ابقى المحرك يعمل ببطئ, نزع عن صدره حزام الأمان, ثم خرج من السيارة. اتسعت عيناها ما ان رأته يعطى الموظف المنتظر ليأخذ السيارة إلى الموقف مئة دولار.
قال الشاب بفرح: "شكراً لك, سمو الأمير!"
و اسرع ليفتح باب السيارة المجاور للسائق من اجل لوسي, لكنها كانت تقريباً تجرى و راء ماكسيمو, الذى اصبح قرب الباب الرئيسي بخطواته الكبيرة. لمس الحاجب الضخم الجثة قبعته بـ إحترام كبير, و قال: "اهلاً بعودتك, سمو الأمير! سنة مجيدة, سيدى!"
اجاب ماكسيمو, و هو يبتسم باقتضاب: "غرازى! لك ايضاً."
اصبحت لوسي بقربه, قبل ان يصعد الدرج المؤدى إلى صالة الإستقبال. امسكت بذراعه, و قالت بغضب: "تمكنت من خداعهم جميعاً. أليس كذلك؟ اى امير انت! هم يعتقدون انك محترم و مهذب, لكنى اعرف حقيقتك. انت لست سوى..."
نظر ماكسيمو إلى يدها, ثم رفع نظره إلى وجهها. بدت نظرة عينيه اشد برودة من بحيرة ميتشيغن فى فصل الشتاء. قال" "سوى ماذا؟"
انفجر الغضب فى اعماقها, ما جعلها تقول بتهور: "لص, محتال.... و تخطف الأطفال."
امسكها ماكسيمو من كتفيها, فشعرت بقوة قبضتيه. نظر إليها كأنه برج يشرف من علو شاهق. بدا وجهه الوسيم قاسياً و بارداً اكثر مما كان عليه سابقاً, إذا ظهر شئ من الغضب و الاهتياج فى اعماق عينيه, لكنه يسيطر عليه بقوة إرادته. رفعت لوسي نظرات عينيها إليه, و شعرت فجأة بالخوف.
قال بنبرة منخفضة: "احذرى من إثارة غضبى!"
ابتلعت غصة و هى تتذكر ما قاله سابقاً, عندما وعدها ان يعاقبها كما تستحق المرأة ان تُعاقب. كذبت قائلة: "لست خائفة منك, و إن كنت تعتقد ان اصطحابك لىّ إلى غرفتك فى الفندق, لتجبرنى على إقامة علاقة معك, سيسبب الآذى لـ الكسندر, فأنت مخطئ تماماً."
ابتعد عنها ماكسيمو على الفور, و قال ببرودة: "لم اجبر يوماً امرأة على إقامة علاقة معى."
حدق بوجهها لبرهة, ثم طاف نظره من اعلى رأسها حتى اخمص قدميها, و تابع: "إن قررت يوماً أننى اريدك عزيزتى, فـ ستأتين إلى بإرادتك."
يا للتفاخر! تورد وجها من شدة الأنفعال و قالت: "كيف تجرؤ؟"
شعرت بالإذلال ختى عظامها. قال ماكسيمو ببرودة حاسمة: "أنتِ لستِ امرأة بالنسبة إلى. انت مجرد سلاح."
سلاح؟! تنهدت لوسي بـ غحباط و علقت قائلة: "ماذا تنوى ان تفعل بـ اليكس؟"
"لماذا تهتمين لأمره؟ أما زلتِ مغرمى به؟"
هزت رأسها قائلة: "بالطبع لا, لكنه والد طفلتى!"
كور ماكسيمو شفتيه, ثم ابتسم بسخرية قائلاً: "لا تقلقى! سيجبر على الاعتراف بها. من المؤكد انك لن تعترضى على ذلك."
اليكس لن يعترف بـ كليو مطلقاً! تمتمت: "لا! لا اعتراض لدىّ ابداً."
"كما انه سيخسر حصته فى الشركة, و هناك شخص آخر لا تعرفينه, سيخسر ايضاً."
"هذا الأمر لا يهمنى. فقط خذنى إلى ابنتى, و ان سببت لها الآذى او الخوف, اقسم لك....."
منتديات ليلاس
"أنا لا اُقدم ابداً على إيذاء طفل, سنيوريتا!"
تبعته لوسي عبر الدرج إلى منتديات ليلاس صالة استقبال انيقة, يعود طرازها إلى عام 1920. السقف المرتفع يشع بالثريات الكبيرة, و تحتها رأت حشوداً مبتهجة, يتزينون بالماس, و البعض يرتدى المعاطف المصنوعة من الفرو, و كلهم يحتفلون بسهرة رأس السنة على انغام الموسيقي. قادها ماكسيمو عبر الضيوف المتأنقين نحو المصاعد االذهبية وراء قاعة الاستقبال. عندما اصبحا بمفردهما وراء الأبوب المغلقة, ضغط على زر الطابق العاشر. قالت لوسي بصوت منخفض: "انا حتى لا اعرفك, لذلك لا افهم لماذا تفعل ذلك. تحطف ابنتى, و تعمل على طردى من عملى, ثم تقلب حياتى رأساً على عقب."
منتديات ليلاس