اقتباس:
كالعادة ردودك روعه مثلك ... وتفاعلك ولا أروع... أشكرك على تواجدك المستمر ... واسم لي على تأخير... كم يوم وبينزل الجزء.... لا تحرمين من أطلالتك المميزه.. دمتي بود... |
اقتباس:
أشكرك على كلماتك إلي عن جد أفرحتني :) بخصوص ليش القصة كلها معاناة والم؟ ببساطه لأني أحب هذا النوع من الروايات ... وما حلاوة الحب إلا بعد عناء ... مو صح :) الحب من طرف واحد ؟ أممممممم .. كيف أقولها ... طلعت مع الأحداث هكذا ... صدفه تقولين أمكن ... :) تامر ... لوحده قصه ... وما بقوله الحين .. خليها مفاجأة :) عادل وخالد ... من سيربح نجوى ؟ أممممممم ... بعد خليها مع الأحداث تظهر الأجابة:) رنا وشعورك بأنها البطله ...أممممممم... ربما لأنها طيبه .. وتحب بسمط ... ربما ... هذا السبب... حسن وزوجته ... هذا أمكن أجاوبك عليه.. بس في الجزء الجاي ان شاء الله... مشكوره على أطلالتك الرائع ... ولا تحرمينا منها في الجزء القادم... واسمح لي على التأخير... كم يوم ونازل الجزء بإذن الله... دمتي بود... |
الجزء الحادي و العشرون...
حرر رأسه من كلتا يديه... و صوب بصره ناحية أخيه ومن ثم نقلهما ناحيتها و قال: - هل يمكنك أن تتركينا وحدنا يا هند, إذا أمكن هزت رأسها على بنعم ... و خرجت من فورها .. وهي في داخلها ترقص فرحاً.. فأخيراً تمكنت من الخروج من تلك الغرفة التي تكاد تكتم على أنفاسها... أخرج غسان زفرة قوية ... ومن ثم قال: - لا تتعب نفسك بالكلام .. فأنا أعلم ماذا سوف تقول... قطب حاجبيه ... وزمجر قائلاً: - ما دمت تعلم .. لماذا ... لماذا فعلة هذا بأم تامر ... هل ارتحت الآن ... رفه كلى حاجبيه إلى أعلى وقال: - ماذا فعلت بها ؟!! لم أفعل بها شيئاً .. زفر أحمد زفرة قوية تعكس ما بداخله من ضيق .. وقال : - أتريد بأن تفقدني عقلي ... غسان... لا تلعب عليه دور الغبي الآن .. أنت مدرك جيداً بأنك جرحتها بتصرفك هذا ... لقد كانت تأمل بأن تعود إلى رشدك... كنا جمعاً نأمل بأن تعود إلى رشدك ... وبأن تعيد الأمور إلى نصابها... و توقف هذه المهزلة ... هنا رما غسان بقناع السذاجة ال1ي كان يرتدي ... و كشف عن بركان ثائر ..: - أي مهزلة ... أتمي زواجي بالمرأة التي أحب مهزلة ... - أي حب هذا الذي تتكلم عنه... أنا لا أرى حباً.. بل أرى الجلاد و الضحية أمامي... أي شيء غير الحب... صدرت منه ضحكة ... أستغرب منها أحمد ... و تعجب من سببها ... ما أن توقف عن الضحك.. قال: - كلكم تحسدوني... جميعكم... لأني أخيراً وجدة السعادة ... في حين أنكم ... لازلتم تبحثون عنها ... ( وعاد إلى نوبة ضحكه الهسترية ) أخذ أحمد يهز رأسه بأسى ... وه يردد قائلاً : - لا فائدة منك ... لا فائدة... الأفضل بأن أذهب... فأنت يبدو بأنك فقدت عقلك... من بين ضحكاته أخذ يقول وهو يشير له بالخروج: - أذهب ... أذهب .. فأنا لست بحاجة لك ... أذهب ... أذهب إلى منى وواسها اذهب.... رمق أخيه بنظرة كلها أسى ...ومن ثم تمتم قائلاً: - لا حول ولا قوة إلا بالله وخرج وهو يسأل نفسه (( ما الذي حل بغسان؟ )) ............................... دخلت عليها لتجدها ممددة على سريرها بلا حراك .... تنظر إلى السقف ... دون أن تطرف لها عين... اقتربت منها ... وفي وجهها لمحة من الاستغراب ... الممزوج بالخوف... لما باتت بقربها سألت قائلة: - نجوى ... أأنت ِ بخير؟ صوتها أخرجها من سكونها ... ودب الحياة في جسدها الساكن... لترد هي الأخرى عليها بسؤال: - هــــــــــا , أقلتي شيئاً يا رنا؟ جلست على طرف السرير ... ومن ثم قالت: - نعم ... لقد سألتكِ إذا كنت بخير؟ هزت رأسها ودعمته بقولها: - نعم أنا بخير... - لماذا كنت سارحة هكذا؟ نصبت أصبعيها معاً وهي تقول .. وبسمة لم تلبث على شفتيها .: - أتتخيلين ... أنه في غضون يومين فقط ... يومين... انقلبت حياتي رأساً على عقب... وسلمت نفسها لصمت ... أمسكت رنا بأصبعي نجوى المنتصبين ...وهوت بهما .... و جئت بيدها الأخرى ... لتحضن بكلى يديها يد نجوى ... وتقول: - صحيح خلال هذين اليومين انقلبت حياتك رأساً على عقب.. لكن في نفس الوقت ... انفتحت عينيك على الحقيقة... صحيح أنها مرة ... لكن في نفس الوقت ... جعلتك تدركين الذي يجري من حولك... أخذت نجوى تحدق برنا لثواني ... ومن ثم رسمت ابتسامة باهتة ... ووضعت يدها على يدي رنا المغلفتان يدها الأخرى ... وقالت بصوت مهزوز : - أيمكنك أن تتركيني لوحد ... أرجوك... - بطبع ... حررت رنا يد نجوى... ومن ثم قامت من على السرير و توجهت ناحية الباب .. لتخرج تاركة نجوى لوحدها ... مستسلمة لأحزانها.... .................................... كانت مقبلة ناحية الباب .. حين صرخ بها قائلاً: - هذا يكفي .... يكفي .... كلما أقول لك بأني أريد أن أحدثك بشيء ... تحججت بأي عذر حتى تهرب.. لكن اليوم لن أسمح لك بالهرب ... يجب أن تسمعي ما أريد قوله لك... حتى أرتاح ... وأنت ترتاح من هذا العذاب... أخذت نفساً عميقاً ... ومن ثم ألتفتت إلى ناحيته ... وهي ترسم قوة مصطنعة على قسمات وجهها ...وقالت: - كلي آذان صاغية يا خليل ... قل ما تشاء ... فأنا لن أهرب ... - في البدء أجلسي .... استجابت لطلبه وجلست على أقرب كرسي إليها .... وقالت: - تكلم ... قالتها وناقوس الخطر يدق في داخلها ... ليوقظ كل أحساس بالألم و الحرقة في قلبها من.... للقادم.... أبتلع ريقه ...قبل أن يقول: - لا أعرف من أين أبدأ ... بترت جملته قائلة.. وبصوت قلت فيه المشاعر الداخلية: - أتريدني بأن أساعدك ؟ .... حسنا ... سوف أساعدك وأوفر عليك عناء الكلام ... أنت ... أنت تحب امرأة أخرى ... فتح عينيه على مصراعيهما مما سمع .... وقال بكلمات مبعثرة: - ك....كيف ... عرفت...؟! خطت ابتسامة صفراء على شفتيها ... ومن ثم أنزلت رأسها ناحية الأرض .. وقالت بعد أن جاهدت بأن تمسك مشاعرها وحزنها النابض: - لم أعرف ... بل أحسست ... فالشخص الذي يحب أحدا ً ... يحس به .... ورفعت رأسها لتواجهه بنظراتها المذبوحة ... من خيانته لحبها له .... ما إن تشابكت عيناه بعينيها... حتى هرب بأنظاره ناحية الأسفل ... بعيداً عن نظراتها التي حرقته... ................................... هوى بيده على الطاولة المسكينة .... وأخذ يصرخ كالمجنون : - لماذا ... لماذا .. لم أخبرها بما في قلبي ... ألا يكفيه أنه حبس فيه لسنين طول ... لماذا .. لماذا ؟ ثم هوى بجسده على الكرسي ... وغمس وجهه في كلى يديه ... وهو يتذكر تلك اللحظة ... التي كانت سوف تقلب حياته رأسا على عقب... - نجوى ... أنا ... أنا ... - أنت ماذا يا عادل؟! - أنا.... - عادل هناك خطب ما؟! - كلا ... كلا ... فقط ... - عادل ... لقد بدأت أقلق ماذا بك ؟ - لا شيء... لا يوجد شوي ... يجب أن أغلق الخط الآن... مع السلامة.. حرر رأسه من حصار يديه ... ومن ثم قال بعد أن التهم الهواء التهاما : - لماذا ... لماذا لم أقول لها بأني أحبها ... لماذا؟ قاطعه صوت قرع الباب ... إذ لم يلبث إلا وفتح ... ليكشف من ورائه عن حسن ... الذي قال من فوره : - عادل .. هل يمكن بأن أكلمك لبضع دقائق ...؟ أخذ نفسا عميقا .. قبل أن يقول: - بطبع .. تفضل ... .............................................. - آآآآآآآآآآآآآآآآي ... - أنا آسفة .. هل آلمك ....؟ - حاول أن تضعي المعقم باللطف - حسنا يا حبيبي ... لم تجبني من فعل بك هذا يا تامر؟ - شخص فقد عقله ( قلها وعينيه تقدحان شرراً ) - من هو؟ و لماذا فعل بك هذا؟ ألتفتت إليها ... وقال: - هدى أرجوك ... لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع .. إذا أمكن.. - حسنا حبيبي .. كما تشاء .. ( وأخذت تكمل مهمتها ... بتعقيم الكدمات المتفرقة على وجهه ) أما تامر ففي داخله نار ... لم تنطفئ إلا برده لدين .... …………………………………………………. - لماذا صامت هكذا ؟ ألا تريد أن تقول شيئاً ... ؟ تزيد على كلامي ... تكلم ... قل لي بأن ... بأن إحساسي خاطئ... خاطئ... أرجوك يا خليل ... أرجوك ... قول لي بأني مخطأة ... ظل مطأطئا رأسه ... والصمت رفيقه ... قامت من مقعدها ... دنت منه ... و قناع القوة قد ... قد سقط عن وجهها .. بدموعها التي بدأت تنهمر من عينيها ... وهدوئها تحول إلى عصف ... يخرج من حنجرتها : - تكلم ... أنطق أرجوك ... وأرحني ... أخيرا تخلى عن صمته ... وواجهها بنظراته ... : - ليتن أستطيع أن أقول لك هذا ... لكن ... لكن لا أستطيع ... لا أستطيع أنا كذبت عليك كثيرا ... حان وقت الصراحة .. هذا حقك عليه .. بأن أخبرك الحقيقة ... بأني أحب امرأة أخرى .... عادت إلى الخلف ... لخطوتان ... وحدقة عينيها تكاد تخرجان من حجرهما ... مصحوبتان بدمع .... - أرجوك سامحيني .. أرجوك ... لقد استغللتك ... تلاعبت بك ... لقد ... بترت جملته مخنوق بالعبرات: - أنا أسامحك .... بعينين مفتوحتان أوسع ما يكونان ... أخذ ينظر إليها .... اقتربت منه بخطى سريعة ... أمسكت بيده الملقاة على السرير ... بكلى يديها ... وأكملت قائلة : - فقط لا تتركني.... لا تتركني ... .............................................. - ماذا هناك يا حسن... لك نصف ساعة جالس بلا أن تقول كلمة... ماذا هناك؟ - لا .. لا أعلم كيف ابدأ .. - ماذا هناك ... ما الذي لا تعلم كيف تبدأ به؟! تكلم يا حسن ... وضع راحت يده على جبينه ... وهو يأخذ نفس عميق ... ليخرجه مصحوباً بقوله: - يبدو بأني تسرعت ... وستسلم لصمت .... - حسن ... ماذا بك ... تقول جملة و لا تكملها ... ماذا هناك ... ابتلع ريقه بصعوبة قبل أن يقول: - لقد تسرعت بزواجي بقمر ... رفع كلى حاجبيه إلى أعلى وهو يقول: - ماذا ... ماذا قلت؟!!! .......................................... دخلت مجبرة ناحية تلك الغرفة التي تخنقها ... ما إن وقعت عينه عليها ... حتى هجم عليها بالأسئلة : - أين كنت ... ؟ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت ؟ أخرجت كل الهواء الذي أدخلته إلى رئتيها ... وقالت ... وأعصابها تكاد تفلت منها : - كنت أتمشى في الخارج ... كنت أريد أن أتنشق هواء عليل ... نقي... - لماذا ... لماذا تعاملين هكذا ... ؟ لماذا لا تريدين أن تفهمي بأني أحبك ... لقد تحديت الجميع لأجلك ... لماذا ... لماذا ... أفهميني .. ماذا تريديني أن أفعل لك حتى ... حتى ترتاحي ...؟ بخطى كبيرة اقتربت منه ... قطبت حاجبيها ... وجعلت موجة غضبها تجرفها معها ..وقالت: - أتريد أن ترحن .... سوف ترحن.. عندما تعتقن ... تتركن لحالي ... أتركن .. فأنا لا أطيقك .. لا أطيقك ... صوت أسنانه التي تحتك ببعضها البعض بدأت تتعالى .. وهو يقول من ورائهن: - غريب ... كنت قبل أن يظهر حبيب قلبك تطيقين ... تتحملين.. وضعت كلتا يديها على وجهها ... لتكمل بهما طريهما إلى شعرها ... ليهويا ناحية أسفل رأسها ... - يا الله ليس من جديد ... ليس من جديد ... غسان أفهم ... المسألة ليس لها دخل بخليل.... دوت ضحكة صادرة منه ... تبعه قائلاً : - إذا اسمه خليل ... وتقولين لي ليس لك علاقة معه ... بحركة سريعة بذراعها ... وأخذ يضغط عليها ... ويقول و الغضب يغلف وجهه: - لن اسمح لك ... لن اسمح لك بأن تذهبي له بهذه السهولة ... أنت زوجتي ... زوجتي أنا...أنا...وسوف تضلين هكذا إلى الأبد ... بمحاولات لم تكلل بالنجاح أخذت تحاول أن تحرر يدها ... و بوجه يعصره الألم أخذت تقول: - أترك يدي ... إنك تؤلمن ... حررها أخيرا ... لكن لم يحررها من كلماته اللاذعة : - هند ... لا تتعبي نفسك ولا تتعبيني معك .... كون زوجة مطيعة الأفضل لك ... وإلا أنت تعلمين العواقب جيداً ... طوقت ذراعها التي تحررت أخيراً من قبضته ... وأخذت تقول: - أنك مجنون ... مجنون حقاً ... وهرولت خارجة .... - نعم ... أنا مجنون ... مجنون بحبك ... ........................................... دوى صوت قرع الباب ... فردت عليه قائلة: - أدخل... دخل ليجدها منهمكة في القراءة ... - جنان ... توقفت عن تحريك يدها على الصفحة .... وردت عليه بابتسامة واسعة: - نعم أخي ... - أصحيح الكلام الذي سمعة من غدير ؟ - أي كلام ؟ أقترب منها ... وسحب كرسياً ... وجلس عليه ... ليقول: - قصة هذا الرجل ... الذي يلاحقك؟ زالت تلك الابتسامة الواسعة من شفتيها... وقالت: - لا توج قصة ... - لكن هذا ليس كلام غدير ... - أنا أختك .. ألا تصدقن ... أنزل رأسه لثواني للأسفل ...ومن ثم رفعه ... وقال: - أرجو بأن يكون كلامك صحيحاً... وقام من مقعده ... ليهوي بكل قوته بقبضة يده على الطاولة .... لتسري رعشة في أوصالها ... ومن ثم خطى مبتعداً ناحية الباب ... ليتركها لوحدها ... والخوف يبدأ يسري في داخلها ... - أرجو بأنك لن تخذلن يا عمر ... أرجو ذلك .... ............................................ سحب يده من كلتا يديها ... وقال وهو مغمض بعينيه : - أرجوك أنت تصعبين عليه الموقف ... - وأنا ألا تضن بأن هذا صعب عليه ... - مريم ... - أنت لا تفهم ... لا تفهم .. بأنني أحبك .. أحبك .. ( قالتها وهي تشير إلى قلبها بأصبعها ... و الدمع لازال رفيقا لها ) أنت .. أنت بنسبة لي عائلتي ... عائلتي ... إذا تركتن سوف أصبح وحيدة ...و حيدة ... - مريم ... مريم أنا استغليتك ... لأجل مالك ... مالك - قلت لك بأني سامحتك ... سامحتك ... فقط لا تتركني ... لا تتركني ... زفر زفرة قوية قبل أن يقول : - لا أريدك أن تسامحين .. أريدك بأن تكرهين .... لأني أستحق هذا منك ... لكن لا استطيع .. لا استطيع أن لا أتركك ..فأنا أحبها ... أحبها ... ولا أستطيع العيش بدونها ... لا أستطيع .... ............................................. كان واقفاً مواجهاً لشباك ... وموليه ظهره.... تبعه هو .. فصمته يقتله ... - لماذا تضن بأنك تسرعت بالزواج ... ألا تحبها ؟! - أحبها .. لا ... لا أعلم .. لا أعلم ... ووضع يده على جبينه ... وضع كلتا يديه على كتفي حسن ...وأجبره على الالتفاف ناحيته ... وزمجر به قائلاً: - حسن ... ما هذا الكلام .. أتحبها أم لا .. ؟ أخذ حسن نفساً عميقاً ... تبعه بزفرة مصحوبة بكلماته : - عادل ... الأمر لا أعرف كيف أصفه .. أنه معقد .. معقد .. أنا نفسي لا أفهم الذي يجري لي .. لا أفهم ... يتبع ... |
الجزء الثاني و العشرين...
نزل من على الدرج ... لتقع عينيه على أمه لوحده ... أمام مائدة مكتظة بما لذ وطاب ... لكن يداً لم تلمسها ... كانت تنظر إلى الطبق الخالي ... بعينين سارحتان في عالم آخر ... أقترب منها .. سحب الكرسي ... وانظم إليها على المائدة... حاول أن يعيدها إلى هذا العالم ... لكن بطريقة لا تجعلها تتحسس من شيء.. فهو يعي ما تمر به أمه ... مد يده وقال: - هل يمكنك أعطاء رغيفاً من الخبز يا أمي ؟ ردت كالبلهاء ... فهي لست معه ذهنياً: - ماذا ؟! - خبز .. أريد خبزاً إذا أمكن... - آآآآآآآآآآآآآآه ... بطبع .. تناولت رغيف الخبز ... ومدته ناحيته ... أخذه وأخذ يشرع بالأكل ... لاحظ بأنها لازالت لم تمد يدها ناحية الطعام .. فقال: - أممممممممم .. الإفطار اليوم شهي ... سلمت يمناك يا أمي .. بابتسامة عابرة قالت: - شكراً يا عمر.. - أين البقية ... سوف يفوتهم هذا الإفطار الشهي ... - لا يوجد في البيت سوى أنا و أنت ... - توقف عما كان يفعله .. وقال .. وحاجبيه مرتفعان إلى أعلى : - أين ذهبوا..؟! - رنا مع نجوى في بيت أهلها... فنجوى تريد أن تبتعد لبضعت أيام تعلم بسبب ما جرى ... أما تامر فأنا لا أعلم أين هو ... هذا الفتى في الفترة الأخيرة لم أعد أفهم تصرفاته .. لا أعلم ما الذي جرى له ... - أنا أعلم ما الذي جرى له ... فهو نسخة طبق الأصل عن غسان ... أناني .. لا يهمه شيء .. أستوعب ما قاله لكن بعد فوات الأوان .. فنظر إلى أمه متفحصاً ... ليجدها قامت من مقعدها ...و هي تقول: - الحمد لله ... وشرعت بالمشي ... لكنه استوقفها بقوله: - لكنك لم تأكلي شيئاً يا أمي ... - ليس لديه شهية اليوم .. وأكملت طريقها ... لكنه قام من مقعده وقال لها : - أمي إنه ... توقفت ... وبترت جملته قائلة: - أرجوك يا عمر هذا الموضوع لا أريد أن أتكلم فيه ... فقد طوية صفحته ... لكن يلزمن بضعة أيام حتى أعتاد عليه .. ليس غير ... ومضت مبتعدة ناحية المطبخ ... ......................................... فتحت الصنبور ... ووضعت الطبق تحته ..وأخذت تفركه ... لتدخل عليها نجوى ... محملة بأطباق متسخة أخرى ... وقالت: - شكراً لك يا رنا ... لقد كان الطعام شهياً ... قالتها وابتسامة باهتة على شفتيه سكنت ... - أحقاً .. وكيف حكمتي على طبخي وأنت لم تتناولي سوى لقمتين فقط ... طأطأت رأسها خجلاً ... وقالت بصوت مخنوق: - أنا آسفة ... أنت تعلمين بأنه ليس السبب طبخك .. لكن أنا ... قاطعتها قائلة : - لا داعي لتكملي ... أنا أعلم صعبت الذي تمرين به ... لكن يجب أن تقاومين وألا تستسلمي للحزن ... رفعت رأسها ...وهزت رأسها بالإيجاب ... - صحيح قبل أن أنسى ... أنا سوف أذهب لمنزلنا اليوم ... لأحظر بعض الأغراض ... - هذا جيد ..فأنا أيضاً أريد بعض الأغراض إذا أمكن أن تحضريها لي ... - حسناً .. لا بأس ... أكتبها لي في ورقة فأنت تعلمين كم أنا أنسى ... - حسناً عم صمت لفترة وجيزة ... لم يعلو فيه سوى صوت الماء النازل من الصنبور و الأطباق .. أخيرا قالت رنا : - نجوى ... ألم يحن الوقت .... ناولتها نجوى أحد الأطباق المتسخة ...وقالت وهي ترسم التعجب على قسمات وجهها : لماذا ؟!!! ابتلعت رنا ريقها..ومن ثم قالت: على .. على ..أن تخبريهم بطلاقك ... أنزلت رأسها لثواني ... وأخذت نفسا عميقا ... تبعته قائلة : - هو الذي يجب أن يفعل هذا ....فهذا أقل شيء يجب أن يفعله ... - لكن ... رفعت رأسها وصوبت عينيها ناحية رنا وقالت: - لا يوجد لكن ... هذا هو واجبه اتجاه .. أن يواجه أهله ... ويخبرهم بأنه طلقني ..لأنه فضل امرأة أخرى عليه ... ومدت يدها محملة بطبق آخر ... .............................................. - نعم أي خدمة ؟ - هل السيدة نجوى عصام هنا؟ رفع أحد حاجبيه ...وقال: - كلا ...من حضرتك .. ولماذا تريد نجوى ...؟ قاطع حديثهما صوت أم تامر وهي تقول: - من في الباب يا عمر ؟ التفت إلى ناحية أمه وقال: - لا أعلم يا أمي ... أنه يريد نجوى... بوجه رسمت قسماته الاستغراب قالت: - نجوى ... وماذا يريد بها ...؟!! قالتها وهي تقترب منهما ... هز عمر رأسه بلا ... قال: - سيدي متى سوف تأتي السيدة نجوى ؟ قبل أن يرد عليه عمر .. قالت أم تامر : - ماذا هناك يا بني.. ماذا تريد بنجوى ؟ - عندي ورقة يجب أن أسلمها لها شخصياً.. فقال عمر مستفسراً: - وما هذه الورقة.... - إنها ورقة طلاق ... ............................................. كان يهم بالخروج .. لكن يداً أمسكت بذراعه ردعته... التفت إلى خلفه ... وقال: - لماذا تمسك بذراعي يا عادل ؟ - أريد أن أحدثك... رفع كلى حاجبيه وهو يقول: - في ماذا ...؟!! - في الكلام الذي قلته لي البارحة.. فنحن لم ننتهي بعد منه ... زفر زفرة قوية قبل أن يقول: - بنسبة لي لقد انتهى .. فدعني فأنا مشغول ... - كيف انتهينا ... نحن... - قلت لك لقد انتهى الحديث ... وأمسك بيد عادل ... و أبعدها عن ذراعه ... لكن لسانه لم يعتقه : - ماذا سوف تفعل يا حسن ؟ رفع حسن كلى كتفيه إلى أعلى .. ومن ثم هم بالخروج .... .............................................. - ماذا تفعلين ..؟ سرت رعشة في جسدها ... تلتها قائلة وهي تضع يدها على قلبها ... - لقد أخفتني ... - أنا آسفة ... لكن لزلت لم تقول لي ... ماذا تنتظرين ... - لا شيء ... - لا شيء ... نعم ... أو إنك تنتظرين .... اعتلت وجهها قسمات الضيق وهي تقول: - غدير هذا يكفي ... ألا يكفي ما فعلته البارحة ...و أنك أخبرتي أخي ... - أخبرته لأنك لم تعودي بوعيك ... إنه يلعب بك ... و الآن لقد اكتفى ... لن يعود ... - كفى غدير ... لم أعد أطيق سماعك ... - جنان .. أنا أريد مصلحتك ... أنا حقاً خائفة عليك ... - لا داعي لكي تخافي ... لأنه لا يلعب بي ... تنهدت ...ومن ثم قالت : - أرجو بأن كلام صحيح ... - هيا لقد تأخرنا ... هيا لنذهب ... ............................................. انهارت على أول كرسي وقعت عينها عليه .. وعينيها يرسمان الذهول... وجه قبضة يده ناحية الجدار ... وهو يقول من خلف أسنانه ...: - لا أصدق بأنه فعلها ذلك الحقير... رفعت رأسها ناحيته ...وقالت بنبرة صوت فيها لمسة من التعجب: - أكنت تعلم بهذا الأمر... أدرك زلت لسانه لكن بعد فوات الأوان... فأخذ يتلعثم في كلامه : - أنا.. أأأ قامت بسرعة من على الكرسي وصرخت به قائلة: - عمر ... هل كنت تعلم بأن تامر يريد أن يطلق نجوى ...؟ أخذ نفساً عميقا.. قبل أن يرضخ لصراخها.. و يحزم أمره بالاعتراف : - ليس تماماً ... اقتربت منه ...وقالت مستفسرة : لم أفهم ... ماذا تقصد بليس تماماً يا عمر ...؟ لقد جفت الدماء في عروقي وأنت لم تتكلم... ألتهم الهواء التهاما قبل أن يقولها... فهو يعلم أنه سوف يرمي قنبلة على أمه...: - الذي أعرفه بأن... بأن تامر قد ..قد ... قاطعته بصراخها عليه قائلة: - تكلم ... لقد أتعبتني .. - قد تزوج على نجوى ... ............................... فتحت الباب ... لتقول على فورها ...: - عادل ...!! خط ابتسامة واسعة قبل أن يقول: - نعم .. عادل ... ماذا بك .. مستغربة هكذا ؟ ابتسمت هي الأخرى ...وقالت: - لا أبداً لست مستغربة ... تفضل ... وأشارت له بدخول .. ليستجيب هو لإشارتها ويدخل ... تفضل ...- وأشارت له بالجلوس ... ليجلس ... وهو في داخله شيء يريد أن يبوح به .. لكن لا يعلم كيف ينطق بما في قلبه... - كيف حالك يا عادل ؟ - بخير ... بخير .. وأنت ؟ - الحمد لله ... قالتها وابتسامة مهزوزة على شفتيها ... وأكملت قائلة : - أتريد أن تشرب شيئاً ... - ها ... كلا ... شكراً ... اجلسي ... لم أنت واقفة هكذا.. جلست ليسود صمت في الأجواء.. لكن حوار داخلي شرس كان يدور في داخله... كيف ينطقها و ياعترف لها بأنه يحبها ... كلمة بسيطة... لكنها تحتاج إلى جرأة كبيرة... قتلت ذلك الصمت الذي سيطر على المكان بقولها : - في ماذا أنت سرحان ؟ - أنا ... - ماذا بك هكذا قلتها وأنت مرعوب ..؟! - أنا مرعوب .. كلا .. كلا .. لاشيء من هذا القبيل... - عادل .. أيمكنني بأن أسألك سؤالاً ؟ - بطبع... - البارحة... ماذا كنت تريد أن تقول لي ... هنا أنتفض كل جزء من جسده... ليتوقف عقله لثانية عن العمل ... و يجد نفسه محاصر ... لقولها... ............................................ كان يلعب مع ابنه ... و الابتسامة الواسعة على شفتيه ... أما هي كانت تنظر إليه ... وعلى تلك العلامات التي على وجهه ...وسؤال لا يفارق خلدها منذ البارحة .... (( ما الذي جرى له ؟)) لاحظ نظراتها له .. فقال والابتسامة لم تفارقه : - لماذا تحدقين بي هكذا ...؟ - ألن تخبرني بالذي جرى لك ؟ زالت تلك الابتسامة من على شفتيه ... وقال والضيق بدأ يتفشى في معالم وجهه: - قلت لك بأني لا أريد الحديث بهذا الموضوع... - لقد ضننت بأنه لن يكون بيننا أسرار بعد ما حصل أغمض عينيه لثانية واحدة ..و أطلق زفرة قويه ... ومن ثم قام تاركاً ابنه يلعب مع الألعاب المتناثرة على الأرضية ...فتح عينيه ..وأقترب منها ... جلس بجوارها ... وأحاطها بذراعه ...وقال: - لا توجد أسرار ... فقط ... أنه ... أنه موضوع لا يعينك .. أقصد .. - تامر ... أرجوك ... كفى ... نحن الآن نفتح صفحة جديدة .. خلية من أية أكاذيب ..و أسرار .. أرجوك لا تجبرنا لك نعود للصفحة القديمة ... طبع قبلة على جبينها وأردف قائلاً: - لن نعود يا حبي... لن نعود فلا تخافي ... فتحت فمها لترد عليه ... لكن صوت رنين هاتفه النقال ... استوقفها ... أخرج هاتفه من جيب بنطاله ... وتعين الرقم .. ليرفع أحد حاجبيه ... ويقول: أنها أمي ...- ضغط على الزر الأخضر ...وأجاب قائلاً: - السلام عليكم أمي... لم ترد عليه السلام ... بل انفجرت عليه قائلة: - تعال إلى المنزل وفوراً .. - ماذا هناك يا أمي ؟! - قلت لك تعال إلى المنزل ...وحلاً وأغلقت الخط ... ليجتاحه الذهول الممزوج بالاستغراب ... يتبع... |
الجزء الثالث و العشرون ...
كانت تترقب رده .... أما هو فلازال معتكفا في صمته .... أخيراً تحركت شفتيه ... لتتأهب حاسة السمع لديها ... لسماع رد على سؤالها ... كان أخيراً رفع الراية البيضاء .... و مستعد لينطقها... رغم صرخة مدوية في داخله... تقول له ... لاااااااااااااااااااا تفعل ... خرجت الكلمات من حنجرته بعد طول انتظار بصوت هزه الصراع الداخلي: - لأنه ... لأنه أردت ... بأن أخبرك ... بأنه ... بأنه .... ( عاد إلى صمته لبرهة ... ليدخل نفس عميق إلى رئتيه ... ويخرجه بسرعة ...و يكمل قائلاً ) ... بأنه ... ( شلت شفتيه ... وضلت بين السماء و الأرض ... لا يريدان بأن ينطقانها ....) - لتسأل هي بعد طول صبر : - بأنه ماذا يا عادل ؟! - بأن ... بأن حسن يشعر بأنه تسرع في زواجه ... ( أعتلة وجهه الدهشة ... لا يعلم كيف تحولت الكلمات عندما خرجت من حنجرته ..... في حين أنها أخذت نظر إليه بتعجب ) وقبل أن تفتح فمها لتستفسر ... دوى صوت شيء ... التفت الجميع إلى مصدر الصوت ... ليجدوا رنا واقفة وفي وجهها علامة الصدمة ... وعلى الأرض هاتف نقال... قامت نجوى من فورها ...وسألت رنا : - ماذا هناك يا رنا ؟ وجهت رنا بصرها ناحية نجوى ... و لازلت الصدمة تعتلي وجهها ... وقالت بصوت بالكاد يسمع: - م....ماذا ؟! اقتربت منها نجوى .... وقفت أمامها ...وقالت: - ماذا بك ؟ هزت رأسها يمنتا ويسارا ... وهي تقول بصوت بدأ يعلو : - لا شيء ... فقط ... فقط سمعت صوت هاتفك النقال ... وهو يرن ... فجأة به ... ( ومدت يدها الخاوية ناحية نجوى ) نظرت نجوى ناحية اليد الخالية ... وابتسمت ...ومن ثم عادت بعينيها ناحية رنا .. وقالت : - لماذا تمدين لي يدك ...؟ - الهاتف ... نظرت رنا ناحية يدها ... فاتسعت حدقت عينيها وأخذت تسأل بهسترية ...: أين الهاتف ؟ انحنت نجوى ناحية الأرض ... وتناولت الهاتف ...وقالت والابتسامة لا تزال على شفتيها...: الهاتف ها هو ... طأطأت رنا رأسها ....خجلاً ... ومن ثم قالت نجوى بعد أن تعينت الهاتف: إنها عمتي ... غريبة 7 اتصالات... سوف أتصل بها .... ومن ثم التفتت ناحية خالفها وقالت : عن إذنك يا عادل ... سوف أذهب وأكلم عمتي وسوف أعود... - حسناً ... خذي وقتك ... وقبل أن تخرج... همست بأذن رنا قائلة: - ابقي مع خطيبك ريثما أعود .. هنا رفعت رنا رأسها... لتتذكر بأنه هناك كائن حي آخر غير نجوى ... أما نجوى فقط خرجت و تركتهما لوحدهما.... ....................................................... كانت جالسة أمام زنزانتها ... تنظر في اللاشيء ... وهي تتخيل ... كيف سوف تصبح حياتها بدونه ... بدون سجانها.... لكان العالم ذو ألوان زاهية.... خالية من الدمع والأحزان .... قطع سلسلة أفكارها صوت هاتفها النقال وهو يرن ... كانت ممسكة به بيدها ... رفعت يدها ... وعندما رأت الرقم الظاهر ... قوست حاجبيها إلى أعلى وهي تقول بنبرة صوت بها لمسة من التعجب: - هذه خامس مرة يتصل بي هذا الرقم !... من هذا ؟ ... سوف أرد وأمري إلى الله ... ضغطت على الزر الأخضر ...وقبل أن تنطق ... جاءها صوت المتصل قائلاً: - أخيراً رددت عليه ... اتسعت عينيها وهي تقول : - خليل ..!!!! - نعم خليل ... هند ... أريد أن أخبرك بأمر مهم ... بترت جملته قائلة: - ماذا تريد مني أيضاً ..؟ . ألا يكفي الذي فعلته بي... - هند أنا اتصلت بك لكي أخبرك بأن الأمور سوف تكون أفضل .... نعم أنا سوف أحل كل شيء ... وسوف نصبح لبعضنا البعض ... ردت عليه بصوت ملئه الضيق : - ومن قال لك بأني أريد بأن أعود لك ... على صوته وهو يقول: - أففففففففففففف منك يا هند .. إلى متى سوف تضلين تمثلين هذا الدور ... أنا أعلم بأنك تحبيني ... فكفى ... فكفى واعترفي بذلك .... أنا لقد تعلمت درسي ... بأني بدونك لا أستطيع أن أعيش ... فأرجوك ... أرجوك كون لي .... تعالى صوت ضحكة من على الخط الآخر ... تبعها صوتها وهي تقول: - تقولها وبقل ثقة ...بأني أحبك ... حسنا .. حسنا يا خليل ... نعم ... نعم أنا أحبك .... لكنني ... مستحيل أن أعود لك ... لقد جرحتني ... وآلمتني .... لهذا سوف أنساك ... سوف أنسى أنني يوماً أحببتك .... لهذا وداعاً خليل ...وداعاً ... - هند ..لحظة... اسمعيني ... سوف أطلقها... نعم ... لقد أخبرتها بأني أحب غيرها...سوف أطلقها.... - كالعادة تحل مشكلة بمشكلة أخرى .... على العموم لم أعد أهتم بك ... ولا بأس شيء يخصك .... لهذا أفعل ما تشاء .. لكن أنا ...ولا تحلم بأن أعود لشخص مثلك خائن ... لتغلق الخط عليه .... و باب قلبها كذالك ... وتنسكب دموع الظلم على الحكم الجائر الذي حكمت عليه قلبها .... .......................................... لم يعلو سوى أصوات أنفاسهم المضطربة ... ونبض قلوبهم المنتعشة بأمل ولو كان صغيراً ... في حين أن صوت النفس لم يركد ... ( إذا حسن ليس سعيداً بزواجه .... لا أصدق ... هناك ... لازالت هناك فرصة ... نعم فرصة ...) لكنها لما رفعت رأسها ...ووقعت عينها على الشخص القابع أمامها ... زالت تلك الابتسامة التي رافقتها لثواني معدودة ... ( عادل ... آآآآآآآآآآآه .... أنا الآن لعادل ... ) ( كيف فعلت هذا ؟!... كيف تفوهت بهذا الكلام ...؟! ... كان يجب أن أقول لها بأني أحبها ليس ذلك الكلام ...أأأأأأففففففف .... لماذا أجبن هكذا دائما ... ما الخطأ باعتراف بأني أحبها ... لا يوجد أمر خاطئ في ذلك ... أنا أحبها ... حتى قبل أن يأخذها ذلك الخسيس مني .... أنا الأحق بها نعم ... أنا ... سوف أخبرها ... نعم ... سوف أخبرها عندما تعود ... لا مزيد من التأخير ... فأنا لم أعد أطيق حبسه أكثر في قلبي ... نعم سوف أخبرك يا نجوى بأن أحبك ... نعم أحبك .... ) ليخط ... ابتسامة واسعة على شفاهه .... ابتسامة فتح صفحة جديدة ... يخط فيها أول كلمة ... وهي أحبك ... لكنها لم تلبث إلا ورحلت عن شفتيه ... عندما وقعت عينه على رنا ... لعود للواقع ... ( رنا ... يا الله كيف نسيتها .... ) لتتدخل نجوى وتقطع عليهم حبل أفكارهم .. بقولها : - إن عمتي تريد أن تراني وفوراً ... لهذا يا عادل ...اعذرني يجب أن أذهب ... التفتت رنا ناحية نجوى وقالت : - خيراً ..ماذا هناك...؟! - حقاً لا أعلم ... لم تقول لي سوى بأنها تريد مني أن أحظر فوراً إلى المنزل ... وفي الحقيقة نبرة صوتها أشعرتني بالخوف ... قامت من على الكرسي ..وقالت ..وقد بدا على تعابير وجهها الخوف: - أمعقول بأن أبي حصل له مكروه ... ولا تريد أن تخبرن به أمي ... - لا تقول هذا الكلام ... قام عادل من مقعده ...وقال: - هيا بنا إذا لنذهب ونعرف ما الأمر .. - لكن ... - لا وقت للكلام يا نجوى ... هيا سوف أوصلكن ... ... .................................................. كانت تتأمل نفسها أمام المرآة ... أما هو فقد كان يرتدي قميصها .... نظرت على انعكاسه على المرآة ... وقالت: - حسن .... أأبدو جميلة ؟ ألتفت ناحيتها وهو مقوس حاجبيه إلى أعلى : - ولماذا تسألين هذا السؤال ؟! - سايرني وأجب عليه ... هل تراني جميلة ؟ - أعاد بصره ناحية أزرار قميصه التي بدأ يدخلها بطرف الآخر ... ومن ثم قال: - نعم ..جميلة ... بدأ الضيق يتفشى في ملامح وجهها .... وقالت بصوت يعكس ما بداخلها من غضب: - لماذا تقولها هكذا ...؟ عاد ليلتفت ناحيتها .... : - ماذا تقصدين .؟ قامت من المقعد .. واستدارت ناحيته ... وقالت ولازلت هي على حالها : - لماذا تقولها هكذا بدون مشاعر ...بدون أحاسيس ... بدون حتى اكتراث ...؟ عاد ليقوس حاجبيه إلى أعلى وهو يقول لها : - ماذا بك يا قمر ...؟! ما هذه الترهات التي تتفوهين بها ؟؟؟ ! هزت رأسها يمنتاً و يساراً قبل أن تنطق قائلة: - إنها ليست ترهات .... فمن حقي أن أعرف إذا لازال زوجي يراني جميلة في عينيه .... - ولماذا الآن ... لماذا تسألين هذا السؤال الآن ؟ اقتربت منه بخطى صغيرة ... وقفت أمامه .... صوبت عينيها ناحية عينيه ... لتجبر عينيه على الوقوع في شرك عينيها ... وقالت: - تصرفاتك هي التي جعلتني أسئل هذا السؤال... فأنت على أتفه الأسباب تتضايق ... دائم الخروج من المنزل ... وقلما تتحدث إليه .... لا أعلم ما الذي جرى لك خلال هذا الأسبوعين .... أنقلب حالك تماماً ... ألم تعد تحبني يا حسن ....؟ ................................................ دخل المنزل على عجل ... ليجد أمه وأخيه يلتهمنه بأعينهم .... خطى خطوتين للأمام ومن ثم قال: - السلام عليكم .... لم يرد عليه أحد ... فزادت حيرته و استغرابه .... قامت أمه .... و توجهت ناحيته ... وهي لم تعتقه من نظراته التي لم ترحه .... وقفت أمامه ...وقالت بهدوء يسبق العاصفة: - أصحيح بأنك متزوج بسر ؟ اتسعت حدقت عينيه ... لما دخل مسمعه ... وعلى فوره وجه بصره ناحية عمر الذي لازال جالساً مكانه .... ليعود صوت أمه يهجم على مسمعه : - لا تنظر إلى أخيك وانظر إليه .... أعاد بصره ناحية أمه لكن بعد أن رمق أخيه بنظرة كلها توعد .... وعادت لتقول: - لم تجب على سؤالي يا تامر ... هل أنت متزوج بسر ؟ أدخل ما يقدر عليه من أكسجين إلى رئتيه ومن ثم قال : - نعم .... ولم يجد نفسه إلا يداً قد التطمت بخده الأيمن ... وفي نفس تلك اللحظة .... دخل كل من رنا و نجوى و عادل ... ليشهدوا على تلك الصفعة التي جعلت خده الأيمن يشتعل ناراً.... ثارت عليه أمه قائلة : - كيف تفعل ذلك ... ألا تخجل من نفسك ....؟ لم يرد عليها بل أكتفا بمرافقة الصمت ... في حين أن أنفاسه كلما تعلو في صدره ... أما البقية فقد أكتفوا بدور المتفرج ... و الدهشة ملئ أعينهم .... أما هي فقد بدت تلك النار المتأججة في صدره تخمد رويداً رويداً ... فها هي عمتها ... تنتقم لها ... وتريه الأمرين كما أراها... أما أم تامر ... فموج الغضب أعم بصيرتها ... وجعلها تصرخ بدون أن تعي ماذا تقول: - كيف علت هذا الشيء ... ولماذا ... لماذا ؟ لم ينبس ولا بكلمة واحدة ... وهو يحاول أن يمنع ذلك البركان الثائر من الانفجار في داخله ... - أنطق ... الآن لا تستطيع الكلام ؟ .... لم ... حتى لا أعلم ماذا أقول.... مستحيل... غرس وجهها في كلتا يديها ... وهي تحاول ... أن تتمالك نفسها ... هرعت رنا ناحيتها.... وأمسكت بها ...وقالت: - اهدأ أمي ... فالانفعال ليس جيدا لصحتك ... حررت رأسها من يديها ... ونظرت ناحية رنا وقالت: - لا أستطيع أن أهدأ .. لا أستطيع ... لازلت غير مصدقة.. لما سمعت ... ( ثم بسرعة البرق .. أعاد نظراتها المتقدة بالغضب ناحية تامر ... الساكن بلا حراك ... وصرخت به قائلة ) .... لماذا لا تتكلم ... وتقول لي لماذا فعلت هذا ؟ ( أخذت تضرب على صدره وهي تصرخ به قائلة... ) تكلم .. قول شيئاً .... هنا انفجر البركان في داخله... فحرق ذلك السكون الذي كان يتقيد به ... فأمسك بكلى يدي أمه ... وصرخ بها قائلة: لأنه من حقي ... بأن أتزوج 2..3.. 4 .... ومن ثم أنا أحبها ... أحب هدى ... نعم أحيها من كل قلبي .... ضلت تلك الكلمات الأخيرة تترد في عقلها ... لتشعل الصدمة في داخلها ... بدأت تفقد توازنها ... كانت تريد أن تستند على شيء ... لكنها هي لا ترى شيئاً فالعالم من حولها يدور ... إلا أن يدين أمسكتا بها ... ليمنعانها من السقوط أرضاً ... تبعه صوته وهو يقول : - أأنت بخير يا نجوى ؟ توجهت الأنظار منه ناحية نجوى وعادل الممسك بها ... ليهرع الجميع ناحيتهما ... إلا هو فقد زاد تدفق تلك الحمم في صدره...وهو يتذكر لليلة البارحة ..... سحب عمر كرسياً ...وقال : - اجعلها تجلس هنا ... استجاب لكلامه ... وجعلها تجلس على الكرسي ... وعينيها بالكاد مفتوحة ... أمسكت بيدها و بصوت مغلف بالخوف قالت: - نجوى بنيتي ... ماذا بكي ... بماذا تشعرين ...؟ ... اذهبي رنا واجلب لها ماءاً .. - حلا أمي ... وركضت رنا ناحية المطبخ .... - بنيتي أرجوك أجيبيني... ...ردي عليه ... قال عادل الميت من الخوف عليها ... : - يجب أن نأخذها إلى المستشفى .... قالت أم تامر : - نعم .. هيا بنا ... نظر ناحية عمر وقال: - هيا بنا نحملها ناحية سيارتي ... أمسك عادل بذراعها وعمر بالذراع الآخر ... وقبل أن يرفعها لتقوم... دوت صرخت: - توقف ... أبعد يدك عنها ... التفتت الجميع ناحية مصدر الصوت... ليجدوه قادماً من تامر ... الذي كان مقطباً حاجبيه..و عينيه لا تنذران بالخير... لم يعره عادل بالا .. بل شرع برفع نجوى ... مما زاد من غضب تامر ... الذي ركض ناحيته ..وأمسك بيد عادل وأبعدها عن نجوى .... ومن ثم صرخ به قائلاً: - قلت لك أبعد يدك عنها ... صرخت به أمه قائلة : - أجننت يا تامر .... ألتفتت ناحية أمه وقال بصوت مشبع بالغضب : - لا لم أجن ... تضنون بأني أنا المخادع .. أنا المخطأ ... كلا لست أنا فقط كذلك ... بل هذا أيضاً ( وأشار بأصبعه السبابة ناحية عادل ) ... أنه أوسخ مني .... يدعي بأنه طيب وايهمه الجميع ... في حين أنه يخدعكم جميعا ... جميعا ... قال عمر : - ما هذا الهراء الذي تتفوه به ...؟ - هذا ليس هراء ... ( وألتفت ناحية عادل الواقف بلا حراك ) الذي لا تعرفونه عن عادل بأنه ... صرخ عادل بأعلى صوته : - توقف ... لا تقول شيئاً... - لا سوف أقول ..وسوف أري الجميع حقيقتك.... عادل .. كور يده ...ورفعها لكي يسكنها في وجه تامر ... الذي أمسك بيده ومنعها من أكمال طريقها.... هز رأسه قبل أن يقول: - هذه المرة أنت الذي سوف يضرب ولست أنا.... وبحركة سريعة وجه قبضة يده على أنف عادل ... الذي أختل توازنه وسقط أرضاً.... قالت أم تامر المصدومة مما ترى : - تامر .. ما الذي فعلته...؟ ليقول عمر: - لا لقد فقدت عقلك رسمياً .. - هذا رد على الذي فعله بي لليلة البارحة ... أمي أنت لا تعلمين ما الذي يفعله عادل ... لو كنت تعلمين لفعلت مثل الذي فعلته وأكثر ... أمي عادل ... يحب نجوى ... ويريدها ... فتحت أم تامر عينيها أوسع ما يكون وهي تقول والذهول يغطي وجهها : - ماذا قلت ؟!! - مثل ما سمعتي .... أنه يخدعكم ... ويخدع أختي رنا .. المسكينة ... قال عمر الذي أمسك بأمه : - أمي لا تصغي إليه .. بتأكيد أنه يكذب .... تعالى صوت شيء ينكسر ... لتستدير الأرؤس ناحية مصدر الصوت ... ليجدوا رنا...واقفة...وفي وجهها الصدمة مرسومة .. و كأس الماء قد تحول إلى قطع صغيرة متناثرة على الأرضية... توجه تامر ناحية الباب ...ومن ثم استدار إلى خلفه ... ومن ثم قال : - أنتم حرين بأن تصدقوني أو لا... أننا أخبرتكم وبرأت ذمتي ... الآن مع السلامة .... وقبل أن يخرج ألقى نظرة كلها شماتة ناحية عادل.... الذي لا يزال مستلقين على الأرض... ورسم ابتسامة انتصار ومن ثم خرج .... دوى صوت خطوات متسارعة على الدرج .... كانت رنا ... وهي تهرع بعيداً عن هذا المكان الذي في كل لحظة يفجر قنبلة أشد وأقوى من سابقتها... توجه عمر ناحية عادل ... مد يده له .. ومد عادل هو الآخر يده ناحية عمر ... وبحركة سريعة ... سحبه عمر .. ليقف على ساقيه ... وهو لازال لا يقوى أن يضع عينيه في أعينهم ... لم يكن يريد أن يعرفوا بهذه الطريقة... كان يريد بأن يهيأ الأمر قبل أن يخبرهم .... قال عمر: - أصحيح الذي قاله تامر يا عادل ... الآن لا مفر ولا منفذ ... فالأبواب جميعها أغلقت في وجهه .. لا بد من الاعتراف ... هز رأسه بالإيجاب .... ليتحول الشك إلى يقين مر الطعم على عمر و أم تامر .... يتبع ... |
الساعة الآن 03:34 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية