لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-13, 05:31 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
زهرة منسية
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

3 - نار من قلب الماء

كادت تصل إلى الأرض الصلبة حين أمسكتها يدان قويتان و شدتاها بقسوة إلى أن توقفت عن المقاومة. ومالت نحوه بعجز , وقد غاب الذعر ليحل الإرهاق و الخجل مكانه.
قال أليكس بهدوء:"لا بأس عليك...لا بأس يا لانث...أنت آمنة"
ردت بصوت مخنوق:"أعلم"
و حاولت أن تبعد عنه فقد كان من السهل الاستسلام دون تفكير لقوته و سلطته.
و قالت لقلبها الخافق :"هذه مواساة بسيطة ليس إلا"
لقد منحها الشئ الوحيد الذى تحتاجه فى تلك اللحظة...دعمه و مساندته.
استدار بسرعة و أجبرها على أن تستدير معه بحيث وفرت لها كتفاه العريضتان غطاء من النظرات الفضولية. ثم تركها فألقت حولها نظرة سريعة أنبأتها بأن أحداً لم يلاحظ ما حدث. و أحست بارتياح جزئى لتفاديها بعض الإذلال.
لكن حين نظرت إلى أليكس مجدداً لم تستطيع الخلاص من هاتين العينين اللغز....عينان خطفتا أنفاسها و خدرتا حواسها . تمتمت :"لا تشفق علىّ"
و ظهر فى عمق عينيه الباردتين وميض وحشى و هو يقول :
ــ أشفق عليك؟ أنا لا أشفق عليك لانث براون. بل أنا أبعد ما يكون عن ذلك.
شدت أصابعه على ذراعها , و أدارها نحوه ليدس يده تحت مرفقها و يضيف:
ــ حسناً جداً....سنسير تحت ظلال الأشجار.ما هى أنواع الطيور التى تصادفينها عادة فى هذه البحيرات؟
فأجبرت لانث نفسها على الرد:
ــ أعشاش طير الزقزاق تنتشر على الرمال و فى الربيع و الخريف تشكل البحيرات ملجأ مؤقت للطيور المهاجرة.
بدا لها صوتها و هى ترد كليلاً عادياً...لكن ما أن وصلا إلى المنزل حتى أضحى الذعر الذى أنتابها طىّ النسيان
قالت:"أود الجلوس فى الخارج"
انتظر أليكس حتى اختارت مقعداً قديماً مريحاً ثم أسند نفسه على حافة الشرفة وراح ينظر إليها قبل أن يسألها :
أخبرينى لما تختار امرأة تخاف الماء الإقامة فى مكان لا يبعد عنه سوى خمسة و عشرون متراً
إنها تدين له بتفسير لكن كل ما استطاعت أن تقوله :"أنا بحاجة لأن أعتاد على الماء مجدداً"
و اخترقت نظرته الثاقبة قوقعة هدوئها الهشة, فمزقتها إرباً...و بعد صمت متوتر فاق طاقتها سألها:
ــ ألم تتمكنى من السباحة منذ هاجمك القرش؟
فردت بصوت أجش:"لا, و الأمر لا يتعلق بالماء....بل بالأسنان...فأنا أحلم بالدلافين, أراها تلعب و تبتسم ثم تنقلب الابتسامات فجأة إلى أسنان...و...أحس بخوف من أن يمسك بى شئ ما,و يجرنى نحو الأعماق..."
قال بصوت عميق :"لانث"
و تقدم ليجلس إلى جانبها و يمسك يدها بيده القوية الدافئة .
تخبط قلبها بين ضلوعها و تمتمت بسرعة :
ــ أنا لا أخشى الماء...فأنا أستخدم المغطس كما أقود سيارتى فوق جسر الميناء دون أن يرف لى جفن. حتى أنى اسير على طول الشاطئ..لكن إذا ما....حسناً جداً لقد رأيت بنفسك.
ــ إذن...جئت إلى هنا لتتغلبى على خوفك؟
ارتجفت لانث للسخرية القاسية فى صوته, فأجابت و قد سمرت عينيها على سطح البحيرة :
ــ تعلمت السباحة هنا. وهنا كنا أنا و تريسيا نلعب فى المياه الضحلة.. ثم علمتنا أمها السباحة و بدا لى من الطبيعى جداً أن أعود إلى هنا, لأكون فى منتديات ليلاس أمان تام. فى أول صيف لنا أمضيناه سمحت لنا بالسباحة حتى الجدار و كان هناك أمامنا مغرياً و محرماً....
ــ ماذا تعنين بالجدار؟ أعتقد أنه حدود المياه العميقة, فلقد لاحظته...إنه واضح بشكل مذهل.
ــ إن قعر البحيرة هو تحت مستوى البحر.وهذا العمق , وصفاء المياه, و بياض الرمل اللامع عوامل تجمعت كلها لتكون (الجدار)
أشاحت بوجهها و حاولت سحب يدها من يده. كانت نبضاتها تتسارع فى شرايين معصمها الرقيقة الهشة, وحين نظرت إلى يده لاحظت أصابعه النحيلة الطويلة.
فكرت بدهشة أنها ليست مسترخية, لا....فقد ظهر التوتر فى تلك الأصابع السمراء و تكاد تشعر به حول أصابعها...وهى لا تلومه فلابد أنها تحرجه جداً وهو لا يستطيع الابتعاد بسرعة.
استقامت فى جلستها و سرحت بنظرها بعيداً دون أن ترى شيئاً ثم أكملت حديثها :
ــ كانت السباحة عبر ذلك الجدار أشبه باختراق حاجز ما....و كلما توغلت كلما أحسست بنشوة أكبر. وفى تلك اللحظة التى اخترقت فيها الجدار و انطلقت إلى المدى الأزرق الواسع, أحسست أننى قوية و مختلفة و أننى شخص يستطيع صنع المعجزات.
قال بحزم:"أنت فعلاً من النوع الذى يستطيع فعل أى شئ ...و ما تشعرين به أمر مؤقت إنه رد فعل طبيعى على المحنة و الألم و الصدمة و الرعب"
و تصاعد الغضب فيها....مفاجئ , حار, و شرس.
ــ أنا عاجزة حتى عن وضع قدمى فى الماء! كنت آمل أن يساعدنى الحضور إلى هنا .
ــ إذن..لم تنجحى بعد.أعطى نفسك بعض الوقت و سوف تنجحين.
وقف على قدميه و سار نحو الحافة و استند إليها و راح ينظر إلى البحيرة.
راحت لانث تراقبه وهو يتحرك برشاقة و قالت ببرودة:"بدأت أتساءل حول جدوى ذلك...لقد رأيتنى حين زلت بى القدم....هذا ما يدعى نوبة ذعر"
ــ أنت تتوقعين الكثير و فى وقت قصير جداً. هل استشرت أحداً؟
هزت رأسها :"ما عدا تريسيا لا أحد"
ــ لماذا؟
حملت نبرة صوته تجهماً مكبوتاً فشدت يديها فى حجرها. وركزت على الشمس التى عكست أشعتها عليهما فأبرزت بشرتها الشاحبة.
قالت ببطء :"لأننى أشعر أنى....ناقصة, على ما أعتقد.و لم أدرك هذا حتى جئت إلى هنا...فأنا لا أواجه مشكلة فى بركة السباحة....كنت أعرف أن البحر يخيفنى, إلا أننى لم أكتشف السبب. ظننت أننى بحاجة إلى أخذ الأمور بروية فأصبح على ما يرام بعد وقت قصير"
أدار رأسه لينظر إليها و قد بدت عيناه كشعلتين فى ظلام وجهه.
ــ لا يجب أن تكونى وحدك....أين عائلتك؟
ــ أمى متوفية...و أبى مشغول بزوجته الثانية و عائلته الثانية....على أى حال لست بحاجة إلى أحد....و ماذا بإمكانهم أن يفعلوا؟
منتديات ليلاس
رفعت رموشها الثقيلة و تمكنت من لوى شفتيها بما يشبه الابتسامة و أضافت:
ــ فى الواقع بدأت اليوم الخطوة الأولى...بقيت فى الماء جزءاً من الثانية و لم أصب فعلياً بالهستريا.
قال بحدة :"لقد رأيت كم كلفك هذا....أنت بحاجة إلى المساعدة و ليس إلى العزلة و قوة الإرادة. هل هناك من يمكنه أن يقيم معك؟ تريسيا مثلاً صديقتك؟
ــ لا.....أنها متزوجة و لها طفل صغير و حياة خاصة.
ثم غطت تثاؤبة بيدها و قالت:"أنا آسفة لكننى متعبة فعلاً"
فقال بلهجة آمرة تقارب نفاذ الصبر :"إذن أدخلى و نامى"
تهاوت و هى تقف. لكنها كانت مستعدة لليد الرشيقة التى امتدت هذه المرة لتساندها...و كررت :"آسفة"
ــ لِمَ الأسف ؟ أ لأنك حاولت البقاء فى المياه بالرغم مما يكلفك هذا معنوياً و عاطفياً؟ ربما كان هذا غباء لكنه يثير الإعجاب هل ستكونين على ما يرام لوحدك؟سابق هنا لو أردت ذلك.
رأت لون عينيه يزداد عمقاً فتراجعت و أجابت :"لا! لا.....أنا بخير"
أجبرتها قوة أرادتها على الصمت. وأبقاها الصمت الثقيل جامدة و لم تلتفت إليه....لكن عيناها لاحظتا ارتجاف عضلة فكه.
و قال بعد حين :"حسناً جداً. لا تعودى إلى الماء مرة أخرى"
هل يظن حقاً أنه يحق له إصدار الأوامر و هل يتوقع منها أن تطيعه؟
قالت و هى تتنفس بسرعة:"قد تكون الصدفة أمراً جيداً"
اجبرها على إقفال البابين الأمامى و الخلفى و بعد أن غادر جلست تنتظر إلى أن سمعت صوت مركبه يبتعد. ثم ترنحت حتى دخلت إلى غرفة النوم حيث ارتمت على السرير الضيق و نامت نوماً عميقاً.
حلمت بالدلافين....ناعمة لامعة لعوبة, رشيقة قوية و غامضة, عيونها بلون البحر ساعة الفجر و قاومت لتستيقظ...لأنها تعرف ما سيحدث.
لكن, و فيما هى تسبح معها انقلبت إحداها إلى حورى بحر...أمسك بيدها و سحبها نحو الشاطئ, فتوقفت عن المقاومة و غرقت فى عينيه الشاحبتين الشفافتين.
حين استيقظت تململت متعبة و فكرت بقلق أن معنى هذا الحلم جلى....و سرت رعشة فى جسدها...فمثل هذا التجاذب الفورى لم يحصل لها من قبل.لكنها سمعت ما يكفى عن (الانجذاب) و أعراضه لتتقبل هذا الأمر بسهولة.

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس

قديم 07-03-13, 10:38 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
Rehana
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,265
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

الله يسعد صباحك زهوري..

الملخص مشوق باحداث مثيرة.. وغامضة في نفس الوقت
انا قرات بس الجزء الثاني
انا كنت بستغرب من البنات لما دخلت ليلاس .. ان في جزء ثاني لرواية .. او ثالث
وبعد ما قرات اجزاء فرسان المناطق النائية و ترجمت الجزء الاول صدقت ان في سلاسل هههههه
من فترة خلصت سلسة كيت والكر ^^
الله يعطيك العافية على المجهود الجبار في كتابة هذا السلسلة وماننحرم من طلتك واناملك السحرية

قبلاتي لك ..

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:16 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
زهرة منسية
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana مشاهدة المشاركة
   الله يسعد صباحك زهوري..
الله يسعد كل أوقاتك ريحااااااانتى
الملخص مشوق باحداث مثيرة.. وغامضة في نفس الوقت
انا قرات بس الجزء الثاني
فعلاً الملخص غامض جداً
أنا مشتاقة بقا مشتاقة لقريته
و الجزء الأول قريتها أثناء الكتابة

انا كنت بستغرب من البنات لما دخلت ليلاس .. ان في جزء ثاني لرواية .. او ثالث
وبعد ما قرات اجزاء فرسان المناطق النائية و ترجمت الجزء الاول صدقت ان في سلاسل هههههه
من فترة خلصت سلسة كيت والكر ^^

الله يعطيك العافية على المجهود الجبار في كتابة هذا السلسلة وماننحرم من طلتك واناملك السحرية

قبلاتي لك ..

ههههههه و انا كمان مش كنت فاهمة وخصوصاً فى رواية الوصية لـ ربيكا ونترز أنس كانت كاتبة أن ليها أجزء
و ما فهمت لغاية ما فتح قسم السلاسل و أستهوانى كتير و روايات كتير رجعت أقرها تانى بترتبها فى السلسة
شكراً كتير حبيبتى على التثبيت
شرفتى بطلتك المميزة و العزيزة على قلبى
موووووووووووووووووواه

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:20 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
زهرة منسية
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

2 – عينان من نار
منتديات ليلاس

بعد ليلة قلقة قضت مضجعها فيها الأحلام المزعجة شربت لانث فنجانين من الشاى و أجبرت نفسها على أكل قطعة توست قبل أن تتوجه بسيارتها إلى أقرب بلدة...إلى دراغافيل الميناء الصغيرة على نهر وايروا.
و بعد أن أشترت مؤونتها مما لا تجده فى المحل الصغير فى المخيم اختارت مجلتين و جاهدت لتقاوم إغراء كتب جديدة عدة. لكنها عادت و اشترت أربعة كتب أخرى من رف الكتب القديمة فى المكتبة.
عند منتصف الطريق المؤدى إلى منزلها رأت سيارة رانج روفر مائلة إلى جانب الطريق و قد وقعت فى خندق و وقف إلى جانبها شخص مألوف يتفحص الأضرار .
كادت أن تزيد من سرعة سيارتها لتتجاوز مارك الحارس لكن رباطاً غريباًَ جمع بينهما بعد تصرفه ذاك اليوم, لهذا ركنت سيارتها خلفه و نزلت منها لتقول بهدوء :"مرحباً....هل أنت بخير؟"
فأجاب مارك دون أن يبتسم :"أنا بخير"
منتديات ليلاس
و تساءلت لانث لم أزعجت نفسها, لكنها تابعت تقول :
ــ هل تريدنى أن أستدعى لك كاراج كايهو؟
قال :"لقد توليت الأمر لكن بإمكانك إسداء خدمة لى . أحمل أطعمة مجلدة و لن تحتمل الحرارة طويلاً, هل يمكنك أن توصليها إلى المنزل؟"
قاومت لانث إحساساً بحتمية القدرو قالت:"أجل....سأفعل هذا...هل نحتاج لأن أوصلك بعد أن يسحب الروفر إلى المرآب؟"
ــ لا .
قالت, و قد تملكها إحساس بأنها ستعجز عن التراجع :"حسن جداً. أعطنى الأطعمة المجلدة لأوصلها"
و بعد دقائق , أكملت طريقها مع كيس بلاستيكى كبير من صندوق سيارتها و تقطيبة تجعد جبينها لو فكرت بشكل سليم و منطقى لمرت به و تجاوزته لكن حب أهل نيوزيلندا للمساعدة تغلب فيها على أى غريزة أخرى

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:22 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
زهرة منسية
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


سوف تتحدى الآن الأسد فى عرينه ...لا بل الصقر فى عشه.
ولعل للصقور أوكار مثل النسور....وابتسمت لهذه الفكرة ثم وضعت نظارتيها لتقى عينيها من لمعان الشمس على الإسفلت أمامها كالسراب. إنه فعلاً كالصقر فى سماء صيفية ,متكبر, شرس, و قاتل....
توقفت تحت تلك الخيمة الرائعة و كل خلية من جسمها تنبض فتبث الدفء فى بشرتها و تشحذ أحاسيسها.
خرجت من السيارة و قرعت جرس الباب. وترافق ذلك مع هديل حمام زاجل أسود, تصاعد من بين أوراق شجر الأوريليا.
أن الطيور و ألوانها الداكنة ما كانت لتثير خوف لانث أو خشيتها.
مع أنها كانت تعرف أن الطير الأسود يعتبر نذيراً للموت فى نيوزيلندا.
لكنها عالمة طبيعيات بحق السماء!
و مع ذلك وهى تقف أمام الباب الخشبى الضخم بدت الحمامة الزاجلة كرسول سحرى مبعوث من عالم آخر يستدعى البطل المنشود.
هزت كتفيها ساخرة و استدارت لتدق الجرس مجدداً و نظر إليها ذلك الرجل الذى راود أحلامها و حرمها النوم.
شرارة غريبة ظهرت فى العيني اللامعتين ردة فعل لم تستطيع فهمها, إذ اختفت على الفور ليحل محلها موقف متحفظ.
أستجمعت قواها و ابتسمت ابتسامة مصطنعة و قالت :"معى بعض الأطعمة المجلدة طلب منى....سائقك.....أن أوصلها"
حافظ على عبوسه و لم تظهر عيناه سوى بُعد فضى لامع بارد شفاف و هو يقول:"شكراً لك"
سار إلى جانبها نحو السيارة و سألها :"أى منها الأطعمة المجلدة؟ سآخذها"
ثم استقام و فى يده الكيس البلاستيكى و أكمل كلامه:
ـ لقد دفعت شاحنة مسرعة سيارة مارك إلى القناة . شكراً لك على أخلاقك الطيبة.
إذن تنبه إلى أنها ستنصرف...و قالت:
ــ يجب أن أذهب الآن, أرجو أن تسير الأمور على ما يرام بالنسبة إلى السيارة.
لم تستطيع أن تتبين أى إحساس فى تعابيره وطال الصمت بينهما .
و أخيراً قال بذهن مشتت :"أدخلى لتشربى شيئاً ما تبدين متعبة و عطشى"
لفتت نظر لانث حركة صغيرة من طير الحمام الزاجل كان يقف على أعلى غصن فى الشجرة و قد فتح ريش ذنبه, ريش أسود يتناقض مع الأوراق الخضراء الذهبية بدا أن عينيه المستديرتين البراقتين مثبتتان على لانث بإصرار آمر.
من الغباء أن تهتم لهذا المخلوق الصغير الشائع فى نيوزيلندا....و الغباء الأكبر هو قبول الدعوة.
لكنها بدلت رأيها بتهور و قالت ببطء :
ــ يبدو هذا رائعاً...أنا فعلاً أشعر بالحرارة و العطش
ابتسم و تراقص قلبها بين ضلوعها...ثم علق قائلاً :"لكن ربما يجب أن نتعارف أولاً"
و مد يده مصافحاً و هو يقول:"أنا أليكس كونسيدين"
أنها تعرف هذا الاسم! لكنها لم تتذكره فأخذت نفساً عميقاً و قالت :"أنا لانث براون"
و بنوع من الاستسلام وضعت يدها فى يده , و أطبقت يده على يدها .
للحظة اشتعلت فى أحشائها نار مجنونة قضت على التعقل و الحذر ...و ظنت أن المصافحة إشارة رمزية تطلب بحق التملك.
ذُعرت...هذه سخافة....سخافة مطلقة!
سحبت يدها من يده فتركها و كأنما ارتجاف النساء حين يلمسهن أمر عادى فى حياته.
و قالت بصوت أجش:"كيف حالك؟"
قال و قد بدا صوته عميقاً مرحاً :
ــ كيف حالك يا آنسة براون ؟ تفضلى بالدخول . هل هناك شئ ترغبين فى إخاله معك؟ ربما بعض الطعام المجلد, لأضعه مع طعامى فى الثلاجة؟
اللعنة! كان عليها أن توصل اللحم الذى أشترته إلى منزلها قبل مجيئها إلى هنا ....لكن لا.....لقد أثارت أعصابها فكرة رؤيته مجدداً بحيث قادت سيارتها دون تفكير و تجاوزت منعطف منزلها.
قالت تعترف :"فى الواقع....أجل . هناك شئ ما"
فرحت إذ تمكنت من الانحناء و رفع الكيس الصغير من السيارة.
حمله مع كيسه و أشار إليها بأن تتقدمه فأطاعته بكبرياء و هى تقول بابتسامة عفوية :
ــ أسم الآنسة براون يبدو لى رسمياً جداً و أنا أفضل أسم لانث .
أسدل رموشه لهنيهة و قال:"إذن يجب أن تنادينى أليكس"
رافقها إلى غرفة الجلوس بمنظرها الرائع ثم أضاف:
ــ أستاذنك. سأضع هذه فى الثلاجة .
اجتازت لانث الباب المفتوح و أغمضت عينيها فى وجه التناقض الحاد بين الرمل الأبيض و زرقة المياه الصافية. وفكرت فى أنه رجل لا يمكن للمرء أن يتحمل مساعدته.
و فى محاولة منها للتركيز أخذت نفساً عميقاً و استدارت استدارة خرقاء فرأت أليكس يخرج من الباب و هو يحمل صينية عليها زجاجات من العصير .
قال حين نظرت إلى الصينية :"استطيع أن أحضر الشاى أو القهوة إذا كنت تفضلين ذلك"
هزت لانث رأسها و قالتا بامتنان :"لا.....الشراب البارد سيكون رائعاً"
ــ تعالى إلى الخارج...فالجو أكثر برودة.
تمتد الشرفة على طول واجهة المنزل الأمامية. وهناك فسحة مسقوفة مخصصة للجلوس فرشت بمقاعد خشبية طويلة تعلوها وسائد بيضاء.
و تتدلى عريشة مليئة بالعنب من الأعلى , تحجب حدة الشمس اللاذعة...بدا المكان كله مميزاً جداً و فكرت لانث بحسد , أن المرء يمكن أن يستلقى على هذه الأرائك و يترك الشمس تلون بشرته.
لكن لسوء الحظ لا يمكنها أن تخاطر مع بشرة بيضاء شاحبة مثل بشرتها . ولا ينطبق هذا الأمر على أليكس فبشرته سمراء و تزداد سمرة تحت مداعبات الشمس. على أى حال, ان طاقته المكبوتة تجعل من الصعب تخيله مستلقياً بتكاسل برغم لونه الأسمر المميز.
أحست بمعدتها تنكمش للصورة التى مرت فى ذهنها و سألته بسرعة:
ــ لماذا اخترت هذا المكان لقضاء عطلتك أليكس؟
فرد بسرعة:"أردت مكاناً هادئاً لا ألتقى فيه بأحد أعرفه. لماذا نطق بالحقيقة, لكنها ليست الحقيقة الكاملة.
ــ ليمونادة.....شكراً لك.
قبلت الكأس الذى قدمه لها, وقالت :
ــ أراهن على أنك قبل أن تعود إلى ديارك ستصادف شخصاً تعرفه....نيوزيلندا شهيرة بصدفها.
أسدل رموشه السوداء الطويلة فغطت عينيه للحظة و قال بلهجة محايدة:
ــ أرجو ألا يحصل هذا....لكن إذا ما حدث أتمنى أن أراه قبل أن يرانى....هل جئت إلى هنا طلباً للهدوء و العزلة كذلك؟
أدارت لانث رأسها لتنظر إلى البحيرة و أجابت ببساطة :"أجل"
و لسبب ما لم تعد غير راغبة فى الكلام فتابعت تقول:" لقد نهشنى كلب البحر....وبعد أن أنتهى السيرك الإعلامى و خرجت من المستشفى للمرة الثالثة , أردت أن أرحل بعيداً لأشفى نفسى بنفسى .
لم يظهر أى أثر للشفقة و إلا لوضعت الكأس من يدها و اعتذرت قبل أن تغادر المكان, لكنه قال بلهجة جدية :"لابد أن هذا أفظع ما يمكن أن يحصل لأى أنسان"
ــ لكننى و لسبب غريب لا أعتقد هذا كنت على وشك الخروج من الماء حين حصل الحادث...و لا أستطيع أن أتذكر الكثير أدركت فقط أننى من منطقة صيد القرش...ولدهشتى لم أشعر بالألم حين أمسك بساقى بل صدمت بما يكفى و رفسته على أنفه! كنت محظوظة لأنه كان كبير الحجم . وبدا جلياً أنه لم يكن راضياً حيت تلقى ضربة مؤلمة أكثر الأماكن الحساسة فيه.
ــ أى نوع من كلاب البحر ؟
دهشت و ضحكت فهذا السؤال الذى طرحه البروفسور فى الجامعة....و قالت
ــ القرش النمر
ــ و هل اصطادوه؟
هزت رأسها:
ــ لا , لم يحاولوا اصطياده...و لِمَ يقتلون يفعل ما وجد ليفعله؟
بالرغم من افلام هوليود , لا يتحول سمك القرش إلى آكل البشر كما تفعل الفهود و الأسود . إنه يأكل ما يصادفه و حسب و فى ذلك اليوم صادفنى أنا .
فقال بلهجة تخفى معانٍ أخرى.
ــ أنت متسامحة جداً...أما أنا فأميل إلى قتل أى شئ يحاول أن يأكلنى .
التفتت إليه بسرعة ثم شغلت نفسها بالنماذج التى كانت ترسمها أوراق الشجر على الأرض.
قالت:"كلاب البحر مهددة بالانقراض و كنت أنا فى بيئتها....وحين تسبح تخاطر بأن تصطدم بحيوان ضخم مفترس أو آخر صغير سام"
ــ و أنت تستمتعين بالسباحة.
ــ لطالما استمتعت بالسباحة
زادت حدة نظرته لكنه عاد و هز رأسه فاسترخت أعصاب لانث .
قال :"تكلمت عن (سيرك إعلامى) فهل السبب أنك نجمة تلفزيونية مشهورة؟"
من المستبعد أن يكون أليكس قد شاهد السلسلة الوثائقية...فعلى حد علمها لم تبع السلسلة سوى فى انكلترا و أميركا و تمنت لو أن مارك أبقى فمه مطبقاً.. و قالت بخفة:
ــ هجمات سمك القرش تستحق دائماً أن تكون من الأخبار البارزة...أما دورى فكان ثانوياً
و آلمها الجرح فى ساقها لكنها تجاهلته و تمنت لو تستطيع مواجهة نظرات أليكس المقيِمة
سأل :"وكيف وصلت إلى هذا النوع من العمل؟"
لم يبدُ متحمساً و إنما مهتماً فقط . فردت و قد سرها كبحه لمشاعره:
ــ أنا عالمة أحياء بحرية كنت أعمل مع الدلافين فى خليج الجزر حين فكر فريق عمل سينمائى أننى مناسبة لإعلان يصورونه لشركة طيران نيوزيلندية و بعد ستة أشهر من هذا أتصل بى أحدهم و سألنى ما إذا كنت على استعداد لتصوير سلسلة وثائقية عن الحياة البحرية فى نيوزيلندا.
ــ و سلب هذا العرض المبهر عقلك ,فوافقت.
و أدركت أنه يمازحها فضحكت و قالت:
ــ لو كان هذا السبب لأصيبت بخيبة أمل ! كنا نعيش فى تقشف فوق مركب بنى أساساً للشحن, لا...قررت أن أقوم بهذا العمل لأنى لم أعد أتلقى أموالاً لأبحاثى و قد عرضت على شركة الأفلام مالاً وفيراً...يكفى لإبعادى عن التذلل لأى ممول إذا ما عشت مقتصدة
ــ و هل ستعودين إلى الدلافين؟
ــ حالما أستطيع.
أرادت ألا يفضح وجهها مشاعرها و أن تبقى عيناها باردتين هادئتين...أرادت ألا يلاحظ طبيعة ردها المتحفظ ولم تعرف ما إذا نجحت فى ذلك.
منتديات ليلاس
لم يعكس وجه أليكس كونسيدين أى انفعال أو تعبير....لكن فى تلك اللحظة بدا مهتماً.
ــ وهل تمتعت بالعمل السينمائى ؟
ــ أجل....بعد مشاحنات فى البداية .
حين رفع حاجبيه مستفهماً شرحت له:
ــ لم أكن أعرف أن جل ما يريدونه هو شخص يبدو مقبولاً فى ثوب سباحة فاضح, شخص يلهو و يمرح فى الماء...أرادونى أن أترك شعرى منسدلاً أمام الكاميرا....كما توقعوا منى أن أتودد إلى الكركند و الاصداف و الأسماك الجميلة و بعد أن تباحثنا فى هذا كله توصلنا إلى حل و أعجبنى العمل كثيراً.
فسأل بابتسامة عريضة :"و كيف توصلتم إلى حل؟"
قالت :"عارضت, وهددت بفسخ العقد...إلى أن أدركوا أننى أعرف فعلاً ما أتكلم عنه و لست مجرد حورية بحر خفيفة الوزن و غريبة الأطوار تفضل الدلافين على الرجال"
تكلمت بحرارة جعلته ينظر إليها مجدداً نظرة ثاقبة أخرى . فسرت رعشة فى جسمها لكنها لم تطرف بل رفعت ناظريها إلى وجهه مباشرة.
سألها و ابتسامته الكسولة تسلب السؤال وقاحته :"وهل تفضلين الدلافين على الرجال؟"
ضحكت لانث و قالت :"يعرف المرء موقعه مع الدلافين...لكن لا أنا لا أفضلها على الرجال"
ــ و أين أنت مع الدلافين؟
ــ أنت فى موطنها....و أنت فضولى. أعتقد أنك أمضيت بعض الوقت فى انكلترا...عرفت ذلك من لكنتك.
بدا و كأن الحديث يسليه فأجاب:
ــ أمى هى السبب. لديها أراء متزمتة حول طريقة الكلام الصحيحة.
ــ قيل لى أن إقناع أطفالكم بألا يبدوا كالخارجين لتوهم من أفلام الرسوم المتحركة عمل شاق
و ابتسمت لانث و هى تفكر بالمعارك التى تخوضها صديقتها باتريسيا مع طفلها البالغ من العمر خمس سنوات.
قال بصوت ناعم :"ليس لدى أولاد...لكن أصدقائى يؤكدون ذلك . أنا لست متزوجاً"
أيظنها تحاول الإيقاع به....قاومت سخطها و حاولت تجاهل طرقات قلبها المتزايدة و ارتعاشه.
سأل :"هل ستعودين إلى العمل فى التلفزيون؟"
ــ لن يرغبوا فى بطلة لها ندبة فى ساقها, لا يبدو المنظر جميلاً و العرج أمر غير لائق.
و لأن الأمر لم يعد يُهمها, جاء صوتها عملياً ككلماتها
لم تستطع سماع ما غمغمه لكن لابد أن الجملة كانت فظة نظراً للشرر المتطاير من عينيه. رفعت نظرها إلى وجهه القاسى و إلى عينيه الساخرتين الذابلتين فسألها:"هل قالوا لك هذا؟"
ــ لا....لكنها الحقيقة. فالمشاهد لا يحب إفساد برنامجه بما يذكره ببشاعة العالم الحقيقى و يتذمر الناس بمرارة إذا ما شاهدوا الحيوانات تأكل بعضها على الشاشة !و لعل هذا يعود إلى أننا فى المدن و نود أن نصدق أن الطبيعة ليست سوى جمال و تناغم.
تلاشت القسوة من على وجهه و مال إلى الوراء و قال :"لكنك لا تصدقين هذا؟"
هزت كتفيها :"العمل جميل جداً, لكنه ليس عاطفياً, فالحيوانات تقتل لتأكل و تعيش...."
ــ لكننا حيوانات أيضاً.
تململت من نظراته المركزة عليها , وقالت له:
ــ بالطبع نحن كذلك, لكننا نعرف ما نفعله فى حين أن الحيوانات تعيش بالغريزة
ــ أذن من الطبيعى أن تفترس الحيوانات فرداً مريضاً أو مجروحاً من القطيع لكن الإنسان يجب إلا يفعل هذا؟
للحظة لم تفهم ما عناه...و حين فهمت التفتت إليه مجفلة غاضبة و قالت:
ــ تُبعد الحيوانات مريضها و تهجره لأن وجوده يجذب الحيوانات المفترسة الأخرى. وإذا كنت تستخدمنى كمثال فأنا لست مريضة...لكن كان يمكن لجرحى أن يضع سلسلة أحداث إذا ما توقف الناس عن النظر إليه كنت فى المستشفى حين صوروا الحلقة الأخيرة لذا كانا عليهم أن يأتوا بشخص آخر يحل مكانى و لم أشعر بالضغينة.
فعلق بابتسامة قاسية لا مرح فيها:
ــ كما قلت من قبل , أنت متسامحة جداً
أوه...يمكنها أن تكون متسامحة إلى حد كبير و فقدانها عملها كان أقل مشاكلها.
و أكمل :"هل سيبقى هذا العرج دائماً؟"
و أدركت لانث للمرة الأولى أن من يرى ندبة جرحها يتصرف بإحدى الطريقتين...إما أن ينظر إليها بذهول و يعلق عليها بفظاظة و إما يبقى عينيه مسمرتين على وجهها بتهذيب...وكلا ردتى الفعل توتران أعصابها لأنهما تلمحان إلى أنها تشكو عيباً ما و ليست كباقى البشر لكن أليكس كان ينظر إلى ساقها دون اشمئزاز
قالت بصوت حاد لا يعكس أى تأثر و خيبة :"دائماً"
ــ تواجهين الأمر ببرودة أعصاب.
و بالرغم من أن صراحتها أعطته الفرصة ليسأل إلا أنها كشفت له ما يكفى عن نفسها فأجابت:
ــ أحاول أن أقلق حول الأشياء التى أسيطر عليها و قد لا أنجح دائماً لكن التفكير فى الماضى مضيعة للوقت.
ــ إن التفكير بأى شئ هو مضيعة للوقت.
هزت رأسها و تركت الشمس تتغلغل فى شعرها . تناهت إلى مسامعها موسيقى زيزان الحصاد كما سمعت أصواتاً أخرى....صوت القصب يحف على بعضه البعض, وصيحات النورس الكسول التى وصلت إليهم من الشاطئ الذى يبعد أميالاً و هدير مركب سريع فى إحدى البحيرات هدير قوى كتمته التلال ليصبح دندنة لطيفة .
و تقدمت حمامة زاجلة وقحة, ربما هى نفسها التى رأتها خارج المنزل لتلتقط طعامها من الحشرات تحت العريشة.
وقفت و هى تقول:"يجب أن أذهب الآن. شكراً لك على الشراب و أرجو أن تعود سيارتك إلى حالتها السابقة قريباً"
وقف أليكس ليهمن عليها بطوله الفارع و قال بهدوء:
ــ لا يهم....لم يصب مارك أو غيره بأى أذى. هذا هو المهم.
حاولت لانث أن تقنع نفسها بأنها ممتنة له لأنه لم يحاول إقناعها بالبقاء فالحديث معه سهل جداً و لقد كشفت له عن نفسها أكثر مما كانت تنوى أن تفعل و أكثر مما قاله هو عن نفسه .
وخذلتها ساقها مجدداً و هما يتوجهان نحو الباب الأمامى و كانت عثرة بسيطة لكن يد أليكس امتدت على الفور و أطبقت بقوة على ذراعها لشدها... عرفت لانث فى ما مضى لسعة قنديل البحر....لكنها عادت و أحست بها من جديد شعرت بصدمة و من ثم بوخزة أشبه بطعنة رمح نصله مزيج من النار و الثلج.
هل ساوره الإحساس نفسه؟ رفعت نظرها إليه فرأت فمه الجميل ينكمش ويقسو.
سألها بعد أن استعادت توازنها :"هل أنت بخير؟"
تمكنت من الابتسام و هى ترد :"أجل... شكراً لك"
ــ هل تحتاجين للراحة؟
ــ لا .
ثم أضافت بسرعة وثبات :"و لا أحتاج لأن تحملينى أيضاً"
قطب جبينه و حدق فى ساقها ثم قال:"هل ستخذلك دائماً؟"
ــ لا....لقد قال الأطباء إنها سرعان ما ستتحسن مع ازدياد قوة العضلات.
و كان الجراح نصحها بالمشى كثيراً لتقوى العضلات لكنها لم تفعل خوفاً من نظرات الناس المشفقة...لكنها هذا المساء بالذات ستبدأ التمارين و تتجاهل النظرات و التعليقات الهامسة.
أنعش القرار معنوياتها فاستقامت فى وقفتها و ودعته ثم قادت السيارة بحذر على الطريق الداخلية و هى تحاول جاهدة التركيز لتوقف فيض الأسى الغريب الذى كان اجتاحها

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, forbidden pleasure, دموع ودماء, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald
facebook



جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
شبكة ليلاس الثقافية