منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات غادة (https://www.liilas.com/vb3/f264/)
-   -   6- الإيمان... الأمل , والحب - جيتا كينجسلي ( روايات غادة المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t115409.html)

الشجرة الطيبة 24-07-09 08:31 PM

6- الإيمان... الأمل , والحب - جيتا كينجسلي ( روايات غادة المكتوبة )
 
[CENTER]
السلام عليكم رومانسيات
اليوم بقدم لكم اول مشاركة الي
اتمني تعجبكم وتنال رضاكم

تقديم
[

منذ أن وقعت عينا "لوك" علي " راشيل كارستيرز" بدت أمامه رقيقة يخشي من نسمات الهواء أن تطيح بها ...... كان وجهها البادي أمامه يشبه وجه طائر غريد ، وكان يشعر أن أعصابه تكاد تحترق ... كان يعلم أنها لا تسعي وراء المال ... تلك المرأة بريئة براءة الأطفال... وفي لحظة من لحظات الخوف والتردد ، أخذت تسائل نفسها : هل إصرارها علي الوصاية علي ابن كريس خطوة صحيحة ، أم أن هذا خطأ كبير ترتكبه ؟
كان قرار القاضية واضحا لا يبعث علي أي شك .. السيد سومرز سيكون الأصلح لرعاية الطفل ... ما الذي يحدث لها ؟ من دقيقة واحدة .، كانت علي وشك أن تقول له ما لم تقله لمخلوق آخر طوال حياتها ... هذه المكالمة أنقذتها قبل أن ترتكب أي حماقة .... اجتاحها الفكر.
منتديات ليلاس
_ " راش " الطريقة التي اختصر بها أسمها تعتصرها ، تصفدها بالأغلال قيد أبدي ، إثارة ، حياة .......
متي وقعت في حب " لوك " ؟ هل في اليوم الأول للمحكمة ؟ أم عندما حملها إلي الحمام ؟ أم حين رأت كيف يكون حين يكون مع "جوردي" ؟!
_ هل أتخذت قراراً ؟ كان يشعر بما يجري أكثر مما يسمعه منها .
_ لقد حجزت مكاناً علي الرحلة من مطار "لوس أنجيلوس" في اليوم الحادي والثلاثين.
أحس بالألم يمزق صدره مع زوال آخر بارقة أمل كان يتمسك بها................
________________________________


شخصيات الرواية
*"لوك سومرز" صاحب مزرعة " دياموند بار" التي ورثها عن "سومرز" الجد. اعتاد العطاء بلا مقابل . حرم نفسه الكثير والكثير من أجل إبن أخيه اليتيم "جوردي" .وحتي لما التقي براشيل كان عطاؤه بلا حدود. تغلب علي عناده، تعلم الصبر، لم يأخذ الحب بالقوة. فكان مثالاًَ للرجولة في أبهى صورها.

*"راشيل كارستيرز" نفس بشرية هائمة هاربة . كان ما عانته في طفولتها هو دافعها لما فعلته بنفسها . كان السياج الفولاذي الذي أحاطت به قلبها وأحاسيسها أقوي من أن يقتحمه أحد. ذهبت إلي القاضية تطالب بوصاية "جوردي" فرأت "لوك" بالمحكمة ، وتحطمت أول لبنة من لبنات هذا السياج الفولاذي.

*"حنا رودريجز": إن كان لكل مخلوق أم ترعاه ، حتى الأرض الطيبة . فإن أرض دياموند بار كانت لها أم ترعاها هي "حنا" . هي عاملة المنزل ، هي متحكمة المطبخ. هي راعية "جوردي" . هي ملاذ الجميع وإن لزم الأمر،فهي المخلوق الوحيد الذي يمكنه أن يوقف "لوك" عند حده ، تستطيع أن تعاقبه متى شاءت . فإما الطاعة وإما الجزر المسلوق.

*"جوردي سومرز" : "جوردي" ذلك الطفل ذو الشهور العشرة ، ذلك الملاك الذي سلب عقل "لوك" وشل تفكير"راشيل" وخلب لب "حنا"وأهل "دياموند بار" . ترى هل كان سبباً في قدوم راشيل ؟ أم كان سبباً في تمسك "لوك" بها ؟ أم كان سبباً في بقائها ؟ أم كان سبباً في كل ذلك ؟

*"موجو" : أحد تلك المخلوقات العجيبة بالغرب الأمريكي . أحد آخر البقية المتبقية من سلالات الهنود الحمر. كانت لهم معتقداتهم الخاصة المقدسة ، التي سلم بها إلي "راشيل" طائعاً من أول يوم. كانت لهم تمائمهم ، وكانت له خرزته تلك الزرقاء ، جزء من عقيدته، جزء من نفسه، فسلمها إلي راشيل طائعاً ، فكان كأنه يسلمها جزءاً من نفسه.

منتديات ليلاس
"الم يكن حلماً؟"
أخذت "راشيل" تتساءل بصوت ناعم ."لا". ولكي يثبت لها كلامه ، أخذ "لوك" يميل عليها ، يعتزم أن يمرغ شفتيه بشفتيها . بعد لحظات كانت قبلاته تتسابق غلي خديها ورقبتها ، وأصبح نهمه فيها يشتعل بداخله .
كانت عيناها لا تزالان مغلقتين، لم يستطع أن يعرف فيما هي تفكر الآن، أخذ يربت علي رأسها، مستمتعا بذلك الملمس الحريري لخصلات شعرها. أخذ عبقها يداعب حاسة الشم عنده ، ويزلزل كيانه ... أحس كأنما يستنشق عبير زهور الصيف.
_"راشيل" أخيراً بصوت تشوبه العاطفة ، "لا ترحلي الآن"
_أ......أنا لا أعرف ماذا أقول لك.
_ جربي هذه الجملة :أريد أن أبقي يا "لوك" ./CENTER]

الشجرة الطيبة 24-07-09 08:39 PM

الإيمان ...الأمل, والحب
 
الفصل الأول

منذ أن وقعت عيناه عليها ،أيقن "لوك" بالفوز ... لا محالة. مستحيل أن يمنح القاضي الوصاية علي الطفل "جوردي" لهذه المرأة "راشيل كارستيرز" التي بدت أمامه دقيقة رقيقة يخشي من نسمات الهواء أن تطيح بها . أخذ يتفرس فيها ملياً، اكتسحتها نظراته من أعلي رأسها حتى أخمص قدميها متأملاً هذه التفاصيل وتلك التضاريس، متفرساً في جدائل شعرها الحريري المعقوص، والوجه بدا ناصع البياض، اصطدم بهاتين العينين الموحيتين بأشياء شتى. الرماديتان الكحيلتان تعبيراتهما اخترقته اختراقا.. كانتا مشحونتين متحفزتين، مشحونتين بأشياء لم يستطع أن يسبر غورهما، ولكم ود أن يسبر غورهما. وكانت جدائل شعرها الذهبية تداعب هذا الوجه الغض النضر . "راشيل كارستيرز" كانت تجمع بين الاعتدال والإبهار في آن واحد .
نظراتها أشبه بطفل ساذج لا يعلم شيئا مما يدور حوله. كانت أشبه بمن يحتاج إلي من يمد يد العون إليه.. كأنما تريد هذا العون أكثر من رغبته هو في ذلك. ما رآه إضافة لما يسمعه عنها أكد له أنه قاهرها لا محالة. كان وجهها يبدو له كوجه طائر غريد، وكان يشعر بأن أعصابه تكاد تحترق ويكاد لظاها يلفح كل ما حوله ، وكانت هي من القوة كالماء الذي يستطيع أن يطفئ كل هذا الجحيم ..............
منتديات ليلاس
وقد كذب منظرها فكرته السابقة من إنها تسعي وراء المال، لقد ورث عن جده هذه القدرة علي الفراسة واستقراء ما يدور بخلد من حوله. ولم تخنه هذه القدرة مرة واحدة ... هذه المرأة بريئة براءة الأطفال !!
كان يكره تلك اللحظات التي كان يفكر فيها أنها إنما تريد الوصاية علي "جوردي" لمصلحة الطفل نفسه . ولكنه فضل أن يضع الصورة في إطارها الصحيح حتى يستطيع أن يقنع نفسه أنه يكرهها ، تملكه الحنق والغيظ عندما علم أنها ترفع قضية للحصول علي الوصاية علي الطفل ، علي أبن أخيه ، والآن اكتملت الصورة الأنانية والمخادعة ، كل هذا بدا عليها تماما ، كما بدت عاجزة لا حول لها ولا قوة ، لا فرق بينها وبين ابن أخيه ذي الشهور العشرة .
جذبها محاميها برفق، وانتحي بها جانبا وأخذ يهمس ببضع كلمات في أذنها. أخذ "لوك" يتفرس مليا في هذا الرجل الذي اختارته للدفاع عنها ، فاستراح لمشهده وأخذ نفسا عميقا . بدا هذا الرجل كأنما هذه هي أول قضية يترافع فيها في حياته.. بدا كمن يحتاج أن يمد له يد العون هو الآخر. كانا كطفلين يتعثران بالنسبة له، وبدا المشهد كله ساخرا غير متكافئا.
منتديات ليلاس
أخذت "راشيل" تنظر إليه من الخلف عندما دلف داخلا إلي قاعة المحكمة ،هذا هو "لوك سومرز" إنه يبدو قادرا علي أن ينجب دستة من الأطفال وأن يتكفل بهم بلا أية مشقة ... وأن يكون مستمتعاً بذلك .
شعرت كأنما نورها يخبو أمام قدرته الواثقة، وفي لحظة من تلك اللحظات المستحيلة التي التقت فيها عيونهما أحست بعينيه تصرحان بما هو أكثر من النظرة العابرة. أحست في عينيه بالعاطفة، بالتفهم، بالصداقة. وأخذت "راشيل" تحاول أن تزيح من رأسها هذه الأفكار . إنهما خصمان. ومرت فترة حتى استطاعت السيطرة علي ما يدور بخلدها وخيالاتها . وفي لحظة من الخوف والتردد أخذت تساءل نفسها: هل إصرارها علي الوصاية علي أبن "كريس" خطوة صحيحة أم أن هذا خطأ كبير ترتكبه ؟
وأخذت تتخيل "جوردي" ينمو ويكبر في أحضان هذا الرجل ، كما فعل معها والدها بعد موت أمها . لا.. لا يمكن أن يحدث هذا ل"جوردي" أيضاً.
أيقنت أنها كانت علي حق، ولا مجال للتشكك أو التراجع، كان الإنهاك بادياً عليها تماما، كادت قواها تخور تماما، حتى أنها لو أغمضت عينيها الآن لنامت وهي واقفة مكانها.

الشجرة الطيبة 24-07-09 08:45 PM

لقد تأخرت الطائرة القادمة من "بنجلادش" أثناء انتظارها في "هونج كونج" 24 ساعة كاملة. قيل إن السبب عطل في أحد محركاتها، وتناثرت إشاعات أن هناك تحذيرا بوجود قنبلة في الطائرة. ثم أخيرا هبطت الطائرة بمطار "لوس أنجلوس" الدولي ،في السادسة والنصف في صباح هذا اليوم . وكان موعد جلسة الاستماع في تمام الحادية عشرة في "سانت بار برا" لقد اتصلت بمحاميها "ديان جنكز" من مقر الشركة في "بنجلادش" قبل أن تغادرها.
أخذت تستفسر منه عن المكان عقد الجلسة في لوس انجلوس. فاخذ يشرح لها أشياء عن القانون والإجراءات القانونية ، وكيف آن دياموند بار حيث يعيش جوردي الآن تعتبر في نطاق مقاطعة سانت بار برا، مما يحتم عقد جلسة المحكمة العليا لمقاطعة سانت بار برا أي إن رحلتها لم تنته بعد بوصولها إلي مطار لوس انجلوس . أخذت راشيل تستفسر عن مواعيد الرحلات الداخلية إلي سانت بار برا ثم هرعت إلي صالة الخطوط الداخلية . لم تكن الأمتعة أو الحقائب تمثل لها أية مشكلة . فلم يكن معها أي شيء ولذلك مرت من الجمارك بيسر. كانت تحمل معها حقيبة يدها التي تحتوي علي بعض الملابس الخفيفة والعطور وأدوات الزينة.
منتديات ليلاس
استغرقت الرحلة إلي سانت بار برا حوالي الساعة إلا الربع . ألقت بنفسها في سيارة أجرة ، وأخذت تشرح للسائق سبب عجلتها ، والخطورة الكامنة وراء هذا الرجل المتعطش للمغامرة والحرب ، وبالفعل بذل السائق جهدا كبيرا ، ووصل بها إلي اقرب سوق تجاري بالطريق ووافق علي أن ينتظرها حتى تبتاع بعض حاجاتها. دلفت راشيل لأول محل قابلها بالسوق ، وابتاعت أول بلوزة وجدتها تناسب مقاسها وحذاء وزوجا من الجوارب ودفعت القيمة مستخدمة الشيكات السياحية التي تحملها معها ، واستبدلت ثيابها سريعا . وعلي الرغم من قصر الوقت إلا أنها كانت مقتنعة تماما بما تفعل ، فلقد أكسبتها هذه الملابس شيئا من الوقار هي في اشد الحاجة إليه ألان . ثم ما لبثت أن قفزت داخل السيارة التي تنتظرها، وأخذت تتنفس بعمق محاولة الاسترخاء قليلا. كانت الشوارع مكتظة بالسيارات في هذا الوقت ، وكانت كل ثانية تمر عليها تشعر بها مع خفقان قلبها المنهك وتذكرها بأخر حديث لها مع محاميها ، كان كلامه في غاية الوضوح رغم محاولته عدم الضغط عليها : إن لم تحضر الجلسة في الموعد المحدد فإنها ستخسر القضية . أوصلتها السيارة إمام درجات المحكمة في تمام الحادية عشرة إلا الربع، وقدم لها محاميها نفسه. وبنظرة سريعة لمحت دار المحكمة من الخارج، كانت أشبه بقلعة كالتي تصور في الكتب.
أخذت تنظر إلي ديان، واخذ الخوف يزيد تدريجيا. لم يكن حاله كحال هذه المرأة الواثقة التي بصحبة لوك سومرز . كان في حالة عصبية كالتي كانت تمر بها منذ برهة، وكانت خطواته المتعثرة وابتساماته الباهتة غير مشجعة بالمرة، ولا تعطيها هذه الثقة بالنفس التي هي في اشد الحاجة إليها الآن.
تأبطت ميرنا هاستنج وكان هذا يؤذن بوجوب الدخول إلي قاعة المحكمة . كان يتمني أن تتحول المرأة إلي كلمات لكي يستطيع التعامل معها. كان غير قادر علي فهم لغة الجسد ، مع هذه المصاحبة الجذابة لتلك المحامية التي تتأبط ذراعه والتي كان يتمني إن يتعرف علي الجوانب الاخري لحياتها الخاصة ، وأن يسبر غورها.
منتديات ليلاس
وبدخول قاعة المحكمة أصبح لوك مدركا تماما لما يدور حوله . ووافق القاضي علي عقد جلسة الاستماع في حجرة مغلقة، مما يعني أنهم لن يعانوا تطفل الجمهور حولهم وتطلعه لما يدور.
لم تكن الحجرة كبيرة. كان هناك حاجز خشبي يفصل صفوف الكراسي عن بقية الحجرة. كانت هناك طاولتان كبيرتان علي بعد أقدام من مواجهة المنصة الخشبية الموجودة في قاع الحجرة المخصصة للقاضي. وكان علم الولايات المتحدة الأمريكية وعلم ولاية كاليفورنيا يرفرفان علي الحائط خلف كرسي القاضي. وكان يلف الغرفة جلال الموقف وجو مهيب جعل لوك يبدو أكثر قلقا .
كان ما يحتاج إليه حقا هو استنشاق بعض الهواء . شعر بالضعف، شعر انه رجل عادي ذو أفكار عادية:"عش ودع غيرك يعيش".
لقد واجه وفاة أخيه وزوجته وما تبع ذلك من تغير درامي في أسلوب حياته، وهذه العلاقة الأبوية المباغتة التي اضطر إليها اضطرارا، لم تكن حياته في الصغر تهيئه لأي مما يحدث الآن له. ولكي يتقبل ما لا يمكن تغييره، كان يحتاج إلي النضج والعقل، وليس إلي العاطفة، إلي التصرف في الوقت الملائم، وعمل ما يجب عمله. فما بال هذه المرأة ، تتصور أنها يمكن أن تأتي وتأخذ جوردي ببساطة كأنه صندوق من الحلوى!!
وعلي حد علم لوك ، فإن كريس والدة جوردي لم تلتق بابنة عمها هذه إلا مرة واحدة عندما كانتا طفلتين . لم تكن لهم علاقة براشيل كارستيرز إلا عن طريق بعض البطاقات البريدية ، من آن لآخر . فهي لم تأتي إلي عرسهم، ولم تزر كريس بالمزرعة أبدا. ثم ... ما هو اسم تلك الشركة التي تعمل بها ؟ "م. ر. أ" ؟ أنها نوع من المنظمات التي تقدم المنح والهبات. إن الغرض من سعيها وراء المال لتحقق كل ما تصبو إليه هو السبب الوحيد لطلبها الوصاية علي جوردي . وأخذت خيالاته تصورها إليه كمخلوق في مهمة خاصة : بملابس كاكي وقبعة غريبة جاء لكي يغير العالم بأسره . جاء ليحيله جحيما .
منتديات ليلاس
ولم تكن راشيل في الحقيقة تبدو قادرة علي تغيير حذائها دون مساعدة أحد .
أخذ لوك يتخلص من هذه الخيالات المستغرقة . يجب أن لا يستغرقه شيء الآن ، يجب أن يبقي ذهنه صافيا وان يقول إلا ما ينبغي أن يقال . ولكن ترى ما وراء هذه الغريبة؟
وأغلق باب القاعة وبدأ يشعر بالضيق من ياقة قميصه القطني ، ومن الجاكت الصوفي، ومن العالم العين بأسره . أصبحت ربطة العنق الأنيقة كالطوق حول رقبته، أراد أن يتخلص منها لكن ميرنا أصرت علي أن المظهر عليه عامل حاسم، فانتصب وخرج إلي خارج القاعة.
كيف يتوقف مصير طفل صغير علي قرار لغريب ؟ ماذا يفهم ممثل العدالة المتشح بالأسود والأبيض عن المشاعر والأحاسيس ؟ ماذا يفهم عن طفل ينظر إلي نفس نظرة أخي رحمه الله؟ ماذا يعرف عن الشرف والأمانة ؟ عن الرغبات الأخيرة التي لم يفكر أحد في حينها أنه يجب كتابتها وتوثيقها كوصية؟ ماذا يعرف عن الحب ؟

الشجرة الطيبة 24-07-09 08:59 PM

الإيمان .. الأمل , والحب
 
القاضية اريكا وينتو رث أكدت له ميرنا أنها الأفضل . ولم تستسلم لفكرة أنه رجل وقد يُفضل أن تسلم الوصاية لامرأة. يتحتم أولا أن تثبت راشيل كارستيرز العديد من الأشياء . وهو يتفوق عليها لأسباب عدة، فهو أهل للثقة، يعتمد عليه، واسع الثراء.
لكن لا يمكن دائما التأكد تماما. لذا يحاول لوك إلا يخاطر طالما أن الأمر يخص جوردي. فأي خطأ في الحكم علي الأمور سيكون كالعقبة الكئود لا يمكن السيطرة عليه بعد ذلك حيث لن ينفع الندم. امرأة في مواجهة امرأة.ماذا لو فكرت القاضية أن الرجل لا يعتمد عليه في إطعام طفل.. ماذا لو استعملت راشيل كارستيرز سلاح عينيها . ماذا لو ضاعت الحقيقة أمام الإدعاءات والافتراءات .
منتديات ليلاس
الحقيقة الوحيدة هي الحب. إنه يحب جوردي. هذا الطفل ذو الشهور العشرة هو كل ما تبقي له من أخيه. كانت مخاوف لوك تشعره بعدم الأمان من المخاطر. كان يريد أن يكبر جوردي في المزرعة في كنفه وظله ورعايته. كان يريد للطفل أن ينشأ علي مثله وتقاليده.
كان يريد إلا يصادف جوردي في حياته أي سوء أبدا. وأعادت إليه ابتسامة ميرنا وهي تستدير تجاه مقعده الثقة ، كانت كالقط السمين الذي فاز بصيد ثمين سهل المنال ، ويستعد الآن لأن يغسل يديه وفمه بعد وجبة شهية.
- هل ألقيت نظرة عليها ؟
لقد نظر إليها مرتين. لاحظ في المرة الثانية كيف أنها تجلس متباعدة عن محاميها. لا كلام. ولا حراك. كان محاميها يقول شيئا . وشعر لوك أنها لا تود الاستماع لما يقول.
- حتما قد فزنا .
ولأول مرة منذ أن أوكل ميرنا ، دهش لوك باعتدادها المتزايد بنفسها. كانت المرأة كسمكة الباراكودا القاتلة . وقد كان يريد جوردي وليس سفك الدماء بأي حال.
وبلغت الإثارة قمتها بدخول القاضية . وانسلخ لوك من المشهد برمته وحاول أن يبدو كالمشاهد لمشكلة لا تعنيه. كانت هذه هي أفضل طريقة يعلمها تعينه علي اجتياز الأزمات.
وعرض كلا من المحاميين تصورهما للقضية. وطلب كل من الفريقين نفس الطلب.
الوصاية علي الطفل جوردون سومرز البالغ من العمر عشرة شهور. وتم استدعاؤه إلي المنصة، وتم تذكيره بالقسم الذي حلف به منذ برهة. ومنحته ميرنا ابتسامة يعرفها جيدا "القضية مضمونة في الجيب!" وأيقن لوك انه يكره تلك المرأة ذات النظرة الفولاذية والأسنان الشديدة البياض، ولكنه لا يزال يريد أفضل المحامين للدفاع عن قضيته.
منتديات ليلاس
- سيد سومرز، هل أطلعت المحكمة علي ما تعرف عن أحداث العشرين من يوليو ( تموز)؟
تنحنح لوك وانسلت نظراته إلي راشيل كارستيرز. كانت تجلس علي حافة مقعدها ، ولأول مرة يلاحظ أنها تثبت نظراتها عليه . كانت نظراتها تخترقه وتصل حتى أعماق رأسه.
- لقد كنت اقضي نهاية الأسبوع بالمزرعة التي كنت املكها أنا وأخي.
وبدت علي صوته غصة الم.
-"فلقد قرر أخي وزوجته السفر إلي "بالم سبرنجز" لحضور حفل خيري ".
وتوقفت الكلمات هذه المرة لفترة أطول .واضطربت عضلاته حتى انتابت صوته غصة جعلت كلامه غير مسموع بل مختنقاً.
-" ووقعت الطائرة التي تقلهما بعد عشر دقائق من إقلاعها، انفجرت، ولم ينج أحد من ركابها".
ونظر إليها ثانية .كان سكونها يضغط عليه ضغطا، كانت تلف ذراعيها حول كأنها تعاني برودة الجو وكما كانت تريد أن تلطخ اللوحة التي رسمها لتوه. وأيقن لوك في هذه اللحظة أنها بالفعل أحبت كريس . هبطت هذه الفكرة فوق كم الشكوك المتراكم بداخله ، فزادت معاناته . يجب أن يجدوا سبيلا آخر لتحديد ما يختلفان عليه

الشجرة الطيبة 24-07-09 09:04 PM

الإيمان ... الأمل, والحب
 
-"شكراً ياسيد سومرزولكن هل كتب أخوك وصية جديدة بعد ميلاد ولده ؟"
-"لا.وأيقن أن الموت لا يحترم السعادة أبداً.
-"حسنا ، وهل يوجد حارس قضائي معين كوصي علي جوردن سومرز ؟"
-"لا".
-"طبقا للوصية التي كتبها أخوك بعد زواجه، فقد ترك كل ما يملك لزوجته. وأوصي في حالة وفاتهما معا أن أنت المستفيد الوحيد بأملاكه، هل هذا صحيحا؟"
-"نعم".
-"وهلا أخطرت المحكمة عن آخر خطواتك التي تعتزمها بشأن ابن أخيك جوردن سومرز؟"
وأخذ سومرز يتنحنح . لقد أثيرت هذه المسألة مئات المرات، وما زالت الكلمات اللعينة تحتبس في حلقه.
-"لقد قررت أن أهب نصف المزرعة لجوردون كمنحة : نصف دياموند بار . أيضا أوصيت كتابة أن تؤول كل الأموال التي تركها أخي في حالة موتي وأنا لا أزال عربا ، أي إذا لم أكن متزوجا بعد إلي جوردون".
ولكم كره لوك الطريقة التي قال بها هذا الكلام . لم يكن يحاول أبدا اصطناع القداسة . ولكنه كان مضطرا إلي أن يقوله بالطريقة التي فعلها الآن.
منتديات ليلاس
ولكن ميرنا لم تنته بعد :
-"سيد سومرز وماذا فعلت بعد وقوع هذه المأساة ؟"
-"أخذت شهرا إجازة من عملي".
-"لماذا يا سيد سومرز؟.
-"لكي أكون بجوار الطفل".
هل القاضية لديها أبناء ؟ هل تعرف كم قد يفتقد الأبناء الدفء والحنان والآباء المحبين؟ لقد ذبل جوردي، وفقد الكثير من وزنه ، كان دائم البكاء دون سبب واضح. كانت عينا الطفل دائما تنظر تجاه الباب إذا أتي أحد من الخارج.
باحثاً عن أبويه، عن دفء وحنان يجدهما بجواره.
-"وما الذي دعاك أن تأخذ علي عاتقك رعاية الطفل؟"
وأخبرته عينا ميرنا أنه يؤديه علي أكمل وجه . ومن الغريب أنه لم يلاحظ من قبل كم هي جامدة هذه العيون وكم يمكن أن تكون متحجرة.
-"بالتأكيد كان يمكن أن يقوم أحد آخر – عاملة المنزل مثلاً – برعاية الطفل؟"
-"عندنا عاملة بالمنزل تساعدني حنا رودريجز أنا فقط كنت أريد أن أكون بجوار جوردي".
-"والآن ،انقضي الشهر ، هل تنوي العودة مرة آخري إلي العمل ؟"
كانت ميرنا من الحدة بحيث يخشي عليها أن تمزق نفسها بنفسها.
-"لا، أنا أنوي أن أقوم بشؤون المزرعة، فمن حسن الحظ أني أستطيع تأدية عملي من المزرعة".
-"هل صحيح أن ما تعتزمه يؤثر علي فرصك في الترقي ؟ حيث أنك علي وشك أن تصبح نائبا للمدير؟"
-"نعم".
-"إذن لم تفعل كل هذا ؟.
ثقة بالنفس تغلف كل كلمة تنطق بها.
-"لأني أريد وقتاً أطول أقضيه مع جوردي."
كانت ابتسامة ميرنا دليل حي علي الانتصار.
-"ليست لدي أسئلة أخري أيتها القاضية المبجلة".
واقترب منه محامي الخصم سأله إن كان متزوجاً. وإن كان يخطط للزواج في المستقبل القريب. ولم يحدث أي من أسئلته ربع ما أحدثته أسئلة ميرنا.
منتديات ليلاس
وأدرك لوك أن الرجل بلا فاعلية أكثر مما تصوره من قبل. ثم نودي علي راشيل كارستيرز إلي المنصة . وقطب لوك حاجبيه. كان يستطيع أن يقسم أنها تترنح. هذه المجنونة الضئيلة. هل هي واقعة تحت تأثير الشراب ؟ أم نوع من المخدرات؟ وسرعان ما تماسكت، ولم يستطع أن يجزم أن أحدا غيره لاحظ ذلك. وأخذ ديان جنكز يستجوبها :
-"آنسة كارستيرز هلا أطلعت المحكمة علي مكان وجودك عندما بلغك نبأ وفاة ابنة عمك وزوجها؟"
-"بنجلادش ". محاولة أن يكون صوتها واضحاً
-"ومني علمت بالنبأ؟"
-"يوم 30 من سبتمبر ( أيلول )."
-"ولماذا استغرق الأمر حوالي تسعة أسابيع حتى وصلك النبأ؟"
-"الخطابات دائما ما تصل متأخرة في هذه البلاد. وهذا الخطاب بالذات زاد تأخيره لأن المنطقة التي كنا بها كانت تعاني الفيضانات في ذلك الوقت ."
-"وماذا كان رد الفعل الأول من جهتك ؟"
-"أن أعود فورا ، لكي أقوم برعاية الطفل ".
-"ولكنك لم تستطيعي العودة في الحال؟"


الساعة الآن 08:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية