لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 13-12-12, 09:17 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
**روووح**
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 



لطيفة....

بأى قلب نلقاه ؟؟؟

قال صلى الله عليه وسلم

ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب
صحيح الترغيب

إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم
حديث صحيح

و كان من أكثر دعاءه : اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
حديث صحيح


********************




\يا بنت الناس و الله حرام....
\ماهوب حرام و لا شي...ما بتروح لها يعني ما بتروح لها...
\سماح...
اقتربت منه لتمسك ياقة ثوبه...و تقول بغنج لعلها تؤثر عليه...\خالد...حبييب قلبي...ليه تسوي فيني كذا..أنا مقدر استحمل أفكر فيك مع وحدة ثانية...
خالد \سماح..انتي اللي غصبتيني على هالموضوع..و حرام أظلم بنت الناس و ما روح لها؟!..ربي بيسألني عنها...
سماح \انت مو مقصر معها من ناحية أكل و شرب و غيره شنو تبي بعد...
خالد \مابي شي بس و الله ماقدر أظلمها كذا...
سماح \يعني شنو بتتركني و بتروح لها؟!
خالد \انتي تدرين اني ما بنام عندها...بس كلها ساعة زمن...بروح أشوفها و أرجع...
سماح \خااالد..
ابتعد عنها ليتجه للمرآة و يغلق آخر زرارة من ثوبه...قالت له بغضب شديد و هي تتجه للحمام...\خلاص يا خالد ..روح لها..روح و سوي اللي تبيه...أصلاً مالي خاطر عندك...
(مالك خاطر عندي؟!...) إذا من له (خاطر) عندي؟!..و كل ما أفعله الآن..لأجل من؟!..ها..أليس من أجلك؟!..أليس من أجل حبي العقيم لكِ؟!...أليس لأني مسير بإرادتك؟!..حبي لك يجعلني كالخاتم في ذلك الإصبع الصغير من يدك؟!...فلا تظلميني و تقولي أنه ليس لديك (خاطر)عندي!!!
تركها و خرج من الغرفة ليتوجه للأسفل...كان خارجاً و لكن استوقفه صوت عبدالرحمن...
\خالد!
خالد \هلا...كان بادياً على ملامحه الضيق الشديد...
عبدالرحمن \أبيك فكلمتين؟!
خالد \أنا خارج مو ممكن تأجلها؟!
عبدالرحمن \دقيقتين...
تأفف خالد ليجلسا في طرف الصالة و يقول عبدالرحمن...\لا تظلمها..
استغرب خالد مما قاله عبدالرحمن ليكمل...\لا تظلمها يا خالد و رب العالمين بيسألك فيوم الحساب عنها..و هي يتيمة و مالها سند...فلا تستقوي عليها...
خالد \ماني بظالمها...
عبدالرحمن \لا..انت تظلمها...كثييير...انت متزوجها عشان شنو؟!!...عشان ترميها بين أربعة حيطان و تأكلها و تشربها و بس؟!!..انت قايل اني مادري عنك؟!...مادري انك بتتركها بالأيام مابتزورها و لا بتشيك عليها؟!...انك و لامرة بت بري القصر ؟!..و لا مرة بت فالشقة؟!..انك راميها؟!...
خالد \عبدالرحمن!!..هذي حياتي و انا حر فيها؟!
عبدالرحمن \لا..مانك حر فيها...بنت الناس أنا اللي زوجتها لك..و إذا بتظلمها بهالطريقة طلقها و رجعها لي...كل شي إلا الظلم..إلا الظلم يا خالد...حسابه عند ربك عسييير!!
خالد \يابو يسار..لاتزود علي مواجعي...
عبدالرحمن \أدري..انا حاس فيك انك مانك قادر تعدل بينهم...بس برضو انت حس فهالمسكينة...
قام خالد من مكانه دون أن يضيف كلمة و خرج من القصر...قد وصل قمة غضبه..حنقه..ألمه..ضيقه..حيرته..كل هذه الأشياء مجتمعة في صدر واحد و يقول له (تظلمها)؟!....هو المظلوم الوحيد في هذه المعمعة!!


********************


جالسة على أرضية الحمام...ممسكة بطنها بيديها لعلها تستطيع احتمال ذلك الألم...ألم ليس له حدود يغزوها...ماضيها..حاضرها..و مما يبدو أن مستقبلها سيكون اكثر ألماً مما قد سبقه...مع ذلك الجاسر؟!..حتماً سيكون أكثر ألماً...
خائفة..بل مرعوبة من ذلك الإحتمال...إحتمال أن يكون بين أحشائها جزءاُ منه...أن تحمل داخل ذلك الرحم طفلاً لهذا الحقير...لا...لن تسمح بحدوث شئ كهذا...ولو كان على جثتها....لن تسمح بخروج جاسر آخر...يحمل نفس صفات أبيه...أو بالأحرى تخاف أن يعيش هذا العذاب الذي تعيشه هي كل ليلة...
و لكن الأعراض التي عليها كلها تشير لذلك؟!...تعب...استفراغ...إغماء...إحساس غريب..نعم ..كلها معالم على تولد كائن بين تلك الأحشاء...أمسكت بطنها بقوة و هي تتذكر تلك اللحظات...لحظات قد تسببت في ألمها...
لمحة من الماضي...
كانت تمشي في الحديقة...حديقة القصر..وتقطع من تلك الزهور..تتأملها..كم هي جميلة و مشرقة...تحب أن تأتي لهذا المكان..و ربما تود التفكير في تلك الوحدة التي تعيشها...وحدة تستوطن كل معالم قلبها..
أحست بتلك اليد التي تجرها و بقوة من الخلف لتلك الزاوية المظلمة..يد ممسكة بخصرها و اليد الأخرى على فمها...لتجرها لمكان حيث الظلام الدامس...كانت تشهق...تصرخ..تبكي..و لكن لا نفاذ من تلك اللحظة...
صرخت بقوة...\بعععععد عنيييي...بعععد عنيييي....
جاسر \ششششش...شش....اسكتي انكتمي و إلا والله بقتلك و بدفنك فهالمكان...
أسيل \جاسر..ربي يخليك...اتركني ..هدني..لا تقرب مني...
جاسر \تحلميييين..أنا ما صدقت انك بروحك..
قالت و الدموع قد أغرقت وجنتيها من انهمارها...\جاسر..بصرخ...و ربي بصرخ ...
جاسر \اصرخي مثل ما تبين..مافي أحد بيسمعك..
كانت ترفس و تحاول الفرار منه بكل قوتها و لكن دونما اية جدوي...حاولت..و حاولت..و لكنه كان اقوي ..هناك في تلك البقعة...انتهت حياتها...انتي أملها..روحها قد استلت من على صدرها...انوثتها قد طعنت و بسكين ميت!!...أحلام طفلة بأمير فارس مغوار سيأتي ليخطفها على حصان أبيض قد تحولت لسراب...أحلام مراهقة بأن تلبس فستاناً أبيض قد تبددت و انتثرت كالهواء...كرامة فتاة قد قتلت في تلك اللحظة...

أنزلت رأسها بين يديها لتشهق و بكل قوتها ...تبكي..و هل لها غير البكاء شئ؟!...أحست بأن روحها على مشارف الذوبان...قطع آلامها ذلك الصوت البغيض على نفسها...\أسييييييييل...يا القررررف...تعاااالي ...
خرجت آهة قوية من صدرها وحملت نفسها لتخرج له...لقاتلها كل ليلة...


*****************


في تلك الشقة الصغيرة...

واقفة تتأمل في ذلك الظلام الذي يغطي كل الشوارع...من تلك النافذة الوحيدة في الغرفة..و ممسكة بالستارة بيدها بخفة...رفعت رأسها لتتامل ذلك العدد القليل من النجمات التي تسطع على سماء قد غطاها الظلام...هكذا هو في قلبها...كنجم يضئ كل ذلك الظلام الذي يغشى صدرها...لكم أحبته؟!...ولكم تحبه؟!!...
هو دخل و غضب الدنيا كلها يتجمع بين أضلعه...قد سئم..سئم من كل شئ.. كان سيرتمي على تلك الصوفا الوحيدة في الصالة كي لا يواجه تلك الأخرى...و لكن..لا..فهو سيضع حداً لهذه المهزلة هنا...
دخل الغرفة ليجد ذلك الجسد الصغير الواقف على تلك النافذة..لم يرى غير ظهرها...و يغطيه ذلك الشعر الطويل شديد السواد...لأول مرة يرى شعرها؟!!...لأنها كانت ترفعه دائماً..أو في أغلب الأحيان هو يجدها بجلال الصلاة..أو بغطاء على رأسها..هذه المرة الأولى التي يرى فيها شعرها...يغطي جسدها كسواد تلك الليلة...
هي أحست بأن هنالك شيئا قد اعتراها..احساس غريب..التفتت لتجده واقفاً عند باب الغرفة...شهقت و كما هو دائماً حالها...نظر لها بنظرة لم تفهمها..أو للمرة الأولى ينظر لها بها..أغلق باب الغرفة... أحست بأن قلبها سيوشك على الخروج من مكانه مع هذه الحركة...أحست بأنها سيغمى عليها...
هو ...وصل حده من القهر...يريد أن ينهي هذه المهزلة التي يعيشها..و هنا الحد!!..اقترب منها ..و روحها توشك على الخروج من فاهها من شدة ارتجافها من ذلك القرب..اقترب أكثر...


****************


اليوم التالي...

أغلق الباب بغضب شديد حتى أحست أنه سيخلعه من مكانه...أحست أنها لابد ان تفر و تبعد عنه أبعد مسافة ممكنة فهي تعلمه جيدا عندما يغضب..يشتعل!!...
صعدت الدرجات بسرعة مطلقة و لكن قطع عليها خطة هربها صوته المخيف الذي اقشعر له جسدها...\نوووورة...
انتفضت..تجمدت...ثبتت بمجرد نبرة صوته التي قد الجمتها...لم تلتفت عليه و انما انتظرت ما سيهطله عليها من وابل كلمات...\بتطلعيييين من دون اذني؟!!
التفتت عليه ببطء لتجيب...و قالت بهدوء..\أنا ما...و لكن كعادته قاطعها ليقول بغضب...يسار \شنووو هي مبرراتك يا هانم...و كيف تتجرئين تروحين من دون إذني...؟!!
قالت محاولة تبرير موقفها..\أنا كنت ...و لكن قاطعها مرة أخرى...\أنا سبق و منعتك من الروحة على الشغل...بس شكلك تبين تختبرين صبري ..و الظاهر اني بعلمك..
كانت ستهم بفتح فمها للتبرير و لكن أيضا قاطعها..\افرضي صار لك شي في الطريق و انتي ما مكلمة زوجك...بتموتين من دون اذنيي؟!!..شوفي كيف بيكون غضب ربي عليكي..
صدمت جدا من تفكيره..ألهذه الدرجة هي لا تفرق عنده...وجودها و عدمها..لدرجة أنه يضرب مثلا بموتها بكل بساطة و كأن شيئا لم يكن!!!...يؤلمها و قد اعتاد على كلماته الجارحة لها...امتلأت عيناها بالدموع التي حجبت الرؤيا عنهما...و لكن لا....لن تظهر له ما يريد..يريدها ضعيفة..سحبت نفسا و قالت بقوة غلفت بها ملامحها...\ما بيخصك ربي يغضب على و لا لأ...و أنا ما خطيت فشي...
يسار \نعمممم...كما توقعت تماما ردوده المنفعلة و لكن لن تسكت له...اردفت بغضب مصطنع..\أنا ما غلطت فشي...شغلي و ما بتركه عشان حضرتك...و ترجيتك كثير فهالموضوع بس انت رفضت...و ...تلعثمت و هي تردف...\و أنا مادري ولا شي عن شغلك و ما بتقلي وين كنت...ليه تبيني أقول لك..؟!!
اقترب منها و هي ترجع للوراء حتي احست بأنها ستتعثر...و لكن حاولت أن تبدو ثابتة و غير خائفة منه...أمسك يدها بقوة المتها..و قال بغضب عارم...\لااااا يا مداااام...مانك مثلي...و بس جربي تسوين كذا مرة ثانية..و ربي اللي رفع السماوات بلا عمد ما برحمك!!!
تهديداً وراء الآخر...دائما هو يأمرها و يطلق تهديداته...قالت بضيق مطبق...\يسَااار أن...قاطعها...\مااابي أسمع ولا كلمة زيادة...سكت مدة ثم أردف..\و أبي قهوة ..فمكتبي...و بتسوينها انتي...و الحيييين...
ردت بسخط..\نعمممم!!!....
قال بنبرة مخيقة ..\الحيييين...
و تركها تتحلطم على حالها و تتأفف من تأمره فيها...و ضربت بقدمها الأرض...ذهبت الي الغرفة و اخذت حمام تحاول غسل الامها به و ارتدت بنطالا رمادي اللون و قميصا ازرق فاقع اللون...نزلت الى الأسفل و هي تسب و تدعو عليه من ضيقها منه...يتحكم في كل صغيرة و كبيرة في حياتها...
وضعت القهوة على النار...و أخذتها أفكارها له...ذلك القابع في مكتبه لا مبالٍ لمشاعرها...أحيانا تحس بأنها تريد قتله..ضربه..أو أي شئ ينفس قهرها منه...و أحيانا تحس أنها تريد أن ترتمي بين أضلعه و تدخل فيما بينها...!!
فما هذا التناقض الذي يعيشها فيه؟!
أخذت القهوة و هي تسب و تلعن فيه...دخلت غرفة المكتب لتجده جالساً وراء مكتبه و يبدو أنه منشغل...وضعت الصينية على أقرب طاولة و كانت ستهم بالخروج عندما استوقفها صوته...\على وين؟!
استغفرت...التفتت عليه..\هذي قهوتك اللي طلبتها...و أعطته ظهرها ليوقفها مرة أخرى...\جيبيها!!
تأفتت و بصوت عال قد سمعه هو...حملت الصينية ووضعتها له في المكتب و لكن سمعته..\أبيها هنا جمبي!!
استغربت منه!!..ما باله!!...قالت بتأفف..\مالك يدين؟!!..لو مديتهم بتلحقها...
ابتسم على جملتها و قل..\جيبيه هنا...
تأففت مرة أخرى و حملت الصينية لتضعها أمامه تماماً...أخذ الفنجان و تذوقها ليبصقها بسرعة على الصينية..\شنوووو هذا؟!!
نورة \انت وش شايف...
يسار \و الله أنا شايف سم...سم هاري...بس أبداً مو شايف قهوة..
حقيير..يستلذ بإغاظتها...\يبقى العتب على النظر...
لفت انتباهها تلك الصورة الموجودة في الكمبيوتر...صورة لفتاة..نعم انها فتاة.. من هي يا ترى؟!!..احست بروحها ستوشك على الخروج من شدة غيرتها...ولم تستطع حبس تلك الكلمات من الخروج...\منو هذي؟!..و عضت على شفتها السفلى على غباءها و تسرعها...
أجابها و ببرود شديد..\ما يخصك!!
نورة \لأ يخصني يا أستاذ و انت تحط صور بنات الناس فلابتوبك..
يسار \خلاااااص..يعني بنات الناس بيهموك؟!!...و مثل ما قلت ما يخصك!!!
ضربت بقدمها على الأرض و هي تقول...\تبي شي ثاني أنا بروح...و دموعها قد ملأت تلك العينين...و تركته و لكن قبل ان تخرج استوقفها صوته...\حضري نفسك اليوم بنروح القصر...لم تلتفت عليه و خرجت...لتعلن تلك الدموع عن نزولها..إذاً هذه هي من سمعته يتحدث معها تلك الليلة...هذه هي...يحب أخرى عليها؟!!..


********************


استيقظت لتتيقن أن ما حدث لم يكن حلماً بل هو حقيقة و كل الأدلة تبرهن ذلك... تناولت الغطاء لتغطي جسدها و تتحرك من السرير بعرجتها المعتادة لتدخل الحمام و تغلقه عليها...وقفت عند المغسلة و أتكلت يدها عليها و باليد الأخرى كانت ممسكة ذلك الغطاء الملتف حول جسدها...رفعت رأسها في محاولة منها لإستنشاق أي ذرات من الهواء...لعله يمكن لروحها أن تستيقظ من ذلك التوهان...بدأت بالبكاء الذي ربما يمكنه أن يقلل تلك الحرقة التي تشوب كل صدرها...حاولت حبس شهقاتها و حاولت جاهدة...و لكن دونما جدوى..فأنفاسها قد كانت تعلو و تهبط بسرعة خيالية...
تعشقه؟!..نعم؟!..و تعشق أنفاسه...و كانت تحلم بتلك اللحظات في كل ليلة و كل ثانية في حياتها..و لكن؟!!...ليس بهذه الصورة؟!!...أكلّ هذا من أجل ذلك الطفل المنتظر؟!...تتمنى الموت ألف مرة قبل أن يعاملها و كأنها جارية لتنفيس الرغبات سواء كانت بإنجاب طفل أو غيرها...
دخلت بجسدها و بذلك الغطاء الذي عليه تحت الماء لتحاول غسل تلك الألام التي تعتصر قلبها...و بعد مدة من الزمن...خرجت من الحمام لتجد ذلك الذي لطالما عشقته ممددا على السرير...لا تعلم و لكن بما فعله ربما قد قتل شيئا كان قابعا في ذلك الركن من قلبها...
حاولت أن تتحرك ببطء شديد..لكي لا يصحو من نومه و لانه ليست لها أية قدرة على مواجهته أو النظر في عينيه بعد ما حدث...ارتدت عباءتها و تناولت مصحفها و سجادتها لتخرج من ذلك المكان و تختلي بالواحد الأحد الوحيد الذي يسمع شكواها و يعلم ما بها....


************

منزل عبدالعزيز...
بعد إقناع شديد منه للدادة وإخباره لها بأن عبدالعزيز على علم بقدومه...وافقت أن تجعله يدخل لروح التي قد كانت تعزف في الصالة الداخلية...و لكنه أخبر الدادة أن تجعلها ترتدي غطاءاً قبل دخوله فليس من شيمه أن يراها بدون غطاء...
كانت هي تعزف كعادتها في تلك البقعة التي لطالما عشقتها و على أحرف ذلك البيانو...ربما يمكن لذلك البيانو أن ينسيها بعض آلامها...أتتها الدادة لتضع الغطاء على رأسها..استغربت روح لتقول...\دادة شنو فيه؟!
وضعت الدادة يدها على كتفها لتقول بإبتسامة...\لا حبيبتي بس فيه عامل يبي يصلح التكييف..
روح ببلاهة..\و شنو فيه التكييف؟!
الدادة \مافيه شي بس شوية عطل...
روح \أوكي...
لم تعر ما قالته الدادة أي انتباه و أكملت ما كانت تقوم به من عزف...و إذا بتلك الرائحة تتغلل لشعبها الهاوئية لتمس تلك البقعة من صدرها تلك البقعة التي تخصه!!..هذه رائحته!!...هو...التفتت لتجده واقفاً في نهاية الصالة بذلك الطول الذي لطالما عشقته...شهقت بصوت عال من هول الصدمة...لتسمع منه...\و عليكم السلام...
لم تستوعب حتى الآن وجوده أمامها...وضعت يدها على صدرها لتقلل من تلك الضربات التي أصابت قلبها...قال هو و بهدوئه المعتاد...\عزفك تطور جداً...
أيضا لم تقدر أن تجبه بشئ...\يعني بتم أتكلم مع نفسي و مافي رد...
حاولت ان تمثل البرود المنافي جداً لتعابير وجهها...هل نسيت انها شفافة كالزجاج؟!!...\هلا..
قال وهو يضع يديه في جيوب ذلك البنطال الكحلي و كما اعتادت منه دائماً...محمود \كيفك؟!
لم تستطع كبت ذلك الفضول المؤلم الذي يحرق روحها...\شنو اللي جابك...مو المفروض تكون معرس؟!
ابتسم تلك الإبتسامة التي تدل على أنه يعلم ما بداخلها جيداً و يعلم أنها تمثل دورا ليست لها قدرة في تمثيله....فهو قد ابتسم لانها لم تستطع كبت نفسها من فضولها..قال لها...محمود \يعني لازم أكون عزابي عشان أجي؟!
اغتاظت جدا من تلك الطقوس الباردة كالثلج التي يمارسها عليها...و لم تجبه و لكنه قال...\كيف بيتم العرس و العروس لسة ما أخذت موافقتها؟!
طعنة يغرسها في صدرها..أجاء لكي يلقي عليها تلك الكلمات؟!!..و ما ذنبها في تلك الغبية المتخلفة التي يريد الزواج منها...!!!...قالت له و بنبرة طفولية قد اعتادها منها...\و أنا شنو دخلني فيك انت و هذي ال...سكتت و لكنه ابتسم أكثر حتى بان صف أسنانه و قال...\الشنو؟!
روح \الجميلة!!
محمود \هههههههه....
استغربت من ضحكته...و قالت بغضب قد كان بادياً عليها...\شنو اللي يضحك؟!
محمود \و الله إذا عن الجمال فهي قمة في الجمال...
يا ربي؟!!!...لماذا يحاول قتلي بهذه الطريقة المميتة؟!...قالت و قد بدأت كل أقنعتها تسقط منها...\ما شاء الله ربي يخليها لك.. الحين ممكن أمشي...و حركت كرسيها لتتوجه للخارج و لكنه استوقفها و هو يمسك بكرسيها المتحرك...\لحظة...
روح \شنووو تبي؟!
محمود \انتي ليش معصبة كذ؟!
روح \لأنك ما تفهم؟!!!...من أين أتتها الجرأة لتقول كتلك الكلمات؟!
هو بابتسامة وهو يستمتع بالتعذيب النفسي الذي يمارسه عليها...\مافهم شنو؟!
روح \دكتور...ممكن تسيبني؟!!
محمود \اوكي بس الأول أبيك فموضوع؟!
روح \إذا عن زواجك من هالجميلة الحسناء فمابي أسمعه...
محمود \هههههههه...
يا ربي كم هو متخلف!!!...يضحك و أنا أحترق بدواخلي...\أوكي قول موضوعك..؟!!
محمود \أوكي بنحكيه كذا؟!..لازم أقعد...
روح \أوكي..و جر كرسيها ليوقفه أمام ذلك الكرسي الذي جلس عليه ليقابلها...أمسك يديه ببعضهما و نظر لها و لكنها لم تقو فشتتت نظرها في أثاث الصالة...
محمود \روح أبيك تسمعيني زين؟!
ما هذا الموضوع الذي يريدني فيه...يا رب رحمتك؟!!..أتمنى ألا يكون لديه النية بالتحدث معي في موضوع حبي له!!
محمود \أنا مثل ما تعرفين طبيبك النفسي و من ما عرفتيني فأنا طبيبك و ما بكون أكثر من كذا بالنسبة لك...و الغريبة انك ارتحتي لي حتى مع ذاك الفارق الكبير في السن بينا...سكت مدة لتحس هي بأن أنفاسها ستتوقف و ستموت لا محالة و مما يبدو أنه يريد أن ينصحها في موضوع حبها له و كالعادة سيقول لها ان ما بداخلها هو محض مراهقة!!
أكمل كلامه \و أكيد انه اللي بقوله بيفاجئك بس...قاطعته لتقول و أعصابها قد تلفت من شدة القلق..\ممكن تقولي اللي تبيه بسرعة!!
قال بابتسامة من ردودها الطفولية ...\يا بنت الناس شيلي الصبر!!!....ليش هالشفقة؟!
أخرسها بكلامه و أكمل ..\الحين ما سألتيني منو هالبنت اللي أبيها!!
روح \و ليش أسألك..ما يخصني...
محمود \لا يخصك!!
تكورت عيناها و هي تتعجب من حال ذلك المستفز الذي يحرق أعصابها كلمة و راء الأخرى..\و ليش يخصني بالله؟!
محمود \لأن البنت..هي...انتي...
هي سمعت جملة..و لكن من المؤكد أنها كانت تهذي بها لا غير...جملة كان فيها كلمة ( انتي )!!..لا ربما أضافتها هي بنفسها من أهوائها...أحست بأنها سيغمى عليها...شهقت..و أصبحت تحاول سحب تلك الذرات من الأكسجين المحيطة بها...و لكن أحست بأن الهواء قد نفد منه الأكسجين و قد صعب عليها التنفس...وضعت يدها في صدرها و هي تحاول استنشاق الهواء...
محمود \روووح...شنو فييك؟!..رووح!!
لم تجبه و كانت تحاول جاهدة سحب الأكسجين...محمود \دااادة...جيبي دوااها...
جاءت الدادة مسرعة لتقول...\شنووو سويت لها؟!!
محمود \بسرررعة جيبي دواها...
أسرعت الدادة لتأتي بذلك الدواء للأزمة و أخذه منها ليرش منه في فمها..و بعد عدة مرات حتى بدأ تنفسها بالإنتظام...كانا يترقبانها لتقول و بصعوبة...\دادة...خذيني لغرفتي!!
أومأ رأسه للدادة لتأخذها و خرجت بها..


***************


لبنان..
بيروت..
حديقة الصنائع..

تتمشى ليحيط بها ذلك الكم الهائل من اللون الأخضر...تحب الطبيعة جداً..لأنها كما هي و كما خلقها الله..ليست في حاجة لمجملات أو لأي نوع من الأقنعة لتظهر نفسها...فتنبت بطبيعتها من تلك الأرض..كانت تتمشى لعل ذلك الضيق الذي في صدرها يقل ولو للقليل...تعلم أن السبب الأول و الأخير لهذا الضيق هو بعدها من ربها...وتتمنى لو بإمكانها محو كل ما حدث و البداية من جديد...و لكن روحها المريضة تهئ لها أنه لايوجد جديد مع هكذا ماضٍ!!!
سمعت صوتاً من خلفها...\حلو ان الواحد يتمشى فهالجو...
علمت علم اليقين أن هذا هو صوته..من تلك النبرة التي قد كان لها أثر على روحها...لم تتوقف عن المشي و قالت له...\و عليكم السلام...
ابتسم وهو يجاريها في ما تفعله...\كيفك؟!
نادية \زينة...
سكوت قد حل بينهما و كل منهما يتأمل في المارة و البشر الجالسون في المقاعد الموزعة على الحديقة و تلك السيارات التي تقطع الطريق...قالت له..\آسفة لاني ما رديت على طلبك...
قاطعها ليقول...سياف \أنا ما جيت عشان أسمع ردك...بس حبيت اتمشى..
لم تصدقه...و هي تعلم علم اليقين أنه يريد سماع رد منها...و لكن هي قررت و الحل الأسلم هو أن ترفض...فهي لا يحق لها أن تحلم بمستقبل مع أي رجل...فستظل حبيسة ذلك الماضي الأليم...قالت..\أنا حبيت أقول لك ان ردي هو...و لكن قاطعها عندما رأته ممسكاً بذلك الطفل الصغير الذي كان يحاول جاهداً أن يمشي جيدا بجسده الصغير و يبدو أنه كان سيفقد توازنه و سيسقط بعد قليل و لكن يدي سياف تناولته ليرفعه في الهواء و يلعب معه...كان المشهد روعة وقفت فقط لتتأملهما...حمله و اقترب منها و قال لها بابتسامة...سياف \شنو رايك فيه..قمر؟!!
ابتسمت و قالت له...نادية \يجنن!!
و رأت تلك السيدة تقترب و يبدو ان الطفل لها ....و قال لها سياف..\ما شا الله ربي يحفظه...
السيدة \شكرا كتيير ...و تناولت طفلها بين يدها لتتركهما...أصلح قميصه الذي قد تعفس من حمل ذلك الصغير...و قال لها...\ها شنو كنتي تبين تقوليلي؟!
نادية \كن..أأ..كنت...سكتت مدة ثم قالت و هي تحك رقبتها من الإرتباك الذي لم تعهده في حياتها من قبل...\ابي أقول اني موافقة...
لم يتفاجأ و لم يكن رده كبقية الرجال عندما يسمعون رداُ كذلك بأن يقفزوا أو أي تصرف آخر يدل على الفرح و لكنه قال بعد سكوت قد دام لمدة من الزمن...\و شنو اللي خلاكي توافقين؟!
احرجت جدا من سؤاله الذي لم تتوقعه بتاتاً...حكت رقبتها للمرة الثانية و قالت...\أممم..مادري...سكتت مدة ثم قالت له..\تدري اني أكبر منك؟!
قال وهو يضع يديه و راء ظهره وهو يمشي معها...\وبيهم؟!
ردوده دائما ما تفاجئها!!..\شنو اللي بيهم؟!
سياف \بيهم إذا في فرق مية سنة بينا؟!
نادية \طبعاً بيهم...
سياف \في شنو؟!
نادية \فركت يديها..لماذا تحس بأنها هي التي تصغره في السن بآلاف السنين..لماذا يربكها بهذه الطريقة...\ممم..أشيا كثيرة...
سياف \مثل شنو؟!
نادية \ممم..مادري..بس برضو العمر بيهم..
سياف \و أنا ما شوفه بيهم فشي...ابتسم ثم قال..\و بعدين انتي قلتيلي هالمعلومة على اساس اني بغير رايي اذا انتي أكبر مني؟!!...و للعلم فقط..أنا أدري انك أكبر مني بخمس سنين...فاجأها بتلك المعلومة..فلم تتوقع أنه يعلمها...سكوت قد حل بينهما للمرة الثانية لتكسره بسؤالها....
نادية \ليش تبيني؟!
ابتسم...\سؤال ماله جواب..!!!

****************

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
شبكة ليلاس الثقافية