السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فكره اعجبتني
أسعد الله أيامكم ولياليكم بالخير , ومرحباً بكم أعزائي في برنامجنا " ألو .. معكم المؤدبه .
واللّي راح يكون معكم بشكل دوري , وفي كلّ مرة بنتكلم عن فكرة من ضلعٍ المجتمع , لكن على شكلٍ عميق من الأخذ والعطاء وإيجاد الحلول والتطرق للفكرة من كامل جوانبها بإذن لله تعالى .
ومع أوّل حلقة من البرنامج اخترنا عنوان " فن التعامل مع الآخرين " .
قبل أن أبدأ في الدخول في تفاصيل فن التعامل .. علينا أن نعرف عن أنفسنا وتصرفتنا أولاً .
إذا سألك أحد هل أنت شخص تعرف نفسك ؟ بكل بساطة راح تقول [ نعم ] .
وهذا غالباً عند البعض غير صحيح .. فحتّى علماء العلمين الاجتماعي والنفسي أكدوا أن الإنسان لا يعرف نفسه وهذا ما جعل العلاقات بين النّاس تصبح في حالة توتر
إذاً نحن مطالبون بمعرفة أنفسِنا وهذا الطريق يكون عبر حواس الإنسان " المتزنة " , التي تتأثر بالخارج لتعمل بالداخل , فلو رجعنا إلى حالتنا الطبيعية في جسمنا لوجدنا أن كل حدث يحدث من الخارج يترك ردة فعل من الداخل , وإن كانت في مجلس أو اجتماع وصافحت ناس لأوّل مرة ستصنع ردة فعل إمّا تكون إيجابية أو سلبية , لكنها بالشكل العام إيجابية وتندرج تحت مسمى " المودة "أو ممكن يكون هناك شخص يتلفظ بألفاظ غير محببة لك فتكون ردة فعلك هيّ القوّة أو الغضب , بذلك يوضح لنا أن ردة الفعل تتلقى انطباعها من العالم الخارجي .
فالمجتمع والآخرين وسلوكياتهم , ونحن ومشاعرنا , واحاسيسنا التي نشعر بها اتجاه ذاتنا والنّاس هيّ طريق لمعرفة أنفسنا , من هذا الطريق علينا الموازنة بين ردة الفعل الخارجية والتأثير الداخلي .
أيضاً نقطة أخرى مرتبطة بموضوع الحلقة .
مصارحة النفس مسلك ممتاز في فن التعامل مع الآخرين , فهل سألت نفسك :
هل أنا واثق من نفسي ؟ شخص تسيطر عليّ العواطف ؟ متزن أو غير متزن ؟ أشعر بالنقص ؟
كل هذه الأسئلة وأجوبتها الواقعية الصحيحة قد تصنع منك إنسان أخر إيجابي وناجح اجتماعياً .
بتحدث بشكل مبسط عن كل نقطة .
- هل أنت واثق من نفسك ؟
هذا السؤال لو تسأله طفل صغير بيقول لك نفس إجابة الكبير بالسن والشاب والمراهق, وبيكون " ايه نعم عندي ثقة " لكن هل فعلاً عندك شعور ينبع من ذاتك بالثقة ؟ الرد المُطلق الغير مصداقي , يعتبر ردّ عشوائي ومظهر اجتماعي عشان الإنسان ما يحسّ بالنقص الخارجي , وهذا النوع من الفرد ما يعرف حقيقة رأيه في ذاته الذي بنى ثقته بنفسه عليها , ولكن الصحيح أن مستوى الثقة و رأيك في نفسك كل ما أرتفع عن مستوى الغير طبيعي يُصبح غرور وعشوائية ومتى ما أنخفص وأصبح متدني " ما تستاهل من يرحمك " !
طيّب السؤال الآخر كيف أعرف أن عندي ثقة بنفسي ؟
للأسف البعض يربط الصراخ والرد الهجومي على أي سلوك أو كلمة يعتبر ثقة وفي الحقيقة هذا خطأ فادح وفشل في التعامل ومعرفة النفس , إذ أن الثقة ترتبط براحة الضمير , وينمو الضمير مع الإنسان منذ الطفولة , وبالتحديد بعد السنتين الأولى من عمره , وقد يشعرك ضميرك بالذنب أو الكراهية أو التأنيب وغيرها من المعايير التي تنساق خلفه , أيضاً يكون الضمير علاقة وطيدة مع الحيّاة التربوية , فعلاقات الطفل مع أبويه تؤثر إيجابياً وسلبياً على حالة الضمير مع المدى البعيد في مستقبله , يمكننا أن نعرف أن كنّا واثقين من أنفسنا إذا شعرنا براحة الضمير وبشكل معقول عن طريق تهذيب النفس و معرفتها .
- هل أنا متّزن ؟
أهم وأخطر جانب ممكن يعيشه الإنسان أو يكون مع صراعه فيه هو الإتزان العقلي والنفسي .
البعض يراه سؤال " مجنون " فكيف تسأل إنسان عاقل راشد بهل إنت إنسان متزن ؟
الإتزان لا يعني مُطلقاً إن كنت إنسان عاقل أو مجنون , بل يعني التوازن النفسي والعقلي , وفي نموذج شائع غير متزن من الجانبين , هناك شخص غير عقلي فكل المؤثرات العاطفية تؤثر على نفسه وعقله وهذا لا يمكن أن نقول أنه إنسان متزن عقليّا ونفسيّا , أيضاً الإنسان العقلاني فقط وليس عاطفي لا يمكن أن نطلق عليه شخص متزن .
بهذا يظهر لنا أن المتزن يُساوي كفة العقل معَ كفة العاطفة .. فيُقال عنه شخض متزن عقليّا ونفسيّا , وهذا يُبين لنا أن الإعتدال في أقل وأكبر الأمور هو نجاح للإنسان في الحيّاة .
-هل تسيطر عليّ العواطف ؟
كثير من النّاس تذم نفسها لإنها ترّى أن عاطفتها تسيطر عليها , وهؤلاء يشعرون أن لا حول لهم ولا قوة , و في أشخاص يحاولون يتجنبون أي واقع فيه مساس بالعاطفة , وعلى سبيل المثال أن بعض الرجال لا تعبر عن مشاعرها لطرف الآخر ظنّ منه أن يحمي نفسه وفي الحقيقة هذا غير صحيح لإنه يحمي نفسه لفترة لكن الشعور بالحب والمودة حيال الطرف الآخر موجود , بمعنى أن لا يستطيع إنكاره .
بذلك هنا من ينفون العواطف وهناك من تسيطر عليهم العواطف أو كما اسميها " تقديس العواطف " بالحالتين إن كانت إيجابية أو سلبية هيّ تخدم الإنسان , إذا حطّ في باله أن الإنسياق خلفها ما يعني سلبية .. لماذا لا نظن أن عواطفنا إشارة تخدمنا وتقودنا للفعل الإيجابي .؟؟
حينما تخدع نفسك بأن العواطف ما تأثر عليك خطأ و أتباعك أياها بالإنصياع أيضاً خطأ .
إذن المطلوب أن تتآلف وتعتدل في ترجمة إشارات العواطف و ستصبح أنت قيادي لعاطفتك ولَيس عاطِفَتُكَ تقودك !
-هل أشعر بالنقص ؟
يختلف الشعور بالنقص من شخصٍ لأخر ولكنه بالعموم احساس يأتي خلف الفشل وغالبا ما يكون وقتي , لكن الشعور بالنقص الدائم فهذا مرض يحتاج إلى علاج نفسي .
في المجتمع يوجد نماذج كثيرة لشعور بالنقص .. هناك من يتحرش أو يُضايق الآخرين أو ربّما يتصنع اللامبالة , هناك من لا يعرّف قيمة نفسه ويتحاشى الآخرين بشتّى الوسائل وعلى سبيل المثال النّاس الذين لا ينظرون لعيون الآخرين حين محادثتهم أو تكون مصافحتهم " بائسة " , وأيضاً فئة التبعية أو ما يسمون "بالقطيع " فقط موافقة الآخرين خوفاً من نبذهم لهم , هؤلاء جميعاً لديهم شعور بالنقص , وأيضاً هناك المركب النقص والذي يكون جسماني .. فبعض النّاس لديها عيوب خلقية لكن هذا النقص لا يمكن أن يجعل الإنسان يهرب من الحيّاة السلمية الناجحة لأجل المركب النقص ؟!
قد تكون لا تملك ساق , قد تكون أعمى , قد تكون بلا أصابع , لكن هل أنت بدون عقل ؟ هل أنت أقل من النّاس علميّاً أو اجتماعيّا ؟ الوقوف مع النفس والرضى بها وامتلاك الشجاعة والإرادة ورفض شفقة العالم تجعل من الإنسان ناجح وعلى مستوى عالي حتّى لو كان يملك عيوب جسمانية .
والشعور بالنقص أمر وارد في حيّاة أيِّ إنسان لكن طريقة تعاملنا وتفاعلنا مع النقص كيف تكون ؟
وهذا ما نحتاج أن نعيد حساباتنا فيه .. متى ماشعرت بالنقص أبحث عن مالديك من امكانيات , ثق بها , أحمد الله على ما تملك : يقولُ علي ابن أبي طالب رضي الله عنه " إذا وصلت إليكم أطراف النّعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشُكر " فإن كنت أعمى فربّما تملك جسد كامل بأتم صحة وعقلاً نيراً وعلماً وافراً و مرتبة اجتماعية مقبولة , فحمداً للهِ على ما لديك .
كل ما قيل أعلاه هو ربط قوي في ضبط فن التعامل ..إن معرفتك بنفسك , وثقتك بها , وشعورك بالرضى وعدم النقص , وسيطرتك على عواطفك وأتزانك ستستطيع بعد إذن لله تعالى أن تكون ناجح في علاقتك مع الآخرين .
* هذا فاصل صغير اختبر فيه نفسك لتعرف إن كنت تحاول أن ترتقي في حياتك : [ الإجابة محددة بنعم أو لا ] .
- هل تنفر وبقوة من الأمور التي تشوش عليك ؟
- تنسى الأحلام القديمة وتفكر في صناعة أحلام جديدة تثبت لك أيام جميلة ومستقبلاً مُشرق ؟
- هل أنت كثير النشاط لكن بدون ردات فعل عنيفة وقوية ?
- هل تشغل نفسك في أوقاتِ فراغك بمواهبك ؟
- إن عملت عملاً و واجهت صعوبة وبعض العراقيل .. هل هذا الأمر يجعلك تُثابر أم يقف عائق ؟
- هل تعمل على مقولة لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ؟
- إذا وضعت أمر في رأسك وقرّرت عمله هل تقوم به مباشرة أو تتردد ؟
- كان هناك مسألة صعبة وجدت أن قرارك صائب هل تقوم به أم تخاف وتحتاط ؟
- هل تفضل أن تكون بجانب الحدث بشكل مباشر أم تكتفي أن تكون مُشاهِداً ؟
- تستطيع أن تجمع بين عملك الذي تقوم به وبين متابعة ماحولك في وقت واحد ؟
- هل تُغير شي بحياتك أو تجدده وأنت تعلم أنك ستستهلك وقاتاً وجُهداً كبيراً ؟
- حينما تتبنى رأياً هل تدافع عنه بقوة ؟
- في أعمالك تضع باعتبارك المستقبل البعيد بدون أن تكتفي بالنتائج المُباشرة ؟
- إن كنت ستسافر هل تفكر وتخطّط لكل شي وتأخذ احتياطاتك وتنظم برنامجك؟
بعد الأجابة بنعم أو لا ..
إن كان لديك أكثر من 10 أجابات بنعم فأنت شخص واقعي وتملك قوة لترتقي بنفسك وتنظمها
إن كان إجاباتك بنعم من 7 إلى 10 إذن أنت ذا مستوى متوسط وعليك أن تبذل جهداً أكثر في الإرتقاء بنفسك
إن كان لديك نعم أقل من 7 إذن عليك تنظيم نفسك وترتيبها والإرتقاء بها وهذا يا أصدقائي لا يحتاج سوى إلى مصارحة مع الذات وبعض الجهد .