![]() |
رد: ابنة الحظ - اليس بونغمان - روايات غادة المكتوبة
( اذا ما اردت تفسير الامر بهذه الطريقة ؟ )
( انا ..... احب تفسير الامر بهذه الطريقة ) ( آه .. هل ... كان هذا ما تسميه مخاطرة محسوبة ؟ ) ضحك على ذلك و داعب خدها بأصابعه . ( اسأليني بعد العرض يوم السبت . ) قال و صعد الى السيارة و ابتعد . عادت الى المنزل و شكرت ال بلوكيو بحرارة على لطفهم و كرمهم لكن حين نامت وجدت افكارها تنشغل بالسيارة العائدة الى مدريد و بالذراعين الملتفتين حولها بقوة و بالقبلة القاسية المتطلبة و الحارة . تناولت فطورها باكرا صباح اليوم التالي و ودعت ايفان قبل ذهابه الى المدرسة ثم ذهبت مع رون الى المستشفى لرؤية والدتها . ( اذن ستصبحين النجمة الأولى بعد ليلة السبت ناتاشا ؟ ) سألها رون (ليس فعلا يقول السيد روتسو ان علي ان اسمح لنفسي فقط بفترة قصيرة من الشهرة . ساعود بعد ذلك الى التدريب اليومي مجددا لكن ... لكني لا امانع بذلك حقا ... بدأت ادرك الامور بأبعادها الحقيقية ) ( اذن لم يعد هو متوحشا ) ( اجل انه متوحش و لا يزال . لكنه متوحش رائع و ذكي و ساحر على ما اظن ) ردت ناتاشا . لسبب ما لم يعجب رون بكلماتها هذه و فضل البقاء صامتا لحين وصولهم الى حيث أصر على انتظارها في السيارة ليتيح لها فرصة الانفراد مع والدتها المشتاقة لها . كانت فرحة و دهشة السيدة برايت هائلة برؤيتها لناتاشا التي عانقتها بحب فائق و اطمأنت على اخبارها ثم اخبرتها باختصار بما حدث . منتديات ليلاس ( لقد تغيرت ناتاشا ؟ ) ( تغيرت أمي ؟ كيف ؟ ) ( انت لا تبدين مطلقا كالفتاة الخجولة التي كانت تأخذ الدروس عند الانسة بيرتا ... تبدين ... تبدين كمن تحولت الحياة عندها الى سعادة و اثارة و ثراء . ) ( حسنا .. اعتقد ان هذا صحيح ) ( بسبب آمالك لليلة السبت ؟ ) ( ليس تماما ) ( بسبب خوليو روتسو ؟ ) سألتها والدتها بتفكير . ( أ أجل لكن فقط بطريقة مهنية محضة . لا يوجد أي شيء شخصي بعلاقتنا ... لا شيء البتة انا مجرد صوت بالنسبة له لا اعتقد انه يفكر بي كامرأة مطلقا ) ( و انت ؟ هل تفكرين به .. كرجل ؟ ) استفسرت والدتها ( كلا ... بوصفه فقط . عنصر قوة و طاقة انه الإلهام الذي ينير لي الطريق . انه العاصفة التي تحملني الى السماء . ) ( يبدو كلامك لا يطمئن كثيرا . لكن لعل هذا هو السبب لكونك محتارة منذهلة . مسحورة و خائفة بنفس الوقت ) علقت والدتها . غيرت ناتاشا الموضوع فورا و حدثت والدتها عن كرم و لطافة ال بلوكيو . ( بيدو انهم الملائكة التي ارسلتها السماء لنا لمساعدتنا . كيف بإمكاننا رد جميلهم علينا . لا اعرف الا اذا .. ) توقفت و غرقت بالتفكير . ( الا اذا ماذا أمي ؟ ) ( هل سبق و خطر ببالك ناتاشا انه من الممكن ان يكون رون بلوكيو هو الشخص المجهول الذي يدفع تكاليف تدريبك ؟ ) ( اجل غالبا . بالحقيقة انا واثقة من هذا و آمل ان اتمكن يوما من الأيام من رد هذا الجميل الهائل له بتحقيق آماله و جعله فخورا بي ) ( حسنا لربما هذا هو كل ما يريده هل ألمحت له يوما انك تعرفين ذلك ؟ . او هل حاولت يوما ان تشكريه على كرمه ؟ ) قالت والدتها بغموض . ( كلا .. اعتقدت على الاقل هذا ما قالته المعلمة بيرتا انه ما دام قد اختار ان تكون هويته مجهولة فمن باب اللياقة من الواجب علي احترام رغبته هذه ) ( آه ... هذه لياقة مبالغ فيها . لقد بقت صامتة لفترة اكثر من طويلة .اعتقد ان عليك شكره ... او على الاقل ان تخبريه انك تدينين بفرصة الغد الماسية له ) |
رد: ابنة الحظ - اليس بونغمان - روايات غادة المكتوبة
( انها فكرة مغوية ؟ و بما انني سابدا بقبض مبالغ جيدة على حفلاتي اللاحقة فأعتقد انني ساتمكن من دفع تكاليف تمريني بنفسي و ابعد عن كاهله عبء هذه التكاليف )
طأطأت والدتها بموافقة ثم لاحظت ناتاشا فجأة تغير لون وجه أمها و اشارات التعب التي بدت عليها فنهضت حين دخلت الممرضة و ودعت والدتها بعناق حار و غادرت الى حيث كان رون بانتظارها . حين عادا الى منزل ال بلوكيو السيدة بلوكيو كانت في السوق ففرحت ناتاشا لذلك لانها ارادت التحدث مع رون على انفراد . ( هل تدرك انني سأتمكن غدا من قبض اول مبلغ لي كمغنية محترفة ؟) قالت ناتاشا ( لا بأس اجل .. افترض هذا .. انا لم افكر بذلك من هذا المنطلق ) افترض هذا ( انا فعلت و السبب الأكبر بذلك يعود الى املي الكبير بالتمكن من رد الدين الهائل الذي ادين به الى ... الى ممولي الحبيب ... آه لقد تقبلت ذلك منه بكل طيبة خاطر . و كنت ممتنة له أكثر مما يتصور أي عقل . لكني سأكون شخصا خسيسا اذا ما فكرت بسداد هذا الدين له يوما . أليس كذلك ؟ ) لم يجيب على الفور . فرددت هي بقلق ( أليس كذلك ؟ ) ( لا اعرف و اذا كان المانح لا يريد ان يسترجع ماله ؟ ) قال ببطء ( لكني اظن انه سيتفهم اسبابي . انت ... انت لا تمانع بقولي هذا صحيح ؟ انت تتفهم وجه نظري و الطريقة التي اشعر بها نحو هذا الموضوع ؟ ) ( انا بالطبع افعل يا عزيزتي . انا اتفهم ذلك كليا لكن .. ) ( اذن بامكاني قول ذلك ! شكرا لك رون . شكرا لك على ما فعلته . لا شيء من أي نوع سيكون كافيا لرد لطفك و كرمك الخرافي . لكنك ستسمح لي على الاقل ب... ) منتديات ليلاس ( انتظري لحظة . لقد اسأت كليا بشيء ما ناتاشا هل كنت تعتقدين طوال الوقت انني المسئول عن كل هذا ؟ ) قاطعها رون و هو ينهض من مكانه و يقترب منها بعاطفة جياشة . ( لكن .. بالطبع انت ... انت هو أليس كذلك ؟ ارجوك . ارجوك لا تنكر ذلك فقط لانك تشعر ان ... ) قالت و قد شحب وجهها فجأة . ( لكن يا فتاتي العزيزة يجب ان أنكر ذلك . لست الشخص المقصود هنا . كنت اتمنى لو كنت كذلك كنت لأتقبل امتنانك الحبيب بكل طيبة خاطر .. لكن انا لا استطيع ) ( تقصد .. تقصد انت ذلك لا ؟ لكن من هو ؟ من يعرف كفاية ... يهتم كفاية ). حدقت به بكل ذهول و انصعاق . و كأنه يصعب عليها تقبل ما كان يقول . و بعد لحظة سعل هو قليلا و قال بانزعاج ( لطالما اعتقدت انه خوليو روتسو نفسه ؟ ) ( خوليو روتسو من غير المعقول ان تخطر هكذا فكرة الى ذهنك ! خوليو روتسو يدفع تكاليف تمريني ؟ آه لا ... لا ... هذا شيء يستحيل التفكير بإمكانية حدوثه . انه ليس من هذا النوع من الرجال ؟ ) ( حقا . لطالما اعتقدت انه كذلك ؟ ) ( ماذا ؟ خوليو روتسو كريم و رومانسي ؟ ) ( كلا بل مقتنع القيام بدوره على الارض ؟ ) ( آه .. )هذا يبدو معقولا اكثر فيما يتعلق بشخصيته . لكن هذا لم يمنعها من الغرق بالخيبة و الذهول . فهي و بكل بساطة لا تستطيع مجرد ان تتقبل إمكانيتها ان تكون تدين بكل شيء للرجل الذي تكره . فترة صمت مرت قبل ان تقول ( و لماذا قد يفكر هو مجرد تفكير بهذا رون ؟ في البداية كان يحتقرني تماما . حتى انه السبب المباشر بخسارتي لمباراة التلفزيون تلك ) ( و بقيامه بذلك جعلك معتمدة كليا على أي شيء سيقدمه لك . لم يفكر بطريقة افضل من هذه لتثبيت سيطرته الكاملة عليك . اما فيما يتعلق باحتقاره لك او لصوتك فأنا لا اعتقد انه شعر بذلك فعلا على العكس . اعتقد انه ميز و على الفور امتلاكك لموهبة صوتية فريدة لكن على كل حال هناك كرم بعرضة ) رد رون. |
رد: ابنة الحظ - اليس بونغمان - روايات غادة المكتوبة
( كرم ؟ بالطبع لا انه ليس من هذا النوع. التسلط و التحكم بحياتي هو دافعه بفعل ذلك دون شك عرف انه اذا ما كنت ادين له بتمريني و بتكاليف إقامتي و ما الى ذلك فإن بإمكانه ان يجعلني اشعر انني ... انني انتمي اليه )
( ماذا تقصدين بالضبط بهذا ؟ )سألها رون بانزعاج . ( آه . لا شيء شخصي انا و بكل بساطة مجرد ابداع و خلق فني . هو ينظر الي من هذا المنطلق . و من هذا المنطلق يريدني ان اكون له . حتى يضعني كليا تحت رحمته . الا تفهم ؟ سيكون دينه دينا لا يمكن رده فهو لم يتبناني و يطلقني الى الشهرة فحسب بل يدفع ايضا تكاليف تمريني و تدريبي ) ( اعتقد انك تبالغين ) رد رون بعدم ارتياح . ( انت لا تعرفه كما اعرفه انا . اذا ما صمم رأيه على شأن فني فإنه سيحارب الشياطين انفسهم ليحقق ما يريد ) ( حسنا . لا اعرف ؟ ياه تأخر الوقت بالكاد سنتمكن من الوصول الى المحطة ... القطار .. ) فورا اجتاحها الرعب و نسيت كل ما كانا يتحدثان به . و صاحت ( آه . لنذهب فورا . لقد وعدته ان استقل القطار هذا , لا استطيع ان أتخيل ماذا سيفعل اذا لم افعل ؟ ) ركضا الى السيارة معا و ايديهما متشابكة و شعرت ناتاشا بالارتياح لهذا و لم يعاودا فتح موضوع الممول مجددا حالما وصلا الى المحطة كان القطار يستعد للتحرك فهرعت ناتاشا اليه فيما قطع لها رون التذكرة بسرعة فائقة . ( لا تقلقي فكري فقط بعرض الغد . بامكان أي شيء اخر الانتظار . على كل حال . قد يكون كلانا على خطأ من الممكن انه قد تدبر لك ممولا حياديا كريما . قد يحدث هذا احيانا . انسي الامر انسيه الى ما بعد العرض . حظا سعيدا يا عزيزتي . فليباركك الله ) منتديات ليلاس ( اه . شكرا لك رون العزيز . شكرا لك على كل شيء لن انسى مطلقا كم كنت جيدا و لطيفا معي حتى و لو لم تكن ممولي المجهول ) قالت من نافذة مقصورتها . ضحك لهذا و اخذ يلوح لها و القطار يبتعد . اغلقت ناتاشا النافذة و استرخت مكانها مصممة على تنفيذ نصيحة رون الأخيرة بتجاهل امر شخصية ممولها الى ما بعد العرض . و ظلت صورة رون و هو يودعها يضحك من على رصيف محطة بلدتها صورة مشجعة لها للتصميم على نصيحته . وجدت ان لوليتا كانت بانتظارها في المحطة في مدريد . و أخبرتها صديقتها ان خوليو روتسو هو من اتصل بها و طلب منها فعل ذلك لان ناتاشا كما قال ستكون بحاجة الى اقرب المقربين اليها و أخبرتها لوليتا ايضا و بحماس عميق ان خوليو روتسو قد حارب لأجلها في دار كوفنت لان فرانشي وصلت و طالبت بالقيام بدور ديمونة لكنه أعلن انه إما هو أو إما هي و بالطبع كان هو المنتصر . كل هذا الكلام لم يلطف من رأي ناتاشا به و لم يخفف من غضبها و حنقها عليه لكنها تعلمت منه بالذات كيف تضبط أعصابها و تفكر بالأمور المهمة الأساسية . حين وصلت الى المنزل اخذ الجميع يعاملها باهتمام و رعاية و كأنهم يخشون عليها من الكسر . و لربما كانت ناتاشا اكثرهم استرخاء و طبيعية و هي تستلقي بسريرها و تنام بهدوء تلك الليلة . لكن مخاوفها غضبها و توترها ظهرت كلها على السطح حين وطأت إقدامها ارض الأستوديو و رأت وجهه الجميل و المصمم و الواثق . ( كيف لم اشك بالتفسير الحقيقي قبل الان ؟ بالطبع هذا هو الوضع الذي سيحلو له . السيطرة المطلقة . علي و على صوتي ) و لا شك ان شيئا من توترها الداخلي قد ظهر بصوتها لانه قال بمرح نافذ الصبر ( استرخي يا فتاتي استرخي . لا يوجد أي داعي لتكوني خائفة او متوترة . سأقودك عبر هذه الليلة بكل أمان . لا تخافي بهذا الشأن ) ( انا لا اخاف ذلك ) ردت و بغرابة كافية . كان هذا هو شعورها الفعلي . بنهاية الدرس القصير و الذي ذلل خلاله مشكلة او مشكلتين التي بقيت بعد التمرين الكامل . ابتسم لها بطريقته الخاصة تلك و قال ( حسنا . بما يتعلق بي فأنا مكتفي و راضي تماما . هل هناك شيء اخير تريدين ان تسالي عنه ؟ ) سؤاله هذا أغواها بطرح السؤال المحير و المغيظ الذي يقبع داخل عقلها لكنها تماسكت و سيطرت على اعصابها و ردت ( شكرا لك اعتقد انك قد غطيت كل شيء ) |
رد: ابنة الحظ - اليس بونغمان - روايات غادة المكتوبة
شيء ما بنبرته جعله يبدو محتارا لانه قطب قليلا . لكنه بعد لحظة قال ( جيد جدا . اذهبي الى المنزل الان . استريحي كليا لبقية هذا اليوم و كوني غدا بدار الاوبرا في الخامسة تماما . )
( سأكون هناك ) قالت بثقة ( و لا داعي لتشعري بالقلق حيال أي امر . لقد تأكدت من حصولك على أكثر الأشخاص خبرة في مجال التجميل و من سيهتم بلباسك ايضا لا يقل خبرة عن هذا الاخير .) ( هذه بالطبع من عاداتك الدائمة ) قالت و ابتسمت بخفة و تباعد . ( صحيح سآتي و اطل عليك في غرفتك . في الوقت المناسب في حال كان هناك شيء اخير ليقال مني او منك . ضعي نفسك بدور ديمونة و اتركي الباقي لي ) ( حسنا ) قالت و استدارت متجهه نحو الباب . كانت على وشك الوصول الى العتبة حين سمعت صوته الهادئ و الآمر خلفها ( ناتاشا عودي الى هنا للحظة ) استدارت فورا و عادت اليه و هي متمالكة تماما . ( انظري إلي ) أمرها فجأة هزها هذا و لكن بعد لحظة تردد رفعت نظرها اليه و لاحظت صلابة ملامحه و لون بشرته البرونزية و بريق عيونه المخترقة ( لا نستطيع ترك الامور على ما هي عليه . ما الامر ؟ ) قال ببرود ( لا شيء ) قالت و نظرت بعيدا ثم اعادت عيونها اليه بقوة غريبة . ( بالطبع هناك شيء ما . لسبب ما انت لست الفتاة ذاتها التي اوصلتها الى تالمو ليلة البارحة ؟ ) هذا صحيح . لكنها ظلت صامته بعناد . منتديات ليلاس بدا مستمتعا و نافذ الصبر لذلك و عاد ليسألها ( هل علي حثك و دفعك لاطلاعي على ما هية الامر ؟ ) و هنا اشتعل غضبها و تبخر تماسكها فبرقت عيونها و قالت له ( ليس عليك ان تفعل ذلك مطلقا . صحيح ؟ فبعد كل شيء فقد سبق لك و اشتريت الحق بإصدار الأوامر لي . اليس هذا كافيا لك ) استدارت لتبتعد و تغادر المكان الا انه احاط بخصرها فورا بيديه و شعرت بقوتها تتسلل منها على الفور . ليس فقط بسبب اليدين المحيطة بها بل بسبب شبه التصاقها هذا به . ( ما الذي تقصدينه بهذا بالضبط ؟ توقفي عن العناد و تكلمي بمنطق و لو لمرة واحدة ) ( حسنا إذن سأفعل اذا ما أردت ان تعرف فقد اكتشفت هوية الممول الذي يدفع عني كل شيء . ) صاحت بغضب حار . ( لم أشأ ان أصارحك بهذا الا بعد العرض . لكن بما انك تصر على المعرفة فبإمكانك الحصول على الحقيقة الآن . اعرف على الأقل انك من تدفع تكاليف كل شيء . من مسكن و مشرب و مأكل و تعليم ) ( آه . فهمت و افهم من ذلك انك ... لا تحبين هذا الواقع ) تركها الآن و أصبح فجأة باردا و هادئا . ( انا اكرهه و أتقزز منه .أرى الآن ان هذه كانت طريقتك بعرض سلطتك التامة و الكاملة علي . كنت لأسامحك على استبدادك و إصدارك المرهق . كنت لأسامحك على قسوتك الشديدة معي أحيانا . لكني لن أسامحك مطلقا لشرائك سلطتك علي ) قالت بعمق جعلته يرتعش قليلا . ( هل علينا ان تكوني ميلودراميين بهذا الشأن ؟ ) سألها باشمئزاز ( لست ميلودرامية . انا أخبرك لماذا لا استطيع ان اكون متحضرة معك . لو كان بإمكاني الابتعاد عنك و تركك الآن .... ) ( لا تتجرأي ابدا و تنطقي بهكذا كلمات . ما تشعرين به او ما اشعر انا به يعد شيئا تافها بهذه اللحظة هل تفهمين ؟ شؤوننا الخاصة الصغيرة هذه لا تعد شيئا أمام العرض الضخم الذي ينتظرنا . و عرض الليلة قد يكون عرضا خضما . سيكون كذلك بالتأكيد . و بعد ذلك بإمكانك ان تخبريني بالضبط ما هو رأيك بي . فلن يهم الأمر حينها ) ( آه .. سأخبرك بالتأكيد . كن واثقا من ذلك . سأخبرك ) أكدت له بهدوء ( لكن بعد العرض . و لربما يا مليكتي المتقلبة الصغيرة من تاغو ربما سأخبرك انا حينها عن رأيي بالضبط بك ) |
رد: ابنة الحظ - اليس بونغمان - روايات غادة المكتوبة
حدقت به بصمت للحظات و هي نصف مذهولة و نصف متمردة على شعلة الاستمتاع و الثقة التي كانت تتوهج داخل عينيه و حتى و هي تؤكد لنفسها انها تكرهه لاعتباره ما قالته بخفة و تسلية هكذا . الا انها كانت شاكرة له ايضا ان حظها بالنجاح لهذا اليوم المصيري موجود بين يدي خوليو روتسو الواثق تماما من نفسه .
( عودي الى المنزل . فكري فقط بعرض المساء . بإمكان أي شيء الانتظار الى ما بعد ذلك ) هذا ما قاله لها رون بالضبط . لكن ما اقترحه رون برقة كان عند خوليو روتسو تطمين قادر و آمر ( حسنا ) قالت بتنهيدة عميقة لكن سواء أكانت هذه تنهيدة رضى لاطلاعه على اكتشافها لمخططه المشين ام انها تعبير عن ارتياحها لسيطرته الكاملة على الوضع هي لم تعرف . غادرت المكان و خرجت الى الشمس و لسبب غير معروف ابدا لها كأن التوتر و الحنق قد غادراها ليحل مكانهما سلام تام و كامل . أخيرا و بعد طول انتظار حانت اللحظة الحاسمة و انتهت اللبيسة من وضع اللمسات الأخيرة على ثوب ديمونة و غادرت الغرفة مفسحة المجال لناتاشا بالتمتع بلحظات قليلة مع نفسها . قبل بدء دورها بعد دقائق قليلة . استجمعت ناتاشا كل جرأتها و ادراكها ان خوليو روتسو سيكون هناك قربها جعلها تدخل المسرح المضيء و تواجه الجمهور الهائل الذي كان يملأ المقاعد و بنظرة واحدة الى الموسيقي اخذت تقوم بدورها و صوتها كالكريستال الصافي و حركاتها طبيعية جدا بتقمصها لدور ديمونة . علا التصفيق و الهتاف بالفصليين الأولين و أدركت ناتاشا أنها حازت على إعجاب الجمهور . لكن التصفيق كان لها و لباقي الممثلين و المغنيين فدورها الحقيقي هي سيكون الفصل الثالث و يبدو ان الجمهور بدوره كان يؤجل حكمه عليها حتى ذلك الفصل المصيري . جلست ناتاشا بغرفتها خلال فترة الاستراحة الاخيرة السابقة للفصل الثالث و مع ان خوليو لم يزور غرفتها خلال فترات الاستراحة الا انها لم تكن منزعجة من ذلك فوجوده على المنصة قربها كان كافيا لها و هي لم تكن بحاجة لأي شيء يبعدها عن التركيز الآن . منتديات ليلاس ادراكها ان حكم الجمهور الحقيقي عليها سيكون في الفصل القادم الان جعلها تشعر بالسعادة لا بالخوف . ( لا تكوني فائقة الثقة بنفسك ) قالت لنفسها بصرامة ( إنها إحدى أعظم تحديات الأوبرا . لكن بإمكاني فعل ذلك اعرف ان بإمكاني فعل ذلك . طالما انه هناك فإنني لن افشل ) ثم سمعت طرقة على باب غرفتها و دخل ماكس المنتج و وجهه يحمل القلق الواضح . ( انت تبلين بشكل رائع ناتاشا . كل شيء معد للفصل الاخير ) ( اجل بالطبع .. هل ... هل هناك خطب ما ؟ ) ( حسنا .. لا شيء بالغ الخطورة لقد حدثت مشكلة صغيرة و اعتقد ان رونغ باليارو سينهي الاداء عن خوليو لكن لقد سبق لك و ان عملت معه احيانا و ... ) ( ينهي الاداء عن خوليو ؟ لكن هذا غير ممكن لا يمكن ان انجح بدون السيد روتسو . ما الذي حدث ؟ اين هو ؟ ) دفعت المنتج قليلا و هرعت الى خارج الغرفة . ( انتظري لحظة انه لم يصب بدرجة خطيرة . لكنه انزلق و هو يتجه الى طاولته قبل لحظات و يعتقدون انه قد فك رسغه . طبيب الأوبرا معه الان . ) ( فك رسغه ؟ رسغه الأيمن ؟ ) ( اخشى ذلك ) رد ماكس ( اذن .... اذن لن يقدر ان يدير الفرقة ) شعرت فجأة بالرعب و الفراغ ( لكني لا استطيع ان اتابع بدونه ... لا استطيع يجب أن أراه ) . خرجت من الغرفة و ركضت كالصاعقة الى غرفته و دخلت دون حتى ان تطرق على الباب . كان خوليو روتسو الشاحب الوجه لدرجة غريبة يجلس على كرسيه و طبيب الدار يتفحص يده اليمنى . ( اجل . أخشى انك قد شعرت العظم او حتى كسرته . لا استطيع التأكد إلا بعد صورة الأشعة . من الأفضل ان ننقلك الى المستشفى في الحال ) |
الساعة الآن 08:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
شبكة ليلاس الثقافية