صباح التمييز
} بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته صبآآآاح الأخوة التي بيننا. صبآآآاح التميز الذي تميزتٍ به عن غيرك . :flowers2:صبآآآاح الترقب لكشف الغموض . صبآآآاح الخير على الجميع . فاصل :: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله تعليقات على الجزء السابق :: مُهاب >> ألمني كثيرا ضرب جده له ولكن قدرة مهاب على كبح غضبه وامتصاص غضب جده كان يتميز بها عن غيره من أبطال القصة . كاسرة >> "حينها ابتسمت كاسرة: أنا واحد أقل من الاربعين ما أبي" إلى ماذا ترمين إليه يا أخت أنفاس ؟؟؟ عجيبه طريقة أعتذارك إلى هذه الدرجه لا تستطيعين قولها ولكن أعلمي "أن الاعتراف بالخطأ فضيله" وضحى >> هل ستوافقين على عبدالرحمن بعد جلسة المصارحه هذه !!! كسّاب >> متى سوف تقل عصبيتك ؟؟؟ علي >> هل أعتبر هذا هروب من مواجهه والدك !!! زايد >> ما الذي سوف تعمله لترضي صغيرك ؟؟ عفراء >>أحقا سوف تتركين أبنتك تذهب لوحدها !! خليفه وجميله >> ما الذي ينتظركم ؟؟ مزون >> أين موقعك من دائرة هذه البلبله ؟؟ منصور >> أين هو في ظل هذه المجريات ؟؟ غانم >> أحقا يوجد أمراءه تستحق أن أضرب من أجلها من هي ومن تكون ؟؟ نجلاء >> أحقا تريدين الطلاق !!! وأبنائك ماذا سيحل بهم داخل هذه المعمعه!! سميره >> لا أعلم هل اقول لكِ أن تصرفك حكيم في عدم معرفة غانم بما يحدث بنجلاء أو لا . ولكن من وجهة نظري الشخصيه انه إذا أستحالت الحياه بين شخصين لابد من وجود طرف من أهلك لمساعدتك. جوزاء >> هل سوف تتزوج صالح ؟؟؟ بأنتظارك هذا اليوم لفك بعض الأسئله. أختك :: بنت أبوي أبوي بن جدي . { |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الغاليه..أنفاس قطر كاتبه تميزتي باالأ بداع ورقي الحرف وروعة الوصف.... الى الأمام والتميز دائماً وابدا أنا من اشد المعجبات بكتاباتك :55: وقرئت رواية ( بعد الغياب ) و (أسى الهجران ) والله من أجمل ما قرئته :flowers2: وإلى الأمام دوماً خالص تحياتي همسـة . . حـق |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذي اول مشاركة لي في المنتدى خصوصا بعد مادريت ان انفاس منزله رواية جديدة احب اسلووووووووووووبها يجنن من بعد ماقريت لك روايتك الاخيرة تمنيت ازور قطر وتعرف على بناتها سؤالي قريت الجزء الاول وتعبت وانا ادور بين الصفحات وماطلع لي الا الجزء7 ياليت تعلموني بارقام الصفحات اللي فيها الاجزاء الباقية اكتب لكم وانا فيننننننننننننني النوم ذبحني الساعه 3 ونص باقي ساعه وياذن الفجر عندنا بالرياض تصبحون على خير |
اقتباس:
بالنسبه لروابط الاجزاء شوفيها بالصفحه الاولى ماعليك الا انك تضغطين عليها |
بين الأمس واليوم / الجزء الثامن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح المودة والترحيب والبخور والعطور أهلا بكل القادمين من أماكن أخرى ليحملوني شرف اشتراكهم من أجلي تأكدوا أنكم في بيتكم .. وإن كنت أنا السبب في حضوركم هنا فصدقوني أن المقام سيطيب لكم هنا..ليس من أجلي ولكن لانكم ستشعرون بالراحة في أحضان ليلاس . . ألف شكر لكل من أقتطعت من وقتها زمنا لتفكر معي وتعلق وتناقش وهي تمنح بين الأمس واليوم بعضا من عبق روحها الغالية تأكدوا من تقديري وامتناني لكل حرف يُخط هنا . . ألف شكر لكل المهنئات بلقب القاص المتميز.. أخجلتموني بفيض مشاعركم الدافئة ولولا تشجيعكم لم أكن لأصل هنا . . نعود للجزء الماضي.. مع بعض التعليقات.. وبعض الردود . أولا التوقف مع قضية زواج كثير من شيباننا أول من جنسيات أخرى وأنا شخصيا أعرف كثير أمهاتهم ليسوا خليجيات.. فيهم خير أكثر من غيرهم وعيالهم يكون فيهم بداوة ومرجلة فوق الوصف.. ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى . وبنشوف قصة نجلاء وصالح <<< قصة قريبة من قلبي يمكن لأني أحب القصص اللي يكون العلاقة فيها عمق وتعقيد بين الأزواج . . نجي لتوقع لطيف جدا.. بس أشلون انتو جبتوه وسويتو الربط.. ما أدري صراحة التوقع هو: إن اللي عبدالرحمن بيعرضها لمهاب هي سميرة أو جوزاء أو شعاع.. انتبهوا يا بنات للحوار: ابتسم مهاب: إيه خطّابة... ثم أردف بسخرية: ليه يعني أنت تعرف حد عندهم بنت نفس حالة تميم.. وفي نفس الوقت تناسبه؟!! صمت عبدالرحمن لدقيقة كأنه يفكر ..ثم همس بعمق: من حيث أني أعرف... فأنا أعرف يعني الحوار مفسر نفسه... وحدة نفس حالة تميم.. وموب وحدة سليمة فمن وين جبتوا التوقع ياحليلكم؟؟ على العموم اليوم بتعرفون من هي اللي اقترحها عبدالرحمن . . . نوقف مع أخونا الفاضل تساهيل اللي استغرب الشتيمة بالكلب والحيوان في هالرواية اللفظتين جات عند شخص واحد هو كسّاب وكسّاب بالفعل شخصية أتعبتني في المعالجة.. ولم يسبق أن عالجت شبيها لها لأني بطبعي أنا كأنسانة مهذبة جدا في الحوار << ماتمدح روحها أبد ولكن شخصياتي أحاول إلباسها التنوع فهي تعبر عن نفسها وشخصية فيها خيط رفيع بين سلاطة اللسان والوقاحة وحدة الشخصية مثل كسّاب هذه الألفاظ هي أقل ما قد يرد على لسانه رغم صعوبتها عليّ.. . . . وعن كساب بالذات في أحيان كثيرة يؤلمني قلبي وأنا أكتب كيف يكون كسّاب سليطا مع والده لأن للوالدين مكانة رفيعة ومهما فعلوا لا يحق للابن أن يتجاوز حدوده معهم ولكن هذا تفكيري أنا.. وليس تفكير كسّاب ولكن ألا تلاحظون أن كسّاب بقي يحتفظ بخط احترام غريب في طريقته لوالده خط يتناسب مع شخصيته وشخصية زايد . . وللعلم كل الشخصيات سيظهر لها جوانب متعددة..فالإنسان كائن معقد أبعد ما يكون عن الأحادية وطبعا هذا التنوع لا يعني التعارض.. ولكنه الغنى الإنساني العسير على الفهم.. ولكن دعونا ننتهي من أجزاء هذا الأسبوع أولا . . ماذا أيضا.. نشكر أختنا سكوت على تنبيهها لي.. في حواراتي أحاول أن أقترب جدا من اللغة الحية المحكية فأجدني أنزلق دون قصد مني رغم أني أكون أعرف الحكم الشرعي ولكنه في حينها يغيب عن بالي وقد قمت بالتعديل في النص فورا اللهم أني أعوذ بك من وسوسات الشياطين خالص شكري لسكوت ومن قبلها للواثقة والشكر موصول لكل أخت تتكرم بتنبيهي لأي خطأ أقع فيه فكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك . . اليوم أتوقف عند زوزو وزارا الغاليتين المنثالتين بعبق الحياة الجامح توقعاتكم وتعليقاتكم أكثر من رائعة لكن أتعلمان.. فيها من الصحة وفيها الخطأ ولكن طبعا لن أقول أي التوقعات صحيحة وأيها خاطئة وأيكما مصيبة وأيكما مخطئة حتى ترونها على أرض الواقع كان لكما في تعليقيكما الماضيين توقعات خطيرة لكن في حينه.. في حينه . . . اليوم جزء كاسرة الخاص تذكرون الإشارات اللي قلت قبل طبعا الإشارة اللي تحولت لتلميح هي علاقتها بجدها الإشارة الثانية المهمة تذكرون أول مشهد طلعت فيه وضحى وشعاع لما وضحى قالت لشعاع: ترا أختي ما تنغلب في الحكي وتقدر تخلي جوزاء ما تسوى بيزة بس هي تحشم عمتي.. ما استغربتم وقتها إن شخصية مثل كاسرة تسكت على تنغيز جوزاء لها؟؟ اليوم نتعرف على السبب ونتعرف على شخصية كاسرة من الداخل . . اليوم سنطوف بكثير من الشخصيات ونتعرف على العائلة الاخيرة في بين الأمس واليوم . وسيحدث شيء يقلب توقعاتكم بخصوص سفر عفراء مع ابنتها . . إليكم الجزء الثامن جزء طويل جدا أتمنى يعجبكم . . قراءة ممتعة مقدما . . لا حول ولا قوة إلا بالله . . بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن صباح الدوحة يوم يحمل الكثير قلوب تُفجع.. وقلوب تتأمل.. وقلوب ليس لديها سوى فتات الأمل!! ينزل السلالم بخطوات ثابتة.. يبتسم وتشرق روحه المثقلة حين يرى العينين الدافئتين الحنونتين تطلان من خلف برقعها تحيط بهما تجاعيد رقيقة جعلت هيئتها تبدو أكثر ضعفا وهي تنحني بوهن.. أو ربما وحشة أمام قهوتها الصباحية!! ابتسمت بشجن ورحبت قبل أن يصلها: حيا الله أبو خالد.. صبحك الله بالخير يصلها لينحني على رأسها مقبلا.. ثم يهمس باحترام ودود: صباحش أخير جعلني فدا أرجيلش.. كيف أصبحتي يأم صالح؟؟.. ابتسمت بحنو: إذا قدك بخير أنت وأخوانك ما أشكي باس ابتسم لها بمرح حنون: هذا أنا وأخواني قدامش قرود تنطط همست بحزن عميق مسرف في العمق.. وكأن هذا الحزن المقيم يأبى الإنزياح أو التراجع أو الإنكماش: جعل ربي ما يفجعني في حد(ن) منكم.. من عقب ماراح عبدالله والخاطر كلش(ن) يجيبه ويوديه همس بحنين موجوع وهو يتذكر شقيقه الأصغر الذي رحل قبل أكثر من ثلاثة أعوام: جعلها برايد عليك يابو حسن.. أنا أشهد إن الموت خذ له وليدة.. (الوليدة= الرجل النادر) همست أم صالح بحنين: صالح يأمك.. جيب لي حسن اليوم فديتك.. قد لي كم يوم ماشفته.. وأنا بأكلم أمه تجهزه وتلبسه ثم أردفت بألم شفاف: ما أدري لمتى ربى كاتب علي ماحد من عيال عيالي يقعد عندي!! ذبحتني الشحنة لهم!! ابتسم لها صالح: خلاص ولا يهمش خلي أم حسن توافق علي.. ونجيب حسن عندش حينها نظرت له والدته بعتب: يعني تجيب حسن وأمه.. وأم خالد وعزوز وخويلد ؟؟ حينها أنزل صالح فنجانه وهو يشعر بضيق كتم على صدره أخفاه خلف هدوء صوته: وش أسوي بنجلاء هي اللي معندة.. ومعية ترجع لي.. هي اللي حدتني أخطب عليها نظرت أم صالح لابنها نظرة مباشرة وهمست بعتب مقصود: نجلاء مرة عاقلة.. وماحدها على ذا كله إلا شي(ن) كايد شوف وش أنت مزعل(ن) بنت عمك فيه؟؟ صالح بعتب: يعني رجعتي على ولدش.. وش بزعلها فيه يعني؟؟ لا عمري مديت يدي عليها ولا قصرت عليها بريال أم صالح بذات النبرة المقصودة: أنت أخبر يأمك.. السالفة مهيب سالفة ضرب وفلوس ثم أردفت بمودة: ياحيها نجلاء.. ليت كل النسوان مثلها.. كانت كافيتني غثى عزايمك أنت وأبيك.. وشاله البيت كله مني.. وين من هي مثلها؟؟ ابتسم صالح: إذا السالفة على كذا.. زوجي الجباوة الثنين اللي أخنزوا من الرقاد فوق.. أم صالح باستنكار: هزاع توه صغير.. أنت صاحي؟؟ خله يخلص الثانوية ذا الحين ثم أردفت بابتسامة حنونة: أما أخيك الفاسخ كل ما قلته أعرس قال لي.......... "هذا حضرت العقيد عزابي.. وأنا مأنا بأحسن منه" ارتفعت الأعين لمصدر الصوت الواثق المرح وصاحبه ينزل بخطوات سريعة عن الدرج بلباسه العسكري الأنيق والنجمتين اللامعتين على كتفيه العريضين ليصلهم خلال ثوان ليقبل رأس والدته وشقيقه الأكبر بينما كان صالح يهتف بابتسامة: والله ياملازم فهد..ترا منصور آل كسّاب تزوج بدل المرة ثلاث.. يعني جرّب مثله.. ما تضر التجربة.. يمكن يعجبك الحال عقب فهد يسكب لنفسه فنجانا من القهوة ويرد بابتسامة مشابهة: هذا أكبر دليل إني لازم ما أتزوج لأنه إذا حضرة العقيد بنفسه جرب ثلاث مرات وما صلحت له مرة.. معناتها النسوان كلهم مافيهم خير.. ثم استدرك وهو يعاود تقبيل رأس والدته ويقول بمرح حنون: إلا أم صويلح.. المصنع عقبها سكروه أم صالح بحنان: إيه إلعب على أم صويلح بدل ما تبرد خاطرها بشوفت عيالك.. صالح يضحك: وأشفيش أنتي وولدش.. شايفيني أصغر بزرانكم.. صويلح وصويلح... فهد يعاود تقبيل رأس والدته للمرة الثالثة ويهمس باحترام ودود: لاحقين خير يا الوالدة.. ما يصير إلا اللي يرضيش.. بس خلوني الحين على راحتي صالح يبتسم: إيه يمه خليه.. وادعي في كل صلاة إن منصور آل كسّاب يتزوج.. صدقيني يا ساعة يأتي إخبره متزوج.. يافهيدان إن قد يجيش يعدي كنه سلقة يبي العرس... أم صالح بغضب: يكرم ولدي عن السَلق.. ثم أردفت بابتسامة لطيفة: بس ما يضر ندعي لمنصور.. اللي فهيدان يحبه أنا أحبه فهد يقفز ويقبل رأس والدته للمرة الرابعة ويقول بمرح: إيه جعلني فدا عويناتش.. ادعي لحضرت العقيد.. يستاهل.. وادعي لي ما أتاخر اليوم على طابور اليوم.. ويعطيني حضرت العقيد جزا صالح يبتسم وهو يرى شقيقه يغادر: أستغرب حبك لقائدك على كثرة ما يجازيك.. المفروض تكرهه فهد بابتسامة واثقة: أنا أدري إن حضرة العقيد يعزني ويقدرني.. لكن العسكرية مهي بلعب.. ولو هو ما تعامل معي ومع الفرقة كلها بذا الطريقة ما كان حبيناه لأنه يعرف يمسك العصا من النص.. يعطينا حقنا.. ويأخذ حق العسكرية منا ثم أردف فهد (بعيارة) : بعدين يأخي سيادة العقيد كله كاريزما.. يئبر ئلبي شو مهضوم.. صالح يضحك بصوت عالٍ: أمحق عسكرية تعرفها ياهيفا فهد يشير له بيده مودعا وهو يضحك بينما دعوات والدته ترتفع خلفه أن يكتب لكل من ابنها وقائده الزوجة الصالحة والذرية البارة.. بينما صالح يتذكر شيئا... ويهتف وراء فهد بصوت عالٍ حازم يختفي خلفه قلق عميق: فهيدان الله الله في الركادة وأنت تسوق ياولد.. ********************************** مستشفى حمد الساعة العاشرة صباحا غرفة جميلة الخالية من جميلة!!! نحيبها المكتوم الموجوع حينا ينخفض.. وحينا يرتفع وهمهمات متقطعة تصدر متحشرجة من حنجرتها التي تمزقت من طول النحيب الذي لم يتوقف مطلقا منذ يوم أمس: راحت.. راحت بدون حتى ما أسمع صوتها.. يا حر جوفي حراه مزون تحاول كتم عبراتها: شتسوين يا خالتي؟؟ عادها ما وعت من تخديرتها البارحة عقب ما خدروها عشان ما تشيل المغذي من يدها تغرس أظافرها في معصم مزون التي تجلس جوارها تحتضن كتفيها تهدهدها وهي تهمس بصوت مبحوح ممزق: بأموت يأمش يامزون بأموت.. حاسة إني ماعادني بشايفة بنتي..ياحي جميلة حياه "قومي الحين جهزي أغراضش.. والله ما تمسين إلا عندها واللي رفع سبع(ن) بليا عمد" الاثنتان نظرتا بدهشة للواقف بجوار النافذة الطويلة ينظر للخارج وهو يوليهما ظهره ويكمل بحزم شديد: أنتي تأشيرتش جاهزة.. وأنا عندي تأشيرة شنغن مجهزها عشان لو جاتني سفرة شغل مفاجئة قومي يالله.. عفراء وسط عبراتها: لا يأمك ماني برايحة.. هي عبرة وانقضت.. بفضي رأسي من دموعه وعقبه بأهدأ كسّاب بذات الحزم البالغ: أنتي تحسبيني حلفت وبأفجر؟؟.. لا والله إن قد تروحين.. عفراء بضعف: يأمك ما أبي أروح.. لو أبي أروح كان رحت معها من أول.. كساب يدير وجهه ناحيتهما وعيناه ممتلئتان بتصميم غريب حازم.. ويقول بقسوة: خالتي لا تضيعين وقتي ووقتش.. يالله قومي أوديكم البيت وتجهزين وأنا بأروح أحجز لنا على طيارة فالليل لأنش بتروحين يعني بتروحين مزون بتردد: كسّاب خلها على راحتها كسّاب ينظر لها نظرة مباشرة شعرت كما لو كانت نظرته ستسلخ جلدها عن عظمها وهو يقول بقسوة أكبر: أنتي تلايطي ولا تتدخلين في شيء ما يخصش مزون تراجعت بجزع.. وعبراتها تتضخم في حنجرتها بينما انتفضت عفراء بغضب لم يمنعها منه استغراقها في الحزن: ما أسمح لك تكلمها بذا الطريقة وقدامي.. أنا ما لي حشمة عندك كسّاب يتجه للباب وهو يقول بذات الحزم القاسي: أقول لش خالتي.. الأحسن اتصلي في سواقتش توديكم أنا طالع أجيب التذاكر.. الساعة 7 في الليل تكونين جاهزة.. كسّاب خرج.. لتنفجر مزون في بكاء حاد مترع بالشهقات في حضن خالتها.. عفراء تهمس لها بحنان.. وحزن مزون يأخذها من حزنها: بس يا قلبي لا تزعلين على كسّاب.. أنتي صرتي عارفته.. مزون تهمس بألم ووجهها مختبئ في كتف خالتها: حتى لو كنت مستوجعة من قسوة كسّاب وتقصاده إنه يوجعني.. مهوب ذا سبت زعلي أنتي عارفة إني كنت عاملة حسابي إني بسافر معش أنتي وجميلة لكن الحين أشلون بأقدر أقعد على أعصابي من غيرش ومن غير جميلة.. لا وبعد من غير كسّاب وعلي عفراء بحنان وهي تحتضنها بحنو: ماني برايحة يأمش.. بأقعد عندش.. أنتي عارفة إني من لما تزوجت جميلة خليفة قررت إني ما أروح حينها مزون انتفضت بجزع: لا خالتي تكفين.. لا يرجع كسّاب ويلاقيش ما تجهزتي بيعصب.. انا ما أستحمل أشوف عصبيته.. تذوب ركبي من الخوف ثم أردفت بوجع: يا سبحان الله.. مع إن كساب طول عمره عصبي.. بس فرق السما عن الأرض بين عصبيته مع حنانه وعصبيته مع قسوته!! ثم مسحت دموعها وأردفت بتشجيع: خلينا نرجع البيت.. أغراضش تقريبا جاهزة روحي على الأقل تطمني على جميلة.. لو حبيتي تقعدين مرخوصة ولو بغيتي ترجعين لي.. هذا أحب ما على قلبي بعد دقائق في سيارة كساب الذي يزفر غضبه في زفرات محرقة توشك أن تحرق لشدة لهيبها الهواء العابر أمام أنفاسه: "تريدني أن أراها على هذه الحال وأتركها تريدني أن أرى روحها تذوي وأتركها هل تريد أن تتركني كما تركتني وسمية؟!! هل تريد أن تعذبني بحزنها كما عذبتني أمي بمرضها أعلم أن للاثنتين قلب سرعان ما يذيبه الحزن كما يذيب الماء الملح إن لم أستطع أن أبقي أمي جواري.. فلن أسمح لعفراء أن تتركني وحيدا في هذا العالم.. مخلوق مشوه الروح.. مشبع بالأسى والأحقاد ما زالت هي نافذة الضوء التي تأخذني من عتمة أيامي المظلمة إلى فضاء يبصق بعض الضوء الذي يبقيني على تواصل مع كينونتي الإنسانية لن أسمح لروحها أن تغرق في الحزن.. لن أسمح لابتسامتها أن تنطفئ فكيف تنطفئ ابتسامة أيامي الوحيدة؟!!!" ***************************** "صبحش الله بالخير يأم امهاب" ترفع رأسها للقامة المديدة التي تنحني عليها وهو بكامل ألقه في لباس الطيارين الأنيق وتهمس بهدوء: صباحك أخير يامك ثم أردفت باهتمام: ما قلت لي إنك عندك رحلة اليوم.. مازال واقفا وهو يقول بهدوء: واحد من الزملاء اعتذر عنده ظرف وكلموني.. رحلة قصيرة للبحرين.. قبل المغرب باكون راجع إن شاء الله أم مهاب بمودة: تروح وترجع بالسلامة يأمك.. تفكير معين يدور في ذهن مُهاب.. يتردد للحظات ثم يهتف بثقة: يمه فيه موضوع أبي أكلمش فيه مزنة تعتدل بفرحة وهي تشهق: تبي تعرس؟؟ ابتسم مُهاب: يعني مافيه موضوع أكلمش فيه إلا موضوع عرسي مزنة عاودت الجلوس وهي تقول بخيبة أمل: مهوب القصد.. بس المقدمة حسيت فيها ريحة عرس مازالت الابتسامة مرتسمة على وجهه: هو من حيث ريحة عرس فيها ريحة عرس.. بس مهوب أنا صمت لثانية ثم همس بحذر: عرس تميم مزنة بضيق: شوف يا امهاب تقول لي ياخذ طرماء صمخاء لا.. عندك سالفة غيرها.. وإلا لا تعطل روحك على شغلك مهاب يتنهد بعمق ثم يقول بثبات: يمه اسمعيني جعلني الاول.. ذا المرة العروس غير والله غير.. بنت دكتور مع عبدالرحمن في الجامعة.. عبدالرحمن يقول شافها مع أبيها.. يقول مزيونة ومخلصة ثانوية.. وإبيها يمدحه عبدالرحمن واجد تقاطعه مزنة بنفاذ صبر: والزبدة إنها طرماء صمخاء.. توكل يا ولد بطني.. توكل الله يحفظك مهاب باحترام لم يخلُ من رائحة الاستجداء اللطيف: يمه ما يصير تسكرينها في وجه تميم.. الولد يبي يتزوج مزنة بغضب: اسمعني امهاب.. يا ويلك تزين ذا البنت ولا ذا السالفة كلها في عين تميم والله إنه زعلي عليك دنيا وآخرة.. تميم يبي يعرس.. بأزوجه أحسن بنت اليوم قبل بكرة.. وغير ذا الحكي ما عندي ************************* مطار الدوحة الدولي سيارة الإسعاف التي تحمل جميلة تصل وتدخل إلى داخل أرض المطار فالمرضى لا يعبرون عبر القنوات الاعتيادية فسيارة الإسعاف تقف تماما تحت الطائرة.. وجاء ضابط الجوازات للتأكد من الجوازات وأخذ بياناتها لإدخالها في الحاسوب.. ومن ثم لأخذ زايد معه الذي أخذ إذنا خاصا ليدخل معهم لأرض المطار خليفة يكاد يذوب توترا.. مازال حتى الآن لم يرَ المخلوقة المسماة زوجته.. ولا يشعر مطلقا بأي رغبة لرؤيتها يشعر بالجزع يخنق روحه.. على أي حال هي؟!! قالو له أنها مريضة جدا.. ما مدى مرضها؟! كيف هي هيئتها التي يشعر بالرعب من فكرة رؤيتها؟!! منذ علم بوزنها وهو لا تفارق أفكاره صور موجعة لضحايا المجاعات ولكن .. فرق شاسع بين من ترك الطعام مجبرا وهو يستميت ليبحث عنه وبين من تركه مخيرا وهو يُجبر عليه فكيف هذه التي قررت تجويع نفسها اختيارا ؟!! الطاقم الطبي رفع جميلة لسطح الطائرة.. بينما بقي خليفة مع زايد الذي أثقل على روحه بكثرة الوصايا: ترا جميلة أمانتك ياخليفة.. والأمانة ثقيلة وتُسأل عنها يوم القيامة هذي بنت الغالي.. وتراها أمانتك يأبيك خليفة بثقة يذوب خلفها توترا: في عيوني ياعمي.. لا تحاتيها زايد غادر.. وخليفة صعد بخطوات أكثر توترا وثقلا إلى متن الطائرة قابل الطبيبة في الممر.. فزايد أصر أن تسافر طبيبتها معها.. وتبقى معها حتى يستقر وضعها هناك.. ودفع من أجل ذلك مبلغا مهولا من المال همس خليفة بتوتر متعاظم: أشلون وضع جميلة الحين؟؟ ثم أردف وهو يحاول ابتلاع ريقه الذي يرفض عبور حنجرته الجافة: صاحية الحين؟؟ ممكن أشوفها؟؟ رغم أنه في داخله كان يهرب من اللقاء.. ويريد أن يؤجل هذا اللقاء المحتوم لأطول وقت.. ربما حتى يعتاد على الفكرة.. أو ربما حتى يكون قادرا على التحكم في تيارات مشاعر قلقه وتوتره المتزايدة بعنف .. ولكن حتى متى الهروب؟؟ فهذه الشابة أصبحت زوجته.. أمانته.. وهو المسؤول الأول عنها.. فلمن يترك مسؤولياته الإجبارية التي ورّط هو نفسه فيها؟!! أجابته الطبيبة بمهنية ودودة رتيبة: صاحية لا.. بس أكيد تقدر أشوفها.. أصلا تركنا المقعد اللي جنب سريرها فاضي عشانك انتفض خليفة في داخله بجزع ( أ سأبقى مقيدا لجوارها طوال الرحلة؟!!) توجه خليفة بخطوات مترددة ناحيتها.. ليجلس جوارها وهو يشيح لا إراديا بنظره عنها يحاول الإلتفات لها ليجد نظره يهرب إلى كل مكان إلا مكانها يعاود الإلتفات ليعاود نظره المتخاذل القلق رحلته في الهروب.. يكثر الدعوات في قلبه أن يلهمه الله الصواب ويمنحه القوة يسمي بسم الله ويلتفت نحو المخلوقة الممدة بلا حراك جواره.. لتكون هذه الإلتفاتة هي المحاولة الجادة لإكتشاف رفيقة سفره انتفض بعنف..والمنظر الصادم يبعثر تفكيره كاعصار عاتٍ وهو يشعر بشيء ما يسد بلعومه ويجعله عاجزا عن التنفس.. شعوران تصاعدا في روحه حتى خنقاه.. الشفقة والرعب.. كان ينظر بشفقة كاسحة لوجهها الخالي من الحياة.. مظهرها البائس وعظامها البارزة.. عنقها شديد النحول.. أناملها اليابسة الموصلة بأجهزة التغذية كان يفتح عينيه ويغلقهما وهو عاجز عن استيعاب المنظر أمامه ليقفز له حينها إحساس الرعب الموجع.. "هذه المخلوقة توشك على الموت توشك على الموت فما هذا الذي أدخلت نفسي فيه كيف أستطيع أن أنجو من الإحساس بالذنب ومن عتب والدتها وزايد.. لو حدث لها شيء؟!! أي مخلوقة جافة هذه كغصن خشب متحطب بُتر من شجرته لتغادره كل معالم الحياة ونضارتها؟!! أ يعقل أنها من فعلت بنفسها هذا؟!! أي مجنونة هذه؟! أي مجنونة؟!! بل أي مسكينة؟!! أي مسكينة؟!!" حاول خليفة أن يمد يده ليمسح على خدها ترجمة لشعور الشفقة المتزايد ناحيتها ولكنه لم يستطع.. لم يستطع مشاعر كثيفة معقدة متداخلة تمور في جوانحه المثقلة.. نفور ربما..!! خوفا من أن يؤذيها وهي تبدو هشة لدرجة التكسر السريع ربما!! أرجع ظهره للمقعد وهو يربط حزامه.. ويشعر في داخله برغبة حقيقية في البكاء على حاله.. على حالها.. على هذا الوضع غير الإنساني الذي أدخل نفسه فيه ولكنه نهر هذه الرغبة المضادة لإحساس الرجولة الثمين الذي لابد أن يتمسك به حتى النهاية!! وما بعد النهاية..!! ************************** نهار عمل اعتيادي يقترب من ختامه بخطى حثيثة.. ترفع كاسرة الهاتف وتتصل بنبرة عملية رسمية: فاطمة لو سمحتي باقي أي شغل؟؟ فاطمة السكرتيرة ترد عليها بذات النبرة الرسمية: لا أستاذة كاسرة الحين مافيه شيء.. حينها انقلبت نبرة كاسرة للنقيض تماما..النقيض تماما.. مودة رقيقة شديدة العذوبة : زين فطوم قولي للساعي يجيب لنا قهوة.. وتعالي تقهوي معي فاطمة ترد عليها بذات النبرة ولكن مغلفة بالمرح: زين سوسو.. دقيقة بس.. أقول لسماح تجي تمسك مكاني.. وأجي لش بعد دقيقتين تدخل فاطمة ومعها الساعي الذي يحمل القهوة.. ويضعها على المكتب ويخرج لتخلع كاسرة نقابها وتعلقه جوارها همست فاطمة بمرح شفاف وهي تخلع نقابها بدورها لتجلس: كم صار لنا متصاحبين؟؟.. أكثر من عشر سنين.. تأثير خلعتش للنقاب علي مثل أول يوم شفتش داخلة المدرسة وتشيلين نقابش يومها قلبي وقف.. شهقت وقلت نعنبو هذي من وين جايه.. لا تكون مضيعة الدرب وتحسب مدرستنا مكان انتخاب ملكات الجمال ضحكت كاسرة: والله أيام يافطوم.. ثم أردفت بهدوء عذب فيه رنة حزن لا تكاد تُلحظ: ماطلعت من كل دراستي في المدارس ثم الجامعة إلا بش أنتي وبس فاطمة تضحك: ياحظش.. أنا أكفي عن العالم كله.. مو؟؟ كاسرة تبتسم: إلا مو.. ومو.. ومو.. ثم أردفت بذات نبرة الحزن الـمُخبئة: الحين ماعاد يهمني.. بس زمان وأنا صغيرة تمنيت يكون عندي صديقات كثير.. تمنيت أكون مثل أختي وضحى الحين ماشاء الله وش كثر صديقاتها.. فاطمة تضحك بمرح: زين يا بنت الحلال إني رفيقتش الوحيدة.. عشان ما تتوسطين إلا لي.. وتشغليني لولاش وإلا كان قاعدة الحين في البيت أشد شعري.. كاسرة تبتسم: أنا من يوم انطردتي من الجامعة عقب الانذار الثالث وحن أخر فصل.. ومهوب باقي لش إلا 12 ساعة على التخرج وأنا محترة فاطمة بحزن: لا تذكريني.. ضاع عمري في الجامعة وعقبه يطردوني ماباقي شيء على تخرجي.. تقارير مرض أمي وانشغالي فيها ماشفعت لي عند إدارة الجامعة بشيء.. وعقب ذا كله هذا أنا اضطر اشتغل بالشهادة الثانوية ثم أردفت وهي تتناسى هذا القهر الذي لا تستطيع تناسيه: بس أكيد الفصل اللي خليتش فيه بروحش في الجامعة.. كان فصل ممل كاسرة هزت كتفيها بسخرية موجوعة: ممل؟؟.. كان مأساة.. كانت روحي بتطلع من الحزن على فراقش والقهر عليش.. وأنا أمشي في الجامعة بروحي ماحد داري عني ولا معبرني ثم أردفت بحزن أعمق: يعني فطوم لهالدرجة أنا ما أتعاشر.. مثل ما أصيد وضحى وتميم وامهاب وحتى أمي دايم يقولون علي كذا.. وأبين إني ما شفت شيء ولا سمعت شيء فاطمة بتساؤل حنون: زين وليش تكونين كذا قدامهم..؟!! كاسرة بسخرية مرة: على قولت جدي (إذا سموك كلب، فصر نباح).. يعني أمي ربتني كذا.. لكنها يوم شافت الحالة زادت عندي.. ماحاولت تعدلني.. كانت مبسوطة فيني.. لأني أذكرها بنفسها وعقب صار الكل ينتقدني.. يعني أنا صرت الكلب اللي لازم يرعب بنباحه.. وصرت ما أعرف أتصرف إلا كذا.. مثل يوم كنا في المدرسة تذكرين.. والبنات يقولون لش.. أشلون مصاحبة ذا المغرورة.. يعني البنات يوم شافوني حلوة.. على طول قالوا: مغرورة.. فقلت خلاص الغرور حق مكتسب لي.. ومن هي مثلي يحق لها تصير مغرورة فاطمة بذات الحنان: بس لو سمحتي لهم يعرفونش عدل.. لو حاولتي تنازلين أنتي عن عنادش.. بينتي لهم داخلش.. كان حبوش.. الإنسان لازم يظهر أحسن مافيه للناس.. مهوب وأنتي راسمة نفسش نجمة في السما وتبين الناس يفهمونش بدون ما تقدمين مقابل كاسرة بعناد: ما أعرف أسوي كذا.. وأنا ماني بمستعدة أتنازل عشان أغير صورة الناس حطوني فيها وعقبه أنا لبستها بجدارة فاطمة تهز كتفيها بمودة صافية حقيقية: الناس مالهم إلا الظاهر.. كاسرة بحزم لطيف: خلاص خل الظاهر لهم.. أنا عاجبني حالي.. الاثنتان مستغرقتان في حديثهما الودي.. ليرن هاتف كاسرة.. تلتقطه بهدوء: نعم وضحى .................. نعم .................. بحزم شديد: لا.. العصر أنا أوديش.. ...................... خلاص وضحى قلت لا يعني لا كاسرة أنهت الاتصال.. وفاطمة ابتسمت بتساؤل: وين تبي تروح وضحى وأنتي ما رضيتي كالعادة؟؟ كاسرة بهدوء لم يخل من بعض غضب: اليوم تدري إنه أمي في مدرسة تحفيظ القرآن.. وماحلا لها تروح إلا وأنا وأمي مهوب موجودين في البيت ابتسمت فاطمة وهي تتذكر: خالتي أم امهاب كم جزء وصلت لين الحين؟؟ كاسرة بحنان غامر: فديتها.. ختمت 20 جزء.. عقبال العشرة الباقية بإذن الله.. يا الله ياني ناوية أسوي لها شيء كبير إذا ختمت حفظ القرآن إن شاء الله فاطمة بتحسر: بس حرام إن أمش ما دخلت الجامعة.. تذكرين واحنا في ثالث ثانوي وهي تمتحن معانا منازل.. والله العظيم كنت على طول أسألها قبل الامتحان ماشاء الله إجاباتها على طول جاهزة وبعدين جابت أحسن مني.. ماشاء الله منازل وجابت 87 %.. وانا ياحظي 76 بس.. كاسرة بحنان عميق: والله حاولت فيها تدخل بس هي مارضت.. قالت بادخل مدرسة تحفيظ أروح يومين في الأسبوع.. الجامعة تبي انتظام ومقابل.. وما أقدر أخلي إبي بروحه.. ثم أردفت بمودة غامرة: فديت إبيها ..جعلني ما أذوق حزنه يوم.. فاطمة بحذر: كاسرة جدش رجال عود واجد.. يعني توقعي ذا الشيء.. وأنتي إنسانة مؤمنة كاسرة بغضب: فاطمة سكري ذا السالفة.. فاطمة بمرح: زين زين يمه منش.. ثم أردفت لتنسي كاسرة الموضوع الذي تعلم أنه مصدر ضيقها الأول : زين خلاص قولي لي وين كانت وضحى تبي تروح.. كاسرة تحاول أن تهدأ بعد الخاطر المزعج: المكتبة تبي تطبع بحث.. فاطمة بتساؤل رغم أنها تعرف الإجابة: زين ليه ماخليتيها تروح.. يعني لازم تكسرين بخاطرها كل مرة كاسرة بهدوء: يعني فطوم كنش ما تعرفين أسبابي.. فاطمة بهدوء مقصود: أنا أعرف بس هي ما تعرف.. وترا مبرراتش ممكن تكون مقنعة لش.. لكن لها أو حتى لي مهوب مقنعة.. وضحى ماعاد هي بزر.. عمرها 22 وكلها أسبوعين وتتخرج من الجامعة إن شاء الله كاسرة بحنان موجوع: يا فطوم.. طيبة زيادة عن اللزوم.. إلا هبلا.. العام اللي فات راحت تسوي نفس الشغلة بروحها.. تدرين الطباع النصاب.. خذ على طباعته اللي ما تجي خمسين ريال..خذ 400 ريال.. وما عطاها حتى وصل ولما رجعت أنا له.. يقول إنها كذابة وماعطته إلا سبعين ريال.. تخيلي!! ومهوب هذي السالفة الوحيدة.. ياختي مكتوب عليها مقصة.. ماتروح مكان إلا يقصون عليها.. وما تتوب ولا تتعظ.. عندها حسن ظن بالناس غير طبيعي وأنا ما ابي حد يستغفل أختي ثم أردفت بحزم: يأختي عدا أني أخاف عليها واجد.. أدري بتقولين كبرت وأخلاقها ماعليها كلام.. صدقيني أدري.. بس طيبتها تخوفني.. أخاف حد يلعب عليها بكلمتين.. حد يضايقها في الطريق وما تعرف تتصرف تدرين إني مستحيل أخليها تسهر مقابلة الكمبيوتر عقب ما أنام أنا.. أخاف تدخل شات.. وإلا حد يلعب بعقلها.. وضحى بريئة بزيادة وتصدق كل شيء فاطمة تضحك: والله إنش غريبة.. وش ذا التفكير الحجري اللي عندش.. فكي عن البنية شوي..وضحى ما ينخاف عليها ..وتراش منتي بأمها فليش تخنقنينها بذا الطريقة.. لو أنا منها.. اخنقش وأنتي نايمة.. ابتسمت كاسرة: عاد هذا اللي الله عطاني... خليها لا تزوجت.. بتنفك من غثاي.. ابتسمت فاطمة: وافقت على عبدالرحمن؟؟ كاسرة بهدوء رقيق: مابعد عطت رأيها.. تدرين فطوم في داخلي أتمنى وأدعي ربي إنها توافق على عبدالرحمن سبحان الله هي وعبدالرحمن فولة وانقصت نصين.. ابتسمت: طيبين ومهبل ثم أردفت بتوجس: بس أخاف إنه سالفة إنه عبدالرحمن خطبني أكثر من مرة تخرب عليهم حياتهم.. عشان كذا أنا ما شجعتها.. وقلت لها سوي اللي أنت مقتنعة فيه تدرين فطوم لو كنت أنا الحين متزوجة كان اقنعتها توافق على عبدالرحمن.. بس بما أني لحد الحين عانس على قولتش أخاف إنها تحس في وجودي خطر عليها وعلى زواجها.. فاطمة بمرح: زين ضحي بعمرش يالعانس وتزوجي عشان أختش واحد من اللي حرقتهم الشمس عند بابكم ثم أردفت بجدية: ماتعبتي من كثر ما تردين الخطاب.. كاسرة العمر يجري.. أنا الحين عندي ولدين وأفكر إن شاء الله أحمل بالثالث ما تبين لش ولد تضمينه لصدرش.. والله العظيم الأمومة بروحها تكفي عن أي شيء.. كاسرة بألم: اكيد نفسي أتزوج ويكون عندي عيال.. ثم أردفت بابتسامة: بس أول خليني ألقى الأبو المناسب لعيالي.. فاطمة بسخرية: إيه شايب منتهي مخرف.. يموت عليش ويخليش أنتي وعيالش.. كاسرة تضحك: ول عليش.. على طول موتي رجّالي.. إلا عمره طويل إن شاء الله لي ولعياله طريتي علي العيال.. فديته حسون اشتقت له.. فاطمة تبتسم: ما أدري وش حببش في ذا الولد اللي أمه ما تطيقش كاسرة تهز كتفيها: المحبة من الله.. ومهوب أنا بس اللي أحبه.. الكل يحبونه.. ياسبحان الله يمكن عشان أبيه مات وهو في بطن أمه.. يخلينا كلنا حاسين بحنان عليه وبعد هو ماشاء الله أدب وحلاوة ودش تأكلينه من قلب.. لكن أمه الله يهداها.. يوم تشوفيني أشيله وإلا أحبه تركبها العفاريت.. كني ذابحة لها أحد بس جوزا بالذات ما أقول لها شيء.. والله العظيم فطوم.. أول مرة أحس بوجيعة حد مثلها.. بنت صغيرة توها عروس ما تتهنى حتى شهرين ويموت رجّالها وهي حامل في شهر لا ويقطون عليها كلام إنها وجه نحس.. وحدادها 8 شهور كاملة تغيرت كثير عقب موت زوجها.. كنها وحدة ثانية.. بس نعنبو لايمها.. قلبها احترق عشان كذا يوم تقط هي علي كلام.. أحط نفسي ما سمعت.. أو ما انتبهت.. أو أرد رد عادي على أني ما فهمت قصدها ما ألومها مقهورة وتبي تفضي قهرها..وشكلي صرت كبش الفدا بس اللي جرحني بجد تخيلي فطوم قبل كم اسبوع جايبة لحسن هدية.. تخيلي وأنا طالعة من بيتهم لقيتها مرمية في الزبالة اللي قدام البيت بعلبتها ما انفتحت... هذا تصرف وحدة عاقلة؟!! أحيان كثيرة أسأل نفسي أنا وش سويت لها.. والله العظيم فاطمة عمري ما ضايقتها بشيء ثم أردفت وهي تبتسم لفاطمة وتقول هذه المرة بغرور تمثيلي مرح باسم: بس واثق الخطوة يمشي ملكا.. خل اللي كاسرة مهيب عاجبته يحترق بحرته فاطمة تضحك: يالله ياكريم لا تحرمني أشوف كاسرة عند واحد كاسر خشمها تذوب فيه وتذبحها الغيرة عليه كاسرة باستنكار: من هو ذا اللي أغار عليه.. مابعد جابته أمه.. ثم أردفت بغرور: ياحبيبتي تغار اللي خايفة رجّالها تزوغ عينه.. لكن أنا الحمدلله واثقة إنه عينه بتكون عايفة خلق الله عقب ما يشوفني فاطمة تبتسم: اللهم علي الدعاء ومنك الاستجابة.. ************************************ "خلاص خالتي.. كل شيء جاهز؟؟" عفراء بتوتر وهي تلبس عباءتها: جاهز.. ثم أردفت بحرج: يافضيحتي من خليفة.. أقول له ماني برايحة معكم.. مع أن الولد ترجاني.. ثم ما يوصلون إلا يلاقيني ناطة عندهم.. وش يقول ذا الحين؟؟ إني مابغيت خوته؟!! مزون بابتسامة: وهذي الصراحة.. أنتي ما بغيتي خوته عفراء بغيظ: عيب مزون!! يتعالى صوت بوق سيارة قريب.. تقفزان معا بتوتر.. وتهمس مزون بتوتر أكبر : يالله خالتي شكله كسّاب يستعجلش عفراء بحنان: ماتبين شيء يأمش تحاول مزون أن تمنع الدموع من التقافز لعينيها وهي تهمس بثبات قدر ما استطاعت: لا فديتش.. روحي وتطمني على جميلة.. وأنا الحين بأخلي خدامتش تكمل ترتيب البيت وعقب بأسكره.. واخليها تروح تنام هي والسواقة مع خدامات بيتنا عفراء تتنهد وهي تحتضن مزون ثم تنزل نقابها على وجهها وتسحب خلفها حقيبتها الصغيرة.. فهي مصرة أن تكون زيارتها قصيرة وتعود مع كسّاب ما أن غادرت وأغلقت الباب.. حتى انهار تماسك مزون الهش لتتهاوى جالسة بيأس وهي تنخرط في بكاء خافت عميق الشهقات.. "أما تعبتِ يا مزون من كثرة البكاء..؟! تبدين كما لو كنتِ عقدت معاهدة دائمة مع الدموع.. يكاد طعم الدمع المالح لا يفارق حنجرتي فقدت الإحساس بطعم كل شيء.. فقط طعم مرٌّ كالعلم يتضخم ويتضخم حتى بتت أبصق هذه المرارة داخل أوردتي وشراييني كان يجب أن أكون أقوى من ذلك.. مررت بأقسى الظروف.. وتخصصت أصعب التخصصات تخصص لا يجرؤ عليه إلا الرجال.. وتفوقت عليهم فيه كان لابد أن أكون أقوى ولكن بقيت أنثى بدمعة حائرة لا تجف كسّاب لماذا كسرت ظهري هكذا؟؟ كيف أستطيع الوقوف وأنا أعلم أنك لست خلفي لتسندي لماذا علمتني أن أعتمد عليك بينما كانت مساندتكِ لي مشروطة أن أنفذ أنا شروطك؟؟ لماذا عجزت عن تفهمي .. عن مسامحتي.. عن احتوائي؟!! أ لم تقل لي دائما أنني ابنتك؟؟ فكيف يقسو قلبكِ هكذا على ابنتك؟؟ كيف؟؟" تحاول الوقوف وهي تتنهد وتمسح دموعها وتنظر حولها بحنين عميق وتهمس بشفافية: " الله يرجعش يا خالتي على خير والله المكان والدنيا من غيرش ما تسوى" بعد دقائق.. في سيارة كسّاب المنطلقة التي يتبعها سيارة أخرى فيها اثنين من سائقي شركته حتى يعيد أحدهما سيارة كسّاب للبيت عفراء تشعر براحة عميقة وحال مختلفة عن حالها خلال اليومين الآخيرين.. حتى وإن كان كسّاب أجبرها على السفر.. فكم هي شاكرة له أنه أجبرها!! كم هي ممتنة لإصراره عليه!! فرفضها الهش سرعان ما تهاوى أمام إصراره لأنها كانت تتمنى في داخلها أن يجبرها.. وفعل!! كان هذا التفكير يدور ببالها وهي تلتفت لكسّاب بحنان متعاظم.. لتهمس بعدها بامتعاض: كسّاب يأمك.. ليه مالبست لك لبس غير ذا؟؟ كسّاب يلقي نظرة خاطفة على لباسه الانيق والبسيط في آن (تيشرت أبيض نصف كم) بخطوط سوداء عشوائية وبنطلون جينز أسود ويهمس بهدوء وهو يعاود النظر للطريق: وش فيه لبسي خالتي ؟؟ عفراء بذات الامتعاض وهي تلمس عضلات عضده الشديد الصلابة: يأمك كان لبست لك قميص كمه طويل وواسع.. أخاف عليك من العيون ما تشوف أشلون التيشرت لاصق بصدرك وزنودك.. حينها ضحك كسّاب: خالتي عيب.. والله العظيم عيب.. تراني رجال ماني ببنية.. عفراء بحنان: وشيخ الرياجيل ماقلنا شيء.. بس العين حق.. وأنت بعد يأمك مربي لي ذا العضلات بزود.. اللي ماعنده عيون بتطلع عيونه ثم أردفت وهي تتذكر شيئا: وإيه وتذكرت سالفة ثانية حارتني.. لا وهذاك اليوم في عزبة أبيك شايفتك رايح للرياجيل شايل سرندلين كبار كنك شايل قواطي بيبسي.. ياولدي الناس مامن عيونهم خير ابتسم كساب وهو يقول (بعيارة): الحين أنتي اللي أم عيون.. عاد السرندلات قواطي بيبسي؟!.. ول عليش ياخالتي (سرندل=أنبوبة غاز) عفراء قرأت بعض آيات القرآن و نفثت عليه ثم همست باستفسار مبهم: خاطري أعرف السنة اللي أنت قعدتها في أمريكا وش سويت فيها؟! كسّاب بثبات وثقة: درست الماجستير.. وش سويت بعد.. عفراء بنبرة ذات مغزى: ودراسة الماجستير تخلي الواحد عضلات كذا.. شكلك كنت تشل حديد 24 ساعة في اليوم طول ذا السنة.. ولا ظنتي بعد تكفي كساب يبتسم ويهمس بنبرة مقصودة: خالتي اخلصي علي.. وش تبين تقولين؟؟ عفراء بجدية: حلفتك بالله ثم حلفتك بالله ثم حلفتك بالله.. أنت كنت تاكل بروتينات وإلا ضارب إبر هناك..؟؟ يأمك أنت عارف ذا الأشياء أشلون خطرة وتضر الصحة وتجيب الأمراض الخبيثة. حينها انفجر كسّاب ضاحكا: وهذا الموضوع اللي دايم تحومين عليه؟؟ تحلفيني عشانه وثلاث مرات؟؟ ثم أردف ببساطة: ها والله العظيم ثم والله العظيم ثم والله العظيم إنه عمره ماطب حلقي أي حبوب ولا كلت بروتينات ولا ضربت إبر.. ارتحتي يالغالية؟؟؟ حينها عاودت عفراء لمس عضده وهي تتساءل باستغراب: زين من وين جات ذي.. ؟؟ كسّاب يبتسم: رياضة ياخالتي.. مابعد سمعتي بالرياضة؟؟ عفراء بعدم ارتياح له زمن يرافقها: سمعت بالرياضة.. بس ماسمعت عن رياضة تسوي في الواحد كذا ********************************* طرقات خافتة على الباب همست وضحى المستغرقة في استذكارها: ادخل ولكن الطرقات تكررت.. حينها ابتسمت وضحى بصفاء حقيقي وهي تقف لتفتح الباب بنفسها ثم تشير بعلامة ترحيب متحمسة وتهمس في ذات الوقت: هلا والله إني صادقة.. يدخل إلى غرفتها بخطوات هادئة ويشير بإشارات هادئة: أمي تقول ما تعشيتي .. ليه؟؟ أشارت بابتسامة وهي تهمس ذات العبارة كما اعتادت : عندي دراسة كثير والله.. إذا خلصت نزلت كلت لي شيء تميم بهدوء عذب: يعني مهوب شيء ثاني؟؟ ابتسمت وضحى: الشيء الثاني كان أمس.. وأنا خلاص اليوم لاهية في دروسي أشار تميم وفي عينيه نظرة مقصودة: وموضوع أمس بيقعد أمس.. وماراح ينحل اليوم يعني؟!! وضحى مع تميم مخلوق آخر.. محررة من التردد والخوف والتوتر.. علاقتها مع تميم شيء فريد وكأن كل منهما يأخذ من عبق روح الآخر فروح هذا الشاب الشفافة الصافية تنعكس عليها لتبعث في أوصالها إحساسا حانيا بالإحتواء والمساندة والصفاء أشارت وهي تستعد للجلوس: أبي لي يومين.. قبل أبلغ امهاب رفضي.. عشان ما يأكل كبدي ويقول لي استعجلتي في التفكير يجلس تميم جوارها: وأنتي كذا تشوفين إنش ما استعجلتي.. عبدالرحمن ما ينرفض.. حرام تروحينه من يدش حينها انتفضت وضحى بغضب: حتى أنت يا تميم.. حتى أنت.. شايف إنه من المفروض إني أحب يدي ألف مرة إن واحد مثل عبدالرحمن قرر يفكر فيني لأني ما أناسب مستواه العالي.. لازم أستغل الفرصة..عشان أدبسه فيني قبل ترجع له الذاكرة لأنه أكيد واحد مثله ماخطب وحدة مثلي إلا لأن فيه خلل في عقله لازم نستغله قبل يتصلح الخلل... ولأنه...... تميم قاطعها وهو يمسك بيديها ليوقف سيل إشاراتها العصبية وكلماتها المتدافعة بغضب وهو يشير لها ببساطة: سواء كنتي أحلى وحدة في العالم وإلا أشين وحدة في العالم في كلا الحالتين عبدالرحمن ما ينرفض.. أما إذا رجعنا لش.. أنا أبي أعرف أنتي من وين جايبة ذا النظرة السلبية عن نفسش.. هذا أنتي قدامي وشايفش حلوة ومافيه أحلى منش وضحى بأسى: هذا عشانك تحبني.. شايفني في عيونك حلوة تميم يشير بحنان ومودة: وعبدالرحمن بعد بيحبش وبيشوفش في عيونه حلوة مع أنش حلوة بدون عيون حد وترا عمر الجمال ماكان هو سبب لنجاح الزواج الحين كاسرة هل فيه وحدة أحلى منها.. مع كذا ما أتوقع إن الرجّال اللي بيتزوجها بيكون مبسوط معها.. لأن عشرتها صعبة لكن أنتي ياحظه اللي بتكونين زوجته ابتسمت وضحى: الله لا يحرمني منك.. دايم رافع معنوياتي.. ثم أردفت بجدية: بس يا تميم والله أنا مأني بمقتنعة بذا السالفة كلها حينها أشار تميم بجدية: إيه كذا معقول.. منتي بمقتنعة.. حقش.. وعلى العموم وضحى.. ماحد بجابرش على شيء بغيتي توافقين أو ترفضين هذا شيء راجع لش.. وتأكدي إني واقف معش وفي صفش مهما كان قرارش.. ***************************** "أوف جننوني عيالش.. مابغوا يرقدون.. وش معطية عيالش أنتي؟؟ من وين جايبين ذا الطاقة كلها.. نطينا على السرير.. وتطاردنا ولعبنا.. أنا انهديت وهم يقولون مثل خالي هريدي: كمان" صرخت سميرة بهذه العبارة وهي تلقي بنفسها على سرير نجلاء التي كانت واقفة تجفف شعرها المبلول.. ضحكت نجلاء: ما دريت إنه عندنا خال اسمه هريدي.. سميرة تضحك: كنت بصراحة أحلم يكون عندي خال اسمه هريدي وواحد ثاني اسمه محمدين.. وحسنين بعد.. وابو المعاطي.. وعوضين نجلاء تضحك بهستيرية: من جدش؟؟.. عصابة مطاريد الجبل مهوب خوال ذولا.. حينها اعتدلت سميرة جالسة وهي مازالت تضحك: وش سوي بأبيش.. اللي يوم حب له مصرية.. خلا كل المصريات اللي أخوانهم أكوام أكوام.. وراح يتزوج وحدة (مئطوعة من سجرة).. نجلاء بمودة عميقة: فديتها أمي.. ليه هو كان بيلاقي أحلى منها.. سميرة تضحك: إيه وأبيش عاد ما يطيح الا واقف.. وين لقى له مصرية شقراء وبيضاء كذا كنها روسية؟؟ وش ذا الحظ اللي يفلق الصخر عنده؟!! نجلاء باستنكار باسم: ماعاد باقي الا أمش وأبيش تبطحينهم بعينش.. عقب ما بطحتي هل شارعنا كلهم سميرة (بعيارة): إيه وش عندش؟؟ مبسوطة في أمش.. ماحد خذ الشقار إلا أنتي.. وأبيش عاد يموت على الشقار.. خليتوني أروح أصبغ شعري عشان ما أصير شاذة في البيت سميرة تضحك: أمي قسمتها بالعدل بيننا.. أنتي أبيض وحدة فينا.. وأنا خذت الشعر الأشقر.. وغنوم العيون العسلية حينها وضعت سميرة يدها على قلبها وهي تصرخ باصطناع: أه يا قلبي.. يا قلبي لا تذكريني... ماحد حارني إلا غنوم.. صحيح (يدي الحلئ للي بلا ودان) غنوم الخايس يأخذ العيون العسلية.. وأنا عيوني سود تروع في بياضي لا وبعد مهوب عاجبه لون عيونه... يا حرتي حرتاه لا وأنتي بعد عادش متمننة علي بالبياض.. هذا أنتي قدش بتنفقعين من البياض اللي بحمار نجلاء تضحك: ماتعرفين تذكرين ربش أنتي.. سميرة تنزل حاجبا وترفع آخر: عارفته قدام أشوف وجهش يالطماطة.. كانت نجلاء على وشك الرد عليها لولا صوت رنين الرسالة التي وصلت هاتفها حينها صرخت سميرة وهي تقفز لتلتقطه: والله ما يفتحه إلا أنا.. تراجعت سميرة بحزن وهي تترك جهاز الهاتف لها وتقول بغصة: إذا قريتيه امسحيه ومافيه داعي تقولين لي وش فيه.. سميرة بمرح: كذبش كذباه.. قال ما تبي تدري وش فيه... عليّ يانجول؟!! بس تدرين نجول.. صويلح هذا المفروض يعطونه جائزة أكثر رجال العالم مثابرة.. 9 شهور كاملة مامل.. يوميا نفس الوقت مسج.. وأنتي بعد يعطونش جائزة أكثر نساء العالم تحجرا.. إذا قلبش مابعد ذاب من ذا المسجات.. و أنا قلبي ذاب منذو مبطي.. ثم تنهدت وهي تفتح الرسالة: يارب ابعث لي من عندك واحد كلامه حلو مثل صويلح ما أن قرأت الرسالة حتى أغمي عليها أحد إغماءتها التمثيلية التي لا تنتهي: آه آه ياقلبي.. لا عاد رجالش ذبحني الليلة.. والله ذبحني.. إن ما جهزتي شنطتش ورجعتي لصويلح عقب ذا المسج.. يكون ما عندش قلب وعليه العوض ومنه العوض في قلب أختي اللي انتقل إلى رحمة الله حينها لم تستطع نجلاء مقاومة الفضول.. تناولت الهاتف الملقى بجوار سميرة التي مازالت مغمى عليها في تمثيليتها .. لترفعه إلى مستوى نظرها بتردد #أنفاس_قطر# . . . |
الساعة الآن 01:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية