتضنت كل منهما الأخرى وكأنهما اختان "
-" استطيع ان اتعامل مع هذا 00اذا كان لك هذا " قال تانر وهو يمسك يدها بقوة فكان يمدها بالشجاعة 0
-" حسنا , وانا كذلك أستطيع ! "0


الفصل العاشر
ـــــــــــــــــــ
أمير الحب


لم تنعم جوانا بالنوم في هذه الليلة أو الليلتين التاليتين كان تانر قد اقترح عليها أن يتقابلا على العشاء في العطلة الأسبوعية القادمة, بدا الأمر وكأنه بعيدا ولكن كانت هناك بعض المشاكل لديها في العمل الذي كان يتطلب اهتمامها.
عندما وصلت جوانا الى العمل صباح الاثنين كانت رأسها تدور فيها الكثير حتى أنها شعرت وكأنها تمشي في الضباب,فقد اتصلت مرتين بتانر خلال هذا الأسبوع وهي تقترح عليه ان ينسيا الأمر رمته:
" صباح الخير" صاح مديرها وهو ينظر اليها من فوق جريدته قائلا:
_"كيف كانت عطلتك"?
_" مثيرة " فقد ذهبت للتزحلق مع فتيات في الحادية عشر"
ملأت جوانا لنفسها قدح من القهوة وذهبت به الى مكتبها في حين سألها المدير :
-" اعتقد انك تتابعين ما يحدث في سبوكين للألمنيوم ؟!"
كان جميلا ان تضع جوانا قدمها فوق المنضدة والا كان سيسقط من يديها عندما سمعت ذلك
-" سبوكين للألمنيوم؟؟
جلس رونب على حافة مكتبها
-" هناك أخبار اخرى في هذه الجريدة هذا الصباح عن تانر لوند , فمنذ ستة اشهر, اشترى نصف الشركة من جون بيكي , انا متأكد انك قد سمعت عن جون بيكي "0
-" بالطبع "
-" من الواضح ان لوند قد اتى لتلك الشركة وبث فيها نشاط جديد في المبيعات الخارجية فقد تولى الأدارة بنفسه وغير اتجاه الشركة للأفضل00
لم اسمع عنه سوى كل خير , فكلما استدرت اما ان اقرأ عن عظمته او اسمع ان الناس تتكلم عنه , صدقيني تانر لوند00رجل بمعنى الكلمة "
لم تستطع جوانا الا ان توافقه اكثر وكانت تعلم اين سيذهب مساء السبت , كان سيصطحبها للعشاء 0
**************************
-" لقد حضر السيد لوند" صاحت كريستين وهي تفتح غرفة جوانا "
عشاء 000مجرد عشاء بسيط ولكن جوانا كانت متوترة وكأنها مازالت طالبة حديثة التخرج وتتقدم لطلب اول وظيفة لها , ونظرت اليها كريستن 0
-" تبدين رائعة يا أمي "
-" صحيح؟"
- " بالضبط كما يبدو السيد لوند"
انتظرت جوانا لتضع اللمسات الأخيرة وتضع العطر خلف أذنها ثم استدارت وهي تتجه الى غرفة امعيشة 0
-" حسنا00أنا مستعدة "
فتحت كريستين باب الغرفة وكأنما تستعد لاستقبال اميرة ما 00
وعندما دخلت جوانا الى غرفة المعيشة التي كان ينتظر بها تانر , كانت دقات قلبها سريعة وكانت يديها باردة حقا00كانت كريستين على حق فقد بدا تانر وسيما وهو يرتدي بذلته المكونه من ثلاثة قطع من رباطة العنق الحريرية وعندما دخلت ابتسم ونظر اليها في اعجاب وقال :
-" مرحبا "
-" مرحبا "
تلاقت عيناهما وتلاشى على شئ آخر, فرؤيته ثانية جعلت جوانا تنتفض من قوة دقات قلبها00أشارت كريستين الى سالي جليسة الاطفال التي ستقضي مع الفتاتان السهرة لحين عودة والديهما 0
-" سالي لديها رقم هاتف المطعم وقد وافقت أمها على ان تمكث حتى وقت متأخر"0
-" ليس لدي أي خطط00لذلك يمكنكما ان تستمتعا بوقتكما وأن تمكثا الوقت الذي تريدانه "0
-" سالي "
-" نعم مدام بارسونز "
-" هناك بعض السلاطة والاسباجتي للعشاء ثم القليل من الفيشار"
-" حسنا "
-" لن اتأخر كثيرا "0
-" لكن امي , لقد ذكرت انني سأكون بخير حتى لو مكثت حتى الساعات الأولى من الصباح الباكر "
-" سنعود 00قبل منتصف الليل "
-" حسنا اتمنى لكما وقت ممتعا "0
كان تانر يتقدم جوانا ليأخذها الى سيارته وفتح لها الباب الأمامي وهويضع يديه فوق كتفها ثم قال :
-" كم وددت لو اقبلك ولكن للأسف لدينا جمهور00قال وهو ينظر الى البيت "0
نظرت جوانا الى البيت لتجد كريستين تنظر اليهما من وراء النافذة فلا شك انها كانت ترى كل شئ لتعود فتقوله لنيكول 0
-" لم استطع ان اصدق انها وافقت على قدوم سالي , فقد كانت تقول انها كبيرة بدرجة تكفي لتبقى وحدها "
-" نيكول تدعي نفس الشئ لكنها لم تعترض على جليسة الاطفال00ايضا"00
قاد تانر سيارته الى مطعم كبير في وسط البلدة يطل على نهر سبوكين في قلب المدينة , كان فم جوانا جاف ويديها ترتجف وعندما وصلا , فتح لها الخادم الباب وساعدها على الخروج , لم تكن قد تناولت طعاما قط في مكان كهذا , فقد كانت اسعارها باهظة فالمبلغ الذي كان تانر ينوي ان يدفعه كان يكفي لسنة دراسية كاملة لكريستين 0
-" ياله من مطعم جميل00تانر "0
-" نعم ولهذا اخترته فقد سررت من الطعام والخدمة عندما كنت هنا منذ اسابيع ماضية"
نظرت جوانا اليه وقال ثانية :
-" اعتبري هذا هدية وسيطة لتعبر عن امتناني لك لمساعدتك اياي في حفل ميلاد نيكول "
ودت جوانا لو تناولا الطعام عند مطعم دين , فقد كان دين , فقد كان يذكرها بالفرق بينهما وودت لو ارتدت شيئا لائقا فقد كانت الخادمات يرتدين أفضل منها 0
جلسا ثم قدمت لهما أدوات الأكل فهمست لتانر :
-" لم يسبق لي ان اكلت في مكان يستعمل ثلاث ملاعق شاي "
-" كفي عن الشكوى "
-" انا لا اشكو ولكن اذا احرجتك واستخدمت الأدوات خطأ لا تلومني "
كان الطعام رائع وكا ما تمنته جوانا هو صحبة تانر , فقد كان يجعلها تبتسم ولم تشعر بالبساطة مع احد قط مثلما كانت تشعر منه 0
تحدثا عن الفتاتان وعن متطلباتهما والأب والأم وناقشامستقبل جوانا وخطط تانر لشركته فقد شملا عدة موضوعات والآن وقد انتهاءالعشاء , كانت جوانا مترددة لترى نهاية الليلة ولاحظ تانر شيئا عليها فقالت له :
-"ما خطبك ؟"
-" لاشئ "
-" اذن لماذا تنظري الي هكذا ؟"
استرخى تانر في مقعده ثم قال :
" " آسف , لقد كنت افكر في كم انت جميلة وكم انا مسرور لأنني قابلتك , فلم افكر ابدأ ان هناك امرأة قد تشعرني بهذا الشعور ياجوانا "
شعرت جوانا بالخجل , فقد تغيرت حياتها ايضا ولم تكن تعرف ان كانت تستطيع الرجوع الى ما كانت عليه ثانية , فقد كانت تحب ثانية , تحس ثانية , تثق ثانية , ولذلك فهي تخاف000قالت :
-" وانا كذلك سعيدة "
-" تعلمين ماذا تعتقد الفتاتان000اليس كذلك ؟"
كانت جوانا لديها القدرة على ان تتخيل فقالت :
-" غالبا يتوقعان منا ان نعلن زواجنا غدا "
-" في الحقيقة , اجد بعض نواحي الزواج مغرية !"
ابتسمت جوانا ثم قالت :
-"تانر يبدو انك اكثرت من الشراب "
-" اعتقد ذلك , لأني افكر فيه " اود ان اخبرك الى أي مدى استمتع بصحبتك , فأمك تجعلين لكل شئ مذاقا خصا تجعلينني اضحك "
-" انني اجعل أي شخص يضحك خاصة بارتداء زوجين من احذية التزحلق "
-" انني سعيد بموافقتك بأن نبدأ في رؤية بعضنا الآخر "
-" وانا كذلك "
كانت تأمل الا تعلم والدتها بذلك ولكنها كانت متأكدة ان كريستين ستتحدث الى جدتها لحظة خروجها فقالت :
-"أن الأمور اكثر من بخير "
راح يخبرها عن تاثيرها في انارة حياته وكم كان محظوظا وكانت جوانا تنظر اليه فنظر اليها تانر وقال :
-" جوانا 000لاتنظري الي هكذا "
-" مثل ماذا ؟"
-" هكذا "
-" اعتقد انه يجب ان تقبلني "
ذهلت جوانا لأن هذه الكلمات قد خرجت منها وتمنت لو تعيدها فقال :
-"معذرة لم أسمع !"
-" لا عليك "
قالت بسرعة وهيسعيدة انه لم يسمعها ولكنه سمعها فقال :
" أقبلك ؟ الآن ؟ هنا ؟ "
-" من فضلك انسى انني ذكرت ذلك فقد كانت زلة لسان "
لم يتوقف تانر عن الحملقة فيها ورفع يده وهو يطلب حساب العشاء 0
خرجا من المطعم وما ان دخلا السيارة حتى سكت تانر فسألته جوانا :
-" ما الأمر ؟"
-" لقد اخطأنا و كان علينا ان نتشارك في جليسة الأطفال "
كانت قد فكرت في ذلك من قبل ولكنها لم ترغب في ان تشجع خطط الفتاتان 0
-" الا استطيع ان اخذك الى البيت بسبب اسئلة نيكول وهكذا سيكون الحال مع كريستين "
-" اصبت " بجانب ان كريستين ستشعر بخيبة الأمل لو انهما رجعا في وقت مبكر "
-" جوانا00اين لي ان اقبلك؟"00قال بجدية0
-" تانر000لقد كانت مزحة "
-" لا اعلم أي مكان بالمدينة " كان يتجاهل تعليقها 0
-" تانر000من فضلك "
علا صوتها وهي تحس باحراج شديد وانحنى تانر وهو يمرر شفتيه فوق خدها ,
-" لدي فكرة عن شئ نستطيع عمله ولكن لاتضحكي "
-" فكرة 00ماذا "
-" سترين "
-" تانر "
ما ان تحدثت فرأت شاشة بيضاء كبيرة فقالت :
-" ماذا , سينما بالسيارة "
-" هل لديك افكار اخرى "
-" لا شئ "
لم تكن جوانا في حالة الآن تفعل شيئا بينما تانر يقول :
-" انا لا اضمن هذا الفيلم فهذا هو افتتاحه "
-" طالما انه ليس " مذبحة مراهق " فكريستين لم تكن لتغفر لي مشاهدتي له بدونها "
-" اذا كان لي ان اذكر الحقيقة فليس لدي النية لأن اشاهد الفيلم كاملا "
وضع تانر السيارة بعيدا عن الأخرين وعندما انتهى وضع ذراعيه حول جوانا وهو يجذبها نحوه بقوة 0 قال :
-" تعالي000جوانا "
وضعت جوانا رأسها على كتفه وهو يظهر انه مهتم بشخصيات الرسوم المتحركة في حين كانت معدة جوانا تتلوى 0
-" جوانا 00بدا صوته خافت ومغري "
لم تكن جوانا تدري ماذا تفعل فراحت تتفحصه وكانت نظراته كفيلة بأن تبعث البرودة فيها ولا اراديا أحست بأناملها تتحسس صدره ورقبته وبدا تانر وكأنه في حاجة لها وعندما طوقت رقبته لم تكن جوانا قد شعرت بذلك منذ وقت طويل فقد أحست انها ظلت كل هذا الوقت بدون حب , شعرت بسنوات الندم سنوات الشك , سنوات رفض كل ما كان يرقد فوق صدرها ومنعها من التنفس و ثم كان هناك صوت غريب وانهمرت الدموع من عينيها دموع لم تستطع ان تفسرها 0
-" جوانا000ما خطبك000هل آذيتك ؟ "
حاولت ان تتملص منه ولكنه لم يتركها وبعد شعرها عن وجهها 0
-" اتبكين ؟ ماذا فعلت ؟
لم تكن تقدر ان تتكلم 0 فعاد وقال تانر :
-" جوانا00انك تبكين ؟ " ماذا فعلت "000زاد صمتها فقال :
-"جوانا000أخبريني 00من فضلك"
-" من فضلك000 احتضنني "
فعل كما طلبت منه امسكها بيديه وهو يقبل وجبهتها وبدت وكأنها تدفن رأسها داخل جسده ولكن أبت الدموع ان تتوقف بالرغم من انها حاولت وكأنها تنطلق من داخلها فقال تانر :
" لا اصدق انني افعل ذلك "
" آه تانر 000أشعر كأنني حمقاء "
" جوانا لا عليك انا افهم 000استمري , ابكي "
-" هل تفهم ؟ حسنا 00لتشرح لي "
كانت تشعر بابتسامتة وهو يقبلها بجانب عينيها ثم نزل بفمه ليقبلها في خدها ثم في ذقنها , لم تستطع ان تتماسك , لأنها لاتتحمل ذلك وادارت وجهها ناحيته وفمها يبحث عن فمه ولم يحبطها تانر فقبلها مرارا وتكرارا حتى احست ان قلبها سيتوقف لو انه توقف عن تقبيلها واحتضانها 0
-" جوانا 000استمعي "
-" كلا 00دعني احدثك اولا " انني آسفة حقا , لا اعلم ماذا اصابني ولكنك لست المتسبب في ذلك , حسنا كلا , كنت انت ولكن ليس الطريقة التي تفكر بها "
-" جوانا من فضلك " لا تتحرجي من الدموع صدقيني انا اشعر بمثل ما تشعرين ولكنها تخرج في صور مختلفة "
كان تانر يبذل مجهودا ليبتسم وهو يقول :
-" يجب ان نأخذ ذلك ببطء شديد , لدي حفل في خلال أسبوعين وأريدك معي 000هل تسمحين ؟"
هزت جوانا رأسها وامتدت يد تانر لتجذبها ناحيته أكثر ووضعت رأسها فوق صدره وقبل رأسها وقال :
-" انك هادئة000فيم تفكرين ؟"
وزفرت جوانا وهي تحتضنه 0
-" لقد ظهر لي فجأة انني ولأول مرة في حياتي قد قابلت اميرا حقيقيا 00فلم افعل الكثير سوى انني اسعدت بعض الضفادع "




الفصل الحادي عشر
ــــــــــــــــــــ
منجم الذهب


جلست جوانا على ركبتيها فوق ارض المطبخ وكانت تنظف بكل نشاط وهمه ولم تكن تعرف من اين اتتها كل هذة القوة فقد كانت تخطط لأن تقلم أشجار الحديقة وكانت تتعجب من اين مثل هذه الطاقة 0
-" سأنصرف الآن يا امي "000قالت كريستين0
-" متى ستذهبين الى المكتبة ؟"
كانت كريستين ونيكول يعملان سويا في مشروع وعلى الرغم من شكواهما الكثيرة الا انهما اصبحا يستمتعان بها وكانت مفاجأتهما الكبرى عندما اكتشفا تواجد الكثير من الشباب وكما قالت كريستين فقد اكتشفا منجم للذهب 0
-" لا اعلم متى سنذهب ولكنني سأتصل وتذكري , ان نيكول ستأتي بعد ذلك "
-" انني متذكرة "
ترددت كريستين ثم سألت :
-" متى ستخرجين مع السيد لوند ثانية ؟"
نظرت جوانا الى النتيجة ثم قالت :
-" في عطلة السبوع القادم , سنحضر حفلة عشاء مدير شركته "
-" آه000"
حكت جوانا ذراعها على خدها ونظرت في شك لأبنتها وقالت :
-" ماذا يعني هذا ؟"
-" ماذا "
-" آه 000هذه ماذا تعني ؟"
-" لاشئ 00انك لاترينه بكثرة كما توقعت انا ونيكول 00أمي انت معجبة بالسيد لوند000اليس كذلك؟"
-" انه لطيف "
فأذا قالت جوانا أي شئ آخر , كان ذلك كفيل يبعث بأن شكوك وافتراضات كريستين كانت جوانا تريد لعلاقتها مع تانر ان تنمو ببطء 0
-" اهذا كل ما يمكنك ان تقوليه عن السيد لوند؟"
-"لقد اعطيت للمسألة اهتماما جادا000وأعتقد انه اكثر من مجرد لطيف "
-" حقا يا أمي ؟"
زفرت جوانا زفرة عميقة وأعادت رأسها ثانيه داخل الفرن لتنظيفه , فقالت كريستين :
-" هل ستتجاهلين ؟"
خرجت جوانا ثانية ونظرت مباشرة الى ابنتها
-"نعم الا اذا تطوعت بتنظيف الفرن"
-" كان بودي ولكنني مضطرة الى الذهاب الى المكتبة مع نيكول "
لاحظت جوانا الندم الذي ملأ صوت ابنتها وكانت كريستين تشعر بالأسف لأنها لن تستطيع المساعدة فقالت بعد ان شاهدت سيارى تانر 0
-" سأكلمك عندما ننتهي " حسنا ياحبيبتي 00أقضي وقتا سعيدا"
0" سأفعل "
خرجت كريستين من المطبخ وبدت جوانا محبطة لأن تانر لم يدخل ليتحدث معها قليلا , فقد اتصل بها وأوضح لها انه سيذهب الى المكتب بعد ان يوصل الفتاتين ليعالج مشكلة ظهرت مؤخرا في العمل 0
الحقيقة كانت جوانا شاكرة أكثر من محبطة لأنه لم يتوقف ليتحدث معها 0 لقد كانت تحتاج تلك الفترة القصيرة لتجمع شتاتها فبعد كل الذي حدث بينهما شعرت بالخوف تجاه الوقوع في غرام تانر فكلما كانت تفكر فيه وكان ذلك كل دقيقة كانت تشعر بالدفء والسعادة فلأول مرة منذ طلاقها , اعطت لنفسها حق الحلم ثانية على الرغم من ان فكرة الزواج ثانية كانت تثيرها وتشعرها بالخوف كانت جوانا قد انتهت من تنظيف الفرن ثم قالت :
-" حسنا " تمتمت واستدارت ثم ذهبت لفتح الباب لتجد ديفي زوجها السابق يقف أمام الباب وكانت تلك الصدمة كفيلة لأن تسحقها "0
- " هل لي ان ادخل ؟"
-" بالطبع "
ادخلت يدها في شعرها وتنحت لتسمح له بالمرور بدا وسيما ومن مظهره , كان يبدو ان عنله يسير على أكمل وجه 0
-" كم هو جميل ان اراك يا جوانا "0
-" وانا كذلك " ما الذي أتى بك الى البلدة ؟!"
كانت جوانا تحارب من اجل ان يبدو صوتها ثابت ورزين 0
-" انني هنا لحضور مؤتمر في وسط البلد وأعتذر عن حضوري بدون سابق أنذار ولكن بما أنني ذاهب الى سبوكين , ففكرت ان اتوقف وأمر عليك لأراك أنت وكريستين "0
-" كنت اتمنى لو كنت اتصلت قبل ذلك , فكريستين في المكتبة "0
لم يتوقف ديفي لرؤية ابنتهما على الرغم من انه قد كان يريد جوانا ان تعتقد ذلك , لقد كان هذا جزء من اللعبة التي طالما لعبها معها , فقد كان يريدها ان تعتقد ان انفصالهما قد أثر فيه , ولكن جوانا كانت تعرف ديفي 0 كانت تعرفه جيدا 0
-" كان ينبغي علي ان اتصل , لكنني لم اعلم اذا كان لدي الوقت ولم ارغب في ان اصيبك بخيبة امل "0
لم تصدق جوانا كلامه ولم تقتنع فقالت بجفاء :
-"تفضل وتناول بعض القهوة "
قادته الى المطبخ وملأت كوبه وأجابها بابتسامة , فكان ديفي بارسونز يبدو ساحرا عندما كان يريد ولك الشئ المحير عن زوجها السابق انه لم يكن شيئا للغاية , لقد احرجها بشدة بعدم اخلاصه ولكنه قد احبها بطريقته هي وكريستين اكثر مما احب أي شخص أخر بجانب نفسه لقد استغرق الأمر جوانا عدة سنوات لتحدد صفاته الحميدة ولتسامحه على الألم الذي لحق بها000قال ديفي :
-" لديك مكان جميل هنا " منذ متى وانت تقيمين هنا ؟"
-" سبعة اشهر "
-" كيف حال كريستين ؟"
أحست جوانا بالراحة لأنهما يتحدثان في موضوع آخر وتحدثت معه جوانا عن كريستين عن نشاطاتها المدرسية وكل شئ منذ ان تركهما 0
كان ديفي يستمع ويضحك وبدا في ان يشعلها غيظا عن السنوات الأولى من زواجهما وماكانت تقوم بطهيه في ذلك الوقت وسمحت له جوانا بل واستمتعت بتعليقاته, فقد كان ديفي دافئ و مرح عندما كان يريد ان يظهر ذلك وفجأة دق جرس الباب فوقفت جوانا وقالت :
-" يبدو انه أحد اطفال الجيران , سأغيب عنك دقيقة "
كانت جوانا مندهشة من طريقة تعاملها السلسة مع ديفي , فقد ذبح قلبها الى نصفين وكذب عليها مرات ومرات وخدعها وبالرغم من كل هذا لم تستطع ان تكون بصحبته ولا تضحك , لقد كان يحتاج لعدة دقائق ليغزوها ولكنه ابد لم يفشل , كانت ناضجة بما فيه الكفاية لتتعرف على أخطاءه وللمرة الثانية في هذا اليوم , اصابت الدهشة جوانا من الرجل الذي ظل واقفا على الباب الأمامي 0
-" تانر " مرحبا !0
لقد وصل الفتاتين بخير وظنت ان اتوقف لتناول قدح من القهوة قبل ان اتجه الى المكتب " 000وكان عيناه تبتسم بدفء "
-ط لقد سمعتك تضحكين ؟ هل لديك أحد ؟ هل احضر في وقت آخر ؟"
-" كلا00تفضل 000قالت جوانا وهي تشعر بدقات قلبها وكأنها طبول 0
دخا تانر الى حجرة المعيشة ثم توقف لحظة ليرفع يديه ليلمس خدها بحنان بالغ حتى تمنت جوانا لو سقطت بين ذراعيه ونظر اليها نظرة حب وودت جوانا لو قبلته بعينيه0
-" هذا وقت سئ 00اليس كذلك ؟"
-" كلا 00ليس في الحقيقة "
عندما استدارت كان ديفي يقف في المطبخ يراقبهما , وبدأت جوانا بالحديث لتعرفهما 0
-" ديفي هذا تانر لوند 00تانر 00هذا ديفي 00والد كريستين "
للحظة وقف الرجلان ينظران الى بعضهما فأوضحت جوانا اكثر
-" ديفي قد جاء للبلدة لحضور مؤتمر وقد توقف لرؤية كريستين "
-" لقد جئت لأراك ايضا جوانا "
أضاف ديفي في صوت أجش ينبأ ان في رأسه أكثر من مجرد زيارة لتناول القهوة , ونظرت اليه جوانا نظرة كادت ان تؤدي به 0
-" كريستين وابنتي بالمكتبه 00اوضح تانر "
-" لقد شرحت لي جوانا "
-" ماذا تعمل ؟ سأل زوجها السابق
-" انني امتلك نصف سبوكين للألمنيوم 0
بدا من الواضح لجوانا ان ديفي لم يكترث حتى بالسماع
لرد تانر لأنه رد عل الفور 0
-" لقد افتتحت حديثا مكتبي واخطط لتوسيعه , لكن سبوكين للألمنيوم , اتذكر انني قد قرأت شيئا ان جون بيكي قد اتخذ شريكا "
كادت جوانا ان تشعر بالأسف جهة ديفي فقالت :
-" كريستين وابنة تانر نيكول , اصدقاء , فقد كانا في عرض يوم عيد الحب000 الذي كنت احدثك عنه "
قطع تانر الحديث وقال :
-" وبما ان الفتيات أصدقاء هكذا , بدا من الواضح ان نبدأ في التواعد انا وجوانا "
ابتسم تانر ونظر الى جوانا في دفء
-" فهمت 000أجاب ديفي "
لم يظهر انه افاق مما ذكره تانر قبل ذلك 0
-" أمل في ان تتفهم "
قاومت جوانا وهي تنظر الى السقف فقد كانا يتصرفان وكأنهما أطفال فقال ديفي :
-" أعتقد انه علي ان ارحل "
-" سأوصلك الى الباب " قالت جوانا 0
-" ليس ضروريا 00قال تانر بابتسامته الدافئة المعهودة 0
-" بالطبع ضروريا 00أجابت جوانا "
تبعهما تانر ووقف في الحديقة الخلفية بينما كان ديفي يحدد موعدا ليتحدث الى كريستين مساء وكانت جوانا تحس بعيني تانر طوال الوقت ولم تعرف لماذا اصر على اللحاق بهما وكأنه لا يثق بها في ان تلقي بنفسها بين ذراع ديفي لحظة غيابه وبالطبع كان هذا يضايقها
, وما ان خرج ديفي وأغلق الباب خلفه حتى استدارت لتواجه تانر , كانت رأسها مليئة بالأسئلة , ولقد تقابلا مرة واحدة ولكنه يتصرف وكأنهما مرتبطان 0
منتديات ليلاس
- " اعتقدت انه تسبب في ايلامك " قال تانر 0
كانت جوانا في حيرة , اتجاوبه ام لا وقررت ان تفسر الأمور 0
-" لقد فعل "
-" لقد سمعتكما تضحكان , هل تقضين وقتا سعيدا مع الرجال الذي يفترض ان تكرهينهم ؟"
-" انا لا اكره ديفي "
-" صدقيني انا اعلم "
-" تانر ما خطبك؟"
كان هذا السؤال أحمق , لأنها كانت تعلم ماذا به , لقد كان غيورا ومنزعج ومجروح 0
-" ما خطبي ؟ !! لاشئ مجرد انني قد رأيت المرأة التي ارتبطت بها وهي تضحك مع زوجها السابق الا امانع في ان اخبرك انني منزعج ولكن لاشئ بي , اذا كان هناك شيئا خطأ فأنه بك يا سيدتي "
تعلقت جوانا بصبرها قبل ان تبدأ الجدال وقالت :
-"دعنا نجلس ونحل هذا ؟"
حاولت ان تفهمه انهما ليس اعداء حتى وان كان هذا من اجل كريستين00قالت جوانا :
-" اولا وقبل كل شئ لا يمكنني كراهية ديفي , بالطريقة التي اعتقد انه يجب علي ذلك 0 ففي حد اختصاصي , من سيتألم في النهاية هو انا وكريستين , ديفي ليس قادرا على الوفاء لأمرأة واحدة , ولكن دائما ما سيكون والد كريستين وليس هناك سبب آخر يضطرني الى البقاء معه كأصدقاء "
0
-" ولكنه خدعك 00داوم على خدعك "
-" نعم " تانر ولكنني قضيت سنوات عديدة مع ديفي انه ليس سيئا لهذا الحد , ولا يوجد أي شخص سئ ونحن الآن منفصلان ماذا سيفيدني شن الحرب عليه ؟ لاشئ كما ارى "
-" لقد اوضح منذ اللحظة الأولى انه يمكنه الرجوع اليك في أي وقت "
لم تكن جوانا عمياء , لقد لمحت تلك النظرات التي وجهها ديفي لتانر 0
-" يجب ان يعتقد ذلك , فهذا يساعده كثيرا على التعامل مع ذاته "
-" هل تسمحين له ؟"
-" ليس بالطريقة التي تعنيها "
-" كم مرة يتوقف هكذا بدون سابق انذار ؟"
وقفت جوانا مترددة ماذا كان عليها ان تجيب ام لا , لقد كان غاضب , كانت تشعر بالعطف نحوه , ولكنها لاتحب ان تدافع عن نفسها 0
-" لم اره منذ سنة وهذه اول مرة يزورنا في هذا البيت "
أمسكت يد تانر قدح القهوة وقال :
-" انك مازلت تحبينه اليس كذلك ؟"
كان هذا السؤال بمثابة ضربة وجهت اليها ولم تجد الكلمات اللازمة لتنكر ذلك ثم اتضح لها ان ليس لديها القدرة فالكذب على تانر شئ بسيط وسهل ومن شأنها ان يهدئ الأمور ولكنه سيؤدي الى خطأ بينهما "
بدأت جوانا التحدث ببطء :
-" انه والد طفلتي ولقد كان حبي الأول , تانر والحب الأوحد الذي كان لي على الرغم من انني وددت لو اخبرك انني لا اشعر بأي شئ لايمكنني عمل ذلك , لكن من فضلك 000حاول ان تتفهم "
-" ليس عليك ان تقولي أي شئ آخر , انني مقدر لصراحتك معي لكنني لن اضيع مزيدا من الوقت واتمنى لك وكريستين حياة هانئة "
بهذه العبارة خرج تانر من الغرفة وهو متوجه الى الباب وصدمت جوانا فقالت :
-" تانر 000تجعل ذلك يبدو وكأنك لن تراني ثانية "
-" اعتقد ان ذلك سيكون أفضل لكل الأطراف المعينة 00أجاب تانر بدون ان يلتفت لينظر اليها 0
-" لكن 00هذا سخف" لم يتغير شيئا0
اغلقت جوانا فمها وفكرت لحظة , اذا كان تانر يريد التصرف بهذه الطريقة الطفولية ويدمر كل شئ فلن تناقشه فهو الذي اصبح منذ البداية على ان يكون بينهما شيئا خاصا , شيئا جميلا كفيل بأن يضرب بمخاوفها عرض الحائط والآن 00يتصرف بهذه الطريقة 00حسنا اذا كان هذا ما يريده كان من المستحسن اكتشاف طريقته قبل تطور الأمر بينهما , كم كان سريع الأنفعال كم كان جارح0
-" ليس لدي النية ان ارتبط بأمرأة لازالت على حبها مع زوجها السابق "
كان صوته هادئا ولكنها كانت تعلم ما به وانفجرت جوانا وهي غير قادرة على كبح غضبها وفتحت جوانا الباب 0
-" حركة جيدة 00تانر
كانت كلماتها تشوبها السخرية , لقد اخطأت خطأ جسيما بأن ترتبط بأمرأة ترفض ان تكره " والآن وقد وضح لها الأمر , لم يكن بالأمير الذي تخيلته , لا لم يكن الا ضفدع آخر 0
لم ينطق تانر بكلمة وأغلق الباب وراءه واشتعلت الدموع في عينيها واحتقن جوفها وهرولت الى المطبخ وهي لاتريد ان تترك لمشاعرها الحرية حتى لاتأخذها بعيدا و جسدا وروحا0
انتهت من عملية التنظيف وأخذت حماما ساخنا وجلست في انتظار كريستن لتحدثها حتى تذهب لتأخذهما وفي طريقها الى البيت عائدة من المكتبه توقفت لشراء بعض الطعام كان رأسها مليئا بالشكوك والأفكار, فقد ودت لو احسنت الأيضاح لتانر , فمجرد التفكير في عدم رؤيته ثانية أصبح مؤلما 0
-" الن تطلبي شيئا يا امي 00سألتها كريستن "
-" ليس الليلة "
-" هل انت بخير ؟"
-"بالطبع "
بذلت جوانا قصاري جهدها لأخفاء دموعها ولكنها لم تتمكن وتحدثها كريستن قائلة :
-" امي 00ماذا حدث ؟"
-" لاشئ يا حبيبتي "
-" اني ارى دموع في عينيك ؟"
-"لاشئ "
-" لم ارك تبكين "0
-"لابد وأن شيئا أصاب عيني وجعلها هكذا , لا اود ان اخيب أملك اذا لم اقابل السيد تانر ثانية "
-" هل فعل هذا ؟ 000قالت كريستن في ذهول 0
-" كلا 00لقد قلت لك انه شيئا أصاب عيني "
نظرت جوانا الى ابنتها , وعلمت كم كانت حمقاء لتترك نفسها لرجل ثانية 00لهذا فهي تستحق هذا الألم ولكن قلبها رفض ان يرضخ لعقلها وبع مرور ساعتين , حضر تانر لأخذ نيكول وذهبت كريستن لفتح الباب وبقيت جوانا في المطبخ متظاهرة بأنها مشغولة 0
وعندما انفتح الباب ظنت جوانا انها كريستين فقالت :
-" هل كانت نيكول فتاة حسنة وهل مضي كل شئ معها حسنا ؟"
-" ليس بعد" 0 قال تانر الذي دخل في غفلة منها "
-" أين الفتاتان ؟"
-" في حجرة كريستن 00يجب ان اتحدث معك "
-" لا ارى 000كيف سيساعد هذا "
-" لقد فكرت "
-" جميل ولكن لسوء الحظ لقد فكرت كذلك , انك محق تماما في ان الأمر سيكون افضل لو اننا توقفنا عن رؤية بعضنا الآخر , مرر تانر أصابعه فوق رأسه وقال :
-" حسنا اعترف لقد احسست بالغيرة عندما جئت وشاهدتك تحتسين القهوة مع ديفي وشعرت انك تعاملينه وكأنه بطل فاتح قد عاد من الحرب "
-" في الحقيقة 00لم يكن الأمر كذلك "
-" كنتما تضحكان وتبتسمان "
-" هذه خطايا 00انا متأكدة "
-" كل ما استطيعه هو الأعتذار , لقد عشت دور الأحمق مرة مع امرأة أحبت رجلا آخر وكان هذا كافيا ومصدر للحزن العميق ولا امل في ان أعيد ذلك معك , اعتقدت انه بأمكاني ان ارحل عنك بدون ان اشعر بأي أسف او ندم , لكنني اخطأت فلم اكف عن التفكير فيك اعترف انني ربما بالغت في تصرفي او انني تصرفت وكأنني احمق غيور "
-" ربما000ربما , لقد كنت غير متعقل وجارح وقد تسببت في ان آكل الكثير من الفطائر "
-"ماذا ؟"
-" لقد سمعتني والآن اشعر انني سأصاب بوعكة صحية , أذا كنت تعتقد اني خائف مما قد حدث مع كارمن فهذا يعد لاشئ بالمقارنة بمخاوفي منذ ان التقينا لا استطيع معالجة مخاوفك لأنني لدي الكثير منها "
-" جوانا لقد اعتذرت اذا كان لك ان تخبرني انه ليس هناك فرصة لرجوعك الى ديفي , اقسم لك أنني سأنهي الموضوع بلا رجعة لكنني في حاجة لأن اعلمك انني آسف ولكنني بحاجة لسماع ذلك منك "
-" كانت حياتي جميلة هادئة قبل ان تقتحمها "
-" جوانا 00لقد سألتك سؤالا "
-"لابد وانك مجنون , سأكون غير عاقلة اذا عدت لديفي – لأن زواجنا وعلاقتنا قد انتهت بمجرد بمجرد طلبي الطلاق وربما قبل ذلك بكثير 0"
- " لن الومك اذا قررت عدم رؤيتي ثانية 00ولكنني امل ان تنسي كل ماحدث حتى نعود 00اصدقاء ثانية 0
وقفت جوانا لحظة ثم تراجعت ووافقت وتقدم تانر نحوها فوقعت في أحضانه بسهولة متناهية وأحست انها تنتمي له وكأنه الرجل الوحيد الذي يليق بها لقد ذكر لها ذات مرة انه لن يجرحها كزوجها السابق ولكنها في ذلك الوقت تعلمت كيف يكون الأمر اذا ما اعطت الرجل السلطة بجرحها 0
-" ايعني هذا انك تهتمين ؟ كان صوته همسا "
-" أنني اكره المجادلة معك , فهذا يؤثر على جوفي "
مكث تانر لحظات وهو يمطرها بقبلات فوق وجهها 0
-" لا اصدق أي نوع من الحمقى نحن ؟
-" نحن؟"
نظرت اليه , وكان ينظر اليها بحنان وقبلها وتركها واتكأت جوانا في دفئة وهي تحتضنه وتضم جسدها الى جسده ونظرت اليه وعينيها تملأها الدموع 0
-" انني سعيدة لأنك عدت " قالت جوانا :
-" وانا كذلك "
قبلها ثانية ولكن اكثر لطفا هذه المرة وهو يقبل دموعها التي انهمرت 0
-" انني لا استحق ذلك "
كان يحاول ان يلامس شفتيها ويطلق احساس لذيذ الذي بعث الرعشة في جسد جوانا وضغطت يد تانر واحتضنت جوانا حتى سمعا صوتا فجأة 0
-" لا اريد ان اراك ثانية 00سمعت جوانا كريستن وهي تتحدث "
-" ليس اكثر مني 000 قالت نيكول :-" ما هذا ؟ قال تانر وعينيه تسأل جوانا :
- " لا اعلم , لكنني اعتقد ان من الأفضل ان نعرف ؟"
دخلا حجرة المعيشة ليجدا كريستن ونيكول يقفان يتشاجران 0
- " كريستن 00توقفي عن هذا الآن , ان نيكول ضيفة ولا اسمح ان تحدثيها هكذا 00 قالت جوانا بادر تانر نيكول قائلا :
- -" وانت ضيفة كريستن واتوقع ان تسلكي سلوكا حسنا كلما تواجدت هنا 0"
فقالت نيكول :
-" لا اوافق على ان اكون صديقة لها بعد الآن ولا اعتقد انه يجب ان تكون لك علاقة بمدام بارسونز بعد الآن "
-" لا اريد لأمي ان تكون لها علاقة بالسيد لوند 000قالت كريستن :
فأسرعت جوانا واقترحت على تانر قائلة :
-" اعتقد اننا من الأفضل ان نفرقهما ونعرف ماذا حدث "
-" هيا يا حبيبتي 000يجب ان نتحدث "
لكن وجه كريستين رفضها وقالت :
-" ليس لدي شئ لأقوله , وخرجت من الحجرة غاضبة 0
فرفعت جوانا عينيها في تساؤل لتانر الذي انزل يديه وتبع ابنته0

 
 

 

عرض البوم صور dont look at me   رد مع اقتباس
قديم 15-12-08, 05:45 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86192
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: dont look at me عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dont look at me غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dont look at me المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Top توأم الروح

 

الفصل الثاني عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
صدفة مقصودة
منتديات ليلاس
- " كريستين ماذا بك ؟"
جلست جوانا على حافة الفراش وسألت ابنتها :
-" لا اريد ان ارى نيكول ثانية "0
-" لكن ياحبيبتي , انها اعز أصدقائك "
-" كانت أعز أصدقائي "
جلست وقد لفت ذراعيها حول صدرها وكأنها ملكة قد أصدرت فرمانا بينما حاولت جوانا ان تتوصل الى شئ فقالت :
-" هل لخصامكما صلة بشئ حدث في المدرسة ؟"
هزت كريستين رأسها رأسها وكأنها لن يؤثر فيها بشئ مما تقوله جوانا وانها لن تفلح في انتزاع الحقيقة منها فاستطردت جوانا تسألها :
-" هل لهذا علاقة بشاب ؟"
-" بالطبع لا "
-" هل بصديقة اخرى "
-" كلا "
-" هل لك ان تخبريني بما حدث "
-" كلا "
-" هل هذا يعني اننا سنمكث هنا طوال الليل وانا احاول التخمين , حسنا 000سأسأل نيكول التي ستكون اكثر استعدادا للحديث "
-" لقد تسبب السيد لوند في بكائك "
-" هل تريدين ان تقولي ان كل هذا بسببي انا وتانر "
-" نيكول تدعي ان ما حدث كان خطأئك وكان هذا السبب في ان نيكول لم تعد صديقتي ولا اعتقد ان يجب ان تكون هناك علاقة بينك وبينها او بينك وبين هذا الرجل "
-" هذا الرجل 000؟"
-" تعلمين جيدا من اعني "
-"ماذا أذا قلت لك انني معجبة بذلك الرجل ؟"
-" امي كلا000سيكون هذا اسوأ شئ يمكنه ان يحدث , يمكن ان ينتهي بك الأمر ان تتزوجيه ونصبح انا ونيكول أختان "
-" لكن 000كريستين مما لاحظته انكما كنتما تخططان لي وتانر واعتقدت ان هذا ما تريدانه "
-" كان هذا قبل "
-" قبل ماذا ؟"
-" قبل 000الليلة عندما قالت نيكول هذه الأشياء لا استطيع ان اغفر لها ما قالته , لا استطيع يا امي 0"
خرجت جوانا من الغرفة , لتجد تانر يتحدث الى نيكول ومن نظراته ايقنت انه لم يقابل نجاح مع ابنته تماما كما فعلت هي وعندما رآها أومأ براسه ليتحدثا سويا على انفراد 00
-" ماذا اكتشفت ؟ سألته جوانا "0
- لا افهم 00انها تكرر انها لا ترغب في رؤية كريستين ثانية "
-" كريستين تقول نفس الشئ وكأنها تدافع عن شرفها , يبدو ان هناك سوء تفاهم في الأمر "
-" ربما يجب ان اتحدث الى كريستين وتتحدثين انت مع نيكول ؟"
-" سنكون مذنبين ومتهمين بالتدخل, فنحن نفعل نفس الشئ الذي فعلاه معنا 00ولا اعتقد اننا سنبذل الكثير "
-" اذن ماذا تقترحين ؟"
-" لا اعلم "
-" جوانا , نحن بالغين , اذكياء وبالطبع يمكننا ان نفكر في شئ قد ينهي مع هاتين الفتاتان "
ضحكت جوانا عاليا وقالت :
-" انسى الأمر "
ثم سكتت جوانا للحظات وبدأت تقول :
-" أفضل شئ هو ان نجعلهم يحلون هذا وحدهم وبينهما "
-" أمل الا يعني هذا اننا لن نصبح اصدقاء "
-" بالطبع يمكننا "
-" حسنا !"
اندفع تانر الى الحجرة وجذبها بين ذراعيه وقبلها حتى وهنت وكادت تلفظ انفاسها 0
-" سأخذ نيكول للبيت وسأعمل بنصيحتك وسنمهلهما أسبوعا لحل مشاكلهما وبعد ذلك سنتصرف انا وانت "
-" اسبوع " كانت جوانا تعتقد ان اسبوع لايكفي 0
-" أسبوع "
اكد تانر وهو يقبلها ثانية فوافقت جوانا 0
-" كيف كانت المدرسة اليوم ؟"
سألت جوانا كريستين في مساء الأثنين عند العشاء 0
-" كانت المدرسة حسنة 000اعتقد ذلك "
-" كيف سارت الأمور في ورقة الحساب التي ساعدتك فيها "
-" لقد علمتني خطأ "
-" خطأ "
-" الأجابات كانت جيدة , لكن مدام اندروز قالت لي انهم لايحلون المعادلات بهذه الطريقة الآن "
-" آه000آسفه لذلك "
-" لم تكوني وحدك من اولياء الأمور الذين اختلط عليهم الأمر "
-" هذا حسنا "
-" كان هناك العديد من الأطفال الذين اخطأو ونيكول ايضا "
- " اذن فقد رأيت نيكول اليوم ؟"
-" لم اكن الا ان اراها فهي تجلس بجواري ولكن اذا كنت تعتقدي ما افكر انك تفكرين به , فلتنس الأمر , لم اعد في حاجة لصديقة مثل نيكول لوند "
لم تعلق جوانا على هذا وتساءلت كيف كان حال تانر , فعدم التدخل بينهما كان اصعب مما تصورت وكان واضحا لجوانا ان كريستين كانت تعيسه بدون اعز صديقاتها , ودق جرس الهاتف عندما كانت جوانا تنهي غسيل الاطباق فاسرعت اليه وقالت :
-" الو ؟"
-" جوانا 000ياالهي تبدين وكأنك كريستين وكنت مستعدا لأن استقبل ان يغلق الهاتف فور سماع صوتي كيف تسير الأمور ؟"
كان قلبها مفعم بالأحاسيس فلم تحدثه من السبت الماضي وشعرت وكأنها شهور طويلة 0
- " لم تسير الأمور على اكمل وجه 00كيف يسير الحال عندك "
-" ليس أفضل , هل تعلمين ان كريستين تتناول غذائها مع نورا , الد اعداء نيكول "
-" نورا ؟"
لم تصدق جوانا نفسها , ان كريستين لاتحب هذه الفتاة 0
-" سمعت انك قد اخطأت في واجب الرياضة " قال تانر في رقة:
-" ومن الظاهر انك فعلت ايضا "
-" نعم , فالرياضة الحديثة غريبة بالنسبة لي "
توقف للحظات وعندما تحدث , احست جوانا بالأحباط في صوته :
-" اتمنى لو تسرع الفتاتان باصلاح الامور , في الحقيقة يا جوانا انني افتقدك كثيرا "
-" لم يمضي الا يومان "
كان يجب ان تقول ذلك على الرغم من الفترة الماضية بدت وكأنها سنين طويلة "
-" أشعر انها سنتان "
-" أعرف 000لكننا لانرى بعضنا خلال الأسبوع على اية حال "
-" لقد كنت افكر كثيرا واعتقد انني وجدت شيئا سيحل كل شئ "
-" ماذا ؟"
-" ماذا عن الذهاب لفيلم "
-" لكن تانر "
-" مساء غدا 00 يمكنك احضار كريستن وسأقوم باحضار نيكول ويمكن ان نلتقي عن طريق الصدفة في المسرح , بالطبع سيكون هناك بعض التمثيل من ناحيتنا وبعض الحركات من ناحيتهما , ولكن اذا سارت الأمور كما اعتقد , لن يكون علينا القيام بأي شئ آخر , فستأخذ الطبيعة دورها "
لم تكن جوانا مقتنعه بأن هذه الألاعيب ستنجح ولكن مجرد فكرة ان تكون مع تانر ثانية كان شئ صعب رفضه 0
-" حسنا , طالما تتعهد بشراء الفيشار وتمسك بيدي
-" حسنا اتفقنا "
في مساء الثلاثاء , كانت كريستين هادئه على العشاء على غير عادتها رغم ان والدتها قد قامت بطهي افضل وجباتها الا انها لمسته بصعوبه فقالت جوانا :
-" هل تشعرين برغبة في الذهاب الى فيلم ؟"
كان طبيعيا ان تعجب كريستن بالفكرة ولكنها ابدت تذمرا وقالت :
-" في مساء يوم مدرسي , لست على مايرام "
-" لكنك ذكرت انه ليس لديك واجب منزلي ويبدو ان هذا شيئا مسليا وكنت قد ذكرت شيئا عن رؤية آخر افلام توم كروز 0 لاتقلقي 000ليس عليك ان تجلسي بجواري "
اطلقت كريستن زفرة عميقة :
-"ليس لدي أحد آخر اجلس معه !"
لم تنطق كريستن بكلمة حتى وصلا الى صالة العرض فقالت كريستن :
-" نيكول ايضا تحب توم كروز , امي انني ارى نيكول 00هي مع والدها 0
-ط آه 000كلا يبدو انهما سيذهبان الى نفس العرض "
-" آه000لا 000" قالت جوانا وهي تشعر بقلبها وكأنه كرة تتأرجح في صدرها 0
-" هل يعني هذا انك تريدين ان نرحل ونعود الى البيت 0
-" بالطبع 0لا "
نزلا ليلحقا بالصف وكانا على بعد ثمان اشخاص من تانر ونيكول ولم تكن كريستن قد قررت ماذا تفعل , لم تكن متأكدة اذا كان تانر قد رأها ام لا فقد كان يلعب دوره جيدا ولم تقف كريستن ساكنة بل تمتمت بكلمات الأغنية التي ادتها هي ونيكول واستدارت نيكول وهي تبحث خلفها ثم تعلقت في ذراع تانر ثم همست بشئ في اذنه ثم استدار تانر كما لو كان صعق عندما رأى جوانا وكريستن وعندما دخلا الى صالة العرض , كان تانر ونيكول قد اختفيا 000
0" هل تريدين فيشارا ؟" سألت جوانا 0
-" كلا 00أمي لقد ذكرت انه ليس علي ان اجلس معك00هل تعنين ذلك حقا ؟"
-"بالطيع ياحبيبتي 00لاتقلقي 00سأجد لنفسي مكان آخر 0"
-" هل انت متأكدة ؟"
-" ليس هناك مشكلة00اذهبي لتجلسي بمفردك "
-" حسنا "
ذهبت كريستن بعيدا عن جوانا وجلست كريستن امام نيكول 0
-" هل هذا المقعد محجوز ؟"
ابتسمت جوانا الى تانر وهو يسألها عن المقعد بجوارها وقدم لها فيشار وشراب 0
-" اتمنى ان ينفع ذلك " اذا ما رأتني نيكول وانا جالس معك , ستقوم باعدامي بوصفي الخائن ولكن المجازفه تستحق هل اخبرك احدا من قبل كميبدو فمك مغريا بتقبيله "
-" تانر00انظر "
همست جوانا في اذن تانر وهي تشير الى الفتاتان اللتان تجلسان بجوار بعضهما البعض ويتحدثان ويتشاركان الشوكلاته 0
-" هذا ينبأ بالأمل 000همست جوانا "
-" بالطبع "
وافقها تانر ثم رفع يده ليطوقها ث اسدلها فوق كتفها وجلسا ينظران الى كريستن ونيكول وهما يضحكان000



الفصل الثالث عشر
ـــــــــــــــــــــــــ
أصــابـات سابقــة


بعد ليلة العرض , لم تفكر جوانا كثيرا في دعوة تانر لحفلة عشاء شركته , حتى قرأت في جرائد يوم الأربعاء , في صفحة المجتمع عن هذا الحفل , لقد ظنت انه حفل صغير , فقد اوحى لها تانر بذلك ولكن يبدو انه سيحضره نصف سكان ولاية واشنطن 0
منذ تلك اللحظة , ظهرت على جوانا اعراض القلق ولكنها لم تعلم لماذا 00؟ لقد كان تانر عضوا بارزا في المجتمع اما هي فمجرد قطعة في عجلة الحياة اليوميه , والآن وقد ارتدت للحفل بدت وانها قد بدأت في التفكير في الأمور ببساطة ولأنها كانت تعلم كم كان هذا الحفل مهما لتانر , فكان هذا جزء من وظيفتهوكانت هذه طريقة جون بيكي في تقديم تانر للمجتمع في خلال نصف الساعة الأولى من وصولهما , تعرفت جوانا على العمدة وبعض اعضاء مجلس المدينة بالأضافة الى بعض الأشخاص الأخرى 0
-" تفضلي "
همس تانر الى جوارها وهو يقدم لها كوب من الشمبانيا وقابلته بابتسامة :
-" لا اعلم اذا كان لدي الجرأة لتناول شيئا كهذا "
-" ولم لا ؟"
اذا كنت تريد الحقيقة , فأنا أشعر انني بعيدة تماما عن هذه الموضوعات وافضل لو انني اختفيت "
-" لا احد يعرف ذلك لينظر اليك "
كادت جوانا لا تصدق هذا , فقد شعرت بأطرافها تتجمد , ولكن هذه ليلة مهمه لتانر وكان عليها ان تفعل ذلك , وكان هناك الرجل الذي كان يمتلك الفائدة المتحكمة في بنك كولومبيا للمدخرات وتعرف عليها فانحنت له وهي تعلمه انها تعرفه واحتست كوب الشمبانيا في ثلاث جرعات كبيرة 0
-" اشعر بتحسن "
-" حسنا "
-" لتتقدمي 000هناك من اود ان اقابلك بهم "
المزيد من الاشخاص لقد عرفها بأشخاص كثيرة ووضع تانر يده خلف ظهرها وقادها الى انحاء الغرفة ليعرفها بالأشخاص الأخرى وكان هناك بعض الرجال والنساء يقفون ويتحدثون ويتبادلون بعض كلمات التحية , قالت جوانا وهي تقاوم لتبتسم :
للجميع الذين ينظرون اليها وينتظرون اكثر من ذلك 0
0" ان بناتنا اعز أصدقاء "
-" لم اعلم ان لديك فتاة " قالت سيدة شقراء وهي تبتسم لتانر 0
-" لقد بلغت نيكول الثانية عشر "
بدت السيدة الشقراء معجبة بهذه المعلومات فقالت :
-" كم هو جميل فلي قريبه في العاشرة من عمرها واعرف كم تحب لو تقابل نيكول ربما خططنا لجمعهما قريبا "
-" اثق ان نيكول ستحب ذلك "
-" اذن هذا ميعاد "
اقتربت من تانر قدر استطاعتها وهي تدلي بصدرها فوق ذراعيه ,فنظرت اليها جوانا باحتقار فقد كانت تلك السيدة بليز تقدم له دعوة لفراشها 0
-" تانر 000هناك شخص يجب ان تقابله 00هذا اذا كان لي ان أخذك من جوانا لمدة دقيقة "
نظرت الى جوانا نظرة تحدي سافر 0
-" آه 00بالطبع " أجابت جوانا
-" لتأتي معنا ياجوانا000"
قال تانر وابتسمت له جوانا :
-" اتذهب فلن نتأخر الا لدقائق معدودة "
انصرف الاثنان وبليز متعلقة بذراع تانر , لم تكن تعلم كيف تركته يذهب هكذا , وكانت جوانا تتمنى لو انها لم يكن واضحا عليها فقد تبعت نظراتها تانر وبليز حتى لم تعد تتحمل ذلك وكان هذا كفيل بأن يعلمها , انها تحب تانر على الرغم من كل التحذيرات التي وجهتها لنفسها على الرغم من ان عالم كل منهما مختلف وبعدما اكتشفت انها تحب تانر أحست بألم في صدرها 0
-" مرحبا ثانية " 00قالت جين بيكي لجوانا التي وقفت شاردة الذهن 0
-" آه00مرحبا "
-" لقد رأيت بليز وهي تتمشى بجوار تانر وقد تعلقت بذراعه أمل الا يضايقك هذا "
-" كلا 000البته " كانت جوانا تكذب 0
-" حسنا , بليز لديها سمعه هائلة لم اشأ ان اقلقك , انني متأكدة ان تانر لديه من الذكاء ما يكفي لينخدع بهذا الوضوح "
-" انا متأكدة انه كذلك "
-" انك سيدة صغيرة حساسة "000قالت جين وهي تبدو سعيده 0
لم تشعر جوانا بهذا , فالشعور الوحيد الذي تملكها كان الخوف لقد أحبت من جديد وكانت اول مرة مؤلمة ووعدت نفسها الا يحدث ذلك ولكنه حدث مع تانر لماذا معه , فقد كان محط انظار كل سيدات الحفل 000اكملت جين 0
-" اشكرك "
لقد جعلها هذا تتساءل من كان يواعد تانر قبلها , لم تسأله عن حياته الاجتماعيه قبل الأنتقال الى سبوكين وبعد مرور خمس دقائق , كانت جوانا قادرة على جمع شتات فكرها لتشارك الحفل مرة اخرى وكان تانر بجوارها 0
-" لقد كنت ابحث عنك " قال تانر :
-" اعتقدت انك كنت مشغول "
-" لماذا سمحت لتلك السيدة ان تمشي معي ؟ الم تستطيعي ان تقولي انك تريدينني " ماذا علي ان افعل ؟"
كان الساقي يمر فمدت جوانا يدها لتأخذ كأسا آخرا من الشمبانيا ولكن تانر اخذها منها وقال :
-" اعتقد انك تناولت الكثير "
لكن جوانا أخذتها منه ثانية , ربما لاتفهم ما يحدث لها هذا المساء ولكنها لم يعجبها سلوكه 0
-" اذن لي ياتانر , انا كفيلة بتحديد حدودي 0
-" لقد استغرق الأمر مني عشرين دقيقة لاخرج من براثنها على الأقل كان ينبغي ان تتواجدي قريبا بدل من ان تختفي هكذا 0
-" كلا "
الزواج من ديفي كل هذه السنوات قد علمها اكثر من درس واحد اذا كان زوجها السابق او تانر او أي رجل آخر الذي توقع ان تثير شيئا عن امرأة اخرى 0
-" ماذا تعني بذلك "
-" لست من النوع الغيور ,اذا كان لك ان تذهب للبيت مع بليز سيكون هذا حسنا معي , في الحقيقة يمكنك ان تذهب معها الآن , سأذهب لأحضار تاكسي , لست اهوى ان العب دور فتاتك الغيور000لمجرد ان ابدت امرأة اخرى بعض الأهتمام بك وبالأضافة انك قادرا على فعل ذلك بنفسك "
-" هل تريدين تركي لبليز ؟"
-" هذا يرجع اليك 000انك حر في ان تفعل ماتريده في الحقيقة انك قد تكون تقدم لي خدمة "
لم تتذكر جوانا رؤية أي شخص اكثر غضبا منه في ذلك الوقت , فقد كانت عينيه تشتعل غضبا 0
-" لقد بدأت ان اتفهم ديفي الم يخطر ببالك ان زوجك السابق قد انصرف لأمرأةاخرى لحاجته في ان يعلم انك تهتمين ؟"
كانت كلمات تانر جارحة اكثر من أي شئ آخر وكادت جوانا ان تختنق مع انها فعلت قصارى جهدها لتخفي الآمها الا انه قد بدا عليها مدى تأملها وما كانت قادرة على التنفس حتى قالت :
-" كلا00لطيف 000لم افكر في ذلك ابدا "
سكنت لحظة ثم استدارت لتبحث في الغرفة واستطردت :
-" اختر أي امرأة اخرى , أي امرأة ستؤدي الغرض "
-" جوانا00 توقفي "
-" اتعني انك لا تريدني ان اقاتل ! "
أغلق تانر عينيه وكأنه يستلهم الصبر وقال :
-" كلا "
ووضعت جوانا يديها فوق قلبها وقالت :
-" شكرا – فلم اكن اعلم كيف سأفسر وجود ضربة في عيني لكريستين - كاد العشاء ان يكون جاهزا وقاد تانر جوانا الى غرفة الطعام – آسف – لم اكن اعني هذا عن ديفي – اعلم انك عصبية ومتوترة – ولكن لا احد يعلم ذلك غيري – سنناقش امر بليز في وقت لاحق0
هزت جوانا رأسها وهي تتقبل اعتذاره واكتشفت جوانا ان عليها الجلوس على رأس المنضدة بين تانر وجون بيكي , كان هذا يكفي ليبعث الرعشة في جسدها ولكنها كانت مصممة على الا تجعل احد يلاحظ توترها فقال لها تانر :
-" لاتقلقي فكل من قابلك قد اعجب بك0"
كانت عباراته تبعث بعض الشجاعة والثقة بالنفس ولكن لسوء الحظ فقد كان لها تأثير عكس فما الذي فعلته او قالته لتؤثر على احد وبمجرد ان انتهت السهرة بدا وكأنه يشتاق للهروب وكذلك كانت وبذلك قدما تحياتهما وذهبا بمجرد ان دخلا السيارة لم يتكلم تانر ولكن بعد ان وقف امام البيت وأغلق محرك السيارة ثم قال في هدؤ :
-" ادعوني للقهوة "
كانت جوانا ستعلمه ان لديها صداع ولكن ان تؤجل امراحتميا لن يفيدها 0
-" حسنا "
كان البيت هادئا وكانت سالي نائمة فقامت جوانا بأيقاظها وانتظرت امام البيت لتراها وهي تعبر الشارع وتدخل بيتها وما ان انتهت حتى دخلت الى المطبخ بعدما استجمعت شجاعتها فوجدت تانر قد اعد كل شئ ويقول :
-" حسنا اريد ان اعرف ماذا حدث وما خطبك ؟
كانت جوانا مندهشة لأن تانر قد اكتشف ان هناك خطأ ما وقد اعتقدت انها قد ادت وظيفة جيدة في ان تخفي شعورها بالأستياء فقد بذلت كل جهدها لتظهر في صورة جيده فقالت جوانا وهي تحارب من اجل استجماع صوتها :
-" لا اعتقد انني قد فهمت كم انت رجل مهم , فدائما كنت اراك كوالد نيكول الرجل الذي كان لديه من الجنون ما يكفي ليوافق على اقامة حفل في عيد ميلاد ابنته , الرجل الذي كان يخفي صوته حتى لاتتعرف عليه كريستن 0 هذا هو الرجل الذي اعرفه وليسالذي وقفت بجواره الليلة في غرفة الطعام ووعد بالرفاهية والنمو لمدينتنا , ليس الرجل الذي خطط لقدر مجتمع برمته0
نظر اليها تانر وقال :
-" وما علاقة هذا بأي شئ 0
انك تلعب في دائرة الكبار اما انا فما زلت مع الصغار 0
نظر تانر اليها ثانية وكانت نظراته يشوبها الحيرة 0
-" انني اتحدث عن علاقتنا وانت تتحدثين عن كرة البيسبول0
سحبت جوانا مقعد ثم استنشقت نفس عميق ثم جلست وقررت ان انسب مكان الآن تبدأ به هو البداية0
-" يجب ان تتفهم انني لم اخرج من زواجي بدون اصابات 0
-"اصابات00اتعتبرين ماحدث مع بليز اصابه 000انها امرأة لا اعرفها00لقد اتت عندما نظر اليها اوضحت جوانا :
-" بأنها سيدة فهي من حواء "
-" ايما كانت "
-" حسنا00هذا لا يختلف كثيرا "
-" امرأة لا اعرفها من حواء " جاءت الي وكنت تتصرفين وكأنك لاتستطيعين الانتظار حتى تبعديني عنك"
-" تصرفت وكأنك كنت تتوقع مني ان اتي لأنقذك , في الحقيقة يا تانر انك فتى كبير00اعتقدت انهيمكنك رعاية نفسك"
-" بدوت اكثر من مسرورة لذهابي معها "
-" هذا ليس صحيحا 00كنت سعيدة حيثما كنت "
-" كنت سعيدة بأن تختفي "
-" اذا كنت تبحث عن احد يشتعل غيرة كلما ذهبت مع امرأة اخرى 000فابحث في مكان آخر "
-" والآن هل لك ان توضحي ماذا كنت تعنين بأنك لم تخرجي من زواجك باصابات "
-" هذا حقيقي 00فكان ديفي دائما يقدمني لصديقاته وكان الجميع يعلم ما يفعله ديفي ماعدا انا , لقد كنت حمقاء , وعمياء ولكنني تعلمت في النهاية ولكما قدم لي امرأة امتلأت شكا ما اذا كان ديفي مرتبط معها ام لا ؟ فما كان لي الا ان ارفع رأسي وابتسم 0
علا صوتها وصحبته نبرة من الحزن العميق واندفع تانر ناحيتها وهو يحاول ان يمسك يدها ويلامسها ليهدئ من روعها 0
-" جوانا 00اسمعي "
رفضت جوانا يديه وقالت :
-" دعني انهي حديثي , على الرغم من انني اجد صعوبة في قولي هذا ولكن يجب ان اقوله , اننا لا نليق لبعضنا البعض000فلقد انجرفنا وتعلقنا بكل شئ بيننا وبما تقاسمناه بيننا وان الفتاتان أصدقاء وكم كان جميل ان نشعر انهما معا ولكننا لم نتوقف لنعرف اننا نعيش في عالمين مختلفين "
سكتت جوانا للحظات وهي تحاول ان تستجمع قواها ثم اكملت :
-" كانت معرفتك وصداقتك شيئا جميلا ولكن أي شئ عدا ذلك لن ينجح "
-" الشئ الوحيد الذي اثر في وتعلقت به هو انت جوانا وليست الفتاتان "
-" اشعر بشعور جميل انك تقول ذلك لكننا فقدنا رؤيتنا لتلك الحقيقة اننا لا نود الارتباط ولم تكن هذه نيتنا , لقد حدث شئ انني واثقة ولكن متى ولماذا ؟ وبدا وكأن شئ قويا وجارف بيننا يجب ان نوقف ذلك حتى لاينتهي بنا الأمر بأن يجرح كل منا الآخر"
بدا تانر وكأنه يتمعن في الكلمات وقال :
-" انك خائفة لان تعطي رجل آخر السلطة والقدرة على ان يجرحك ثانية حتى انك لاترين أي شئ آخر00هل ترين شئ آخر ؟ لقد اخبرتك بهذا من قبل لكن يبدو ان ذلك لم يأخذ مكانه الصحيح داخل رأسك000لن افعل شئ مما فعله ديفي00نحن رجلان مختلفان واعتقد انه قد حان الوقت لتفهمي ذلك "
-" ان ما تقوله يا تانر قد يكون صحيحا تماما ولكنني لا ارى الفارق الذي سيحدثه ذلك لأنني ليس لدي اية نية للارتباط في أي علاقة اخرى "
-" جوانا000في حالة اذا ماكنت لا تلحظين00نحن مرتبطان بالفعل "
-" ان التزحلق سويا لا يؤهلك للارتباط بي "
قالت جوانا وهي تحاول ان تضيف احساس من الطرافة الى الحديث وانتظرا للحظات لا يتكلمان ثم بدا تانر قائلا :
-" من الواضح انه لديك بعض الاشياء لتفكري بها00وانا كذلك000اتصلي بي جوانا في حالة تعقلك00
الفصل الرابع عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
في الخامسة صباحـا



-"مرحبا 000امي "
قالت كريستن وجلست بجوار جوانا التي كانت مشغولة بعد خيوطها الصوفية ولم تتوقف حتى انتهت وسألت كريستن :
-"ماذا عن الواجب المدرسي ؟"
-" ظريفة يا امي 000ليس لدي أي واجب مدرسي "
- " حسنا00 اتصلي بنيكل "
كانت تريد ان تعلم بعض المعلومات عن تانر فقد خرج من البيت ورغم من انها شعرت وكأن قلبها يتحطم الا انها تركته يرحل , منذ ذلك الوقت اعادت التفكير , فكادت ان تلقى حتفها لمجرد عدم سماع شئ عنه0
ودت لو سمعت عنه شيئا 00اي شئ فلقد مر اسبوع منذ يوم الحفلة ومر كل يوم فيه وكأنه حياة كاملة 0
-" ان الأتصال بنيكول ليس فكرة "
-" اقترح تنظيف حجرتك"
-" لطيفة يا امي "
-" آه , لطيفة وظريفة في نفس المساء000ماذا اذا اصبحت محظوظة ؟"
لم تلتفت لها كريستن وذهبت لتناول مجلة وتصفحتها وانذاك بدأت جوانا في ان تفقد صبرها فصرخت :
-" اتصلي بنيكول "
-" لا استطيع "
-" ولم لا ؟"
-" لأنني لا استطيع"
لم يوضح هذا شيئا لجوانا وكان هذا الأقتراح يدل على ارادتها لتحسين الوضع بينها وبين تانر , فلقد مر وقت طويل ولم تراه ولم تسمع عنه , مرت عشرة ايام وفي كل يوم كانت تفتقده اكثر, لقد فكرت كثيرا وترددت في الاتصال به , كانت تصارع كبريائها ما الذي حدث به تلك الليلة , انهما يعيشان في عالمان مختلفان وقد بلغتا في تصرفاتها في الحفل وشعرت بالذنب ولكن عندما رحل , ذكر لها ان تحدثة حين تتعقل , حسنا لقد كانت مستعدة في الصباح التالي وكانت مستعدة للاعتراف بخطأءها وحاجتها ولكن كبريائها منعها وبمرور الأيام اصبح من الصعب التغلب على هذا الكبرياء 0
-" تعلمين انني لا استطيع الاتصال بنيكول "
-" ولم لا 00هل هناك جدال آخر "
-" لم نتجادل 000نيكول في غرب فرجينيا "
-" آه , ماذا تفعل هناك ؟"
-" اعتقد انها ذهبت لزيارة والدتها "
-" والدتها ؟!!"
دهشت جوانا , فطبقا لما ذكره تانر لم ترى نيكول امها منذ ثلاث سنوات وكان ذلك يقلقه كثيرا فقد كان يخشى ان تأتي زوجته يوما وقد اهتمت بنيكول وتأخذها بعيدا عنه قالت :
-" نيكول مع والدتها ؟؟"
-" انت تعلمين هذا "
-" كلا 00لا اعلم "
-" نعم تعلمين 00لقد اخبرتك يوم الاحد السابق 00اتذكرين ؟"
حاولت جوانا ان تتذكر فأسرعت كريستن قائلة :
-" الم يخبرك السيد لوند ان نيكول سترحل ؟"
-" كلا "
-" انك لاتريه كثيرا هذه الايام , اليس كذلك؟"
-" كلا "
-" هل حدث بينكما شيئا ؟"
-" ليس بالضبط "
-" حسنا00اخبرني بكل شئ ولا تخفي عني شيئا 000انك تحتاجين للتحدث "
-" كريستن "
-" امي00تحتاجين ثانية00فأن التنفيس عن غضبك واستيائك سيساعدك00يجب ان تخرجي كل ذلك"
-" هل ستخبريني بكل شئ ؟"
-" كلا00لن افعل "
زفرت كريستن بعمق وعبرت عن خيبة املها وقالت :
-" اعتقدت ذلك , فعندما يكون الموضوع مرتبطا بوالد نيكول , لا ترغبين التحدث فيه , وكأنه سر تخفيانه عني وعن نيكول000حسنا 00نحن نبذل قصارى جهدنا لنتفهم 00انتما لاتريدان ان تشجعانا حتى لانصاب بخيبة امل 0 في ان نكون معا 000استطيع ان اتقبل ذلك ولكن اعتبر ذلك غير عادلا" انني سعيدة بحياتنا هكذا ولكنني اشعر انه سيكون شيئا جميلا اناجد لنفسي اخ"
-" كريستن !"
-" كلا يا امي00ورفعت يدها وكأنها تحاول ان توقف قطارا وقالت :
-" – انني اتفهم00فأنا وانت نتعايش في سعادة ولا اعتقد اننا بحاجة الى تعقيد حياتنا مع نيكول ووالدها 00فهذا من شأنه خلق مشاكل حقيقية " على الرغم من انني لا اتذكر كيف يكون الحال بأن اصبح جزء من عائلة حقيقية "
-" كريستين هذا يكفي "
صاحت جوانا فكانت كريستن تبعث فيها الاحساس بالذنب وأضافت :
-" لكن امي : سيكون الامر افضل "
-" كريستن "
ومرة اخرى اوقفتها ابنتها بيدها ولكن جوانا عاجلتها قائلة :
-" لا اود التحدث عن تانر ثانية , ليس بكلمة واحدة 00هل هذا واضح ومفهوم "
-" حسنا " اذا كان هذا ما تريدين "
-" بالفعل هذا ما اريده كريستن 000ولا كلمة واحدة "
بعد مرور ساعة , اخذت جواناتفكر في زيارة نيكول لكارمن فقد كان الامر يقلقها 00ليس انها تشارك تانر قلقه ولكنها كانت تعلم ما قد احل به نتيجة لذلك , وبعد نصف ساعة , قررت ان تتصل به وبالفعل دق جرس الهاتف وأجاب تانر فقالت :
-" مرحبا تانر 000انا جوانا "
-" جوانا "
كان مجرد ذكر اسمها يوضح كم كان سعيدا لأن يسمع صوتها 0
-" كيف حالك ؟"
-" حسنا 00وانت ؟"
-" بخير 00تانر 00السبب في انني اتصلت بك ان كريستن قد اخبرتني ان نيكول مع والدتها واعتقدت انه ربما تحتاج للتحدث مع احد"
-" ما احتاجه هو رؤيتك00لقد استغرقك الأمر كثيرا " لقد ظننت انك ستتركينني انتظر للأبد00عشرة ايام وقت طويل جوانا 000عشرة ايام كاملة "
-" تانر "
-" هل لنا ان نلتقي في مكان ما ؟"
-" لست متأكدة "
كان في رأسها كثير من الأعتذارات ولكنها لم تتمكن من ان تنكر مدى وحدتها ووحشتها وكم كانت تود ان تلقي بنفسها بين ذراعيه ولكنها يجب ان تجد احدا ليجلس مع كريستن وهذ سيكون صعبا الآن 0
-"حسنا سآتي اليك اذن "
كان هذا يحمل صوت سؤال وصوت عبارة وترددت جوانا ثم همست اخيرا :
-" حسنا "
-" انا سعيد لمكالمتك ياجوانا "
اغلقت عينيها وهي تشعر بوهن يدب في جسدها وقالت :
-" وانا كذلك "
-" سأكون عندك في خلال نصف ساعة "
-" سأعد القهوة "
ما ان وضعت الهاتف حتى ارتعشت يدها وكأنها مراهقة لم تستطيع ان تخفي مشاعرها000لقد ظهر عليها كل شئ انها تحبه كانت رأسها تتأرجح ويداها ترتعش وفمها مفتوح , نعم لقد كانت تحبه ولا فرق عندها اذا كان يمتلك الشركة او يكنس الارض 0
كان لدى جوانا القليل من الوقت لوضع المكياج وتصفيف شعرها وكانت كريستن تجلس في غرفتها على مدى نصف ساعة بدون صوت واملت جوانا لو كانت نائمة فجأة دق جرس الباب ثم انفتح باب الحجرة وظهرت كريستن وهي ترتدي البجاما 0
0" سأفتح "
نادتها جوانا ولكن الوقت كان قد تأخر ونظرت كريستن الى امها بعد ما فتحت الباب 0
-" انه ذلك الرجل الذي ليس من المفروض ان اذكر اسمه ثانية !!
-" نعم اعرف "
-" اتعرفين"
هزت جوانا رأسها فقالت كريستن :
-" حسنا لتحدثيه , ولتنفسي عن نفسك وتخرجي كل ذلك"
ابتسمت جوانا الى تانر ثم التفتت الى كريستن 0
-" اليس هذا موعد نومك يا سيدتي ؟"
-" كلا "
-" نعم هو موعد نومك "
-" لكن امي انها استراحة الصيف يمكن ان انام غدا00آه فهمت 00تريدين اخراجي من هنا "
-" في حجرتك اما تقرأين او تستمعين الى الشرائط , هذا سيكون جميلا "
ابتسمت كريستن وغمزت بعينها وقالت :
-"تصبحين على خير يا امي 000تصبح على خير يا والد نيكول "
-" تصبحين على خير "
خرجت كريستن ويديها تتأرجح الى جانبيها وخرجت من غرفة المعيشة متهة الى حجرة نومها وانتظر تانر ليسمع صوت غلق الباب وتوقف فجأة وتجهم 0
-" الم يكن من المفروض ان تذكر اسمي ؟"
نظرت اليه جوانا فقد بدا وسيما وكانت نظراته رهيبة فقد أحست بها وكأنه قد مرر يداه الحانيتان على جسدها وافقدها اتزانها والتحكم في مشاعرها ودفع بالرغبة المحرقة التي تملكت

جسدها0
-" كم هو جميل ان اراك " قالت جوانا 0
كان صوتها متردد , غير ثابت وخطت خطوتين جهته , وعندما توجه اليها اندفعت من شفتيه زفرة وتخلص من ذلك التوتر الذي تملك جسده 0
-" يا الهي 00ايتها المرأة00عشرة ايام بأكملها 00تركتني "
استمر وقال المزيد ولكن كلماته كانت عقد استدارحول رقبتها واندفع ليأخذها بين احضانه ليحتويها بذراعيه ليسحقها بضمته القوية , وانغمست جوانا في حرارة جسده حتى وجدت شفتاه وتلاقا فاستسلمت بزفلرة فرج0
العودة لأحضان تانر كانت وكأنها العودة الى البيت يعد رحلة شاقة , كأنها المشي تحت أشعة الشمس الدافئة بعد عاصفة عاتيه وكأنها قطف اول زهرة صيف , مرار ومرات قبلها تانر في سلسلة من القبلات الحارة وكأنه لم يأخذ كفايته منها من مذاقها 000 كان هناك صوت باب غرفة نوم , الذي تسبب في بعد جوانا عنه 0
-" انها كريستن 00تمتمت فبدا صوتها كأنه همسا0
-"اعلم ولكنني لا اكترث "
جذبها تانر اليه وضمها وابقاها للحظات ومرر ذقنه على جبهتها ثم قال :
-"يجب ان نسوي بعض الأمور 00دعينا نتحدث "
قادته ناحية المطبخ حيث ينعما بالخصوصية هناك وملأت أقداح القهوة وجلسا سويا ثم قالت جوانا وهي تنظر اليه :
-" اولا00قل لي كل شئ عن نيكول هل انت قلق لأنها الآن مع كارمن"
ارتسمت على فمه ابتسامة حزينة وقال :
-" ليس بالضبط00كارمن والتي تفضل ان يطلق عليها الآن " راما شيبا " قد اتصلت بوالدي في نهاية الأسبوع الماضي000طبقا لما ذكرته لي امي 000ان السبب في تغيبها طوال الثلاث سنوات الماضية هو انها كانت في رحلة طويله الى الهند والنيبال ومن الواضح ان كارمن قد اخذت تجوب العالم بحثا عن ذاتها واعتقد انها وجدت ما كانت تبحث عنه لأنها عادت الى هنا وسألت عن نيكول "
-" آه00هل تعتقد انها تريد نيكول لتعيش معها ؟"
-" كلا00ليس هناك فرصة 00كارمن " راما شيبا " لاترغب في طفل يعقد حياتها ولم ترغب , فنيكول كانت تريد ان ترى والدتها وهذا مفهوم لهذا ارسلتها الى غرب فرجينيا في زيارة مع والدي حينما تكون هناك 00فستقضي معها وقت "
-" ماذا حدث لراما شيبا ولاعب البيسبول ؟"
-" من يعرف00يمكن ان يكون قد صاحبها في رحلتها , فكل ما اعلم او يهمني ان كارمن تلعب دورا صغيرا في حياتي الآن وليس لدي الطاقة لأكثر من ذلك00لديها الحرية في ان تفعل ما تريد00 انا افضل ذلك00اذا كانت تريد ان تزور نيكول حسنا , يمكنها رؤية ابنتها000هذا حقها "
-" هل تحبها ؟"
-"لم يكن السؤال مسبوق بتمهيد ولكنها ارادت ان تعرف فأجاب في سرعة شديدة :
-"كلا " اعتقد انني اشعر بنفس شعورك تجاه ديفي "
-"اذن00انت لا تكرهها "
-" كلا "
-" حسنا "
-" ما الحسن في ذلك ؟"
نظرت اليه لتقابل ابتسامته في خجل وقالت :
-" لأنك اذا كنت تكن لها مشاعر قوية , فهذا يعني بعض المشاعر المعقدة "
-" غير معقول كما يبدو 00انني لا اشعر بأي شئ تجاه كارمن 00ليس حب , ليس كره 000لا شئ 00 اذا حدث لها مكروه فسأشعر بالأسى لا اكن لها اية كراهيه"
-" هذا ما كنت احاول ان اشرحه لك لحظة مرورك عندما كان ديفي موجودا , فالكثير قد وجدوا هذا صعبا بحيث يصدقونه حتى والداي ولكنني اتمنى له النجاح في حياته ,اريد له ان يكون سعيدا على الرغم من انني اشك في انه سيفلح في ذلك " فديفي لم يكن رجل من الممكن ان يكون سعيدا فهو دائما يبحث عن شيئا افضل وهز تانر رأسه بينما كانت جوانا تقول :
-" ان الاتصال بك والسؤال عن نيكول كان مجرد عذر000انت تعرف ذلك "
-" نعم , اتمنى لو كنت قدمت ميعاد مكالمتك , فعلى حد علمي , فانتظارك مستغرق تسعة ايام طوال "
-" انا 00"
-" اعلم , اعلم "
اجاب تانر قبل ان تتمكن من قول شئ ثم قال:
-"حسنا , دعينا نتحدث "
ابتسمت جوانا وقالت :
-" من اين سنبدأ ؟"
-" ماذا عن ماحدث ليلة الحفلة "
-" نعم , حسنا00اعتقد انني يجب ان احدثك بصراحة واعلمك بانني ذهلت وتعجبت من مدى أهميتك , لقد اذهلني ذلك , تانر اذهلني ذلك , فأنني لم اعتاد ان اراك كرئيس للشركة وبعد ذلك عندما ذهبت مع بليز , فهذه الجروح اثر زواجي من ديفي قد بدأت تنزف من جديد "
-" اعتقد انني ارتكبت كل الأخطأ ربما كان علي ان اصمم على ان تأتي معنا انا وبليز عندما سحبتني بعيدا00لكن00"
-" كلا لم يكن هذا لينجح "
-" كان يجب ان اخمن كيف ستشعرين بعد زواجك بديفي "
-" لم تكن لتعرف " والآن جاء الجزء الأصعب تانر " لقد كنت مأخوذه بالغيرة حتى انني اصبت بجنون عندما رأيت بليز وهي تتعلق بذراعك , ولقد شعرت بالخوف من هذه المشاعر السلبيه ثانية , اعلم انني تصرفت بحماقة وانا احاول اخفاء كل هذا واعتقد انني أحب ان اعتذر 0
-" جوانا ليس هذا ضروريا "
هزت جوانا رأسها وقالت :
-" لا اعني هذا كحذر ولكنك في حاجة الآن لتتفهم لماذا تصرفت بهذه الطريقة 0 لقد كنت اعتقد انني تعديت هذا الشعور سنوات طويلة مرت بدون ان اتصرف كحمقاء غيور وقد وعدت نفسي وقتها بأن لا اعطي لرجل الفرصة في ان يفعل بي هذا ثانية 0
بطريقتها كانت جوانا تحاول ان تخبره مدى حبها له ولكن الكلمات لم تكن تخرج صحيحة فدهش تانر لذلك وقال :
-" لقد شرحت لك لماذا فعلت ذلك "
-" اعلم والطريقة التي تصرفت بها عندما رأيت زوجك السابق هنا كان نوع آخر من الغيرة والآن اعتقد انني مدرك تماما لتصرفاتك كانت اسوأ"
-" هل يعني ذلك انك تكنين لي شعور عميق جوانا بارسونز ؟"
ابتسمت جوانا وقالت :
-" انت الرجل الوحيد الذي تسبب في ان آكل الفطائر من اجله "
فضحك تانر قائلا :
-" يمكننا البدء بشئ مهم جوانا 00ماذا تعتقدين ؟"
-"اعتقد انك على حق "
-" حسنا "
بدا تانر سعيدا بالأحداث فهذا ما كان يريد سماعه
-" جوانا00عندما يشعر رجل وامرأة بما نشعر به , عليهما ان يخططا لشئ "
-" ماذا تعني ؟"
-" انك تحبينني "
كادت جوانا ان تعترف ولكنها ارادت ان تستمع له وهو يقولها اولا فقالت :
-" انا 00 انا 00"
-" اذا كان لك ان تفكري فيها , فسأقول انه يبدو انك لا تعرفين "
-ط لكنني00اعرف " ولكنني لست متأكدة انه قد حان الوقت لنفعل شيئا حيال ذلك ومن الممكن ان تعتقد ان نجاحي لا شئ مقارنه بنجاحك ولكنني قد بذلت جهودا كبيرة للوصول لما انا فيه فانا امتلك البيت الذي طالما ادخرت من اجل شرائه ومستقبلي قد بدأ في التقدم وروبين رئيسي قد اخبرني انني على وشك الترقية واعتقد انني سأحقق املي "
-" وانت لاترغبين في تعقيد حياتك بزوج جديد وعائلة ثانية "
-" لم اقل ذلك "
-" لقد بدأ الامر كذلك لي "
كان آخر ما تريده هو ان تجادل تانر , لقد كانا يحبابعضهما ولكن كبرياءها منعها من الاعتراف قالت :
-" لا اعتقد اننا سنصل الى شئ بهذه المناقشه "
-" بدأت اتفق معك , فطوال الأسبوع كنت انتظر مكالمتك لي مقتنعا تماما انه حين تفعلين , فسنسوي كل الأمور بيننا 000اردت لنا ان نبني حياة معا فجأة تصبحين سيدة عاملة مستقلة "
-" لم اتغير 000انك لم تعرفني جيدا "
-" اعتقد انك على حق 000لا اعرف على الاطلاق 00هل اعرف ؟"

-" امي000امي000اسرعي !"
ايقظ صوت كريستن جوانا من حلمها لتنظر الى الساعة فوجدتها الخامسة صباحا وهرولت وهي تقفز من الفراش 0
-" امي "
كانت هذه هي الكلمة التي افزعت جوانا وهي تزفر حافية وما ان وصلت الى خارج غرفتها حتى احست ببرودة في قدميها
-" أهناك خطأ ما ؟"
-" الماء لا يتوقف "
من المنظر الرهيب للماء بدأ الأمر وكأن سدا قد انهار فقالت جوانا :
-" الي ببعض المناشف "
-" امي 000 امي اليك المناشف "
بعد مصارعة طويلة من الماء , نجحت جوانا في السيطرة على الماء ثم قالت :
-" لقد كنت تستخدمين زجاجة الفقاعات الخاصة بي ؟؟"
-" انا 000كيف لك ان تعرفي "
-" اين الغطاء , لقد نفذت الفقاعات "
- " لقد استعملت بعضه 0 اسفه بشأن فقاعاتك 00خفت ان تكتشفي "
-" حسنا لاتقلقي والآن دعينا نصلح ما قد تلف "
اخذت جوانا تعمل بجهد رهيب وسألت كريستن ان تناولها المزيد من المناشف ثم قالت :
-"هل هناك ماء في غرفة المعيشة "
-" عند حدود الباب الأمامي "
-" حسنا "
نزلت جوانا حتى جلست بركبتها وكانت في حاجة لتنشيف السجاد فقالت كريستن :
-" هل تحتاجين المساعدة "
-" عليك اولا تبديل ملابسك حتى لاتصابي بالبرد "
-"وماذا عنك ؟"
-" لاتهتمي "
ما ان انتهت جوانا حتى كانت منغمسة في الماء وقد ملأت الفقاعات شعرها 000ياالهي كيف وصلت الى شعرها وأخذت تعطس وكانت تبحث عن مناديل فأذا بصوت يقول لها :
-" خذي000استعملي هذا "
كان صوت رجل يأتي من الخلف وقد ادهشها , حتى انها عندما التفتت كادت تقع من وقع المفاجأة وقالت :
-" تانر 000ماذا تفعل هنا ؟؟؟"




الفصل الخامس عشر
ــــــــــــــــــــــــــــ
الزواج مرة أخرى

منتديات ليلاس



حملقت جوانا في تانر واتسعت عينها وفتحت فمها وهو يقول :
-" لقد استقبلت مكالمة من كريستن "
-" كريستن ؟"
-" تلك الفتاة الرائعة , لقد اقترحت ان اسرع بالمجئ قبل ان يحدث شيئا فظيعا "
تقدم تانر نحوها وازاح بيد حانية خصلة مبتلة من شعرها بعيدا عن وجهها 00ثم استطرد :
-"كيف تسير الأمور000"
-" لقد انفجرت ماسورة ولكن اعتقد الآن انني اتحكم في الأمر "
كان ردائها مليئ بالمياه حتى كانت المياه تتساقط منه وابتل شعرها ولم تشعر في حياتها انها تريد ان تنفجر في البكاء مثل الآن "
-" لم يكن لكريستن ان تتصل بك "
-" انني سعيد انها فعلت " من الجميل ان اشعر انني يمكنني المساعدة من وقت لآخر "
تقدم ولف ذراعيه حولها وجذبها نحوه وضم رأسها المبتلة الى صدره وعندها شعرت بقشعريرة تدب في جسدها وشعر هو بالحرارة والحيوية وكان مهتم ومحب , لقد جعلته يعتقد انها تلك المرأة العملية المستقلة ولكن عندما كان الأمر يخص تانر لوند00حسنا00
-" انك مبتلة 00همس وهو قريب من اذنيها "
-" اعلم "
-" اذهبي لتبدلي ملابسك وسوف آخذ دورك هنا "
هنا انهمرت الدموع منها وانفجرت في البكاء
-" لايمكنني ان اجف , لايوجد مناشف جافة في البيت بأكمله 00كانت هذه الدموع من مكان ما بداخلها ورفضت ان تتوقف , وخلع تانر سترته ووضعها حول كتفيها قائلا :
-" حبيبتي00لاتبكي " من فضلك000ستكون الأمور على ما يرام 00الأمر مجرد ماسوره مكسوره ويمكن ان اصلحها قبل الظهر او قبل ذلك "
-" لا استطيع " انها الآن الخامسة صباحا وقد نفذت فقاعات الحمام واحس انني احب بعنف حتى افقدني هذا الحب قدرتي على التفكير السليم "
امتدت يد تانر لتتوقف فوق كتف جوانا وسألها :
-" ماذا قلت ؟"
احتضنت جوانا تانر ورفعت بجسدها الى ذراعيه
-" ان فقاعات الحمام قد نفذت "
-" كلا ليس هذا 000الجزء الأخر 00عن حبك العميق ؟"
-" ماذا عنه ؟"
-" ماذا عنه 00لقد كنت هنا منذ ثمان ساعات ولم تكوني كذلك "
-" لقد كنت انت هادئ وكان ما حدث بيننا لايعنيك في شئ ثم جعلت كل شئ يبدو وكأنه استنتاج "
-" لقد كنت متوترا والآن هل نحاول مرة اخرى ؟ " اريد ان اتزوجك جوانا بارسونز 00اريد ان اشاركك حياتي وربما ان نرزق بأطفال اريد ان احبك حتى نصبح كبار سنا واحلم اننا نجوب المدينة في بيت متحرك لنزور احفادنا "
-" انك تريد أحفاد " اعتقد انه من الأفضل ان نتقدم خطوة بخطوة اولا , اريد ان اتزوجك00 ما كان لي ان اوضحذلك اكثر مما فعلت منذ ساعات "
-" لكن 00"
-" توقفي الآن 00هل لك ياجوانا وكرستين ان تتزوجيني ونيكول "
-" اعتقد انه يجب ان نفعل " اعني انه كان واضحا لنيكول وليمنذ البداية انكما خلقتما لبعضكما , لكن هناك خلل بسيط في هذه الخطة "
قالت كريستن
-" خلل " سألت جوانا
-" نعم 00ستجن نيكول اذا علمت ان ذلك قد فاتها "
نظر اليها تانر وقال :
-" آه00اعتقد ان كريستن يمكن ان تكون على حق يجب ان نقدم عرض آخر للزواج"
اجابت جوانا :
-" اسمعا 000لم اقل انني سأتزوج احد00حتى الآن "
-" بالطبع ستتزوجي السيد لوند00امي ليس هذا بالوقت المناسب لتلعبي انك صعبة المنال "000قالت كريستن :
-" ماذا "000ذهلت جوانا
-" انها على حق " قال تانر
-" لا اصدق انني اسمع هذا "
كانت جوانا تقف في بحر من المناشف المبتلة في حين وقفت ابنتها والرجل الذي تحبه يناقشان قدرها
-" يجب ان نفكر في طريقة لنعلم نيكول "
-" سأذهب لتبديل ملابسي "
-" فكرة جيده " قال تانر
ذهبت جوانا الى غرفتها وهي ترتعش وبدلت ملابسها في حين ظل تانر وكريستن يقفان مكانهما وظهرت جوانا ولكنها تحركت في هدؤ ناحية المطبخ واخذت تجمع بعض المناشف وهي تضعهم في غسالة الملابس وعندما رجعت ابتسم تانر وقال :
-" آه 00مشكلة000والآن اخبريني ما خطبك؟"
-" لا احب الطريقة التي تخططان بها لحياي انت وابنتي في الحقيقة لم اوافق على الزواج منك وانت وكريستن قد توصلتما الى ما سنفعله على مر العشر سنوات التاليه "
-" ليس الأمر بهذا السؤ "
-" ربما لا ولكنه سيئ , انني اعلمك انني سأجعلك تعرض على ثانية فقط من اجل نيكول , ولأكون صريحه معك , لست سعيدة بكون كريستن جزء من هذا فأن عرض الزواج يجب ان يكون خاصا وعلى انفراد ويكون عاطفيا , بالأزهار والموسيقى ليس امام ماسورة مكسورة من الفقاعات فوق رأسي وعائلتي تترجاني "
-" حسنا ماذا تقترحين ؟"
-"لا اعلم "
-" اذا كنت تريدين شيئا عاطفيا حسنا , لن اكون اكثر سعادة اذا سمحت لي بذلك "
-" كل امرأة تحتاج الى العاطفة "
جذبها وقبلها ثم قال :
-" كيف حالك الآن "
-" افضل بكثير "
فقبلها ثانية مرارا وتكرارا حتى انها احست انها ستقع تحت قدميه فأسرع قائلا :
-"جوانا "
طبعت بعض القبلات فوق وجهه وأخذت نفسا هائلا :
-"نعم, نعم , نعم "
-" نعم , ماذا "
-" نعم سأتزوجك , الآن هذه الدقيقة000يمكننا ان نطير الآ لنبحث عن أي كنيسة " تانر 000كم اريدك"
-" جوانا 000لانقدر "
سمعته ولكنها لم تكترث , قبلته وقبلها وقبلا بعضهما عندما انزلقت الى الأرض وجسدها ينزلق فوق جسده فصاحت :
-" كلا 00كريستن "
-" اعلم يا حبيبتي 00ليس هذا المكان ولكنني اتمنى "
-" وانا كذلك اعتقد ان علينا ان ننتظر للزفاف على الأقل حتى عودة نيكول "
-" صحيح"
-" متى ستعود "
-" عند نهاية الاسبوع "
-" ماذا عن وظيفتك ؟"
-" لا اعلم و لا اريد ان اعمل ثانية سأستقيل ولكنني اريد الترقية اولا "
-" اذا كان هذا يسعدك فيمكنك الاحتفاظ بالوظيفة "
جاءت كريستن وكانت تود ان تخبر نيكول ولكن جوانا كانت تفضل ان يخبرها تانر بنفسه ولكن تانر وافق على ان تقول لها كريستن وذهبا سويا لاستقبال نيكول ثم شاهدها وهرولت اليه صائحة :
-" ابي , ابي "
اخبرتها كريستن بكل شئ وفرحن نيكول وذهبا كل من نيكول وكريستن وهما يتعانقان ووقفت جوانا تتأملهما وقالت في سعادة :
-" ابنتي وابنتك 000تؤام الروح"
احتضن تانر جوانا وابتسم لها ثم قبلها 00
انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

 
 

 

عرض البوم صور dont look at me   رد مع اقتباس
قديم 15-12-08, 05:48 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86192
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: dont look at me عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dont look at me غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dont look at me المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Hello توأم الروح

 

خلصت الرواية يارب تكون عجبتكم


استنى ردودكم الحلوة




تحياتي
dont look at me

 
 

 

عرض البوم صور dont look at me   رد مع اقتباس
قديم 16-12-08, 11:26 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 97570
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيفي و بس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيفي و بس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dont look at me المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حلوة كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتير


يسلمووووا اييييييديكي

 
 

 

عرض البوم صور فيفي و بس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مكتبة مدبولي, debbie macomber, توأم الروح, دابي ماكمبر, روايات, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايت مكتوبة, عبير, yours and mine
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t100747.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
طھظˆط£ظ… ط§ظ„ط±ظˆط­ ط¯ط§ط¨ظٹ ظ…ط§ظƒظ…ط¨ط± ظ…ظƒطھط¨ط© ظ…ط¯ط¨ظˆظ„ظٹ ط§ظ„طµط؛ظٹط± ظƒط§ظ…ظ„ط© ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 01-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 04:44 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية