المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل   |
|
مدونتي |
 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت دايلي - روايات عبير القديمة
وفجأة أدركت أنها لم تكن محظوظة فعلا , من هو هذا الرجل , وماذا يفعل هنا وسط الصحراء؟
شرعت النيران تلتهم غصنا غليظا فتهاوى طرقاء وسط اللهب , وأزداد سطوع النيران مشعة بقوس أشد أتساعا غمر شكل الرجل الغريب ولمع شيء ما في يده , فأنتاب براندي هلع شديد لرؤيتها نصل سكين يتهددها.
وأرتطمت نظرتها المحدقة بوجهه ,كانت حافة قبعته العريضة مشدودة الى الأسفل فلم تلمح سوى بريق عينيه الخافت , ونمو الشعر الخشن الأسود يكسو فكه وخده وذقنه.
أنه شعره يتسم ببعض الطول , لكنه لا ينبسط في لحية تامة عامرة , وكان يرتدي سترة جلدية فوق قميص أسود قاتم مما ضاعف من عرض منكبيه ,وبنطالا ضيقا يشد جسمه بأحكام ,ولدا في وهج النار المتماوجة أنه أكثر ضخامة مما تبادر الى ذهن براندي في البداية ... أكثر ضخامة , ومثيرا للرعب.
لم يبعث مظهره المزري هذه الطمأنينة في نفسها , كان الغضب يتملكه لأنها وجدته في هذا المكان , مما يعني أنه يخفي شيئا , بلعت براندي ريقها , هل هو سارق ماشية؟ أنه أستنتاج منطقي , أذ أن سارقي الماشية أصبحوا كالوباء أكثر أنتشارا مما كانوا عليه في الأيام الأولى للغرب لأميركي , وأزدادت قناعتها بصحة رأيها وهي تشبع هذه العضلة تمحيصا.
ليس راعي بقر من حظيرة الماشية المجاورة , فهي تستطيع التعرف على معظم رعاة البقر هناك , ويندر في هذا العصر الحديث ذي الجياد المقطورة والسيارات مصادفة راع للبقر ينصب خيمة في هذا العراء , أيا كان غرض هذا الرجل فهو حتما سيء النية , ما هذه المصيبة التي أقحمت نفسها فيها؟ لقد رأته , وتعلم أنه يخيم هنا , وعلاوة على ذلك, أنها تستطيع التعرف عليه أينما وجد بعد الآن.
سرت قشعريرة من الخوف في مفاصلها وهي تعيد النظر الى السكين بين أصابعه , وأدركت بذعر هائل أنه يمكنها التعرف عليه لو أستطاعت الخروج من هذه الورطة حية , قالت بصوت مضطرب:
" أسمعني , أنا لا أريد أن أسبب لك المتاعب , لو تساعدني في تحديد أتجاه بيت أيمس , فسوف أمضي في سبيلي".
أجابها بتهكم ساخر:
" ستمضين في سبيلك؟".
ولمعت أسنانه البيضاء وسط تلك اللحية السوداء , وشفته العليا تلوك الكلمات:
" قد تضلين الطريق مرة أخرى؟".
وبدا من بريق عينيه أنه يجد هذه الأمكانية مثيرة للضحك , لكن براندي أدركت تماما ما الذي يعنيه ,لم يكن ينوي أخلاء سبيلها , فغمرتها موجة من الحزن والذعر , وعندما تقدم الرجل خطوة نحوها , عرفت أن أمامها خيارا واحدا.
وبصرخة تضج خوفا أطلقت ساقيها للريح بأتجاه الصحراء , غير عابئة الى أين تقودها قدماها يكفيها أنها تركض بعيدا عن النار والرجل , ولم تسمع وطء خطوات تتعقبها لشدة الضجيج الذي تثيره.
أدى بها هروبها الى درب تحجبها شجيرات خضراء كثيفة , وأذا بالأغصان الشائكة ونباتات الصبار تمعن تمزيقا في جلدها وقميصها , فدخلت في صراع منهك مع عوامل الطبيعة والصحراء الصخرية ,ولم تتمكن من متابعة ركضها ألا بشق النفس.
ثم زلت بها القدم, فخرجت صرخة مروعة من حنجرتها وهي تندفع بعنف الى الأمام مرتطمة بالأرض بقوة كادت تقضي عليها ,وتدحرجت على ظهرها محاولة أسترجاع أنفاسا , لا تبالي بالأشواك الحادة المنتشرة تحتها.
فتحت عينيها ببطء فتسمرتا على الرجل الطويل ينتصب فوقها مباشرة , تجمدت في مكانها لا تستطيع حراكا.
|