أعراض الشلل النصفي

التخلص من الشلل النصفي تحدث الجلطات الدماغية عندما لا يصل الغذاء والأكسجين الكافي لخلايا الدماغ نتيجة لأحد سببين رئيسين فإما انسداد في أحد الشرايين المغذية للدماغ Ischemic Stroke عند حدوث تخثر على الجدران الداخلية للأوعية الدموية وهو السبب الأكثر شيوعًا1)، وإما حدوث نزيف في هذه الأوعية الدموية Hemorrhagic Stroke ويندرج تحت كل منهما العديد من الأنواع والتي يؤدي أغليها إلى الشلل النصفي ، ومن الجدير بالذكر أن خلايا الدماغ خلايا معقدة التركيب والوظيفة ومن الصعب إعادة إصلاحها أو توليدها من جديد إذا رجع مصدر الدم مرة أخرى لذلك فإن الفترة المصيرية التي يجب إعادة تروية الدماغ خلالها هي ثلاث ساعات منذ بدء أعراض الجلطة، بعدها يصعب ارجاع ما فُقد من وظائف الدماغ ويحدث ما يعرف بالشلل الدماغي. 2)

الشلل الدماغي

يقسم الدماغ إلى عدة مناطق حسب الوظيفة التي تؤديها كل منطقة ويقسم أيضًا إلى مناطق شريانية Vascular territory  حسب الشريان الذي يغذي هذه المناطق فالشلل الدماغي هو مصطلح واسع ينتج من عدة أسباب وله عدة أشكال يحدث نتيجة ضرر يصيب أي جزء من الدماغ وتختلف أعراضه باختلاف سبب الضرر وحجم تأثيره على الدماغ والمنطقة المتأثرة، وفيما يأتي موجز عن أهم أشكال الشلل الدماغي وأكثرها شيوعًا:

الشلل النصفي

يعرف بـ”الفالج” وعادة ما يكون نتيجة جلطة دماغية في أحد الشرايين المغذية للدماغ نتيجة تكوين خثرة تغلق مجرى الدم أو نتيجة انحباس خثرة قادمة من مكان آخر -غالبًا القلب وتصاحب مرض الرعشة الأذينية– أو نتيجة حدوث نزيف هذه الشرايين، ومن الجدير بالذكر هنا أن الشلل النصفي تظهر أعراضه على الأطراف المعاكسة لمكان حدوث الجلطة في النصف الدماغي؛ فإذا كانت الجلطة في نصف الدماغ الأيمن تظهر الأعراض على أطراف الجسم اليسرى وهكذا.3)

الشلل الربعي

هو شلل يصيب أحد أطراف الجسم الأربعة فقط ويمكن أن يتطور في ما بعد إلى شلل نصفي، ينتج الشلل الربعي نتيجة عدة أسباب أهمها إصابات العمود الفقري والحبل الشوكي 4) أو إصابات الأعصاب المغذية للطرف المصاب وكذلك شلل الأطفال يمكن أن يبدأ على شكل شلل ربعي وتعتمد شدته وأعراضه على المستوى المصاب فيكون أقل تأثيرًا وضررًا كلما ابتعدت الإصابة عن الحبل الشوكي.5)

شلل الأطفال

شلل الأطفال هو مرض يحصل نتيجة اختلالات خلال الحمل مثل تسمم الحمل أو أثناء الولادة التي تؤدي إلى نقصان الدم الواصل إلى دماغ الجنين وهو في أهم مراحل تطوره، وبالمجمل فإن أعراضه تتمحور حول اختلالات في الجهاز الحركي والعضلي للطفل تتراوح ما بين شلل ربعي وشلل نصفي وشلل كامل إلى شلل قد يصيب عضلات التنفس وعضلات الابتلاع في الحلق والبلعوم لذلك فإن الاطفال المصابين في هذا المرض غالبًا ما يعانون كثيرًا في حياتهم ومتوسط أعمارهم أقل من المواليد الطبيعيين.
6)

شلل العصب السابع

العصب السابع هو أحد الأعصاب الدماغية التي تغذي عضلات منطقة الوجه وقد يصاب بالضعف أو الشلل نتيجة العديد من الأسباب أهمها العدوى الفيروسية التي قد تصيب العصب مباشرة أو قد تنتقل له نتيجة عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي وهي الإنفلونزا في حالات خاصة، وكذلك من الأشكال الشائعة لشلل العصب السابع الذي يكون خلال الحمل في الفترة الأخيرة أو بعد الولادة بأسبوع وتعزى هذه الإصابة إلى زيادة كمية المياه في الجسم -وهي استجابة طبيعية خلال الحمل- التي قد تزيد فوق حدودها مسببة ضغط على هذا العصب.7)

أعراض الشلل النصفي

تتباين أعراض الشلل النصفي فقد تصيب مناطق مختلفة بالجسم تبعًا لمكان حدوث الجلطة الدماغية؛ فالدماغ مقسم إلى أماكن كل منها مسؤول عن جزء معين من الجسم، وتتراوح ما بين حدوث فقدان بسيط في الإحساس إلى شلل كامل، وفي ما يأتي استعراض أهم الأعراض وأكثرها شيوعًا:8)

  • شلل العصب السابع ويظهر على شكل ضعف أو شلل في عضلات نصف الوحه فيصبح الوجه غير متماثلًا.
  • مشاكل في النظر وفقدان أجزاء من المجال البصري.
  • مشاكل في النطق وفي الابتلاع.
  • فقدان الإحساس أو ضعفه في نصف الجسم المعاكس لمكان الإصابة بالجلطة الدماغية.
  • شلل في عضلات نصف الجسم المعاكس لمكان الإصابة في الجلطة الدماغية.
  • شلل كامل في الجسم وفقدان السيطرة على البول، البراز والوظائف الجنسية إذا كانت الجلطة الدماغية بليغة.

أسباب الشلل النصفي

الشلل النصفي الناتج عن الجلطات الدماغية تختلف أسبابه باختلاف عمر المريض، ففي كبار العمر هنالك الأسباب الآتية مرتبة من الأكثر شيوعًا:9)

  • الضغط، السكري وارتفاع الدهنيات في الدم هي من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى تكون التخثرات في الشرايين.
  • ارتفاع ضغط الدم بشكل مبالغ فيه والذي قد يسبب حدوث نزيف دماغي مباشرة.
  • ارتطام الرأس أو السقوط عليه والذي قد يؤدي إلى حدوث نزيف في الدماغ أو حوله.

أما في سن الشباب والفتوة فالأسباب الأكثر شيوعًا هي كما يأتي:

  • ارتطام الرأس أو السقوط عليه هي أكثر الأسباب شيوعًا في هذه المرحلة العمرية.
  • اعتلالات ارتفاع التخثر في الدم وهي أمراض في الغالب وراثية تؤدي إلى الجلطات المتكررة في أنحاء الجسم المختلفة.
  • استخدام حبوب منع الحمل والاضطرابات الهرمونية التي قد تؤدي إلى ارتفاع معدل لزوجة الدم.

تشخيص الشلل النصفي

تشخيص الشلل النصفي هو تشخيص طبي يعتمد على الفحص السريري بصورة كبيرة، فإذا تواجدت الأعراض المذكورة سابقًا والتي تدل على إصابة جزء معين من الدماغ يجب المبادرة في إعادة تروية الدماغ في مدة زمنية لا تتجاوز ال 3 ساعات، ودور الصور الإشعاعية هنا هو دور تأكيدي للتشخيص ولتحديد نوع الجلطة ومكانها تمامًا لتحديد آلية العلاج، وأهم الصور المستخدمة في تشخيص الجلطة الدماغية والشلل النصفي: 10)

  • الصورة الطبقية CT Scan وهي أول خيار تصويري يعتمد عليه الطبيب وتبرز أهميتها في تمييز نوع الجلطة الدماغية وتبعًا آلية العلاج.
  • تصوير الشرايين المغذية للدماغ CT angiograph لتحديد مكان الجلطة تمامًا.
  • صورة الرنين المغناطيسي MRI والتي تساعد على تحديد مكان النزيف إذا كانت الجلطة نزيفية.

علاج الشلل النصفي

يتكون علاج الشلل النصفي من ثلاثة أقسام رئيسة، وهي: العلاج الطبي والعلاج الجراحي والعلاج التأهيلي، طبيًا بعد أن يتم التأكد بأن الجلطة ليست نزيفية يتم إعطاء مميعات الدم ومضادات التخثر التي تقوم بتذويب الخثرة، أما دور الجراحة هنا فيكون بوقف النزيف وتفريغه من فتحة الجمجمة إذا كانت الجلطة نزيفية، ولا بد من التأكيد على دور العلاج التأهيلي والوظيفي هنا والذي يساعد على استعادة جزء من الوظائف الحسية والحركية المفقودة. 11)