رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي
السَّلام عليكم و رَحْمة الله و بركاته، جَميلاتي اللي ينتظرون لأكثر من شهر..مقدرة انتظاركم والله، بس شوي بيتأخر الجزء لظرُوف صِحِيَّة..ابيه ينزل و هُو مُمتاز من جَميع النَّواحي، دعواتكم، |
رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي
يا بنت والله والله والله طلتك علينا عن ألف بااارت 🤓🤓🤓🤓 والله ولا تهون بارتاتك.. انت رااااس الماااال 😂😂😂😂 ما شاء الله لا قوة الا بالله😂😂😂😂😂🤑🤑🤑🤑🤑 سلااامتك وصحتك عندنا بالدنيا واهو خلي عبود ملطووووع عند الباب ولا يقابل ام شعر ابو صبغة كنافة الناقة الحاقدة الباحثة عن الانتقام 😂😂😂😈😈😈😈 اشوف وشك بخير يا ضنايا ❤❤❤❤
|
رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي
بسم الله الرَّحْمن الرَّحيم تَوَكَّلتُ على الله الجزء التَّاسِع و الأَرْبعون الفَصْل الثَّالث هَل جُنَّ؟ أَم أَنَّ الكِبْرياءُ قَد أَعْلَنَ انْسحابه؟ رَفَعَ رايَتهُ البَيْضاء و انْحَنى مَسْحوراً من حُبِّها الذي عاثَ فَساداً في مَملَكة رُجولته!هُو غَبـي..مَجْنون..تافه وَ ضَعيـــف..الضِّعف يَجْري فيه مَجْرى الدَّمِ في العُروق..وَ أَسَفاً أنَّه ضِعْفٌ لا يَنْشَط إلا أَمامها..أَمام عَيْنيها..صَوْتها..وَ تِلْكَ الدُّموع المُخْتَنِقة كَما الكُحْلِ وَسَط مُقْلَتَيها..لا يَدْري كَيْفَ قَادَهُ الفَجْرِ إليها..كَيْف أَوْقَفَ مَرْكَبته أَمام مَنْزِلَهم كَما عاشِقٍ يَخالُ نَفْسه بَطَلاً في فيلمٍ مِن عُقودٍ سابِقة..إلهي وَ تِلْك الكَلِمات التي نَطَقَ بِها..رَبَّـــاه ما هذهِ المأساة! أَين كان عَقْلهُ ساعتها..غُروره و عِزَّة نَفْسه..بَل أَيْنَ كانَ فَيْصل من كُلِّ هَذا؟! تَخَبَّطَت عَدَسَتاه على السَّقْفِ بِتَيْه تَجَلَّى في عَيْنَيه المُحْتَكِرْهما الذُّهول..هَمَسَ لِذاته باسْتنكار،:فيصل...شسويت! شلون استسلمت للمجنون؟ "ارْتَفَع صَوْته مع لَكمه صَدْره جِهَة قَلْبه بِقَبْضَته" شلـــووون! "تَصَدَّعَت مَلامحه وَ هُو يُرْدِف بِنَبْرةِ تَقَزُّز مُصْطَنَعة" اللحين بتظن إنّي ميّت عليها هالجِنان "صَدَحَ صَوْت ضِحْكَته مع تَبَدُّل مَلامحه لِمَرَحٍ ساخِر..رَفَع ظَهْره لِيَسْتَوي جالِساً و هُو يُكْمِل باعْترافٍ صَريح لِذاته المُكابِرة" و إنت شنو غير إنّك مَيّت عليها يا فيصل..مَيّت على.....جِنــان تَلَفَّظَ اسْمَها بِهَمْسٍ يَكادُ أَن يَخْتفي..حَلَّقَت من الجَوى تَنْهيدة خاضِعة للحَقيقة..أَتْبَعَتها ابْتسامة مَكْسورة حَطَّت على شَفَتَيه..هَمَسَ مُخاطِباً قَلْبه و هُو يُبْعِد الغِطاء عن جَسَده،:اسمها بس يرهب نبضاتك! "أَرْدَفَ بِحاجِبان مُرْتَفِعان و هُو يَنْهض" كان الله في عونك يا قَلْــــب غادَرَ دِفء سَريره مُتَّجِهاً لِدَوْرة المِياه..أَهْدى جَسَدهُ قَطَراتٍ أَرْجَفَت أَوْصاله من بُرودتها..بِها يُريد تَجْديد دَوْرته الدَّمَوِيَّة..يُريد أن يُنَقِّحها من شَوائِبها لِيَعُود الدَّم كَما كان..صافِياً إلا من كِبْرياء يَرْفض أن يَحْتَضِن حُبِّها مع كُرَيَاته..تَبَسَّمَ بِخِفَّة و هُو يُناظِر انْعِكاس وَجْهه في المِرْآة..قَريباً سَتَمْضي أَعْوامٌ سَبع مُذْ دَلَّهُ شِتاء لُنْدن عَلى خِيانتها..سَبع أَعْوامٍ مُذ عاقَبَ سَاقَها بِجُنون لا زال لا يُصَدِّق أَنَّهُ الْتَبَسه..وَ كَأنَّ بَحْراً هائِجاً كان يَجْتَذِبْهُ بِأمواجه إلى العُمْق..حَيْث اللاشُعور و اللاعقل..مَنْظَر الدِّماء المُنْبَثِقة بِحَرارة من فَخْذها انْتَشَلَهُ من زَوْبَعته..لَحْظَتها..عندما اسْتَوْعَب عَقْله إصابتها..اسْتَلَّ الخَوْفُ قُوَّته من أَطْرافه حَتَّى شَعَر بِجَسَدِه رَخْواً..قَد اسْتَفْرَغَ كُل طاقَته..كانت لَيْلة حَتَّى يَوْمِنا هَذا يَتَمَنَّى لَو أَنَّ الزَّمَن يَنْتَزِعها من ذاكرته..لَكِن كَيْف..كَيْفَ يَنْسى؟ كَيْف يَنْسَى أَنَّها أَدارت ظَهْرها إليه..مُتَّبِعَة بِخُطْواتٍ جَريئة مَسير رَجُلٍ آخَر؟ و إن افْتَرَقا..فَلَن يَفْتَرِق الثِّقلُ عن قَلْبه..فَقَلْبي لا زال مُثْقَلاً جِنان..لا زال مُنْطَوِياً عَلى نَفْسه يَبْكي خِيانتكِ..كَذبكِ..و فِراقك..وَ أَسَفاً أَنَّهُ يَنْثِرُ النَّبَضات دُموعاً في رُوحي..لَعَلَّ مِن وَدْقِ النَّبْضِ تَنْمو جِنان أُخْرى تَقْتِل الشَّوْق وَ اللوْعة..، دَلَف لِغُرْفَة مَلابسه التي كانت تَحْتَفِظ بِمَلابسها سابِقاً..تَوَقَّفَ أَمام الخِزانة الواسِعة وَ هُو يُجَفِّف شعره بمِنْشَفَة صِغيرة..أَلْقى على المَلابس نَظْرَة سَريعة وَ دَقيقة قَبْلَ أن يَلْتَقِطَ لَهُ قَميص لَهُ لوْن أَخْضَر زَيْتي هادئ..كانت الغُرْفة تَضِجُّ بِسُكونٍ يُنافِس سُكون خَواطره التي اسْتَسْلَمَت لِلصَّمْتِ حينما رَنَّ جَرَس المَنْزِل..بِتِلْقائِية رَفَع رَأسه للسَّاعَة المُعَلَّقة..كانت السَّاعة قَدَ تَجاوَزَت العاشِرة ببضع دَقائق..مَن الآتي يا تُرى؟ انْتَهى من ارْتداء مَلابسه..رَتَّبَ شَعره..أَحاط رِسْغه بساعته وَ خَتَمَ أَناقَته بِرَشَّات مُتَفَرِّقة من عِطْرٍ رُجولي جَذَّاب..تَناوَلَ هاتفه وَ مَفاتيحه..ثُمَّ تَحَرَّك مُغادِراً الغُرْفة..فَوْرَ ابْتعاده عن بابها بِخُطْوَتان..اسْتَدار مُغَيِّراً اتِّجاهه عائِداً إليها وَ كَأنَّه تَذَكَّر شَيء..تَوَقَّف عند الدِّرج على يَسارِ سَريره..الْتَقَطَها وَ هُو يُجاهِد ابْتسامة تُريد أَن تَسْخَر من حاله.. ،:بـــابااا حَبيبـــبي الْتَفَت سَريعاً مُسْتَجيباً للهَديل المُحَبَّب لِمَسْمَعيه..حَشَر خاتم الزَّواج في بُنْصر يُمْناه بِحَركة سَريعة و في داخله حَمَد الله على قُدوم ابْنته..فَوُجودها سَيَمْنعهُ من الإسْهاب في تَفْكيره..هو انْحَنى قَليلاً مُتفاعِلاً مع جَريها ناحيته..وَ بِخِفَّة حَمَلَها لَيَدُور بها وَ ضِحْكتها المُتَعالِية تُعيد نَحْت البَهْجة فَوْق جُدْران قَلْبه..تَوَقَّفَ وَ هُو يَحْتَضِنها بِمَلَقٍ يَحْكي عَن شَوْقه..طَبْطَبَ على جَبينها بِقُبْلاتٍ رَقيقه وَ هُو يَهْمِس،:حَبيبة قلبي وحشتيني...وحشتيني بابا جَنى أَمالَ الخَجَلُ رَأسها وَ هي تُعَقِّب بابْتسامة واسِعة وَ كَفَّيها الصَّغيرتان مُتَمَسِّكَتان بِكَتِفيه،:إنت بعد بابا...وحشتني أَهْدى وَجْنَتَها المُتَوَرِّدة قُبْلة هامِساً بِحُب عَميــق لا وَصْف له،:يا بعد عمر البابا إنتِ "أَنْزَلها مُتَسائِلاً وَ هُو يُشير لها لِتَخْرج" مع من جاية؟ أَجابت و هي تَتَقَدَّمه للباب،:مع ماما جِنان صَمَت لِثَوانٍ بها هُو يُثَبِّط عَزْم نَبْضه المُسْتَعِد لِرِحْلة غِياب جَديدة،ثُمَّ أَضافَ سؤالاً جَديداً،:يعني بتقعدون شوي و بتمشون؟ حَرَّكَت رَأسها بالنَفي،:لاا بابا..ماما بس وصلتني و بتروح..أنا بقعد اهني "أدارت رَأسها تنظر إليه و لِملابسه لِتَسْتَفْسِر بِدَوْرها" بابا بتطلع؟ بابْتسامة و هُو يَنْزل العَتَبات مَعها،:اي،بروح السُّوق...تجين معاي؟ هَزَّت رَأسها إيجاباً وَ بِحَماس،:اووكي قال مُوَضِّحاً،:بس بابا بعدين بنروح لخالو ياســ قَطَع كَلِماته وَجْههُا الذي لاحَ لَهُ على غَفْلة من تَجاهُل..كان قَد عَزمَ على تَجاهل مَشاعره و أَفْكاره المُنْحَرِفة مُذ أَنْهى اسْتحمامه..وَ نَجَح في الدَّقائق الماضِية..لَكن وَجْهها أتاهُ لِيُكْمِل لَوْحة العَذاب التي أَغْشَت بألوانها لَيْلته الماضِية..فَجْره..نَوْمه وَ حَتَّى سُهاده..لا يُريد أن يراها اليَوْم،لا يُريد أن يُكَبَّل صَباحه الأوَّل في حياته الجَديدة بِذْكرى مُرْتَبِطة بها..يَكْفي ما حَصَل قَبْلَ ساعات..كان يَقِف على رأس السُّلَّم الأخير المُؤدي للطَّابق الأرْضي وَ بِجانبه ابْنته..تَراجع للخَلْف بِحَذَر و هُو يَرْفع سَبَّابته لِشَفَتيه مُشيراً لِجَنى بالصَّمْت..أَرْهَفَ السَّمْع لِتَصِلَهُ كَلِمات جِنان المُبَطَّنة.. ،:الله يوفقـ ـه مع اللي اختارها تكون مَكانــ ـي عُقْدَة عَدَم فَهْم تَجَلَّت بَيْن حاجِبَيه..أَتْبَعها اسْتنْكارٌ مُمْتَعِض أَرْفَعَ حاجبه الأيْسَر..يَشْعُر بِأنَّ تِلْك الكَلِمات تَتَسَتَّر على مَعْنى خَفي..مَعْنى خاطئ يَبْدو أَنَّ جُنونه فَجْراً زَرَعهُ وَسَط أُنوثتها..تِلْك الأُنوثة المَكْسورة لَن تُفَرِّط في أي مَوْقِف..كَلِمة أو حَتَّى نَظْرة غير مَدْروسة قَد تَصْدر منه..كَما تَوَقَّع..سَتظن أَنَّهُ لا زالَ يَقِف عاجِزاً عند قَدَمي حُبِّها المُخَلَّد..هَمَسَ مُسْتَصْغِراً ما نَطَقَت به،:مَكاني ها ! مَكانش يا جِنان! أَكْمَلَ نُزوله عندما تَأكَّد من خُروجها وَ كَفّه تَحْتَضِن كَفَّ صَغيرته..بِهُدوء صَباحي وَ عَيْناه تَقْرآن صَفحات وَجْه والدته،:صَباح الخير رَمَشَت بِخِفَّة قَبْلَ أن تَرْفَع حَدَقَتيها إليه وَ عَلى شَفَتيها حَطَّت ابْتِسامة لِتُرَحِّب بِقُدوم أَوَّل من أَلْبَسَها إكْليل الأُمومة..أَجابَتهُ بِلَحْنٍ تَسَرْبَل بالحَنان،:صباح النُّور حَبيبي "قَبَّل رَأسها وَهي تَساءَلت لِتَطْمَئن" شلونك اللحين؟ أحسن؟ عادَت العُقْدة و اسْتَوْلَت على مَلامحه لِيَقُول باسْتغراب،:ليش شفيني! وَضَّحت،:جُود كلمتني الصّبح..تقول إنّك البارحة رايح بيت عمتك..و كنت مريض..حرارتك مرتفعة..و استفرغت "بِحَذَر نَطَقَت و هي تُراقِب كَيف بَدَأت رِياح عَدم الرَّاحة تَجُوس بين طَيَّات مَلامحه" دم هُو الذي كان يَجْلس بِجانبها أَصْدَرَ صَوْت من حَنْجَرته وَ كَأنَّهُ يُرَشِّح صَوْته..مَسَّ أَنْفه بِظاهر سَبَّابته مُجيباً بِبَصِرٍ مُنْزَوي،:تعب مؤقَّت يُمَّه..لا تحاتين تَحَرَّكَت كَفُّها وَ بِخِفَّة مَسَّت فَخْذه القَريب..شَدَّت بِرِفْقٍ يُمْطِر دِفْئاً لَذيذاً..وَ بِهْمسٍ تَساءَلت مُلْتَمِسَةً راحة بها تُدَثِّر فؤاد أُمومتها،:ليش يُمَّه كان استفراغك دم؟ طَرَدَ آثار الضِّيق المُتَشَبِّثَة بِوَجْهه إثْر زِيارة الضَّيْف الثَّقيل...الماضي..نَظَرَ لِوالدته بَعْدَ أن شَدَّ شَفَتيه بابْتسامة هي بَلْسَماً بهِ يَتَشَرَّب بِرّه قَلَقها..قالَ وَ يَدهُ تَحْتَضِن كَفَّها،:عادي يُمَّه..لأني ما كنت ماكل شي..فهذا اللي صار تَلَفَّظَت و العَيْنُ تُراقِب سَكَناته باحِثَةً عَن الصِّدْق،:أكيد؟ هَزَّ رَأسه إيجاباً،وَ بِهَمْسٍ باسِم،:أَكيد يُمَّه اسْتَسْلَمَت لِتَأكيده مُحاوِلَةً تَجاهُل وَسْوَسة قَلَقها،:الحمدلله "اسْتَطْرَدَت" شَكْلك طالع؟ ،:ايــه..قلت بروح السُّوق اشتري لياسمين هدية..بما إنِّه أول يوم لنا..و بعزمها على الغدا تَبَسَّمَت بِسِعة وَ مِن عَيْنيها نَطَقَ بَريقٌ مُشَجِّع،:ايــه يُمَّه زين تسوي..و شوف متى يناسبها خل تجي تتغدا أو تتعشى معانا وَ هُو يَقِف،:إن شاء الله "مَدَّ يَدَهُ لابْنته الواقِفة بِجانبه" يالله بابا جَنى تَمَسَّكت بهِ مع تَساؤل والدته،:بتاخذها معاك؟ نَظَرَ لِجَنى بابْتسامة خاصَّة بها مُجيباً،:اي باخذها معاي..تشاركني اختيار الهدية و تتغدا معانا أنا و ياسمين..صح بابا؟ هَزَّت رأسها إيجاباً و الْتَقَطَ بَصَرهُ ابْتسامة الخَجَل و هي تَسْتَريح على شَفَتيها..يَبْدو أَنَّ عَقْلها البَريء قَد اسْتَعَدَّ للإنْخراط في هذه الدَّوامة المُعَقَّدة..، لَوَّح لوالدته مع ابْتِعاده،:مع السلامة أَمَّنَته،:في حفظ الله حَبيبي غادرا المَنْزِل للمَرْكَبة المَرْكونة على مَقْرُبة..اسْتَقَرَّ في مَقْعده بَعْد أن أَجْلَسَ صَغيرته في مَقْعَدِ الرَّاكِب وَ أَحاطَ جَسَدها الصَّغير بِحِزام الأمان..تَحَرَّكَت المَرْكَبة مع إفْصاحه عن سؤاله،:جِناني..ليش البارحة ما جيتين الملجة؟ الْتَفَت ناحيتها للحظاتٍ حَتَّى يَصْطاد رَدَّة فِعْلها..أَسْنانه حَطَّت على شَفته السُّفْلِية كابِحَةً لِجام ابْتسامته..فهي بِعَفَوِيَّة لَذيذة..أَدارت رأسها إليه بِسُرْعة وَ بِعَيْنان جَمَّلَهما اتِّساعٌ مُتَفاجِئ،سَمَحَ لِحَدَقَتيها بالتَّراقِص كَما نُجوم مُتَلألِئة وَسَط السَّماء..كَما تَوَقَّع..هي صَمَتت دُون جَواب..رَنا لها بِطَرف عَيْنه..كانت لا زالت تَنْظر ناحِيته..تَوَقَّفَ عند الإشارة مَما سَاعدهُ على الالْتفات إليها بانْتباه..هذه المَرَّة سَمَحَ لِشَفَتَيه بِمُصافَحة الابْتسامة التي أَزاحَت كَثيراً من الضَّيق الذي شاكَسهَ قَبْلَ دَقائق..فَمَنْظَرها المَتَّخِم بالبَراءة كان يُثير الضَّحِك وَ لَيْسَ فَقَط الابْتسامات..أَهْدابها تَتَصافق بِرَتْمٍ سَريع..كَأنَّما رِياح تائِهة كانت تُهَدْهِدَها..عَدَسَتيها تَتَقَلْقَلان وَسَطَ البَياض بِعَشْوائِيَّة وَاضِحة..وَ يَدها قَد اسْتَقَرَّت عند ذِقْنها بانْطواء..مُباشَرَةً أَسْفَل شَفَتيها المَقَيَّدة زاوية السُّفْلى منهما بأسْنانها..كان واضِحاً وَ جِدَّاً أَنَّها تَبْحَثَ عن سَبَبٍ تَتَّخِذهُ عُذْراً يُسانِد عَدم حُضورها..هُو تَساءَل بِفُضولٍ لِجوابها،:ها بابا جَنى..ما قلتين ليش؟ أَخْفَضَت يَدَها ببطء مع انْحسار السِّعة عن عَيْنيها..عَقَدَت ذراعيها على صَدْرها..مَرَّرت لِسانها على شَفَتيها..وَ مَلامحها الطُّفولِية انْتَبَذّت جِدِّية لا تُليق بها..نَطَقَت،:بابا أنا أدري..قالت لي ماما جِنان إن ما يصير تعزمها العرس "رَفَعت كَتِفها مع ارْتِخاء حاجِبَيها دَلالة على الحيرة و هي تُكْمِل" بس مادري ليش..قالت لي إذا كبرت بفهم عَقَّبَ بِلَحْنٍ ينتظر جَواباً أَوْضَح،:أووكـــي! تابَعَت هي بِكَلِماتها اللطَّيفة،:هم كلهم راحوا العرس..بس ماما جِنان ما راحت..أنا ما رضيت أروح..عشان ما تصير بروحها غَصَّة ثَقيلة تَكَوَّمَت في حَلْقه وَ طَرَقَت أَبْواب قَلْبه المُلْتاع على هذه الطِّفْلة..الذَّنبُ ذَنْبُ والدَيكِ صَغيرتي..عُذْراً..بِعَدد نَبْضاتِكِ..وَ بِحَجْمِ بَراءتكِ عُذْراً...،تَحَرَّكت يَده قاصِدةً خَدَّها..وَ بِمُشاكَسة قَرَصه حَتَّى احْمَر..ارْتَفَعَت كَفُّها بتلقائِية لِوَجْنَتها ناطِقَةً من بين مَلامح الألم،:بــــابــااا اححح ! قال بِنَبْرة زَعل مُصْطَنَع و هو يَميل شَفَتيه،:احح ها..تستاهلين..تخليني بروحي و تقعدين ويا أمش نَظَرَت له من خَلْف عُقْدة حاجِبَيها لِتُجيبه بِدَهاء طُفولي،:مو بروحك..وياك خالو ياسمين تَرَدَّدَت ضِحْكته باعْتلاء وَ هُو يُعَلِّق،:غلبتيني جِنانو.."اعْتَدَل في جُلوسه وَ هُو يُرْدِف بِبَحَّة" خلاص سامحتش تَساءَلت بابْتسامة واسِعة،:يعني بتشتري لي هدية نفس خالو ياسمين؟ ضَيَّق عَيْناه وَ هُو يَلْتَفِت إليها لِيَقُول بابْتسامة مائِلة،:بنشــووف ,، ابْتسامَة الحَرَج كانت أَوَّلَ تَعْبير شاكَسَ مَلامحها المُسْتَرْخِية عندما قابَلَها وَجْهه..نَطَقَت بِنَبْرة آسِفة مع انْحراف عَدَسَتيها للذي كان يَشْدو جَمالاً بَيْن كَفَّيه،:عُذْراً على التَّأخير ابْتَسَم بِتَفَهُّم و هُو يُجيبها بلغة إنجليزية ذات لَكْنة آسيوية واضِحة،:ليست مشكلة سيدتي "أشارَ بِرأسه للذي يَحْمله و هُو يَدْنو به إليها" تفضّلي تَناولت الجَمال الطَّبيعي..و ما إن أَمْسَكته حَتَّى سَكَنت روحها المُتَحَمِّسة رائِحة عَذْبة..تُضيء العَتْمة و تَهْدي الرَّمادِية أَلْوان أَمَل..الْتَبَسَت الإبْتسامة رِداءَ شُكْرٍ لَفَظَهُ لِسانها،:شُكْراً جَزيلاً..تَماماً مثلما أَرَدت بادَلها الإبْتسامة،:مُمتاز قالت و هي تَتَراجع للخَلْف،:ثوانٍ.. اتَّجهت للطَّاوِلة الصَّغيرة المُتَوَسِّطة غُرْفة الجُلوس، ثُمَّ وَ بِحَذَر اسْتَقَرَّت بالمَزْهَرِيَّة فَوْقَها..أَسْرَعت لِحَقيبتها المُرْتاحة عند زاوية إحْدى الأَرائِك..تناولت منها مَحْفَظَتها قَبْل أن تَسْتَدير عائِدة للعامِل..أَو بالأحرى رَجُل تَوْصيل الطَّلَبات لِمَتْجَر الزُّهور المُعْتادة على التَّعامل مَعه..سَلَّمته النٌّقود و هي تَشْكُره مُجَدَّداً،قَبْلَ أن يُغادِر مُغْلِقَةً الباب خَلْفه..أَخْفَضَت الحِجاب فَوْقَ كَتِفَيها و قَدَمَاها تَسْتَجيبان لِنِداء الفِتْنة المُتَّكِئة عَلَى مَقْرُبة من قَلْبها..قَصَدت الطَّاولة لِتَسْتَقر بِرُكْبَتيها عندها..مَسَّت بِباطن يُسْراها المَزْهَرِيَّة الشَّفافة،و باليُمْنى بَدَأت تُداعب إحْدى الزَّهرات المُتَسَرْبِلة بِلَونٍ أُرْجواني داكن..كانت زَهْرة تُوليب رَقيقة..تُحيطُ بِها أَخَواتها المُتَبايِنة ألوانهن بين الأُرْجواني الفَخْم و الأَبْيَض النَّقِي،و بعضٌ من زُهور الخزامى الصَّغيرة قَد انْطَوت بِدفء بَيْن سيقانها المُخْضِرة..بَصَرُها كان يَطُوف على البِتِلَّات النَّدِية مُسْتَلِذَّاً بِسِحْرها..تَمْتَص حَدَقَتاها الأَلْوان المُفْعَمة بالحياة..لِيَرْتَشِفها القَلْب وَ يهدي النَّبَضات انْتعاش..فِعْلاً،أنْعَشَتها هذه اللَّوْحَة المُتَّخِمة بالرَّوْعة..فجَميع حَواسها قَد اسْتَجابت إليها بخُشوع..سُبْحانَك رَبِّي ما أَتْقَن صُنْعَك..،مَرَّرَت أَطْراف أَناملها عَلى الزُّهور مُتَحَسِّسة نُعومتها البارِدة..بِمَسِّها هي تَزْرَع رَبيعاً جَديداً داخلها..و باسْتنشاقها لِعِطْرها الهادئ،تَطْمس روائِح الماضي النَّتِنة..التي لَم تَفْتئ من تَقْويض سَعادتـــ... .. ارْتجافَة مُرْعِدة قَبَضَت على حَواسِها و جَسَدِها الذي تَصَلَّب حينما الْتَقَطَ بَصَرُها وُجوده..كان قَد فَتَحَ باب غُرْفَته بِحَرَكة سَريعة و مُفاجِئة..دُون مُقَدِّماتٍ شَرَع الباب لِيَكْشف عن هَيْأته المُبَعْثَرة كُلِّياً من النَّوم..هُو تَجاوز الخط الفاصل بَيْن غُرْفَته و غُرفَة الجُلوس بِخُطوات طَويلة و سَريعة..قاصِداً باب الشِّقَّة الذي لا زال يَسْكن وَسَط قِفْله مفتاحها..فَتَحه تَحْت مَرْأى من عَيْنيها المُسْتَسْلِمَتَيْن لاتِّساع التَّوَتُّر..مالَ جِذْعه للخارج لِثَوانٍ و كَأنَّه يَبْحث عَن أَحد..قَبْل أن يَتَراجع و هُو يُعيد إغْلاقه..اسْتَدار و هي تُتابِع حَرَكاته بِعُنُقٍ خَدَّرهُ التَّشَنُّج..وَ قَلْبٌ تَضَخَّمت حُجْراته من سَيْل النَّبَضات العارِم..هُو عندما اسْتَدار كان بَصَرَهُ مُتَشَبِّثاً بالأرْض..و شَفَتَيه تَتَحرَّكان بِخِفَّة،وَ كَأنَّهُ يَهمس بِكَلِمات..خَطَى خُطْوة و في الثَّانِية اصْطَدَمَت قَدَمهُ اليُمْنى بِطَرف الأَريكة لِتَرْتَفِع يَدَها إلى فَمِها تُشارك مَلامح الذُّعر الاسْتحواذ على وَجْهها القَحِط مِن لَوْن..خامَرَ الأَلَمُ آثار النَّوم التي كانت تَتَدَثَّر بها مَلامحه مع وُلوج تَأوُّه من بَيْن شَفَتَيه و هُو يَنْحَني لِقَدمه..ارْتَفَع من حنجرته هَمْسٌ مَبْحوح يَغْشاهُ لَحْن اسْتغراب و عَيْناه تُناظِران الأريكة،:هذي شلون يَت اهني! تَأفْأفَ و هُو يَعُود واقِفاً و العُقْدَة قَد اتَّخَذَت ما بَيْن حاجِبَيه مَرْتعاً لَها..اسْتَقام في وُقوفه بِجَسَدٍ يُقابِل اليُمْنى..أَراد أن يَسْتَدير للأمام لَكن عَدَسَتاه انْحَرَفتا اسْتِجابَةً للظِل الغَريب..تَعَلَّقَ بَصَرُه بِها و العَقْلُ لا زالَ يُغَيِّبَهُ النَّوْم..عُقْدة حاجِبَيه تَضاعفت حَتَّى طالت باقي وَجْهه البادِية عليه إمارات الانْزعاج..رَكَّز بَصَره عليها للحظاتٍ قَصيرة قَبْلَ أن يُدير رَأسه ببطء مُلْقِياً بضع نَظرات على الباب المُوْصَد..ثُمَّ الأريكة المُتَحَرِّكة بِغَرابة..و أَخيراً هذه..الأُنْثى المُتَعاقِدة مع الحُلْم..رَمَشَ بِخِفَّة مع نُزوح العُقْدة عن وَجْهه..مَرَّغ بَصَرهُ عَليها لِدَقيقة..بِصَمْتٍ و بِسُكون رَاكَما صُخور الارْتباك فَوْق حَواسِها..كانت تَرْتَعِش من رَأسها حَتَّى أَخْمَصِ قَدَميها..فَقَدت السَّيْطَرة على نَفْسها..و القُدْرة بَدَأت تَشْخَبُ من أَطْرافها..وَ كَأنَّها قَد شُلَّت وَ الحَرَكة قَد أَضاعت الطَّريق إلى جَسَدها..كَما قالبٌ من ثَلْج كانت..مُتَصَلِّبة رُوحاً..دَماً وَ عِظاما..حَتَّى جِلْدها..تَكَاتَفَت طَبَقاته و تَلاصَقَت بِشِدَّة..مُخْنِقةً المَسامات لِتَمْنَعها من التَّفاعل مع المَوْقِف الأبْلَه الذي أَغْرَقَت نَفْسَها فيه..نعم هي قالبٌ من ثَلْج يَغْرَق وَسَط بَحْرٍ ها هُو يَرْتَدي الجَليد مُعْدِماً مُيوعته..حَتَّى لا تَخْتلط به مَشاعر مُعُقَّدة تُضَعِّف من تَيْهه و ظُلْمة قاعه..نَعم كانت هي الجَليد.. وَ هُو البَحْر الذي حاكى تَصَلُّبها لِيَنْجو من الغَرابة..،بِهُدوء أَبْعَد عَدَسَتَيه عنها..هَزَّ رأسه بالنَّفي..و كَأنَّهُ يَقْتَطِع فِكْرة أَن تَكون حَقيقة..وَسَط مَأواه وَ أمامه..تَفْصلهما خُطْوات بِعَدد الغُرَز الغافِية فَوْق ذِقْنه..أَدارَ كامل جَسَده..ثَمَّ تَحَرَّك بآلِية و لِسانه يُواصِل تَمْتَمته،مُقْنِعاً وَعْيه أَنَّها هَلْوسة نَوْم لا أَكْثَر..نَوْمٌ قَد أَفْرى لِذَّته حُلْمٌ مُزْعِج اسْتَهَلَّه صَوْت الجَرَس..ثُمَّ الأريكة..وَ أخيراً نُور..أُنْثاه المُكَبَّلة دَوْماً بِقُيود الحُلْم..، عادَ إلى غُرْفته..أَغْلَقَ الباب..خَلَى المَكانُ مِنه..وَ بَقِيَت وَحيدة كَما قَبْلَ ساعاتٍ عندما وَطَأت قَدَماها أَرْض مَخْدعه..لَكِن الآن..في هذه اللَّحْظة..جَوْفُها قَد اسْتَوى بَلْقعاً يُسْمَع فيه صَوْت صَفيرٍ مُزْعِج..يشْبه زَعيق قِطارٍ قَديم يَسْتَعِد للرَّحيل بِكَبائِن مُحَمَّلة بِأرواحٍ تُلَوِّح لها أَكُفَّ الخَسارة..فَمَشاعِرها البَلْهاء..المُتَسَرِّعة..و المُتَعَطِّشة بِجُنونٍ مَنْبوذ..كانت هي الأرْواح المُسْتَجيبة لِنداء الخَسارة..وَ القِطارُ كانت مُوافقتها التي قَذَفتها لِهّذهِ الوَغى المُلَغَّمة بالخَطَر..مُوافقتها على الزَّواج منه خَطَأٌ عَظيم..لا تُسَمِّمها أَشْواكه إلا حينما تَلْتَقي الرُّوحَيْن..وَ كأنَّما باللّقاء تُرْفَعُ أَعْلام الفِراق التي أُحيكَت بِخُيوطٍ تَعي جَيِّداً أَنَّ من المُحال أن تَرْتَبِط الرُّوحَين بِسَلام..،أَسْدَلَت جِفْنَيها بِأَلَمٍ و الأَسَى قَد عَزَفَ على وَتَرِ الشَّفَتَيْن لَحْنَ عُبوسٍ مَرير..فَرَّت مِن العَيْن دَمْعة..كانت رِثاءً لِقَلْبٍ قَطَّعتهُ النَّبَضات لِأشْلاءٍ لا تُجَمَّع..نعم النَّبَضات..تِلْك المَخْلوق الرَّقيق..صَيَّرها الشُّعور المُسْتَسْلِم لِواقع الفِراق سُيوفاً تُعاقِب الجَوى لاتّخاذهِ طَلال سَيِّداً له..لَم أَكُن أَعْلَمُ أَنَّكَ الرَّجُل الخَطأ طَلال! هذا ما هَمَسَ بهِ القَلْبُ و هُو بَيْن أَشْلائه صَريع..هُنا..عندما يَصِلُ القَلْب لِزِقاقٍ مُظْلِم يَتيمٌ من ضَوْءِ نَجاة..يَبْدأ بِجَلْدِ ذاته..يَبْدَاُ مَرْحَلة التَّعذيب و الوَجَع..يَبْدَأُ بِتَسْميم نَفْسه بأمْصالٍ من لَوْم..وَ هُو يَعي.. بل وَ مُتَيَقِّن بِبراءته و قِلَّة حيلته..فَهْوَ عَبْدٌ لِلحُب..يَحِلُّ عَليه كَما ابْتلاء ليس مِن حَقّه أن يَدْفع شَرّه..فقط يَصْبر..فَرُبَّما القَدَرُ يُحَوّره إلى نعْمة تُعيد بَثَّ الحَياة فيه..أو يُواصِل عَمَلهُ كابْتلاء يُوْهِن الرُّوح و الشُّعور..،رَفَعت جِفْنيها كاشِفة عن مُقْلَتان شَوَّشَ بَياضَهما احْمرارٌ رَطِب..لَهُ الْتماعٌ يَعْكِس ضِعْفها..نَعَم هي ضَعيفة..بَل و الضُّعف يَتَفَرَّعُ منها..كَيْف صَدَّقَت أَنَّها قَد تَجاوَزَت حَقيقة ارْتباطها به! بِطَلال..خال طَليقها..عَبْدالله البَريء..طَلال الذي جَمَعتهُما مَعاً قُبْلة هَيَّجَها كابوسٌ مُلَطَّخ بالحَرام!كَيــف؟كَيـــــف نُــور؟! تَلَقَّفَت مَلامحها المُتَهَدِّلة بِكَفَّيها المُرْتَعِشَتَيْن..ضَغَطَت وَ كَأنَّما بِضَغْطِها تُفَتّتِ الحَرَجَ الذي جَثَم صُخوراً ثَقيلة فَوْق ذاتها..مُحْرَجة هي من فِعْلتها..لا تدري فيما كانت تُفَكِّر عندما أَطاعت والدها..أَوَّلاً بالموافقة على طَلال..وَ من ثُمَّ هذا الغباء..أَن تَحْشِر جَسَدها وَسَط شِقَّته..يا تُرى فيما كان يُفَكّر حينما تَعَلَّقَ بَصَرهُ بها قَبْلَ دَقائق؟ بالتَّأكيد كان مُسْتَنْكِراً وَقاحتها و عَدم اسْتئذانها..لا بل هي تَجَرَّأت وَ أَعادت تَرْتيب الأرائِك..غَسَلت ثَوْبه و ابْتاعت لِأجله زُهوراً! بأي حَق نُور..بأي حَق! مَسَحَت وَجْهها بِرَبْكة يُخالطها امْتعاض..زَفَرَت بِضَع حَرج و هي تقف وَ الحَرارة تَشْتَعل في جَسَدها حَدَّ شُعورها بالتَّعَرُّق..تَحَرَّكت بسُرْعة ناحِية حَقيبتها و هي تُعيد إحاطة وَجْهها بحِجابها..الْتَقَطَتَها بَعْدَ أن أَلْقَت فيها المِحْفَظة..تَوَقَّفَت لِلحَظات تنظر للزَّهر المُتَلألئ جَمالاً..ازْدَرَدت غَصَّتها و مَلامحها صَدَّعها الأَلَم..أَلَمٌ على حَياة تَرْفضُ أن تَمْشي كَما الحَياة..بِطَبيعية..بِهُدوء و بسَلام.... وَ رُبما...بِحُب...خَنَقَت في جَوْفِها تَنْهيدة..ثُمَّ خَطَت ناحِية الباب مُخْتارةً الهُروب من هذهِ الحَرب الجَلِيَّة نتائجها..لَم يَكُن الباب مُقْفَل..لذا فهي فَتحتهُ مُباشَرةً مُتَجاهِلةً مفتاحها الغافي وَسَط قِفْله..شَرَعته..تَقَدَّمت ساقها اليُمْنى و.... ،:ويـن بتروحين ؟ ، هُو دَلَفَ إلى الغُرْفَة وَ تَمْتَمَته لَم تَبْرَح لِسانه..مُتَأَكِّد أَنَّه سَمِعَ رَنينَ الجَرَس..بالطَّبع سَمعه! لِماذا إذن طَفى وَعْيه فَجأة من غَرَقِ النَّوْم؟!أَيُعْقَل أَنَّهُ حُلْم!..حُلْم تَفْصِلْهُ عَن الحَقيقة أَنْمُلة أَو أَقَل! وَ نُور..نُـور...لا يُمْكِن..لا يُمْكن..بل..بــل يُسْتَحال أَن تَكُون حَقيقة! ارْتَفَعت يَده ماسَّاً بأصابعه صِدْغه..مَسَّدَ بِخِفَّة و الخُمول لا يَكُف من العَبَث بِمَلامحه..بَوادر صُداع تُلَوِّح لَه..زَفَر بِمَلل و هُو يَتّجِه لِدَوْرة المياه..تَغَسَّل سَريعاً ثُمَّ خَرَج و الضّيقُ سَحابة رَمادية تَطُوف حَوْلَ مَدائن وَجْهه..كان يُريد أن يَهْرب من مَخالب أَفْكاره وَ تَأنيب ضَميره الذي ازْداد اشْتعاله بَعْدَ رُؤية عَبْدالله..اخْتارَ أن يَغُوص في النَّوْم فاصِلاً حَواسه..وَعْيه..وَ ذاته عن الواقِع،حَتَّى لا يُخْنَق من دِماء جَديدة هي نَتاجٌ لِجَلْدٍ نَفْسي..اكْتفى من الجَلْد..رُوحاً وَ جَسَداً...،حَشَرَ ذِراعيه في كُمَّي سِتْرة رَمادِية الْتَقَطها عَشْوَائِياً من خِزانته..وَ قَبْلَ أن يَحْشِر رَأسه فيها..واجَهَ المِرْآة بِظَهْره لِتَنْعَكِس صُورته..تَخَبَّط بَصَرهُ ببقايا آثار تِلْك الليْلَة..فَظَهْره..شارَك قَلْبه..روحه..ذاته..و عَقْله في إرْث المَاضي الشَّيْطاني..فالذّكْرى رَفَضَت أن تُحَرّره..و اخْتارَت أن تَنْحِت نَفْسها فيه بِكُل الأساليب و الطُّرق..وَ كان ظَهْره أَحد الضَّحايا..اثْنتان وَ خَمْسون جَلْدة فَقَط..انْهارَت قِوى ناصِر وَ لَم يَقْدِر على إتْمامها..لا زال يَتَذَكَّر آهاته التي حَبَسَها قِسْراً بَيْن أَضْلاعه..فَلَم يَكُن من حَقّه التَّألم أو البُكاء..فَهُو مُجْرِم..عاصٍ وَ مُطيعٌ للشَّيطان..ليس من حَقِّ عَيْنه أن تَسْتَعيرَ دَمْعاً بهِ تُضَمِّدَ أَوْجاع ظَهْره النَّازِف من الجَلْد...هُو أَتى ناصِر مُطالِباً بالعِقاب..أَتاهُ راضِياً وَلَو بِذَبْحٍ يَنْهَب رُوحه لِيُلْقيهِ وسَطَ قَبْرٍ حَقير رُبَّما يُليق بِجُرْمِه...أَتاه و صَبيب مُقْلَتاه بَصَق على شَعْرِ وَجْهه رَمادِية لَمَ تَغِب كآبَتها إلى يَوْمنا هَذا... ، انْحَنى و الانْهِيارُ يُسَيِّرهُ بِلا تَدْبيرٍ وَ لا تَفْكير..يَشْعُر وَ كَأنَّ السَّماء قَد أُطْبِقَت على ظَهْره حَتَّى باتَ يَحْمِلُها..وَ كَأنَّ هُموم العالَم أَجْمع قَد تَعَاضَدَت وَ أَثْقَلت كاهِله..تَشَبَّثَ أَصابعه المُرْتَعِشة بِقَدَمه وَ وَجْهه المُنْتَبِذ بَحْراً من دُموع مَرَّغهُ بِحذائه المُنافِس بِلَوْنه سَواد فِعْلته..نَطَقَ وِ لِسانه يَتَلَعْثَم من سَيْل الشَّهَقات..،:اذذ..اذبــحـ ـني...اذبحــ ...ــحنــ ـي..أَو... أو..احرقنـ ـي..احرقــ ـني..سو فينـ ـي اللي تَبـ ـي"ضَرَب جَبينه بالحِذاء ضَرَبات سَريعة وَ قاسِية و هُو يُرَدّد" اســ ــتاهـ ـل..اسـ ـتاهل...استاهل.. .. اسـ ـ...ــتاهل.. شَهْقة مُسَنَّنة فَرَّت من حَلْقه عندما تَلَقَّفَت يَدُ ناصِر قَميصه من عُنُقِه وَ هُو يَهْمِس بِفَحيحٍ قاِتِل،:مَجْنـــون أنا أذبحك! أخليك ترتاح من الدنيا و أذبحك..إنت لازم تتعذب قبل..و تاخذ جَزاك "صَفَعَ خَدَّه بِظاهِر كَفَّه و هُو يُرْدِف بِحِقْدٍ يَكادُ أن يَتَفَجَّر من عَيْنيه" لازم أروعك مثل ما رَوَّعت بنتي..مو أذبحك و أخلصك من العذاب..يالنَّــــذل رَكَلَهُ للأرض بِغَضَبٍ سَوْداوي قَبْلَ أن يَتَقَهْقَر جَسَدَهُ بِهَوان..مالَ إلى الجِدار القَريب مُسْتَنِداً عَليه بِجانِب جَسَده وَ صَدْرهُ يَرْتَفِع وَ يَنْخَفِض بِرَتمٍ غير مُتَّزِن..أَنْفاسه تَعْبر جَسَدهُ صَياخيد تَكادُ أن تُرْمِد القَبْو الذي تَسَتَّر على اعْتراف طَلال المَرْعوب..نَعَم كان مَرْعوب..فَهْو مَسَّ امْرْأة مُحَرَّمة عَليه..قَبَّلها..قَبَّلها كَأنَّما كان يَرْتَشِفُ خَمْراً..كَفُّه امْتَصَّت خُطوطها رَحيق عُنُقِها..وَ أَنْفاسه قَد اصْطَدَمَت بِعَبير خُصلاتها..سَكَنت ذاتهُ بالحَرام..وَ تَذَوَّق شَهْدها بالحَرام..هُو لَطَّخَ رُجولته و أنوثتها بالحَرام..مُتَّبِعاً شَيْطانه الأَرْعَن..،أَلْصَقَ جَبينه بالأرْض البارِدة..أَغْمضَ عَيْنَيه بِشِدَّة يُحاوِل أن يَخْلع المَوْقِف المُقْرِف عن بَصَره..هُو مُذْنِب..ارْتَكَب رَذيلة..وَ لا يَدْري بِأيِّ وَجْهٍ سَيُطالِب الله بالمَغْفِرة..هُـو..هُـــو..ماذا يُسَمَّى..ماذا يُسَمَّى الذي يَمس امْرأة لَيْست حَلاله..زانٍ....زانٍ.. ..هُو قَد زَنى! انْتِفاضَة مُميتة هاجَمَته حَتَّى طالت أَعْمَقَ جُزَيءٍ فيه..تَمَسَّكَ بالأرْض بِيَدَين مُتَقَفِّزَتان بالرَّعْشة..ببطءٍ وَ بِقُوَّة مَسْفوكة رَفَع ظَهْره وَ الرَّأسُ لا زالَ يُقابِلُ الثَّرى..كَشَفَ عَن عَيْنيه لِيَتَّضِحُ البُكاء وَ هُو يَسْبَحُ وَسَطهما..تَخَبَّطَت حَدَقَتاه على اللتَّان احْتَفَظتا بَيْن طَيَّاتهما بِأَدِلَّة الجَريمة..ناحَ وَجْسَهُ مع انْتِحار الدَّمْعة من سَطْحِ عَيْنه المُغْرَقة،:زَنيـــ ــت...أنــا..زَنيـ ـت! هُو..ناصِر..الأب الذي كان يُعاين في خَياله وَضْعَ فَلِذة كَبِده..نُور عُمْره..كان يُعاين حالَها بَعْدَ قُبْلة هذا المُتَهَوِّر..قالَ أَنَّها اسْتَفرَغَت بِشِدَّة..لا شَك أَنَّهُ أَفْزَعها بِجَريرته..فَهْو قَد أَلْقى بها في جُحْرٍ سَتَظَل تَلْسَعُ ذاتها وَسَطه تَأنيباً و تَقْريعاً..يَعْلمُ أَنَّها سَتُشْرِك نَفْسَها في الخَطيئة..مُتَّخِذة مَشاعرها السَّابِقة له حُجَّةً..لَكــن..لكن الذي لَم يَفْهَمه..وَ لَم يَتَسَنَّى لِعَقْله فَك شيفرته..قَوْل طَلال..بِأنَّ نُور كانت..كانت...غَريـــبة! ،:أنا زانــ ـي..شسويــ ـت..شسويـــ ــ آآه آه جارِحة اقْتَطَعَت نَدَمهُ الذي غَرَسَ أَوَّل بَذوره..لِتَبْدأ رِحْلة أسَف سَرْمَدي..لا نِهاية له..ناصِر التَفَت بِانتباه لِطَلال الذي اتَّخَذَ الأرْض وِسادةً له..هُو يَكادُ أن يَحْفرها قَبْراً لَعَلَّه يُواري بهِ سوء فِعلته..رَمَشَ ببطء و هُو يُنْصِت جَيّداً لِهَلْوَسته...اتَّسَعت عَيْناه عندما الْتَقَطَت أُذْنه الكَلِمة التي استَنْفَذَ لسانه حُروفها من نُطْقه لها..الكَلِمة التي اتَّهَمَ نَفْسهُ بِها..فَتَحَ فَمَهُ يُريد أن يَنْهَره...لَكِنَّ رَغْبة جامِحة وَ غَريبة اسْتَجاب لها مُكْرَهاً نَهَبَت منهُ الكَلِمات..أَطْبَقَ شَفَتيه..ازْدَرَد ريقه..و في جَوْفه هَمَسَ صَوْتٌ نادِراً ما تَسْمعهُ ذاته..صَوْتٌ كَبَّل ضَميره حَتَّى لا يَرْدَعه..هَمْسٌ يَقُول..فَلْتَكُن زانٍ طَلال..فَلْنُلْبِسْكَ الذَّنْبَ الذي أَقْنَعتَ حواسك بِأنَّكَ مُرْتَكِبه..، اعْتَدَل في وُقوفه،ثُمَّ اقْتَرَب بِقَدَمان تَنْتَعِلان ثِقْلاً..في تلك اللحْظة كان مُتَيَقّناً أنَّ الشَّيْطان غادَرَ طَلال لِيَسْكنه..لَكِنَّهُ وَ رَغْمَ تَيَقُّنه كان مُسْتَسْلِماً لِتَوْجِيهاته..فالغَضَبُ على نُوره سَلَب نُور الحِكْمة من لُبِّه..و دَفَعهُ للنُّطْقِ بحُكْمٍ مُغْرِض يَجْهَل عُظْم إثْمه..هَمَسَ و عَيْناه تُبْصِران سَعادة طَلال و هي تُوَدِّع الحَياة الوَداع الأخير..،:و الزاني يا طَلال عقابه عند ربي الجَلْد..الجَلْد مئة مَرَّة ، أَغْلَقَ صُنْدوق الذِّكْرى مُكْتَفِياً..فَلا حيلة لَهُ لإعادة إحْياء الوَجَع المُهَوّل الذي أَلَمَّ بهِ في ذلك الفَجْر المُتَّخِم بالشُّؤم..انْتَزَعَ من صَدْره تَنْهيدة مُرْهَقة وَ هُو يُكْمِل ارْتداء سُتْرَته،قَبْلَ أن يَتَحَرَّكَ ناحِية الباب..أَمْسَكَ المِقْبَضَ بِتَرَدُّد،مَرَّر لِسانه على شَفَتيه وَ مِن ثُمَّ أَخْفَضه بِهُدوء..بانَت فُرْجة صَغيرة اسْتَطاع أن يُبْصِر من خِلالها..ضَيَّقَ عَيْناه مُدَقِّقاً،وَ ما إن اسْتَوْعَب عَقْله هَيْأتها حَتَّى ماجَ حُزْنٌ آسِف في قَلْبهُ..حُزْنٌ داعَبهُ حَنانٌ لا يَبْزَغ إلا لِأجْلها..إذن أنتِ حَقيقة..أنتِ حَقيقة نُــور..أنتِ نُورٌ يُضيء واقعي..لَسْتِ حُلْماً كَما اعْتدتِ أن تَكوني....كانت تُغَطّي وَجْهها بِكَفَّيها..وَ كَأنها تُحاوِل أن تُطَبْطِب على تَعَبِه المَرْسوم بِأناملِ فَنَّانٍ وَرَثَ الحُزْن و تَوابعه..زَمَّ شَفَتيه بِأسَى وَ لِسان حَاله يَهْمِسُ بِحَسْرة..إلى أي مَدَى دَمَّرْتُكِ نُور..إلى أي مَدى؟ تَصافَقَت أَهدابه بانْتِباهٍ لِتَحَرُّكاتِها..كانت قَد سَتَرت شَعْرها و ثَبَّتت حَقيبتها على كَتِفَها..قَبْلَ أن تَقِف باعِثَةً نَظرات لَم يَسْتَشِف فَحْواها لِأزْهارٍ كانت تَسْتريح فَوْق الطَّاوِلة..تَحَرَّكت مُسْرِعَةً قاصِدةً الباب..و هُو من خَلْفها قَد خَطَى مُفارِقاً غُرْفته..نَطَقَ مُنَحِّياً تَرَدُّده و هُو يَراها على مَشارف الخُروج،:وين بتروحين؟ ,، اتِّساعٌ مَذْهول خالَطَهُ اسْتنكار ذاك الذي أَحاطَ بِعَيْنَيه..اعْتِلاءٌ مُتَعَجِّب اسْتَحْوَذَ على حَاجِبَيه..وَ لَم يَمْنَع السُّخْرِية من الرُّكون عند زَوايا مَلامحه..نَطَقَ وَ صَوْتهُ قَد حَوَى جَميعَ ما سَبَق..،:هذا إنت اللي تكلمني لو مَبدْلينك! "مالَ في وُقوفه وَ هُو يُحَرِّك يَدهُ مُحاكاةٍ لِحَديثه" وين راح احترام القانون و الشروط و الصدق و عدم التَّهور؟! اشوفك قمت تتغاضى عن مَبادئك! زَمَّ شَفَتَيه كاظِماً غَيْظه من سُخْرِيَته..اسْتَنْشَقَ صَبْراً بِهُدوء قَبْلَ أن يُجيب بِهَمْسٍ قاطِع،:أنا ما بسوي هالشي إلا عشان القانون..القضية معقدة عَزيز..و احـ قاطعهُ بِحاجبٍ مَرْفوع مع اسْتِقامة وُقوفه،:و شنو هالقضية المعقدة؟ ابْتسامة مَكْر شَدَّت شَفَتيه قَبْلَ أن يَلِجُ من بَيْنهما اسْم أَيْقَظَ الحِقْد وَسَط قَلْب عَزيز،:سلطــان عُقْدة أشارت لِعَدَم فَهْمة تَرَبَّعت بَيْن حاجِبه...تَساءَل مُطالِباً بِتَوْضيح،:و من متى سلطان صار يهمك؟ عَمَّار يوم اشتبه فيه محد فيكم سمع له..لين ما المسكين قام يلاحقه و ما كان عارف بخطورته و كانت نهايته القتل "اسْتَطْرَدَ بِضِحْكة قَصيرة تَغص بالقَهَر" طبعاً القتل اللي بقدرة قادر تحوَّر إلى حادث سيارة طَبيبعي اقْتَرَب منهُ أَكْثَر شاطِباً الخُطْوة التي كانت تَتَوَسَّطهما..تَلَفَّتَ بِحَذّر فاحِصاً القاعة التي تَحْملهما..كانت إحْدى قاعات المَرْكَز الكَبيرة نِسْبياً..لَم يَكن يُشاركهما المَكان سوى شرطيان و آخر من المختبر الجنائي و الذي كان يجلس على أحد المَقاعد يَعْبَث بهاتفه..عادَ وَ قابَل رَفيقه لِيُكْمِل إقْناعه بِنَبْرَة أَخْفَضَتها السِّريَّة المُتَدَثِّرة بها القَضِيَّة،:من أيَّام عَمَّار كان يهمني..و زاد الاهتمام بعد ما قابلت طَليقته تَضاعَفت عُقْدَته وَ لِسانه كَرَّرَ باسْتنكار حاد،:طَليقته! سلطان للحين متزوج..و عنده عيال على حد علمي حَرَّكَ رَأسه بالنَّفي،:لاا منفصل..و من سنين بعد..بس أكيد إنّه واصل حياته مع ثانية ارْتَفَع حاجِباه مُؤكِّداً،:ايــه أنا متأكد..و زوجته من بيت الــ.... بنت خير..ماشاء الله وارثة من أمها و أبوها وَضَّحَ،:أنا ما تهمني زوجته الحالِية..اتهمني وحده ثانية اسْتَفْسَر،:من هي؟ نَظَرَ لهُ لِيُجيب،:طليقته "وَ بِثِقة" زوجتي حالياً مَسَحَ بِعَدَسَتيه وَجْه رائِد..بِدِقَّة وَ تَرْكيز..نَبَّشَ بَيْن مَلامحه وَ تَفَرَّسَ فيها بِخِبْرة ثُمَّ كَشَفَ عَمَّا انْبَثَق في خاطره،:فاتــن فَغَرَ فاهِه و الاسْتيعاب يَذْوي منهُ شَيْئاَ فَشيء..تَبَعْثَرَت الأفْكار وَسَط عَقْله..وَ الصَّدْمة قُذِفَت عَليه كَما صَخْرة..كَيْف يَعْرفها!..بِشُرود،:شنـــو! أَكْمَل عَزيز بتساؤل،:إنت تقصد بطليقته فاتن؟ المراهقة اللي كانت معاه في برلين؟ "هَزَّ رَأسه بالإيجاب و فُوَّهة الصَّدْمة لا زالت تَتَوَسَّط شَفَتيه مع مُواصَلة حَديث صَديقه" كنت أظن إنّه على علاقة غير شرعية معاها..ما توقعت إنّه كان متزوجها تَجَهَّمَت مَلامحه ناطِقاً بِضيق صَريح،:شقصدك عَزيز؟ أَوْمَأ رَأسه بِتَفَهُّم،:آسف..مو قصدي أتعرض لشرفها أو أسيء لها..بس لأني ما أعرفها و لا كنت مهتم لأمرها..بس اسمها مَر علي قبل سنوات في بَرْلين..وَ قريته في ملف وحدة من القضايا جاءَ دَوْر رائد لِيُفْصِح،:قضية شَجَرة البرتقال أَكَّدَ،:اي هذي القضية..مقتل مربيتها و زوجها و بنتهم..سلطان نفسه بَلَّغ عن الجريمة..في التقرير كان مكتوب إنّ فاتن اتهمته..كانت مصرة إنّه القاتل..المحققين أرجعوا هالاتهام للصَّدمة الشنيعة اللي تعرضت لها كَشَفَ عَن تَنْهيدة أَحْرَقَها أَساهُ على حالَ حَبيبته،:و للحين الصَّدْمة ما فارقتها..يمكن لو تقطّع سلطان بيدها ما تنطفي جمرة قهرها تَساءَل بفضول،:شلون تزوجتها؟ ابْتسامة حُب لَوَّنَت الرَّمادِية التي شاغَبته..و عَيْناهُ قَد مَرَّ بِهما طَيْفُ الذِّكْرى الجَميلة،:الْتقيتها يوم رحت برلين عشان أواصل بحث عَمَّار عن سلطان..صارت بينا بعض المشاكل لاعتقاد كل واحد فينا بوَحشية و شَر الثاني "حَرَّكَ كَتِفَيه و الابْتسامة تَتَّسِع" بس بَعدين عرفنا إن هَدفنا واحد..وو أَكْمَل عَنْهُ عَزيز بِلَحْنٍ تَدَثَّرَ بالمَلل،:و فجأة طاح عليك نيزك من اللامكان و فَجَّر الحُب وَسط قلبك و استويت مجنون و فاقد للعقل حالك حال غيرك و تزوجتها باسْتفزاز،:بالضبط..هذا اللي سواه فيني حبها تَجاهله مُضيفاً سؤالاً آخر بهِ هو يُجَمِّع قِطَع الأُحْجِية حَتَّى يَحل اللغز،:اللحين يعني إنت تبي تمارس تجسس سري على سلطان؟ بِتأكيدٍ و حَماسٍ يَتَراشق من حَدَقَتيه،:تقريباً..بمساعدتك طبعاً واصَلَ،:و تبي تزوّر وفاة فاتن باعتمادك على مقتل البنت اللي لقيناها عند المبنى المهجور؟ غَمَزَ لهُ بابْتسامة مائِلة،:ما شاء الله عليك يا عَزوز..ما يحتاج أتكلم..تعرفها من غير كلام و من غير توضيح بِثِقة أَجاب،:موافق قال يُريد أن يَطْمَئن،:أكيد لو بعدين بتخوني..و أقعد أدورك و ما أحصلك؟ ارْتَفَعَ حاجبه و بِجِدّية تَساءل،:في مرة وعدتك و أخلفت؟ بِصِدْقٍ تَجَلَّى في نَظْرة الحُب التي سَكَنَت مُقْلَتيه،:لا والله و لا مرة أخلفت "رَفَعَ يَده إلى كَتِفه مُرَبِّتاً بَعْدَ أن أَلْبَسَ مَلامحه التَّأثر" حبيبي،أوفى من الجلـ.... دَفَرَ يَده عنه مع اعْتلاء قَهْقَهة رائد المازِحة..هَمَسَ باسْتصغار،:لا و متزوج بعد..عقلك بيظل جذي إذا صار عندك عيال؟ خَبَت ضِحْكَته شَيئاً فَشَيء وَ فِكْره تَوَجَّهَ لِتِلْك التي سَتُكَرِّس حَياتها للانتقام..لا للأمومة..فهي بَعْدَ أن اغْتُصِبَت منها ابْنَتها..وَ هُجِرَ حِضْنها من رائِحة الطُّفولة..لا يَعْتَقِد أَنَّها تَمْلِك جُرْأة للخَوْض في هذه التَّجربة..فَهْي تَخْشى أن تَمْضي وَ تُفْزِعها يَدٌ ظالِمة تَنْهَب حَشاشتها..فَتُمْسي جَسَدٌ مُعَلَّق اتّزانه على الانتقام..هي بالطَّبع لا تُفَكِّر في الإنجاب مُجَدَّداً..وَ هذا ما ذَكَرته في خُضْم أحاديث عِدَّة دارت بَيْنهما..انْتَبه من سَرحانه لِكَلمات عَزيز،:طبعاً ماتبون عيال لأن الزواج بالخفاء أَفْصَح بصدق وَ هُو يَدْعَك طَرَف جَبينه بأصابعه،:عن نفسي ابي..و أتمنى أكون أبو لطفل منها..بس هي ما تفكر في الموضوع لأسباب عديدة قالَ وَ هُو يَسْتَدير لِيَتَقَدَّمهُ للخارج،:الواضح إنّ في أشياء كثيرة لازم نتكلم عنها لَحِقه بعد أن أشار لِزَميلهما في المُخْتَبر بِمُباشرة العَمل..عَقَّبَ عندما أصبح يمشي بجانبه،:يبي لها سيجاير و جاي أمر من المُر عَلَّقَ عَزيز ساخِراً،:أعتقد بعد الكلام بتشَبَّع من العَلْقم! ,، يُراقِبُ بَحْراً وَ تُراقِبْهُ سَماء..يَبْصرُ الدٌّلْسة..وَ يَبْصرهُ شُعاع شَمْسٍ حَنُونة..شَمْسٌ تَعْكِسَ على سَطْحِ الماءِ نُوراً يُحرِّضهُ على الغَرَقَ في هذه المَعْمَعة المُشْتَدَّةِ القِتال..فَهْوَ إن وَلَجِ إليها سَيَضطَّرُ أَن يُضَحّي بِماضيه الذي جَمَعهُ بِنُور..خَطيبة خاله وَ حَبيبته..،انسَلَّت من بَيْن أَضْلاعه تَنْهيدة مُشَوَّشَة المَشاعر..هُو لَيسَ غاضِباً على خِطْبة طَلال لِطَليقته..و إن خامَرَهُ ضيقٌ مُتَوَقَّع..إلا أَنَّهُ غير غاضِب البَتَّة..فَلَيْسَ من حَقِّه الاعْتراض على هذا الارْتباط..حَتَّى لو كان مَغْزولاً بالغَرابة..فَما أَضاقهُ حَقَّاً وَ أَنْبَتَ أَشْجارَ الزَّعَلِ في نَفْسه هُو طَلال..لِمَ أَخْفى عَنه حُبِّه لِنُور؟لماذا لَم يُفْصِح حينما اَخْبره بِعَزْمِه على خِطْبتها؟ فَقَط لأن عَمَّه قَد رَفضه! هُو لَو أخْبَره لَرُبَّما نَحَت الأمور مَنْحَى آخَر..لَكــن...زَمَّ شَفَتيه وَ التَّسْليم يُلَوِّح من عَيْنيه..إنَّهُ القَدَر عَبْدالله..هذا ما أرادهُ الله وَ قَدَّره..،أَرْخَى كَفّيه في جُيوب بِنْطاله..هُو كان يُريد أن يُحادِث طَلال..لَكن عَمَّهُ نَصَحهُ بِتَأجيل المُواجِهة..وَ هُو وافقَهُ مُباشَرَةً..لِأنَّه لَم يَكُن يَدري حينها ماذا سَيقول عند مُقابَلته..لَديه أسْئِلة لا حَصْرَ لها..لَكن صَوْتٌ ضَعيفُ داخله..يَهْمس له بأن احْذَر..اسْجن أسْئِلتَك و لا تَطْلقها أَبَداً..فالجَهْل أَحْياناً نِعْمة،تَغْفو على البَصيرة وَ تُعْميها من حَقيقة لا يُقَدَّر سوءَها..اكْتفِ ببعض الأسْئِلة وَ تَجاهل الأَخْرى..فلا تَدْري..لَعَلَّ في بَطْنِ أَجْوِبَتها يَقْبَعُ قُبْحٌ يُسَمّمِ عَيْشَك..، اهْتَدَى قَلْبَهُ إلى القَرار..وَ أَخذَت رِئَتاه تَسْتَنْشِقان نَقاءً بِهِ تُنَقِّحان أَنْفاسه من أي اضطراب مُلَوَّث..نَسيمُ البَحْرِ يُداعب خصلات شعره وَ هُو غارِقاً ما بَين شَهيقٍ وَ زَفير..حَوَرُ عَيْناه عانَقَهُ بَريقُ الشَّمس المُتَلألئ على خِصْر الأَمْواج الرَّاقِصة..ذاتهُ سَطَعَ فيها قَرار..يَحتاج أن يَنتهي من مُقابلة طَلال حَتَّى يَسْتَعِد لاتِّخاذه..، ,، سُؤاله قَيَّدَ حَرَكَتها وَ جَمَّدها من رَأسها حَتَّى باطن قَدَميها..إلا ذاك المُلْتَهِب..المُشْتَعِل وَ المُلْتَبِسَهُ جانٌ من تَيْهٍ وَ ضَياع..نِياح الحيرة يَسْعَرُ بَيْن شَعْبِ نَبضاته..لا تَدْري أللحَبيب تَمْضي..أَم للفِراق تَهْتَدي؟ كُلَّما كانت بَعيدة عنه يَزورها مَلَكُ الحُب فَيَهْدي الرُّوح أَغادير عَذْبة..تَرْوي اليَباب لِتُزْهِر أُنوثتها العاشِقة من جَديد..لَكِن بِمُجَرَّدِ الاقْتراب تَبْدَأُ رِحْلة الضَّياع..تَخَبُّط العَيْن بالعَيْن..دَوْي الأَنْفاس وَ تَأتَأة الكَلِمات المُتَبَرّئة منها الصَّبابةِ و الرِّقة..فَحَديثهما لا يَخْلو من تَصَدُّعات التَّعَب..الخَوْف من مُسْتَقْبَلٍ مَجْهول..و تَرَدُّدٌ عَظيم يَحُول بَينَهما وَ بَيْنَ الرَّغْبة في الالْتقاء..تَرَدُّدٌ لَهُ رائِحة كابوس نَتِن..،حَواسَها المُغَيَّبة..اسْتَشْعَرَت خُطواته وَ هي تَدْنو منها بِهُدوء مُرْبِك..رَجْفَة كادَت بأوْصالها عَلى إثْرِ مَسّه لزِنْدها..جَرَّها بِخِفَّة للدَّاخل..بالتَّوالي مع إغلاقه للباب..أَقْفَله وَ هي لا زالت تُلْقيه ظَهْرها..رافِضَةً أن تُواجِهه بِفضائِحها..انْكَمَشَت على نَفْسِها بِتَصَلُّب لاعْتِقادها أَنَّهُ سَيُحاول إدارتها إليه..لَكِنَّهُ صَدَمَ تَوَقُّعاتها حينما اسْتَقَرَّ أَمامها وَ كَفُّه لا تزال قابِضة على زِنْدها..نَمَت على شَفَتَيه ابْتِسامة وَ عَيْناه تُبْصِران المَشاعر المُتناقِضة وَ هي تَجوس مَلامحها..صَدْمة..خَوْف..تَيه..بُكاء و أُخْرى اسْتَعْصى عليه تَرْجَمتها..هَمَسَ بِمَكْرٍ لَعُوب،:شتسوين في شقتي دكتورة؟ تَصافَقَت أَهْدابها بِسُرْعة شَديدة أَرْغَمَت يَدَهُ على الارْتفاع لِعَيْنها..بباطن إبْهامه داعَب هُدبها بِمَسِّ رَقيـق وَ هَمْسُه الأجَش عانَقَ مَسْمَعيها بِحَنْو،:شوي شوي لا تجرحين عيونش مُشيراً لِكَثافة أَهْدابها و طُولها المُلْفِت..خَبَت حَرَكة الأَهْداب و أُطْبِقَ الجِفْنان لِتَهْرب من عَيْنَيه المُتَفَحِّصَتين بِدِقَّة..اضطَّرَبَت أَنْفاسها وَ بِصُعوبة حَبَسَت في صَدْرها شَهْقة أَرادت أن تَخْتَرِقه من فِعْلته..فَهْو بِأرْيَحِيَّة تامَّة أَحاطَ خِصْرها النَّحيل بذراعيه،وَ بِجُرْأة قَرَّبها منه حَتَّى الْتَصَقَت بِصَدْره..في قَرارة نَفْسِها هُو لا يَعْلَم بَأنَّ قُرْبهما يُشْعِل أَوار الذَّنْبِ في ذاتها..يحْرق ضَميرها حَتَّى يَسْتَوي رَماداً تَنثره بَعيداً عن رُوحها..لا حيلة لها لِعذابٍ جَديد..نَعَم فالذَّنبُ الذي يَتَغَذَّى على لَحَظات سَعادتها عَذابٌ سَقيم..لا تَدْري كَيْف النَّجاةُ منه!هي كَما اعْتَرَفت..تَتَمَنَّى قُرْبه وَ بِشِدَّة..لَكن الأماني شَيء..وَ الواقِع شَيءٌ آخر تَماماً..لن تَصمد أَمام عَاصِفة الماضي المُدْلَهِمَّة الظَّلام..ظُلْمة تَهْزم نُور حُبِّها الذي انْطَفَأ ذات زَواج..والله انْطَفأ بَل وَ قَتَلتهُ قِسْراً حَتَّى باتت تَحْملهُ جِثَّة وَسَط قَلْبها..لَكِن الكابوس..الكابوس لَهُ رواية أُخْرى..رواية تُوَجِّه أصابع الاتّهام إليها..هي خائنة كَما قالت والدته..خانت زَوْجها في أَحْلامها دُون أَن تَشْعر..لَكِن..لَم... ..لَم يَكُن الأمرُ في يَدِها..لا قُدْرة لديها لِمُجابَهة عالم الأحْلام المَأهول بالأسْرار..كانت كَما فارِسٌ أَعْزَل أَمامه..سِلاحهُ بَراءته وَ صَفاء نِيَّته..وَ أسفاً أن هذا لَم يَكْفِ..وَ كان للانْفصال حُكْمه..ارْتباطٌ و انْفصال..هُما سَدَّان يَشُقَّانِ عَنان السَّماء..مانِعان حَواسها من تَتَبُّع وَميض السَّعادة الهادي إلى بَرِ الأَمان..،ما كانت تَجْهله نُور..أَنَّ الذي يَقِف أَمامها..لاصِقاً جَسَدهُ بِجَسَدِها..و مُسْتحْوِذاً على خِصْرها..كان يُمارِس سَفْكاً وَ نَحْراً داخله..يَطْعَنُ الرُّوح و يَخْنقها..يَلْطمُ الضَّمير وَ يُصْمِتُ النَّبَضات ناهِباً زَعيقها..هُو يُعَرْقِل نِظام جَسده وَ يَشِلُّ حَواسه عِقاباً لها لِما سَّوَّلت لها نَفْسها الأَمَّارة..رُبَّما هَكذا يَرْضى وَ لَو بِمِقْدار حَبَّة خَرْدَل عن ذاته المُوَحَّلة..، ،:طَـ ـلال رَشَّحَ صَوْته من غُبار الهَم لِيُجيب،:آمري بِتَرَدُّد قالت وَ هي تُجاهِد دَمْعة تَعَلَّقت بِأسْتار عَيْنها،:ابـ ـي...أطلع تَجاهَل طَلَبَها وَ شَرَعَ يَتَفَحَّصُ المَجال خَلْفها مُعَلِّقاً،:حَبّيت التَّغيير..صارت الصالة أَوْسَع "أَضافَ بِمُزاح" والله لو ما شَرَّفتيني اهني جان من كثر الغبار استوى المَكان صَحْراء "أَحْنَى رَأسه حَتَّى لامَسَت شَفَتاه جَبينها..طَبَعَ قُبْلَة خَفيفة ثُمَّ هَمَسَ بِصِدْق وَ بَصَرهُ يُناغي مُقْلَتيها" شُكْراً زُوجتي العَزيزة فَلَتَت من قَبْضة صَبْرها بِضْعُ أَنْفاس مُرْتَعِشة..تَخَثَّرَ الدَّمْعُ في عَيْنيها حَتَّى تَعَسَّرت عليها الرُّؤية بِوُضوح..قَصَدت كَفَّاها المُتُعَرِّقَتان تَوَتُّراً ذراعَيه..بِقُوَّة ضَعْضَعها قُرْبه الشَّديد و سِياط الذَّنْب المُقَرِّحة ضَميرها،حاولت تَحْرير خِصْرها..هُو اسْتَجاب لها مُباشِرة وَ فَكَّ قَيْدها..لَكِنَّهُ لم يَبْرح مَكانه..بَقِيَ حاجِزاً بينها وَ بَيْن الباب..أَزاحَت جِفْنيها مُطْلِقَةً سِراح يَنابيعها الآسِنة..نَطَقَ من عَيْنيها رَجاء مُعاضِداً نَوال لِسانها،:الله يخليـ ـك.. ..طَـ ـلال...ابي اطلــ ـع تَساءَلَ وَ الوُجوم غِرْبان تَحوم حَوْل مَلامحه،:ليـش؟ ليــش كل ما أقرّب منش ينقلب حالش!ليش ماتبيني؟! ليــش نُــور! أَرْجَعها التَّيه خُطْوة للخَلْف مَع اجْتذاب الأرض لِحَقَيبتها..نَظَرَت ذات اليَمينِ تُناشِد جَواباً أَن أنْقذني..عادت وَ الْتَحَمَت نَظراتهما..مَسَّت أَنْفها بِظاهر كَفَّها وَهي تَتَنَشَّق..ابْتَلَعَت غَصَّتها الحادَّة لِتَنْطق بِبَحَّة سَكَنت فؤادهِ خَنْجراً مَسْموما،:ما بتفهمنـ ــي عَقَّب مع تَقَدُّمه ناحيتها،:بلى...بفهمش هَزَّت رأسها نافِيَةً قُدْرَته على فَهْمِ ما يَعْبثُ في جَوْفها،أَطْبَقَت الشَّفاه على الشِّفاه سادَّة بَوَّابة عُبور نَشيجها..تَتَابَعَ هُطول مَطرها المالح و هي تَتراجع للخَلف بلا شُعور،أَما هُو فَكان يُواصل تَقَدُّمه بِحَذَرٍ وَ دِقَّة حَتَّى سَقَطَت بَيْن ذراعي الأريكة التي احْتَضَنَت جَسَدهُ مَعها..هَرَبَت منها شَهْقة مَرْعوبة عندما اسْتَوْعَبَت وَضْعهما..هي بِجُلوسٍ قَريب من الاسْتلقاء..وَ هُو أَمامها..تَفْصلِهما الأَنْفاسُ فَقَط..ساق اتَّكأَت على الأرْضِ..و الأخْرى انْطوَت حَتَّى اسْتَقَرَّت رُكْبَتها بِجانب جَسَدها..يَداه مُتَشَبِّثَتان بِظَهْر الأريكة من خَلْفها..وَ وَجْهه تَكادُ أن تَمْتَزِج مَلامحه بِمَلامحها المَذْعورة..لاَمَسَ طَرف أَنْفه اَنْفها المُحْتَرِق من شَرارة الدُّموع..مالَ رَأسه بِخِفَّة..لَحَظات وَ سارَت بَيْن أَوْصالها قَشْعَريرة جَليديَّة..وَ السَّببُ هَمْسهُ الذي فاجَأ سَمْعها..،:اهْـــدي تَلَفَّظَ بِتِلْكَ الكَلِمة فَقط..ثُمَّ ابْتَعَد عَنْها مُنْسَحِباً لِوجْهة لا تَعْلَمُها..لَم يَتَسَنَّ لها أن تَتَنَفَّسَ الصُّعَداء لابْتعاده..فَهْو عادَ وَ تَجَلَّى أَمام نَاظِرَيها..قَبَضَت كَفَّيَها بِقُوَّة راجِفة كَما لَو أَنَّها تَقْبِضُ على اتّزانها المُخَلْخِلَهُ وُجوده وَ جُرْأة أَفْعاله..تابَعهُ بَصَرُها وَ هُو يَجْلس عَلى رُكْبَتيه عند أَريكتها..مَدَّ لها كَأس ماءٍ يَبْدو بارِداً..قالَ و الابْتسامة أَهْدَت مَلامحه لُطْفاً جَذَّاب،:اخذي..سمي بالله و اشربي أَطاعته بانْقيادٍ تام وَ تناولت منهُ الكَأس..فَهْي تُريد أي شيء قَد يُنْقِذ روحها من الانصِهار بَيْن براثن حُمَم بُرْكانٍ عَتيق..نَشَّطته اتِّهامات بَلْقيس وَ كابوسٌ مُبْهَم..أَخْفَضَته بَعْد أن ارْتَوَت وَ أَطْفَأت بَعْضَ لَهَب..مَرَّرَت لِسانها على شَفَتيها مع انْحراف عَدَسَتيها للذي بِيَدها عن عَيْنيه المُفْعَمَتين باخْضرار مُرْمَد..يُطالب بِتَوْضيح..وَ كَما تَوَقَّعت فَهْوَ نَطَقَ..وَ لَكن ليس طَلَباً لإيضاح..و إنَّما باعْترافٍ صَريح أَرْهَفَت لِأجْله السَّمع،:نُور أنا أدري إن الوضع غَريب..ترى إحساسي مثل إحساسش..بس مانعه من السيطرة عَلَي..تدرين ليش؟ نَظَرت إليه وَ الفُضول يُشاكس أَهْدابها...اسْتَراحَت على شَفَتَيه ابْتسامة واسِعة تَضُجُّ بالأمَل وَ هُو يُكْمِل بِوَجْسٍ يشْدو رِقَّةً وَ عُذوبة،:لأنّي ابي ابتدي من جَديد..ابي ابْتدي حياة ثانية معاش..ابي أنسى سنيني اللي راحت عشان أرسم بوجودش سنين ملوَّنة..ما يَقَيّدها حزن أو فَقْد "مَضَت كَفُّهُ إلى كَفَّها كَما تَمْضي إلى الأَرْضِ وَرَقةٌ أَيْتَمها الخَريف من غُصْنها،لِتَحْتَضِنها من جَديد،عَلَّها تُعيد زَرْعَها فَتَحيا..شَدَّ بِمَلَق مُواصِلاً بِحَدَقَتَيْن قَد أُضيءَ وَميضَ أَمَل وَسَطهما" نُور أنا اكتفيت..اكتفيت من هالدنيا..وَصلت لِمَرْحلة الانتظار..انتظار الموت و بس..لَكــن "تابَعت الكَفُّ رِحْلتها مُحَلِّقَةً إلى خَدِّها المُحْمَر..حَيْثُ هُناك كانت تنتظر دَمْعة وَحيدة أن تَتَشَرَّبها أصابعه..أَكْمَل وَ الابْتسامة تَجَمَّلَت بِمَشاعر حُب تُبْصِرها حَواسها للمَرَّة الأولى" لكن رجوعش لحياتي خلاني أغض البصر عن الموت..ارتباطي فيش وَلادة جَديدة لَطلال..طَلال اللي ماتت طفولته بموت أمه..طَلال اللي عَرَّفته على السَّعادة نتفة..نتفة اسمها نُور "اكْتَسى الابْتسَامة حُزْنٌ اسْتَعار الرَّمادِية من عَدَسَتيه" مت للمرة الثانية يوم فقدتش..وَ لمن..لولد أختي! لَحبيبي..عبدالله كَرَّرَت خَلْفه مع احْتلال صُور الماضي لِبَصرها،:عبـ ـدالله اقْتَرَب أَكْثَر و هذه المَرَّة انْخَفَضَت كَفُّه لِكَتفها تُعاضِد شَقيقتها..شَدَّ بِرِفْقٍ مُتَفَهِّم وَ هُو يَهْمس لها بِصدق العالم أَجْمَع،:والله الوضع صعب و غَريب عَلَي بعد..و ما بي أجرح عبدالله..بس مو حرام و لا عيب إن نكَمّل حياتنا مع بعض..و في داخلي صوت يقول إنَّ عبدالله بيتفهم..و لسانه ما بينطق غير بالدّعاء لنا "اسْتَطْرَدَ بِرَجاء رَقَّ لَهُ نِياط قَلْبها" مابي أفقدش من جَديد..مابي أموت موتة ثالثة نُــور.. هَمَسَت بارْتِباك اتَّضَحَ في حَرَكة أَصابعه حَوْلَ فُوَّهة الكَأس..،:بــس..احس.. ..احـ ـس إنّي مو زينـ ـة ازْدَرَدَ حَنَقِه على شَيْطانه العاصي عالِماً بِمَقْصَدها..حَرَّرَ تَنْهيدة مُسَنَّنة الأَطْراف مُنْقِذاً روحه من جِراحها..بِلُطْفٍ عَقَّبَ وَ هُو يَحْتَضِن بَدْر وَجْهها المُنْطَفئ نُوره،:أفــا..من يقول إنتِ مو زينة؟ إنتِ زينة الزِّيــنات أَرْعَشَت شَفَتَيَها ابْتِسامة مُتَرَدّدة قَبْلَ أن تُعَكِّرها رِياح قَلِقة ،:غيداء...إختـ ـك و أهلنا! أَجابَها مُطَبْطِباً على خَوْفها بِصَوْتٍ أَخْفَضَه الْتصاقه بها،: بنوَكّل أمرنا إلى الله و كل شي بيتسهل إن شاء الله "ناغَى زاوِية شَفَتيها بِثَلاث قُبْلات..رَقيقات..سَريعات يُغَلِّفهما دفءٌ لَذيذ..ثُمَّ أَرْدَف بِثِقَة وَ العَيْنُ تَهْفو إلى العَيْن" لا تحاتيــن نتفتــي ,، يَجيءُ اللَّيْلُ سِتْراً لِحَرائِرٍ عَرَّى حُزْنَها دَمٌ بَصَقَهُ الماضي عَلى حاضِرَهن المُبْتور السَّعادة..لَيْلٌ كان فارِسَهُ رَجُلٌ يَحْمِلُ الغُموضَ عَلى كَتِفَيه..و يَسْبَحُ الغَبَشُ بَيْن عَدَسَتَيه..رَجُلٌ صافَحَ الحَياةُ بِيَد الحُلْم..تَقَلَّدَ العِلْمُ لِيَنْتَصِرُ على جَهْلٍ وَ حاجة قَد تُعارِضانه مُسْتَقْبَلاً..لَكِنَّه وَجَد نَفْسه..بِلا ذاتٍ يَدوس الدِّماء وَ يَتَعَرْقَلُ بالقَتَلة..،كانَ يَقِفُ عند الزَّاوِية عَلى يَمين الباب المُفْضي لِقاعة الطَّوارئ..حَيْث الأسِرَّة تَصْطَفُّ ببياضٍ باهِت يُحَفِّز على الاسْتفراغ..مُسْتَنِداً للحائِط بِجِذْعٍ مُرْتَخٍ..طاوِياً ساقَهُ اليُمْنى للخَلْف،مُتيحاً لِباطن قَدَمها الاتِّكاء مَعه..كَفَّاهُ كانت جُيوب البِنطال مَخْدَعهما..عَلى وَجْهه قَد تَراكَمَ جَليدٌ كَئيب..يَبْعَث في النَّفْسِ شُعوراً يَتيماً من الرَّاحة..بَصَرُه اتَّخَذَ الوُجوه الأرْبَعة سِكَكاً له..يَطُوف على الأولى لِيَمْضي للثَّانية وَ يَنْتَهي عند الأُخيرة..وُجوهٌ اخْتَنَقَت ثَلاثٌ منها من دَموعٍ كانت عَباباً هَزيماً جَرَّح جُفونهن،وَ صَبَغ وَجناتهن حَتَّى اسْتَوَت جَمْرا..أما الرَّابع..كان الشُّحوبُ جَلَّاده..أَفْرى لَوْنه و شَرَع في نَحْتِ التَّعَبَ بَيْنَ طَيَّاته..شَفَتاه مُتَعَلَّق بِهما البَياض..وَ أَجْفانه يُحاصِرهما احْمرارٌ يُخامره لَوْنٌ أُرْجواني جَلي..كان كَما المَنْزوعة منه رُوحه..لَوْلا تَنَفُّسه لَقيلَ أنَّ الدُّنيا باعَتهُ على المَوْت...هُو اسْتَيْقَظ قَبْل عَشْرون دَقيقة..هَذَى ببضع كَلمات غير مَفْهومة..وَ تَبَسَّم بارْتعاش..نَعَم تَبَسَّمَ..وَ كأنّهُ يُريد أن يَقْهَرَ الوَجَع و يَكْسِر عاصِفة الهَلَع المُزَعْزِعة زَهَراته الثَّلاث..ثُمَّ عادَ و غَلَّفَ وَعْيه بالنَّوْم..لله الحَمْد جِرْحه لَم يَكُن عَميقاً..على الرَّغمِ من بُحَيْرة الدِّماء التي كانت تَنْعى جَسَدهُ قَتيلا..إلا أَنَّ النَّزيف كان قَد تَوَقَّف عندما وَصَله..تَمَّت خِياطة الجِرْح..وَ ها هُو رِسْغه مُحاط بِضِمادة ثَخينة..عَلَّها تُسَكِّن جِرْح الغَدْرِ وَ الخِيانة..نَعَم خِيانة..فالذي افْتَعَل هذه الحادِثة قَريبٌ وَ جِدَّاً من يُوسف..قَريبٌ للحَد الذي يَجْعله يَدلفُ إلى مَنْزِلَهم فَجْراً بِكُل أَرْيَحِيَّة..يُغَيِّب وَعْي يُوسف وَ يَنْقِلَهُ لِمَعْمَل والده القَديم..يَبْدو أَنَّ مُهِمَّتهُ شائِكة هذه المَرَّة..مُهِمَّة نُسِجَت معها وَشائِج عائِلة تُشَوِّهها جيناتٌ فاسِدة..،زَعيقٌ مَبْحوح و صِياحٌ مُجَلْجِل قَاطَعَ مَغْزَلة أَفْكاره..الْتَفَت بانْتباه لليَسار..كان شَيْخٌ طاعِنٌ في السِّن يُجَرُّ على سَريرٍ لَو كان لَهُ لِسان لاشْتَكى من صُراخه..يَبْدو أَنَّهُ قَد تَعَرَّضَ لاصابة في ظَهْره..أَفْرَغَ زَفراتِ التَّعَب من صَدْره..اعْتَدَلَ في وُقوفه ثُمَّ تَحَرَّكَ للخارج..فَأضْلاعه تَكادُ أَن تُقَوِّضها مَطارِق الإرْهاق فَيَتَسَرُّب من بَيْن شُقوقها الصَّبْر..لِذَلك فَضَّلَ الخُروج حَتَّى لا يَفْقِد صَبْره..،اسْتَقَرَّ عَلى بُعْد خَمْس خُطْوات من باب الدُّخول للطَّوارئ..كانَ الهُدوء مُتَرَبِّعاً على الأَجْواء..عَلى عَكْس الدَّاخل..حَيْثُ الضَّجيج لا يَهْدأ من بُكاء..وَجَع..أنينٌ و آهات..أَخْرَجَ يَداه من جَيْبه..اليُمْنى قابِضة على سيجارة حُبِسَت بَيْن شَفَتيه..و اليُسْرى قَدَ تَلَقَّفت القداحة..ثانِية وَ هَتَفَ وَميضٌ أحْمر تَبَعهُ دُخان تَصاعَد للسَّماءِ مُحَمَّلاً بِخَبايا نَفْسِه البَكْماء..بَقِي لِدقائِق وَ هُو يُمارِس هوايته بَعيداً عن وَغى الدُّنيا وَ بلائِها..كما لَو أَنَّه يُحَلِّقُ للامَكان..حَتَّى شارَكَته الوُقوف تِلْكَ التي اسْتَنْجَدَت به صَباحاً..السَّاعاتُ هَرْوَلت وَ النَّهار نَزَعَ ثَوْبه وَ لَم يَأتِ طَبيب يُوسف حَتَّى الآن..وَ هاهي شَقيقته قَد ارْتَكَب التَّعَبُ..الخَوْف وَ البُكاء مَجازِر أضْنَتها حَتَّى باتت تَحْتاج لِعلاجٍ يُداويها..هَمْسٌ حَلَّقَ بِجَناحَيْنِ مُرْتَعِشَيْن،:آســ ـفة..بهذلتك معانا و تَعَبّتـ ـك "احْتَضَنت نَفْسَها بذراعيها لِتَرى عَيْنَ السَّماءِ وَهنها..بِتَنَشُّقٍ أَرْدَفَت" بـ ـس مــــ ـ مــا اعرف أحـ ـد غيرك..ما عنـ ـدنا رَجَّـ ـال..أوَّل شَخص جا في بـ ـالي إنت..ما در قاطَعها بِنَصْلِ بُروده،:يُوسف ما حاول ينتحر..هذي لعبة..اللي صار لعبة مخطط لها "اسْتَنْشَق من سيجارته ثُمَّ الْتَفَت جانِباً نافِثاً دُخانها لِيرْدِف بذات البُرود" السجّين المُسْتَخدمة في الحادثة كانت متروكة وسط يده و طَرفها الحاد يواجه الجهة المُعاكِسة لرسغه..هذا غير إنَّ أصابعه كانت مرتخية..يعني احتمال كَبير إنَّ سقوطه يخلي السجين تفلت من يده الضَّعيفة..الجرح كان طَفيف نوعاً ما..بس الدم اللي شفته كان مُبالغ فيه..مُستحيل يكون نازِف من هالجرح..و آخر شي "اسْتَدارَ لها مُواجِهاً الانْشداه المَسْفوك على وَجْهها..أَكْمَلَ بِثِقة لَم تُزَحْزِح الشِّتاء المُتَكَتِّل على حَواسه" يوسف تعرض لتَخدير مُتَعمَّد..حقنوه بمخَدّر يسبب رَدَّات فعل أقرب للهَلْوَسة..و اللي بيأكّد هالشي نتيجة التحاليل أَنْهى حَديثه بإلْقائه السيجارة على الأَرْض..حَرَّكَ قَدَمه خامِداً اشْتعالها..قَبْلَ أن يَخْطو عائِداً للدَّاخِل،دون أن يُلْقي نَظْرة على مَلاك التي صَفَعها تَحْليله صَفْعة وَ عَشْرة..تَزاحَمَت الغَصَّات وَسَط حَلْقِها حَتَّى بَدأ الأَلمُ بِقَرْع طُبوله..وَ وَسَطَ الجَوى تَصادَمت النَّبضات بِشَعواءٍ وَ تَيْه بَثَّتهما رِياح الخَوْفِ و الفَزَع..انْتحار..اغتصاب..انْتحار..قتل..خيانة و دِماء..تَصافَقَت أَهْدابها من هُجوم قَبائِل غَجَرِيَّة تُعْرَف بالدُّموع..شَدَّت على ذراعيها المُتَسَوِّر بهما جَسَدها المَسْلوب الأمان..رَفَعت رَأسها للسَّماء..كانت مُطْمَسة إلا من زُرْقَة داكِنة..غابَ عنها القَمر و اسْتَتَر..حَتَّى النُّجوم اخْتَبَأت..رافِضَة تَزْيين ثَوْبها احْتراماً لِشَعيرة الحُزْن التي تُمارسها أَرْواحهم المَعْلولة..تَكَسَّرت في الصَّدْرِ شَهْقة..وَ فَرَّت من بَيْنِ الأَضْلُعِ آه مُتَهَدِّجة أَتْبَعها رَجاءٌ حَمَلَتهُ الأمواج المالِحة للأعْلى،:يـ ـارب ,، وَصَل للشِّقة التي انْتَقَلَت إليها زَوْجَته حَديثاً..كانت غُرْفَة الجُلوس هادِئة حينما دَخَل..نادى بِصَوْت عالٍ نِسْبِيَّاً وَ هُو يَخْطو لإحْدى الأرائِك..،:وَعـــد اسْتَراحَ فَوْقَها بَعْدَ أن الْتَقَطَ جِهاز التَّحَكُّم بالتِّلفاز..فَتَحه وَ بَدأ بالبَحْثِ عن ضالَّته..ارْتَفَعت يَدَهُ لِأزْرار قَميصه..حَلَّها حَتَّى مُنْتَصَف صَدْره مع عَوْدة مُناداته،:وَعـــد..إنتِ وين؟ لَم يَأتهِ أيُّ جَواب..اسْتَرْخَى في جُلوسه مُسْنِداً رَأسه للأريكة..اسْتَقَرَّ على إحْدى القَنوات الرّياضِية قَبْلَ أن يَلْتَفِت جِهَة غُرْفة النَّوم..كان الباب مُوْصَد..لا يستطيع أن يَمْضي إليها وَ يَسْتَفْسِر غيابها..فأَطْرافه قَد ارْتَدَت الكَسَل مِعْطَفاً يُصْعَب عليه خَلْعه..،دَقائق فَقط و انْدَمَج مع مُجْرَيات المباراة مُتَناسِياً تلك الوَعَد الصَّامِتة بِغَرابة..لَم يَنْتَبه لِرُبْع السَّاعة التي مَرَّت إلا حينما أتاهُ هَمْسُها مُغَرِّداً،:مَسـاء الخيــر بِعَفَوِيَّة تَبَسَّم وَ هُو يَلْتَفِت للصَّوْت..لَكن الابْتسامة تَقَلَّصَت شَيئاً فَشيء عندما اصْطَدَم بَصَرَهُ بالأُنْثى الواقِفة أَمامه..عُقْدة اسْتنكار اسْتَحْوَذَت على مَلامحه..نَطَقَ لِسانه بِشَكٍّ وَ تَرَدُّد،:فاتِـــن! ضِحْكَتها المُمَيَّزة أَرْخَت مَلامحه و سَمَحت للتَّعجُّب بالْتِباسها..اقْتَرَبَت منه وَ هي لا تَزال تَضْحَك على رَدَّة فعله،:صراحة وجهك كان عجيـــب..للأسف ما صوَّرتك "بِسعادة طَفيفة وَ هي تجْلس على يساره" يعني النيو لوك ممتاز..إنت زوجي ما عرفتني من أوَّل نظرة عَيْناه بِذُهول أَخَذَت تَمُرُّ عليها بدِقَّة..من شَعْرها الذي نَهَبَ نِصْفه المَقَص..إلى أصابع قَدَمَيها المَطْلِيَّتان بِدَمِ غَزالٍ جَريء..تَساءَل مع الْتقاء عَدَسَتيه بِعَدَسَتيها المُرْتَدِيَتين عَسَلٌ لَهُ لَمْعة مُلْفِتة،:إنتِ رايحة صالون! ضَحَكَت وَ هي تُجيبه بثِقة،:لااا..ما طلعت من الشقة "حَرَّكت بأناملها خصلاتها المُمَوَّجة بنعومة" سويت كل هذا بروحي الْتَقَط بَعْضاً من تَمَوُّجاتها التي بالكاد تُلامس كَتِفَيْها..ابْتسامة مائِلة شَدَّت شَفَتيه مع تَهَدُّل جِفْنِيه من ثِقْل النُّعاس..وَ بِهَمْسٍ خَطير النَّوايا،:إنتِ حِلْوة حَتَّى لو ما كنتِ إنتِ..حلوة سواء كنتِ فاتن أو وَعد إحْساسه الرَّقيـق غَلَّفَ قَلْبَها بدفءٍ انْتَعَشَت منهُ حَواسها..بادَلَتهُ الابْتسامة بِحَلاوة قَبْلَ أن تَسْتَجيب لِوَشْوَشات أُنوثتها وَ تَميل عليه بِخِفَّة..لِتُهْدي شَفَتَيْه قُبْلة جَدَّدت وَسْمَ حُبِّها المَنْحوت بَيْن حَنايا رُجُولته..ابْتَعَدَت عنهُ بِمَسافَة بَسيطة..ضَحَكَت وَ هي تَراه مُغْمِضاً بانْتشاء..بَلَّلَ شَفَتَيه قَبْلَ أن يُعَلّق على ضِحْكتها وَ هُو يُبْصِر،:إنت شرّيــرة..تلعبين بقلبي لعب..تدرين ممنوع أقرّب أكثر اتَّكَأَت على صَدْره مُداعِبةَ بأناملها شُعَيْرات ذِقْنه قائِلةً،:زين الشّريرة تتساءَل..شصار معاك؟ أَجابَ بِحاجِبٍ أَرْفَعَتهُ الثِّقة وَ ذراعَيه تُقَرِّبانِها من قَلْبه،:من باجر الصّبح خَبَر انتحار فاتن بتقراه في الجرايد هالعيون الجميلة ,، أَرْكَنَ سَيَّارته أَمام مَنْزِلَها..غادَرَتها وَ هُو تَبِعَها بَعْد أن اسْتَأذن من ابْنته بِضع دقائق وَ في يَده كيس صَغير..تَوَقَّفَت أَمام الباب وَ هي تُشير للمَنْزِل،:حَيَّاك..تفضل ابْتَسَمَ لها بِلُطْف مُعَقِّباً،:لا تفضَّلنا الظهر و سَلَّمنا..مَرَّة ثانية إنتِ تفضلي معاي بيتنا هَزَّت رَأسها و هي تُبادله الابْتسامة،:أكيد إن شاء الله انْتَبَهَت للذي يَحْمله..كيس أَزْرَق داكِن..يَنْتصفه شِعار لِماركة مُجَوْهَرات مَشْهورة..رَفَعهُ حاشِراً كَفَّهُ الأخرى فيه وَ هُو يَقُول،:تَحَيَّرت في الاختيار..بس في النهاية هذي دخلت قلبي..إن شاء الله تعجبش نَطَقَت بِخَجَل تَوَرَّدَ منه خَدَّيها عندما لاحَ لِعَيْنَيها لَمَعان الألْماس الفَخْم،:ليش مَكَلِّف على نفسك؟ وَ هُو يَمُدُّ لها الكيس بعد أن أخْرَج ما في عُلْبَته،:أبداً لا كلافة و لا شي "بَسَط يَدَهُ أمامها مُرْدِفاً" عطيني يدش أطاعتهُ بِنَبْضٍ يَتَراقَص فَرَحاً..هذا أَجْمَل مما رَسَمتهُ في خَيالها..السَّماءُ اسْتَعارَت من بَريق الألْماسِ نُجوماً تَلْتَقِطُ هذه اللحَظات السَّاحِرة..وَ القَمَرُ قَد ابْتَلَع الظَّلامُ أَجْزائه..لِيُمْسي هِلالاً يُحاكي ابْتسامة الحُب المُقَبِّلة زَهْرَ شَفَتَيها..هُو أَمْسَكَ ساعدها بِنُعومة لِيُجَمِّلَ رِسْغها النَّحيف بِسِوارٍ كانَ عِبارة عن ورَيْقَات صَغيرة مُتَلاصِقة..تَناثَرَ عليها جُزَيْئات من زُمُرُّد يَخْطِفُ الأَبْصار بِعَشْوائِيَّة أنيقة..تَحَسَّستها أَناملها و الانْبهار يُأطِّر عَيْنيها،:تجــنن فيصل..مَشْكوور تَبَسَّم لِسَعادَتها الواضِحة كَما شَمْسٍ ذَهَبِيَّة..من بَيْن هُدْبَها لَمَحَ مَحَبَّتها المُشْرِقَة دَوْماً..هَمَسَ لها بِود،:تستاهلين ياسمين "اسْتَطْرَدَ وَ هُو يَدْعَك صِدْغه بِسَبَّابته" عُذْراً لأنّي أخذت جَنى ويانا..بس بغيت أخليها تتعود على الوضع الجَديد..صَحيح إنها متعودة على وجودش..بس بغيتها تعتادش كزوجة أب طَمْأنَتهُ بِلُطْف،:بالعكس استانست يوم شفتها..و مثل ما قلت..عشان تعتاد على الوضع عَقَّب بِراحة،:زيــن تَمام "تَراجعَ للخَلْف" أخليش اللحين..بكلمش قبل لاتنامين لَوَّحت لهُ بِيَدها وَ هي تدْفَع الباب للدُّخول بِمَلامح تَتَغَنَّى بَهْجَةً وَ سُرور،:تَمام..انتظرك عادَ لِسَيَّارته وَ نَفْسه قَد زارَتها اخْتِلاجات جَديدة..تُنَبّئه بِخَيْرٍ يَنْعَقِدُ أكاليل عَطِرة عَلى بَوَّابة مُسْتَقْبَلِه المُشَرَّعة..أَغْلَقَ الباب فَأتاه صَوْت صَغيرته مُتسائِلاً،:استانَسَت؟ ضَحَك وَ هُو يَلْتَفِت إليها مُجيباً،:ايــه استانست "غَمَزَ لها" ذوقش يجنن..قالت إنها تجنن هي التي كانت مُسْتَنِدَة على المَقْعَدان الأماميان بِيَدَيها..حَرَّكَت كِتِفَها وَ بِثِقة فِطْرية دَثَّرت مَلامحها وَ صَوْتها" أدررري قَرَّبَ وَجْهه لها مُقَبِّلاً خَدَّها الطَّري،:عُمـــري الثِّقة "اسْتَدار مُحَرِّكاً السَّيارة وَ هُو يَقول" بابا اليوم بتنامين معاي مالَ رَأسها قائِلَةً،:بس ماما تنتظرني..ما تدري بنام معاك تَناول هاتفه ناطِقاً بابْتسامة مائِلة،:مو مُشْكِلة..بنتصل لها نعطيها خَبَر"وَ بِصَوْت مُنْخَفِض أَكْمَل ساخِراً" بنتصل لصاحبة المَكان ضَغطَ أرْقامها الرَّافِضة ذاكرته التَّخَلِّي عنها..رَفع الهاتف لأذنه..طالَ الرَّنينُ قَليلاً..وَ قَبْلَ أن يَعْزِم على قَطْع الاتّصال... ،:هَــلا حَبيبي ,، تَميلُ كَما بِتِلَّاتٍ يانِعة يُهَدْهِدها نَسيمُ الرَّبيع الدَّافئ..تَدور بِراشقة و خُطوات مَدْروسة حَوْل نَفْسِها..قَدَمَيْها تَرْتَفِعان مِثْلَ جِنْحان يَسْتَعِدَّان للتَّحْليق..بأطْراف أصابعها تُلامِس الأَرْضَ الخَشَبِيَّة كَأنَّما تَرْسِمُ حُلْمَاً تُلَوِّنَهُ أَلْحان موسيقى عَذْبة،يَتَغَنَّى بها القَلْب وَ نَبْضه..خصْلاتها الحُرَّة تُشارِكَها الرَّقْص بِسَحْرٍ لَهُ تَعْويذات تَنْهَبُ من الحَواسِ اتّزانها..تَتَمايَل مَعها مُقَبِّلَةً وَجْنَتيها وَ مُسْتَنْشِقة عِطْرها الأَذْفَر الغافي عَلى عُنُقِها و َنَحْرِها..كانت لَوْحة راقِصة مُفْعَمة بالبَهْجة و الحَياة..دارت وَ دارت و الابْتسامة تُجَمِّلها..إلا أَنَّ غَمامة مُفاجِئة هاجَمَتها مُشَوِّشَةً بَصَرها..اضطَّرَبَت حَرَكَة قَدَماها مما دَبَّ الرُّعْب في نَفْسِها.. بِسُرْعة امْتَدَّت ذراعها باحِثَةً عن مُتَّكئٍ يَحْميها..اصْطَدَمَ ظَاهر كَفَّها بالحاجِز الخَشبي فَتَمَسَّكَت به بِكِلتا يَدَيها كَما طَوْق نَجاة سَيْنقذها من الغَرَق..أَسْنَدَت جَسَدها إليه وَ الذي اسْتَسْلَم بهُدوء لجاذِبِيَّة الأرْضَ..بَقِيَت لِثوانٍ مُطْرِقة بِبَصَرٍ زائِغ..تَشْعُر وَ كَأنَّها في دَوَّامة..غير قادِرة على رؤية الأشْياء ساكِنة..كُل شيء يَتَحَرَّك بِعْشوائِيَّة بَطيئة تُأجِّج الرَّغبة بالاستفراغ..ارْتَفَعت يَدَها بِرَجْفة وَاضِحة لِصَدْرها..ضَغَطَت عَلَى مَوْضِع قَلْبها..خَفَقان غَريب أَرْعَدَ حُجْراتها..نَبْضها قَد تَمَلَّكتهُ سُرْعَة رَهيبة..ازْدَرَدَت ريقها مُحاوِلَةً تَثْبيط شُعور اللوْعة..أَسْنَدَت رَأسها للمرآة مع انْسِدال جِفْنيها..ارْتَفَع صَدْرها بارْتِجاف مُلْتَقِطَةً بِضْع أُكسيجينات تُعيد إحْياء طَاقَتها..زَفَرَت بِهَوان قَبْلَ أن تَهْمس و الخَوْفُ لَحْنها،:شنو فيش حَنيــن! ’، قالَت بِقَهَر عندما أَوْقَفَ السَّيارة أَمام منزلهم،:إنت تبي تفشلني..أوَّل شي قلت بنروح العصر..و اللحين جايبني هالحزة! يمكن الناس نايمين الْتَفَت لها و البُرود يُسَيِّرُ نَظراته لها،:من ينام الساعة ثمان! عارَضته،:و إنت شدراك؟ حتى لو ما ينامون اللحين..يمكن ما يحبون يستقبلون ناس في مثل هالوقت من غير مواعيد نَطَقَ بِكَلِمات أراد بها إثارة غَضَبها،:إذا أخذنا موعد بيمديهم يخفون الأدلة أو يتخلصون منها تَوَسَّعَ مِحْجَرَيها بِصَدْمة ساحِقة تَهَدَّلَت منها شَفَتيها..هَمَسَت بعدم تصديق،:إنت جاي تحقق معاهم! "ارْتَفَع صَوْتها و الحَنَق بَصَقَ احْمراره على وَجْنتيها" في شنـــوو! تَبسَّم لها باسْتِفزاز،:بسرعة ينقص عليش "أوْقَفَ المُحَرّك وَ هُو يَفْتَح الباب" أقول نزلي نزلي تَرَجَّل من السًّيارة بِثِقة وَ هي تَبعته وَ أَنْفاس القَهَر تَتصاعَد من صَدْرها..أَرادت أن تُوَبِّخه لَكن أَضْواءٌ ساطِعة لإحْدى المَرْكَبات قاطعَتها..اقْتَرَبَت من شَقيقها حَتَّى تَوَقَّفَت بِجانبه مع اسْتِقرار السَّيارة أَمامهما..أُخْفِضَت النَّافِذة المُظَلَّلة كاشِفة عَن وَجْهٍ رُجولي..نَطَقَ بِمَللٍ أَغْرَقَ صَوْته وَ مَلامحه،:نَعم أَخ عَزيز..شبغيت؟ ~ انْتَهى ، أَوَّل شي شُكْراً من القَلْب للمشرفات على تَثْبيت الرّواية..أَسْعَدني هالشي جِدَّاً، أتمنى فعلاً تكون الرواية تستحق التَّميز لين نهايتها..أتَشَرَّف باختياركم، قُبْلات لكن، ثاني شي وَ كالعادة، اعْتذار مني للجَميع على التَّأخير الطَّويـل..إن شاء الله الجزء يَعوضكم وَ لو قَليلاً، أتمنى ذلك، عندي حَديث مَعكم..بس بأجله لِوَقت لاحق. قِراءة مُمتعة، و تصبحون على ألف خير |
رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الخطاب لكاتباتنا العزيزات اولا .. حياكن الله في بيتكن ليلاس .. القوانين وضعت لفائدة الجميع و نحن كاداريات او مشرفات جمعنا حب الروايات اولا .. عندما نطلب معرفة ايام التنزيل فهذا ليس من باب الضغط على الكاتبة او فرض نوع من القوانين التعسفيه .. بالعكس .. معرفة يوم ووقت التنزيل اولا لوضع الاعلان عنها على صفحة الوحي في الفيس .. و المشرفة المسؤولة عن هذه الصفحة انسانة لديها مسؤوليات مثل الكل .. و ليست موجودة في المنتدي 24 ساعة في اليوم 7 ايام في الاسبوع الشئ الثاني .. لوضع رابط الفصل فور نزوله .. تسهيلا للقارئات .. و ما ينطبق على مشرفة الصفحه ينطبق على مشرفة وضع الروابط .. تغادر ليلاس لتتابع امور حياتها و تعود بعد سويعات لتفاجأ بكومة من الروابط .. و للاسف تضيع صفحة الرواية بين الردود و نبدأ في البحث عنها الاشراف تكليف قبلنا به .. و لكن جميعنا بشر لدينا طاقة محدودة .. الرجاء التعاون من جميع الكاتبات مع المشرفات و تحديد اوقات التنزيل سواء برسالة على الخاص او بوسائل التواصل المتاحة لمن يطلبها من الكاتبات الجزء الثاني بالنسبة للكاتبات اللواتي يوكلن احدا بتنزيل البارتات بسبب الظروف .. الرجاء التنسيق مع المشرفات و ابلاغهن اولا الجزء الثالث خاص بالقارئات .. جميعنا ننفعل مع ابطال الروايات .. و قد نتفق او نختلف في وجهات النظر و تحليلنا للمواقف و الشخصيات ادب الحوار و رقيه يجمعوننا و من تتجاوز باي شكل من الاشكال سيتم حذف مشاركتها و انذارها و / او ايقاف عضويتها من قوانين ليلاس ان التجريح و التهجم سواء على العضوات او الكاتبات غير مقبول تقبلوا ما قلته .. و ارجو الالتزام به ملاحظة .. هذا الرد ليس موقع نقاش على صفحات الروايات هو تذكير بقوانين ليلاس و توضيح عام دمتم في حفظ الله |
رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال والبال سنبلة ؟؟ اول شي مبروك التثبيت ولو انها متأخرة عشرين حبة 😸 ثاني شي اسفة لتاخري بالرد حضرتي اعتمدت انك بتتاخرين بالفصل بسبب الاختبارات وقمت اتدلع وما نزلت الرد لين تفاجئت بالجزء الجديد نزل :محرج: باقي ما كملت قراءته لكن قلت فلنطرق الحديد وهو حام ونعلق على اول شخصيتين معانا فيصل وجنان اللي حياتهم فعلا جنان .. مبدئيا ما اقدر اقول شي غير ان جنان اخطأت واخطأت خطا كبير لما قبلت تطلع مع احمد ايام زواجها بفيصل لانها حتى لو طلعة بريئة فهي حرام اولا ومهينة له ثانيا وثالثا كذبت عليه كمان بالاضافة ان اصدقاءه شافوها ويعني صراحة موقف فيصل فعلا كان صعب وازمة لكن مع هذا ما اقدر امنع نفسي من التفكير بان المصير الي انتهو له الحين صعب ومأساوي من كل النواحي فعلا وان فيصل لو كان شخصية اهدء شوي او حتى سمعها لو لحظة فيمكن ما كانو وصلو لذا الحالة 💔💔 شوفي الاثنين يحبون بعض بصورة غير طبيعية ولو انكرو والاقوى انهم فاهمين بعض وتعودو على بعض عرفت انه مريض من صوته بل انها عرفت سبب مرضه كمان ولعع وانقهر وما قدر يتمالك نفسه لما درى انها تطلقت مع انه بملكته اصلا !! مع انه قرر يخطي على ذكرياته معاها ويعيش مع ياسمين !! تدرين ياسمين فعلا ظلمت نفسها لما وافقت عليه ظلمت نفسها لما فكرت انها يمكن تقدر تنسيه جنان وظلمت نفسها لما اقنعتها بحجج واهية ان جنان طلعت نهائيا من حياة فيصل وما بتقدر ترد لها جنان موجودة في جنى والاقوى واللي للاسف ما عرفته ياسمين انها موجودة في زوج اختها اللي بيتم فيصل للابد يتذكر انه سبب طلاقه بالاول وانه اخذها عقبها مع اني ما اظنها كانت بتغير رايها وبعد اختها عليها لوم كبير جدا جدااا احسها ما خبرتها تحت دافع اناني بانها تنتقم من اللي شاركتها زوجها فترة صح حاولت تقولها ان فيصل باقي على حب زوجته لكنها انسحبت ما سردت لها باقي الحقائق ما وضحت لها ليش لازم ترفض مع انها اقدر شخص يمكن على انقاذ اختها من علاقة اذا ما فشلت اصلا وهو اللي اعتقد فيه شخصيا فهي ابدا ابدا ما بتكون على مستوى توقعاتها اعتقد كمان ان جنان لازم بترد لحياة فيصل كزوجة ويبقى صحة التوقع من عدمه رهن الاحداث القادمة الطرف اللي ظلم بشكل بشع بالعلاقة هي جنى وما اظن بتقبل ان فيصل اخفاها عن امها واقنعها انها ميتة كل ذا السنين يمكن لو حارمها منها كان ارحم لكن تصرفه فعلا قاسي قاسي قاااسي خلاهم الاثنين متعادلين بالجرح جنى تصرفاتها اقرب لتصرفات امها يبان عليها ذكاء وثقة وتفكير بامور اكبر من سنها خصوصا تصرفها البريء لما قررت تتم مع امها ولا تروح الملكة عشان امها بروحها اعتقد كلمتها لفيصل بالسيارة سهم اخترق قلبه للاسف ما اظن ياسمين بتتقبلها بالصورة اللي الكل بما فيهم هي نفسها توقعها خصوصا اذا جت جنى على ذكر امها .. الشي الطبيعي جدا لطفلة بسنها ما تدرك حقيقة الموقف والشي اللي مش طبيعي ولا عادي ابدا لياسمين خصوصا انه مش طبيعي لفيصل ولا بيمر مرور الكرام بدون تأثير بتلمحه هي دوامة معقدة معقدة معقدة عقد نفسية بشعة متشوقة جدا جدا لمتابعتك تنهينها بكمل قراءة ان شاء الله وارد للتعليق على باقي الشخصيات سلمت يداك ❤ |
الساعة الآن 08:49 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية