التف الناس حول منزل متولى وعلا صوت عويل النساء ولكن الرجل اصابهم الكمد والحزن على موت متولي وأي موت رأه ذلك الرجل ,, ولو علموا القاتل لأكلوه بأسنانهم حياً ,, وجاء رجال المباحث والنيابة وارادوا حمل الجثة ولكن كامل ابو سلامه اعترض على ذلك وقال : هذا الرجل قد افترسه ذئب وان كان غير ذلك فالأحسن ان نعجل بدفنه حتى لا تشتعل البلدة فكل الرجال يشتعلون غيظاً وحزناً على أخيهم وابن عمهم ..فدعونا ندفن تلك الاوجاع تحت التراب0 قاطعه اشرف بيه قائلاً :يا حجّ كامل لابد ان نعلم هل تعرض المجني لهجوم ذئب أم ان هذا قتل و تمثيل بجثمانه ,! ثم ما السبب الذى لأجله ذهب المجنى عليه الى المقابر ,,؟ فقال له كامل ابو سلامه ..: هذا المنظر البشع لا يفعله انسان ابداً وفى رأسه عقل رجال .أما بالنسبة لذهابه الى المقابر فتشريحه لن يكشف لكم الامر ,,, طيب يا حج كامل ما دمت لا تتهم احد لذا هناخد اقوال بعض الرجال ,, وبالفعل انتهى ضباط المباحث منن أخذ اقوال رجال العائلة وكلهم على منوال واحد ,, ولم يتحدث احدهم عما قاله فراج وظل الأمر سر بين رجال العائلة فقط .. ــــــــــــــــــــــــــــ بعد الحادثة بيومان اجتمع كبراء عائلة أبو سلامه ويتوسطهم فراج الذى بدى الشحوب على وجه وذقنه المشعثه ,, وحكي فراج كل ما حدث فى ذلك اليوم ..بالتفصيل الممل وسط دهشة الجلوس فقال كبيرهم ..هل تظنون ان خصومنا لهم يد فى ذلك الموضوع ,,؟ فأستنكر البعض وأيد البعض ,,وقال المستنكرون ..ان ما من أحد عاقل يقتل بتلك الطريقة ,,فنحن خصومنا رجال وليسوا مجانين وقال المؤيدون ان غلّ القتل قد يصل بالأنسان الى تلك الدرجة الحيوانية .. فأشار عليهم كبيرهم ان يطلقوا اعينهم فى كل مكان لعلهم يستدلون على الفاعل الحقيقي .. وان كان القاتل من الخصوم فحينها سيكون الخرآب للجميع ,,لنا ولهم يتبع ,,, |
وفى الجزيرة انتشر خبر مقتل متولي وطريقى قتله ...وبما ان اهل الجزيرة هم خصوم عائلة أبو سلامه الا انهم استنكروا ذلك الفعل المشين الذي يدل على البشاعة والجبنّ فى آن واحد ,, وكان آل نصار رجال يخاصمون بشرف وبحكمة ,, ومع انهم كانوا قلة فى العدد والعتاد الا ان الرجل منهم كرجلين ,, وبعثوا برسول منهم الى كبير عائلة ابو سلامه ينعى الفقيد ويستنكر تلك الفعلة وكان اهل الجزيرة يسمعون بأسطورة المزورة الا نهم لم يروا شىء فى الواقع ... ولكل بلد اسطورة يعيشونها وكان {المسحور } هو اسطورة أهل الجزيرة {دي رواية تانيه رعب:rfb04470: } وفى الجانب الآخر اجتهد الرجال فى التحري والبحث عن القاتل وأذا رأوا أمرأة تغطي وجهه كان ولابد من ان تتكشف على حريمهم لتعرفها لربما تكون من خصومهم وتتنكر ,, واصاب ذلك الفعل استياء بعض العائلات الا انهم تفهموا الموقف ومن جهه أخرى تجنبوا اشعال أزمات أخرى والبلد فى غنى عنها ,,, والغريب فى الامر انهم ليسوا موقنين بوجود شبح اسمه المزورة وكان كل همهم البحث عن أمراة متنكرة ,, وهذا اليقين هو خاطىء فى الواقع ..فالمزروة تجوال فى ارجاء البيوت المهجورة بل وتلمس أذآن الرجال فتصيبهم بالحكة ..كانت فوق جريد النخيل وبين الاغصان الشائكة لشجر الليمون ,,بل وتحت سطح الماء .. كانت تنام على فراشهم وتعبث بأسلحتهم ..وكأنها تسخر منهم ... ألى ان كانت المواجهه والنهاية لتلك الاسطورة يتبع ,/,,:liilase: |
يوم جميل ومبهج .الشمس ترسل اشعتها الذهبية الي الارض .. وراحت الطيور هنا وهناك تطلق اصواتها العذبه وهفهفت نسمات الصباح محملة برائحة النعناع و اوراق الكافور ... مع وميض ماء النهر المتلألىء بأسماكه الذهبية .. و لمعت براعم الكركدية الاحمر تحت ضوء الشمس ..واتجهت زهرة تباع الشمس بوجهه الباسم الي ناحية الشمس ,,لتبث لونها الاصفر الذي يسرّ النفس ...كان يوم جميل بديع والسماء صافية رائقة ... وهذا هو فصل الربيع فى الريف ..شفاء للعين وراحة للنفس ونقاء للصدر من خلال الهواء المعبق بالاكسجين ,, صورة لن يستطيع مونيه ولا حتى فان جوخ التعبير عنها ,,فتلك اللوحة لابد لها من فنان تخطى كل مراحل الابداع ... لكي ينقل ولو صورة زيتية لأبداع الخالق ,,, ولكن اين الأعين التى تستيطع ان ترى ذلك الجمال الخلاب ,,,وأي عين حزينة دامعة خائفة يمكنها ان تتذوق ذلك السحر ..ليتنا نعيش مرحلة الطفولة طوآل حياتنا .. فهى ازهى مراحل العمر واجملها ,,, مثل ذلك الصبى الذى يرتع ويلعب بين الزروعات وهو يحاول ان يمسك بالفراشات التى تطير ببطىء متحدياّ له ,, وراح يقفز والابتسامه تعلو وجهه.. ولامست اصابعه اجنحة الفراشات ولكن بلا طائل ..فجلس يريح قلبه الصغير من التعب بجوار نخلة صغيرة,, ..وهنا ,,,مرّت المزورة بجواره دون ان تلتفت اليه وأظنها لم تراه فى الواقع.. وراحت تقترب من النهر , , و الولد يضع يده على فمه خوفاً من ان تسمع صوت انفاسه ..ولما وجدها ابتعدت بالقدر الكافى ..ولي راكضاً الى البلدة فى فزع واضح ..كان ذلك الطفل لايسمع فى الاوان الاخيرة الا حديث المزورة ..المرأة ذات الوشاح الاسود ..التى تسكن المقابر وتمشى بين الحقول فى تخفى .. ولمّا وصل الى البلدة دخل الدوار الخاص بكبير العائلة وهو يلهث من شدة التعب ,, فقال له ما بك يا ابو حسيبه .؟ .قال :رأيت المزورة يا جدي ,,,, المزورة ,, ,,أين ,,,أين يا ولدى ,,؟ متجهه نحو الهرف الغربي {الهرف هو المكان المرتفع على النهر} الهرف الغربي..ما السبب الذي يجعل أمراة تذهب الى الهرف ,,,؟ هذا مكان لا يصلح لرسو القوارب .. فأذاً كلام الصبي يبدو معقول ,, ...قام كامل ابو سلامه بالنداء بصوت مرتفع على ابنه وطلب منه احضار الرجال من اي مكان على الفور ومعهم السلاح وبالفعل ما هى الا دقائق حتى حضر كمّ كبير من الرجال مدججين بالسلاح وحكي لهم كبيرهم ما حدث ووصف لهم خطة للألتفاف حول الهرف ,,خطة شديدة الحذر ,,فلا ينبغى ان تهرب تلك المرأة من بين ايديهم .. واسرع الرجال على عجل وقوة وانضم اليهم بعض رجال البلدة .,, وفى رأسهم هدف واحد ,, قتل تلك المرأة ولو كانت حتى من الجنّ يتبع ,, |
أعين غاضبة وأخرى مرتجفه تتفحص من بعيد الهرف وتضاريسه المخيفة الشاهقة راح الرجال يقتربون رويدا رويدا من النهر وايديهم على زناد البنادق .. ومن جهة أخرى وقف كبيرهم وبجواره انبطح احد الرجال على الارض مصوباً سلاحه الآلى ذو الارجل المسمى بالمظلات .. وراح الناس يجتمعون من انحاء البلدة ..والاعين تنظر فى ترقب ..الكل خائف ..خوف من مجهول ,, جال الرجال على طول الهرف ولم يجدوا اى شخص هناك .. فعاد احدهم واخبر الكبير ..فنظر كبيرهم على طول الهرف ..وقال : أذاً ليس امامنا الا الهيش { الادغال بمسمى اهل الصعيد} .. ولكن يا كبير الهيش وكر للذئاب والحيات ودخوله خطر قاطعه كبيرهم قائلاً .نفذ اللى بقولك عليه وما تخاف من شىء واتجه بنظره الى الرجل المنبطح بجواره وقال له :صلاح اقترب من الهيش وافتح سلاحك على السريع.. حمل صلاح سلاحه وراح يقترب من الهيش ولما دنا منه لمسافة قريبة واشار الى الرجال بالابتعاد عن مرمي الرصاص . اعتدل فى وقفته .وحينها انفتحت ابواب الجحيم ,, انطلق وابل من الرصاص يتبعه الشرر المتطاير وراحت تدوى اصوات قرقعة الاخشاب المتحطمة وأزيز الطلقات المارقة , واتبعه الرجال بأطلاق الرصاص ,ومن الخلف تشهق النساء وتبرق اعين الصبية ولعاً ..وانتهى مخزون علبة الطلقات من الرصاص فابدله صلاح بأخرى ومن جديد راح وابل الرصاص يخترق الادغال وعلى أثر ذلك خرجت بعض الذئاب خائفة ..وفجأة اشتعلت النيران فى الادغال ..وهذا من جراء كثرة اطلاق النيران ,,كانت تلك الفكرة لم تخطر على بال أحد ... النيران ,,التى تحرق الاخضر واليابس ,النيران التى لا ترحم ..وحش كاسر غاضب لا يعبأ للصراخ .السنتها متجرده من الاحاسيس قلبها لا توجد فيه رحمه تخطف الابصار تشوى الجلد وتتسلل الى الرئة ..تحرق الشعر ,,لمساتها مثل السياط ..{اللهم أجرنا من النار} راحت النيران تتأجج وترتفع السنتها وراحت الانفجارات تنطلق من جراء احتراق العيدان الخضراء .. وارتفعت فى السماء هاله من الدخان والرماد المتطاير ..وعلى الارض خرجت الحيات وهى تطلق ازيز رفيع حاد وابتعد الرجال عن الادغال من امام الحيات الغاضبة.. وبعد ساعتان هدأت النار وتحولت الادغال الى كومة هائلة من الرماد ..وعلى الجانب الأخر من النهر كان الجميع يشاهدون تلك النيران العظيمة وهم من اهل الجزيرة ,,وبالضبط من آل نصار خصوم أبوسلامة ...وبعد لحظات راح آل نصار يشيرون الى الشاطىء وارتفعت اصواتهم ..ويبدو ان شىء غريب يحدث على الشاطىء ,, وبالفعل كان الامر غريباً يتبع |
على شاطىء النهر وقفت أمراة مبللة الثياب وراحت تشير بيديها الى البحر فى حركات غريبة وظلت ترفع يدها وتخفضها ..وعن قريب كانت تتحدث تلك المراة بطلاسم وعبارات غير مفهومه ولابد انها طلاسم سحرية ..وهنا كان العجب العجاب ,,راح البحر يهيج وتتقلب امواجه وسرعان ما تحول لونه الى الاسود وراحت الاسماك تقفز فى جنون ,,ثار البحر بشكل رهيب وتقلبت المياه من اسفل الي اعلى وعلى السطح برزت القوارب الغارقة ..ناهيك عن اشياء أخرى كنت فى قاع البحر مشهد مرعب ورهيب وكأن القيامة قد قامت ...وراح الكل ينظر فى غرابة وخوف ,,وهنا ,, شقت الاحداث صوت رصاصة خرجت من بندقية من على الجانب الآخر ,, رصاصة 12ملل .. لها صوت قوي مجلجل ..بمعنى اصح من بندقية قناصة . والكل يعرف من يملك تلك البندقية الرهيبه... هو كبير آل نصار ,,} .اخترقت الرصاصة التى كالقذيفه صدر المراة واكملت طريقها ..تاركةً فجوة فى جسدها ,,ارتجت المراة بعنف غير انها لم تسقط .. وسارت المراة الى جهه الهرف الشاهق يتبعها نظرات الرجال .وايديهم على الزناد . ولما وصلت الى اعلي الهرف راحت ترفع يدها وتخفضها مره أخرى مما زاد من غليان البحر وتلاطمت الامواج فى قوة ...وحينها أمر كامل ابو سلامه الرجال بأطلاق النيران وبغزارة ..وكأنهم كانوا فى انتظار هذا الأمر وانهالت الطلقات على المرأة التى راحت تنتفض بقوة والرصاص ينغرس فى لحمها ..الى أن جلست على ركبيتها .. وهنا امسك الرجال عن الضرب ...وراحوا يقتربون بخطى بطيئه ,, ووقعت المراة على وجهها وراحت تتلوى والدماء تسيل منها بغزارة ومن ثم عاودت رفع يدها باتجاه البحر .. الذى بدوره بدأ يتقلب وانعكست تياراته بشدة وراحت تنخر فى الهرف ..وهنا ,,بدأ السقوط ..سقوط الهرف نتيجة تاكله من الاسفل من جراء التيار الشديد ..وانهارت قطع منه وهوت كالطود الى النهر فى مشهد عجيب ,, هذا والرجال يخشون الاقتراب خوفاً من السقوط مع الهرف فى النهر ,,فمن يسقط لن ينجو وسيدفن تحت اطنان الطين ... اقترب سقوط الهرف من المراة التى تحاول الوقوف من جديد وبعد جهد بليغ وقفت على رجليها بجسد محدبّ الظهر ,, وراحت تأزّ بصوتها الذى يقشعر له البدن ,,, وهنا ,,انشقت الارض من تحتها ..وانفصلت عن الهرف متجهه نحو النهر فى قوة ..وقبل السقوط انطلقت رصاصة أخرى من القناصة ,,وكانت تلك هى الكافية ,, لتخترق قلب المراة والتى ارتمت بدورها بلا حراك يذكر ,,ومادت بها الارض نحو النهر الذى استقبلها بغضبه الرهيب ليضعها فى قراره المظلم الموحل ..وراحت اطنان الطين تنهال عليها ..ليكن النهر هو قبرها الى الابد ..تاركةّ خلفها ذكريات مريره مخيفة ...واسطورة لا تنتهى ,,, ومن الاعلى حلقت طيور البحر مطلقة اصوات كأنها استغاثة او فرح ..اصوات يتخللها السعادة ,,! سعادة التخلص من ذلك الكابوس الرهيب ..أم سعادة لظهور طعامها من الاسماك على سطح النهر .ّ .. هدأت امواج النهر وعادت الامور الي نصابها من جديد ..وراح الكل ينظر من الاعلى فى تشفى ,,, المهم ان تلك الاسطورة لم تكتمل بعد ...فقتلاها تجردوا من معانى انسانية كثيرة ..ولذا كان قتلهم بواسطة المزورة شىء يتمناه اي انسان ,,احداث غامضة وغريبة ,, ...وربما عادت تلك المزورة بزي جديد ولكن فى تلك المره تحت ثوب الشرّ ... وحينها سنرى الظلم الشنع ..ظلم الانسان لأخيه الانسان وهذا ما سنراه فى الجزء الثانى بأذن الله تعالى ولكم تحيتى اخيكم زيزو عتباوى |
الساعة الآن 03:26 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية