اذا كان ستيف لا يحترمها كثيرا كامرأة ، الا انه كان على الاقل يحترم اراءها كمروضة ، لكنه لم يتركها تتمتع بفكرتها هذه ، فنهض ووضع يده على كرسيها وقال: ارغب بالكلام قليلا مع الانسة كولنز ، ساعود والتقى بكم هنا بعد ساعة 0 ثم دعاها للنهو ض ، فنهضت وهى ترمى شعرها للوراء ، وكانت غريزتها تنبؤها بان ستيف لم يخصص هذه الساعة للنقاش المهنى 0 -الى اللقاء سامنتا ! قال لها دونالد وهى تبتعد . سياتى يوم ازين فيه وجهك 0 -مفهوم . اجابته مبتسمة ، وتبعت ستيف وهى تحاول ان تتمالك نفسها ، بعد كل شئ يجب ان يحلا بعض المشاكل معا ، ماذا تتخيل ؟ لكن ذكرى النظرات الزرقاء التى كانت منصبة عليها كل الوقت كانت تعدها باشياء اخرى 0 ما ان وصل الى خيمته حتى التفت نحوها 0 -انت تدينين لى ببعض التفسيرات 0 -آه ! وحاولت ان تكسب بعض الوقت للتفكير ، لماذا هو دائما يتمالك نفسه ، بينما يجب عليه ان يقاوم كل لحظة لاخفاء انفعالاته ؟ منتديات ليلاس -انت لست مضحكة ، سام ! ونظر اليها بحدة وقد عقد حاجبيه 0 -ماذا تقصد ؟ اعترضت الفتاة . انت اخذت قرارك بوضوح فى الليلة الماضية 0 ابتسم ستيف : انت تتكلمين كزوجة غيورة 0 -انا ، غيورة ؟ بسببك انت ؟ انت تحلم ! وتاملت ملامحه وندمت على تسرعها 0 -اتحبين هيلين ؟ سالها ستيف 0 -لا . اجابته بدون تردد . انها مخلوقة شريرة 0 -وانا ايضا لا احبها 0 -ومع ذلك ، انضممت اليها فى الليلة الماضية ! اجابته وشعرت بانقباض فى قلبها ، وتساءلت ايسخر ستيف منها ؟ وقررت وضع حد لهذه المهزلة . انا لا اصدقك 0 -سام ، انا .... انا .... وشتم هيلين ، وانحنى وطبع قبله على خدها . تعالى معى ، دقيقة واحدة 0 |
-ماذا ؟ ولكن ستيف انا لا ... وسكتت عندما رات الجفاف المخيف يحل مكان ملامحه المتوسلة 0 -كنت اشك فى انك لم تفهمينى جيدا ، فلنعد الى الاخرين 0 لم تتحرك سام من مكانها ، كلامه هذا لم تتوقعه ، ايعتقد ستيف انها غير قادرة على المقاومة وتخطى الصعوبات ؟ فبعد زواجها الفاشل ، اتهرب الان امام التعقيدات ؟ كان عقلها يامرها بالعودة الى الاخرين كما اقترح ستيف ، لكن قلبها كان يرفض هذا الحل ، فنظرت اليه ومدت يدها بخجل على كتفه 0 -ستيف ؟ والتقت نظراتهما ، واحست الفتاة بالراحة عندما لاحظت تبدل ملامح وجهه ، فامسك يدها المرتجفة 0 -تعالى سام ، اتبعينى . ودار حول الخيمة وسار باتجاه الغابة الكثيفة ، فتجاهلت الفتاة خوفها ، لا شئ يهمها طالما ان ستيف معها 0 منتديات ليلاس سمعت اولا خرير ماء ثم اكتشفت شلالا صغيرا ينمو حوله فو الجو الحار الرطب الازهار الموسيمية والاعشاب الندية 0 -ايعجبك هذا المكان ؟ سالها ستيف بهدوء 0 -لم ترغب الفتاة فى قطع سحر اللحظة ، فاجابته باشارة من راسها ، لم تكن تريد الكلام ، ولا ارباك صمت الطبيعة ، كان الماء يسقط على الصخور ويتابع سيله بينهما ، واوراق الاشجار تتمايل مع نسمات الهواء الخفيفة ، وفى البعيد يغرد عصفور ويجيبه رفيقه 0 شد ستيف على يدها ، فقاومت كثيرا كى لا تسحب يدها من يده ، وسالته بهدوء : كيف وجدت فرجة الغابة هذه ؟ |
-بمجرد الصدفة . اجابها مبتسما . كل يوم بعد انتهاء التصوير اتمشى قليلا . ثم رفع راسه وتامل الاشجار الخضراء واشعة الشمس التى تخترق الاوراق ، واضاف .انها جنة صغيرة اليس كذلك ؟ وباصبع يده داعب راحة ومعصم يدها ، وايقظ فى نفسها حاجة ملحة لعدم المقاومة ولترك نفسها فى تيار الانفعالات التى تجتاحها بقوة لكن تحفظها حماها من مثل هذا الجنون 0 فسحبت يدها بهدوء واتجهت نحو الحوض حيث تتجمع المياة المتساقطة من بين الصخور وادارت ظهرها لستيف ، وتنفست بعمق عدة مرات ، واحست ببعض الثقة ، ثم التفتت نحوه وسالته : لماذا جئت بى الى هنا ؟ كان يقف على بعد امتار منها ، وقد دس اصابعه تحت حزام بنطلونه الجينز وهو يتاملها باهتمام 0 -لا اتحمل ان يزعجونا من جديد ، هذا الصباح لا احد يعلم اين نحن . اخذ قلب الفتاة يدق بسرعة 0 -انا اريدك سامنتا . اضاف بعد صمت قصير 0 -اتحصل دائما على كل ما تريده ؟ سالته وهى تحس بان انفاسها تتقطع 0 منتديات ليلاس -لا ، ليس دائما ولكن هذه المرة ساحاول ان افعل كل ما بوسعى من اجل ذلك . اجابها وتقدم نحوها 0 فاختبات الفتاة خلف الحوض وصرخت : لا ، دعنى ! -انت تجذبيننى بقوة كبيرة ، سامنتا . قال وهو ينظر فى عيونها .وانا متاكد باننى اجذبك ايضا ، لكنك ترفضين الاعتراف بغريزتك ، وبرغباتك . كان يتكلم بلهجة خالية من اى تهكم او تعجرف ، فاسرعت سام ومسحت دمعتين ترقرقتان فى عينيها0 -انا قد لا اكون ارغب بان تضيف اسمى الى لائحة انتصاراتك العاطفية 0 |
بدا على ستيف انه بدا يفقد صبره ودون ان يحاول الاقتراب منها اكثر قال : انت تفكيرين ايضا بسمعتى ! الصحافة تبالغ ، يجب ان تدركى ذلك ، يكفى ان اتصور مع فتاة جميلة حتى اقرا فى اليوم التالى مقال طويلا عن علاقة جديدة ! -لكن هيلين ليست صورة ! اجابته بحدة ، وندمت على تسرعها فى الكلام ، ونظرت اليه باشمئزاز ، لكنها لمحت فى نظراته دهشة كبيرة 0 -هيلين ! انت تعتقدين ان .... ثم انفجر ضاحكا 0 -لا تسخر منى ، ستيف ! منتديات ليلاس فصمت عن الضحك ، وانضم اليها بسرعة ، وامسك ذراعها 0 -انا لا اسخر منك ، سام ولكن هذه الفكرة سخيفة جدا ، انا لا افهم كيف يمكنك ان تغارى من هيلين 0 -لماذا تركتنى ليلة امس ؟ الحت سام 0 فضمها الى صدره ، وطرح عليها سؤالا بصوته العذب الدافئ : بربك هل كنت ارغب بتركك ؟ فقامت بجهد كبير كى لا تتاثر بين ذراعيه ، لكن جسدها كان يسترخى رغما عنها 0 -هيلين امرأة مستحيلة ، وللاسف هى بطلة الفيلم . كان يتكلم وهو يداعب شعر الفتاة ، كانه يحاول تهدئه طفل خائف 0 -للحقيقة هى لا تملك سوى العيوب ، كما انها تملك حس الفكاهة فى بعض الاحيان ، لكن فكرة الشيخوخة تخيفها وهذا ما يفسر دائما تصرفاتها الغريبة ، انها فى الاربعين من العمر ، هذا يعنى انها تكبرنى بثلاث سنوات فقط ، شخصيا انا لا افكر فى عمرى ، لكننى افهم هيلين ، خاصة وان السينما لا تكون رحومة مع امرأة فى الاربعين من عمرها . ثم سكت قليلا وداعب شفتى الفتاة ثم سالها : ايمكنك ان تضعى نفسك مكانى ؟ يجب ان انهى هذا الفيلم مهما كلف الامر مع ممثلة تعانى من اضطرابات نفسية . فهزت سام راسها 0 -الا تدركين ان وصولك يسبب لها ازمة فظيعة ؟ كلما تنظر اليك ستقارن نفسها بك 0 حاولت سام التفكير ، لكن طريقة ستيف فى ضمها اليه كانت تشلها تظاهر بانه سيمنحها القبلة التى كانت تنتظرها رغما عنها ، لكنه تركها فجاة 0 -اتمنى ان اقضى كل حياتى هنا معك ، ولكن للاسف ، الواجب ينادينى ، لقد تاخرنا فى العمل ، فلنلتقى هذا المساء على العشاء ، موافقة ؟ وافقت سام والقت نظرة اخيرة على الشلال وسارت خلفه فى ممرات الغابة الضيقة 0 |
لاحظ ستيف شخصين يجلسان امام الطاولة ، وسمع ضحكات سامنتا ترن فى سكون المساء ، كانت تبدو سعيدة جدا بحديث دونالد المزين ، تخيل ستيف حركات يدى دونالد المرح دائما ، فاخذ يتامل الفتاة التى تنظر الى جارها ، واحس بانفعال اصبح مالوفا لديه ، كل عضلاته انقبضت وازدادت دقات قلبه ، هذا الانفعال يحيره ، على كل حال ليست سوى امرأة كغيرها من النساء ، فلماذا تجعله رقيقا هكذا ، لماذا يفكر بها كثيرا ؟ منتديات ليلاس تابع تامله لهذا الوجه الكامل ، انفها الصغير المستقيم ، شفتيها الممتلئتين ، عيونها النصف مغلقة الاشبة بالمصابيح التى تنير الظلام ، لم يستطع ستيف منع نفسه من الابتسام عندما سمع ضحكاتها من جديد ، انها لذيذة جدا ! وبعد لحظة ، اخفت وجهها بين يديها ثم ادارت وجهها ، وفجاة رات ستيف ينظر اليها ، فتبددت كل ملامح الفرح عن هذا الوجه البرئ ، فارتبك ستيف كثيرا اى خطا ارتكبه حتى اكفهر وجهها بمجرد احساسها بوجوده ؟ ودون ان ينطق باية كلمة ، تقدم ووضع صحنه الى جانب وجلس الى يسارها 0 -ما المضحك بهذا الشكل ؟ سال بصوت اراده طبيعيا 0 -كنت امزح ، لا شئ اكثر من ذلك . شرح له دونالد . لم اكن اعلم انك هنا 0 لاحظ دونالد تبدل ملامح سام ، ورمق ستيف بطرف عينيه 0 -ساترككما . قال وهو يحمل كلامه اكثر من معنى 0 تفاجا ستيف بنظرات القلق على وجه سام عندما ابتعد دونالد ، وبدا يتناول طعامه ، لقد مضى زمن طويل لم تربكه امرأة لهذه الدرجة ، ونظر خلسة ، فراها تضع الشوكة والسكين وقد انهت طبقها ، وساد بينهما صمت طويل و ادرك ان الفتاة اسرعت فى تناول طعامها لكى تتهرب منه فرغب فى منعها من ذلك ، وقال فجاة اول كلمات خطرت على باله 0 -هل فكرت ؟ وندم بسرعة على تسرعه 0 -نعم . اجابته وابتعدت قليلا عنه 0 فوضع شوكته وسكينه على الطاولة وانتظر للحظات لا تحتمل 0 -اذا ؟ سالها بفارغ الصبر 0 |
الساعة الآن 05:47 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية