فنهض واقفاً بدوره تأدباً :" لا, فالسيد لويس هو الكونت الجديد هنا في هذا الوادي , فإذا طلب مني ان ازوجه الى سيدة مكممة ومقيدة الى جانبه لفعلت ذلك"
وهز كتفيه باسماً بسخرية :" وهكذا ترين ان العادات القديمة لم تمت كلياً!"
وابتسم لها , لكنها لم تكن في مزاج تبادله فيه ابتسامته , فقالت ببرودة :" إذن, دعني أرح ذهنك , معلوماتك مغلوطة لأننا أنا و لويس نعرف بعضنا بعض منذ سبعة اعوام , وأنا احبه منذ ذلك الوقت "
ولم يكن هذا كذباً تماماً ولا حقيقياً تماماً , لكنه , في هذا الوضع , يخدم مصلحتها كثيراً.
دهشت وهي ترى ان الكاهن وافقها على تصحيحها هذا, كما انه لم يقلقه, واجابها على الفور :" وهل احببت السيد لويس حقاً مدة سبعة اعوام؟"
ابتسمت نصف ابتسامة فيها من الأسى اكثر مما فيها من السخرية , اجابت بجفاء:" لطالما احببت لويس , ولكن اذا كنت ستسألني عما اذا كان شعوره نحوي متبادلاً , فلا تقل رجاء"
اجابها فوراً:" إذن, لن افعل طبعاً"
وبان الاعتذار في عينيه لأنه جعلها تضيف التعليق الأخير, لمس يدها برفق , قائلاً:" سامحيني لتطفلي على ماترينه اموراً خاصة, ولكن عليّ ان اتأكد من حبك للسيد قبل ان انفذ امنية ابيه الاخيرة "
امنية أبيه الأخيرة ؟ وبدا الفضول في عينيها , لكن الكاهن ابتعد متجهاً الى منضدة بجانب الباب , وضع عليها حقيبة اوراق لم تلحظها :" سأسلمك الآن شيئاً عليك الاعتناء به سيدتي .. شيئاً اريد ان تعديني بأن تحرسيه بحياتك ولا تسلميه لأحد.."
جعلتها هذه الكلمات تشعر بالخوف فجأة , وقالت له :" اذا كان شيئاً يسبب الضرر للويس , فابقه معك"
اجاب وهو يعود اليها وبيده عدة دفاتر صغيرة :" رغبتك في حمايته تستحق المديح . هذه ستؤلم السيد لويس فعلاً إذا رآها. لكنه مستثنى بالتأكيد من الوعد الذي اريد منك القسم عليه . هل تقرئين الاسبانية كما تتحدثينها؟"
اومأت كارولين , منذ طفولتها وهي تمضي اكثر عطلات الصيف في اسبانيا , مايعني ان الأسبانية اصبحت لغتها الثانية .ريحانة
منتديات ليلاس
- إذن , بعدما تقرأي هذه, اترك لك خيار ان تطلعيه على ماهو مكتوب فيها.
واخذ يدنو منها , فأوشكت لخوفها ان تخبئ يديها خلف ظهرها, وكأنها لا تريد تسلمها . ورأى هو ذلك في عينيها فتوقف وهو يقول :" هذه يوميات والد السيد لويس , تركها في عهدتي قبل ان يمرض بوقت طويل, إنها تفسر السبب الذي جعله يورث السيد لويس كل شيء ويورث السيد فيليب القليل, خذيها واقرأيها وافهميها .. لمصلحة لويس , ارجوك"
ثم ناولها إياها برزانة , فتقبلتها وهي كارهة , بأصابع باردة , ويقلب كأنه استحال الى حجر. لم تعلم لماذا لم تفهم ما يتضمنه كل هذا . لكنها تعلم ان هذه الدفاتر هي اشياء مظلمة , وقالت تعده :" سأقرأها "
اومأ الكاهن متفهماً التعبير البادي على وجهها, ثم ارتد على عقبيه. وعندما وصل الى الباب توقف ونظر الى الخلف فرآها تقف حيث تركها وبين يديها الدفاتر , فتمتم مفكراً:" أتعلمين يا آنسة ؟ اظنها مصادفة غريبة انك تعرفت الى السيد لويس منذ سبعة اعوام , لأنه , في ذلك الوقت تحديداً, وافق على القدوم الى هنا ومقابلة ابيه لأول مرة, ولكنه لم يلبث ان غير رأيه فجأة , اما سبب هذا التغيير , كما قال , فهو انه تعرف الى امرأة وسيتزوجها , كان حبه لها على مايبدو , اهم لديه, حينذاك , من مقابلة ابيه . لكنه وعد بأن يتزوجها في كنيسة فال دي لوس انجلس حسب التقاليد , ويبدو انه سيفي بوعده"