" أنت تعنين انك لا تستطيعين ان تشعري كذلك نحوه ؟"
عضت اندريا على شفتها " لا, اخشى ان لا استطيع " تنهدت" أنا كنت بليدة بشكل رهيب هذا المساء . كان يجب أن اعرف الى ماذا سيؤدي المشي في الحديقة " قالت بكآبة " هل يشعر ميشيل بالإهانة ؟"
" لا, أنا اعتقد انه قلق جداً عليك " توقفت جيل , وتلاعبت بسوار فضي هندي على معصمها النحيل " في الواقع أنا تمنيت أنك أنت وهو سوف ... حسناً , أنت تعرفين "
" هذا جميل للغاية منك , يا جيللي . ارجو ان يكون الأمر هكذا , ميشيل هو واحد من ألطف الرجال اللذين قابلتهم " قالت اندريا بلطف.ريحانة
" حسناً , من الأفضل ان اذهب واخبره انك على ما يرام" قالت جيل في صوت مخيب للأمل " أندريا ؟"
" نعم ؟"
" هل وقعت في الحب في حياتك ؟"
سحقت اندريا سيجارة دخنت نصفها ونزلت عن السرير لكي تنظف اسنانها من جديد .
" لا" قالت ببساطة " لا, أنا لم أقع في الحب"
بدت جيل كأنها على وشك ان تتكلم ثم غيرت رأيها وخرجت من الغرفة .
نامت اندريا بشكل رديء, وعند الضوء الأول هي رفعت الأغطية ونهضت وارتدت ثيابها .
آملة بأن لا تبدأ الكلاب بالنباح , اخرجت اندريا نفسها من الباب الأمامي ونظرت خلسة الى ساعتها في الضوء الرمادي القاتم. كانت بعد الثامنة بقليل , مما يعني ان لديها ساعة ونصف قبل الفطور.
غادرت الحديقة من الباب الخلفي , وشرعت تسير في الزقاق الضيق الذي يؤدي الى المستنقع . عندما وصلت الى القمة, هي جلست على الصخر الضخم لتتأمل المنظر.
الى الشمال والجنوب تتدحرج المستنقعات الى مسافة بعيدة, وبدت لندن على بعد آلاف الأميال . منتديات ليلاس
كانت قد جلست على الصخرة لبعض الوقت وكانت تقشر برتقالة احضرتها معها عندما سمعت وقع حوافر وشاهدت رجلاً يمتطي حصناناً اسود قوياً عبر المنحدرات المنخفضة . حتى قبل ان يقترب منها كفاية لترى وجهه, تعرفت على جوستن تمبلار, وتعجبت لماذا كان هو يركب باكراً في صباح يوم الملاكمة.
على بعد حوالي خمسين ياردة منها هو ترجل ولف لجام حصانه على غصون شجرة سندر فضية. عندئذ هو صعد اليها .
" صباح الخير يا آنسة فلمنغ , أنا لم اتوقع ان اجدك على المستنقع في هذه الساعة "

" أنا اردت بعض التمرين" قالت, ولفت قشرة البرتقالة بمنديل ورق ووضعتها في جيب سروالها .
" أنا أرى أنك لست مذنبة بالعادة السيئة لرجل المدينة بإلقاء النفايات فوق المكان" قال , وجلس على صخرة قريبة.
" الترتيب هو خطيئتي , أنا أكره رؤية قطع ملقاة حول أي مكان , هل تحب بعض البرتقال ؟"
" أشكرك , الهواء هنا يجعلني جائعاً"
قسمت البرتقالة وناولته نصفها . كان يرتدي ثياباً شبيهة بثياب الصيادين . في تلك اللحظة هو لم يكن يبدو بتاتاً أشبه بمتمول ثري مع كل الرفاهية التي يستطيع ان يشتريها المال.
" أنت تعلمين , انك المرأة الوحيدة التي ألتقيها وتبدو جميلة عند الثامنة والنصف في الصيبح " قال بسرعة .
ضحكت اندريا. ريحانة
اخرج علبة سجائر وقدم لها واحدة . هما دخنا في صمت لبعض الوقت الى ان قال فجأة" متى تعودين الى لندن ؟"
" بعد غد"
" هل تتناولين العشاء معي ذات مساء الاسبوع القادم؟"
كان يجب ان تظهر دهشتها , لأنه قال " هل مثل هذا الطلب هو غير عادي ؟"
" لا , ليس بالضبط ... انه فقط ..." توقفت . بدا الرجل بأنه يريد ان يأخذها على حين غرة . " أشكرك , يا سيد تمبلار, أنا يجب ان أحب ذلك"
" اسمي جوستن, وأنا افضل ان أناديك اندريا, ما لم يكن ذلك الامتياز هو فقط للأصدقاء اصحاب المقام الرفيع"
" يمكنك ان تناديني اندريا اذا شئت " قالت بجفاء, وفكرت انه من المحتمل ان يفعل هكذا في أي حال .
ضحك ووقف.
" اسمحي لي بأن أرافقك الى المنزل , هل تستطعين الركوب؟"
هزت رأسها .
" اذن لقد حان الوقت للبدء, هيا "
متسلية وحانقة قليلاً من طرقه الطويلة اليد, لحقت به الى شجرة السندر.
" هيا الى فوق " بسهولة كأنها كانت طفلة هو وضعها على ظهر الحصان الكبير " اجلسي مفتوحة الساقين , لا تقلقي , جاسون لا ينطلق"
فك اللجام , وسار خلفها .
" هل انت مرتاحة ؟"
" ليس تماماً؟"

" لا بأس , انه أسرع من المشي"
عندما عادا الى المنزل, كانت اندريا مدركة تماماً ان ذراعيه كانتا تطوقان خصرها . جلست مستقيمة قدر المستطاع لكي تتجنب الاتكاء عليه مصادفة وكانت سعيدة عندما وصلا الى البوابة الخلفية وكان قد ركب خلفها في منتصف الطريق فترجل وساعدها على النزول.
" أشكرك , أنا وصلت في موعد الفطور , وداعاً ...يا جوستين "
" وداعاً, حتى الاسبوع القادم"
اعطاها تحية عادية وقفز ثانية الى السرج , وحث الحصان الاسود على المشي .راقبته ممتطياً الى المنعطف في الزقاق , تعجبت اندريا اذا كانت هي حكيمة في قبول دعوته . في وقت لاحق من النهار هي ذكرت المقابلة الى جيل, التي فرحت كثيراً بها واعلنت ان جوستين بكل وضوح كان في ملاحقة ساخنة لها .منتديات ليلاس
" هو فعل ذلك. لا شيء محدد . مجرد دعوة عامة للعشاء ذات ليلة من الاسبوع القادم"
" ماذا قلت ؟" سألت جيل بشوق.منتديات ليلاس
" أنا قبلت , لكنني قد أغير رأيي. أنا لست واثقة بأنني معجبة بالسيد تمبلار العظيم " قالت اندريا بتفكير.
هما غادرتا كورنوول في صباح ساطع بارد ووصلتا الى لندن في وسط هطول امطار غزيرة , بدت الشقة صغيرة جداً بعد الغرف الفسيحة في مورهافن .
"الناس يكونون مجانين للعيش هنا" قالت بكآبة ذات امسية بعد نهار ممطر " احياناً اتمنى لو لم أترك المنزل "
" إنك ما كنت لتلتقي نيك لو لم تفعلي " قالت اندريا , محاولة الترفيه عنها.
كانتا تتناولان العشاء في مطبخهما الصغير عندما رن جرس الهاتف . مجيبة عليه , سطع وجه جيل.منتديات ليلاس
" إنه جوستين تمبلارا العظيم" قالت في مرحلة همس وناولت السماعة الى اندريا .
" هاللو؟"
" اندريا ؟ هنا جوستين تمبلارا, كيف حالك؟"
" غارقة في كآبة ما بعد عيد الميلاد " قالت بإحساس .
" حسناً . إذن أمسية في الخارج هي ما تحتاجين اليها . لدي تذكرتين لمسرحية جديدة في هايماركت يوم الجمعة اذا كان يهمك مشاهدتها "
" أنا أحب مشاهدتها "
" أنا اقترح بأن نتناول العشاء مسبقاً , هل اتصل بك حوالي السادسة ؟"

" نعم , أشكرك كثيراً"
حالما قالا وداعاً وهي أعادت السماعة, قالت جيل , " ومتى وأين؟ "
" ليلة افتتاح راتبغان يوم الجمعة , العشاء اولاً"
"" ماذا سترتدين ؟"
" الشيفون الاسود , على ما أظن "
" بحق السماء , لا يمكنك ارتداء تلك الخرقة البالية , سنذهب للتسوق غداً ونجد شيئاً مثيراً" قالت جيل بفرح.
" لكنني لست بحاجة الى ثوب جديد. انا قلما استهلكت الثوب الأسود " اعترضت اندريا .
" يا عزيزتي , أنا لا اعتقد أنك استحوذت عليه بعد. جوستين هو ليس مجرد أي شخص . هو واحد من أغنى الرجال في لندن . الفتيات يتهافن من أجل موعد معه "
" بالنسبة لي هو مجرد رجل لا يطاق ميزته الرئيسية هي ان لديه تذكرتين لمسرحية جيدة عندما أشعر في كانون الثاني انني في بركة موحلة من القنوط " قالت اندريا بهشاشة .
لكن بالرغم من رفضها كانت تريد القفز من الفرحة لترقب أمسية الجمعة , اشترت ثوباً جديداً, وهكذا انتصرت جيل.
شاهدته في واجهة محل في الصباح التالي عندما كانت تسير مسرعة على طول شارع بوند الى موعد , وهي عادت في فترة الغداء لتجربه . كان مصنوعاً من حرير بلون التوت بكمين طويلين وتنورة فوق صدرية من التافتا.
لراحتها السرية عاد نيك الى المدينة يوم الخميس واخذ جيل يوم الجمعة الى حفلة , وهكذا هي كانت وحيدة في الشقة عندما اتصل جوستين.ريحانة
في القاعة الضيقة بدا جوستين حتى أطول مما تذكرت . هما تصافحا , وهذه المرة هي كانت مستعدة لقبضته القوية .
عندما حمل لها معطفها , هو قال " أنا لست أدري اذا كانت لديك أية أفضلية في المطاعم , لكنني شخصياً أكره التحدث في منافسة مع فرقة موسيقية , لذا أقترح الذهاب الى جيرسي كلوب , هل تعرفينه؟"
على عشاء من الاطعمة الشهية والعصير الفاخر, هما ناقشا لائحة المسرحية . كان حديثاً حيوياً, واندريا كانت نادمة عندما كان عليهما ان يغادرا الى المسرح . كانت المسرحية لامعة كتابة وانتاجاً.منتديات ليلاس
عندما غادرا المسرح , سألها جوستن اذا كانت تحب ان تنهي الامسية في ناد ليلي.
" أنا احب ذلك, لكن لدي عمل كثير غداً. اعتقد انني يجب ان أعود الى البيت " قالت بإكراه .

لم يحاول اقناعها بتغيير رأيها وهما عادا الى الشقة .منتديات ليلاس
" أنا متعت نفسي , أشكرك كثيراً" قالت عندما توقفت السيارة عند المنعطف خارج بابها .
اوقف المحرك وهي توترت , متعجبة اذا كان سيحاول تقبيلها . لكن بدلاً من ذلك هو خرج ودار ليفتح لها الباب.
" هل يمكنني ان اخذك الى المسرح ثانية الاسبوع القادم ؟" سأل عندما عبرا الرصيف " الاستعراض في البرنسيس يفترض ان يكون مسلياً جداً, اذا لم تكوني قد شاهدته ؟"
" لا , أنا أحب ذلك"
" يوم الاثنين في نفس الموعد , اذن ؟"
"سيكون ذلك جميلاً"
مد يده " تصبحين على خير يا اندريا "
" تصبح على خير يا جوستين "
في الاسابيع التي تلت , خرجت اندريا مع جوستين تمبلارا أكثر فأكثر . كان لديها شعور مزعج بأنها كانت تلعب بالنار , لكن ذلك كان مفرحاً جداً لتتجول مع رجل يستطيع تأمين الأفضل من كل شيء, وهي تجنبت التفكير بالتطورات المحتملة لصداقتهما .
ذات مساء, بعد ان حضرا حفلة موسيقية , اقترح جوستين بأنهما يجب ان يتعشيا في منزله الليلة التالية , ورغم انه لم يكن لديها سبب مقنع لرفض الدعوة , كانت خائفة جداً بأن الأمسية ستحدد معالم الذورة في علاقتهما.
امضت ليلة قلقة ووجدت من الصعب التركيز على عملها في اليوم التالي . في الوقت الذي اتصل بها جوستين هي كانت متوترة داخلياً بعصبية , لكن عندما اتجها الى ماي فير , بدا اسلوبه عادياً لدرجة انها بدأت تتعجب اذا كانت هي قد تخيلت أزمة لا وجود لها .
الآن, خرجت من السيارة ووقفت ساكنة للحظة, واستطاعت ان تتخيل نفسها في عصر آخر, ووصلا الى طريق تنساب منه موسيقى ناعمة من قاعة للرقص وقرقعة حوافر عندما عربة انعطفت حول الزاوية .ريحانة
قادها جوستين لتصعد الدرجات وفتح الباب الأمامي . القاعة كانت مفروشة بالسجاد. الجدران الزجاجية كانت مطلية بالأبيض ومذهبة . ثريا كريستال فخمة تتدلى من السقف.
مساعداً اياها على خلع معطفها , قال جوستين " غرفة الجلوس هي في الطابق العلوي , لكنني اعتقد بأننا سنكون أكثر راحة في المكتبة "
أشار الى مدخل على يمينهما .