![]() |
-وبعد ذلك ..... دون ان تسمح للمحقق باتمام سؤاله قاطعته قائلة : لم اقرر بعد . وابتسمت له ببرودة0 فتساءل روب ماذا فعل حتى اغضبها ، وفهم غضبها من انها لم توجه له اى كلام حاد0 -ستانلى يشعر بالحر ، ساعيده الى القفص . وابتعدت بخطى سريعة ، دون ان تهتم لحيرة المصور 0 -بالتاكيد ... بالتاكيد . تلعثم بوب ، لكنها كانت قد ابتعدت ولم تسمعه ، وظل يتامل الفتاة والاسد وهما يتمختران بمشيتهما ، وكانا متشابهين فى رشاقتهما ويؤلفان تناغما منسجما مع الطبيعة المحيطة بهما ، وفكر بالصور التى التقطها لهما منذ لحظات ، وفجاة وكانه يخرج من حلم ، تناول كاميرته والتقط لهما صورة اخيرة كان متاكدا انها ستكون اجمل من السابقات ، وكانت المروضة والاسد يسيران باتجاة نور شمس المغيب ، جنبا الى جنب ، وكأن صلة غريبة تربط بينهما ، هذه الصورة الاخيرة بدا روب يتخيلها على غلاف المجلة الكبيرة التى يعمل فى مكاتبها 0 *** وضع ستف فيتزجيرالد الة الحلاقة جانبا وخرج من الحمام المجاور لمكتبه 0 منتديات ليلاس -جانى ، لا اريد ان يزعجنى احد ، هذا المساء ولا لاى سبب من الاسباب . قال لسكرتيرته عبر جهاز الانترفون ، ثم اقفل السماعة ، وتنهد قبل ان يعود لاتمام الحلاقة ، نظر الى المرآة فعكست له صورة رجل متعب مرهق ، وبعد ان حلق غسل وجهه ونشفه بالمنشفة التى على كتفه ، وعدل حرارة المياه ، وكان خياله يعيد عليه نفس الاحداث ، عودته السريعة من بورتوريكو ، الوضع الصعب الذى تركه هناك ، انه بحاجة لايجاد حل سريع 0 حمل لوح الصابون وفرك ذراعيه وصدره ، فساعده الماء الساخن على الاسترخاء قليلا ، ووقف طويلا تحت الدوش ، ثم اقفل حنفية المياة الساخنة وبقى لحظات تحت الماء البارد ، ليكتسب بعض الطاقة لمواجهة الليلة الفظيعة التى تنتظره 0 ازعجه رنين الهاتف المفاجئ ، فاكال الشتائم وقفز من البانيو ولف خصره بمنشفة كبيرة واتجه نحو الهاتف 0 -ستيف ، مايكل يطلبك واعتقد انك ترغب فى ان تكلمه بنفسك 0 -انت محقة جانى ، حوليه لى 0 |
كان جسده لا يزال مبللا وهو يجلس على الكنبة الكبيرة الجلدية امام مكتبه ، وفتح علبة السجائر 0 -ستيف ؟ ساله مايكل صديقه القديم 0 -كيف علمت باننى عدت الى لوس انجلوس ؟ -انا اعرف كل شئ ! اجابه مايكل ممازحا . للحقيقة حاولت الاتصال بك فى بورتوريكو ، فاخبرتنى هيلين بقصتك المحزنة 0 عقد ستيف حاجبيه ، قلما تهمه هيلين فى هذه اللحظة ! فاشعل السيجارة وسحب منها نفسا عميقا 0 -اذا ليس لدى ما اخبرك به .واغمض عينيه وكان يشعر ببداية صداع قوى 0 -ماذا ستفعل ؟ ساله مايكل 0 -سابحث عن مروض اخر . اجابه وهو يتنهد 0 -اتعرف احدا ؟ منتديات ليلاس -لا لا احد ، ولكن هذه المرة سابحث بنفسى ، وساجد مروضا جيدا ، قادرا على الحصول على ما نرغبه من الحيوانات 0 -كم تاخرت ؟ -ثلاثة اسابيع . وسحب نفسا جديدا من سيجارته ، ثم اطفاها فى المنفضة بحركة عصبية 0 -على الاقل احسنت بقرارك ، فالافضل طرد المروض فور معرفتك بعدم كفائته 0 -نعم ... اسمع مايكل ، ساتركك الان ، يجب ان ابحث عن بديل له الوقت يمر بسرعة0 -انا اتصل بك من اجل ذلك ، فور معرفتى بطبيعة مشكلاتك ، اجريت اتصالات 0 -ماذا ؟ ساله ستيف بفارغ الصبر 0 -اتذكر جاك ويستون وجون كولنز ؟ فكر ستيف قليلا 0 |
-نعم ... الم يقتل نمر كولنز ؟ -هذا صحيح ، ولكن ويستون لا يزال يهتم بالحيوانات المتوحشة فى بالم سبرينغ ، وهو يستخدم عددا من المروضين الذين يعتبرون الافضل فى العالم ، لماذا لا تتصل به ؟ انت لن تخسر شيئا ! -انت تنقذ حياتى مايكل ! صرخ ستيف وهو يسجل الملاحظات على ورقة امامه " كان ويستون يعمل للسينما فى شبابه ، بامكانه ان يؤمن لى واحدا ، انا متاكد ، اذا اضطر الامر ، سادفع له بسخاء لكى ياتى بنفسه " 0 قهقهة مايكل ضاحكا 0 -دورك الان ستيف ، وفى حال احتجت الى ، اتصل بى غدا صباحا فى مكتبى حظا موفقا ! -شكرا مايكل . واقفل ستيف السماعة وظل لحظات يتامل الهاتف دون حراك ، وكانت كل ملامحة تدل على التصميم والحزم ، واشعل سيجارة اخرى ورفع السماعة من جديد 0 *** -هل تاخرت جاك ؟ سالته سام عندما فتح الباب 0 منتديات ليلاس -لا يا عزيزتى . طمانها بلهجة محبة ، ودس يده تحت ذراع الفتاة التى دخلت ودعاها الى المنزل الذى يشبه فى هندسية منازل المزارع الكبيرة ، دخلت سام الصالون وشعرت فيه بالراحة 0 -ماذا اقدم لك ؟ سالها جاك 0 -الديك بيرة ؟ -طبعا 0 واتجه نحو البار الذى يشغل زاوية فى الغرفة والذى يفتخر جاك به كثيرا ، وكان قد اشتراه من معرض للاثريات فى نيفادا وكان الصندوق الخشبى القديم قد تحول الان الى ثلاجة صغيرة 0 -انا مسرور منك كثيرا ، سامنتا لقد كنت رائعة اليوم . اكد لها جاك وهو يقدم لها البيرة 0 |
كان جاك يحب سام ويقلق عليها دائما ، ويتصرف معها كوالدها ، ويقوم بدور الرجل الذى يفتقده كثيرا ، فجلس على الكنبة قربها واقترح عليها 0 -ستتناولين العشاء معنا هذا المساء 0 -لست جائعة . اجابته بسرعة 0 فانقبض قلب جاك ، وكان من عادة سام ان تخبره بكل همومها ومشاكلها ، ولكنها اليوم منكفئة على ذاتها ولا تبدو راغبة فى الكلام ، كانت تفكر بالمحقق الصحفى ، وبالاهتمام الذى لاحظته على وجهه بعد الظهر ، طبعا كانت هى تعرف كيف تحد من اندفاع الرجال نحوها وتعرف كيف تظهر برودتها ، ولكن فى اعماق نفسها كانت تشعر بالارتباك ، كانت تتخيل ان هذه الفترة مهمة جدا فى حياتها ، انها خطوة نحو الامام لقد كانت مخطئة ، فظلا الماضى المرعب لا يزال يرمى نفسه عليها 0 -هيا سام ، ابقى لقد اعدت ماريا طبقك المفضل 0 -حسنا ، ساتذوقه . اجابته وهى تطرد افكارها المحزنة بجهد كبير 0 نهض جاك وتناول كاسها الفارغ ودعاها الى المطبخ ، وكان فى المطبخ الكبير طاولة خشبية كبيرة تحيط بها كراسى جميلة جدا ، وفيه مدفاة يعلوها صور لسام مع بعض الحيوانات المفترسة 0 -اجلسى يا عزيزتى . واشار الى كرسى بجانب كرسيه ، ثن نادى على زوجته 0 ابتسمت سام للامرأة المكسيكية التى انضمت اليهما ، كانت ترى الام التى حرمت منها ، وكانت ماريا تحيطها بحنان كبير منذ طفولتها ، ولقد ساعدتها فى تخطى المرحلة الصعبة التى تمر بها كل المراهقات ، وعلمتها الخياطة وفن الطبخ والاعتناء بالحديقة 0 وكانت ماريا الان تدير لهما ظهرها ، وتضع اللمسات الاخيرة على الطبق الايطالى الذى تفوح منه رائحة تملا الغرقة ، تناول الثلاثة طعامهم بصمت ، وكان جاك يراقب سام بقلق 0 -انت رائعة هذا المساء ، هل سترجين مع مات ؟ سالها جاك اخيرا 0 منتديات ليلاس ابتسمت سام ، وكانت تعلم ان جاك لا يحب ماتيوس ، وهذا واضح فى طريقته فى لفظ اسمه ، وهزت راسها 0 -لا ، كنت ارغب فقط فى ان اكون انيقة قليلا 0 |
وكانت ترتدى بنطلونا ازرقا غامقا انيقا فى قصته ، وقميصا احمر مقلم بالازرق تنتعل بوطا ابيض يشبه بوط الكوبوى ، كانت قد اهتمت باناقتها على امل ان تشعر ببعض الراحة النفسية ، وللاسف لا يزال الحزن مسيطرا عليها 0 -جاك على حق ، انت رائعة . قالت لها ماريا 0 -شكرا . اجابتها سام ، وكانت تدرك محاولتهما لمؤانستها ، فحاولت ان تتخلى عن همومها حاليا لكى لا تزيد من قلقهما عليها 0 منتديات ليلاس -اتعتقد ان السيد روب دريسدايل راض على مقابلته جاك ؟ هم جاك باعطائها وجهة نظره ، لكن جرس التليفون منعه 0 -لا تجب . اقترحت ماريا عليه 0 -ساعود بعد لحظة . قال وهو ينهض ويدخل الى الصالون 0 وعاد بعد لحظات وكان يبدو مندهشا 0 -احزرا من اتصل بى ! -من ؟ سالته ماريا وسام بنفس الصوت 0 -ستيف فيتزجيرالد مخرج الفيلم الذى تدور احداثه فى الغابة مع هيلين نير بالدور الرئيسى لقد قرانا معا مقالا عن هذا الفيلم ، انتما تذكران اليس كذلك ؟ وبتوتر شديد ، اخذ جاك يمرر اصابعه فى شعره الرمادى ، واما نظرات سام وماريا المتساءلة شرح لهما 0 -حسب ما فهمت منه ، لقد تعاقد مع مروض غير كفؤ ، ونصحه احد اصدقائه بالاتصال بى لكى ارسل له مروضا الى لوس انجلس هذا المساء 0 -هذا المساء ! سالته ماريا بدهشة 0 -من سترسل اليه ؟ سالته سام 0 -كنت ساذهب بنفسى لو لم اكن بانتظار هذه الثعالب بين لحظة واخرى 0 وفكر قليلا ، ثم ركز نظراته على سامنتا ، فهزت الفتاة راسها : لا . جاك ليس انا0 وكانت قد اقسمت ان الا تعمل ابدا من اجل السينما ، ولم تكن تريد لقاء ستيف فيتزجيرالد ، لم تكن تعرفه شخصيا لكنها كانت تعرف كالجميع كل القصص التى تدور حوله ، مع انها قصص غير طبيعية ولا يمكن ان تكون كلها صحيحة ، فالصحف تكتب عنه بدون توقف ، منذ تجربة زواجها المحزنة وسام تحذر هذا النوع من الرجال 0 |
الساعة الآن 09:00 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
شبكة ليلاس الثقافية