منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t189595.html)

زهرة منسية 06-09-13 07:37 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الفصل الثالث


عاشت شارلوت أروع و أسعد أيامها فى هذا الربيع . منذ ذلك اليوم ارتبطت حياتها تماماً بـ كتريج , حتى عندما لا تكون فى صحيته , كان عقلها و قلبها مشغولاً به,كل شئ آخر فى حياتها صار مجرد شيئاً شيئاً عارضاً .
منتديات ليلاس
عندما تكون فى عملها تبحث عن أشياء مثيرة مسلية لتجره بها , عندما تخرج للسوق لشراء ملابس , يكون خاطرها مشغولاً: هل ستعجبه أم لا ؟ و تتساءل عن مدى إعجابه بإرتدائها لون معين . فى المساء تندفع بسرعة للمنزل , حتى لو كان هناك ساعات حتى يحين موعد مكالمته الهاتفية , متمنية ألا يطول بعادهم , و يتاح لهم اللقاء كثيراً . و لأن كاريج فى لندن تضطره وظيفته للبقاء فى المكتب حتى وقت متأخر , و أحياناً يسافر بعيداً فى مهام عمله , لذا لميعد أمامهم إلا الاجازة الأسبوعية موعداً للقائهم.
ذات مرة أتصل بها كاريج فى عملها و أخبرها أنه سيكون فى منطقتهم بعد الظهر , و سألها إن كان ممكناً الإنصراف مبكراً للقائه ؟ توجهت شارلوت فوراً إلى مديرها و طلبت الإنصراف , أندهش المدير لطلبها خصوصاً أنها لم تقدم عذراً أو تفسيراً , و لأنها دائماً ما كانت مخلصة لذا تحتم عليه تأنيبها على ذلك مهما كان , لكن صوتها به تصميم يوحى بألا يرفض أو أنها ستنصرف لحالها . لمح المدير لذلك متفكهاً , و اتسعت عينا شارلوت دهشة عندما أدركت أنه على حق . هكذا أصبحت وظيفتها التى تفخر بها وموقعها الذى كسبته فى الشركة بصعوبة , لا أهمية هكذا فجأة. فى الحقيقة لقد تغيرت قيمها بهذه السرعة و بتلك الصرامة و القطيعة , مرت بها لحظة تعجب و استغراب , لكنها تقبلته دونما تساؤل فلقد أصبح كاريج مرة ثانية أهم محاور حياتها


زهرة منسية 06-09-13 07:40 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

تجسدت سعادتها عندما بدأت تخرج مع كاريج بإنتظام , توهج إشراقها الداخلى بحيوية جعلتها تبدو أكثر جمالاً مما كانت . فلقد كانت تفخر دائماً بحضورها و بمظهرها , لكن الآن تهتم بنفسها جداً,تتمنى أن يفخر بها كاريج وأكدت لها مرآتها كم هى متألقة.منتديات ليلاس
اعتاد كاريج الإتصال بها تليفونياً كل مساء حتى لو كان مسافراً و تسرع شارلوت للرد على التليفون متجاهلة كل شئ , تترك مياه الحمام تبرد , المكواة تسخن , التلفزيون مفتوحاً فى حجرة خالية لأكثر من ساعة , فى البداية احتجت رينات , ثم بحكمتها بدأت تتأكد هى أن كل شئ أطفأ عندما يدق جرس التليفون . كانت محادثاتهم التلفيونية طويلة , كان يبدو دائماً وكان لديها الكثير ليتحدثان عنه , و تتخيل شارلوت صورة كاريج فى لندن , أو مستلقياً على سريره فى غرفة الفندق و تتمنى لو كانا معاً .
يبدو أن كاريج كان يشعر بنفس أحاسيها , لأنه طلب أن يعرف أين تجلس , ماذا تفعل , غالباً يؤكدا أفتقاده لها . تمكث كل مساء منتظرة مكالمته و لا تفعل شيئاً فى حياتها الأجتماعية , و لا يعنيها هذا , فهى تعيش لهذه المكالمات و فى إنتظار الأجازة الأسبوعية ليكونا معاً.
بمجرد ترتيبه للأمر أخذها كاريج لإسطبل صديقه كما وعدها , أخذها معه مبكراً صباح يوم السبت بينما كان الضباب يغطى سطح الأرض , اتجهوا بالسيارة عبر الريف ناحية الغرب على الطريق الممهد حتى وصلوا أطراف يركشاير . وقف أصدقاء كاريج بنجيل هولاكى و زوجته أماندا على باب منزلهما المشيد بالطوب الأحمر على طراز المعمار الفيكتورى , رحبا بهما, كانا يرتديان زى ركوب الخيل , كانا فى منتصف الثلاثنيات و بدوا على علاقة طيبة بـ كريج الذى حياهما بحرارة , ممسكاً بيد بنجيل و قبل أماندا بود , قبلته أماندا بدفء مماثل , و أتفتت لتحى شارلوت و احتوتها بنظرة أنثوية , بالمثل فعلت شارلوت :" مرحباً كم هو لطيف أن ألقاك ."
ذهبوا جميعاً إلى المطبخ الكبير ليتناولوافنجان قهوة و قوفاً و هم يمرحون , الرجلان معاً و المرأتان تتبادلن الحديث الحديث و هن يتعارفن , و ظهر أن أماندا استلطفت شارلوت و وضعتها يدها بتودد على ذراعها و هى تقودها للطريق إلى الإسطبل , وحصل كاريج على حصان موفور النشاط ,مما أسعده ركوبه , وحصلت شارلوت على حصان أبيض جميل , و بحثت عن جزرة لتقدمها له و قال لها كاريج :"لقد شرفتك أماندا بهذا الحصان , فهى تركبه فى سباق المسافان."
حضر بنجل و أماندا معهما , مما جعل شارلوت تشعر وكأن فروسيتها موضع إختبار , لكنها كانت لديها كفاءة فتاة ركبت الخيل طيلة حياتها , رغم أن الحصان الذى ستركبه من فصيلة أفضل كثيراً مما إعتادت ركوبه من خيل , إلا أنها شعرت على الفور بسهولة و إرتياح و متعة ركوبه , بجوار كاريج , فهل يمكن إلا أن تكون سعيدة ؟ فى البداية مشوا بالخيل بهدوء و رؤية عبر أطراف القرية , و عندما وصلوا للسهل الفضء الممتد الأخض ر تركوا العنان للخيول, أطلقت شارلوت صيحة فرح , أرعد كاريج بجوارها محتفظاً بسرعته ليحازيها و ليتأكد أنها على ما يرام , فهى المرة الأولى لأن يراها على صهوة الجواد , تضاحكوا و بدأوا يتسابقون ثم توقفت و عرفت أنه قلق بشأنها.
كانت العشرون دقيقة أكثر فترات حياتها نشاطاً و بهجة , فهى تركب حصان أصيل, الريح تلفح وجهها , و كاريج بجوارها , شعرت شارلوت كأنها تلامس السماء و عندما يتبأطوا فى النهاية ليمشوا , شكرت مضيفها لحرارة , ابتسمت أماندا فى وجهها المشرق :"أنها متعة , أليس كذلك؟ و أنت يا كاريج , يجب أن تحضر شارلى , مرة ثانية."
كان هذا هو يوم السباق , كان نيجيل و أماندا لهما حصانين يشاركان فى السباق بعد ظهر نفس اليوم , أحدهما سيركبه كاريج , لذا عادا إلى الإسطبل للتأكد من ترتيب كل شئ , و تركا كاريج و شارلى ليجيئا على مهل.
قال لها كاريج :" لدينا ساعة أو أكثر , دعينا نمرح و نتقلب على هذه المروج."
ذهب نايجيل و أماندا لترويض الخيول و تركوهم يستريحوا و قالت شارلوت متحمسة :" أعرف لماذا أحب هذا المكان , أنها مكان مكتمل الروعة , وركوب الخيل كان دائماً ممتعاً!"
أجابها كاريج :"طموحى دائماً إمتلاك منزل هنا , آهـ , ليس فخماً ربما مجرد ربما مجرد شالة لقضاء الأجازة , بحيث يمكننى المجئ هنا , على الأقل أشاهد الخيول أن لم أستطيع ركوبها "
سألته :"هل ستفعل ؟ هل تبحث عن مكان ؟"
هز رأسه آسفاً :"يجب الإنتظار , أنا خائف لإنشغالى فى الشركة و إنجاز عملى الخاص يلتهم كل وقتى , و أمتلام منزلين لشخص واحد يبدو متعة تفوق الحد."
أومأت شارلوت , و تذكرت أن كاريج بالتعاون مع صديقين له , و فروا الإنفصال و عمل شركة لحسابهم منذ عامين , و كرسوا كل جهدهم لتكوين إسمهم و سمعتهم العملية .
واصل حديثه :"كلا شريكى متزوجان , و بالطبع مما يلقى بالعبء على كاهلى عندما يتطلب الأمر السفر لأداء مهام بعيدة عن لندن."
عندما وصلا عند الأشجار تباطأ كاريج فى مشيته و ألتفت مبتسماً لها ابتسامة إستقرت فى حضن قلبها :"لكن أظننى منذ الآن سأصمم على التمتع بأجازتى الأسبوعية كى أقابلك."
مشوا قليلاً بين الأشجار حتى السهل الذى تظلله , تناول اللجام منها و ربط الخيل فى فرع منخفض , ثم إلتفت إليها فاتحاً ذراعيه :"تعالى هنا" قال بصوت مبحوح
إتجهت إليه سعيدة , ألقت بذراعيها حول عنقه و بادلته القبلات بلا تحفظ , غمغم فى فمها :"أفتقدك كثيراً." و شفتاه تعصر شفتيها :"أسبوع بأكمله دون أن أراك , فترة طويلة , طويلة جداً "
لم تستطيع شارلوت مجاراته , أجابت بأن فغرت فمها تحت فمه و هى تلتصق بحضنه , جسدها يندمج بجسده , بينما تشتعل القبلات بنار الرغبة , ثم شهق و قال :" ياهـ , يا شارلى , آه يت شارلى."
تساءلت :"ماذا ؟ ماذا حدث ؟"
"آهـ أظنك تعرفين " مازالت عيناه تفيض رغبة و وله , و هو ينظر إليها :"قلبى إمتلأ بحلاوة حبك منذ أول لحظة رأيتك ."
تساءلت :" اللحظة الأولى ؟" و رفعت إصبعها تمسح به شفتيه.
قال كاريج :"أهـ , فهمت ما تقصدين , حسناً , ليس تماماً , أقصد منذ إلتقيت بك فى اللقاء الثانى فى سانداون."
و ابتسمت شارلوت متراجعة للخلف قليلاً , تقول لنفسها لا , لم أقع فى قلبه فى لقائنا منذ ستة أعوام , لأنه كان وقتها مشغولاً فى تماماً بـ فيرتى , وكان يريدها و لم يرفع عيناه عنها و كان يحتضنها و يقبلها .
أخفضت عينيها متراجعة و تقدم كاريج ناحيتها متسائلاً :"ماذا حدث؟"
أجابته :"لا شئ . ماذا يمكن أن يحدث؟" لكنها لم ترفع عينيها لتواجهه
و تساءل :"هل تسرعت معك , أليس كذلك؟"
أجابته :"لا, لا,طبعاً لا " وهى مصممة على طرح الماضى خلف ظهرها , و تقول لنفسها ما يهمنى هو الآن و هنا. و كاريج قال أنه وقع فى حبى من النظرة الأولى , فى لقائهما الثانى . و ماذا تريد أى فتاة أكثر من ذلك؟ و عادت لأحضانه و أبتسامتها تملأ وجهها , و أمطرته بقبلات شرهة بنهم كأنها تريد دفن الماضى فى طى النسيان.
أحياناً يأتى كاريج من لندن إصطحابها فى سيارته , فى العادة يذهبان لتناول العشاء فى مطعم , و دائماً تنتظره شارلوت عند الباب , لم تنتظره داخل المنزل أبداً, حتى لو كان الجو ماطراً, عند وصوله تجرى إليه ضاحكة سعيدة بينما يعانقها و يقبلها كما لو كانا لم يلتقيا من شهور , بعد أن تصلح أحمر الشفاه يتجهان للمكان المختار لتناول الطعام دون تعجل , متمتعين بوجودهما معاً , تتلامس أياديهما أحياناً , تلتقى عيناهما لتبث رسائل تشبع قلبها بالحب و الدفء و لإثارة و المتعة المتواصلة .
حدثت أشياء صغيرة أيقظتها من هذه الحالة المبهجة و كانت كافية لتكدير صفو سعادتها للحظة على الأقل . و لأنهما يذهبانإلى مطعم فى الضاحية , كان محتماً أن تلتقى شارلوت أحياناً بإناس من معارفها , عادة لا يعنيها هذا , وكانت فخورة بتقديم كاريج بتقديم كاريج لهم , لكن, ذات مرة دخلا المطعم و وجدت أحد مدراء الشركة و معه زوجته و ابنته جاءوا للأحتفال بعيد ميلد الأبنة الثامن عشر , قدم المدير شارلوت لأسرته , و بمجرد سماع ابنته أسمها صاحت " ياهـ , مؤكد أنك شقيقة فيرتى بيج , النجمة السينمائية, فهى من هذه المنطقة ."
بإقتضاب اعترفت شارلوت بأن فيرتى شقيقتها , و حاولت تغيير موضوع الحديث , لكن لسوء الحظ كانت الفتاة معجبة بـ منتديات ليلاس فيرتى و واصلت طرح أسئلة كثيرة , و نظر أبواها بلا إعتراض , متوقعين سعادة شارلوت بهذه الشهرة , لكنها بدأت تتضايق من تتابع أسئلة الفتاة و تجيبها بإختصار و جفاء , و كانت على وشك مقاطعتها لولا حضور الجرسونة لإخبار الأسرة بأن مائدة الطعام جاهزة , و عرض المدير إستضافتها :"ألا تنضمين لنا ؟"
"لا" و هى ترتجف داخلياً من إحتمال سماعها لتردد إسم فيرتى طيلة السهرة أومأت و إنصرفوا تاركين شالوت لتسترخى فوق مقعدها و هى تتنهد فرحاً , لكنها ما زالت متوترة قلقة جداً لأن كاريج أيضاً ذُكر بـ فيرتى .
إنتهت من شرابها سريعاً و حاولت التفكير فى شئ مريح تقوله , و للحظة تلاشئ كل ما فى ذهنها عدا هذه الفكرة, و كان كاريج هو الذى بدأ الكلام :"لماذا لم تهتمى و كأنك تسمعين دائماً أحاديث كثيرة من فيرتى؟"
" لا ." كانت شارلوت على وشك التوقف عن الإستمرار فى حديثها , لكنه قطب وجهه عابساً متسائلاً " ووجدت نفسها مجبرة على إضافة :" أظن أن والدى يسمع عنها دائماً و الآن و لا حقاً."
تساءل :"ألم يخبرك؟" كان صوته مندهشاً .
فى الحقيقة أنها لم تسأل أباها أبداً , و إن كانت قد وصلته رسالة من فيرتى , فى البداية خوفاً من تكدره , و إن لم يكن قد سمع عنها لفترة , و إن كانت وصلته رسالة سيحضرها يقرأها عالياً و معلقاً عليها بإيضاح مدى إيجادة فيرتى لعملها, و إعجاب و إفتتان المحيطين بها , و إنشاد مدائح فى ابنته الغائبة , و الأبنة التى ترسل رسالتين و ثلاثة فى العام, و لم تتصل به تلفيونياً أبداً , و لم تجئ لزيارته . مع ذلك بنظر إلى شارلوت القريبة منه يرمقها بنظرة متعالية , و يهز رأسه متمنياً إن كانت لها حياة مثيرة مثل شقيقتها! ذات مرة , حفزته لزيارة فيرتى فى أمريكا , و كان سروره بالغاً بالفكرة , لدرجة أنه ذهب لمكتبه مباشرة ليكتب إلى فيرتى و يخبرها بالاقتراح.
شعرت شارلوت على الفور بالحسرة و تكدرت و أكلتها الحسرة عندما أنقضت أسابيع و لم ترد فيرتى , و لم تتصل به إلا فى الكريسماس التالى عندما أرسلت بطاقة تهنئة و لم تلمح لشئ عن الزيارة المقترحة . و لم يقل هارتفورد بيج شيئاً عنها , و لكنه بدا و كأن أكتافه تهدلت قليلاً و شعرت شارلوت بالخوف عليه.
و الان تهز رأسها إجابة على سؤال كاريج :"نحن لا نتحدث عن فيرتى كثيراً , هذه هى الحقيقة" و أضافت مترددة :"هو لا يتحدثعن أى شئ كثيراً , و يقضى معظم وقته فى مكتبه."
أشار كاريج :"مؤكد ذلك يصيبك بالوحدة و العزلة ." و وضع يديه فوق يدها , فابتسمت و قلبت يديها تحتهما , سعيدة بهذا الدفء و القوة :"انا ليست وحيدة." قالتها بنعومة ,و لم تضف :" ليس الآن" فهى ليست بحاجة لأى أضافة , فلقد كان المعنى مكتوباً على وجهها ليراه الجميع .
لكن مرة ثانية كدر كاريج صفو سماء سعادتها عندم قال :"قرأت فى الصحيفة أن فيرتى أحد نجوم فيلم سيكون عرضه الإفتتاحى قريباً فى وليست أند . هل تحبين الذهاب لمشاهدته ؟ لو أردت يمكننا الإتفاق على موعد و الذهاب لحضور افتتاحه؟"
منتديات ليلاس
إرتجفت يدها تحت يده و سحبتها بعيداً :"لطيف منك , أن تقترح هذا " و أرتبكت و تعلثمت :" لكن ....لكن أنا...."
تدخل كاريج :"حسناً ؟" و ضحك :"و لكن ماذا؟"
إستكملت حديثها :"لكننى لا أذهب ابداً لمشاهدة أفلام فيرتى ." قالتها بجفاء
تساءل :"لا تذهبين ؟ لماذا ؟ لابد أن يختلف الأمر مادام الفيلم إنتاج من المستوى الأول و أن كنت تخشى من جلب حظ سئ لها أو شيئاً من هذا القبيل , لا تخافى الفيلم تم إخراجه منذ أعوام " قالها كاريج عيناه تلمعان بنظرة إندهاش رقة .
" ليس الأمر هكذا...أنا...آهـ كأسى فارغة أيمكننى تناول أخر من فضلك؟"
" طبعاً " أشار إلى الجرسون و إلتفتت إليها , تبدو عليه ملامح تجهم و هم , جعلت قلبها يهبط فى جوفها , فعلاً كانت صائبة , فلقد قال :"حسناً , إستمرى لماذا لا تذهبين لمشاهدة افلام فيرتى ؟ و كأنك لا تكتبين لها أيضاً؟ "
"الأفضل ألا نتحدث عنها , موافق؟" أجابته بإختصار .
للحظة ظل كاريج صامتاً ناظراً إلى وجنتها المشتعلتين بالغضب , و أسند ظهره على المقعد :"كما تريدين."
غرق فى صمته ثانية , و طال الصمت مما جعلها مشحونة بأسئلة خرساء , حتى عجزت عن تحمل كبتها فانفجرت :"أنظر , عندما تشاجرت مع فيرتى و تركتها فجأة متخلياً عنها , هل كنت تتوقع أنها ستتشاجر معى أيضاً؟"
وافقها كاريج :"محتمل جداً , متى وقع هذا الشجار بينكما ؟ هى مقيمة فى الولايات المتحدة منذ خمس سنوات , آه طبعاً, ربما عادت لزيارتككم أثناء هذه الفترة" هزت شارلوت رأسها :"لا, لم تعد إطلاقاً."
كانت تجلس متوترة , وجهها شاحب , ماعدا بقع الضوء بألوانها القوية تغطى وجنتاها , نظر كاريج إليها , لكنها غيرت الموضضوع بحكمة , و تابعها و هى تستعيد تلقائيتها و مرحها.
فى نهاية أمسيتهما تناولا العشاء , و غادرا , قاد كاريج السيارة ببطء فى أتنجاه آبى و هما يتمنيان ألا تنتهى الليلة , عندما وصلوا كان عليهما الوقوف فى ظلال بوابة المنزل , ليقولا ليلة سعيدة أو لو كان الجو بارداً يجلسان فى دفء السيارة رغم ضيقها .
فى أحد الليالى الأخيرة بينما كان الجو عاصفاً تراجع كاريج عن تقبيلها و قال ممتعضاً :"ليلة سعيدة " تضاحكت شارلوت و هو يدلك ضلوعه من ضغط ذراع المحرك له , قالت له شارلوت :"يمكنك الدخول إلى الصالون الكبير "
رد عليها بصراحة جارحة :"ربما تطلبين من دخول المنزل , هل هذا من تقاليد هذه المنطقة الريفية, أن تخرج الفتاة فترات طويلة قبل تطلب من الشاب الدخول لمنزلها؟"
تضايقت شارلوت و وجهها تعلوه عواطف عدائية , و لم يظهرها الضوء الخافت داخل السيارة لكنها أدركت على الفور أنه ليس عدلاً أن تعامله هكذا. فهى لن تحتفظ به بعيداً عن والدها للأبد , و الجو بارد جداً , لذا دخلوا المنزل ليجدا هارتفورد بيج فى سيره , و الحجرة خالية لهم. وضعوا المزيد من الخشب الجاف فى المدفأة حتى طقطقت و أرتفعت ألسنة اللهب , ثم مددوا أريكة و بسطوها و أخفضوا الأضواء و ظلوا معاً حتى الواحدة صباحاً عندما سحب كاريج نفسه بتردد ليعود إلى لندن .
من هذه الليلة بدأ كاريج يحضر إلى المنزل ليودعها , دائماً كان يجد والدها داخل حجرته أو مكتبه لكن ذات مساء , فى غضون أسابيع قليلة , كان قد ترك كتاباً فى حجرة الجلوس و عاد ليحمله معه و وجدهما هناك .

منتديات ليلاســ



زهرة منسية 06-09-13 07:45 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

تحركت شارلوت بسرعة بعيداً عن وضعها الملتصق بـ كاريج على الأريكة , لكنه وقف على قدميه و مد يده لوالدها :" مرحباً سيدى , انا كاريج بيشوب , لقد ألتقينا من قبل , لكن منذ وقت طويل جداص."
" حقاً؟" سحب الرجل العجوز يده و نظر إليه بدون إكتراث " أخشى أنى لا أتذكر ...هل شارلى هى التى جاءت بك إلى هنا ؟"
" لا , شارلى كانت مجرد تلميذة فى المدرسة وقتها " قالها كاريج مبتسماً ناحيتها :" لا فى الحقيقة جئت وقتها مع فيرتى ."
" مع فيرتى؟ " رفع هارتفورد بيج رأسه فوراً ليراه بوضوح " لماذا؟ نعم , أظن أنى تذكرت الآن . ألست مهندساً معمارياً أو شيئاً من هذا القبيل؟ يا آلهى , منذ فترة طويلة !لقد سافرت فيرتى من أعوام , أنت تعرف ذلك" و أتته فكرة فقال بلهفة :" أفهم أنك لم تراها , هل رايتها ؟ هل هذا هو سبب مجيئك ؟ هل أعطتك رسالة لىّ؟"
" لا, عفواً لا." قالها كاريج متلطفاً :"لم أراها منذ أخر مرة هنا . أنا هنا مع شارلى." بينما الرجل العجوز يقطب حجبيه حائراً:"آهـ , أفهم شارلى" نظر إليها متحسراً , ثم صفا وجهه.
" حسناً , بما أنك صديق فيرتى عندى شئ واثق أنط ستحب مشاهدته ,دقيقة واحدة."
ذهب إلى مكتبه , و هبط قلب شارلوت فى قدميها فهى تعرف ما سيحدث , فهو لديه مجلد قصاصات صحفية ترسلها وكالة صحفية , يرهق نفسه و شارلوت معه , بقيمة ما يدفعه مقابلها , و بالإضافة إلى ما ترسله فيرتى نفسها من مقالات منشورة عنها . و هو لا يحب عرضه على الضيوف لكن للأسف فتحه الآن وهو أمر نادر , فهو لا يفتحت إلا ليضيف إليه أو ليعرضه على الضيوف الذين يعتز بهم.
أحضر المجلد وطلب من شارلوت الإنتقال إلى مقعد ليجلس هو بجوار كاريج, بدأ يقلب صفحات المجلد , طاوعته صامتة , متجنبة نظرة خاطفة رمقها بها كاريج , ثم كان عليها الجلوس لساعة كاملة متحملة ثقل فيرتى على قلبها ,و الحديث عن جمالها موهبتها و تألق نجوميتها , أصدقائها أبطال أفلامها ,ماضيها , أفلامها السابقة و الحالية و لـ هارتفورد بيج شغف بها يستغرقه تماماً و الأستماع إليه متحدثاً عن فيرتى كونها أفضل ممثلة فى عالم السينما , بدلاً من حقيقة كونها مجرد ممثلة تكافح لكسب شهرتها , هى فعلاً لديها شئ من الموهبة , تعترف شارلوت بذلك لكن كم من آلاف الموهبين الواعدين فى البداية , و بعض الموهبة ليس كافياً بدون قدر كبير من الحظ و النفوذ للمرور و الإنطلاق.
كان كاريج فى غاية اللطف , جلس بصبر جوار الرجل العجوز منصتاً و معلقاً تعليقات صائبة , مظهراً تأثيره الحقيقى , و لو لم يفعل ,أو لو أبدى رغبته فى أن يبقيا وحدهما , هو بالتأكيد لم يُظهر تلك الرغبة , لو لم تذكر شارلوت الشبق الذى بدأ يقبلها به قبل أن يقاطعهما أبوها , لكانت أعتقدت أنه غير متمتع بتلك التفاصيل التى لا نهاية لها عن حياة فيرتى.
فى البداية حاول جذب شارلوت للحديث لكنها أجابت بإقتضاب و بعد نظرة فاحصة تركها لحالها , وركز أهتمامه على القصاصات .
وصلوا إلى النهاية , و عجز والدها عن إيجاد شئ آخر يقوله , تلكأ فى الوقوف على قدميه :"حسناً , الأفضل أن أذهب لسريرى , أمامى يوم كامل للكتابة غداً , أنت تعرف ينبغى أن تجعل شارلى تحضرك مرة ثانية يا كاريج , أنا واثق أن لدى المزيد من القصاصات عن فيرتى لتراها عن فيلمها الجديد تعالى , حسناً تصبح على خير."
أعاد الكتاب على الرف و خرج و أصبحت الحجرة خالية فجأة , هادئة , لكن لا يسودها السلام.
" لماذا لا تجئ و تجلسى بجوارى هنا " و أشار إلى المكان الذى كان يجلس فيه والدها
للحظة تلكأت شارلوت ثم ذهبت بمجرد جلوسها قالت بتكلف :"لقد تأخر الوقت , ألاتظن أنه ينبغى عليك الذهاب؟"
"تحاولين التخلص منى ؟" قالها كاريج مطوقاً ذراعيها بذراعيه و جذبها نحوه .
" لا " قالتها بتردد لكنه بدأ يقبلها فى آذنيها , بعد لحظة إلتفتت فجأة لتواجهه و طوقت عنقه بذراعيها و عيناها مستسلمة :" لا , انا لا أريد التخلص منك أبداً" وقبلته قبلة محاولة بها تعويض الساعة الضائعة , و إعادة التأكيد لنفسها بأنها هى الفتاة التى يهواها كاريج .
تبادلوا القبلات و أحاسيس السعادة و الإشباع , بحيث لم يكن لدى أحدهما وقت لنطق كلمة , وبعد فترة رفع كاريج رأسه مبتسماً لها و هى مستلقية فى حضنه عيناها هادئة راضية , فمها مازال فاغراً من لذة قبلاته :"لا أريد الذهاب " قالها متحسراً
" أنا أيضاً لا أريدك أن تذهب " و رفعت رأسها لتقبل يده, و بلطف لطمها على وجهها .
"أريدك أن تبقى و لكن " تلعثم صوتها :"أخشى أن والدى....حسناً يبدو و كأنه يفكر فى إتجاه واحد هذه الأيام."
" تقصدين أنه مستغرق فى فيرتى؟ يبدو أنه مهموم بشأنها جداً , لكنه فخور جداً بها "
قالت :" هو دائماً مشغول بها "
قبلها قائلاً:" هل تشعرين بالغيرة لإهتمام والدك بـ فيرتى؟"
لم تستطيع الكلام كثيراً فالوقت متأخراً و هى تريد البقاء دافئة بذكرى هذه اللحظات السعيدة ,و لا ينبغى التفكير فى أختها ثانية . عموماً لقد إعتادت أن تكون الأبنة غير المفضلة و لا يعنيها الأمر كثيراً بعد ذلك , فلقد وجدت كاريج , لذات قالت :"لا , ما دام هذا يسعده." و وقفت لتنهى الحديث و هى تساعده على إرتداء معطفه , وكانت القبلة الأخيرة عند الباب , و أوشك الليل على الرحيل .
و لكن بعد ذلك لم تعد تلك الشيلء بنفس البهجة لأن والدها , الآن ينتظرها أحياناً بأى مبرر ليتحدث مع كاريج و دائماً يقحم أسم فيرتى فى الحديث حتى لو بدأ كاريج الكلام فى أى موضوع آخر , دائماً يعمد هاتفورد لتحويل مجرى الحديث نحو فيرتى, لولا ذلك لأصبحت شارلوت سعيدة بكون والدها إستعاد حسه الاجتماعى مع أحد أصدقائها , لكن , أصبح كاريج فى نظر والدها ليس صديقها بل صديق فيرتى التى جاءت به لذا ينبغى أن يبقى دائماً صديقاً لـ فيرتى.
بمرور الوقت وحب شارلوت لـ كاريج ينمو و يتعمق داخلها , لكن هناك شط بدأ يتنامى و يشغل عقلها دائماً , عندما تستغرب أحياناً ما إذا كان والدها على حق , و ليس الأمر فى وجود شكوك حقيقة حول شعور كاريج ناحيتها لكنها بدأت تتساءل أكثر و أكثر ما إذا كانت مشاعر كاريج ناحية فيرتى عميقة - ما إذا كانت لديه أى مشاعر ناحيتها حتى الآن , بدأت أشياء صغيرة تضخم الشكوك , ملاحظة عابرة ذكرته بـ فيرتى , لحظتها تجهم وجهه ,سعادته للحديث مع والدها عن فيرتى , حقيقة مغزى ذهابه لمشاهدة فيلم فيرتى الآخير دون إخبارها , الأمر الذى إكتشفته عندما كان يتحدث هارتفورد عن الفيلم بحماس , وذهابه إلى لندن لمشاهدته , وذكر كاريج أنه شاهده أيضاً.
أشياء ساذجة . لكنها تكدر صفو ذهنها و تبدو أحياناً مبلبلة الخاطر , منطوية قليلاً , وكلما شاهدت كاريج تتساءل إن كان قد أصطحب فيرتى لمطعمه الإيطالى المفضل فى سوهو , هل أحضر لها وروداً صفراء , هل عانقها و قبلها حتى تدور الأرض بها و حولها ....هل فعل؟ هل فعل؟ هل فعل؟
قضت معظم وقتها تحاول إبعاد هذه الأفكار المكدرة عن ذهنها لكنها تعاودها فجأة , و تنبعث رغماً عن إرادتها و تفسد سعادتها , حاولت جدياً إخفاءها عن كاريج , ونجحت لحد بعيد تفترسها و لم تعد قادرة على التخلص منها تماماً .
" أيه" و بخها ذات يوم عندما حدث شئ جعلها تفكر فى علاقته بـ فيرتى .
" مرة ثانية تبدو على وجههك تلك النظرة"
غلتفتت إليه مندهشة :"أى نظرة ؟"
"نظرة عابسة و كأنك تفكرين فى شئ مؤلم , فى أى شئ تفكرين ؟"
أجابت :"آه, لا شئ لا تهتم."
كان صباح يوم سبت و هم يتمشيان فى حديقة هايد بارك فى لندن , بمحاذة الطريق المتعرج , يشاهدون بجعات البطء فى الماء تحت أشعة الشمس و توقف كاريج و إستدار ليواجهها ويداه على ذراعيها , نظر إليها متفحصاً و قال:" شارلى , هل فعلت ما يضايقك ؟"
أجابت :"لماذا , لا, بالطبع لا"
تساءل :"إذن لماذا تخفين الأمر عنى؟"
أجابت :"أنا لا....أنا....." ثم ترددت بينما هو يقطب جبينه , ثم تنهدت و نظرت إليه لا تريد أن تخبره بمخاوفها .
قبض كاريج بيده على ذراعيها و قال بصراحة:"أياً كان , يا شارلى هل تظنين ليس من حقى أن أعرف؟ هناك شيئاً يرهقك ,منذ فترة ,أليس كذلك؟"
تأوهت :"أوهـ , ياعزيزى ظننت أننى نجحت فى إخفاءه , أنا....لا أريد أخبارك , أنه شئ تافه جداً."
" شئ تافه بينما تنظرين نحوى كما لو كنت غريباً عنك إذن أخبرينى يا شارلى" أمرها بلهجة عدم تراجع.
" حسناً , وهو كذلك , لكن أنت....أنت ستظن أننى ساذجة ومخبولة , أرعف ذلك " قالتها بتردد .
"أخبرينى و جربى " أخذ يدها و قادها نحو أريكة خشبية بجوار الممشى و جلسوا واضعاً يده على ذراعها , ناظراً فى وجهها , آمراً :"الآن , لا تتركى شيئاً دون إخبارى به."
" وهو كذلك." و نظرت شارلوت إليه نظرة قاسية متمنية إلا ينظر إليها هكذا. متسائلة إن كانت مخاوفها ستجعله ينفر و يشمئز منها , أم يعتبرها سخيفة , أم كلاهما معاً , وقررت أنها تفضل أعتبارها سخيفة و ساذجة , قالت ببطء:" هناك شئ يشغلنى كاريج لا أستطيع إبعاده و إخفاءه مهما حاولت . لقد حاولت كاريج , من فضلك صدقنى . اعرف أنه لا يهم , لكنه موجود و أنا...."
" وهو كذلك, أفهم ذلك" صاح متبرماً :"إذن أخبرينى"
"حسناً أنها فيرتى....أنت و فيرتى"
"آهـ, بدأت أفهم " و تراجع للخلف قليلاً و هى تنظر قلقة إليه باحثة عن تأثير إعترافها عليه , لكن ملامح وجهه لم تنبئ بأى شئ.
"إذن, ماذا عنى و عن فيرتى"
إحتد صوته و خافت هى ثانية , لكن فات أوان التراجع, قالت :"ظللت أفكر فيكما ,أنتما الاثنتين " ظل هو صامتاً ,منتظراً إكمال حديثها , بينما إلتفتت هى بعيداً عنه وهى تقول :"لم أستطيع أن أفهم حقيقة مشاعرك تجاهها ."
"أفهم , لقد أقلقت ذهنك بشئ حدث منذ ست سنوات ."
غلتفتت ناظرة غليه :"هل حدث شئ؟" رفع حاجبيه و زم شفتيه , لكنه لم يضحك و لم يقطب جبينه :"تقصدين ما الذى وصلت إليه علاقتنا ؟"
أنخلع قلب شارلوت :"نعم."

"وهل سيختلف الأمر بيننا بسبب ذلك؟"
حدقت فى وجهه , عيناها على إتساعهما و هو ينطق سؤاله الذى لم تجرؤ على طرحه داخلها , لكن الآن تواجهه و جاءت أجابتها تلقائية غريزية :"لا, لكن...لكن يسعدنى كثيراً لو عرفت مداها." إعترفت بصراحة.
منتديات ليلاس
"إذن بإمكانك أن تهدئ ,لأن الإجابة أن علاقتى بها لم تصل أبداً لعمق علاقتى بك؟"
أومضت عيونها بالبهجة :"أنت لم تفعل ولا حتى لمرة واحدة ؟"
ضحك و هو يهزها بلطف :"ولا مرة واحدة ! فيرتى تجيد اللعب جيداً , تجعل من الصعب الوصول إليها !"
نظرت إليه متمعنة :"ولم تكن تربطك بها علاقة حب؟"
" حب؟ لا...لا لم أفكر هكذا" بدأت عيون كاريج فى التراجع , كما لو كان يسترجع الماضى ليراه :"أذكر أننى إنجذبت جداً لها , كانت جميلة جداً."
تساءلت :"كنت تريدها ؟" قالتها فى أعماقها .
وعيناه تتطلع فى وجهها :" نعم كنت أريدها كنت أريدها بلهفة , ولكن لم أكن بالخبرة الكافية التى تجعلنى سمكة طيعة فى متناول شباكها . فى البداية , ثم أكتشفت أنها تصاحب آخرين فى الوقت نفسه , ثم فهمت بما يكفى , لأفهم أن اللعبة خاسرة فإنسحبت."
عند حدبثه عن الرجال الآخرين , شحب وجه شارلوت و تحولت بوجهها بعيداً :"لكن....لكن لو لم يكن لا علاقة بأخرين , هل كانت علاقتك ستستمر بها؟"
" ربما , محتمل أظن هذا , لماذا؟"
لم تستطيع الإجابة فقط هزت رأسها بخيبة رجاء
" هل تذكر تلك الليلة فى آبى عندما تشاجرت مع فيرتى؟" أومأت برأسها و واصل هو حديثه :
"فى تلك الليلة كنت تكذبين على فى حكاية طابور عشاق فيرتى؟"
إلتفتت شارلوت لتحدق فيه :"هل عرفت؟"
ضحك عالياً " طبعاً , عرفت لقد كانت كذبة رديئة , لكن كان هناك جانب حقيقى فى تلك الأكاذيب فضلاً عما عرفته بشأن فيرتى فى لندن....حسناً مما أغضبنى بشدة و جعلنى أتساءل كيف تلاعبت بىّ هكذا!!!"
" يا إلهى....طيلة كل هذه السنوات كنت أخشى كونى السبب فى شجاركم." إعترفت شارلوت :"ولم أكن أريد أن تفترقا , لكننى مازالت أشعر أننى المسئولة."
"أنت كنت مسئولة. رغم ذلك , بطريقة ما , عندما قارنت بينكما , أنت صغيرة لم يمسها أحد , بهذا الإستعداد للإفصاح عن حقيقة مشاعرك , بينما فيرتى تلعب لعبة القط و الفأر , مما جعلنى أفهم أنها تحاول إستخدامى , ولقد أصابتنى بالغثيان " ةقالها بنظرة إستراجاع باردة.
" لذا تشاجرت معها؟"
" أخبرتها أننا أنتهينا , نعم , وهى لم تكن سعيدة جداً بذلك."
تذكرت شارلوت الطريقة التى عنفتها بها فيرتى عقب شجارهما و صدقته ثم قطبت جبينها و قالت :"هل أخبرت فيرتى أننى قلت لك؟"
هز رأسه بحسم :"لا, طبعاً , لكنها عرفت و إتهمتنى بأننى أفسدك "
تساءلت :"هل قالت؟"
قطب كاريج جبينه و حاول التذ كر :"كنت فى غاية الغضب... إنتظرى دقيقة , ألم تذكرى شيئاً ما عن جار فيرتى المرتبط بها , ايضاً؟؟ نعم , أذكر , لقد قلت لها ذلك , مؤكد انها أدركت أنك فقط التى يمكن أن تخبرنى . نعم , أسف, أخشى أن ذلك ما حدث."
أومأت شارلوت , لكنها ما زالت تركز عينها عليه و هى تقول :"ما دمت كنت غاضباً هكذا إذن مؤكد أن كنت غارقاً فى حبها" قالتها ببطء و تلكأ .
إلتفت كاريج متملياً فيها :"لقد إعترفت فعلاً أننى كنت أريدها . حتى تلك الليلة" و تقدم ليلمس خدها و قال بنعومة :"حتى تلك الليلة التى قابلتك فيها ...ربما حدث ذلك"
ضاق صدرها و قالت :"ماذا حدث؟"
ابتسم و انحنى ليقبل أرنبة أنفها , فأغمضت عينيها و سألها :"هل يجب أن تعودى للمنزل الليلة؟ ألا تستطيعين البقاء معى؟"
" حملقت فيه :"أبقى؟ تقصد معك؟"
"طبعاً معى."
بدأت دقات قلبها تصرخ , ولم تقو على الكلام للحظة ثم أومأت و قالت :"نعم, أنا....وهو كذلك."
"حسناً " أنحنى ليقبلها , عيناه كانت فى عينيها تشع رغبة , عندما رفع رأسه لمعت فى عينيه نظرة مداعبة و دهاء و قال:" لدى أريكة فى غرفة الجلوس يمكنك النوم عليها , أم انك يجب أن تعودى لمنزلك مبكراً خشية ولى أمرك؟"
لكزته شارلوت فى ضلوعه فانفجر ضاحكاً و أنتصب واقفاً و جذبها نحوه و إحتضنها و رفعها لأعلى و دار بها :"أوهت , شارلى , شارلى, شارلى."
أجابته "مؤكد سأفعل , فأنت تستحق العقاب!"
مازال يحتضنها بقوة و أرتفع حاجباه و هو ينظر إليها :"تلعبين لعبة القط و الفأر" تساءل بنظرة ممتعضة فى عينيه
" لا" أجابت و هى تهز رأسها فى رد حقيقى :"لا, لن أفعل ذلك أبداً , انا شارلوت و لست فيرتى."
"هل أنت سعيدة الآن بشأن ما كان بينى و بينها ؟"
"نعم, أشكرك."
قبلها ثانية و شعرت هى انها لن تفكر بخصوص فيرتى بعد الآن , بالرضا الكامل بين ذراعيه.
" الساعة ما زالت الحادية عشر , ماذا تريدين أن تفعل بقية اليوم؟"
"آهـ , هناك الكثير لنفعله فى لندن , لكن لو...لو كنت سلأبقى طيلة الليل إذن ينبغى أن أتصل بـ رينات لأخبرها , حتى لا تقلق , و أعطيها رقم هاتفك لتتصل فى حالة الطوارئ , أخشى ذلك, فهى تصر دائماً على ذلك أينما ذهبت ."
إنقضى النهار كأنه حلم, فلقد عرفت شارلوت أنهما سيذهبان لسوق التحف و معرض لوحات تصويرية ثم يتناولان العشاء فى مطعم عائم يسير فى القناة الكبرى على الجانب الأيمن لحديقة حيوان لندن , كان الطقس دافئاً يشع وداً , شرب كاريج نخبها و عيناه تنظران إليها من خلال الكاٍ ,كان هناك عازف أكورديون أمتع الجميع وكانت ليلة مكتملة لن تنساها شارلوت أبداً , طيلة حياتها . تحولت الباخرة وكأنها فينيسيا عائمة و أنزلقت عابرة النفق , و أستطاعت شارلوت أن ترى ظلها على النوافذ الزجاجية ,و أحب ما رأت كاريج , انيق جداً بنظرته المفعمة بالنشوة و الرغبة . هى مضيئة تفيض حيوية , عيناها جاحظتان , تابع كاريج نظراتها و أبتسم فى لمسة فاهمة .أخذ يدها و تمطى للأمام عيناه شرهتان , بدأ يقول :"شارلى, يا فتاتى الحبيبة أنا..." لكن صوت عازف الأكورديون إرتفع خلفه , بنغمة قوية , فنظر إليه متأسفاً و هز رأسه و قال لها :"فيما بعد!" أومأت شارلوت و قلبها يرهقه إندلاع الرغبة العنيفة و أنه سيطلب الزواج منها.
فى منتصف الليل وصلوا الشقة, وضع كاريج المفتاح و أبتسم لها و هو يدفع الباب ليفتحه , أخذها من يدها إلى الداخل , عندئذٍ سمعوا التليفون يدق , رفع حاجبيه مندهشاً , وغمغم و أسرع نحو حجرة الجلوس ليرد على التليفون تبعته شارلوت و أغلقت الباب خلفها .
عندم خطت نحو الحجرة رفع كاريج السماعة نحوها :" إنها لك , رينات..."
نظرة ساهمة و تناولت السماعة و قالت :"مرحباً ," ثم جلست , شحب وجهها و هى تستمع إلى مدبرة المنزل قالت :"أين؟" بصوت غريب و مخنوق بعد دقائق قليلة وضعت السماعة ببطء , يدها ترتعش .
" حبيبتى . ماذا حدث؟" سألها كاريج متلهفاً الإجابة :"إنه والدى , أصابته أزمة . آهـ , كاريج يقولون أنهم لا يدرون إن كان سيعش !"
نهاية الفصل الثالث
قراءة ممتعة للجميع


حياة12 06-09-13 08:46 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
مرحبا زهورتي الرقيقة
تسلم ايديكي يا رائعة الفصل جميل جدااااااااا استمتعت كتييييييييييييير بقراءته
ميرسي كتيييييييييييييييير حبيبتي على المجهود الكبير ده و تعبك معانا ربنا يخليكي لينا يا مدلعانا دايما :flowers2:

ممم بصي في بداية الفصل تشارلوت تحولت و غاظتني لما مبقتش تهتم بشغلها
اه حياتها الشخصية مهمة بس مفيش حياة بتقوم على عمود واحد (اللي هو الحبيب او الزوج) في صحابها .. شغلها و اهلها و احنا طيعا حنلغي اهلها هي حفاظا على حياتها و صحتها :lol:

لكن باباها بصراحة تييييييييييييييييييييت جداااااااااااا
ممكن اعذرها لانها ملقتش حد يهتم بها و كل حاجة فيرني فيرتي!
و بنته دي اساسا تيت زيه ... لا بجد مش عارفة فرحانة بها اوي كده ليييه
على رأي المثل مرآة الحب نظرها ضعيف و محتاجة تعمل ليزك :peace:

اييييييييييه ده يعني هو كمان حبها منذ تلك الليلة؟؟ O.o
يعني الفضيحة جت بنتيجة هههههههههههههه

مواجهتها معاه كانت ضرورية و خاصة مع شكها المستمر و قلة ثقتها بنفسها
و هو كالعادة ثبتها بكل سهولة :lol:

اما النهاية!!!!!!!!!!
اووووووووووووووووه ازمة!!!!!!!!!
البت دي فقررررررررررررررررر فقررررررررررررر يعني مفيش كلام
اعتقد و الله اعلم ان والدها التيت ده حيموت و فيرتي حترجع و تشوف كاريج مرة تانية و تقرر تنتقم
و السلام عليكم و رحمة الله وو بركاته

ميرسي كتييييييييييييييييييييييير على الفصل الرائغ ده زي اللي كتبته
مجهود جبار ربنا يعينك يا رب و يوفقك يا قمراية

مستنية الفصل الرابع بشووووووووووووووووووق:dancingmonkeyff8:

موووووووووووووووووووووووووووووووواه يا اجمل زهورتي :flowers2:

ام عبيده 07-09-13 09:46 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
منتظرين التكمله حبيبتي لما نشوف شو حيصير بس علاقتهم بهالفصل اطورت كتير وبصراحه لحد هسه ابوها قاهرني بتاع قصاصات الجرايد
الله يقويكي ع اكمال الروايه وشاكرين تعبك معانا


الساعة الآن 04:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية