لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-04-11, 02:47 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
نيو فراولة
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتجاوزا عتبة ردهة الأستقبال ليجدا رجلين جالسين على مقعدين متقابلين يدخنان ويشربان القهوة المرّة التي غلتها لهما ماتيلد , وكان الزائرين الجالسان يكبران الشابين الداخلين سنا , أذ كان أصغرهما يناهز الخمسين من العمر , ولما دخلت سمانتا , وقفا بأحترام , ثم تقدم أكبرهما سنا محييا , وسألها بلغة أنكليزية تغلب عليها اللكنة الأيطالية:
" هل أنت الآنسة كنغزلي؟".
" أجل , أنا هي".
صافحت الزائرين الوقورين وقد خالتهما شريكين لوالدها , خصوصا وأنهما قدما من ميلانو , ولعلهما قدما لأمر يتعلق بالمعرض , ثم أستأنف الرجل حديثه مبتسما:
" أسمي آرتورو سيوني , وهذا شقيقي جيوفاني , أننا محاميا والدك".
وهنا تردد قليلا:
" هل تتكلمين الأيطالية يا آنسة كنغزلي؟".
أبتسمت سمانتا وخفضت رأسها :
" أستطيع التحدث بلغتك أذا كان هذا أسهل".
فتحول الرجل الى الأيطالية :
" حسنا , تسلّمنا جوابا من جدتك , ونأمل أن تكوني قد تلقيت خطابا مشابها......هل هذا صحيح؟".
أطرقت سمانتا:
" هذا ما حدث بالضبط , ولكن , علي الأقرار بأنني لم أكن أعلم أن لي أقارب , فأبي لم يخبرني شيئا عن هذا الأمر".
" أعلم هذا , أما الآن , فقد طلبت الينا جدتك ترتيب سفرك الى أنكلترا , فهل أوضحت لك ذلك في رسالتها؟".
" أجل , ألا أنني لم أتغلب على صدمتي الأولية بعد".
فعلّق الرجل الأصغر سنا متكلما للمرة الأولى:
" هذا مفهوم , ولقد نصحت والدتك دوما بأن يطلعك على الحقيقة أحتياطا لمثل هذا الحادث المؤسف , لكنني أحسبه وجد صعوبة في أعلامك بالحقيقة التي عشت طويلا دون أن تعرفيها , ولعله خاف بعض الشيء".
" خاف؟".
" أجل , كنت أنت المبرر الوحيد لأستمراره في الحياة , ولو عرفت أن لك أما في أنكلترا , لكنت أصررت على العودة الى وطنك ومقابلة والدنك , ولعله خشي أن تفضلي طريقتها في العيش والحياة على طريقته".
" آه! كيف يعه أن يفكر بهذه الطريقة؟ كان يعرف أنني مفتونة بالعيش هنا وأنني لم أكن لأتركه وحده".
وأحست سمانتا بأضطراب شديد , , فتوسل اليها الزائر بأن تهدىء روعها:
" أرجوك ألا تزعجي نفسك , فقد مات والدك سعيدا لأنه لم يخبرك بالواقع , وأستطاع أن يكيّف حياتك وفقا لمفهومه , ولا أظنه كان يطمح الى أكثر من ذلك".
" هذا واضح".
لم تثق سمانتا بما قاله , وتكلم آرتورو سبوتي بلهجة تنزع الى الجدية :
" والآن , دعينا نتناول التفاصيل , أن جدتك تريد أن تسافري من ميلانو الى لندن في أقرب وقت ممكن , وبالأمكان تصفية أعمالك هنا بسهولة طبعا , أما الفيللا , فكبيرة , ولا يمكنك أستئجارها بمفردك , وينبغي أن تكوني قد قررت بعض الأمور المتعلقة بمستقبلك".

فهمست سمانتا بشيء من الحياء وقد أحتلت أحد المقاعد فيما أمتقع لونها:
" ليس هذا صحيحا بالضرورة".
وتملكها فجأة شعور بضخامة الأمور التي يتوجب عليها أداؤها وأنتابها الوهن , فتأملها آرتورو بقلق وصاح:
" أعذريني , فلا بد أنها كانت صدمة عنيفة لك , ولقد حاولت بحماقتي المعهودة أن أستعجل قرارك لأن جدتك أوحت لنا في رسالتها بضرورة الأسراع في العمل , مما دفعنا الى وضع تصوّرها في حيّز التنفيذ".
وتشنجت سمانتا وهي تفكر بالفجوة التي قامت بين والديها , وتوصلت بنتيجة معرفتها لحساسية جون ورهافة حسه الى التكهن بأن والدتها قد آذته أشد الأذى حتى حزم أمتعته وهجر بلاده , وقالت آخر الأمر :
" أجل , لقد فهمت , و.... ولعله أفترض بأنني سأذهب الى أنكلترا عند وفاته مع أنه لم يرجع بنفسه".
فعلّق جيوفاني:
" الزمان كفيل بتغيير أمور كثيرة , أما الظروف , فتتغير هي أيضا , وبصورة أكبر , كان والدك يعرف أن ما يشكل قاسما مشتركا بينكما لن يدوم الى الأبد , وينبغي بالتالي أن تعرفي الحقيقة وتقرري بنفسك الطريق الذي تختارين , ماذا يمكنك أن تفعلي؟ هل تفكرين بوظيفة معينة؟".
فأوضح بنيتو بحدة:
" أننا مخطوبان , أليست الخطوبة بحد ذاتها وظيفة؟ أم أنك تعتبر مستقبلها غير مضمون بين يدي؟ ولماذا يؤمن لها شخص غريب ما أستطيع توفيره أنا ؟ وبعد...".
تنهدت سمانتا وهي تخاطب بنيتو:
" بنيتو! لسنا مخطوبين , كلا , لم نخطب بعد , أرجوك! أنني بحاجة للتفكير".
فهز آرتورو كتفيه :
" أذا شئت البقاء في هذه البلاد يا آنسة , فسنعلم جدتك بالأمر , فلا حاجة بك للأتصال بها أو الكتابة اليها أذا لم تكن لديك الرغبة وقرارك الآن في يديك أذ يسمح لك سنك بأختيار الطريق الأنسب".
مررت سمانتا لسانها على شفتها العليا قائلة:
" أشعر بالفضول طبعا , فهل تدريان سبب أنفصال والدايّ؟".
رد جيوفاني :
" أنهما مطلقان , هذا كل ما نعرفه , لقد أئتمننا والدك على سره , ثم أننا لا نعلم القصة بكاملها , لذلك من واجبك أن تكتشفيها بنفسك".
" حسنا فهمت".
أنهت سمانتا شرابها , ووضعت الكوب على المنضدة لتتأمل بنيتو المكفهر الغاضب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 22-04-11, 06:37 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
زهرة منسية
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

حبيبتى مبين من الملخص انها حلــــــــــــــــــــــــــوه وكمان كفايه انها من اختيارك ذوقك دايمن رائـــــــــــــــــع انا فى انتظار انك تكمليها علشان اقرها موفقه حبيبتى ويسلموا ايديكى

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 22-04-11, 10:16 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
نيو فراولة
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقطع باتريك عليها أفكارها أذ قدّم لها سيكارة أخرى:
" أرى أنك غرقت في تفكير عميق".
أبتسمت سمانتا أبتسامة ملؤها الحنين كما ظن باتريك:
" أجل , ولكن , هل أنتهيت من عملك؟".
هز باتريك كتفيه وأجاب بصورة ملتبسة:
" لا أخالني سأنتهي منه أبدا".
تنهدت سمانتا بعد أن أستوعبت كلامه وسألته:
"كم سيمضي من الوقت قبل.... أن نحط في لندن؟".
تطلع باتريك الى ساعته:
" ربع ساعة تقريبا , هل سيستقبلك أحد في المطار؟".
" أجل , ستكون جدتي في أستقبالي ".
" حسنا , وهل ستتوجهين فورا الى ولتشاير؟".
أمالت سمانتا رأسها بحركة سريعة:
" لست أدري , فجدتي مقيمة حاليا في فندق سافوي , ولست أعرف بالضبط ماذا تنوي أن تفعل".
" صحيح؟".
منتديات ليلاس
ترك قولها أنطباعا حسنا في نفس باتريك الذي لم يتصور أن هذه الشابة الرثّة الملابس من الناس الذين يقيمون في فندق سافوي , لكن المظاهر تخدع المرء أحيانا.
" آمل أن تعجبك لندن".
" وهل تحبها أنت؟".
رفع باتريك حاجبيه متكاسلا:
" أنها مكان صالح للعمل , ألا أنني أفضل مكانا أكثر هدوءا عندما يسمح لي وقتي بذلك".
فعبست سمانتا:
" آه , أنني آمل أن أحبها".
" وهل هذا مهم حقا؟".
فشبكت سمانتا أصابعها بخوف , وأزدادت حيرة باتريك , ألا أنه تغلّب على فضوله , فهو يهتم بالناس بصفته كاتبا , وقد وجد في سمانتا موضوعا مغريا أوحى له بالكثير , ورأى أنه من المحزن أن تغيّر الحياة , التي تأمل سمانتا أن تستمتع بها , قبول هذه الفتاة الطبيعي للعالم وأقبالها عليه.
حطت الطائرة عند الواحدة والنصف بتوقيت لندن , ورفعت سمانتا معطف البوبلين الذي ألقته بجانبها , ثم قصدت باب الطائرة مرتجفة , ولحق باتريك وقد سرّه التعبير الذي علا وجهها عندما لفحها الهواء الرطب المندفع من خارج الطائرة , وكان يوما خريفيا باردا , فشدّت سمانتا معطفها حولها وهي ترتعش , وأبتسم باتريك لها , فأحست أنها صغيرة أمامه هو الذي يبلغ طوله مئة وثمانين سنتيمترا ويتمتع بكتفين عريضتين وجسم يضيق تدريجيا حتى الوركين , ثم خاطبها متندرا:
" الطقس دافىء نسبيا اليوم , ولكن , أنتظري حتى تختبري الشتاء الأنكليزي".
رفعت ناظريها اليه , فرأت فيه آخر حلقة تصلها بالأشياء المألوفة في عالمها , وهمست بعذوبة:
" كان والدي يقول دائما أن مناخ أنكلترا شديد البرودة".
وتنبه باتريك الى شيء يختلج داخله دون أن يستطيع تحديده , ألا أنه شعر على حين غفلة أنه أصبح مسؤولا عن الفتاة , فمع أنها ليست صغيرة ولا تلتصق بالآخرين طلبا لحمايتهم , غير أنها تحلّت بروح رقيقة ولطيفة خشي أن تضيعها بسرعة في ضوضاء هذه المدينة المزدحمة.
ثم هبطا السلم معا , وأجتازا المسافة التي تفصلهما عن مباني المطار حيث فرّقتهما المعاملات ارسمية , وأنشغلت سمانتا بالأجراءات الغريبة عليها بحيث لم تفطن أنها لم تعد ترى باتريك مالوري , وأخذ قلبها ينبض بعنف فور تنبّهها للأمر أذ روّعها ما حدث ,ولتفتت حولها بحثا عن باتريك , بينما لمست يد كتفها , فأستدارت لتجده واقفا وراءها , مررت لسانها على شفتيها فيما تنهدت بأرتياح:
" حسبتك ... حسبتك ذهبت".
فحانت من باتريك ألتفاتة جدية نحوها :
" و........!".
ضغطت سمانتا أسنانها على شفتها السفلى , وقد تبينت الحماقة في لهفتها وعلّقت مرتبكة:
" لا... لا شيء".
وضغط على ذراعها بينما طلب اليها بلطف:
" هيا نخرج".
وأنتقل باتريك بسمانتا عبر قاعة الأستقبال الى البهو العام حيث وقف رجل أرتدى بزة خاصة بسائقي السيارات يراقبها بطريقة غريبة, فسأل باتريك الفتاة:
" هل تظنين أن له علاقة بجدتك؟".
هزت سمانتا رأسها:
" لست أدري , هل أتوجه اليه بالسؤال؟".
" كلا , أنظري الى شعره الأبيض , سأسأله بنفسي".
وعاد باتريك بعد بضع دقائق بصحبة السائق ليخبر رفيقته:
" أن سيارتك تنتظرك , هل كل شيء على ما يرام؟".
وتطلعت سمانتا اليه:
" أجل , أشكرك شكرا جزيلا".
وتصنعت سمانتا أبتسامة خفيفة قبل أن تستدير وتلحق بالسائق عبر البهو الواسع , ثم خرجا الى الشارع الممتد بمحاذاته حيث وقفت سيارة رولز رويس ضخمة بأنتظار سمانتا , فساعدها بارنز , ساعدها الأيمن... على حد ما قاله عندما عرّفها بنفسه... على دخول السيارة والجلوس في المقعد الخلفي.
ومضى السائق ليضع حقيبتها في صندوق السيارة بينما جلست سمانتا وهي تشعر بشيء من العزلة , وكم تمنت لو طلبت اليه أن تجلس في مقدم السيارة , ألا أنها عزفت عن رغبتها لما ظهر من أضباط بارنز.
وأصيبت بخيبة أمل لعدم أستقبال جدتها لها , فقد كانت بحاجة الى الأحساس بأنها شخص مرغوب فيه , أما الآن , فما عليها ألا أن ترضى بمقعد منعزل في مؤخر السيارة الضخمة , وببارنز رفيقا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 22-04-11, 10:17 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
نيو فراولة
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ووقفت أمام سيارة ارولز سيارة جاغوار زرقاء تنتظر ركابها , وبينما ترقبت سمانتا أنطلاق سيارتها , لمحت باتريك مالوري يخرج من القاعة وبجانبه سيدة شقراء نحيلة وقصيرة القامة.
كانت المرأة ترتدي معطفا رائعا من جلد النمر وكانت أجمل أمرأة وقع عليها نظرها , فشعرها قصير جعد وقدها صغير متناسق الأجزاء , أنفطر قلبها ألما , وتمنت لو أن بارنز أقلع بعد دخولها مباشرة , ومع أنها توقعت مثل هذا الأمر ألا أنها أحست بألم مميت وقد رأته يحدث أمام ناظريها فعلا , فمن الطبيعي أن تنتظر حدوث ذلك لأن باتريك رجل مجتمع خبر العالم , ولا بد أن تكون حياته ملأى بالنساء.
عندئذ أرتقة بارنز مقعد السائق , وشغّل السيارة , وأتكأت سمانتا على مسند المقعد الخلفي المغطّى بالجلد الفاخر وهي تتنهد , ولم ترغب أن يراها باتريك مالوري الذي ربما نسي كل ما يتعلق بها الآن.
وخفض بارنز الحاجز الزجاجي ليسألها:
" هل كانت رحلتك ممتعة يا آنستي؟".
أنهضت سمانتا نفسها لتجيب:
" أجل , أشكرك".
وركز بارنز على قيادة السيارة من جديد , أما سمانتا , فلم تجد ما تحدثه به , ولعله أعتبرها حمقاء , لكنها كانت اليوم قد أنهكت عقليا وجسديا وتحتاج بعض الوقت
كي تجمع أفكارها , وأنطلقت السيارة بهما مسرعة , فيما خيم عليهما الصمت , وأنطبعت في ذهن سمانتا صورة مشوشة لسماء رمادية ملبدة بالغيوم , ومبان شاهقة مكسوة بالرخام في بعض الأماكن , وخيل اليها أن مئات السيارات تطوي الأرض في الأتجاه الذي يسيران به , ونجحت في أدراك عنصر السرعة , عاشت صخبا وأزدحاما وأندفاعا لم تخبره من قبل , ومع أنها كانت في أنكلترا , فأنها لم تشعر بالغربة لأن أنكلترا , قبل كل شيء هي موطنها , وهي أنكليزية بالرغم من أنها تتكلم الأيطالية , وتتصرف كالأيطاليين , ولما دخلت السيارة الى باحة فندق سافوي , تجسدت مخاوفها الكامنة , وبالكاد أجبرت نفسها على الترجل من السيارة , بعد أن فتح لها الباب.
وتبعها السائق ال داخل الفندق حيث تكلم الى موظف الأستعلامات:
" هلا تفضّلت وساعدت الآنسة كنغزلي على الوصول الى جناج الليدي ( السيدة) دافنبورت؟".
وأبتسم برقة , فطرفت عينا سمانتا , اللايدي دافنبورت , أن جدتها هي الليدي دافنبورت , وأضطربت معدتها لأن هذا كان مخبفا أكثر مما توقعت .
وحمل أحد خدم الفندق حقيبتها ,ورجاها أن تلحق به الى المصعد , وتابع الحاضرون تقدّم سمانتا بعيون متفحصة ومستغربة جعلت الفتاة تنزعج من تنبيهها الى العيوب والنقائص في معطفها وحذائها الخالي من الكعب.
وتوقف المصعد عند الطابق الثاني , وأقتيدت الفتاة عبر الممر الى جناح جدتها , ووقف الصبي بجانبها ينتظر الى أن فتحت الخادمة الباب , فترك سمانتا في عهدتها , وخالج سمانتا شعور بأنها أشبه بحزمة تتناقلها الأيدي , وتيقنت أن جدتها تبعث الرعب فيمن حولها , على أنها تصورت أنها بلغت هدفها , عندما تناولت الخادمة معطفها بلطف لتضعه في الداخل:
" تفضلي بالجلوس , ستوافيك اللايدي دافنبورت حالا".
" أشكرك".
أمتثلت سمانتا لتعليمات الخادمة , وجلست على أريكة واطئة , وغادرت الخادمة الحجرة لتعلم جدة الفتاة بأن حفيدتها قد وصلت , ونظرت سمانتا حولها بشغف لترى ردهة واسعة زيّنت تزيينا أنيقا بسجادة سميكة لاءمت كل الفجوات القائمة في الجدار والمخصصة لوضع الأرائك والكتب , وكان أثاث الغرفة فخما وغالي الثمن , ومميز جوها بدفء مريح بالمقارنة مع الهواء البارد خارج الفندق.
وفتح أحد الأبواب بعد لحظة ,ووقفت سمانتا مرتجفة أذ لمحت عجوزا تدخل الغرفة وقد أستندت بثقل على عكازها , كانت ضعيفة صغيرة الجسم بارزة القسمات غزا الشيب شعرها , وأرتدت ملابس عصرية حريرية بلون الزهر , وتألقت عيناها الشديدتا الزرقة قليلا .
أنتصبت سمانتا أمامها وهي تتساءل ماذا يجب أن تفعل أو أن تقول, وأبتسمت اللايدي دافنبورت لها , فبان اللطف والدفء على وجهها , وتخلصت سمانتا من بعض خوفها عندما سمعتها تقول برقة:
" سمانتا , يا عزيزتي , هل أنت هنا؟".
ردت سمانتا ببطء:
" جدّتي ! أن هذه اللفظة غريبة على مسامعي , فأنا لم أعرف أن لي أقارب أبدا".
وأنحنت سمانتا لتطبع قبلة على وجنة جدتها , وزال التوتر الذي أنتابها فطوّقت السيدة العجوز بذراعيها فيما أحست أن عينيها أغرورقتا بالدموع , وعلّقت اللايدي دافنبورت وقد برق الدمع في عينيها هي أيضا.
" هذا أفضل , ألا نجلس يا عزيزتي؟ فرجلاي لم تعودا كما كانتا".
وجلستا جنبا الى جنب على الأريكة, وأخذت السيدة دافنبورت تتأمل حفيدتها , ثم قالت أخيرا:
" أنك تشبهين جون أكثر مما تشبهين بربارا , آه يا سمانتا! لا تعلمين كم أشتهيت رؤيتك".
" ولكن , لماذا.......؟".
وتوقفت سمانتا فيما أجابت جدتها بلطف:
" سأخبرك بعد قليل يا عزيزتي , لكن دعينا نتناول الشاي أولا , ثم نبدأ بالحديث".
وأحضرت الخادمة عربة الشاي , فأسكتت قرقعة فناجين الخزف الصيني والملاعق الفضية السيدتين فيما بدا أنهما تتأملان بعضهما أذ لم يكن بأمكانهما تعويض ما فاتهما من الزمن.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 22-04-11, 10:19 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
نيو فراولة
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولما فرغتا من تناول الشاي , قدّمت السيدة دافنبورت لسمانتا سيكارة أخرجتها من علبة صنعت من العقيق اليماني , وأتكأت السيدة دافنبورت على المسند المغطى بالدمسق الحريري بعد أن أشعلت السيكارة لحفيدتها , ثم سألتها:
" هل تشعرين بالأنتعاش الآن؟".
ردّت سمانتا مبتسمة:
" أجل , شكرا لك".
" أنني أعتذر لعدم أستقبالي لك في المطار بسبب بعض الأضطرابات في جسمي الهرم , ونصيحة طبيبي على أخذ قسط من الراحة كل يوم بعد الغداء , هل عثر بارنز عليك بسرعة؟".
أبتسمت سمانتا وهي تتذكر باتريك مالوري , ثم أجابت بهدوء:
" أجل".
" خيرا فعل".
وعضت اللايدي دافنبورت على شفتها , وأتضح لسمانتا أن جدتها وجدت صعوبة في أستهلاك الحديث معها , وأخيرا أقتنعت الفتاة أن جدتها ليست غولا بل سيدة لطيفة , ولكن , أين أمها؟ وهنا خاطبتها اللايدي دافنبورت متمهلة:
" أحسبني سأباشر حديثي بأطلاعك على أخبار أبنتي".
" تقصدين أمي؟".
تنهدت اللايدي دافنبورت:
" أجل , أمك باربرا , أنها أبنتي الوحيدة , وقد ولدت بعد أن كنا أنا وهارولد على أقتناع تام أننا لن نرزق أطفالا , وأن ذكرت هذه الحقيقة أمامك , فلأوضح لك سبب فساد باربرا وسوء أخلاقها , ولعلنا أنا وهارولد نتحمل المسؤولية , فقد نمت باربرا وكبرت وهي تتصور أن لها الحق في أمتلاك كل شيء تراه , ولما ألتقت والدك , أرادت أن تمتلكه أيضا , وهي لم تتجاوز الثامنة عشرة عندئذ.
وأقترنا بعد شهرين من لقائهما وذلك بعد الحرب مباشرة كما تعلمين , أذ عملت باربرا , وهي نجمة صاعدة آنذاك , في فرقة مسرحية لندنية ترفّه عن الجنود , وقد شاركت في جولات الفرقة الترفيهية , أما والدك , فكان ملتحقا بالبحرية , وقد بدا وسيما في بزته الرسمية , وأذكر أن كثيرا من الشبان تزوجوا في ذلك الوقت , ولم يخامر بربارا الشك في حبّها لجون , وعاد والدك الى البحرية طبعا , فلم يتسنى لهما أن يلتقيا كثيرا لمدة طويلة , وكنت قد بلغت السنة من العمر عندئذ".
ثم صمتت اللايدي دافنبورت لتحرّك خاتما في أصبعها قائلة:
" وتملّك السخط باربرا عندما أكتشفت أنها حامل , فأضطرت الى التخلي عن عملها , والألتحاق بعملها في ولتشاير , وبعد أن وضعت , لمتعد تطيق الأنتظار , فعادت الى لندن مجددا".
وتجهم محيا السيدة العجوز:
" آسفة يا عزيزتي أن أقول لك أنك شكّلت عائقا".
وأحست سمانتا أن الدموع تملأ عينيها , ألا أنها كبتتها , وقالت وقد تمنت معرفة المزيد , كما راودها الخوف على المصير المحتوم في آن واحد:
" أرجوك , تابعي حديثك".
" عندما سرّح جون , وجد أنك تقيمين معي في مسكن دافن حيث تتولى مربّية الأهتمام بك ورعاية شؤونك بسبب وجود باربرا في لندن , ولم يزعجني ذلك في شيء لأنك كنت طفلة مرحة أرى العالم كله من خلالها , لكن جون للأسف لم يوافقني على رأيي , بل أعتبر أن تربيتك من مهمّات بربارا , وهذا أعتبار بديهي خصوصا أذا عملنا أن جون عمل قبل الحرب أستاذا في أحدى مدارس لندن حيث أطلع على الآثار السلبية لتربية الأولاد الذين أنفصل ذووهم عن بعضهم , وعلى أي حال , فأنه أبعدك عني وأستأجر لنفسه شقة في لندن , وبدا لبعض الوقت أن باربرا حافظت على علاقتها بجونوهو الشاب البهي الطلعة البارع والقوي , وأكتفت باربرا طوال تلك الفترة بآداء أدوار صغيرة , فيما أعتنيت بك وبجون بقية الوقت , وتيقنت أن كل شيء يسير على ما يرام بعد عودة جون وظهور علائم السعادة على باربرا...".
ثم تنهدت:
" آسفة يا عزيزتي , لكن , يجب أن أصارحك , لقد أتضح لجون أن زوجته أقامت علاقة سرية مع أحد منتجي الأفلام السينمائية رغن أنه كان متزوجا , وذلك لأنه وعد باربرا بأدوار مختلفة في أفلامه".
صدمت سمانتا وتملكها الخوف , هل هذه أمها التي أسرعت الى لقائها؟
" ورفض جون بعد ذلك أن يتحدث الى باربرا , ومضى ليبيع كل ما وصلت اليه يداه , وسحب كل مدخراته من المصرف , ثم أختفى وقد أصطحبك معه وأنت لا زلت في الرابعة من العمر , وأتصل بنا محامياه بعد فترة من ميلانو ليخبرانا أنه يعيش في أيطاليا , وأنه لا يرغب في أن نحصل على عنوانه ولم يكن بأستطاعتي أن أفعل ألا القليل دون مساعدة باربرا التي لا يظهر عليها الأهتمام , وبدأت والدتك تحصل على أدوار أطول وأفضل , ومع مرور السنوات أصبحت نجمة معروفة , وهي الآن تختار دورها لأنها ممثلة بارعة بغض النظر عن كل ذنوبها وعيوبها".
وصاحت سمانتا:
" لا يمكنني أن أصدق ذلك , كيف يمكنها أن تفعل كل هذه الأمور؟".
" أن باربرا أمرأة فردية النزعة مستقلة بتفكيرها جموحة صمّمت على بلوغ أقصى مراتب النجاح , وقد تم لها ما أرادت , والى ذلك , فأنها تحب الرجال الى أقصى الحدود , وهناك كثير من الرجال الذين يحيطون بها , وهي تشبه الأطفال في أمور كثيرة , كما أنها لا تريد أن تكبر , وتصر على البقاء طفلة الى الأبد".
" ولكن , لا شك أنها متقدمة في السن بعض الشيء , فأنا في الثانية والعشرين من عمري".
" جل , فهي ستبلغ الأربعين عندما تحتفل بعيد ميلادها القادم , لكنني أتحدى أي شخص بأن يعرف عمرها الصحيح".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, masquerade, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سقوط الأقنعة, عبير, عبير القديمة, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
شبكة ليلاس الثقافية