10– أين كرامتي؟
هكذا، منع غويدو روسكو من ان يأخذ جيني بعيداً، وبهذا اشترى للحبيبن وقتاً اضافياً. اما دولسي فكاد الوقت يقتلها. انتقل روسكو ليقيم في الجناح، واستولى على الغرفة الثانية مما اجبر جيني ودولسي على مشاطرة الغرفة ، امضى وقته يشتكشف المدينة، مرغماً ابنته على مرافقته اينما ذهب، وكان فخوراً بكون اللايدي دولسي دليلته السياحية. منتديات ليلاس طلب منها تقريراً مفصلاً عن عشائها في القصر.. مع تصويرها للتصرف المهذب الاجتماعي الذي يجب ان يلاحظه في مسكن الكونت. واعلن مشاكساً:" مجرد انني رجل صنعت نفسي بنفسي لا يعني انني جاهل.. ولا اريد اي غلطة في هذا السياق". واكدت له دولسي ان احد لن يخطئ. واتصل بها غويدو مرة ، يشرح ببرود ان افضل الملابس التنكرية يمكن ان تجدها في "كال موينتو" ويمكن ان تأخذ جيني الى هناك وتتأكد من ان تختار زي كولومبين. سألت:" الا يجب ان يكون الزي لي؟" -ابداً.. لديهم خيار واسع،وانا متأكد انك ستجدين شيئاً مناسباً..لكن قطعا ليس كولومبين، وارجوك ان تقولي لجيني انه لو سار كل شيء على مايرام . ستبقى مع فيدي من تلك اللحظة وصاعداً. -وهل تخطط لهربهما معاً؟ -بل اخطط لاكثر من هذا القبيل.. لكن يجب ان يتم كل شيء بشكل صحيح. -وهل لي اي دور؟ -اجل، وانا واثق انك ستلعبينه بشكل ممتاز عندما يحين الوقت. لكنك لاتثق بي بما يكفي لتقوله لي الان. وتابع غويدو:" اتبعي تعليماتي بالضبط. ضعي نفسك بين يدي البائعة فهي تعرف متطباتك". -اعتقد ان لك علاقة ما بهذا المحل! -انا املكه. كان من الصعب عليها تصديق ان الخيوط السحرية التي نسجت بينهما خلال تلك الايام القليلة الغالبة ، يمكن تدميرها بهذه السهولة. والاصعب هو ان تدرك ان " المهرج" الذي اعتنى بها وحماها هو كذلك الرجل الصارم الذي حكم عليها بخشونة. ربما يكون خداعها له اكبر من خداعه لها. لكن كان بأمكانه حل الامور في لحظة. الا انه ترك الغلطة تمر.. بسبب ماذا؟ بسبب شيء لم يحتمل قوله لها، لكن من الافضل الاتفكر في هذا والا بدأ الالم من جديد. كانت تعتقد ان سايمون تركها تعيسة. لكنها الآن، ترى ان ذاك البؤس قليل نسبياً. لقد كان سايمون بغيضاً طوال الوقت، ومن الجيد انها تخلصت منه. عرفت هذا حتى وهي تعاني.. لكن غويدو امر مختلف. فقد وقعت في حبه بعمق خلال الايام القليلة التي امضياها معاً. لو ان الامور كانت مختلفة.. كم كانا سيتمتعان باكتشاف انفسهما وحقيقة كل منهما. لكن الآن الفراغ المخيف وحده يواجهها. ولن تستطيع ملاحقة هذا الرجل واقناعه لانها لاتعرفه. غويدو الجديد، الصارم ، المنعزل، الذي لا يمكن الوصول اليه، كان رجلاً خطيراً. يتــبع |
اخذت دولسي جيني الى المحل، واصر روسكو على مرافقتهما . واختار زياً كله مجوهرات من ايام هنري الثامن، ورفضت دولسي جهوده ليلبسها زي "آن بولين" لكنه اصر على كليوباترا، الذي احست انه زي سيء كسابقه.
منتديات ليلاس ومرت جيني بكل هذا كمن يحلم . واتبعت تعليمات غويدو كما كانت دولسي تقولها ،لكن دون اقتناع. فمع وصول والدها تلاشت ثقتها بنفسها . وبالرغم من كلماتها الشجاعة عن انها فوق السن القانونية وانها تفعل ماتشاء ، فقد استجابت لروسكو بإذعان. وكانت احياناً تتمكن من الاتصال بفيدي، لكن الحديث كان دائماً سريعاً، وتضطر عادة الى انهاء المكالمة بسرعة. قالت لها دولسي في احدى الامسيات:" قفي في وجه ابيك ، قولي له انك ستتزوجين فيدي وليكن مايكون ، او اتركيه " تنهدت جيني : " تجعلين الأمر يبدو سهلاً" - إنه سهل. - هذا بالنسبة لك ، انت لا تخافين احداً او شيئاً. وفكرت دولسي : " انا اخاف من مستقبلي ، إذ يبدو لي كئيباً ووحيداً الآن. - دولسي مالذي سأفعله؟ لقد قلت ان غويدو سيسوي الأمور . . لكن كيف؟ وإذا لم ينجح ، سيعيدني والدي إلى بلادنا ، ولن استطيع رؤية فيدي . . وانا لاأستطيع الاتصال به لأكثر من دقيقة كل مرة . فأبي يراقبني كالصقر. قالت دولسي فوراً : " اكتبي له ، وسآخذها له". - وهل تفعلين هذا لأجلي ؟ أوه . . شكراً لك. - اكتبيها الآن هل سيعمل فيدي الليلة؟ - لاأعرف . لكنني سأعطيك عنوان منزل عائلته. خلال دقيقتين ، كانت الرسالة جاهزة داخل مغلف ، وكانت دولسي تسارع في الخروج آملة ان تتجنب روسكو ، لكنها فشلت. قال بصوت متعب : " إلى اين انت ذاهبة ؟ لقد حان وقت العشاء". - سأنضم إليكما فيما بعد . لدي شيء افعله اولاً - لا تتأخري. كان الظلام يهبط ، والأنوار تشع من محلات البقالة التي لاتزال مفتوحة . ووجدت الزقاق الصغير وترددت قبل ان تدق الباب ، وقد شعرت بالخجل فجأة ، وسمعت من الداخل اصوات حركة ، واصوات مرحة وضحك وقرعت الباب. وفتح غويدو لها. وللحظة طويلة حدقا ببعضهما ولم تجد دولسي اي لين في وجهه، بل خيبة امل عظيمة كخيبة املها. اخيراً قالت : " جئت لأرى فيدي هل هو هنا؟" قال باختصار: " بالتأكيد". وتنحى جانباً لتمر وجاء صوت انثوي محبب من اعماق المنزل :" من هذا؟". وفي لحظة ، ظهرت صاحبة الصوت . كانت ضخمة ، متوسطة العمر ولها وجه احمر مبتسم ، عابق اللون من اثر الطهي. وقالت: " مرحبا" قال غويدو : " هذه السيدة إنكليزية ماريا . . وتريد رؤية فيدي". - انت تعرفين ابني؟ ردت دولسي بسرعة : " قليلاً ، معي رسالة له ، من جيني". وصرخت ماريا بغبطة : " انت صديقة طيبة . . انا ماريا لوتشي". - انا دولسي. ضمت المرأة دولسي إلى صدرها قائلة : " نعم . . أعرف . . اللايدي دولسي". يتـــبع |
قالت بسرعة : " لا . . دولسي فقط".
وصاحت ماريا : " فيدي". وحثت دولسي نحو الباب داخلي : " ادخلي هنا . . لقد بدانا الطعام لتونا وستأكلين معنا". - أوه لا . . لا اريد التطفل. كان من المثير للأعصاب وقوف غويدو هناك صامتاً. - سأعطيه الرسالة واذهب. اصرت ماريا : " لا . . لا . . ستأكلين معنا". وابتعدت تصيح بشيء فهمت منه دولسي انها تطلب إضافة مقعد إلى المائدة. منتديات ليلاس قال غويدو بهدوء: " يجب ان تبقي . حين تدعوك عائلة بندقية إلى منزلها ، هذا شرف". قالت متحدية : " لكنك لاتريدني ان ابقى؟". - هذا لا يعني شيئاً . . هذا ليس بيتي . - لا . . فأنت لم تكرمني يوماً بدعوة إلى بيتك. - لكنني فعلت هذا . واخذتك إلى بيتي الحقيقي ، البيت الذي احب وهناك ظننت انني بدات أعرف قلبك ، وهذا ماأثبت كم كنت غبياً. وبأست دولسي . . اين هو الرجل الذي وجدت من السهل ان تحبه؟ لقد اختفى ، وحل مكانه شخص فولاذي القلب. ظهر فيدي مستعجلاً : " تقول امي إن لديك رسالة لي". وأعطته دولسي الرسالة فقرأها فرحاً. - شكراً . . شكراً عزيزتي دولسي. ونظر بسرعة إلى غويدو : " سأعانقها كأخ . . ولن تمانع ". وابتسم غويدو ابتسامة كان يمكن ان تخدع اي احد ماعدا دولسي:"مطلقاً". إنها الآن تعي كل حركاته ، وتعرف ان تصرفاته الفاتنة ماهي إلا اقنعة يحمي بها نفسه. صاحت ماريا من داخل الممر : " تعالي وكلي". احتجت دولسي : " لاأستطيع". قال: " ستهينينها إذا لم تفعلي". - لكن السيد هاريسون يريدني. . وكان هذا اسوأ ماأمكنها قوله . والتوى فم غويدو بابتسامة لارحمة فيها. - يكفي لهذا الرجل ان يشير إليك بماله، فتذهبين إليه راكضة . أجل سيدي ، لاسيدي ، هل احطم لك حياة اخرى اليوم سيدي؟ - انا لم احطم حياة احد. قال بصوت اجفلها بمرارته : " وكيف تعرفين؟". للحظة لمحت الألم الحقيقي خلف غضبه ونظرت إليه في النور الباهت . وصدمها ان ترى كم انها جرحته . . حياة محطمة؟ هذا الفتى العابث الثري الذي يفعل مايشاء؟ مالذي يمكن ان يؤثر عليه؟ - غويدو. . ومدت يدها ، وفي لحظة كادت تلمسه ، لكن ماريا صاحت مجدداً من الحديقة فرد عليها : " إنها قادمة". ووضع يده على ذراع دولسي ، بلطف لكن بإصرار ومرة اخرى احست بقبضته الفولاذية فهو لم يكن يطلب منها ، بل يأمرها. توجها إلى الحديقة التي تتوسطها طاولتان مستطيلتان ، مزينتان بالزهور كان المساء قد حل فأضيئت الشموع على الطاولتين ، وبدت وجوه افراد اسرة لوتشي على الجانبين مشعة . حاولت دولسي ان تحافظ على هدوئها وهي تتعرف إلى الوالد واخويه ، واولاده الثلاثة الكبار ، وابنته وزوجها ، وعدد من الأولاد . وهنا اضاعت تركيزها. صب الجميع اهتمامه عليها ، فهي صديقة فيدي التي تفعل كل شيء لتجمعه مع جيني . وبما ان ليس هناك طريقة للشرح ماحدث فعلاً،اظطرت إلى تحمل المديح صامتة. يتــبع |
وكان فيدي جالساً في الطرف الآخر من الطاولة ، ولكنه تقدم وامسك يد دولسي بلهفة وأخذها إلى مقعد إلى جانبه الأيمن ، بينما جلس غويدو قبالتها.
توسل فيدي : " قولي لي كيف حال جيني؟ هل هي مشتاقة إلي ؟ هل هي تعيسة للفراق مثلي؟". واخبرته بقدر مااستطاعت عن مدى حب جيني له. قال بحماسة : " شكراً . . طالما لنا اصدقاء مثلك ومثل غويدو ، اعرف انه مازال لدينا امل". قال غويدو بحدة: " كن حذراً فيدي . . انسيت ان دولسي جاءت إلى هنا لتدمرك؟". منتديات ليلاس احتجت دولسي: " لم يكن الأمر هكذا. . ". رد فيدي فوراً: "بالطبع لم يكن هكذا . . لقد ظللت الوالد . لكنك الآن صديقتنا ، وهذا كل مايهم". وربت على كتف غويدو : " انس الأمر". قالت دولسي بتهور : " ليس الجميع بكرمك وتسامحك يافيدي ، وجيني محظوظة جداً لتفوز بحب رجل متفهم مثلك". - لا . . لا . . انا المحظوظ. وامسك يدها فجأة : " دولسي . . اتصدقين انني صائد ثروات؟". وامسكت يديه بالمقابل وابتسمت مطمئنة إياه قدر استطاعتها ، وقالت بحرارة: " بالطبع لااصدق . واعرف ا ن كل شيء سينجح معكما . .فحين يحب شخصان بعضهما حقاً ، يجب ان تنجح الأمور ولايمكن ان ننتهي هذا . . لايمكن". وتساءلت عما إذا كان غويدو يسمع الرسالة التي تحاول إرسالها له ورفعت نظرها نحوه لتراه يراقبها عبر الطاولة لكن نور الشموع كان يخفي عينيه. بدا انه كان هناك سيل لايتوقف من الأطباق . المعجنات ، تبعها السمك ، وبعدها لحم العجل ثم الحلوى . واكلت دولسي بنهم ، مما نال موافقة الجميع ، حتى غويدو. وقال فيدي متوسلاً: " ايمكن ان تقولي لجيني إنني سأكون بانتظارها ليلة غد؟". سألت : " وهل ستكون في الحفلة؟". قال غويدو : " ليس بشكل رسمي . لكنه سيكون موجوداً". قال فيدي : " لقد وعدنا غويدو بأن يكون كل شيء على مايرام، بمساعدتك. في مثل هذا الوقت من الغد ، كل مشاكلنا ستنتهي". وقفز من مقعده وذهب ليساعد والدته في الطرف الآخر من الطاولة. وقالت دولسي لغويدو عبر الطاولة : " اي وعود مجنونة قطعتها؟". استدار ليجلس في مقعد فيدي :" ليست وعوداً مجنونة على الإطلاق . . ماأقول إنني سأفعله ، افعله". - لقد حشوت رأسيهما بآمال زائفة ، لكن تذكر ان هارلوكان ليس بالذكاء الذي تظنه، وسوف يخدع نفسه ويقع على وجهه. - ليس مع مساعدة كولومبين . . فهي تنقذه دائماً وتتذكر الأشياء التي نسيها. - لاتعتمد على جيني. - أنا لاأقصد جيني. - لكنني سأتنكر في زي كليوبترا الم تقل لك البائعة في محلك؟ - بلى . . والخيار جيد إنه ملفت للنظر . ولن يعرف روسكو انك غيرت الزيّ. - وماذا سأفعل؟ - ظننت انك عرفت ستتسللين وترتدين زي كولومبين. - هذا جنون. - جنون بما يكفي لينجح. يتــبع |
وكان قد دنا منها بحيث ان انفاسه كانت تهمس على وجهها ، وعيناه تلمعان لكن قربها منه اثر فيه ، مثلما اثر قربه فيها . . وانسحب من كان حول الطاولة مبتسمين لهذين الإثنين الضائعين في عالمهما الخاص.
امسك غويدو يدها ونظر اليها . واحست به يرتجف واحست بالتردد الذي يحطمه .وتألم قلبها ،بعد بضع ساعات ستخسره إلى الأبد ، إلا إذا استطاعت ان تجد وسيلة لتخطي الحاجز الذي اقامه في وجهها وشيء ماكان يقول لها انها ليست قريبة من هدفها صحيح انه يمر بلحظة ضعف لكنه اقوى عناداً مما تظن . منتديات ليلاس شعرت بالرغبة في المغامرة، وفكرت : المزيد من التحدي . حين يخرج من حياتها ، ستتدمر كلياً . . . لكنها لن تفكر بهذا الآن. استجمعت كل شجاعتها ، ومالت إلى الامام لتعانقه . واحست بتصميمه على مقاومتها . . لكن بعد لحظة عرفت ان مغامرتها نجحت.. كان تفكيره يقول له ان يتراجع . لكنه لم يستطع ، فقد فاجأته وكسبت اول معركة. تمتم : " توقفي عن هذا". قالت : " اوقفني انت . . قل لي إنك لا تحبني". - انا لا . . - كاذب. وتراجعت بعد لحظة ، لكن ليس بعيداً لأن يده تسللت خلف رأسها . كانت عيناه القريبتان من عينيها تحترقان سخطاً لمدى السهولة التي لعبت فيها ضده . لكنه استمر في يإمساك وجهها قريباً من وجهه.. - لاتفعلي هذا دولسي. - سأفعل . . ولاأعتقد انك ستدفعني بعيداً امام الجميع. - لاتراهني على هذا. - انسيت انني متحدرة من عائلة مراهنين . . وأعرف عن الترجيحات اكثر منك. - الترجيحات كلها لصالحي ، ولكن لن تستطيعي الفوز. - لو كنت تحبني قليلاً . . لايمكن ان اخسر . - انا لاأحبك. - وانا اقول إنك تحبني. - وهل هكذا يجب ان يكون الأمر معك؟الاستسلام الكامل ؟ لكنك حصلت على هذا مرة. . اتذكرين تلك اللحظة التي جئت فيها إلى الفندق فيتوريو وقلت إنك حياتي ، وتوسلت إليك ان تسامحيني لأنني كتمت عنك هويتي؟ وطوال الوقت كنت تعرفين الحقيقة . مع ذلك تركتني اتابع هذري. - قالت بمحبة:" لأنني احببت ماكنت تقوله ، ولأنني احببتك . واتذكر الأشياء الأخرى التي قلتها كذلك ، عن السنوات التي سنمضيها معاً . . وبدت رائعة". - بالتأكيد .. فهي تعني انك قمت بعمل جيد . ولاني اتخيل مدى الرضى الذي شعرت به وانا تحت قدميك اكتفي إذاً بذلك ولاتوصليني إلى تلك الحالة مجدداً دعي لي شيئاً من الكرامة. - فلتذهب الكرامة إلى الجحيم . . انظر كيف اخاطر بكرامتي . وماذا من المفترض ان افعل بعد ليلة غد غويدو؟ ارحل بعيداً واقضي حياتي في ذكرى رجل اكثر حماقة وعناداً من ان يرى متى تكون امرأة واقعة في حبه؟ قلت لك مرة من قبل . . انا لست كذلك. - وكيف انت؟ وكيف لي ان اعرف؟ - لماذا لاتكتشف بنفسك؟ - واتحول مرة اخرى إلى احمق ؟ كان يريد الشجار معها، ويريد ان يحبها . ولايعرف ايهما يريده اكثر ومادام ضائعاً ، فلا بد ان تساعده وهذا تماماً مافعلته إذ دنت منه اكثر وعانقته. يتــبع |
الساعة الآن 05:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية