منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   306- يوم سقط القناع - سلسلة لوسي غوردون (الجزء الاول) (https://www.liilas.com/vb3/t147002.html)

Rehana 03-09-10 08:32 PM

وطلب رقم هاتف دولسي النقال . كان اول توقف للقطار على بعد بضع دقائق في "ميستر" على الجانب الآخر من الطريق . . يمكن ان تعود إليه بعد نصف ساعة.
في اللحظة التالية ، سمع صوتاً من الطرف الآخر.
قال بلهفة : " عزيزتي . . احبك . . ولاأستطيع العيش من دونك ،لقد كنت احمق عنيداً، لكن سامحيني . . ودعيني اعوض هذا لك إنزلي من القطار في "ميستر" واستقلي القطار العائد إلى البندقية . . سأبقى انتظرك هنا على رصيف المحطة . . قولي فقط إنك سامحتني وعودي ارجوك ، ارجوك حبيبتي ، عودي دولسي".
وقال صوت جيني : " ماذا؟".
- اجل . . دولسي نسيت هاتفها ، وجدته تحت وسادة المقعد .
تمكن غويدو من الشكر بأدب وانهى المكالمة
وتأوه : " لقد ذهبت . . لقد خسرتها يجب ان يكون هناك طائرة إذا لم يكن من هنا فمن ميلان.."
صاح ليو وماركو بصوت واحد : " لا!".
وقال ليو : " فكر بفيدي وجيني المعتمدين عليك"
واضاف ماركو بلهجة عملية : " وستفعل ماعليك فعله في الحفل الراقص الليلة وتلحق بأول طائرة غداً وستصل قبلها . ."
قال غويدو وهو يهدأ قليلاً:" هذا صحيح".
ثم امسك رأسه بيأس " لكن ، كيف سأحتمل الساعات القادمة ؟".
قال ليو بحزم : " سنكون هناك لنعرف".


يتــبع

Rehana 03-09-10 08:34 PM

12- خلف الاقنعة


كالعاده .. تأكد الكونت كالفاني ان ما من احد يفوقه جمالاً في حفله الرقص ، كان قد ارتدى ملابسه الفضفاضة بخيوطها المذهبة ، ووضع على رأسه قبعة مميزة ، منخفضة من الامام ومرتفعة من الخلف، على مثال الرجال العظام الذين حكموا البندقية في قديم الايام . وكان قناعه ابتكاراً متقناً من الساتان القرمزي اللون ومزيناً بريش احمر وذهبي.
منتديات ليلاس
دخل غرفة غويدو دخولاً مميزاً، فابدى ابناء اخوته الثلاثة اعجابهم به لكنه قال متذمراً : " لماذا ترتدون كلكم زي " هارلوكان"؟ سيكون المكان مكتظاً بمن يرتدون هذا الزي .. اتريدون ان يظنكم احد مثل بقيه الرجال ؟"
كان منظرهم في ازيائهم الضيقة رائعاً. وحده شاب يتمتع بمعدة مسطحة وعضلات مشدودة ، يمكن ان يخاطر بارتداء هذا الزي الضيق ..
وماكن يميز الشبان الثلاثه في زي هارلوكان ، هو قدرتهم على التنكر هكذا دون ان يبدوا سخفاء.
كان الزي مزيناً بطوق ابيض حول العنق . وعلى رأس كل منهم قبعة مثلثة الزوايا سوداء اللون ، وتحتها قناع . وارتفعت الحواجب في نظرة متسائلة ، وشخر فرانسيسكو ساخراً : " اعتقد انكم تخططون لامر مشين ، مثل القيام بغارات بين النساء وتركهن يتساءلن اي منكم فعل هذا "
انهى كلامه بالقول :" هكذا كنا نفعل في ايام شبابي "
قال ليو ضاحكاً :" لا اعتقد ان آذاننا المحتشمة مستعده لسماع اخبار شبابك عمي "


يتــبع

Rehana 03-09-10 08:36 PM

وافق فرانسيسكو:" ستسمعون بعض الاشياء المدهشة . لكنني الآن شخصية مصممة .غويدو ، ستكون مسروراً ان تسمع انني سافعل ما اردت دائماً ان افعل "
شهق غويدو :" اتتزوج؟"
سعل ماركو :" لكن ، عمي ، اليس الوقت متاخراً لتفكير .... اعني .."
اعلن الكونت بحزم :" انا في عز شبابي "
قال غويدو :" بالطبع هو هكذا . وستمتلىء غرفة الاطفال في وقت قصير "
وكانت فسحة من الحريه تنفتح امامه : " هل ستلتقي بها الليلة عمي ؟"
- لا.. لن تكون في الحفلة
- لكن بالتأكيد .. منتديات ليلاس
حدق فرانسيسكو به وقال :" كما لن تكون اللايدي دولسي في الحفلة "
وكان قد عرف بلقائهما .. لكن غويدو لم يعطه الكثير من التفاصيل .
- لن اسالك مافعلت لتغضبها . لكنني متأكد ان ما فعلته لايغتفر .
تأوه غويدو:" يبدو انها تعتقد هذا. وانا انوي تصحيح الامور قريباً. لكن، الآن لم يعد زواجي مهماً لوراثة العائلة. لانك انت ستتزوج.. لذا افضل الا اناقش المسألة اكثر."
حين كان غويدو يتكلم بهذه اللهجة الصارمة، لم يكن احد يجادله. بعد بضع دقائق، كان الجميع في طريقهم الى الاسفل للقاء الموكب المضاء بالمشاعل القادم عبر القناة . وتقدمت الغندولات الى المرسى لتلقي التحية على المضيفين. ومرت سلسلة متدفقة من الاقنعة الى القصر المشع بالاضواء.
كانت الموسيقى قد بدأت تعزف،والانوار تشع من كل باب ونافذة ووقف صف طويل من الخدم يحملون الصواني الملئية بكوؤس من افضل انواع الكريستال ومليئة بافضل انواع العصائر.
قال فرانسيسكو متذمراً وهو يقف منتظراً:" لو انهم فقط يبدون قليلاً من التميز، فكثيرون يرتدون زي "كولومبين" "بانتيلون"" بوليتيلا"
قال غويدو:"لن يستطيع الجميع ارتداء زيك، ولن يستطيع الكثير من الرجال النجاح فيه."
وافق فرانسيسكو بهدوء:"هذا صحيح."
قال ليو:" واذا كنت تريد شيئاً غير عادي، فما رأيك في زي هنري الثامن؟"
كان مركب الفندق فيتوريو يقترب وكان روسكو واقفاً في المؤخرة .
قال غويدو:" هذا روسكو هاريسون، وستسر جداً لرؤيته."
-حقاً؟
-من اجلي.. اجل . والكولومبين في المؤخرة هي ابنته جيني.
-كولومبين اخرى! كم اصبح عددهن؟
ولم يكن غويدو بحاجة لأن يقلق ، فالكونت بارع كمضيف، ومرت الدقائق التالية بنعومة وانحنى فرانسيسكو على يد جيني متمتماً:" كم انت فاتنة."
ونطر هو وروسكو الى زي كل منهما باحترام.
تولى غويدو امر الواصلين الجدد واحس ان جيني تتعلق بذراعه مرتجفة، وقادها الى داخل المنزل. ود لو امكنه ان يفوت هذه الليلة التي ستكون مختلفة جداً عن آماله. كان يجب ان تكون دولسي هنا. تساعده، لكن بكل تأكيد كان شيء ما سيحدث، قطب جبينه. فحين كانت الافكار تنقص عند هارلوكان من المفترض ان تسرع كولومبين لنجدته.
كان قد تمكن من حجز مقعد على اول طائرة في الصباح التالي. اما الآن فلديه عمل يقوم به.. وتفرس بجيني ايضاً متفحصاً، ولاحظ راضياً انها تنكرت حسب تعليماته، فاعتمرت قبعة حريرية سوداء تخفي شعرها،ووضعت قناعاً حريرياً قرمزياً يغطي وجهها كذلك.

يتــبع

Rehana 03-09-10 08:37 PM

كان فستانها الابيض ضيق الخصر ومنتفخ الكمين. وبدت انيقة وساحرة.
قال غويدو حين اخذها الى الرقص:" لن يستطيع فيدي مقاومتك."
-اوه غويدو.. هل هو هنا حقاً؟ انا متوترة جداً.
-انه في الخارج... وسننتظر الى ان يزداد الحشد قليلاً ولايستطيع والدك رؤيتك جيداً.. ثم سيطلبك اخي ليو للرقص، وسيظن ولدك انني انا الذي اراقصك.. لكنني سأكون مع كولومبين اخرى اراقصها. وهكذا ستبقيه مرتبكاً.
منتديات ليلاس
ووقع نظره على تفصيل ازعجه:"ياليتك لم تضعي هذا العقد الماسي! يبدو ان ثمنه ثروة."
قالت متنهدة:" عشرة الآف.. واصر والدي على ان يعطيني اياه قبل مجيئنا الى هنا. قال انه سيعوض عن خسارتي فيدي."
-هذا مايبدو... واراهن على انه لن يبعد نظره عنه. وهذا ما سيعقد الانتقال الى كولومبين اخرى . لقد اقنعت احدى الخادمات ان تساعدنا.
-كان من المفترض ان تكون دولسي، اليس كذلك؟ اذن لقد رحلت حقاً؟
-اجل.. لكنني سأعيدها جيني، وببساطة، يجب ان اكلمك عنها.
-سنفعل هذا. اعدك. ارى والدي يشير اليّ.. سأعود اليك فيما بعد.
وتسللت بعيداً، واضاعها غويدو بين الحشد . وامضى نصف الساعة التالية منزعجاً، يراقص بعضهن قسراً، ويراقب الوقت يمر، ويتسأءل متى يمكنه ان يسافر الى انكلترا.
وكان روسكو يستمتع.. فقد تواجه مع الكونت، ولم يتراجع. وتلك الماسات التي تضعها جيني! يستطيع اي كان ان يرى انها تساوي ثروة. ولا ضير في ان يظهر للناس ان لديه مالاً وخططاً مستقلبية لابنته.
ونظر حوله ثم قطب حين لم يرى جيني. لقد كانت هنا منذ لحظة ترقص مع غويدو. ثم اختفت بين الجمع.
لا.. هاهي مجدداً، كولومبين جميلة تشق طريقها وعقد الماس يلمع بشكل رائع حول عنقها.
قال :" يبدو الماس رائعاً عليك حبيبتي."
لكن كولومبين لم تكن تبدو سعيدة. وقامت بحركة وكانها تريد انتزاع العقد، لكنه منعها.
-لا..فغويدو ينظر اليك... تابعي التركيز عليه.. وستصبحين الكونتيسة المقبلة.
وتنهدت كولومبين، وعادت ادراجها عبر الجمع الى حيث كان هاركوكان ينظر حوله.
قال بارتياح:" ها انت هنا."
-اردت الحديث عن دولسي.
-سألحق بها الى انكلترا.
امالت كولومبين رأسها الى جانب وكأنها تداعبه:" وحين تراها.. ماذا ستقول؟"
تأوه:" لست ادري.. سأطلب منها ان تغفر لي لاني كنت غبياً مغروراً، كما اعتقد.. ومن يعلم بماذا تفكر الآن؟ ولا اعرف حتى اذا كانت سمعتني اصيح لها على رصيف المحطة. الم تتصل بك؟."
قالت كولومبين صادقة:" انا لم اتكلم مع دولسي. حتى لو كلمتها ، اشك في ان تخبرني الكثير. فهي متى صممت.. لاتعدل عن قرارها.!"
اتسعت عينا غويدو من وراء القناع:" اتعنين انها لن تسامحني؟ لا اصدق هذا."
-دولسي عنيده ، وحين تقرر..
اجابها :" لكنك لاتعرفينها جيداً.."


يتــبع

Rehana 03-09-10 08:38 PM

-وانت لاتعرفها بعد بضعة ايام...
-بضعة ايام تكفي حين يلتقي المرء بحب حياته، او حتى بضع دقائق. لقد عرفت فوراً ، حين رمت حذاءها في الغندول.
ذكرته كولومبين:"لكنك لم تكن تعرف انها رمته، وظننت انه القدر بينما في الواقع كانت هي. واظنها كانت تخدعك بشكل فظيع هكذا."
قال غويدو:" لكنها لم تخدعني. ليس اذا نظرت الى المسألة بطريقة صحيحة.. دولسي وانا قدرنا دائماً ان نكون معا. لذا حين رمت ذلك الحذاء، كانت تفعل مايطلبه القدر منها. وحين تركتها تعتقد انني فيدي ، كان القدر السبب كذلك ، لانها رأتني هكذا. وليس من اسرة كالفاني مع قصر ولقب، بل مجرد رجل يقع في حبها."
منتديات ليلاس
وتساءل عما اذا كانت كولومبين ، ستتكلم لكنها رقصت بين ذراعيه، تنظر اليه عن عمد، وكأنها تنتظر شيئاً. كان اطول منها بعدة انشات، لم يستطع رؤية الكثير من خلف القناع الا انه لمع عينيها الخضراوين وبدأ احساس غريب يجتاحه.
قال:" سأجعلها تصغي الي، وسأذكرها بما جرى خلال الايام التي قضيناها معاً.. لانها كانت الايام التي كنا فيها على طبيعتنا حقاً. كانت.."
وفتش عن الكلمة ، التى لم تكن سهلة عليه.. فهو رجل لم يعتد على التحليل:"... كانت مندهشة جداً، وكأن احد لم يعتن بها من قبل".
قالت كولومبين مفكرة:" كان هذا ذكاء كبيراً منك، ولا اعتقد ان احد اعتنى بها هكذا من قبل. فأفراد اسرتها عديمو المسؤؤلية بحيث لم تكن تتحمل ان تكون مثلهم. وكان عليها ان تكبر بسرعة، وتصبح وحيدة طوال حياتها ، لكن الناس لايرون هذا."
قال غويدو:" قلت لها مرة ان الاقنعة يمكن ان تجعل الناس احرار، وان يكونوا انفسهم الحقيقية. وانا اعتقد الآن ان نفسك الحقيقية ربما تدهشك، فأنا لست من كنت اظنه انا."
سألت كولومبين بجدية:" من انت غويدو؟ هل تعرف الآن؟ وهل تعرف من هي؟"
قال:" انا الرجل الذي يحبها.. وليكن ما يكون".
-لكن، هل هي المرأة التي تحبك؟ لنفترض انها لا تحبك؟
-يجب ان تحبني.. حتى لو امضيت بقية حياتي اقنعها.
ابتسمت كولومبين وكأنها اكتشفت كنزاً سرياً . لكن، بدلاً من اجابته مباشرة، قالت:" هناك احد يحاول لفت انتباهك."
راى غويدو شخصين يرتديان زي هارلوكان، يشيران اليه من الباب الزجاجي المؤدي الى الحديقة. تمتم بشيء لكولومبين، واتجه الى حيث كان ليو وماركو ينتطرانه.
قال ليو من خلف قناعه:" لقد تم كل شيء على مايرام. لقد اوصلنا جيني الى الكنيسة، وكان فيدي ينتظرها مع عائلته...ولابد انهما تزوجا الآن".
قال غويدو مفكراً:" لكن جيني مازالت هنا".
وعاد الاحساس الغريب المتردد:" كنت ارقص لتوي معها."
-جيني كانت معنا.
-اذن من...؟
وتذكر الآن. عينا جيني زرقاوان.
عاد مذهولاً الى قاعة الرقص، ينظر هنا وهناك بحثاً عن كولومبين، لكنها كانت قد اختفت.
فجأة بدا له ان هناك الف كولومبين، ولا واحدة منهن هي الحقيقة.
ما كان يفكر به لايمكن ان يكون صحيحاً. لقد كان هذا تضليلاً. قد يكون رأسه مشوشاً لكن قلبه لم يكن يوماً اكثر صفاء. لقد عرف كل شيء الآن، او على الاقل، يعرف هارلوكان ماتظن كولومبين انه الافضل له ان يعرف.


يتــبع


الساعة الآن 04:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية