لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


13- ليلة عابرة - سوزان نابير - المركز الدولي ( كاملة )

اخبــآآركم اعضآآئنا ناقلتلكم روآآيـــــــــه من احد المنتديآآت يآآرب تعجبكمـ

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-09, 12:34 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
..مــايــا..
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Flowers 13- ليلة عابرة - سوزان نابير - المركز الدولي ( كاملة )

 













اخبــآآركم اعضآآئنا

ناقلتلكم روآآيـــــــــه من احد المنتديآآت

يآآرب تعجبكمـ








..{ الملخصـ



مفاجأة العمر


· يبحث عنها منذ خمس سنوات . . . امرأة من نسج احلامه . . ملاك ، دون اسم ، نجح في هدفه الليلة في تبديد ظلام حياته الي الأبد ، حلم الصين .. حلم ليلة . .

و أخيرا وجدها . . مبتسمة و مشرقة ، كانت هنا أمام عينيه . . خطيبة شقيقه



مقدمة


هي !
حملق "هيرمان نايت " في الصورة بينما كان يضغط بكل قوته علي الرسالة التي يمسك بها في يده .
و نسي تماما الجو السيئ ل"مانهاتن " الذي طالما ظل يلعنه و هو يقبع في منزله .
كما نسي الشعور الرهيب بالضيق الذي كان يزرح تحت طائلته اثناء مشاهدته لبرامج التلفزيون و مقدمها الغبي . هكذا راح عن فكره كل ماكان يشغله و يؤرقه منذ ثوان معدودة و لم يبق سوى ذكرى هذا العشاء الذي أسرع لقضائه مع اجمل فتاة في العالم .
هي !
إنه ينتظر هذه الرسالة منذ وقت طويل ! و لآن حل محل السعادة احساس بالحقد و الضيق . . .
حقد ظالم و غير عادل ن و لكن قلما تخضع المشاعر الانسانية لما يمليه عليها العقل و النزاهة .
كان الاحساس بالضيق و المرارة يسيطر عليه ضد سخرية هذا الموقف ، و مع ذلك دلف الي المطبخ الحديث جدا و بدا يعد القهوة بيد غاضبة ن ثم بدأ يتخلص من سترته المبللة بينما ظلت عيناه عالقتين بالصورة التي ثبتها امامه علي التلفزيون .
كان منذ خمسة اعوام لا يتناول سوى المشروبات الكحولية و ليست القهوة ن كان منذ خمسة اعوام يخرج هائجا علي وجهه في الشارع ليهدئ من ثائرته ، او يحطم اى شيئ يجده أمامه و ينثر حطامه في كل مكان كأنه يحاول ان يتحدى قدره القاسي .
وربما فكر في البحث عن أي امراة تؤنس وحدته ، و مع ذلك يجد نفسه دائما وحيدا في النهاية .
و لكن منذ رآها ، منذ ان رأي فتاة الصورة ، لم يعد ، كما كان ن فريسة النزوات المدمرة .
هي الفتاة التي يراها تضحك امامه بين ذراعين رجل آخر . . .
بفضلها ، نجح في السيطرة علي مشاعره السلبية با و حولها الي افكار و افعال ايجابية ، و ها هو ذا الآن يتحسن وجهها بأصابعه ، و لكنه لا يلمس إلا الصورة .
ان مجرد لمسة لصورتها يشعره بالاضطراب ، نعم انها هي ! لقد تغير لون شعرها ، و لم تعد نحيفة و هزيللة كما كانت ، و لكن عينيها ظلتا كما هما . . . بلونها الاخضر و تعبير السعادة و ثقة في الحياة .
لم تضف عليها هذه الاعوام الخمسة اي تغييرات .. و لكن ليس بغريب :فلن تستطيع عوالم الزمن تغير معالم الملائكة ، و لكنها تزيدها روعة و جمالا فقط .
" ملاك في الظلمات " ... هكذا كان يراها ، و كان مجرد لمسها يبدد الظلمات من كابوس او تخلص من عماه .
لم تكن " هونج كونج " الا ميناء يرسو عليه لمدة قليلة و هو في طريقه الذييؤدي به الي المعركة جديدة مسرح جديد للأحداث الدموية التي تذيع شهرته كصحفي ناجح و تجعله يعتلي القمة دائما .
لقد استيقظ في اليوم التالي لوصوله عند الظهيرة و هو يعاني آلما مبرحة في رأسه نتيجة لتناوله المشلاوبات الكحولية طوال طريقه من امريكا الجنوبية .
لم يكن يعرف اين هو و لكنه يشعر بالراحة لسماع دوي طلقات من حوله .
ثم أتي الليل ، عندما ذهب الي هذه الامسية يائسا كأنه يحاول بذلك خنق الاصوات التي تؤرقه في الظلمات و تملأ رأسه بطنين مستمر .
فأينما ذه تلاحقه الدعوات نظرا لشهرته الذائعة الصيت و رذائله التي ارنكبها طوال سنوات عمره كانها درع له ، إنه يدخن و يرتكب المعاصي و يزج نفسه في مغامرات عاطفية لمجرد اللذة الجنسية و يهتم بكتابه القصص المنسوجة بعناية .
و لكن ما الشيء المختلف الذي يجده فيها و لا يجده في غيرها ؟
لقد لاحظها و اختارها من بين الجميع و كانت تجلس وحيدة و لكن ليست منعزلة .
عندما رآها هيرمان شعر في داخله بمزيج غريب من الحاجة و التحدي و الرغبة . . كانت صغيرة و هزيلة . .كان جمالها يحمل طابعا شرقيا و يبدو متناقضا تماما مع لون بشرتها و لون شعرها المتكلف .
و لكنه شعر ان بها طاقة داخلية و قوة اضطرته لأن يسلم لها .
و علي الرغم من تصرافاتها العدوانية ، إلا أنها لم تفقد ابدا رقتها و صفاءها ، و كان دائما و ابدا يغفر لها ويصفح عنها .
وكان أول لقاء بين غريبين فب حجرة منعزلة في احد الفنادق المجهولة ن و علي الرغم من ان اللقاء لا يحمل معني نظيفا إلا انه في نظر هيرمان لقاء حب بكل ما تحمله الكلمة من معان سامية ن حب خلق من العدم . .
لذلك يبدو كل شيء في عينيه مختلفا .. لقد رحلت بدون ان تقول له الوداع و لكنها تركت لديه هذا الانطباع الرائع و هو ... عاد من جديد الي ساحة المعركة و لكنه تخلص من يأسه الكئيب ... و منذ ذلك اليوم ، بدات كتاباته تتسم بالحب و الرحمة و اختفت الكآبة و السخرية من حياته .
لقد كان تحولا عميقا و عسيرا في نفس الوقت و لكنه لم يفقد وحيه و ظل يتذكر .. و ظل يتأمل .
و خلال خمسة اعوام طوال ، ظل مجنونا بحب هذه الفتاة القربية من الخيال ن و لكن ها هي ذي الان اخيرا اصبحت سهلة المنال .. لقد عرف اخيرا اسمها و اين تكون .. و لكن هل ترغب هي ايضا في رؤيته ! و هل يشعر هو انه مستعد لمواجهة نتائج هذا اللقاء ؟
انه سعيد بهذا التحدي ويشعر اخيرا ان جسده و عقله ينعمان بالراحة .
إن هيرمان نايت لن يتغير ابدا . منتديات ليلاس




 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس

قديم 17-08-09, 12:44 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
..مــايــا..
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

}..الفصل الآآولـ


- أي !
قفزت العروس من مكانها ن فهمهمت " هانا " و هي تضع في فمها دبابيس الحياكة :
- معذرة يا " هيلين " .
جلست قرفصاء و تنهدت قبل ان تمسك الدبابيس بيدها و قالت :
- من المستحيل ان تبدو قامة الثوب منتصبة و رائعة ، لابد أنني أخطات عند تصميم الاترون ، و الان من المستحيل علاج ذلك الخطأ .. كيف اخرج من هذا المأزق الآن ؟
ابتسمت هلين سميث ابتسامة هادئة لحماتها المقبلة ، إن هانا خياطة لا نظير لها و تتقن عملها بعناية شديدة فينال اعجاب الجميع .
قالت هلين برقة :
- إنه رائع يا هانا ن و يروقني كثيرا .. انه حقا هائل .. و سترين ذلك بعد الانتهاء منه ..
و إلي الان كان الثوب الحريري ذو اللون العاجي مغطي بالدبابيس و علامات الخياطة .. و لكن هلين كان بإمكانها تقدير شكل الثوب علي الرغم من عدم إلمامها بأعمال الحياكة .
قالت هانا :
- الحق أنني بدات اتساءل هل كنا فعلا محقين في اختيار هذا الموديل ؟ ،
فثوب العروس مقترن دائما بالدانتيل و الازياء الفضفاضة ..
انفجرت هيلين في الضحك .
- و لكن هذه الفكرة كانت فكرتنا من البداية يا هانا !
و انت التي اقنعتني باختيار موديل غير عادي و لا يمكن التراجع الان ، لقد تاخر وقت التراجع كثيرا !
هبت هانا واقفة في مكانها بخفة شديدة لا تلائم سيدة في الستين من عمرها ، و عادت قليلا الي الوراء و هي تعقد ذراعيها علي صدرها لتتأمل عملها عن بعد بعين فاحصة ، ثم قالت :
- من المؤكد أن " إيدا " ستدهش كثيرا ، أليس كذلك ؟
فأجابت هيلين :
- بالتاكيد .
لم تكن إيدا شقيقة هانا لتحسد هذه الأخيرة علي مواهبها كخياطة ، فقد زوجت ابنتها من ثلاثة اشهر و كان ثوب العروس رائعا جدا في طرازه التقليدي .
و كان من الواضح جدا ان هناك منافسة دائمة بين الشقيقتين مما جعل هانا تصر علي استبعاد فكرة الثوب العروس التقليدي لتصمم ثوبا غير مألوف و الحق ان هيلين سعدت كثيرا بهذه الفكرة .
و استوحت هانا هذه الفكرة من معرض للملابس اليابانية كان مقاما في الـ " أرت جالاري " بـ " اوكلاند " ، فالتقطت عدة صور لبعض الملابس عرضتها فيما بعد علي هيلين بحماس شديد .
- لماذا لا نستوحي فكرة الثوب من جداتك .. فيكون عبارة عن كيمونو فوق ثوب ملصق بالجسد و تستطيع مدام هاريسون تنفيذ ذيل الثوب بالتطريز و الجواهر .
فعلقت هيلين التي اعجبت بالفكرة قائلة :
- لقد كانت جدتي الولي من الصين و ليست من اليابان .
و الحق ان هيلين لم تكن تشبه سيدات نيو زيلنده بقامتها التي يصل طولها الي 162 سم ، و شعرها الاسود البراق و عينياها اللتين يميل لونهما الاخضر الي الرمادي و بشرتها التي يميل لونها الي العاجي .
و اخيرا استقر رأي الفتاة و حماتها المقبلة علي ثوب ذي كمين من الحرير الرقيق ترتدي فوقه ثوبا آخر يشبه الـ كيمونو أما الظهر ن فكان له ذيل طويل ، مطرز و رسم عليه شكل استوحته المرأة من كتاب رسومات شرقية بينما ثم تطريز نهاية الثوب الذي يلامس الأرض و الحق ان قماش الـ كيمونو الحريري كان باهض الثمن جدا و لكن هيلين لم تعان من هذه المصروفات لأن اسرة جريج اصرت علي القيام بكل تكاليف الفرح .
و هيلين فتاة يتيمة ليس لها سوى اخت وحيدة اكبر منها تدعي سوزان و هي سيدة متزوجة في الخارج و تعيش بصحبة زوجها و اطفالها الثلاثة الصغار و لذلك لم تستطيع سوزان المجيء للمشاركة في تجهيزات الفرح و كان علي هيلين ان تعترف بجميل هذه العائلة الثانية التي تكرمت بمنحها المساندة المعنوية و المادية .
منتديات ليلاس
صاحت هيلين سعيدة :
- لن أضع هذا الثوب الرائع في الصوان ابدا بعد الزواج فهو رائع جدا لأن اقضي به اي امسية أما بالنسبة للـ كيمونو المطرز فيمكنني استخدامه كتابلوه علي الحائط مثل هذه التي رأيتها في المعرض .
قالت هانا بفرح :
- إنها فكرة رائعة يمكنك اذن وضعه علي الحائط الكبير في حجرة استقبال الضيوف الخاصة بـ جريج بدلا من هذا التصميم الحديث المزعج الذي يضعه هو هناك .
قالت هيلين : التي تشارك هانا في رأيها :
- إنه يؤكد ان هذا التصميم يساوي ثروة .
- علي كل حال لحسن الحظ انه لم يفكر في ابداء رأيه بشأن ثوب العروس و في رأيي ان جريج يعاني من الذوق السيء .. و الا لكا كان ترك هذا الديكور الرهيب علي الحائط في منزله ؟ الحق أنني لا احتمل ان يقرر شخص غيري الألوان او الموبيليا التي اعيش بينها 1 و لكن هذا الولد له تصرفات كثيرة لا افهمها ...
ابتسمت هيلين .. ان هذا الولد في السادسة و الثلاثين من عمره اي انه اكبر منها بحوالي ست سنوات .
كما انه رجل مثقف و يعرف كيف يدير مشاريع الاستيراد و التصدير بمهارة شديدة و دائما مسافر في رحلات العمل .
و لو كان قد اضطر للأستعانة بمهندس ديكور لتصميم ديكور منزله ذلك لأن حياته مضطربة لا تسمح له بالقيام بذلك هذا بلأضافة الي انه لا يثق في ذوق والدته البرجوازي .
تقابل جريج مع هيلين لأول مرة في الطائرة بين سيدني و أوكلاند و كان جريج في طريق العودة بعد رحلة الي معارض اليابن اما هيلين فقد كانت تقوم بآخر مرحلة في الرحلة التي دامت عامين ..
و كانت عبارة عن جولة في جميع انحاء اوروبا مع بعض الاصدقاء و كان هناك من يمول الرحلة نظرا لكونها من افضل السيدات اللاتي ينفذن الملابس الصوفية المصنوعة من التريكو و كانت تبيعها في كل مكان تذهب اليه .
و عندما تقابلت مع جريج كانت تنوي القيام برحلة جديدة و لذلك نوت مرافقته في جميع رحلاته الي الخارج و بفضله تعاقدت مع شركات كثيرة و بدأت اعمالا كثيرة لدرجة انها فكرت بفض الشركة المقامة بينها وبين شركين آخرين و كانت عبارة عن محل صغير في فيكتوريا بارك و لكنها عدلت عن فكرتها لرغبتها في الاتصال بالعملاء دائما كما انها كانت تشعر بسعادة شديدة عندما تسمع كلمات الاعجاب بعملها من افواه الجميع حتي من لم يفكر في الشراء .
قالت هانا فجأة بينما كانت تجمع الخيوط و قطع القماش المتناثرة علي ارض الحجرة الصغيرة التي تستخدمها كــ أتيليه :
- انا سعيدة جدا بزواجك من جريج .. فأنا لم أره ابدا بمثل هذه السعادة علي الاقل منذ سنوات بعيدة .. لقد ظننت في يوم ما انه لن يتزوج ابدا .
وقفت هانا و هي مرتبكة بعض الشيء فقالت لها هيلين :
- لا تنزعجي يا هانا .. لقد حكي لي جريج كل شيء و اخبرني انه كان متيما بحب فتاة فيما مضي كما اعرف المشاكل التي سببها هذا الارتباط في العائلة و لذلك اتفقنا ان ننسي الامر تمام و لا نذكره ابدا .. و ما حدث حدث .. و لكن كل ما يضايقني انه تالم في يوم ما ...
- لقد تألمنا كلنا بطريقة او باخرى و لكننا لحسن الحظ مازلنا اسرة متماسكة مع ابني و الحق انه يوجد بعض المنافسة و لكن ذلك يحدث كثيرا بين الاخويين المتقاربين في السن ن غير مهم ، و لكن هذه القصة ،، علي العموم ، ماحدث حدث كما قلت .
و لكن من الواضح ان هناك عواقب اخرى واضحة فقد لاحظت هيلين بوجود تناقض في مشاعر جريج اتجاه اخيه فكان يشعر انه يبدو دائما في الظل بالمقارنة بشقيقه الاكبر الذي تكلل مواهبه و اعماله النجاح و لكنه لم يفكر ابدا في ايذاءه و في النهاية وقع في حب خطيبة شقيقه و هي ايضا نفس الشيء علي الرغم من موحاولاتهما المتسميتة لمنع هذه العاطفة من الاشتعال ... و في النهاية وقف الشقيقان كل منهما في وجه الآخر في مشهد رهيب تبادلا فيه التهم و الكلمات الجارحة و اخيرا هربت الفتاة و تركت الشقيقين لهول الوقف ...
و عندما كان جريج يحكي لهيلين هذه الفترة من حياته كان يبدو حزينا كان الجرح لم يندمل بعد .
استرقت هانا السمع للأصوت التي بدت عالية في الخارج اي في البهو ثم قالت :
- تري مع من يتحدث نيك .. اتمني الا يكون علي وشك استقبال احد الان ... فموعد العشاء قد حان ، هيلين لا داعي لعودتك الي منزلك بعد العشاء و يمكنك ان تقضي الليل في حجرة الضيوف ..
فأجابت هيلين التي كانت لا تفضل العودة الي منزلها :
- نعم افضل ذلك م و اشكرك كثيرا .
و الحق انها كطانت تسكن في منزل مشترك مع فتاة تدعي جين و تعمل ممرضة ليلية و فتاة اخرى تدعي سيرينا و تعمل مربية و الان تعمل لدي رجل دبلوماسي يعيش مع عائلته في اوكلاند .
- ان جريج ينوي الاتصال بي اليوم ن و اعتقد انه اذا لم يجد احدا في المنزل فسيتصل بي هنا .
و كان جريج يتصل بها كل يومين عندما يذهب في رحلة عمل .
كان صوت الزائر الذي حضر لتوه يبدو مألوفا و فجاة صاحت هانا قائلة :
- يا الهي هل هذا جريج ؟ مستحيل ، انه لن يعود قبل يوم الاثنين ، اليس كذلك ؟ و مع ذلك اشعر انه حضر !
و بسرعة شديدة بدات هانا تفك الحزام العريض الخاص بالـ كيمونو و تنزع عنه الدبابيس و هذه الدبابيس كانت موضوعة مكان الازرار العاجية التي ستغلق الثوب من بدايته الي نهايته .
-اتمني الا يكون جريج غبيا حتي يأتي الي هنا ؟ فهو يعرف جيدا اننا نعمل في الثوب ... و الان اصعدي بسرعة و غيري ثوبك ! فمن امؤكد انه سيأتي فورا لو علم بوجودك ...
و فجاة ظهر زوج هانا الرجل الطيب القلب عند مدخل فحاولت هيلين اخقاء الثوب ، عندما قال الرجل بينما كانت عيناه تلمع بفضول شديد :
-معذرة يا سيدتي و لكننا لدينا ضيف و اعتقد انكما ستتوقفان عن عمل اي شيء اذا عرفتما من يكون الضيف !
-هيرمان !
توقفت هانا من هول المفاجاة لثوان معدودة قبل ان تجري عبر الغرفة كانها طفلة صغيرة لترمي بنفسها في احضان الرجل الذي وقف بجانب زوجها عند المدخل .
-مساء الخير يا أمي .
احتضن هيرمان والدته بينما ترسم علي ملامحه ابتسامة هادئة و يبدو من تعبير وجهه كانه لم يبتعد عنهم الا اسبوعا واحد و ليس عاما كاملا .
-هيرمان .. هل ستظل طويلا هكذا ؟

همس هيرمان كانه يقول نفسه :
-اطول وقت ممكن .
ثم نظر الي يدي هيلين اللتين تمسكان بالثوب الحريري فارتسمت علي شفتيه ابتسامة هادئة و اخيرا قال برقة شديدة عندما لاحظ ارتباك الفتاة :
-مساء الخير .
ثم صاحت هانا :
-يا الهي يان عقلي ؟ تعال لاعرفك علي هيلين و لكن بشرط الا تخبر جريج بأي شيء عن ثوب العروس !
ثم جذبت ابنها نحو هيلين :
-هيلين انه كما تخمنين بالتأكيد ... انه هيرمان .. اشهر رجل في العائلة .. هيرمان اقدم لك هيلين سميث .
-سميث ؟ هل هذا اسمك حقا ؟
شعرت هيلين بالضيق هل يظن انها تخفي حقيقتها وراء اسم مستعار ؟
-بالضبط !
ثم مدت يدها نحوه بخشونة ن و اضافت :
-انا سعيدة بمعرفتك يا سيد نايت .. فانا لم اقابل اي شخص شهير مثلك من قبل .
شدد هرمان نايت قبضته علي يد الفتاة و قال :
-فيما عدا انا يا هيين .
و كان ينطق اسمها بأصرار واضح فشدت هيلين يدها منزعجة :
- انا .. نعم ، و لكننل لم نتقابل من قبل .
-حقا ؟
كان صوته رقيقا و لكن جراته الواضحة و ثبات نظراته كانا يشعرانها بالارتباك قالت هيلين :
-حقا .
-يبدو انك واثقة جدا من نفسك .
-نعم .
بدات هانا و نيك ينظران اليهما باستغراب ربما كان ذلك ما يشد هيرمان نحو خطيبة شقيقه ..
ولكن هل يتعامل دائما بهذه الطريقة مع كل السيدات اللاتي يتقابلن معهن ؟ او ربما يجد فيها شيئا رومانسيا يجذبه ككاتب قصصي ؟
اكدت الفتاة بثبات :
-لو كنت قد رأيتك من قبل اعتقد انني ساتذكر ذلك .
قاطعت هانا :
- انت تظن انك رأيت هيلين من قبل لأنني ارسلت لك صورتها .. هل اتيت من المطار علي الفور ؟ نيك .. هل يمكنك الاهتمام بامر حقائبه ؟
اجاب هيرمكان بعد ان ابتعد اخيرا بنظراته عن وجه هيلين –الذي اكتسي بحمرة الارتباك و الضيق .
-ان حقائبي في الفندق .
ردت هانا بدهشة بينما قطب نيك جبينه :
-في الفندق ؟
-لقد اهتم الناشر الخاص بي بالحجز لي و لم يكن امامي وقت الا لصعود سلالم الطائرة كما انني حاولت بشتي الطرق الهروب من الاستقبال المخصص لي في المطار و لكني تركت الحقائب هناك اما الآن فاعتقد انها في ريجن .. علي كل حال كنت لتساءل فربما يكون لديكم ضيرف ...
-ليس لدينا الا هيلين .. و انت تعرف اننا نرحب بك في اي وقت .
لمع بريق في عيني هيرمان الذي استدار نحو هيلين :
-هل تسكنين هنا ؟
-هذه الليلة فقط و لكني اعتقد انك تريد القضاء هذه الليلة مع اسرتك و انا ..
قاطعتها هانا :
-مستحيل ، كما انم شخص من العائلة يا هيلين ولا يوجد ليدك شك في هذا .
ثم استدارت نحو ابنها :
-فندق يا هيرمان يا لها من فكرة ! .
قال هيرمان بوجه جامد :
-اعرف ان خدمات في ريجن تعتبر سيئة جدا بالمقارنة بك .
-مم لا تعتقد اننا سنبذل قصارى جهدنا من اجلك بحجة سعادتنا بحضورك .. كمان اننا نعرف من خطاباتك انك اتعدت علي الحياة في الفنادق الضخمة .

-اتفق معك في الرأى يا أمي .
نظر هيرمان الي والده نظره لئيمة و لأول مرة شعرت بالعطف نحوه ،ثم قال :
-اعتقد انك ستوافقيني في الرأى ؟
-ربما تكون في حاجة الي ذلك يا طفلي كما يبدو انك متعب للغاية .
-فروق التوقيت يا امي كما ان قصة الكتاب تسيطر علي تفكيري و تؤرقني ليلا .. و صدوره يعد مشقة كبيرة بالنسبة لي الصحافة و النتلفزيون و اخيرا اكون في حاجة الي حنان امي ... سأذهب الي المدينة لأحضر حوائجي فما رأيك ؟
و عند عودتي اتمني ان اجد وجباتك الشهية في انتظاري ..
ربت الب علي كتف ابنه و قال :
-كلا ابق هنا لتتحدث مع والدتك فانت في حاجة الي الحديث معها اما انا فلم افعل شيئا طوال اليوم الا ببعض التمرينات في الحديقة لذلك سأذهب لأحضار امتعتك ... و الآن اتصل بالفندق و اخبرهم بذلك .. فأمامي عشر دقائق فقط للوصول الي هناك .
-اشكرك يا أبي و يمكنك اذن ان تستقل السيارة الموجودة في الممر لقد اجرتها لتوي .. ان جميع تكاليف تنقلاتي علي حساب الناشر دائما و هكذا سأريحهم من تكاليف الاقامة في الفندق .
ابتسم هيرمان بينما حاول الاب التقاط مفاتيح السيارة التي قذفها نحوه ابنه ليكتشف طراز السيارة ن ليقول :
-كنت احلم دائما بقيادة سيارة سريعة مثلها ...
-يمكنني ان اشتري لك واحدة اذا اردت .
تهجم وجه نيكولا حقا يشعر الأب بنجاح ابنه مما يملؤه بالفخر و لكنه لا يؤثر فيه كثيرا .
-لقد قلت احلم بقيادته يا هيرمان و ليس امتلاكها ان وحشا مثلها يسبب ازعاجا دائما .. الي اللقاء يا هانا .
ثم اغلق الباب وراءه و عندما لاحظ هيرمان ارتباك الام قال لها :
-لاتنزعجي يا أمي ، فانت تعرفين انه حذر جدا علي الطريق .
-انه لا يزال مراهقا عندما تعرفت عليهلول مرة كان مغامرا خطيرا .
-وها أنت ذي قمت بإنجاز رهيب في تغيره .
ثم ابتسم لـ هيلين محاولا جذب انتباهها لمشاركتهما الحديث و لكنها كانت لا تزال تشعر باضطراب بدون سبب واضح .
قالت هانا :
-وفي انتظار والدك يمكنك تناول اي شيء يا هيرمان .. و سأذهب لإعداد العشاء .
فأسرعت هيلين بقولها :
-سأتولي انا ذلك بينما تبقين انت مع ابنك لتتحدثي معه .
همس هيرمان :
-في ثوب الزفاف ؟
ثم نظر اليها ليؤكد لها انه فهم انها تحاول الهروب من صحبته فقط .
فقالت هانا :
-هذا صحيح ، اذهبي لتغير ملابسك الآن يا هيلين ثم يمكنك بعد ذلك البقاء مع هيرمان لتتعرفا علي بعضكما ، اما انا فأمامي وقت طويل لتحدث معه طالما نوي الاقامة هنا ، بالمناسة يا هيرمان ، ان التلفيون في البهو الآن و ليس في المطبخ، لقد غيرنا مكانه العام الماضي بعد ان اصبح والدك علي المعاش و اصبح يزعجني بكثرة اتصالاته ..
كانت هانا تخرج من الحجرة و هي تواصل حديثها بينما كانت هيلين تتجه نحو الباب محدثة حفيفا بثةبها الحريري و لكن هيرمان اسرع نحوها كانه قرر الأ يتركها تبرح الغرفة .
ثم قال بتهكم :
-والآن ... يا آنسة سميث ؟
-اتسمح لي هيرمان ؟ اريد تغير هذا الثوب .
وعندئذ كان هيرمان يركز نظراته علي فتحة ما موجودة في ثوب تظهر ساقيها .
ففكرت هيلين انه شخص كريه و لكن ربما ذلك يكون نتيجة للإرهاق الذي يشعر به لفروق التةقيت و حاولت الفتاة ان تتماسك و توجه اليه ابتسامة مضطربة رغما عنها و عندما اقترب منها لاحظت حدقتي عينيه تبدوان صغيرتي جدا بالنسبة لقزحية العين ... ربما يكون ذلك لانه مدمن قد يكون من مدمني كوكايين او اي شيء أخر .
رددت الفتاة بصوت اكثر ثباتا :
-معذرة اتسمح لي ؟

اذن انه الهروب مادامت هانا ليست موجودة لحمايتك و لكنك لن تذهبي بعيدا يا هيلين ..و لا بد ان نتحدث معا .
و اخيرا تنفست الفتاة صعداء عندما ابتعد عن طريقها فقالت لاهثة :
-بالتأكيد الي اللقاء .
ثم ابتعدت عنه و انطلقت مسرعة تصعد السلالم و بينما كانت في طريقها كانت تشعر بنظراته مثبته علي ظهرها ولو طاوعت نفسها لكانت رفعت الثوب و جرت علي السلالم بسرعة شديدة .
و اخيرا ها هي ذي في حجرة الاصدقاء .. وقفت هيلين اما المرآة المثبته علي الحائط و قلبها يكاد يتوقف .. هل هي غبية لدرجة انها ترتبك الي هذا الحد ! انها ليست المرة الولي التي تواجه فيها مثل هذا الموقف و لكن المر يختلف تماما امام هذه الطريقة اللعوب التي يتبعها هيرمان معها .
نزعت الفتاة الـ كيمونو و بدات تنزع بعناية الثوب المثبت بالدبابيس و ذهبت بملابسها الداخلية لتعلق الثوب علي الشماعة و عندما عادت نحو الفراش لترتدي ثوبها و جدت هيرمان في الحجرة و كان يقف مستندا علي الباب بعد ان اغلقه معقود الذراعين ككا يبرز عرض كتفيه فقالت هيلين بضيق :
-اين تظن نفسك انها ليست حجرتك !
ثم امسكت بالثو بسرعة ووصعته علي جسدها .
قال هيرمان ببرود :
-اعرف ، ان حجرتي عند البهو .
-حسنا ماذا تفعل هنا اذن ؟
لم يكن ثوبها مفتوحا من الامام لذا كان عليها ن ترتديه من عند الرأس و بالتأكيد لورفعت يديها لأمكنه عندئذ رؤية جسدها بوضوح ،و عندما تفحص هيرمان الثوب فهم علي الفمر المشكلة التي تعترضها ثم سألها :
-الم تنتظريني ؟
-ما الذي تريد قوله بالضبط ؟
-ألم نتفق علي ان نتحدث معا ؟
-و لكنني ارتدي ملابس االآن .
رفع هيرمان كتفيه قائلا :
- لاتشغلي بالك بوجودي .
اجابت الفتاة بغضب شديد :
-آه ولكنني لا افعل الا ذلك الآن .
و الحق ان مجرد النظر اليه كان يوترها : مزيج غريب من الغربة و الضيق ان جريج لا ينظر اليها بهذه الطريقة ابدا ، و عيناه تشعان بالهدوء و الرقة و الحب دائما .
فكرت الفتاة في ان تؤكد له تجاوزه للحدود كما انها تشعر بالخجل الشديد امام هذه النظرة فقالت لاهثة :
-كيف تجرؤ علي البقاء هنا ...
-هذا يكفي يا هيلين !
استند هيرمان علي الباب و رفع كفتيه بنفاذ صبر فبدا علي الرغم من هيئته العريضة نحيفا جدا كما ان قامته كانت متوسطة الطول ومع ذلك تبدو عليه القوة و الثقة بالنفس مما يجعله مهيبا .
- اننا وحدنا الان فر داعي لذلك اذن ...
- انا لا اعرف عن اي شيء تتحدث !
بدا الضيق في عيني هيرمان .
- انا افهم جيدا ان هذا المر يشعرك بالضيق امام عائلتي ، و لكن لماذا تصرين علي اداء نفس اللعبة معي الآن ؟ هل تخافين ان اخبر جريج ؟
- ما الذي يمكنك ان تخبره به ؟
نظرت اليه الفتاة بريبة مقطبة الجبين و قالت :
- انت تحت تأثير مخدر ما ؟
- انا لا اتناول حتي الأسبرين .
- ربما تكون قد افرطت في تناول الكحوليات في الطائرة ؟
- انا اشرب قليلا و الحق انني كنت مثاليا في هذه الاعوام الاخيرة .
- ماذا ؟ ان والدتك نفسها لن تصدق ذلك !
- الهذا السبب ترفضين التحدث الي ؟ انت تحقدين علي لنك تعتقدين انني نسيتك ؟ و لكن انا الذي يجب ان احقد عليك فلم يكن باستطاعتي العثور عليكي اما انت فكان يمكنك ذلك لأنني –كما تقولين – من المشاهير ... لماذا لم تحاولي ذلك ؟ ... الا اذا كانت خطبتك لشقيقي وسيلة للوصول الي ؟

صاحت هيلين في ضيق :
- لقد وافقت علي الزواج من اخيك لسبب واحد هو انني احبه ككما انني لا اعرف عن اي شيء تتحدث ! هل يمكنك الآن التفضل بتركي وحدي : اريد ارتداء ملابسي !
- انت تعرفين ان ذلك مستحيل ... ليس قبل انو نوضح كل شيء .
- ما الذي تريد توضيحه ؟
- نحن ... قصتنا
- نحن ؟ لا يوجد نحن . لقد تعارفنا من ساعة واحدة .
و فجاة تجاهلت هلين وجوده تماما و بدأت ترتدي ثوبها و بعد ذلك تنفست بعمق و جاهدت لان تتحدث بصوت هادئ :
- سمع يا هيرمان يبدو ان هذه الرحلة ارهقتك كثيرا .. لو تذهب لتستريح قليلا ...
- ارجوك الا تتحدثي معي بهذه الطريقة المتعجرفة يا هيلين .
- انا لا اتحدث بعجرفة .. و لكنك مضطرب ..
- هكذا كان تأثيرك علي دائما .
- تقول ذلك ثانية ! كف عن الحديث معي كأننا تقابلنا من قبل ! فانا لم اراك قبل الآن ... الا علي غلاف كتبك ..
نظر اليها هيرمان بقسوة و تهديد ثم قال :
- هل تنوين الاستمرار في هذه اللعبة طويلا ؟
- و لكنني لا ألعب يا هيرمان ! حقا لا افهم عن اي شيء تلمح !
- هل لك اكثر من عشيق حتي تنسي اول رج اخذك بين ذراعيه ؟
انفجرت هيلين في الضحك بينما كانت في داخلها تحتقر نفسها و تحتقره
- كنت اعتقد ان المراة لا تنسي ابدا اول عشيق لها .
اكتسحت ملامح هيلين بالغضب و صرخت قائلة :
-يبدو انك تهذي تحت تأثير المخدر ! او انك مجنون ! فنحن لم نتقابل ابدا من قبل ، و لم نكن ابدا ...
- تذكري يا هيلين .. "هونج كونج " منذ خمسة اعوام كان شعرك يميل الي اللون الأشقر و لكن ذلك كان متنافرا مع لون بشرتك الطبيعي .
صاحت الفتاة :
- تأكد انني لم افكر في تغيير لون شعري طوالي حياتي !
و هكذا كنت دائما سمراء ! كما اني لم اذهب ابدا الي هونج كونج ! و يمكنني ان اثبت لك ذلك فلدي جواز سفر عمره حوالي ست سنوات ن هل تريد ان تراه ؟
جمد هيرمان في مكانه و ظل مسلطا نظراته علي الفتاة كأنه يريد ان يتأكد ما اذا كانت حقا صادقة ام كاذبة .
و فجاة تغير تعبير وجهه تماما و بدا مذهولا و نفس الشيء بالنسبة لـ هيلين التي كادت تفقد وعيها لشدة غضبها و الحق انه لك يكن يسخر منها و لكنه يعتقد انه رآها من قبل .
و اخيرا سألها بهدوء :
- اذن اين كنت منذ خمس سنوات ؟
استراحت هيلين بعض الشيء و اخذت تفكر قليلا ثم قالت :
- كنت في انجلترا ... نعم كنت هناك لقد وصلت الي انجلترا في بداية شهر اكتوبر (تشرين الآول ) و بقيت هناك مدة شهرين ثم توجهت الي الولايات المتحدة حيث تقيم شقيقتي مع زوجها و اقمت هنناك لمدة عاك كامل قبل ان اعود ثانية الي نيزويلندة .
- كم كان عمرك انذاك ؟
- 24 عاما .
همس هيرمان :
- 29 عاما .
و فجاة ابتعد عن الباب نحوها و لكن هيلين لم تشعر بأي خوف تجاهه .
- هل هذا حقيقي ؟ متأكدة ؟
- بدون شك ... و اكرر لك انني علي استعد لأن استعداد لن اريك جواز سفري و الاختام موجودة عليه كدليل علي صدق كلامي اسمعني انا لا اعرف من هذه الـ سميث و لكنها ليست انا بالتأكيد .
وضع هيرمان يديه في جيبي سترته و توقف امامها و قال :
- انا لا اعرف .. لنقل اسمها مثلا .
ثم اخذ يتامل ملامح وجهها كأنه يقارن بينها و بين الصورة المحفورة في ذاكرته .

- لقد اخبرتني انها تسمي سميث و لكنني كنت اعتقد ان ذلك مجرد مزاح ...
- ربما لا فهناك عدد كبير جدا من الناس يحمل لقب سمث .
نظقت هيلين بهذه الجملة الاخيرة و هي تحاول بكل جهدها السيطرة علي نفسها حتي لا تفقد توازنها امام حدة نظراته .
- انت تشبيهنها كثيرا ... ربما يكون لديك اخت توأم ؟
هزت الفتاة رأسها بالنفي، فقال هيرمان :
- شبيهة لك ؟ يا الهي كنت متأكدا ان ...
بدا تائها وسط افكاره و كأنه يتحدث الي نفسه .
قالت هيلين :
- هل ... كان بها شيئ مميز ؟
و الحق انها كانت تشعر بالفضول لمعرفة هذه الفتاة التي اتثرت في مثل هذا الرجل كل هذا التأثير .
- نعم .. شيء مميز جدا .. لقد ادركت ذلك لتوي .
- هل كنت تحبها ؟
فجاة بدا لها هذا السؤال غير معقول .
- كلا بالتأكيد لا يمكن ان تكون قد احببتها فأنت لا تعرف حتي اسمها .
- لم يكن ليدنا الوقت لنتعارف .
فهمت الفتاة مغزى كلامه فشعرت بالارتباك و تمتمت :
- حسب فهمي كنت انت و هي ...
- مجرد مغامرة عابرة ... ليلة .
فوجئت الفتاة بالأجابة ثم قال هيرمان :
- و يا لها من ليلة !
- و هل تظن انني من طراز هؤلاء الفتيات ... من النوع الذي يغامر بقضاء ليلة مع رجل لا اعرفه ؟
اكتسي وجه الفتاة بالضيق و اضافت :
- كيف تجرؤ علي ان تراني مثل الغانية ؟
- لم اكن اقصد ذلك ! كما و انني لو ارد اقول اي شيء يخصك و لكن الآنسة سميث لم تكن ابدا غانية فقد كانت عذراء و كانت في غاية الخجل هي الاخرى و اعتقد انها لن تفقد حياءها ابدا مهما اقتربت منها ...
قاطعته هيلين :
- لا داعي لذكر التفاصيل فهذا شيء لا يعنيني .
كان هيرمان قد نسي تماما الي من يتحدث و الحق انه بمجرد ان ينظر اليها كانت تشتغل رغباتها
- هيرمان ارجوك .
- ماذا ؟
كان لا يزال ينظر اليها بنفس الطريقة .
- معذره يا هيلين .. و لكنك قرينتها و اخشي ان اسبب لك ازعاجا دائما بسبب ذلك ..
سألته الفتاة بعصبية :
- ماذا كنت تفعل لو كنت انا هي .. اقصد الآنتسة سميث ؟
- و لماذا هذا الؤال ؟
شعرت الفتاة بالشك في عينيه و لاحظت انه لم يقتنع تماما بانه لم يتقابل معها من قبل ، فتمتمت قائلة بينما كان ينظر اليها هامسا :
- لأن ... جريج ...
- أه فهمت اذن لقد حكي لك جريج ما حدث بيني و بينه ؟
- بالتاكيد فنحن لا نخفي شيئا عن بعضنا .
رفع هيرمان حاجبيه متشككا .
- و هل انت متأكدة انك لم تخفي عنه شيئا ؟ اذن حسب ما فهمت انت تعتقدين انني افكر في ازعاجكما فأحاول الثأر منع باءدعاء هذا اللقاء بيننا للمرة الثانية يا هيلين . هل انت هي ؟
- كلا !
فجاة ظهر صوت هانا علي السلالم و كانت تنادي :
- هيرمان !
زال التوتر عنه و ابتسم قائلا :

- للأمهات دائما طريقة معينة في نداء ابنائهن الا ترين ذلك ؟ و مهما كان ما يردنه من ابنائهن فنحن نتساءل دائما ما السبب في طلبنا !
قالت هيلين :
- و لكنها طريقة تبعث في انفسنا الطمأنينة مهما تقدم العمر بنا فأنا افتقد والدتي دائما و ظللت حتي اخر لحظة في عمرها ابنتها الصغيرة في حين انني كنت في الثامنة عشرة من عمري و كنت اعيش بعيدا عنها انذاك .
ابتسمت الفتاة بدفء و اضافت :
- والآن تحل هانا محل أمي ... فعندما تناديني اتذكر والدتي علي الفور .
- يبدو انها تحبك كثيرا فلم تتوان عن المدح فيك في رسالتها الي عندما بعثت الي بصورتك و الآن اعذريني علي نا سببته لك من ازعاج يا هيلين ، كما انه افضل للجميع ان اكون مخطئا في ظنوني .
ثم انحني نحوها ووضع شفتيه علي خدها فشعرت الفتاة بالقشعريرة تسري في جسدها ثم ابتعد عنها مترددا و قطب جبينه بينما كان ينظر الي شفتيها ففهمت الفتاة علي الفور فيم يفكر ..
تري هل كان لشفتيها نفس المذاق الرائع لشفتي الفتاة التي تشبهها .
صاحت هيلين :
- هيرمان ، كلا .
فنظر اليها و قال لها :
- فنظر اليها و قال لها :
- اعتقد اننا نفهم بعضنا بسهولة جدا ..
ثم اضاف ببطء :
- فانا لم انطق بكلمة واحدة ... و مع .. ذلك ..
علا صوت هانا ثانية :
- هيرمان لقد اعددت لك الطعام !
تماسكت هيلين و قالت بصوت ضعيف :
- من الافضل ان تذهب .. ان هانا تتحرق شوقا للحديث معك كما انني سألحق بكما في الحال بعد ان اقوم ببعض الاعمال .
جاهد هيرمان في تهدئة نفسه ثم قال :
- اتفقنا .. لن تفوتنا الفرصة لنتعارف مادمت سأبقي هنا عدة اسابيع اخري ..
ثم ابتسم لها ابتسامة جعلتها ترتجف .. ان ذلك حقا ما تخاف منه !
قطبت الفتاة جبينها فرفع هيرمان يديه نحو السماء و قال و هو يرجع ال الوراء :
- سأتركك ! الي اللقاء !
- و كانت ابتسامته مشوبة بسخرية واضحة .
- فانا لا اريد لأمي ان تصعد الي هنا فتجدني في حجرتاك فتظن بك السوء ! .
- لا يمكن لأي شخص ان يظن بي السوء كما انني لا اسمح بذلك !
همس قائلا و هو يبتسم :
- سأتذكر ذلك .
ربما يكون ذلك وعدا مكنه ! .
بعد ان غادر هيرمان الحجرة اخذت هيلين تقطع المكان جيئة ذهابا يعصبية شديدة و شعرت انها متورطة في شيء ما بطريقة غير واضحة تري ما الذي يملكه هيرمان ليوصلها الي حد الشك في نفسها ؟

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 17-08-09, 04:04 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
مجهولة
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38965
المشاركات: 357
الجنس أنثى
معدل التقييم: مجهولة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامجهولة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامجهولة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامجهولة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامجهولة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامجهولة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 552

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مجهولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يسلمووووووووووووووووووووو بانتظار التكمله

 
 

 

عرض البوم صور مجهولة   رد مع اقتباس
قديم 18-08-09, 11:45 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
..مــايــا..
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجهولة مشاهدة المشاركة
   يسلمووووووووووووووووووووو بانتظار التكمله




..{
الله يسلمـــــــــكـِ


تشرفت بمروركـ

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 11-05-22, 09:15 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
AYMAN2008
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94934
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: AYMAN2008 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدFrance
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
AYMAN2008 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الله يوفقكم في مسيرتكمممممممممممممممممممممممممممممممممممممم و شكراااااااااااااااااااا للجميععععععععععععععع

 
 

 

عرض البوم صور AYMAN2008   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلة عابرة, another time, المركز الدولي, روايات, روايات مكتوبة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير الجديدة, شلالات القمر, سوزان نابيير, susan napier, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
شبكة ليلاس الثقافية