كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
9- سقطت ....... ألى أعلى
وأمضت توني الليل في أحد الكراسي الوثيرة منكمشة كأنها حيوان مذعور , كانت منهكة تماما ومع ذلك نامت نوما متقطعا كأنها تحمل عبئا ثقيلا.
وعندما بدأ الضوء يزحف حول أطراف الستائر , أستغرقت في نوم عميق صحت منه على صوت الهاتف بعد خمس دقائق تقريبا , وسحبت نفسها من الكرسي , وكان المتكلم هو الشرطة تسأل عن غراي.
ورفعت شعرها الأشعث ألى الوراء , ونظرت ألى الساعة الكهربائية فأذا بها تشير ألى التاسعة تقريبا , وأجابت :
" أنني آسفة... السيد لورنس ليس موجودا الآن , أنا سكرتيرته هل تترك له رسالة؟".
" أرجو أن تطلبي أليه أن يتصل بالشرطة ويطلب الشاويش براون من فضلك".
كان الأنهاك سيدو في صوت رجل الشرطة كأنه سهر طوال الليل أيضا .منتديات ليلاس
" نعم , سأفعل .... أشكرك... ألى اللقاء ".
وكتبت الرسالة على مفكرة الهاتف , ثم أخذت القلم مرة أخرى وأضافت :
"عدت ألى الطرق البيضاء بالقطار , توني".
وأوصدت باب الشقة بعد ذلك بعشر دقائق خلفها , وهبطت الدرج , وخرجت ألى الجسر , كان النسيم البارد يهب من النهر وأحست ببرودة الجو بعدما تركت الشقة المكيفة وعبرت الطريق وأسرعت في السير , كانت مقتنعة بأن المشي ينشط التفكير . ووجدت نفسها عند جسر وستمنستر بعد ذلك بوقت قصير , وأكتشفت أنها لم تكن تفكر على الأطلاق .
ووقفت تطل على النهر الملون بلون الأردواز وعلى المارة الذين يهرولون , وقد شحبت وجوههم وخفضوا رؤوسهم خشية الرياح , كان المنظر صدى لما تحس به من كآبة ... وألتفتت وأتجهت ألى مدخل الأندرغراوند.
كانت تعتزم العودة ألى الطرق البيضاء بأسرع ما تستطيع , وماذا بعد ذلك؟ لم تكن تعرف , ولكن على الأقل ستكون مع الناس الذين يهتمون بأمرها فعلا .
وأتصلت هاتفيا من محطة باذنغتون بعد أن عرفت موعد القطار , ووجدت سائق بنيامين ينتظرها في السيارة , وأبتسمت أبتسامة ضئيلة وهي تركب السيارة فقد أحست عند ذاك أنها بالفعل الآنسة أنطونيا وارين , لم يكن ذلك يعني لها شيئا كثيرا عندئذ , ولكن المهم أنها ستصبح مع أمها من جديد ومع بنيامين , وقد فرحا بعودتها وأبديا أهتماما كبيرا بسماع ما حدث منذ غادرتهما .
وطمأنت بنيامين ألى ثقة غراي بأن معرض كارين لايتر في الأسبوع التالي يضم أحدث المعروضات , وأخبرتهما عن سرقة سيارة غراي وعن أضطراره لقضاء الليل في مكان ما بينما أضطرت هي لقضاء الليل في شقته في شيلي.
وعلقت أمها :
" يا له من رجل شهم كريم".
ونظرت توني أليها ولكن نظرتها لم تكن تحمل أي تلميح بالسخرية وأبتسم بنيامين أبتسامته الرقيقة , وأضاف:
" وعد بأن يعنى بك يا عزيزتي , أنه يعرف ما تعنينه بالنسبة أليّ".
كانت هذه العواطف تتجه مباشرة ألى خطوط دفاعها فلقد جفت عيناها طوال الليل .
وتنهدت وهي تنظر عبر الردهة الكبيرة المريحة وقالت :
" أنه شيء جميل أن يعود الأنسان ألى بيته".
وعلق بنيامين :
" هذا هو أبدع ما سمعته منك".
" أنه الحقيقة!".
باتت الطريق البيضاء بيتها في وقت لا يكاد يصدق , وبدأت تفكر كيف تصبح جزءا من الأسرة ومن العمل بينما كان الموقف بينها وبين غراي آخذ في التأزم لأسباب عديدة .منتديات ليلاس
وخرجت في تلك الأمسية ألى الأسطبلات لتشاهد المهر , وهناك رأت دومينيك , كان يصفر وهو ينظف الحصان الكبير الأسود , لوسيفر وظلت ترقبه لحظة قبل أن يراها , ,وفكرت في أدريان من جديد , كانت لدومينيك نظراته الطليقة وشعره الأشقر الكثيف وكان من الزاوية التي تقف فيها يشبه أدريان الذي فاز بحبها الأول , وألتفت وقال :
" توني ! لقد رجعت! عظيم!".
وضرب لوسيفر براحة يده على ردفه ودفعه ألى الأسطبل ثم أغلق الباب وجاء ليعانقها قائلا:
" كنت أفكر فيك في هذه اللحظة بالذات".
" لا تقل ذلك....... أنك تبدو راضيا عن نفسك تماما !".
" الحقيقة أنني كذلك , فالأمور تتحرك سريعا , في عالم دومينيك فنش والطريق ألى الفضاء الفسيح ينفتح أخيرا".
" حقا؟ كيف ؟".
" تذكرين أنني قلت أنني لن أفكر في أستراليا ألا أذا لاح شيء في مستقبل آن...... ويبدو أن هناك جديدا في هذا الشأن , شيء لم نكن نتوقع أن يحدث بهذه السرعة و آن تريد أن تراك...... أذهبي ألى الكوخ...... فهي تعتقد أنك مهدت لها الطريق بشكل ما".
" أنا..... أنا لم أفعل شيئا".
|