![]() |
ثم كانت الذكري
ثم كانت الذكري
مقدمة لماذا يكتب شخص ما مذكراته؟ سؤال طرحته علي نفسي و أنا ألمس لوحة المفاتيح لأبدأ هذه القصة. يا لي من مغرورة هل أعتقد نفسي مهمة لهذه الدرجة؟ يا حمقاء من يكتب مذكراته يجب أن يكون شخص ما بمعني الكلمة.. شخص يرغب الآخرين في معرفه أشياء عنه أما أنتي فمن سيرغب في قراءة قصتك التافهة.. في هذه اللحظة قلت لنفسي نقطة نظام .. اخرسي قليلا و من قال لكي إنني أرغب في أن يهتم شخص ما بقصتي .. لست أرغب في ذلك علي الإطلاق .. فأجابتني ساخرة و لذلك تضعينها في منتدى ليمر الناس عليها ثم يعطونها ظهورهم فلا يروها علي الإطلاق أليس كذلك.. تنهدت لقد أفحمتني تقريبا ثم أجبتها مسرعة لا ليس الأمر كذلك لقد و ضعتها هناك لأنني أردت وضعها أليس ذلك كافيا و الآن ألا نبدأ في القصة نفسها بدلا من هذه المناقشة الغير مجدية؟؟ فالبيت خالي تماما و هذا ما لا يحدث إلا كل مئة عام تقريبا فدعينا ننتهز هذه الفرصة و إلا فلن تتاح لنا كتابة هذه القصة أبداً. صمتت هذه المرة و لم تجبني يبدو إنني أنا التي أفحمتها هذه المرة ثم جلسنا معا نفكر من أين نبدأ. الفصل الأول من أين أبدأ؟ ليس في طفولتي شيء مهم علي الإطلاق. لم أكن طفله محبوبة و كان جسدي ضعيفا و أرتدي نظارات و يسخر مني زملائي ويدبرون لي مقالب بدون أسباب و ليس لي أصدقاء تقريبا فبالتأكد كما تتوقعون لم أكن أحب المدرسة كثيرا. أما البيت فقد كانت الحالة أسوأ كثيرا كانت أمي تعتقد أن طريقة التربية الوحيدة الصالحة للأطفال هي العصا .. لم أجد لي صديقا طوال حياتي أوفي من الكتاب فتحولت إلي ما يسمي دودة كتب لا تكف عن القراءة لحظة واحده .... ولهذا تكونت شخصيتي الحالية شخصية تراها فتجدها شديدة الهدوء من الخارج لا تلفت نظرك في شيء ببساطة لأنك لا يمكن أن تراها من الداخل .. ففي داخلي أعاصير و برق و عواصف رعدية .. في داخلي سحب و أمطار غزيرة و حرائق مروعه.. في داخلي زلازل و براكين لا تهدأ و في داخل رأسي عقل لا يكف عن الدوران لحظة واحدة.. لا يرتاح ولا يترك لي لحظة راحة .. عقل مثل غرفة مهملة مليئة "بالكراكيب" .. وفي داخل صدري قلب عربيد لا يكف لحظه عن الحب.. نعم وجدتها .. الحب عرفت من أين أبدأ .. هيا سآخذكم في جولة عبر السنين .. سنعود معا للخلف عشرة أعوام .. هيا امسكوا بيدي حتى لا تتعثروا .. سآخذكم لنتمشى معا داخل الذكري .. و لكن أين تكمن الذكريات؟؟ في العقل؟؟ في القلب؟؟ لست أدري.. علي أي حال لا يهم سأبحث أنا و لكن عليكم فقط أن تتبعوني .. لا تتركوا يدي و أحذروا تلك الأشياء المتناثرة هنا و هناك .. لا يا سيدي لا تسألني الآن لماذا أحتفظ بهذا الحذاء الجديد الذي تعثرت فيه في ذاكرتي كل حكاية ستأتي في موعدها ... فقط دعونا الآن نفحص تلك الأشياء هناك .. هيا ابحثوا معي.. ماذا و جدتي يا سيدتي؟؟ شركة؟؟ لا ليس هذا وقت الشركات فأنا أبحث عن ذكري أقدم .. لقد كانت هنا في مكان ما .. رأيتها بالأمس فقط .. من فضلك يا آنستي .. أعتذر لسوء أدبي و لكن هل يمكنك رفع قدمك عن الأرض قليلا .. هناك شئ ما تحتها .. نعم ها هي أشكرك كثرا .. هذا ما كنت ابحث عنه .. مدرستي الثانوية .. و الآن فلنبدأ...... |
في المدرسة الثانوية
تتساءلون لماذا المدرسة الثانوية؟ لماذا لا تصمتون قليلا لم أدعوكم لتقطعوا علي أفكاري سأقص عليكم كل شيء في موعده فقط عليكم أن تخرسوا قليلا و تتركوني أحكي. و الآن أين كنا ؟؟ نعم لقد عدت بكم لمقاعد مدرستي الثانوية و بالتحديد للصف الثاني الثانوي .. هل ترون تلك الفتاه الطويلة النحيلة هناك .. تلك التي ترتدي نظارات و تجلس في المقعد قبل الأخير .. تلك الفتاة التي إن رأيتها في أي مكان لن تعيد النظر إليها .. نعم تلك الفتاة التي لا يميزها شيء و إن كانت هناك آلاف الأشياء التي تجعلها غير مميزة.. تلك هي أنا .. لماذا أجلس في آخر الصف ؟؟ لقد طلبت أن تكفوا عن الأسئلة يا سيدي و لكني سأجيبك هذه المرة علي أن يكون آخر سؤال.. لقد كنت أجلس في بداية السنة في أول مقعد و كان بجواري فتاة أعرفها منذ المرحلة الإعدادية .. ولكنها كانت مملة .. مملة .. مملة لأقصي الدرجات و أنا طوال عمري لا أكره شيء كراهيتي للملل .. مما دعاني إلي أن أتلفت حولي لأبحث عن شخص أقل مللا و وجدت بغيتي في آخر مقعد .. وجدتها في "نيرة" تلك الفتاة التي عرفتني عليها فتاة ما في السنة السابقة ولا زلت اذكر اسمها و شكلها و العجيب إنها ظلت تذكر اسمي .. عرفتني للفتاة التي تجلس بجوارها "بسنت" التي أصبحت فيما بعد توأم روحي و صديقة عمري .. ولكن في ذلك الوقت لم أكن أحبها كثيراً.. فقد كنت أعرف عنها بعض الأشياء التي سمعتها من الآخرين .. لقد سمعت إنها فتاة مسترجلة قليلا تعتقد أن كل شيء يمكن أن يحل "بالدراع" و له مجموعه صديقات يقول عنهم الجميع إنهم "صيع" لا يهتمون بشيء .. متحررات قليلا في ملابسهن و يعرفون مئات الشبان .. لكن ما أقسي أحكام الآخرين علي من لا يعرفونه .. عندما عرفتها عرفت أنها لم تكن كذلك أبدا و لذلك أصبحنا أصدقاء .. ثم عرفتني بـ "نور" رفيقة مقعدي لعامين متتاليين وهي شخصية لطيفة تصلح بجدارة أن تكون ست بيت و أم العيال (وقد أصبحت فعلا الآن) .. "كنا نلقبها بحنان الأم و حنية القطن" فهي تشبه تماما الست أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ .. تتساءلون بالطبع ما الذي جذب هؤلاء الفتيات المرحات لمصادقة شخص مثلي.. رغم إنه سؤال وقح لم يسأله أحد فسأجيب عليه .. كنا في مرحلة المراهقة .. المرحلة التي تبحث فيها الفتيات عن الحب كما يبحث عالم الذرة عن اليورانيوم .. و كنت أنا دودة الكتب التي لا تكف عن القراءة أعرف مئات القصص الرومانسية التي يرغبن في أن يحكيها لهم أحد فهن لا يرغبن في تصديع رؤوسهن بقراءتها .. لذلك كنت ألعب معهم دور يشبه دور شهرزاد في ألف ليلة و ليلة أو دور الراديو المعطل الذي لا يكف عن الثرثرة. تقولون إنني ثرثرت كثيرا الآن و يجب أن أدخل في الموضوع .. هل أصابكم الملل؟؟ لا يهمني ذلك كثيرا عل أي حال.. أنت الآن داخل ذكرياتي الخاصة و يمكنني طردكم في أي وقت أشاء .. لا ترفعوا أصواتكم لا أحب الأصوات العالية.. نعم سيدتي أعرف تماما إني وقحة و لكن ما المشكلة لقد جئت لهذه الصفحة لأكون مملة و غبية و وقحة كذلك لا لأكون مهذبة و متحضرة .. و الآن كفوا انتم عن الثرثرة .. حسنا سأدخل في الموضوع .. و كانت بسنت هي بداية الموضوع .. كنا فتيات و طبيعي ألا نكف عن الثرثرة عن كل شئ .. أثناء الحصص الدراسية و بين الحصص و في الفسحة و بعد الدراسة عندما كنا نفضل المشي أنا و بسنت للمنزل .. كنت أسكن بعدها بمسافة و لكن كان طريقنا واحد و عندما يحين الوقت لنترك بعضنا كنا نتذكر أننا لم هناك مواضيع أخري لم نثرثر فيها بعد فنقف لنصف ساعة أخري تحت شجرتنا المفضلة أمام منزلها لنكمل حديثنا قبل أن أتذكر أنه يجب علي الذهاب للمنزل الآن و إلا قذفت بي أمي من النافذة فأتركها و أنا آسفة لأننا لم نتحدث اليوم غير سبع أو ثماني ساعات فقط.. يا له من ظلم .. و لكنها الحياة. |
جذبتني ...غرابة ....ماخط قلمك .....استرسلت ....واحسست ..بانك ...علمتي بوجودي ...وتوجهين ....كلامك الي ..انا ..دون غيري ...
اوى تعرفين؟؟؟ لم ...اقرأ...مثل سطورك ..قبلا ....ولكن يوجد ..اول مره لكل شيء.... لك مني ....ارق تحيه ..وترحيب ....بقصص من وحي الاعضاء..... رسمت ...الشخصيه ....بخيالي ....واصبحت ..صورتها ..واضحه ....حتى اني ..تمثلت فيها .... وصفك ...جاذب....وشيق..... تابعي ....ونحن معك .... |
بسم الله الرحمن الرحيم اسلـــــــــــــــــــــوبك في السرد رائع تمتلكين كنز لغوي قوي ومتين , تشبيهاتك للاحداث في داخلك البداية لسرد الطريق التي سنسلكه معك على طول الطريق كانت """مبدعة"""" بكل شوق ننتظر احداث ما حصل في المدرسة الثانوية ودمت بود |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا هلا ومسهلا يا ذكريات وحياك الله اسلوب رائع وطريقوة السرد تحسسك اننا نجلس معك في نفس المكان ونسمع ماذا تقولين قصة تبدو من الوهلة الاولى تحمل الكثير من الذكريات والاحداث ننتظر البقية من احداث مر الزمن عليها وبقية ذكرها اتمنى لك التوفيق وباذن الله سوف اكون من متابعي مذكرتك لو كانت متابعتي بصمت (فروووحه) |
الساعة الآن 11:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
شبكة ليلاس الثقافية