منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f484/)
-   -   تلك الابتسامة الغامضة (https://www.liilas.com/vb3/t87287.html)

ابراهيم فواز 10-08-08 08:38 PM

تلك الابتسامة الغامضة
 
بجوار النافذة المحكمة الإغلاق اجلس في الظلام التام أحيانا يتخلله أضواء السيارات التي تمر بجانب المنزل , فنجان القهوة الصغير , دخانها يتصاعد لا يجد ما يحركه فيُكون هو العديد من الأشكال , حتى خُيل لي انه صنع وجهها الأبيض الرقيق بابتسامتها الغامضة تلك التي تستحوذ على فمها و تنعكس منه على عينها الضيقة. سرحت داخل ذلك الدخان حتى غصت به تماما أدخلني في أعماقه ....

منتدى ليلاس الثقافي
في بداية الرحلة دخلت إلى نفق مظلم يأتي من نهايته صورتها تضيء قليلا المكان , أشارت لي بالقدوم ناحيتها , ذهبت إلى هناك حيث وجدت شاشة عرض كبيرة تبث فيها لحظة مرورها صدفة أمامي في بداية العام الدراسي الحالي و لم أبالي بها .

رويدا رويدا بدأ ضوء الشاشة يبهت إلى أن اختفى.

مرت دقائق الصمت قصيرة إلى أن قطعها إعادة بث على الشاشة , فقد كانت تحكي كيف بدأت قصتي معها ,, كان اهتمام أحد أصدقائي بها اعجابه بالغموض الذي يعتري ملامحها. ويريد أن يستشيرني فهو يعلم بخبرتي ببواطن تلك الأمور ,, إرشاداتي و توجيهاتي هي ما كانت تبث لا اعلم كيف وصلت لها ,, وجدتني اصرخ في أعماقي من الحيرة و الريبة ,,

مرة أخرى أطفأت الشاشة..

انتظرت , طال الانتظار كثيرا هذه المرة , صمت كاد يقتلني ,, فلم تضيء الشاشة و لكني لا اعلم ماذا افعل فالمكان مظلم ,, حاولت أن أجد طريقي فاستندت على الحائط تحسسته , الحائط غريب صلب ذلك ما اعتقدت , لكن ما نزع روحي مني هو عندما وضعت يدي عليه غاصت فيه , جذبني كليا لداخله ,, قذفني بعنف إلى جانبه الآخر أدخلني إلى مدينة واسعة و حدثت إغمائه.

لا اعلم كم بقيت هكذا لكنني استفقت على عالم من الغرائب ,, كثير من الناس اغلبهم أراهم في الجامعة يتهافتون عليها محاولين التقرب منها لكن هيهات ,, لكن وجدتهم هنا في صور مختلفة فقد كانوا صغارا ضعافا محتجزين داخل زنزانة ضخمة قائمة في وسط المدينة تكفي لحبس ديناصورات زمن الأساطير ,, ينادون بأعلى صوتهم على من يخرجهم ,, مشاهد ذلك المكان تشبه إلى حد كبير ما أراه في أماكن تواجدها التي أراها فيها و لكن بتصميم يهز كياني , يدخلك إلى عالم الشك و الغموض ,, لقد أدخلتني مدينة الأساطير التي حلمت كثيرا أن ادخلها و اليوم - اليوم فقط - اندم على ذلك ..

صورها موجودة , بنفس ابتسامتها الغامضة موجودة ,, في أماكن كثيرة في أرجاء المدينة , وجدتها مرسومة على تلك الجبال الحمراء الجميلة في أقصى يمين المدينة , وجدتها على القصر الأبيض الذي يزين يسار المدينة ,,
المدينة واسعة كل ما بها طبيعي الأشجار و الشلالات التي تتكسر فيها المياه على صخور ملساء تحته.. تحوي العديد من مصابيح الإضاءة القوية لتجعل كل شيء مكشوف تماما و الهروب درب من الجنون.


لكن المخيف و الذي هز كياني ما سمعته و رأيته , فقد تركزت الأضواء على صورتها في القصر و حدث آخر شيء توقعته فقد تحركت الصورة و نادت على الفرسان أن يأتوا ليقبضوا على المتسلل الجديد ,
كان عددهم مهول , يرتدون زي العصور الوسطى , خيولهم تصدر أصواتا عجيبة تشبه زئير الأسود ,, تأهبوا سريعا و قدموا للقبض علي ,, تلك الأصوات زادتني تعجبا و فزعا , لم أفكر إلا في الجري و الهرب من هنا , هرولت كثيرا , بعدت اكثر , لكن المدينة لم تنتهي , فلم أجد بها أسوار , مضايق ,, فقط مساحات شاسعة من الخضرة .

عندما تعبت من الجري دون جدوى نظرت خلفي أرى أين هم مني و لكن حدث ما كاد يخرج عيني من مكانها رعبا و ألما و ما انقبض له قلبي حتى كاد يخرج من صدري , فنظرة واحدة للخلف وجدت كل الأشياء ثابتة لم تبعد وعلى نفس المسافة التي بدأ منها هروبي ,, فالقصر و الجبال و السجن على مرمى بصري في نفس المكان .

جثوت على ركبتي يائسا لحالي و نهايتي , الخيول و ركابها قادمون في هدوء السخرية تعلو وجوههم فهم يعلمون ألمي و يعلمون انهم احكموا سيطرتهم التامة , سمعت صوتها من بعيد و هي تضحك ضحكة المنتصر , كلما ازدادوا اقترابا ازداد صراخي , جاء لي فرسان يكتنف ملامح وجههم الانتصار ليحملوني و يلقوني هناك في الزنزانة قاومت بأخر رمق مما امتلكه صارخا بضعف "لا أريد أن ادخل عالمك فأنا لا أريدك لا اهتم لأمرك" ملوحا يدي في الهواء بوهن ثم امسكوا بي......

يدي هذه كانت هي البرزخ بين الحلم و الحقيقة فقد استفقت على صوت تكسير الفنجان الذي ألقيته بوهن أثناء سرحاني , صوت أحسسته انفجارا عنيفا جعلني اقفز من مقعدي بسرعة و خوف شديدين و لكنه أنقذني من مصير هلاكي , حينما ألقيت بالفنجان كان صورتها تحطمت من دخان القهوة و أصبحت حرا.

لم انتظر حتى انظف المكان , أزيل أثار الفنجان المسكوب المكسور , عبرته مسرعا إلى مكتبي أمسكت صورتها بنفس ابتسامتها الغامضة التي انتهيت من رسمها منذ قليل , نظرت لها بحسرة و ألم , مزقتها إلى أجزاء صغيرة جدا من فرط انفعالي ,, ثم ذهبت أزيل آثار القهوة.

jen 10-08-08 10:28 PM

قصة غامضة الى ابعد الحدود
اعذرنى على هذا لكننى لم افهم المغزى منها جيدا
لم اصل لما تريد قوله بها00ارجو ان توضح لى هذا
لكننى اريد الاشادة بالطبع الى الاسلوب الرائع الذى عودتنا عليه
وهناك عدة تعبيرات لفتت نظرى واعجبتنى
منها(حينما القيت بالفنجان كانت صورتها تحطمت من دخان واصبحت حرا)
دائما انا انتبه للتعبيرات فهى اكثر ما اهتم به ويلفت نظرى
انتظر ردك عليا
وانتظر ايضا مرورك على البارت الجديد وتعليقك الذى لطالما اسعدنى وشجعنى

ابراهيم فواز 10-08-08 10:58 PM

اولا اشكرك jenhoud علي مرورك الرقيق
ثانيا القصة فعلا غامضة القصة كلها تدور في خيال الراوي عندما سقط منه الفنجان وبدا يتشكل علي شكل النجمة التي يحبها واقصد بهذه النجمه الدنيا ومايحيطها من مراكز مرموقة
وكثيرا من الناس يكونوا مسجونين في سجون الدنيا الواسعة وايضا سغارا امامها
كل هذا يحدث في خيالة اثناء انكسار الفنجان المسكوب
ارجو ان اكون قد وضحتها
وايضا انا هنا اترك مجالا للفكر في هذه القصة كل شخص سيعنيها بنفسة

اشكرك علي مرورك وتعليقك
والام سأنتقل لرائعتك الجديدة

mohamed adel 10-08-08 11:44 PM

القصة غامضة فعلا وتحتوي علي تعبيرات غامضة
ةلكنها اعجبتني
ممكت تدني رايك في قصتي sms

waxengirl 11-08-08 12:09 AM

:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
رائع رائع منتهى الروعه ...قصتك القصيره ذات الاسلوب الجذاب والتعبيرات الجميله والتشبيهات الرائعه ولكن الاروع المغزى من ورائها .. عندما قراتها لاول مره شعرت انك تقصد معنى كبير من ورائها وسيطرت على عقلى وجلست افكر ماالذى تقصده من ورائها ؟؟؟؟ وفوجئت بعد ذللك باانها الدنيا انها حقا الدنيا بكل ما تقدمه لنا من مغريات حتى نغرق فى اوهامنا معها ونعتقد بذللك اننا ملكناها ولكنها هى من سجنتنا ..........................
مهما قلت فاننى لن اوفى هذه الرائعه القصيره حقها ....


الساعة الآن 04:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية