رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
وخفض "مارك " رأسه قائلا :
- وأنا – أيضا – أرى ذلك . بدا "مارك " يسترخي في مقعده .ويداه خلف رقبته . وعيناه لا تفارقان عيني "تيسا " - ولكن لنفترض انك في أثناء هذه الفترة دفعتك الرغبة لان تكوني أسرة أو ربما تتطلعين لتبني " بيتر " وحاولت " تيسا " ألا تفقد هدوئها : - إذا فكرت يوما في البحث عن زوج فتأكد انك ستكون أخر شخص أفكر في الارتباط به . - لماذا ؟ - لأنك متعجرف وبلا قلب . - ان الفتيات في مثل سنك لا يكون أمامهن سوى هدف واحد .البحث عن رجل يوفر لهن حياة مريحة . - ان أحكامك متسرعة وغير عادلة فأنت على خطا هناك فتيات كثيرات من بنات جيلي أول ما يفكرن فيه هو حياتهن العملية . - هذا يرجع – فقط – الى ان حياتهن العاطفية مشروخة . - أنت شيطان حقيقي . الامل المفقود فأجابها مداعبا : ربما انك لست على خطا فانا أحب ان أرى السيدات متيمات بي . وعلى الفور تذكرت "تيسا " " فيونا هاموند " فما العلاقة التي تربط بينهما من المستحيل ان تكون علاقة عمل فقط . ثم قالت "تيسا " وهي تترك مقعدها : - لقد حان وقت العمل لاتنس انك وعدتني بان تساعدني . لم يكن "مارك " متحمسا .ولكنه ترك مقعده واقترب من المائدة وحمل الأطباق الى المطبخ وقال : - أنا دائما أفي بوعودي . وبدا يراقبها وهي واقفة أمام غسالة الأطباق بعد ان ملائها عن أخرها فعلق على ذلك قائلا : - ليس هناك فراغ على الإطلاق داخل غسالة الإطباق وهذا عكس ما اعتدت ان أراه من السيدات الأخريات . - ان أسلوبك في التعميم – سيجعلك تخسر الكثير . هذا ما قالته " تيسا " بعد ان عملت على تشغيل الغسالة ثم أضافت : - ويجب ان تضع في اعتبارك ان هناك اختلافا بين امرأة وأخرى . - نعم لقد بدأت أضع ذلك في اعتباري . وأثناء تحرك "تيسا " في المطبخ حرص "مارك " على ان يكون خلفها وقد أدركت نيته . ولكنها لن تسمح له بان ينفذ ما يجول بخاطره . ولكنه – بالفعل – مال ناحيتها وأطبق شفتيه على شفتيها وامسك وجهها بيديه حتى لا يفلت منه وعندما رفع رأسه لم تلحظ "تيسا " في عينيه أي استهزاء أو سخرية بل على العكس لمحت وميضا من الحب جعلها مضطربة تشك فيما يحدث حولها . ثم ابتعدت عنه محاولة ان تكبت مشاعرها قائلة : الامل المفقود - لا يا "مارك " فانا موظفة اعمل لديك وأنت بذلك لا تحترم القواعد والأصول . وكان أمرا واضحا تماما ان القبلة تعني بالنسبة ل " مارك " أي شيء ولكن بالنسبة لها ... وبدأت لذلك تشعر بالندم . وغضبت لأنها شعرت انه رجل يستغل المواقف .فهي لم تتوقع أبدا ان تراه سيئا بهذه الدرجة . اليس هذا سببا إضافيا يجعلها تتراجع عن قرارها ؟ ولكنها همسي لنفسها : بلى فان الأمر لا يستحق ان تضحي ب" بيتر" كما أنها لن تكون عاجزة عن التصدي لوقاحة "مارك " وستحاول ان تعيد كل شيء الى نصابه فتعود هي الموظفة ويصبح هو صاحب العمل. وقالت له : - تصبح على خير . وفي صباح اليوم التالي .عندما نزلت "تيسا " الى المطبخ وجدت "مارك " في انتظارها على المائدة ولكنها لم تدهش لرؤيته . فقال لها : - أنا أحب ان استيقظ في الصباح الباكر . تجاهل "مارك " عدم اكتراثها بوجوده وبدا يتحدث عن المطر والسماء الصافية . - لدي انطباع بأننا سنرى عواصف بعد ذلك . فردت عليه "تيسا " دون ان تعيره اهتماما وهي تعد القهوة . - وغياب الشمس يؤثر على رغبتك في الكتابة وفي ذلك الوقت دخل "بيتر" مرتديا روبه ولاحظت "تيسا " ان حزام الروب كان مفكوكا .فحاولت ربطه الا ان "مارك لايلاند " وجه إليها نظرات كان لها رد فعل أقوى من طلقات الرصاص ومعه كل الحق لان "بيتر" لم يعد طفلا ولكن ... وابلغ " تيسا " ان مديرة المنزل لم تعد قمصانه الى الدولاب . - لقد طلبت منها ذلك يوم الاثنين – ويجب ان تلوميها على ذلك يا "تيسا " - أنها تعمل لديك أنت وجزاؤها وثوابها عندك أنت وأنا أرى أنها تؤدي واجبها على الوجه الأكمل . - أنت بذلك لا تتجاوزين حدودك .كما انك تعلمين أننا لسنا في غنى عنها . وسال " بيتر" الذي يسال عن كل كلمة جديدة يسمعها للمرة الأولى . - ما الشيء الذي لسنا في غنى عنه ؟ الامل المفقود وحاولت "تيسا " ان تبسط له الأمور . - فمثلا . أنت لست في غنى عن اليد لتكتب . - ولكنني رأيت ذات مرة في التليفزيون من يكتب بقدمه . وهنا لم يتمالك "مارك " نفسه من الضحك وقرر بعدها ان يتفرغ للكتابة . وبعد دخول "مارك " الى حجرة مكتبه صرح " بيتر " ل " تيسا " ان والده يغضب عندما يقاطعه أي شخص أثناء الكتابة . ثم قال لها فجأة وبدون أية مقدمات : - ان والدي ليس بحاجة الى العمل . فهو ثري جدا . - وهنا خمنت " تيسا " ان "بيتر " قد نقل هذه العبارة عن لسان شخص ما فهذا ليس تفكير صبي في مثل سنه فسألته : - ومن قال لك هذا ؟ - مدام " كيفتون " - أنت تعرف إننا جميعا نعمل من اجل كسب المال ما الذي تحب ان تفعله هذا الصباح ؟ - أحب ان نقوم بجولة في أحياء "لندن " فانا لم أقم بهذه الجولة سوى مرة واحدة . - مع والدك ؟ - لا – بل مع المدرسة ولكن هذا من مدة طويلة . - حسنا فلنقم بهذه الجولة . وكانت " تيسا " تود ان تصرح ل "بيتر " بأنها ستبقى معه حتى بعد انتهاء إجازة الصيف ولكنها فضلت ان يبلغه والده بهذا الخبر . أما فيما يتعلق بقلقها وتوترها فهي قادرة على كبت كل هذا كما انه واضح تماما – ان " مارك لايلاند " لن يفكر خلال الصيف كله في شيء سوى كتابه ولذلك فهي تتوقع ان تمضي الصيف كله في هدوء ... الامل المفقود انتهى الفصل الثالث |
رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
الفصل الرابع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
وأثناء عودتهما الى البيت بعد قضائهما النهار في التنزه . في أحياء "لندن " الشهيرة سقطت الأمطار بغزارة فحاولت "تيسا " ان توقف أحدى السيارات الأجرة ولكنها فشلت في ذلك فجميعها مشغولة منذ هبوط أول قطرة ماء ولم يكن أمامها آنذاك ألا الانتقال بالمترو . وعند وصولهما للمنزل خرج " مارك " من مكتبه ليعرف سبب الضجيج الذي كانا يحدثانه .ولكنه فوجئ بالبلل الذي أصاب ملابسهما فقال بلهفة : الامل المفقود - أنتما في حاجة شديدة الى حمام ساخن . فإجابته "تيسا " التي كانت في غاية الخجل من سوء منظرها بشعرها المبلل : - هذا بالتحديد ما في نيتنا . - لقد عملت كثيرا اليوم – ولم تكن رغبتي ان أجهد نفسي بهذا الشكل من اليوم الاول ولذلك سأذهب لأعد لك فنجانا من الشاي ألا إذا كنت تفضلين تناول شيء أخر . - لا . فانا – بالفعل – ارغب في تناول فنجان من الشاي – وأرجو ان تعد شيكولاته ساخنة ل" بيتر" – وأكون شاكرة . وتبعت "بيتر" على السلم .ثم قالت ل " مارك " : - لن اتاخر أكثر من نصف ساعة . استخدمي الحمام الخاص بي حتى لا تضيعي الوقت في انتظار خروج " بيتر " وقدرت له " تيسا " صنيعه هذا وانخفضت درجة الحرارة بشكل ملحوظ وأخرجت "تيسا " ل "بيتر" ملابس نظيفة وأخرجت ملابسها أيضا .ثم تركت حجرة "بيتر" واتجهت الى الحجرة الرئيسية في المنزل فلم تتح لها الفرصة من قبل لان تدخلها وكانت حجرة واسعة مطلية بلون فاتح . وشعرت "تيسا " ان " مارك " قد أضفى على ديكورات هذه الحجرة الكثير بعد رحيل " ديانا " الامل المفقود ثم دخلت الحمام وسعدت بالماء الدافئ على كتفيها . وعادت الى حجرتها حيث تركت ملابسها وفجأة وجدت أمامها " مارك " وهو يحمل كوبا بيده وحاولت العودة الى الحمام مرة أخرى ولكنها لم تفلح في ذلك فلفت جسدها بالمنشفة وقالت : - أنت ... أنت أفزعتني فلم أكن اعرف – لم أكن اعرف انك هنا . - لقد أحضرت لك كوبا من عصير الليمون الساخن حتى لا تصابي بالزكام وسيكون الشاي جاهزا بمجرد ان تطلبيه . - شكرا ولكن أمهلني عشر دقائق . وأحنى "مارك " رأسه وخرج من غرفتها ولكن الخطأ كان خطاها هي فلماذا لم تغلق الباب عليها وكيف ستجرؤ على ان تنظر في وجهه بعد ألان ؟ ولكن "تيسا " قررت ان تتناسى ما حدث – وعندما نزلت الى البهو الكبير كان " بيتر " يتحدث الى والده عما رآه أثناء جولته في أحياء "لندن " الشهيرة فلشد ما تغير خلال هذا الأسبوع فقد أصبح مفعما بالحيوية والبهجة وبالتأكيد ان هذا قد حدث بعد ان كرس له والده بعض الوقت . وبعد العشاء اقترح " بيتر " ان يبارز والده . وكانت مفاجأة ل " تيسا " ان يوافق " مارك " على ان يجعل طفلا في مثل هذه السن الصغيرة يقدم على لعبة بهذه الخطورة . وحتى يحد من دهشتها قال لها بعد صعود "بيتر " الى غرفته : - ان الأطفال يجب ان يتعلموا كيف يدافعون عن أنفسهم .وكما عارضت هي وجهة نظره حاول ان يسقه بعض أرائها حول طريقة التعامل مع الطفل ثم قال : - لماذا تتركينه يقتنع بان أمور الدنيا سهلة وغير معقدة ؟ على الرغم من انه في مرحلة تدريب . - انه لا يزال طفلا صغيرا . فالوقت أمامه متسع لاكتشاف حقائق الواقع الذي يحيط به كما أننا يجب ان نكون متسامحين معه أكثر من ذلك . الامل المفقود - هل يمكنك ان تتركي علم النفس جانبا ؟ قالها "مارك " وعلى وجهه ابتسامة ساخرة . وكان الجو باردا في هذا المساء فأشعل "مارك " الحطب في المدفأة وأحست "تيسا " بعاطفة فياضة عندما رأت "مارك " يجلس أمامها باسترخاء وتساءلت كيف يمكن ان يقضي رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة من أي نوع ليلة باردة أمام مدفأة وهناك طفل نائم في سريره فلم يثر رجل قبل اليوم مثل هذه المشاعر لديها . ان "مارك " يجب ألا يشك – على الإطلاق – في تأثيره على مشاعر "تيسا ". - فيم تفكرين ؟ وارتجفت " تيسا " فلم تكن تتوقع سؤالا من هذا النوع . فأكمل "مارك " حديثه قائلا : - لقد كنت أقول : ان هذا المكان يمثل بالنسبة لي الأمن والأمان . - هل هناك شيء يضايقك ؟ - لا على الإطلاق – ولكنني اعتقد ان هناك ما يضايقك أنت . - لا فانا لا اشعر بالضيق قط في الليل أمام النار . عندما تسقط الأمطار على البلاط المربع وتئن الرياح داخل المدفأة . - لقد توقفت الأمطار منذ ساعة ونحن في انتظار توقف هبوب الرياح . هل هذا هو أسلوبك في التعبير أم انك شاعرة ؟ - لا – بل أنا واقعية وان كان بي في يوم من الأيام ذرة من الرومانسية فإنها قد اختفت منذ زمن بعيد . - لا اعتقد ذلك . - أنت وما ترى . ونهضت "تيسا " قائلة : - سأذهب ألان لأنام وغدا أذا تحسن الجو فسأصطحب " بيتر " الى محال "لندن " - حاولي ان تجدبي انتباهه لأي شيء عدا السيارات الصغيرة فعنده منها الكثير . - اتفقنا . وأثناء مرورها بجانبه امسك " مارك " بمعصمها قائلا : الامل المفقود - أني احبك " - ونجحت " تيسا " في ان تخفي مشاعرها عنه – وردت عليه بلهجة جافة : - هذا لأنك لم تجد امرأة أخرى غيري هذه الليلة ولكنني أحب ان تعرف ان هذا ليس أسلوبي . بالإضافة الى انك نسيت ان ابنك ينام في الطابق العلوي . فأجابها " مارك " : - لقد قلت بنفسك انه نائم . كما أننا لم نعد طفلين . - أنا اعمل موظفة عندك أذن فان أقامة علاقة قوية من هذا النوع فيما بيننا أمر غير منطقي ألا ترى ذلك . - أوافقك – ولكن هذا لن يغير في الأمر شيئا فأنت تستحقين ان ينحث لك تمثال . - امرأة بالزى الرسمي .أمل إلا يكون هذا الأمر جديدا عليك وألان دعني ارحل من فضلك فان اللعبة التي تمارسها على لن تجديك شيئا ومع ذلك جذبها "مارك " بعنف ناحيته آنذاك ففقدت اتزانها . وبعد لحظة وجدت نفسها على الأرض على ركبتيها بين أحضانه . - لا تقاوميني . - اتركني ارحل . وحاولت مقاومته – ولكنه ضمها إليه بحنان ورقة .لم تشعر بهما من قبل –فوجدت نفسها رغما عنها ترد على قبلته وتضع أصابعها حول رقبته فهي أيضا تحبه ولا تقوى على مقاومته ... - لا – يا " مارك " يجب ان لا يحدث هذا – أنت تعلم جيدا ان هذا خطا - اعتقد ان تناول إي شراب في هذه اللحظة سيزيد من إحساسنا بالسعادة. - لا فانا أفضل ان اذهب الى حجرتي ألان ولنتحدث غدا . - لا – بل يجب ان نتحدث هذا المساء . وعادت " تيسا " الى مقعدها الذي كانت قد تركته ولكنها كانت في حالة سيئة جدا فقدماها ترتعشان وقلبها يدق بسرعة فلم تتعرض لموقف من هذا النوع قبل ذلك وها هي ذي تلوم نفسها على ما فعلت . - تفضلي ... - وتناولت " تيسا " الكأس التي قدمها لها " مارك " - معك حق فانا دائما اعقد الأمور كما أنني أنسى أحيانا المشاعر الجميلة وهذا أمر لا يحتمل . سألته "تيسا " وصوتها يرتعش : الامل المفقود - ما الذي تنوي عمله ؟ - لاشي أكثر من ترك الأمور تسير في مجراها الطبيعي فان تستبقين الصيف كله . |
رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
- ليس من العدل في شيء ان يعاني " بيتر "
وقاطعها " مارك " قائلا : - ان يعاني أخطائي . فاعترضت عليه " تيسا " بجرأة نادرة : - أنت لست مخطئا فقط . - ما حدث قد حدث . اليس كذلك ؟ ولا جدوى من النقاش في مسالة المدرسة الداخلية . فإجابته " تيسا " التي لم تكن تفكر ألا في مصلحة " بيتر " - فعلا فلن يجد على الأمر جديد . - آه . هل تعتقدين ذلك ؟ لا فانا ساعين " بيتر " بكل ما أوتيت من إمكانات حتى يجتاز اختبار دخوله مدرستي القديمة انه طفل ذكي ولا أتصور انه سيوجه صعوبات في هذا الاختبار . - فلنتناقش ؟ وكانت تعلم ان النقاش للمرة الثانية في هذا الأمر لن يعود عليها بفائدة – بل على العكس – ومع ذلك قررت ان تحاول محاولة أخيرة . - وما الذي ستفعله في الأجازة المدرسية ؟ - حدثيني في هذا الأمر وقت حدوثه فانا لا أواجه المشكلة ألا عندما تقع بالفعل وانداك أجد لها الحل المناسب . ولم تكن " تيسا " تشك في ذلك . فتناولت محتويات الكأس دفعة واحدة – ووضعتها أمامها على المائدة . ثم نهضت بسرعة . - لقد غلبني النعاس – تصبح على خير يا سيد " لايلاند " فاحني "مارك " رأسه – وأجابها بلهجة لا تخلو من السخرية . - آنسة " كإدمان " وككل مساء أطلت " تيسا " برأسها من خلف باب حجرة " بيتر " قبل ان تذهب لتنام ولكنها شعرت بالضيق عندما تذكرت أنها خلال عدة أسابيع ستتركه بلا أمل في العودة . بسبب لحظة ضعف . فلماذا طاوعت شهوتها ؟ ومع ذلك فهي تعلم تماما ان " مارك " لن يضيع على نفسه الفرصة إذا حاولت دق بابه فما الطريق غير المباشر الذي يجب عليها ان تلجا إليه كي تدق بابه . وصاحب الأيام التالية بعض التغيير . الامل المفقود ف " مارك " يعمل في حجرة مكتبه طول النهار ولا يخرج منها إلا في المساء ياخد حماما ويغير ملابسه ثم يترك المنزل فقد كان يقضي كل أمسياته في المدينة وبطبيعة الحال كانت هذه التصرفات تضايق " بيتر " فمنذ يومين تفرغ والده لرعايته واللعب معه إما ألان فان الأمور عادت الى ما كانت عليه . وأيضا " تيسا : كانت تشعر بالوحدة لولا وجود مديرة المنزل التي كانت تثرثر معها في بعض الأحيان . وبالتأكيد .فان "بيتر" كان خير رفيق لها ولكن من الطبيعي ان تكون هناك حدود لمناقشاتها معه . واقترحت مدام " يرفتون " مديرة المنزل : - هل ستصحبين "بيتر " معك الى السوق غدا في الحي الذي اقطن فيه ؟ فان السوق في الصيف مسل جدا للأطفال . وقالت "تيسا " في نفسها بحماس . يا لها من فكرة جميلة . فانا متأكدة من ان " بيتر" سيسعد هناك . وفي الصباح اليوم التالي ذهبت الى " مارك " لتخبره ببرنامج ذلك اليوم فأجابها : - أنا على يقين إنكما ستقضيان يوما جميلا ولكن حذار من اللصوص فان الأسواق المفتوحة هي الأرض الخصبة التي يعملون فيها . ووعدته " تيسا " - لا – تأكد أنني سأكون حريصة جدا . وظلا بمفردهما فلقد ذهب " بيتر " الى حجرته ولأنها أحرجت من نظرة "مارك " الجريئة تجاهها نهضت وبدأت في أعداد المائدة محاولة ان تبدو طبيعية وهادئة . وقال لها "مارك " : - أنت هنا منذ أسبوعين . وحتى اليوم لم تحصلي على يوم راحة فاختاري اليوم الذي تفضلينه – وسأرتب أنا نزهة ل " بيتر " - لا فانا لا اشعر بالتعب أو الإجهاد كما انه ليس أمامي أعمال يجب ان أقوم بها . هذا بالإضافة الى انه بإمكاني اصطحاب " بيتر" في أي مكان ارغب في الذهاب إليه . - أنا أرى انه قد حان وقت راحتك . - أنا اشعر بنفسي – ألا تعتقد ذلك ؟ - اعلمي أنني لا أراك أكثر من موظفة تعمل لدي ولا يزال أمامنا خمسة أسابيع سنضطر خلالها للتعامل مع بعضنا فعليك ان تختاري . أما الاتفاق أو الحرب الباردة . - لقد عانيت من سوء تصرفي . الامل المفقود - لم ما الذي حدث ؟ - ما حدث بيننا الليلة الماضية . - هذا أذن الذي يضايقك أنني اخدتك بين ذراعي ؟ - فلم يدق قلبها مثلما دق ليلتها ولم تشعر بحاجتها الى الحب والحنان مثلما شعرت ليلتها ولكن ما يضايقها – بحق – أنها تدعى عكس ذلك . وأنها تبدي ل " مارك " عدم اكثراتها بما حدث لدرجة انه لم يشعر بقلقها على نفسها منه . - لا – معك حق – فان الأمر عديم الأهمية . قالتها له وهي تهز كتفيها . فأجابها "مارك " ببرود .: - لقد كان تصرفا عابرا . - فنظرت إليه "تيسا " ووضعت فنجان القهوة على المنضدة تاركة المكان وقررت ان تعلن الحرب عليه إذا لم يتدخل "بيتر " ليوقف هذه القصة الساذجة . *** |
رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
استقبلت مدام " لن يرفتون " "تيسا " و " بيتر " بمنتهى الحرارة في بيتها وسعد "بيتر" هناك بكلبه المنزل وصغارها . وفكرت "تيسا " ان تحمل احد هذه الصغار ولكنها توقعت رد " مارك " على مثل هذا التصرف فتناست الأمر .
وفي هذا المساء دهشت " تيسا " عند رويتها " مارك " وهو واقف على عتبة المطبخ أثناء أعدادها طعام العشاء فلقد سمعته يخرج من غرفة مكتبه ويدخل غرفته – وعند رؤيتها له وهو يرتدي قميصا وبنطلونا أدركت انه سيقضي الليلة في المنزل ولطيبتها المفرطة أعدت طعاما لثلاثة أفراد وتناول "مارك " اللحم المدخن بشهية وكذلك الذرة التي أعدتها "تيسا " بسلطة الشامبنيون الطازجة هذا على الرغم من انه كان قليل الكلام شارد الذهن قبل ان يتقدم الى المائدة الطعام . ربما كان الوحي قد هجره هذا الصباح . وبعد العشاء حاولت الفتاة الشابة ان تساعد "بيتر " في حل الأحجية التي تعرضا لها عند عوتهما من عند مدام "يرفتون " ولكن "بيتر" سقط نائما منها وقررت هي عدم التوقف عن التفكير . ولكن كيف لها ان تفكر – وتركز في هذا الأمر مع "مارك " في مكان واحد ؟ فهو لا يلتفت إليها على الإطلاق –كما انه شارد بشكل دائم فلم كل هذا ؟ وأخيرا استجمعت " تيسا " شجاعتها وسألته : الامل المفقود - الم تحقق أي تقدم في كتابك حتى ألان ؟ - بلى على العكس – ولكن المشكلة أنني تسلمت بعض أوراق من المحامي الخاص بي . فلقد رفعت "ديانا " علي دعوى تطالبني فيها بضم "بيتر " وأذهل الخبر "تيسا " التي تصورت – في البداية – أنها لم تسمعه جيدا. - أنا لا افهم – أنها لم تره منذ أربعة أعوام . وهل تتصور ان ساحة القضاء ستلبي رغبتها ؟ - هناك حالات مشابهة نجحت الأمهات فيها في انتزاع أبنائهن من الإباء .فان الأمر برمته يعتمد على القاضي . - ولكنها هي التي رحلت تاركة "بيتر" لك ؟ اليس ذلك دليلا كافيا على أنها غير مهتمة به ؟ - بلى – أنها لا تقيم معه . وأنا أرى ان هذا كاف جدا لان ترفض دعواها . وللمرة الأولى تحكم " تيسا " على " مارك " انه رجل مثل الآخرين حساس وعرضه لان يشعر بالألم . - وتابع " مارك " حديثه بمرارة . - ان "ديانا " بإمكانها ان توفر له بيتا مستقرا هذا أمر لا جدال فيه . - بيت حقيقي مستقر . ولكن كيف ؟ أنها لم تحاول حتى رؤيته خلال أربع سنوات . - بإمكانها ان تقنع القاضي ان هذه كانت تضحية منها .فان لم تكن متأكدة من أنها ستكسب القضية ما كانت أقدمت على هذه التجربة . فلزوجها أساليبه الملتوية التي تنفع لمثل هذه المواقف . - هل أنجبا أطفالا ؟ - لا أكد الأطباء بعد ولادة " بيتر " ان " ديانا " ليس بإمكانها ان تنجب مرة أخرى . ويجب ان أقول لك ان هذا الأمر لم يكن يشغلني أو يشغلها على الإطلاق . الامل المفقود - هل أنت متأكد انك محتاج الى ابنك وانك تريد العمل على إحباط كل محاولات زوجتك السابقة ؟ - بكل تأكيد – فانا أحب ابني – ولدي رغبة حقيقية في ان أرعاه. - برافو . لقد أسعدها الحماس الذي رأته في عيني " مارك " فلقد أصبح قادرا على تحمل مسؤولية ابنه بحق – وهي تعلم – تماما – ألان انه قادر على إحباط محاولات "ديانا " ومن حسن الحظ ان " بيتر " لا يعرف والدته كما انه لا يحتفظ بذكريات لها فمن ذلك القاضي الذي يحكم لام كهذه بانتزاع ابنها من والده ؟ وسألته " تيسا " : - ما موعد لقائك بها في ساحة القضاء ؟ - في نصف سبتمبر " أيلول " - اعتقد أنها فترة كافية لان تستعد . - استعد لأي شيء فانا اجهل الإستراتيجية التي تتبعها "ديانا " فهمست قائلة له : - اعتقد ان فرصتك للتفرغ للكتابة أصبحت ضعيفة . - على العكس أنها الفرصة الذهبية لأي كاتب فهي تمنحه قدرا عاليا من التركيز – كما أنها تفصله تماما عن مشكلاته . - ولكنك لست مضطرا الى ذلك – فأنت لست بحاجة الى ذلك كي تعيش . وتوقفت " تيسا " عندما رأت تغير تعبيراته . - ليست لديك أيه فكرة عن إعمالي . - أنا آسفة لما يحدث فكل فكري موجه ل " بيتر " وحاولت "تيسا " ان تهدي أعصاب "مارك " ان تقدم له فنجانا من القهوة في ذلك الوقت اقترح عليها " مارك " ان تبقى . ولم تكن متأكدة من رغبتها في البقاء ثم ان وجود مربية في المنزل لن يترك "مارك " الأمر الناهي على حاله – هذا بالإضافة الى ان وجودها تحت سقف بيته لن يمنحها الفرصة لنسيانه . - اعتقد ان بقائي لن يفيدك في شيء فأنت لست بحاجة الى مربية . - أنا اعرف هذا جيدا فانا بحاجة الى زوجة . الامل المفقود انتهى الفصل الرابع |
رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
اترككم الان للاستمتاع بالفصلين حتى ابدا بكتابة الفصل الخامس لانها بدت تحلو
جمعة مباركة للجميع وتصبحوا على الف خير انتظروني قريبا تحياتي مع حبي |
الساعة الآن 03:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية