|
بدد نور عود الثقاب شىء من الظلام ولكن كان فى آخر الغرفة كومة من السواد كانت أمراة جالسة متربعة ومن عينيها يضىء نور مشع لونه أحمر احتبست الانفاس فى الحلق وارتفعت ضربات القلب بقوة وظلت المراة جالسة فى صمت وبلا حراك وراح الرجل ينظر فى هلع ألى ان انطفأ عود الثقاب واسرع فى اشعال غيره ولما اشعل العود لم يجد شىءً فراح يلتفت فى فزع ورعب ثم فتح الباب وركض إلى الخارج ولسان حاله يقول ..حال ارحم من حآل } وظل يركض حتى دخل بين البيوت ودلف الى داره ومن خلفه يرتفع صوت صهيل الحصان وجلس خلف الباب وهو يلهث ويرتجف وبعض لحظات هدأءت انفاسه وهنا سمع طرقات على الباب ثلاث طرقات كادت ان ينخلع لها قلبه ..فظل واجماً وهو خائف حتى من ان يسأل عن الطارق وعادت الطرقات من جديد .. فتشجع وتحرك لسانه وقال من الطارق ؟ فجائه الصوت يقول افتح يا فراج انا متولي .. .. ارتبك فراج وقال فى نفسه ,,! انا سايب متولي فى داره منذ ساعة ما السبب الذى جعله يأتى خلفي مباشرةً فعاد الصوت من جديد افتح يا فراج انا متولى انت هتسيبنى على الباب كده ! ولكن فراج اصابه الشك ,,نعم ان هذا صوت متولى ولكن ,, ما الداعى لحضوره فى ذلك الوقت وراح خياله يفكر فى كون الطارق مجرد جن مقلد لصوت متولى ,, فجرى الى الداخل وارتمى على فراشه وهنا استيقظت زوجته وقالت له ,,مالك يا ابو حسين ؟ بتنهج ليه كده كفا الله الشر نامي يا وليه واكتمى نفسك .. ليه يا راجل فيه ايه خير رعبتنى بقولك نامى فى ليلتك اللى مش فايتة دي وهنا عادت الطرقات على الباب من جديد ولكن بقوة ,فقالت المراة يا ساتر يا رب يا تري مين اللى هيجيلنا الساعه دى وهمت الى الباب لتسأل عن الطارق امسك بها زوجها وقال :اوعى تفتحى الباب انتى مش عارف مين اللى بره هيكون مين يا راجل ,,؟ دى المزورة يا وليه ,, شهقت المراة فى رعب .. وعادت الطرقات من جديد ثم ما لبث ان عمّ الصمت من جديد وظل الرجل وامرأته يرتجفان خوفاً حتى بزغ الصباح ,, يتبع ,, |
كانت ليلة طويلة ومرعبة وبعد ان فج النهار خرج فراج الى خارج المنزل واتجه الى بيت ابن عمه متولى و ولما وصل الى المنزل قام بطرق الباب واتاه الصوت من الداخل يسأل عن الطارق فقال انا ابو حسين يا أم سالم ... متولى صحيّ ولا لسه نايم ..؟ وبعد دقائق فتح متولى الباب وقال له :خير يا ابو حسين على الصبح ,, ؟ خير يا ابن عمي ولكن اردت ان أسألك سؤال ,, انت جيت عندى بالليل ؟ ايوه يا سيدى وقعدت اخبط على الباب وما حدّ فتح ,,اخص على الرجولة ,,وانا اللي كنت فاكر انى وراي رجآل , مش قادر تفتح الباب وخايف من الموت ,,! يا ابن عمى على مهلك عليه شوية انت ما عرفت ايه الي حصلى بعد ما مشيت من عندك .. انا طول الطريق سامع صوت حصان بيجري ورايه وانا مش شايفة ثم انى كمان شفت المزورة المزورة ,,! مزورة ايه يا ابو حسين ! الكلام ده بيضحكوا بيه على الاولاد الصغار .. وكمان الحصان اللى كان بيجري وراك عارفينه كويس وده عفريت راتب وهمان اللي اتقتل فى الطريق ده من سنين ..وكذا مره يطلعلى ..وكمان ده طلعلى انا امبارح ,,بس المهم انك ما تخاف وتمشى عادى ,,لأنك لو خفت هتحس انه حوليك وفى كل مكان ,, نظر فراج فى شغف وقال :يعنى اللى حصل معايه ده كان فعلاً حقيقى ,,؟ ايوه بس مفيش حاجه اسمها المزورة ,, تلاقيك تقلت العيار امبارح حبتين ,, انا شفت المزورة جوه بيت خليفه وايه اللي وداك لبيت خليفه ؟ يا ابن عمي الحصان كان بيطاردنى ومالقيت مكان استخبى فيه غير بيت خليفة ولما دخلت شفتها جالسة على الارض وبعدين اختفت ,,, يبقى كده انت فعلا تقلت العيار اكتر من اللازم طيب سيبك من الموضوع ده وقولى كنت عاوزنى ليه امبارح ,؟ لا ابداَ بعد ما مشيت من عندى وودعتك حسيت ان فيه ناس ماشيين وراك فقلت لازم أمشي خلفك علشان أأمنك ظهرك والحمد لله جات سليمه ,, طيب اسيبك انا واروح اخطط علشان انفذ اللي اتفقنا عليه ,, كان اتفاق الشيطان ,,اتفاق للقتل ,,قتل من لا ذنب له ,, يتبع ,,, |
خليفة ,, انت ما بقاش ليك عيش فى البلد دي انت لازم تمشى علشان اهل القتيل مش هيسيبوك فى حالك ... دول القتل عندهم اسهل من شرب الميه حاضر يا باشا انا رايح عند اخوالى فى مدينة ابو تيج ورب هنا رب هناك طيب لو احتجت حاجة انا موجود كان هذا الحوار بين اشرف بيه وخليفة حفار القبور فبعد التحري والتحقيق لم يثبت على خليفة تلك التهم الموجهه له ولكن عودته الي البلد قد تكون هى الحكم بموته ,,ولذا وجه له اشرف بيه تلك النصيحة وهو مودعاً له من امام مديرية امن اسيوط ,,وصافح بعضهم البعض وسالت عبرات خليفة مع مرارة هجره لبلدة التى تربى فيه وبعث اشرف بيه رجل من رجاله الي البلدة وقال لأهلها ان خليفة ذهب الى الاسكندرية من باب الحفاظ على وجهة الآخر حتى لا تلحقه أصابع الثأر ,, فكما تعلمون ان الأخذ بالثأر أولى من اشياء اخرى مثل تربية الاولاد والانتباه الى أكل العيش ,,فالعار اقوى من ان ينصرف المرء لغير ذلك التفكير المقيت ,, ــــــــــــــ مآلت الشمس الي الغروب وراح الكل فى الانزواء بين جدران المنازل الا فراج أبو حسين ومتولى ابو سالم فهم ملثمين وجالسين على جانب الطريق بين عيدان الذرة وفى انتظار ضحية جديدة ,,ضحية من ضحاية ذلك المسلسل العفن المسمى بالثأر ..وكان المستهدف رجلاً من الجانب الآخر ,,وهو مسالم وفى حاله ,, ويبتعد عن المشاكل بقدر الامكان ,,ولكن ماذا نقول للعقل المريض الذي يريد ان يعم الخراب فى كل بيوت العائلة جميعاً ,,ولاح الرجل من بعيد يمشى بخطوات هادئة ويبدو على وجهه علامات الطيبه والوقار ولمّا اقترب من الكمين صوب كلاً منهم ماسورة البندقية الى الرجل الغافل .. وهنا ظهرت أمراة ومسارت خلف الرجل بدون ان يسمع لها صوت او حتى صوت الحذاء .. واقتربت منه حتى كادت ان تلتصق به ,,والرجل يمشى فى تؤدة ولا يشعر بها مطلقاً .. ونظر متولى وفراج الي بعضهم البعض وعلى وجههم علامات الحيرة ,,من أين خرجت تلك المرأة ولماذا تمشى خلفه كظله ؟ ! اعادوا سلاحهم الى كتفيهم وراحوا ينظرون الى المشهد فى غرابة ..وقال متولى لأبن عمه ,,دعنا نقتلهم معاً فقال فراج فى اعتراض هذا قرار غير سليم ,,فحتى القتل لابد ان يكن فى محلة ونحن هدفنا الرجل فقط فما لنا فى المرأة مطلب ... فلندعه الي يوم آخر ,, مرّ الرجل والمرأة من امام متولى وفراج و اكملوا سيرهم فى الطريق غير أن المرأة التفتت الى مكان الرجلين وظلت ترمق مكانهم وهى تمشى ,, مما زاد دهشة الرجلين ,,وكأنها تسمع همسهم .. وفجأة توقفت المرأة واتجهت بجسدها كله الى مكان الرجلين ..وسار الرجل المستهدف مكملاً طريقة حتى غاب بين المساكن ... وتحفز الرجلين لتوقف المرأة ..وصوبا سلاحيهما اليها فى ترقب واستعجاب ,, وبعد دقائق أكملت المرأة سيرها ,,وراح الرجلان يتبعونها فى حذر وبعد أمتار غيرت اتجاهها وسارت فى طريق جانبى ,,الطريق مؤدي الى المقابر ,,!!!! ما السبب الذى يجعل أمراة تتجه الي المقابر فى الليل ,,؟ لا بد ان الامر فيه شىء ما ,, ودفع الفضول الرجلان فأتبعاها من بعيد ... و يتبع ,,, |
مشت المرأة واقتربت ن شواهد القبور الي ان دخلت بين القبور وأعين فراج ومتولى تتبعانها من بعيد .. ولمّا تغلغلت المراة بين القبور وقفت على قبر وطآل وقوفها حتي بدت كالصخره وراح متولى وابن عمه يقتربان منها رويداً رويداً وهم يتحاشان الظهور بالاختباء بشواهد القبور ..ثم جلست المرأة وتوارت من امام اعينهم فى ظلة القبر ..وراح يقترب كليهم فى بطىء من القبر ..ثم ظهرا فجأة وعلت الدهشة وجوههم أذا ان المرأة اختفت ولا يوجد لها أثر .. وهم متأكدان انها لم تفارق مكانها ولا حتى المقابر ..جآل ببصريهما فى ارجاء المكان ولكن لا أثر لها ..ومما زاد الدهشة ان القبر كان مفتوح على مصرعيه وكان ذلك المشهد كافى ليبث الرعب فى اوصالهم .. أذ ان هذا القبر استخدم من قبل فى الدفن ومعنى هذا انه يوجد انتهاك لحرمة الموتى .. واقترب متولي من مدخل القبر وراح يخترق ببصره المكان المظلم ..وهنا رأى اعين مشعة وكأنها اعين الشيطان .. وسمع طنين يخرج من الداخل وكانه طنين نحل .. وقال لأبن عمه ..:فراج انظر هنا ,,فأطل فراج برأسه الي الداخل وشهق من رعب المشهد وقال : همّ يا ابن عمي فهذا جنّ ولا بد من الخروج من ذلك المكان فوراً عندك حق ..فلا ينبغى ان نبقى فى ذلك المكان المسكون ,,ولم همّا بالخروج واتجه متولي بوجهه الي الخارج امسكت قبضة من حديد برقبتة وانغرست الاصابع فى حنجرتة وجذبته بقوة الي الداخل ..الي داخل القبر ,, وراح يغرغر والدماء تنفجر من حلقة وهو ينظر الى ابن عمه الذى الجم الموقف عقلة ووقف كالمشدوه يراقب نظرات ابن عمه المستغيثة فى رعب ورأى المرأة تجذبه الى الداخل ثم اختفى فى ظلمة القبر وعم الصمت.. وحينها افاق من دهشته وراح يركض فى جنون وهو يهذى بكلام غير مفهوم حتى خرج الي الطريق ولاحقته نظرات المارة فى استغراب ... وبالفعل المشهد كان لا يتصوره عقل .. يتبع .. |
راح فراج يركض في هلع الي ان واصل الى بيته ورايح يتدثر بالأغطية ويهزي وينتفض جسده مما جعل الحيرة تصيب زوجتة وظنت ان زوجها قد اصابه مس فراحت تولول وتنتحب والاطفال من حولها يبكون وما هى دقائق الا وحضر كبار العائلة يتقدمهم كبيرهم ودخلوا الى الدار ..وكان كبيرهم يسمى كامل ابو سلامه اقترب كامل ابو سلامه من فراج ووضع يده على جبينه فوجدها باردة كالثلج وقال له ..فراج مالك ايه اللي حصلّ ؟ غير ان فراج راح ينظر اليه وعيناه زائغة وظلت شفتاه ترتعش ..وسمع انين زوجتة من الداخل فقال كبيرهم ,,بس يا وليه بطلي مناحه واكتمي ومش عاوز اسمع حسك ابداً ,, واتجه بنظره الى فراج وقال : احضروا كباية شاي تقيلة ,,ولثوانى احضر احدهم كوب شاي واخرج كبيرهم من جيبه قطعة افيون وأذابها فى كوب الشاي جيداً وقال .:اجلسوه وخلوه يشرب الكباية كلها ,, وبالفعل اجلسوه وراحوا يسقوه الشاى الذى سآل بعضه على ملابسه لقوة ارتعاشه ..وبعد دقائق بدأ مفعول الافيون يسرى فى جسده ,,وعاد الدم الى وجنتيه وهدأت اوصاله غير انه لم يستطع الكلام ومضت ساعة تلو الاخره والكل بجواره فى ترقب وانتظار .... حتى انتصف الليل ..وهنا سمعوا همهمات لفراج فقال كبيرهم :: فراج ايه اللي حصل ..اتكلم ؟ فخرجت الكلامت مرتعشة من فراج وقال : المزورة , المزورة ..مزورة ايه يا فراج ,,,انت شفت المزورة ؟ ايوه المزورة شفتها .. ..و..و.. و و و .. ..و .. ايه تانى اتكلم ..خيبة الله عليك انت راجل انت ,,كل اللي بيحصلك ده علشان شفت عفريت ولا جنّ ما كان ده عشمى فيك يا فراج .واشاح بوجهه عنه ووقف واتجه الي باب الدار وقال :. سيبوه نايم ,,والاحسن انه ما يطلع من داره تانى ,, ونظر ألى فراج ..أخس عليك جبتلنا العار ولمّا هم كبيرهم بالانصراف .. خرجت الكلمات من فم فراج :المزورة قتلت متولي فى المقابر ,,! فتوقف كبيرهم والتفت بكل جسده الى فراح وقال :انت بتقول ايه ,,متولي اتقتل ..؟ ايوه ,,المزورة قتلته وأخدته الى داخل القبر .. ولكن انا ما قدرت انى انقذه .. هو ده اللي حصل يا كبير فنظر كبيرهم الى احد الرجال وقال روح انت وكام واحد وابحثوا عن متولى فى كل مكان فقال فراج . متولى مقتول فى المقابر .. فقال له كبيرهم : أخرس واياك اسمعك تقول الكلام ده تانى انت فاهم ,, وبعد ساعة حضر الرجال المكلفين بالبحث وايديهم خاوية ولم يجدوا أثر لمتولي .. فقال كبيرهم : دلوقتى تروحوا تحاصروا القبور وبعد الفجر تقلبوا كل حجر بحثً عن متولى وان شفتم اي شخص خارج من المقابر اضربوا فى المليّان ,,مفهوم ,, مفهوم يا كبيرنا وانصرف الرجآل الى مهمتهم وراحت الافكار والتساؤلات تتصارع فى عقل كامل ابو سلامه غير ان فكرة المزورة تلك كانت مستبعدة من ذهنه ,,فالجن يقتل بالفزع وعمرنا ما سمعنا جنّي يقتل بيده ... وبعد ساعتان اطلق الآذان لصلاة الفجر ,, يتبع ,, |
| الساعة الآن 03:30 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية