رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
(( الجـــزء الخــامــس عــشــر )) أيتها الأقدامُ المتْعبة وأنت تصغين إلى زئيرِ المسافة قلبكِ ينفجرُ على مرأى كل مُنعطفٍ أو طائرٍ عابرْ قلبكِ النازفُ منذ القِدم قلبُ الفلكيّ الذي تحمله الأعاصيرُ من نجمةٍ إلى أخرى تائهاً بين مجرّاتٍ ورمال تحملين الجسدَ المثقلَ بين المدُنِ والثكنات هكذا... من غير دليلٍ ولا علامة..!! " ســـيف الـرحبـي " عيوني الحاده...وملامحي الجااامده ...كانت في حالة تحدي.... كنت بحاجه لتصرف عنيف..غير مسؤول من باسل... حتى انهي كل هالدوامه.... واخرج منها للأبـــــــــــد............ لكنـــه بحركـــة صدمتني وشلّت اطرافي....... مسك وجهي بين ايديه .....وقبّـــل جبينــــي..! ثم رجع يمســح خدي باصابعه وقال بهدوء : ( ما عاش من يمد ايده عليك يا عليا... لا انا ولا غيري .....ماحد منا متربي على كذا ....الحرمه ما يضربها الا الناقص) حركته الغير متوقعه وحديثه العميق .....تعدن حصون قلبي.... والقناع القاسي صار في اضعف حالاته....... قبل لا تنزل دموعي المكبوته......لف باسل ايده حول كتفي وقال (هيا .....الفنادق كثيره في الخوير وقريبه.....خلينا نروح نريح لحد ما نرجع صلاله) ما كنا محتاجين لسيارة للتنقل...! الفنادق والشقق كانت بالشوارع المقابلة.... باسل كان حامل شنطة ملابسي...وانا بايدي حقيبة يدي ونسير بهدوء...مثل السياح اللي بمنطقة الخوير.....! لما وقفنا قرب احد الفنادق وشفت الزحام اللي ما اطيقه قلت له : (...انا ...ما احب الفنادق...) قال بهدوء ...: ( طيب ..بنشوف الشقق اللي على اليمين) الشقة كانت عصرية ..بمطبخ مفتوح على الصالة..وغرفتين نوم.. اخذت لي غرفه.......وحطيت شنطتي على السرير.....وتمددت بارهاق.. باسل طلع..رايح يجيب ملابسه من البيت...... هزيت راسي بعنف مابا اذكر ذاك البيت ......ولا ابا اذكر الأشخاص اللي فيه... حتى عمي عبدالله صار مرسوم في بالي بملامح سوداء.... هو وخالتي...صار ما ودي اشوفهم ابد.....بعد موقفهم السلبي ..وتكتمهم على موضوع من الخطأ كتمانه..... لما تأخر باسل لبعد صلاة الظهر.....كنت بحاجه للكلام معه....لازم يبين لي عن كل الأحداث اللي صارت..وانا ما زلت اجهل اسبابها....! على طاولة الطعام بالصالة......ما كان الوضع مريح...... لأن فكرة الأكل بصحبة باسل محرجة فكيف لما تصير وااقع............ولا مفر منه........؟!!! لكن..........!!! ضج راسي من ملاحظاااته ..كلي هذا ولا تاكلي هذا عشان معدتك ما تتعب بعد العمليه..وهذا مفيد وهذا ...!!!.......؟؟! بالأخير قلت له بغضب: ( بــس خلاااص....صدعت راااسي..!) قال بلامبالاه وكأنه يكلم طفل: ( ان اكلتي زين......بنطلع نتمشى العصر..) قلت له بضيق..: ( مابا اروح مكان ....وبعدين مالي بارض نتبهذل وتاكسي وحاله..!) قال بنفي.....: ( اكيد لا...! معي سيارة خالد ..وصلته قبل لا اجي المطار لأنه راجع صلاله ..وجبت سيارته) قلت له باستغراب...: (عيل انته متى بترجع صلاله...؟؟ ) قال وعينه بعيني....: ( قصدك احنا متى بنرجع) ثم اضاف : ( بنقضي يومين استجمام فمسقط وبعدها بنرجع) طنّشت كلامه عن الرجوع لصلاله ....ثم سألته بهدوء : ( جدتي...! كيف صحتها الحين..) قال ببرود....: ( لو هامتنك ما بتسوي فيها كذا .....عموماً هي طيبة ورجعت البيت معها بنات عمي احمد ذلحين......قبل شوي لما كنت طالع اتصلت فيني وتبا تكلمك.....بس قلت لها انك بترجعي تتصلي فيها) ثم اردف ....: (عليا...ترى سفرك من دون محرم......ومن دون اذن من زوجك حرام وما مقبول شرعاً... بالإضافه لكونه تصرف غير اخلاقي وغير مسؤول.......انا قد سبق وحذرتك اني لا يمكن اتساهل في هالأمور..... ان كنتي متعوده على التحرر بأستراليا .....او حياة بعض الناس اللي ما صاروا يقدروا فيها المسائل الدينيه ولا الأخلاقية...... فحطي في بالك انه حياتنا ما راح تكون مثل حياتهم..........انا لا يمكن اوافق بالتسيب والعيش المنحل....) درس ملامحي ثم اضاف : ( واظن اننا ذلحين تعدينا مرحلة الجهل بموضوع زواجنا..الأمور صارت واضحه لك....) حطيت الملعقة في الصحن.....واخذت كوب ماي وانا اتعمق في كلماته..... باسل معه وجهة نظر صحيحة.....وانا اعترف فيها..مثل ما اعترف بخطأي...! لكنه ما اعطى سالفة زواجنا حقها في الحديث...... ما يصير ابداً يمر هالموضوع بدون نقاش...وتحديداً بعد معرفتي عن كراهيته للارتباط بي.. قلت له ...بعد لحظات : ( موضوع هام له تأثير علي بقية سنين عمري مثل زواجي ........وله ابعاد ممكن تشمل تدخلك في امور ما اسمح لأي شخص يحددها .........باستثناء الشخص اللي يصير زوجي .. هل برأيك انه من الصحيح اني اعرف هالخبر بالصدفة ....من انسان كاره لي .. ويشوف اني حجر عثره في حياته) اقترنت حواجبه باستغراب ثم قال: ( لا تقولي كذا عن خالتك لمجرد مشكلتك الاخيره معها.......) قبل لا يكمل قلت له : ( ومن قال اني اقصد خالتي) قال بتساؤل....: ( من تقصدي.......من اللي خبرك غير خالتك؟؟؟؟..) رديت باستهزاء..: (تصــدق عاد... عمتك زوجة ابوك ما خانتك يا باسل......مسكينه ..! نقضت عهدك معاها من دون لاهي تخونك.....) ... ثم اردفت : ( والشخص اللي خبرني كان يمتلك من الشجاعة الحجم اللي ما تمتلكه انته يا باسل) كنت اشوف ملامح وجهه في تبدل مستمر...والعيون النارية متقده بغضب ... ! قال بغضب ....: ( من اللي قالك يا عليا....وكيف عرفتي عن العهد اللي بيني وبين خالتك) حركت كتفي بلامبالاه وقلت له : ( صدقني ما مهم الشخص اللي قالي.....الأهم ان زواجنا الكارثي لازم ينتهي........! لا انا ولا انت منسجمين........ولا في اي عامل مشترك بيني وبينك.... احنا نعيش غلطه .......وهالغلطه لازم تتصحح عبر الانفصال .... ويفضل اليوم قبل باكر.....حتى لا تتأزم الأمور...) قال بانتفاضه.... : ( بدرية هي اللي قالت لك...انتي رحتي لها.....ويش قالت لك بعد..؟؟) ما استغربت سرعة بديهته ......صرت متعوده عليها.....! لكن الأهم انه ما يقرأ ملامحي والألم الغريب اللي بصدري لما ذكرت الطلاق..... الطلاق يعني البعد عن باسل...؟؟ يعني ما راح اشوفه ابد..ولا اكلمه......! ليش شعوري شي ثاني عن اللي اقوله......! باسل انسان جلف .....واكبر مني بأكثر من خمسة عشر سنه....! وملامحه خشنة او مثل ما تقول مزون ما فيه من الزين شي...!! لكن بعيوني انا ما اشوفه كذا......!!! يا الله ويش اللي قاعد يصير لي....! صوت فرقعة الملعقة في الطاولة صحتني من افكاري وتأملاتي..!!! انذبحت لما شفت ابتسامه مرتسمه على شفاه باسل ..لاااااا اكيد انه انتبه لي ..! قال بهدف احراجي......: ( ويش هالنظرات ........! تقول معجبه ......؟؟!!...مو وحده تتكلم عن الانفصال....)! رديت باستهزاء كاااذب "بهدف حفظ ماء وجهي" ( اوووه صحيح معجبه.....معجبه كثيير..فوق ما تتصور....! معجبه في انسان ضحى كثير في حياته ..... بدءاً من ليلة زواجه اللي بسبب زواجه مني كانت راح تتحول لليلة عزاء....! ومن بعدها صبر على العيشه الصعبه اللي كانت بسببي حيث عاش في تعب وضيق مع زوجته المريضة .......ومن ثم ترك عمله المحبب لقلبه....... وبسببي انا طبعاً.....!!) ثم اكملت دون اكتراث بملامح الصدمه المعتليه وجهه......: ( وفي الأخير هالشخص كان ما يزال ممتلك لتصرفاته بحكمه ووعي ..... حتى ما يرخص في بنت عمه اليتيمه المسكينة.......وحتى ما يتهم بأنه نسخه مشابهه لوالده...! سيطر على مشاعره قدامها اما قدام الغير ما قدر يكتم .....جلس يتكلم عن كونها شيء مفروض عليه بحياته وما في اي فرصه للتخلص منه ...) اردفت بابتسامه تخفي ألم مستعر بقلبي: ( ارجوك باسل خبر هالشخص عن اعجابي الشديد به وبتضحياته....! لكن قوله للأسف العقل يقول ان الإعجاب لحاله ما ممكن يبني حياة بين شخصين وبالتحديد اذا كان العنصر الثاني اللي هو الزوج مجبور ومغصوب على الزواج! ....) صرخته الحاده دوّت في الصالة ( بــــــس ) بعد هالزجره الحااده ما كان قدامي الا اني اترك الصاله واهرررب.....!! بسرررعه تركت الصالة وركضت باتجاه غرفتي .. ......! وجسمي يرتجف....ومشاعري خليط لا يمكن فهمه..لكن أفضل ما في الأمر اني قدرت اقهر باسل..وانسيه اي فكره ممكن تتمحور في باله عن نظراتي.......! بعد صلاة العصر.....دخل باسل وانا متمدده براحه في السرير... وملامحه غير معروفه بالنسبه لي......لكن ازعجني دخوله بهالصورة من دون لا يستأذن..! قلت له بقهر...:( في حاجه اسمها استئذان او طرق الباب قبل الدخول ) طنّش كلامي .....! ومد جواله لي وقال : ( خذي كلمي امي غاليه...واذا سألتك عن حالك طمنيها.. وقولي لها اننا مرتاحين ومستمتعين في رحلتنا) رجعت نظرت له باستغراب ......ويش يقول هذا ؟!! بس ما كانت في فرصه ....لما جدتي ردت على الاتصال... ووصلني صوتها المشتاق المتألم ( عليا ... )! ابتلعت ريقي..ورفعت عيني لباسل الواقف قدامي....اللي كان يتفحص ملامحي.!!. وطلعت للصالة ......بهدف الابتعاد عنه حتى ما يشوف تأثري ...! بعد ما انهيت المكالمه..كنت جالسه ومكالمة جدتي ادمت عروقي...وحبها الصادق نفث سحره على كامل حنايا قلبي...!! بعد الخيانة اللي حصلتها من مشاعر خالتي..كنت اعتقد اني راح اشك في محبة كل شخص لي.....! لكن جدتي ارجعت لي الثقة بحبها لي.......وان كانت ما تزال غامضة مثل البقية..... لكن هالشيء ما اقدر الومها عليه ......لأن البعد عنها طوال سنين حياتي الماضية مو بسيط......لكن خالتي ...خالتي غير ..! ويش العذر اللي يمكّنها من الزواج من دون علمي بويش ممكن تفسر تصرفاتها اللي اخفتها عني..!! حسيت بثقل على الكنب اللي جالسه عليه....من دون ما التف له سألته : ( من متى ابوك مرتبط فيها...؟؟) بعد صمت لحظات قال بهدوء ( من قبل لا تنولدي حتى..؟!) قفزت واقفه بصدمه...وسألت بانبهار : ( مستحيل..؟!! كل هالسنين...بس انا ما اذكر اني شفتهم مع بعض وانا صغيره..؟!! ) بتنهيده مثقله قال...: ( هذي قصه متشابكه......صايره من سنين ....بدت من لما تعرف والدي على خالتك اسماء اللي كانت بسنتها الأولى في الجامعة ...بينما كان هو بسنته الأخيره في كلية الآداب.... ورغم معرفته بعاداتنا الا انه ما قدر يتحكم بمشاعره وخصوصاً انها كانت متبادله من الطرفين.....ولهالسبب كان رافض اي عروض زواج يتلقاها من الجميع بحجة رفضة للزواج بعد وفاة والدتي....!. وبعد تخرجه ....تزوجها من دون علم احد بالعائلة إلا عمي سلطان اللي كان بسنته الثالثه في الجامعه وكان شاهد على زواجه...) كنت مركزة على كل حرف يقوله باسل..وانا ما زلت واقفه قدامه..بذهول..! سحب يدي عشان اجلس..فجلست بطواعيه في الكنب المقابل له ..في انتظار اتمام حديثه.! كمّل كلامه....: ( في يوم الملكه كان جدك ابو امك يمازح عمي سلطان يقوله ويش رأيك ما تبي الصغيرة انت بعد.......! عمي سلطان كان شايفها ...لأنه مثل ما تعرفي العادات عند اهل امك منفتحه كثيير...! عمي سلطان عجبته الفكره واخذها على محمل الجد.....! حاول ابويه يثنيه عن قراره لأنه يدري ان اهله يحضرون لزواجه من خـالة بدرية... لكنه كان يرد على ابويه ....انه راح يتزوج والدتك ويرجع يطلقها لما يخلص دراسته) شقهت من دون شعور وحطيت يدي على فمي ..! من صدمتي بهالكلام..... ..!! لكن باسل ما كان مهتم واصل حديثه : ( لكن اللي ما حسب حسابه عمي سلطان هو حمل والدتك بك... لذلك كان مصير الزواج الانكشاف...وكان فضيحه للعائلة بأكملها.. والعقاب اللي حصله عمي سلطان هو النبذ من الجميع ..ومحد تقبل رجوعه الى صلاله) كانت دموعي غصب عني تنزل ....ما عمري حسبت ان الأمور ماشيه بهالطريقه....! احس اني كنت مستغفله طوااال السنين المااضيه..... لكني ما زلت ابا اعرف كل حاجه خلاااااص.....كفاايه غموض.. لذلك لما سألني باسل ( اواصل..؟؟) مسحت دموعي بيدي وهزيت راسي بسرعه حتى يكمل كلامه... شفته ينحني ونظره للأسفل ...كأنه يبا يسرد الأقسى..؟!! ويش الأقسى من كذا..؟!! واصل كلامه : ( بعد مرور كمً سنه.....بدت تظهر مشاكل في العلاقة ما بين ابويه وخالتك.... وسببها الحمل......خالتك كانت تبي عيال.....لكن ابويه رافض.... حتى ما يلاقي نفس المصير اللي لاقاه عمي.....لأنه كان ما زال كاتم زواجه ... ولكن خالتك صارت تهدد بالطلاق والانفصال ....لحد ما صاروا بالفعل شبه منفصلين كل واحد يعيش بجهه........ بعد سنين من اليأس ما كان قدام ابويه....الا حل واحد ...... وهو انه يقنع والدك بأن يرجع مع والدتك لصلاله بهدف ان القلوب تلين...... ومن ثم اذا تم الصلح ...يشرح لهم هو وضعه...ويشهر زواجه عمي سلطان وافق ورحب بالفكره .....لأنه كان مشتاق لأهله.. ووالدتك بعد وافقت..يمكن لأنها كانت راحمه حال اختها..... انتي كنتي صغيرة .....والطريق من مسقط الى صلاله كان محفوف بالمخاطر....ومتعب للكبار فكيف الصغار... لذلك رفضت امك سفرك معهم.... وفضّلت بقائك بصحبة خالتك...) سرت القشعريرة في جسمي.....انا وين عايشه عن كل هذا... اللي صار ضعف قلوب ..اخطاء بالقناعات...مواقف ما كانت صحيحه..وتكتمات هي اللي اعطت للأمور اسوداديه اكبر من الموضوع حتى..... حسيت بالغثيان من كل شي صاير بهاليوم .......ركضت لدورة المياه ويدي على فمي ...وسط نظرات باسل المتفاجأة....! بعد دقايق استندت على البانيو....وجلست على الأرضية الرخاميه .. موت اهلي...خالتي واحساسها بالذنب ....عمي عبدالله وسفره..... جدتي وزعلها.....كنت اسمع طرقات على الباب..لكــن.. رجعت لي حالة الغثيان من جديد....لحد ما صعب تنفسي ..... لما حسيت بالماي البارد على وجهي..شهقت بقوة لرجوع انفاسي..ولوجود باسل..! وانا اتنفس بقوة بعد ما عادت انفاسي من جديد صرخت فيه بحده : ( اطلع....اطلع الحين ...ويش هالوقاحه ..كيف تدخل بدون اذن ... لو تشوفني اموت ما اسمح لك تدخل دورة المياه وانا موجوده)..! لكنه ما اهتم..ولا تحرك ..!! بعد فترة صمت طويله .. قال ..: (اطلعي للغرفة ....ولا عاجبتنك الجلسه هنيه....) كنت ما ازال مستنده على البانيو....شاارده بتفكيري...لكني سمعته ...بس ..ما رديت عليه....! قال بنفاذ صبر ونظراته تجوب المكان كأنه يتأكد من شيء : ( علـــيا .....وبعديــن....؟!) استغربت من تواجده...ومن اصراره..ومن نظراته ..في شي غير طبيعي بتصرفه.. معقوووووله..! يظن اني ممكن اضر نفسي...! حسيت قلبي يلين تجاهه لما تخيلت انه كاره لفكرة بقائي لوحدي لهالسبب...! ضاقت عيوني وقلت له : ( انا مو مجنونه.....ولا معي خلل بعقيدتي حتى افكر اضر نفسي..)! حسيت بيده تسحبني بقوه ....قبل حتى لا اتأكد من ملامحه بعد كلامي..! لما جلسني في سريري بقوه..قال : ( دامك فكرتي هالتفكير..ينخاف منك..)! جاوبته بنرفزة : ( والله ما خلاني اقول هالكلام..الا وقفتك واصرارك على خروجي..ونظراتك اللي تبحث عن مواد خطيره بدورة المياه )! لما سكت ..قلت له بقهر : ( ليش ساكت..!! قول اني على حق ...ولا بس تعرف تغلطني..) ابتسم بخفه وقال : ( بصراحه مستغرب من هالقوة اللي نازله عليك اليوم..! لا صياح..لا دموع ..) ثم اردف ( ولا خلصتيهم بارحه في هذيك الشقه ..)! بدل ما يعصب ويتنرفز ..انقلب الوضع ..وانا اللي صرت متنرفزه منه ..! لكني رديت بهدوء..: ( على ويش ابكي ....ماشي يستاهل ابكي منشانه..)! ثم تذكرت وسألته...: ( انت كنت فــ صور مع ابوك..؟) قال باستنكار: ( قولي عمي .....ويش ابوك هذي......!) واردف ( ايوه كنت هناك انا وخالد..لأن خالتك المصون كانت راح تسوي فضيحه..!!! بمناسبة قدوم زوجها طلبت الأمن وسوّت قضيه..! عشان انها كانت خايفه منه......وتدخلنا احنا لتهدية الأمور..! ) سألته باستغراب ( خايفه منه ..! ليش خايفه منه لدرجة انها تطلب الأمن ...!؟؟) قال بابتسامه خفيفه ( لأنها هاربه منه ..ومذوقته الويل طوال سنين ).!! سكتت ..ثم قلت له بهدوء : ( كمل الكلام اللي كنت تقوله فالصاله ..) تنفس بعمق ....وسكت للحظات ...وقال : ( انشغل والدي بالعزاء في صلاله......وخالتك انشغلت في عملها والاهتمام فيك.. مرت الشهور .....ولما كان يحاول التواصل معها......كانت ترفض مقابلته... الى ان جاء يوم ملكتي........) سكت شويه..السكوت اللي حسيته اختصر فيه احداث كثييره.! .....ثم قال : ( اعترض ابويه على زواجي منك لأسباب ..من ضمنها عمرك الصغير ...... لكن ابويه خالد كان مصر تماماً على زواجنا واحضارك للبيت الكبير.... وفي محاوله من ابويه لمحو فكرة الزواج....... اعترف بزواجه من خالتك.... اعترف بكل شيء صاير من البدايه....وتعهد قدامهم بالاهتمام فيك..... لكن لما اتضحت الأمور قدام الجميع ...علقوا كل المشاكل في رقبة ابويه واتهموه بتضييع عمي سلطان ..وبأنانية تصرفاته.... وما كان من ابويه خالد الا ان طرده ........وكان موقف امي غاليه مشابه له........) في خاطري كنت اقول ..وتمت الأمور يا باسل ..وما قدرت ترفض الزواج مني بعد اللي عمله ابوك ...حتى ما تلاقي نفس المصير اللي لاقاه..! وصلني صوت باسل وهو يكمل حديثه : ( في الوقت اللي كان عمي محمد مكفل بتجهيز اوراق التبني ....... اتصل ابويه في خالتك حتى يبلغها باللي صاير....ويساندها لطلب الوصايه ... لكن الأمور ما كانت في صالحهم....والحضانه مو لهم ..... في حركة مفاجئة وغير متوقعه من خالتك .....جهزت اوراق غير قانونيه.... وهربت فيك من الجميع بما فيهم زوجها...وتوقفت الأمور طوال السنين الماضيه وازدادت تأزم ..بسبب تصرف خاطئ من خالتك...........)! |
رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
((الجزء السادس عشر)) تستيقظ آخر الليل... تُلقي نظرة على الشارع الخالي.. إلا من أنفاس متقطعة..تعبره بين الحين والآخر... وحده النوم يمشي... متنزهاً بين قبائله البربرية... تتقدمه فرقة من الأقزام... وهناك رؤوس وهمية تطل من النوافذ على بقايا الثلج الملتصق بالحواف وكأنماتطل على قسمتها الأخيرة في ميراث الأجداد... المصابيحُ تتدافع بالمناكب.. قادمة من كهوفٍ سحيقةٍ... لا تحمل أي سر... السماء مقفرة من النجوم.. الجِمالُ تقطع الصحراء باحثة عن خيام العشيرة... القطاراتُ تحلمُ بالمسافرين... لا أحد... لا شيء... أغِلقِ الستارة فربما لا تحتملُ... مشهد مدينةٍ تستيقظُ....! * * * " سيـــف الرحـــبي" الرضا بالقدر..والإيمان بوجود اسباب قد سببها الرب عزّ وجل....من أجل امر محتم وقضائي يمنع مشاعري من اتخاذ أي موقف عدائي ورمي التهم بالتسبب في مقتل اهلي في وجه عمي او خالتي... لذلك ان كان هذا المانع اللي يمنع جدتي من الرضا عن عمي عبدالله.... راح اسعى بنفسي لكسر هالحاجز.....وارجاع المياه لمصبها الصحيح من جديد... لكن مو الحين وقلبي مو صافي ناحيتهم وقلبي ما يزال مجروح من خالتي بسبب اخفاء زواجها عني....! النوم هالليله مفارق عيوني....وكل الحقائق تنساب الى عقلي في محاولة لتحليل الأمور واستيعابها....... انا متأكدة ان الصعوبات راح تفك....وكل عسر راح يتيسر ويهون..هذي طبيعة الحياة.. إلا ان التشتت اللي يعرقل مساق فكري..هو باسل.....! ويش راح يكون مصيري معه..الأيام تمضي والسنة الدراسية الأولى في طريقها للضياع من بين يدي في حالة اني ما سعيت لتعديل الأمور... لابد ان تكون لي قرارات ...لازم تتعدل الأوضاع...تقلبت في سريري بأرق...!! لما سمعت طرقات على باب غرفتي ..تفاجأت... باسل مو نايم....ويش يبا ذلحين..؟ قد سبق وناداني قبل كمً ساعة منشان اتعشى معاه لكن من وين لي شهية هالليله...؟! نهضت من السرير..فتحت الباب .......وبتساؤل رفعت عيوني له..؟! ابتسم بخفة وقال ...: ( توقعت القاك صاحيه لما شفت الضوء مفتوح......البسي عبايتك والحقيني) سألته باستغراب....: ( الساعة على نهاية عشر ..؟ وين نطلع ذلحين..؟!) رد......: ( اي مكان.....نتمشى ونغير جو......)! تفجرت لحظتها في بالي مشااعر اشتياقي للبحر.....! .. رديت بهدوء مصطنع...: ( لو انه الوقت متأخر.......! لكن عادي نروح شاطئ القرم او العذيبة بما اننا في بوشر !..) حرك رأسه باستغراب وقال.: ( انتي ويش سالفتك مع البحر...!! ) قلت له بصدق ..: ( ويش اسوي اذا ربي انعم علينا بأجمل شواطئ في عمان...!) ولاية بوشر من اجمل ولايات العاصمه مسقط.....تأسر القلب بشواطئها الهادئه.. ورمالها الناعمه.... وجبالها وسهولها.... والاندماج الجميل بين حداثة العمران وبين الطبيعة المذهله....خليط رائع ....ولعله هو السبب اللي يخليها دائماً حية بالزوار العشاق لها..... خلال الأشهر الماضية كنت ازورها بصحبة خالتي بعطل الأسبوع ...لكني اكتشفت ان التجوال بشوارعها برفقة باسل اعطاها لون ثاني.....! التواصل الظاهر كان عبر احاديثنا الهاديه والرسميه حول المنطقه وامور عامه.... لكن التواصل الخفي كان تقارب حسي....مالي قلبي.....والمؤلم انه من جهتي فقط.. كل مشاعري تأكد لي انه من المستحيل ان باسل يخفي اللي انا اخفيه...! ( هلا.....)......؟! تساءلت وانا محرجه بأن باسل يتكلم وانا مستغرقه بأفكاري وبمشاعري..! رد بنرفزه.... ( سلامتك..بس صارلي ساعه اكلم روحي..!) قلت له بقهر...! ( من الأساس ..من طلعنا ما بعد كملنا ساعه..)! قال....: ( المهم....تراك ما تعشيتي الليله..نروح نشوف المطاعم اللي فاتحه ولا ناخذ عشانا على البحر..؟!) ما كانت فكره سيئة لأن التجوال فتح شهيتي..! رديت ( تمام..بس لو ناخذ وجبتنا ونروح الشاطئ احسن) ما استغربت لما اتجه لمطعم قرية التوابل ...افضل خيار لزوار العذيبة..! لكن الوقت متأخر..! قلت له ( قرية التوابل يقفلوا بعد الساعه 11؟؟؟) قال ( خلينا نشوف حظنا الليله..) تفاؤل باسل كان لصالحنا.......المطعم بعده فاتح... سألني : ( تبي شي محدد ) لما جيت اجاوبه بعد تفكير بسيط ...وانا افكر بالمشاوي والوجبات اللذيذه في قرية التوابل .. قطع باسل احلامي وتأملاتي وقال : ( ترى مافي لحوم ومأكولات ثقيله عشان معدتك ما تتعب بعد العمليه..يكفيها ما جاها..!!) انحبطت معنوياتي..!! لكني جاوبت باصطناع وكــذب!..: ( اصلاً ما ودي اطلب الا صيني _نباتي..!!) ..... الهواء كان يطير عبايتي... وشيلتي...كان هواء بارد ومنعش وله تأثير في نشر ريحة التوابل الزكية اللي تفوح من اكياس الطعام .... شوربة خضار بالصلصة الصينيه.......وكرات الخضار .......السبرينغ رول بالخضار ..الخضار المقليه ........الفطر مع الأجبان الطازجة......! وجبات لذيذه..... لكن من المحزن اني اكتشفت ان مصدر الروائح الطيبة مو من وجباتي..!!! ليتني ما وافقت على شور باسل ..........! يعني ويش راح يصير لو طلبت مثله.......: لو انها خالتي قدامي ...كان هجمت على طعامها بلا اسف..! لكن باسل مستحيل.....رجعت نظراتي الحزينة لوجباتي اللي صغرن بعيني.....!! وصلني صوت باسل : ( نعم ويش عندك مع هالنظرات ....هذي الوجبات اللي طلبتيهن ....واللحوم انسيهن.. غير كذا ما عندي....لأني مو متعشي انا بعد .....) غرييبه......بالشقه باسل كان جايب عشاء لكنه ما كان له نفس يتعشى مثلي..!! رجعت أأشر على المشاوي والدجاج الشهي...باستغراب..! وقلت بتعجب...: ( الحين بتاكل كل هالأنواع من المشاوي ..! وبعدها بتاكل صحن الدجاج بالصوص لوحدك..؟!) قال ببرود وهو ما زال ياكل..: ( وانتي تظني اني اكل نفس الكميه اللي تاكليها انتي..! انا ريال حركتي دايمه ....ومحتاج لوجبات تمدني بالطاقه عشان ارجع احرقها من جديد)! رجعت نظري للي قدامي من اكلات .....ويش اللي ما ودي اياه .... اخترت الخضار المقليه ......ودفعتها بجهته .......طلباً للمساومه....! قلت وعيني على قطع الدجاج الشهية والسالفة صارت تحدي بالنسبه لي..! (خذ هالأكله خضار ومفيده.....وضروريه عشان التكامل الغذائي..! واعطيني قطع الدجاج) قال بابتسامه احبطتني : ( لاء يعني لاء.......)! حسيت بالقهر .....اكيد انه يعاندني......ولا هو زاهد فيهن.....!! تذكرت كوب قهوتي يوم انه شربه عني.......! وجات لحظة الانتقام......! قلت له بجديه .......: (وين الماي........ما نزلته........؟!) قال من دون لا يرفع راسه .......: ( لا.......بالسياره......) قلت بكذب...: ( اذا ممكن.....عطشانه ابا ماي ....) قال بهدوء...: ( ان شاء الله ذلحين اجيبه......) قام بهدوء.......لكنه شال معه صحن الدجاج اللي راح يقتلني اليوم........!! حط علب الماي والعصاير......! قلت بنرفزه....: ( ويش سوء الظن هذا ........!!شايل الصحن معك .....انت ويش ...... ) لكـــنه قبل لا اكمل كلامي دفع الصحن باتجاهي ..! واخيراً استسلم وعطاني الدجاج.!!!! قال ( لا تموتي علينا.......) ثم اردف بضحكه وصوت خافت: ( ولو انك ميته ميته اليوم ).! كنت مشغوله بالوجبه الشهيه ....ومو مهتمه بالكلام اللي يقوله ..... لحد ما غطت الصلصله الحااااااره لساني....... رميت القطعه من فمي بأقوى ما عندي.......واتجهت لعلبة الماي بسررررعه..... وسط ضحكات باسل...... وانا حاسه انه راح يغمى علي من حرارة الصلصه....... بالأخير تمددت بتعب وايدي ما فارقت علبة الماي......! وصلني صوته الساخر ..: ( شايفه يوم اقولك من البدايه لا .......ذلحين تستحقي ما جاك.....) كان مستند على ايد وماد رجلينه وكل شوي يرمي قطعه من الخضار المقليه في فمه....! قلت له بغضب...: ( اصلاً انت ما هامنك الا وجبتك.....خلاص خذها ماباها ورجع قطع الخضار مافي مساومه خلاااص) قال بضحكه ( هذا اذا حصلتي شي باقي منهن )..! ..... في طريقنا للتسوق والتجول في مركز سابكو هذا الصباح كنت مستغربه لأني ما توقعت ان باسل كان صادق لما قال اننا راح نقضي يومين استجمام في مسقط...! وحسبت ان طلعتنا امس لشاطئ العذيبة هي الأخيره...! وصلني صوت باسل..وهو ما زال مركز على السياقة : ( قد زرتي مع خالتك منتجع شانغريلا بر الجصه.....؟؟ ) رديت وانا مستغربه تواجد باسل في هالمنتجع العائلي..!! قلت: ( لا ..ما رحنا ..لكن سامعه كثير عن فخامته.....ليش انت قد زرته من قبل.؟؟) قال وهو مركز على السياقه (ايه قد رحنا له ...) قلت بفضول ومن دون تفكير....: ( مع من ..؟!!) سكت لمده...ثم قال بهدوء: ( من مده طويله..انا وبدريه) ليتني ما سألت......... حسيت بألم ينهش قلبي.....! ويش هالشعور اللي طغى علي....معقوله هذي غيره.......بس ليش اغار.....! يعني مو معقوله ان بدريه طول هذيك السنين وهي منحبسه في غرفتها.....! اكيد انها كانت تطلع......!!! حسيت بقهر من نفسي...ومن مشاعري اللي صايره تتحرك من دون لا اقدر اسيطر عليها.. تأففت بضيق وقهر..!! من دون لا احس ان صوتي كان مسموع لحد ما سأل باسل باستغراب ( ويش فيك..؟؟) قلت بكذب واضح ( آآ ..الجو حار اليوم ..)....ثم اردفت بهدف التغطيه : ( وين بنروح بالأول.......؟) رد بهدوء وصوت متغير..: (لا تروحي بعيد يا عليا..وتعلمي تسيطري على مشاعرك..مو زين تخلي مشاعرك تقودك.. والا ما راح تستقيم حياتك....ترى الحياة ممكن تمضي من دون تدخلات عرضيه من المشاعر....) انتفضت مشاعري من كلامه......فاهمني ......وفاهم كل حاله امر فيها...!. لكن باسل غلطاان......اكيد انه غلطان ......معقوله يحسب حالة التشتت اللي اشهدها راح تستمر .....يحسب اني ابا اتبعه عشاان خلل صاير في مشاعري..؟!! بعد صدمة كلامه ...رديت بهدوء..: ( لا تغتر يا باسل..ولا تحسب استسلامي للقدر هو خضوع لك... انا مؤمنه بأن محاربة القدر تعني محاربة لذاتي.... لذلك مثل ما تشوف هدوء حالي نتيجة ايماني ....وبنفس الوقت انا متيقنه بأن القدر بيغير من الأوضاع .... والحال المشؤوم ما راح يتم نفسه بعد عام.....وقول عليا قـد قالت..) التواجد في مركز سابكو بالخوير اعاد لي اجواء التسوق اللي مفتقدتنها في الآونه الأخيره...وحسيت ان كل طاقتي وحماااسي ظهروا في هاللحظه... بالبداية ما كان بالمركز ناس كثير...وقدرت اخلص بعض من مشترياتي... لكن بعد فتره ..زاد عدد رواد المركز ...وصرت اغللللي من القهر بس مو بسببهم ..! لكن بسبب بـــاسل..! تكلمت من بين اسناني..: ( لا تقول ما راح ندخل هالمحل ..لأني داخله داخله..ولو يصير اللي يصير..!) رد بعد ما اجال نظراته على المحل: ( لا عادي محد موجود ...مو مثل المحلات اللي قبل ضيقه وفيهن رجال....ادخلي وانا بجري مكالمة سريعة وبجي ) لما تقدمت تركزت عيوني على الشابات اللي بالمحل .! وعلى اطنان المكياج اللي في وجوهن...والعبايا والشيلات المزينه على الآخر...! حسيت بالعااار لما تذكرت اني بيوم كنت من هذي الفئة ...هزيت راسي باشمئزاز ..ومباشرة طلعت .. وانا افكر في باسل ..!! ليش اختار هالمحل بالذات..!! معقوله انه شاف هالبنات .!! قبل لا يجري مكالمته قال باستغراب...: ( كيف طلعتي..؟؟؟ ما تبين شي من هنيه ) قلت له بقهر..: ( لا غيرت رأيي....!) قال بغضب...: ( هذا الآخير من هالصوب ..والمحلات اللي شفناهن قبل انسيهن..!) قلت وانا احس اني بنفجر من الضيق: ( الا قول انك شايف البنات اللي في المحل وما تبا تفوت شوفتهن من قريب ......ولا تجلس تتحجج بهالأعذار الباايخه) رد بنرفزة....: ( ما البايخ غيرك..اصلاً الخطأ مني ..ويش يخليني اجيبك هنيه) قلت له وانا اغلي : ( صحيح والله ليش جاي ..روح وفكني منك..وخلني اتسوق على كيفي وارتااح من اوامرك..) ثم اردفت بقهر : (والا اقولك احسن تخليني وتروح وتتفحص هالشابات اللي بالمركز عن قرب......تراهن حلواات ويستاهلن.....) مسك ايدي بالقوه وقال : ( سيري سيري......خلينا نروح لفرع امواج.....) امووواج في سابكو..!! قلت باستغراب....: ( امواج لهم فرع في سابكو...زين والله ما كنت اعرف آخر مره شاريه من عندهم من لما كنت فالسوق الحره..!) رد ( في كل مكان لهم فروع ...فرع سابكو مفتوح في السنوات الأخيره... ومنزلين عطور جديده هالفتره...) اموااج عااالم رااقي من العطور المصنعه في عمان...بأجود المواد الطبيعيه.. انقهرت وانا اشوف زحمه بالمحل ....لكن قبل لا يقول باسل ما راح ندخل دخلت المحل....! انا مو مجنونه عشاان افوت على نفسي فرصة شراء عطور امواج..! وقف باسل جنبي بتحيز......!! كأنه يقول للعالم ممنوع الاقتراب..!!! رغم اني متأكده من انه نظراته كفيله بابعااد اي فكره للاقتراب ممكن تجي في بال اي شخص.....! اخذ باسل العينه وقربها لي بسرعه قلت له : ( لا ..العنبر مركز فيها..!) قال ( لأن هذا عطر رجالي ..لازم يكون مركز...وبعدين مع مزيج التوابل اللي فيه راح يتغير كل ساعة لرائحة مختلفه ..هذي طبيعة عطور امواج....)! قهرني كلامه......!! كأن ما احد يعرف شي فهالعالم الا باسل.....!! قلت له بتأفف...: ( لا تجلس تتفلسف علي.....محد ما يعرف عطور امواج .! حتى فاستراليا واوروبا لهن شهره ..!) طنشني....ورجع يختار من بين العينات..وانا اخذ العينات من بعده.. لحد ما استقريت على عطر لا يمكن يكون الا من صنيع امواج...! اخذت عطر اساسه من زيت الصندل الهندي ...والباتشولي....مع مزيج من التوابل واللبان....واخترت عطر ثاني اهدئ شوي لجدتي من الفانيليا والمسك والروك روز.. لما رجعت لحقيبة يدي....في طريقي لإخراج بطاقتي للمحاسبة.... حسيت بيد حديديه تضغط على رسغ يدي....! قلت بألم وقهر قبل لا اصرخ من الألم...: (فك يدي ..قبل لا تكسرها....!) قال من بين اسنانه بهمس: ( سبق وحذرتك يا عليا عن هالحركات.....تبا تحاسبي على العطور وانا موجود..) قلت له وايده ما زالت قابضة على يدي: ( باسل ان ما فكيت يدي هالعطور بكسرهن فيك وفي المحل.....وبعدين بتعرف تحاسب صح)! ...... اثناء تناولنا للغداء في الديوان التركي حيث طاجن المأكولات البحرية اللذيذه على غير العاده ......ما كنت مستمتعه فيه ...كان مضغي خالي من اي تلذذ.....! والنرفزة كانت ما تزال باقيه فيني....... والضيق مسيطر علي بقوه...وحالة من الكآبه تبا تسيطر علي.. والسبب يعود لحالة التوهان اللي صار يسببها لي باسل ... وللصعوبة اللي اواجهها في عدم مقدرتي على تحديد مشاعري او مشاعره.... ولا قادره كذلك اتبين حقيقة تصرفاته.........! التفت لي باستغراب وقال ..: ( ويش فيك ........ما تردي..؟) قلت له بضيق..ومن غير اي منطقية للسؤال...: ( ليش كذا كل حاجه تضايق..........ماشي بحياتي صح ليش كل حاجه ملخبطه بهالصورة............) رد بهدوء...... ..: ( تعوذي من ابليس.......هذي وساوس من الشيطان يا عليا......يبا يملأ صدرك بالحزن والكآبه.........كافحيه بذكر الله..) لما وصلنا للشقه......كنت في حالة ضيق مستمره.....آخر الظهر طلعت من غرفتي.. بس باسل كان طالع.... انتظرته لحد ما رجع .... قلت له بجديه : ( باسل رجعني للشقة بالسيب......) نظراته الحاده توجهت لي باستنكار قال . ...( انتي ويش صاير لك اليوم ..!! ويش يرجعك للسيب..؟؟ تبي تمي في الشقه اللي كانوا اهلك ساكنين فيها......في كل ركن لك ذكريات معهم.......تبي تفقدي عقلك..) قلت له بقهر....: ( ما لك دخل ...ان ما رجعتني للسيب ..بروحي برجع .. خلااااص الحياة كذا ما راح تمشي.......) رد بلا مبالاه....: ( انا قدني حاجز تذاكر عشان نرجع لصلاله الليله....) فلتت اعصابي وقلت له بصراخ : ( على اي اساس تحجز....انا ما قلت برجع معك ... انا لا يمكن ارجع لصلاله ....ما اقدر اعيش بهالطريقة....دراستي ضاعت ...واموري مو ماشيه صح ....ولا راح تمشي صح وانا بهالحال....) تأججت العيون الناريه بغضب متقد وقال: ( صوتك ما ينرفع في وجهي يا عليا..انا زوجك وغصباً عنك تبا تحترميني وتطيعيني...... دوهالأساليب الرخيصه ما تمشي معي ..فــاهمــه..) ثم اردف بحده.....: ( تبي تعيشي حالة فلتان......لا ولي ولا حسيب ولا رقيب...... تبي تعيشي رخيصه ووحيده بشقه عرضة لأي انسان مريض ...... ومن وين تبي تصرفي....لا يكون معتمده على كم الريال اللي ينصرفن لطلبة الجامعه... انسيهن لأن اوراق فصلك من الجامعه قدهم بمكتبي فالبيت) وقفت بصدمة وتنفسي مضطرب...ما همتني سالفة من وين ابا اصرف لأن راتب ابويه ينزل برصيدي شهرياً .....بما اني الوريثه ......واقدر اعيش برفاهيه منه ...... لكـــــن ! معقوله فصلوني من الجامعه......يعني دراستي للطب انتهت......!! قلت بصدمه....: ( كيف....! مستحيل افصلوني من الجامعه.....اكيد انت تكذب .... منشان ارجع معك الى صلاله.....) قال بغضب......: ( انا ما العب يا عليا......يوم قلت حرمتي ما تدرس بجامعه مختلطه يعني ما تدرس........) قلت له بقهر.....: (انت انسان متخلف.......نظرتك رجعيه ....... .وين الخطأ اني اكمل دراستي بجامعه مختلطه...... انا مضطره .......وللضرورة احكام ) رد بحده وايده تمسك ذراعي لمواجهته : ( هذا اللي قنعتي نفسك فيه يا عليا.......بعد ما لبستي الغشوة..... بعد ما عشتي حياة الستر والحصانه اللي يوفرها لك التمسك بالأخلاق والمبادئ الإسلاميه تبي ترجعي للإنفلات...........تبي تعصي الله بعد ما هداك ........ ما كفاك العصيان اللي عشتيه طوال ذيك السنين ......) استمرت كلمات باسل تطعن بروحي بقوة ...كان يمر بحالة انفعال ..ما عمره وصل لها من قبل ....كان يتكلم بنصح احياناً ...واحياناً يرجع لألفاظ قاسيه ...... انتفاضة مريعه مرت على جسمي بأكمله من قوة كلام باسل...صدمه عنيفه اجتاحتني... هو صادق.....وانا بحاجه لكلامه .....حتى لو كان قاسي... اعتقادي..وايماني..وهدايتي..لا يمكن اخسرها ...لكن تعليمي بعد غالي...!!. ويش هالهاويه اللي سقطت فيها.....مافي مجال للمقارنه....الدين اولى ثم اولى .... بعد ما توقف باسل عن الكلام ......وايده ما زالت قابضة على ذراعي ..... الهدوء عم الصاله....وصدري المثقل بالأنفاس المرهقه ...يضج بعنف وقسوه.... نزلت دمعه وحيده لكنها بوزن يضاهي الألم اللي في قلـــبي...... قبل لا تسقط على الأرضيه.... راقبت يد باسل لما تلقفتها.....!! نفس اليد اللي اصبحت تمتد لي دائماً بالآونه الأخيره.... نفس اليد اللي شكلت لي سد منيع من السير في طرق متهالكه.... نفس اليد الباقيه.....واللي تتعهد بالبقاء جنبي في الشدايد والمحن.... رفعت انظاري تجاه باسل...وبملأ ارادتي ولأول مره حطيت بين يديه... في البدايه حسيت بجسمه يجمد....لكن سرعان ما تعدى الصدمه.... وجمعني بين ايديه اقرب.........لفتره طويله ظلينا على هالحال.... والصمت عام بالكامل..... الى ان رن جوال باسل...الرنين اللي صحّاني من الموقف المحرج اللي اقدمت عليه...! من دون لا ارفع عيوني ....ابتعدت بهدوء........وفي طريقي للانسحاب لغرفتي... وقفت وانا اسمع..... صرخة باسل على الشخص المتصل.............. |
رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
(( الجزء الســـابع عشـــر )) ... اليوم للأقدار. . . [[كلمه وروايـــه]] . . . تبين والأقدار . . . [[ للعبد ميدان ]] [ سافــر واشوفه / / / لا لا معايــــه ]. . . [ لا لا بدوني راح / / / من دون عنوان ]. . . (( الشــاعر: سعود الشبرمـــي )) وقفت مذهوله بسبب الانفعال الواضح في صوت باسل ..ويش اللي ممكن يصير ويأثر فيه كذا .. تنفسي اضطرب بسبب صوته.....وطريقة كلامه مع الشخص المتصل..... واللي زادني توتر هو عدم مقدرتي على فهم حديثه اللي كان حول سفر وجوازات ومستشفى وعلاج ..... بأعصاب مشدوده وقفت بمكاني في انتظار انتهاءه من المكالمه ... بنفاذ صبر سألته اول ما انهى مكالمته : ( ويش اللي صاير.....) لفتره ركز على ملامحي اللي اكيد ان الرعب واضح فيها ، ثم تنفس بعمق وقال : ( بدريه تعبانه....وهي واهلها راح يوصلوا بعد شوي لمسقط ...لأنهم جايين عبر الطيران العسكري.....) ثم اردف ..: ( راح نخلص اوراقنا.....ونتمم اجراءات ضرورية في مستشفى الجامعه وبنسافر الى امريكا عشان عملية زراعة كلية لها........) دقات قلبي في تسارع....وانا احس بأن الخطر جاي في كلامه وجملته القادمه .. اكمل بعد صمت قليل : ( عمي احمد راح يجي معهم لمسقط......وراح ترجعي انتي معه الى صلاله....) اغمضت عيوني بصدمه ..لاااء ...إلا كذا ..إلا كذا....إلا البعد ما اقدر عليه... بعد باسل يعني يُـــتم من جديد........لا ... انا قلبي ما عاد يقدر يتحمل البعد والفرقا.. تهديداتي بعدم الرجوع الى صلاله مع باسل كانت غير.....لكن كون باسل يسافر ويبتعد..... يطلع خارج اراضي السلطنه...هذا امر ثاني ...شي مختلف ....... ولّد فيني شعور مو مفهوم لكنه مؤلم ويحرق القلب.... بقدر ما فاجئني هالشعور تجاه باسل ...بقدر ما استسلم له كل ما فيني ... وصلني صوته.......وانا ما زلت مغموره بصدمه من مشاعري اللي رافضة البعد نهائياً.....!! ( لكن اذا تبي ترجعي مع خالتك وابويه.....متأكد انهم بيفرحوا بوجودك معهم....بس انا افضل انك تّــمي بصحبة أمي في صلاله..) باسل صار يثرثر كثير..!......ويتكلم عن اتصالات خالتي فيه.....ومحاولاتها للقائي.... بس في هذي اللحظات كل هذا ما يهم....ما يهم ......! في الوقت الحالي ما تهمني لا مسقط ولا صلاله ..... ولا خالتي اسماء ولا عمي عبدالله......لكن فقط باسل هو اللي يهم..... ما اباه يروح ويتركني لوحدي بعد ما اعتدت على وجوده حولي... ومداراته لي واهتمامه وحرصه ....صار بقاءه يعني لي الكثير...وغيابه صعب.. حسيت ببلل في خدودي ....عرفت ان دموعي صارت تنزل من دون لا اقدر اسيطر عليها..: حاولت ارتب جملة عقلانيه اقولها له....احاول اشرح له بهدوء من دون لا افضح نفسي اكثر.... لكن كلماتي فلتت مني .... بجنون ودموعي تجري ..قلت له..: ( مابا ارجع لصلاله......ولا راح اروح لخالتي .....بروح معك.....بسافر معكم.....) رجع باسل للوراء بصدمه ...شفته يدرس ملامحي بعدم تصديق... لكنه لما تأكد من جديتي..ومن جدية حديثي ونيتي بالسفر معهم..: رد باستياء من كلامي ! : ( ليش احنا رايحين ديزني لاند ........ترى احنا رايحين رحلة علاج....! راح تمتد لفتره طويله شهر شهرين من يعرف.......يمكن اكثر..!!.. واخوان بدريه مسافرين معنا......ويش موقعك انتي هناك...!!) واذا كانوا رايحين اخوان بدرية...عادي ويش فيها.....؟؟هم في حالهم وانا في حالي...! هذا مو عذر.. رديت بغضب...: ( انا زوجتك.......مو انت تقول لازم نرجع مع بعض لصلاله بما اننا مرتبطين......! خلاص حتى في السفر خلينا نسافر مع بعض.......) رد بصوت مقهور.....: ( ويش هالتفكير الطفولي.......! عليا ...وين عقلك.......ويش صاير لك انتي....! انا ما راح اكون فاضي لك .....وانا اباك تجلسي مع امي خلال هالفتره .....) باسل مو فاضي لي ...لكنه فاضي لبدريه.....مستعد يتم معها لشهور ..بس انا مجرد السفر ما يباني اسافر معه ....كل هذا يعني انه من الاساس يبحث عن اي فرصه حتى يرتاح مني ومن مسؤوليتي ....في حين انه يهتم بصدق عشان بدريه.... القهر والغضب استولوا على كل الاعصاب اللي كنت امتلكها ..... صرخت فيه بعصبيه ودموعي تجري من دون توقف: (ولا راح تكون فاضي لي بيوم.....تعرف ليش...؟؟لأني دخيله بحياتك..... لأنك من الأساس ما تباني..لكنك مضطر تجاملني لأنك تشفق علي... والحين ما صدقت تلقى فرصه مثل هذا السفر منشان تتخلص مني وترتاح من همي وترسلني عند جدتي...ولا عند خالتي...لأني اصلاً ما اهمك.....ولا ودك تشوفني جنبك....) دموعي صارت تنزل بغزاره من حقيقة هالكلام وصحته....و من نفسي ومن حالي اللي وصلت اليه بالتعلق في باسل ..... ومن بعدها ما قدرت اسيطر على انتحابي..... حاول باسل يقرب مني ....مد ايده ومسك يدي ....لكني ضربت ايده بعنف وبعدت يدي عن يده بقوه... وركضت باتجاه غرفتي استندت على الباب بعد ما قفلته.....وكملت بكائي ..وانتحابي ... من دون ادنى اكتراث بصوتي العالي..... مرت دقايق او ساعات ..ما كنت اعرف كم من الوقت مر وانا ابكي...دموعي تتساقط من كل شي وعلى كل شي..لحد ما حسيت ان مآقي الدمع جفت ..ما عاد فيها مزيد من دمع تسكبه.... لما هديت شوي ...وتنفست بعمق ..بديت اصحى وافكر ...تذكرت جدتي ومرضها..... جدتي ليش ما تسافر معهم وتسوي عملية قسطرة للشرايين... تأملي وقف ، لما تذكرت رفضها للعمليه بسبب عدم وجود عمي عبدالله ...... لكن لو هي تجي لمسقط بما ان عمي عبدالله موجود وباسل يكلم الإثنين و يحاول يلم الشمل من جديد.....يمكن تبا توافق....وترضى تسافر.. تفجرت في بالي هالفكره.....جدتي من الممكن انها تسافر....وبهالطريقة انا بروح معها.... وقتها باسل ما عنده اي ذريعه للرفض..... لازم اطلع واقول لباسل عن سفر جدتي للعلاج.....بوادر من امل وفرح تسللت الى قلبي... فتحت باب غرفتي وتوجهت للصاله...... لكـــن لمــا شفت عمي احمد جالس على الكنب......والسكون العام بالمكان يصرح بأنه المنطقة خالية تماماً إلا من عمي احمد....... حسيت خلاااااااص الأمور فلتت من يدي.........باســـل سافــر....... ما اهتم فيني وفي بكائي وحالتي ....ولا ودعني حتى........ شهقتي القويه .....والانتحاب اللي رجع من جديد بصورة اقوى من السابق خلى عمي احمد يقوم من الكنب بصدمة...وهو يسأل : ( بسم الله عليك عليا.......ويش فيك ويش صاير...) لكن وين اقدر ارد عليه...انا في عالم ثاني...الم ..قهر ...غيره..ضعف...هذا حالي... قلبي ينبض بألم ولوعه .....الشعور بالغربه ماليني... ليله كئيبة مرت علي ......تكررت فيها نفس مشاهد الألم اللي عشتها عند وفاة اهلي.... لكن اليوم انا كبرت.....ومشاعري كبرت.....وآلامي كبرت....وكلها موجهه لباسل... دموعي توقف للحظات ثم ترجع من جديد....كنت اتمنى لو باسل ذلحين يفتح الباب .. ما يهم ..حتى لو كان بدون استئذان.....او اسمع صوته الحاد يضج في الشقه... حتى لو كان معصب..متضايق....لكن وجوده يعني الكثير .... لكن صوت بكائي هو الصدى الوحيد اللي يكسر السكون الكئيب بالمكان..... عمي احمد عجز ياخذ مني جواب.... وبالأخير يأس .....بس صار يتردد على غرفتي بين الساعة والثانيه... وانا على حالي...كل ما اغمض عيوني تجيني صورة باسل.... وافتح عيوني بألم على واقع بعده عني...... .... ( ما راح تنزلي ...) سألني عمي احمد وهو ينزل من السياره ..قدام البيت اللي يضم عمي عبدالله وخالتي اسماء.. رديت بهدوء...: ( لا ..بنتظرك هنيه.......) كنت متأكده اني لو اروح لخالتي راح تتكرر اوجاعي من جديد... والألم اللي شايلتنه بصدري كافيني بهالساعه...! وصلني صوت عمي عبدالله الهادي : ( كيفك يا عليا...) جاوبته بهدوء...: ( الحمدلله......كيف حالك انت......) جاوب وهو ياخذ مكان عمي احمد عشان يسوق بداله في طريقنا للمطار... ( نحمد الله ...)....ثم اردف بهدوء..: ( اسماء تسلم عليك) متعمد ..............! يبا يألمني..ما يكفي الم ولده..........!! الدموع اللي ما فارقتني من امس كان من السهل انها ترجع من جديد... وصدري المتعب من الشهقات الحاره...صار له انين لكثرة بكائي...... نزلت بارتجاف من السيارة ... واتجهت للمقاعد الثانيه....وركب عمي احمد مكاني لما استقريت في المقعد...كانت ايديني فوق الغشوه...ودموعي تنزل بصمت.... لحد ما انّيت بألم........التفت عمي احمد بسرعه وقال: (لا حول ولا قوة الا بالله ....عليا ...... ويش فيك تبكي......؟ ما يكفي حالتك طوال ليلة البارحه....) ثم التفت لعمي عبدالله وسأله: ( عبدالله انت قلت لها شي) رد عليه ببرود...: ( ما قلت لها شيً يزعل...خالتها وراسله لها سلام..ومشتاقه لشوفتها...وهي الله يهديها قاطعتنها.......!) جاوبه عمي احمد بهدوء....: ( اترك عليا بسلامتها يا عبدالله.......) الزحام يضاعف الطريق الطويل من بوشر الى السيب..... والشوارع تسطر قصة غريبة بمشاعر متضاده ما بين ضيق و حنين وغضب وشوق من و إلى باسل.. كان من المفترض انه نرجع مع بعض...انا وباسل نرجع لصلاله...ومن بعدها يجي عمي عبدالله وخالتي اسماء...ونجتمع عند جدتي.....الأحلام اللي سهرت عليها خلال الأيام الماضيه بلمح البصر صارت رماد........والحين أنا راجعه لصلاله ..لوحدي من دون باسل... بمشاعر مهدوره ..وقلب كسير .....!. لما استقرينا بمقاعدنا في الطائره...كنت اتذكر اول رحله لصلاله ..... ليش جينا من طريق البر المتعب..بينما كان ممكن نختصر العشر ساعات في ساعة وثلث طيران ... لما سألت عمي احمد..وانا اتمنى الاقي معه جواب.. قال بهدوء (لأن خطوط الطيران كانت متوقفه في هذاك الأسبوع ..وباسل كان مستعجل عشان يرجع بأسرع وقت لبدريه....) ابعد وارجع لنفس النقطه.....باسل وبدريه....وين موقعي انا بينهم...! .... الشوق اللي بقلب جدتي يشبع الانسان حد الثماله...لكنه ما قدر يبري غياب باسل.... وكيف ابا انساه وجدتي تتنهد بإسمه في كل لحظه.....!! جلست بصحبة بنات عمي احمد ....تعشينا مع بعض..حاولت اسلي نفسي بالسوالف معاهن...لكني في الأخير كنت مرهقه..ومحتاجة للنوم....اعتذرت منهن وطلعت لغرفتي...بعد الحمام السااخن .....استنشقت بعمق ريحة بخور اللبان اللي كان مالي غرفتي....واللي كان بجد له تأثير مهدي للأعصاب... .... ارتحت للعودة لحضن جدتي الدافي......وللمساتها الحانيه من جديد.... في الصباح ...كنت متمدده في رجلها...وايدها تمسح على شعري بهدوء... سألتها بهدوء..: ( من اللي راح يتبرع لبدريه بكليه.....) وانا في قلبي ادعي انه ما يكون باسل.....! رغم ان عمليات التبرع ما تشكل اي خطر على المتبرع........لكن الخوف لا يزال ملازمنا ..!!. ردت ( امها....باسل يبا يتبرع لها ..لكن قالولهم ما يستوي ) قلت لها وانا احمد الله..: ( يعني فصيلة الدم ما متشابهه) قالت ( قتيت.....( يمكن ) ) جلست باعتدال ...وواجهت جدتي وقلت لها بجديه: ( جدتي ...انا قدني قابلت عمي عبدالله في مسقط) لما شفت الصدمه تعتلي ملامحها...خفت عليها ..قربت منها واخذت يدها بيدي وقلت لها : ( جدتي اهدي لا تنفعلي..عشان صحتك....ترى انا اعرف كل شي ...! باسل ...) ..! ثم اكملت بضعف....: ( باسل قال لي كل اللي صار..وما ابقى ( اخفى )عني شي) ثم اردفت :( اللي صار يا جدتي خطأ الكل شارك فيه ...مو خالتي وعمي عبدالله لحالهم.. ودام الأمور قديمه....قد مرت عليها سنين كثيره...ماله داعي نحييها من جديد... هلي ماتوا يا جدتي لأن ربي كاتب انهم يموتوا في هذاك اليوم..ولا احد قادر يغير من اللي الله كاتبه شي...) العالم يظلــــم ......لما تنزل دموع جدتي.......! جدتي قويه ..كذا ملامحها تقول...لكن الجانب الأمومي هو اللي قادر يضعفها...! كملت كلامي ( يا جدتي الأمور لازم تتعدل ...لابد ترجع لنصابها الصحيح عمي عبدالله يرجع لأرضه ولأمه واخوانه..) ارتفعت يدها الحره ومسحت دموع متساقطه من العيون الناريه... العيون اللي مع كل نظره لها تذكرني بعيون باسل....... اخذت نفس عميق....والغربة بمشاعري تزداد بكل لحظة بشعور قاهر كأني بعيده عن الوطن..والأمان...في غياب باسل... صحيت على سؤال جدتي بصوتها المتردد : ( وانتي يا عليا...راضية عنه...غفرتي له...) هديت اعصابي...ورديت بهدوء: ( قضاء وقدر يا جدتي...قضاء وقدر...والحمدلله على كل حال..) ثم اردفت بتردد: ( رجع لها يا جدتي...عمي عبدالله مع خالتي أسماء ..رجع لها...وهم في مسقط ذلحين...) جدتي اطرقت بصمت ..... رفعت عيوني لها...وفي قلبي امنيه.....ومشاعر شوق ووله لخالتي ....ما استطيع اني انكرها... عيوني مشتهية شوفتها كثير.....قلت لها : ( خليهم يزورونا يا جدتي...عمي عبدالله وخالتي اسماء ..ما ادري كم راح يظلوا في عمان ..اخاف انهم يسافروا يا جدتي قبل لا نشوفهم.....) ردت بهدوء : ( مو ذلحين يا عليا...ود ضووا ( رجعوا ) هل الأسفار ...نعين خير..) قلت باستنكار : ( وعمليتك يا جدتي...تبا تتعبي اكثر...ذلحين وشكلك تعبانه يا جدتي.. والدكتور هذيك المره حذرنا من تأخر العلاج....وبعدين باسل قال انهم راح يتأخر كثير.. كثيير يا جدتي...يمكن يظلوا لشهور...) قالت بكلام قطعي : ( انا ما اقطع شور ..ولا اسيّر امر...وباسل مو هنيه...) بمشاعر محبطة طلعت من الصاله ......انتهى حديث اليوم...لكن ما انتهت المحاولات.. راح ارجع افتح هالموضوع من جديد الى ان تتم الأمور لصالح صحة جدتي... ... |
رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
((الجـــزء الثـــامـــن عشـــــر )) هدوء عاصف ، ، ، يخيّم على الحديقة المتاخمة للغابة. . .! الفراشات تختال، ، ، كاختيال تلك المرأة <<< ذات الشال الأخضر...! وهي تذوب في الغابة. . . ! خيلاء المطر . . . وهدأة الغيوم، ، ، الفراشات بألوانها . . وبالخفّة التي لا تكسر غصناً . . .! كأنما جاءت إلى العالم . . . بما ينقصه من فرح ولطافة خيالٍ وطمأنينة. . ! " ولا شيء يكسر هذا الضجَر العريق" ( ســـيف الرحبـــي ) ثلاث شهور مرت إلى الآن ما استجد خلالها اي تغيير فعلي ، باستثناء التغيير الكبير اللي شهدته روحــي، عانقت عيوني خلال هذي الشهور ملامح الكثير باستثناء باسل اللي ما زال مختفي في غياهِب البعد. . . خالتي بعد مكالمه موجعه ومؤلمه استقبلتها منها ما قدرت إلا اني ابادلها نفس مشاعر الألم جرّاء البعد . . . .ونفس مشاعر الإشتياق، ندمها واضح، واعطيتها الفرصه لاستماع تبريراتها.. وان كانت واهيه وضعيفه بالنسبة لي. . . الا انها كانت محمله بأحاسيس صادقه . . استطاعت ان تلامس شغاف قلبي. . . لأني بصدق أدري أن تصرفاتها وان اسائتني إلا انها كانت بحسن نيه . . . رفعت جوالي في انتظار اتصال من البنات حتى اطلع لهم . . تأكدت من الساعه كانت الخامسه إلا ربع . . . هذا ميعاد وصولهم. . . نهضت لما رن جوالي ..مريت على جدتي ودعتها وطلعــت. . . ( السلام عليكم ) قلتها وانا اجلس جنب مزون.. عمي احمد وبناته ردوا السلام... ..الا مزون المتذمره كالعاده..! قالت بضيق: ( كم مره قايله لك لما بتشوفيني راكبه جنب الدريشه لفي واركبي من الجهة الثانيه )! قلت لها بضحكه : ( ذلحين انا متعنيه وجايه اركب جنبك وبالأخير هذي جزاتي )! قالت بقهر : ( ايه ايه كثري من هالكلام ..الا قولي ابا اضايقك ..مدري ليش الكل متقصدني بالذات.. في بيتنا امي وعيالها مجنني...وهنيه بنات عمي احمد والحين انتي انضميتي لهن.. ويش هالحياه ... متى الواحد يرتاح مع ناس يحبهم ويحبوه ..ولا يضايقوه.....) ردت عليها هنادي بصوت منخفض: ( مزون حبيبتي لا تحلمي واجد، كلنا ندري انه بعد هالمعّلقه تبينا ندعي أن الله يقرب عرسك انتي وعزام .....لكن ابشرك محدً بداعي لك هالدعوه خلي عزام المسكين يتهنا حياته قبل لا يبتلش فيك) لما سمعت صرخة هنادي....نأيت بنفسي جنب الباب منشان لا توصلني قرصة مزون الفتاكه..! سارة اللي كانت جالسة قدام جنب ابوها التفتت بسرعه وبفضول قالت : ( ويش عندكن..ويش صاير اليوم بعد ....) تحنحن مزون الحاد وصل رسالة مفادها الصمت للجميع....وبالفعل التزمنا الصمت حتى لا نحرجها قدام عمي احمد....! لما طال الصمت ....ومحد منا رد على ساره... صاحت بقهر : ( هيييييييي ويش هالتطنيش .........!! انا أكلمكن ترى......) ولا رد.......! بعد لحظات رفعت يديها بضيق وجات تبا تتكلم / قاطعها عمي احمد : ( اقول سويره اسكتي واحفظي اللي باقي من ماي وجهك....) المركز الإسلامي اعاد الكثير من التوازن لروحي...حفظ القرآن شيء ما عمري فكرت فيه.. ما احفظه بالسابق كان قليل جداً ، لكن خلال هالشهور حفظت اكثر من عشرة اجزاء وما زلت مستمره بالحفظ.... بالإضافه الى انه كثير من الدروس الفقهية والمعاملات الشرعية المهمه في حياة كل مسلم كنت اجهلها، والآن بفضل من الله .. صارت واضحة لي اكثر. . . هذا عزائي لنفسي انه وقتي ما ضاع ابداً..احسنت استغلاله بأمور مهمه تنفعني دنيا ودين. . من لما عرضت علي عمتي هاجر فكرة الذهاب للمركز الإسلامي النسائي بصحبة البنات.. حسيتها فكرة مناسبه ..للإستفاده من الوقت الفائض معي خلال هذي الشهور المؤقته.. بعد ما رجعت المساء انتبهت انه جدتي كانت تكلم احد بالجوال، وكعادتي في الآونه الأخيره لما اسمع رنين جوالها اتسحب بخفه ومن ثم اشق طريقي للهروب........! اتصنع الحجج ....اشغل نفسي ، حتى ما اكلم باسل...حتى اتصالاته في جوالي ما ارد عليها بتاتاً.. على الرغم من مشاعري الخاينة لي...الا اني ما زلت ممتلكه لتصرفاتي يكفي جنوني خلال الشهور الماضيه. . . ( تعالي يا عليا ) وصلني صوت جدتي الآمر ..! المسافه قريبة.....واعذاري انتهت.....وجدتي احس انها مترصده لي هالمره ...! كيف ابا اتصرف.....ياااارب.....! مدت لي الجوال من قبل حتى لا اقترب منها ..! وقالت بأمر: ( كلمي باسل ، كل نهار يسأل عنك..!) اقتربت منها . . . وبــإيــد مرتجفه اخذت الجوال....وثبته على اذني ...وحبست انفاسي ..! ( علــيـا....) لما وصلني صوته اضطرب نفسي ، شوق ، توتر من صوته ، ضيق من غيابه وبعده ....! ( علــيـا....) ما قـــدرت ارد. . . . لما طال الوقت وما حصل جواب. . . قال من جديد: ( عليــا انتي معي....؟؟! ) لو ان جدتي مو موجوده كنت راح انهي الاتصال بأسرع فرصه، ما كنت ابداً راح اواصل معه لأن الضعف مهاجمني....ومشاعري تحركت نحوه بشكل خارج عن سيطرتي لمجرد سماعي لصوته. . . لما طال صمتي ، وعيت على لمسة جدتي ليدي ...لما وجهت نظري لها شفت ملامح الاستغراب على وجهها بسبب صمتي الطائل .......!! اخذت نفس عميق ورديت بتوتر : ( هــلا ) رد بقوة وبنفس واحد : ( هــلا والله ، حيــاك....كيف حالــك ..) جاوبته : ( الحمدلله طيبه....)ثم اردفت بتردد: ( كيف حالكم....واخبار بدريه....كيف صحتها ) رد : ( الحمدلله العملية تمت بنجاح...وكلنا بخير...انتي وينك ..؟ ليش ما تردي على اتصالاتي بجوالك ..) ماتت الأعذار...!! ويش اقول له ذلحين.....؟! انا متأكده انه يعرف اني عن تعمد اطنش اتصالاته ، واهرب من الحديث معه،،فليش السؤال..؟! لما طال صمتي قال : ( عموماً....مبروك على الأجزاء اللي حفظتيها من القرآن الله ينفعك بها دنيا وآخره..... اخبارك مع المركز ....مواصله الدوام .....رحتي اليوم.......) انصدمت...متااابع لكل اخباااري..امر ما كان بالحسبان، ما توقعت انه ممكن يكون مهتم ابداً وحتى لو صار وعرف عن المركز بالصدفه من جدتي امر ممكن ، لكن حتى حفظي يعرف عنه ..! هل هذا يعني ان باسل مهتم ....؟؟ لا ...لا يمكن ....لو انه مهتم ما كان راح يتركني خلال الشهور اللي مضت. . . لكنه كذا طبعه دايم يحب يتصنع. . ... سألته وانا مقهوره : ( ويش درّاك عن المركز...وعن الأجزاء اللي حفظتها .......؟) رد ببرود : ( بالله هذا سؤال يا عليا ....؟؟ كيف ويش دراني ...وانا اللي مكلم عمتي هاجر تعرض عليك فكرة الذهاب للمركز مع البنات..؟!) اختنقت من الضيق والقهر والغضب ..حتى وهو بعيد متحكم بحياتي....طيب ليش....؟ ليش يسوي كذا معايه....لوين يبا يوصل...ليش يمثل انه مهتم..وهو في الحقيقه غير كذا بتاتاً.... رجعت انظاري لجدتي اللي اتخذت لها مجلس بعيد عني.... رجعت اسأله من بين اسناني بقهر : ( ليش تسوي كذا يا باسل...ويش الهدف من انك تمثل الاهتمام...ويش تبا مني..ليش ما تتركني بحالي.......) متأكده ان الصدمة هي السبب في صمت باسل اللي استمر لثواني... ومن بعدها وصلتني تنهيدته المثقله ثم اجاب: ( آخ يا عليـا..احنا تو ما تعدينا هالمرحله....؟؟! وانا اللي اقول انك راح ترجعي لعقلك خلال هالفتره ..) ثم اردف بصوت مختلف يحمل قليل من الجديه : (انتي حرمتي يا عليا...كيف ما تبيني اهتم فيك....) ما زال يردد هالكلام ، وما زالت تصرفاته من واقع شعوره بالمسؤوليه فقط..! جاوبته بقهر : ( انت زوج بدريه وبس....انا قايله لك هالوضع ما يناسبني ولا راح يناسبني ابداً) طنش كلامي...! وقال : ( ذلحين خلينا فالأهم ...خبريني .. ما اشتقتي لي.....؟) ثم اردف بخبث: ( ليش كنتي تصيحي طوال ليلة سفري ..حتى النوم ما نمتي هذيك الليله ...ما ودك تفارقيني يا عليا....ترى هذي كلها دلائل في عرف الأزواج تعتبر ايجابيه كثير.....هيا خبريني...؟؟) شهقت بغضب وقهر من حديثه . . . أي كلام ذلحين راح اقوله مستحيل يكون له أي قيمه بعد اللي قاله....ولأني من الأساس ما أقدر أكذب هالجزئية ..... لكن اللي جد يقهر هو معرفته بموضوع بكائي الغبي هذيك الليله....! الله يهديك يا عمي احمد ليش تقول له....ليش تشمته فيني...! حتى انهي هالموضوع بأكمله...وأقفل على هالسيرة اللي مو من صالحي المواصله فيها .... بديت اكلمه عن جدتي ....وحالتها الصحيه اللي مو عاجبتني .... بعد ما سمع كلامي رد بضيق : ( وانتي تظنيني يا عليا ما قد كلمتها انا عشان تعمل العملية .....او حتى اعمامي وعمتي ما كلموها....بس هي الله يهديها معانده..) قلت له : ( هي رافضة لأنك انته بعيد.......تقول ما تبي اي شي يصير بغيابك...!) قال بتردد: ( هي رافضة عملها وابويه ما موجود.......) انتبهت اننا نتكلم عن نقطتين مختلفتين.....باسل ما يدري ان جدتي راضية بالصلح مع عمي عبدالله ....لكنها تنتظر عودته ...!! جاوبته باختصار: ( هالقضية سبق وتناقشنا انا وجدتي عنها......وهي موافقة على رجوع عمي عبدالله.. لكنها ما تبا اي شي يتم وانت بعيد........) لحظات صمت ..بعدها سأل باسل : ( انتي كلمتيها يا عليا...وانتي عادي معك موافقه وراضيه عنه ) رديت باختصار : ( اكيد . . . ماشي سبب يمنعني من الموافقه على موضوع مثل كذا وفي صالح جدتي ، ومن الأساس عمي عبدالله ما يستاهل كل هالنبذ) قال بهدوء وبصوت فيه فخر : ( أنا أشهد أنك أصغرنا ، لكنك أعقل مننا كلنا يا عليا.. ) حسيت بالدم يصعد لوجهي من مجاملته اللطيفه...ثم عاد تفكيري لموضوع جدتي ليش باسل مو راضي يرجع مثل عمي محمد وعياله اللي دايم يروحوا ويرجعوا على الأقل يرجع خلال هالأسبوع منشان خاطر جدتي....ولا مو راضي يترك بدريه..! قلت له : ( دام عمي محمد وعياله يروحوا ويرجعوا من امريكا بالتناوب خلال هالشهور.. ارجع انت بعد... وانهي هالموضوع.....منشان تتسهل الأمور..وترضى جدتي تتعالج. ...) ثم اردفت بقهر : ( ولا ما تبا ترجع عاجبتنك امريكا واهلها....وما هامتنك صحة جدتي وما تجي على بالك ....؟؟!.) قال بحده ولأول مره اسمعها من شهووور: ( لا حول ولا قوة الا بالله...انتي لازم تعصبي بالإنسان...لازم ترفعيلي ضغطي..) رديت عليه بلا مبالاه : ( شوف ترى محد غيرك حاليا.. مأخر عملية جدتي ....فالأحسن انك تجي منشان خاطرها) وصلتني صوت ضحكته الخفيف ثم قال برواق: ( متأكده انه عشان خاطر امي..! اخاف انك تكوني انتي اللي مشتاقه وحاطه صحة امي كعذر...هااه يا عليا.....) في هاللحظه سرى الشك في قلبي....! معقوله ان كلام باسل صحيح... لا لا مستحيل.....بس هو كذا متعمد يبا يوهمني...... لكن هو صادق في الحقيقه انا مشتاقه له واجد....! بعد حالة المد والجزر اللي صنعها باسل في مشاعري حسيت بعدم القدره لمواصلة هالمكالمه من دون تفكير فصلت الاتصال.....ورحت لجدتي واعطيتها الجوال.....! قالت باستغراب : ( باسل قده راح ) قلت لها وانا طالعه : ( ايوه خلاص انتهت المكالمه...!) ...... |
رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
(( الجــــزء التــــاســع عــــشــــر )) شمس الحلا عقدً فريد زيّن سحايب من مطر لين الثرى منها ارتوى والأرض روضة من زهر وتبسمت من ثغرهــــا بانت عناقيد الـــدرر ارض الجمال غرد لها بلبل على غصن الشجر ( صلالــه أرض اللـــبان / وطنيــــة ) صلاله بدأت تخلع ثوب الحداد القاتم في طريقها لاستبداله بثوب الجمال والفتنه الخلابه ... بدأت الأرض والجبال والأشجار تفتح اكفها بفرح لاستقبال نزف السحاب النقي حتى تصبح عروس الخريف آيه تحبس الأنفاس لروعتــها......! الاستمتاع بمنظر تساقط الأمطار الموسمية اصبح من هواياتي المفضلة ، لكسر الملل اللي اصابني من بعد ما انتهت فترة الدوام الرسمية بالمركز ومن جهه أخرى للانتعاش في ظل الأجواء البارده من بعد ما انتهت موجة الأجواء الحاره والكاتمه خلال الشهر الماضي .... ارتشفت من كوب الككاو الساخن اللي بيدي حتى يبدد برودة الجو اللي بدت تسري بجسدي رجعت استند على المقعد اللي بالبلكونه....حتى ارجع لــفكري اللي ســارح لبعــــيد , ببعد المحيطات اللي تفصل قلبي عن روحي.... بــاسل ...! لو أن جدتي ما حلفت عليه من أجل محاولة ايجاد علاج لحمل بدريه , لو ان مشاعر الشفقة اللي بقلبها لباسل وبدريه ، طالتها وطالتني ....كان باسل واصل من امد طويل ....! ليش كذا يا جدتي..!!! والأسوء من كذا ليش باسل يرضخ لها , التحجج بعلاج حمل بدريه سبب تافه بنظري ....!! كان من الممكن انه يتأجل لأنه صحة جدتي اهم ، ولكن تصرفهم يحوي الكثير من الأنانية....! ارتشفت آخر قطرة من كوب الككاو اللي برودته دليل على مضي الوقت من دون لا احس فيه..... القيت نظرة وداع على الحديقة المتلألأة بفضل حبات المطر ، العمل في الحديقة والمزرعه اول ما يطلع العامل ، اصبح جزء لا يتجزء من حياتي اليوميه ، ومن اهم اسباب كسر وحدتي ، والاستمتاع بوقتي . . . استنشقت رائحة الأشجار والزهور العذبة والتربة العطره....اللي ظاهره بسبب اثارة قطرات المطر لها.... ومن بعدها دخلت البيت .......وقفلت الأبواب.....واتجهت للمطبخ......... البيت كان ساكن كالعاده........هادئ بشكل يبعث على الملل, جدتي والعاملات الكل ناايم على الرغم من ان الساعة ما بعد تعدت التاسعه.....! حطيت الكوب على طاولة المطبخ...واتجهت للباب الخلفي اللي بالمطبخ عشان اقفله دفعته بالخفيف....وقبل لا اقفله...حسيت بالباب يندفع باتجاهي......! ارجعت السبب للأمطار اللي احياناً تكون مصحوبة برياح ، رجعت ادفعه بقوه... لكني من جديد لاحظت انه يرجع لجهتي .....!!! بمشاعر من خوف متسلل لقلبي بديت ادفعه بقوه......وفجأة سمعت صوت انسان بالخارج .. من دون تركيز الخوف دفعني لاستخدام كل قوتي لضغط الباب بقوة ، ومن ثم محاولة قفله... وصلتني صرخة قويه........ومن بعدها انفتح الباب بأكمله.....! عقلي بدأ يشتغل بدون تركيز ، لكن اهم ما جاء في بالي هو اني اطلع من المطبخ بأسرع فرصة ممكنه .....برجلين مرتجفة التفيت حتى اطلع من المطبخ ...واصعد الدرج لغرفتي ... لكن قبل لا استدير جذبتني ايد قويه ...تلقائيا رفعت ايدي الثانية اغطي بها وجهي حتى لا اواجه الموقف.......وصرخت بأقوى صوت ( حــرااااااااامي )! رغم اني فاقده اي امل ان احد يسمع صرختي....لكن تلقائية الموقف اللي ينشأها الخوف أمر لا يمكن السيطره عليه ....! ( حسبي الله على ابليسك يا عبدالله ....روعتها)..! هذا الكلام اللي وصلني بصوت أنثوي مألوف عنـــدي... ..... لحظه ......لحظه ......هذا مو صوت خالتي..؟؟!!! فتحت عيني باستكشاف ونبضات قلبي ما بعد هدت...ما زالت عاليه...! عمي عبدالله قابض ايدي ونظره متركز على ايده الثانية...... نزلت عيوني بفضول للمنظر اللي قاعد يشوفه.....!!!! اصابع يده كانت محمره بقـــوه......هذا سر الصرخه اللي سمعتها لما صكيت الباب بقوه..! بلا شعور ضحكت بخفه....!رغم الدموع اللي سقطت من عيوني لا شعورياً من خوفي السابق ...! رجعت ادقق في اشكال عمي وخالتي ملابسهم مبتله و حالتهم حاله.........!!!!!! كان من الصعب اني اخفي ابتسامتي...اللي لاحظها عمي عبدالله وعلّق عليها : ( تبتسمي ذلحين هااه...عقب ما عورتي اصابعي...) درست ملامحهم بخفه ..الارهاق والتعب بادي على محياهم , خليط من توتر وشجن يتجاذب الاثنين ...وصلوا لهنيه وهم مو عارفين الأمور كيف راح تتم , وكيف تبا تنحل.... من الصعب ان تكون ردة فعلي سلبية لرؤيتهم , لأنها مو كذا باطنياً ولا ابيها تصير كذا ظاهرياً....بالعكس انا سعيده جداً بعودتهم ....وكلي أمل ان الأمور راح تتيسر كثير.. ومن المفترض ان تبدأ من جهتي .... حتى اكسر الحواجز اللي انبنت خلال الفتره الماضية ...كان من الأفضل اني اكون بطبيعتي .... رديت بضحكه على كلامه السابق : ( ويش اسوي...حسبتكم حراميه...متسللين بالليل..ولا بعد من الباب الخلفي..وخالتي ما اتصلت تبلغني انكم جايين......) مع انهائي لآخر كلامي وعيت على يدين عمي عبدالله وهي تجذبني بقوة للارتماء بصدره في عنــاق ابـــوي دافـــئ.....صامـــت....مفاجئ لدرجة انه الجمني الصمت....! بعد لحظات ابعدني عنه وقبل اعلى جبيني وقال بهدوء : ( هذا اللي كنت ابا اسويه من لما شفتك يا عليا...مشتاق لك يا بنت سلطان ... وانتي صغيرة ما كنتي تفارقي هالحضن , ما كنت اقدر اطلع من عندكم .. الا وانتي نايمه ....عشان لا تبكي.....) عناق مفاجئ, ذكريات مباغته صدمتني....ما كنت متوقعه اسمعها من عمي عبدالله لأنه ذكرياتي عنه في السابق كانت قليله جداً ، اما تصوراتي الحالية فهي مختلفه عن حديثه وموقفه الحالي.... لذلك انعقد لساني .......ما لقيت الكلام المناسب منشان ارد عليه...! لمســه متــردده في ذارعي صحتني من سرحاني...التفت لأواجه خالتي اللي كانت اكيد متأثره من صدودي لها بآخر لقاء لنا..... لكني كسرت كل مخاوفها....بارتمائي فاحضانها....تماماً مثل ما كنت اسوي زمان.... رغم ان أغلب الأقوال تأكد ان رائحة الأم تظل مميزة بالنسبة لأبناءها..لكن خالتي كذلك كانت وما زالت مميزة بالنسبة لي حنانها الأمومي...رائحتها ..لمساتها صدق من قال أن الخاله والده مرتين..! ........ بعدت عن خالتي وانا اجفف عيوني ...قلت لهم على وجه السرعه : ( بروح اصحي العاملات يجهزن لكم العشا..) قال عمي عبدالله : ( ما نبا عشا ...بس نبا نرتاح وننام ..شوفي لنا جناح او غرفة ...) ثم اردف باستفسار : ( يدتك راجده ...؟؟) جاوبته : ( ايوه راجده..تبو تحت ولا فوق......) قال قبل لا يطلع..: (المكان المناسب ...انا اول مره اجي هنا ...بطلع اجيب الشنط.... اسماء روحي مع عليا وانا بنزل الشنط......) كان امر محزن سماع عمي عبدالله يقول انه ما قدر زار البيت ولا يعرف تفاصيله ....اكيد ان البيت من انبنى صارله سنين...وطوال هالسنين هو مو زايره.... في الجناح الواسع .....المقابل لغرفتي بالطابق الثاني..ساعدت خالتي على اخراج أغطية السرير من الأدراج...... بعدها نزلت حتى ادل عمي عبدالله للجناح..... وتركتهم متمنيه لهم ليله سعيده...... .... في الأجواء الماطره يصبح النوم كالغيبويه .....! لذلك دائماً ما اصحى متأخره هالأيام...تأكدت من الساعه بكسل وحصلتها قريبة من الثامنه والنصف.. وقتها تذكرت وجود عمي وخالتي...... وجدتي !!!!! قفزت بسرعه .......جدتي ويش موقفها.....لاااااا لا يكون ضيعت على نفسي فرصة لقائهم ....! حمام ساخن ضروري للنشاط في هذي الأجواء ....تجهزت بسرعه وصليت صلاة الضحى اللي ما صرت اتركها بعد ما عرفت في المركز انها سنة مؤكدة..... نزلت للمطبخ و اخذت كوب القهوه من المطبخ.....واتجهت لصالة جدتي.... وقفت قدام مدخل الصاله بصـــــدمة . . . .! صحيح اني كنت متوقعه ومتأمله أن الأمور تتم بخير ، لكن ما توقعت بهالسرعه ولا توقعت اصبح على هالمنظر........ وقفت مستنده على الباب وبإيدي كوب القهوه .. وابتسامه عريضه في وجهي....! خالتي رفعت عيونها لي......وابتسمت بهدوء.... عمي عبدالله نايم في حجر جدتي...وايد جدتي تمسد شعره......! قلت وانا بمكاني :( صباح الخير ) ردو جميعهم.... ثم اضفت: ( جدتي هذا مو مكاني .....؟؟؟! انا وين اجلس اليوم ..)! رفع عمي عبدالله ايده عن وجهه وقال : ( كل هالكنب مو كافنّك ، ولا اقولك روحي لخالتك اللي ما تمر علينا ساعه من دون ما تطريك ) قالت خالتي باستياء! : ( عليا تجلس فهالكنب، لا يكون تشوفني عجزت وتبيني امدد ركبي يا عبدالله) رد عليها عمي عبدالله : ( ويش قصدك يا اسماء ، يعني الوالده عجوز برأيك ) كتمت ضحكتي وانا اشوف خالتي منحرجه من جدتي / قالت بتوتر : ( لااا مو قصدي كذاك ، لكـــن.....) قبل لا تكمل قال لها عمي : ( وبعدين اذكر انك منيمتني بحجرك قبل كم يوم, ولا حق ناس وناس لا ) ما قدرت اخفي ضحكتي لما شفت الاحمرار مالي وجه خالتي، ضحكت وعمي عبدالله شاركني الضحك لما اعتدل وشاف انحراجها .. اما جدتي ابتسمت بهدوء ثم حركت رأسها بيأس وقالت : ( ما تغيرت يا عبدالله ، انت واحمد ماشي امل تعقلوا ...) ملامح الراحه والبشاشه تضيئ وجه جدتي اليوم ، وكأنها امتلكت شيء عظيم جراء رؤيتها لابنها ..... رضاها وفرحها..ينشر السعاده بالأجواء للجميع.... لما توقفت الأمطار اخذت خالتي في جولة للمزرعه ولحديقتي ...في اجواء لطيفة من الرذاذ المستمر.... سألتها لما وقفنا جنب الورود : ( هاااه ويش رأيك فيها ...عجبتك...؟؟؟؟) قالت بابتسامه : ( روووعه ، خياليه ، افضل من حديقتنا باستراليا ، وبالضبط مثل ما وصفها باسل ) .!!!!!!!!! ابتسامتي انمحت ...سألتها باستغراب : ( باسل ..ويــن ...قصدي متى قال لك عنها ) ردت : ( باسل لما رجع من امريكا مر البيت معنا ، وجينا مع بعض لصلاله ) باسل رجع ......دقات قلبي صارت في سباق .... رجعت أسأل خالتي : ( وبدريه وينها....رجعت ..؟) قالت وهي مشغوله بتفحص الورود : ( ابوخالد وعائلته وصلوا برحله سابقة لصلاله ) حاولت اهدي نفسي...وبصوت حاولت انه يكون طبيعي قلت لها : ( طيب باسل وينه ..هو بارحه ما راجع معاكم ...) رفعت عيونها لي بتفحص ، لكني وزعت نظراتي للمكان من حولي / ثم قالت : ( بوخالد اتصل فيه حتى يتأكد من ادوية بنتهم وينظم مواعيدها ) ثم اردفت : ( باسل كان موجود هذا الصباح ، لكنه رجع لبيت عمه مدري معاهم عزيمه رجال او شي مثل كذا..) مو مشتاق لي ...حتى ما قال صحوها عشان اسلم عليها ....يمكن ناسي وجودي..ولا متناسيه...! ليش انا ما اتعلم من جموده ، وبروده نحوي ...واصير مثله...؟؟ ( باسل سأل عنك ، وصعد فوق ، بس حصلك نايمه ، يمكن ما حب يصحيك من نومك ) هذا كلام خالتي....يمكن انها حست فيني ، وتحاول تهديني ......او يمكن انها صادقه... لانهاء الموضوع اللي ضيق لي صدري ....رفعت السله اللي بيدي..وقلت لخالتي : ( بروح المطبخ بغسل الفواكه وبجهزها وانتي اسبقيني الصاله ..وبنتقهوى مع جدتي وعمي عبدالله) دخلت المطبخ من الباب الخلفي...غسلت الفواكه وسحبت الصحن من الدرج العلوي لكن سرعان ما صار الصحن حطام وانا اسمع من احدى العاملات أسوء جمله تسلب مننا فرحة هاليوم... ....... |
الساعة الآن 03:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية