أسباب التهاب الغدد الدهنية

علاج  التهاب الغدد الدهنية الغدد الدهنية أو الخراجات الدهنية هي كتل دهنية غير سرطانية يكثر تواجدها في الجلد، هذه الخراجات تحتوي على سوائل دهنية وبعض المواد شبه السائلة أو الصلبة لحدٍّ ما، تظهر هذه الغدد في الغالب على الوجه أو الرقبة أو منطقة الجذع، ورغم أنّها غير سرطانية وتنمو ببطء، لكنها تسبّب العديد من المشاكل والمضايقات على مستوى المظهر لدى الإنسان، يستخدم الأطباء الفحص البدني والتاريخ التشخيصي في آلية فحص هذه الغدد، ولا يتم الانتقال إلى التصوير الطبقي المحوري والأشعة السينية إلا في حالات متقدمة أو الاشتباه بحدوث سرطان دهني، وسيتم تناول أعراض التهاب هذه الغدد وعلاجها وتشخيصها والوقاية منها بشكل طبي مفصَّل.

أعراض التهاب الغدد الدهنية

إن أعراض التهاب الغدد الدهنية عادةً ما تكون صامتة، أي لا تظهر إلا في مراحل متأخرة من الالتهاب، وإذا ظهرت في البدايات تكون عادةً غير مؤلمة، وقد تشمل هذه الأعراض ألمًا ونمنة أو خدران في منطقة في الوجه والرقبة، ومن الأعراض الأخرى: 1)

  • ألم حاد في مراحل متأخرة من الالتهاب بسبب امتلاء هذه الخراجات الدهنية بمادة الكيراتين، هذه المادة هي العنصر الأساسي في صنع الجلد والأظافر في جسم الإنسان، ولكن وجودها في هذه الخراجات يكون على شكل كرات صلبة ناعمة الملمس تسبّب الضغط على الأعصاب العنقية وأعصاب ما حول الرقبة.
  • حدوث آلام بالتماشي مع انتشار هذه الغدد في فروة الرأس والوجه والظهر.
  • يمكن أن تتطوّر هذه الخراجات الدهنية إلى خلايا أو كتل سرطانية إذا ازداد قطرها عن الخمسة سنتيمترات وازداد معدل انتشارها في الجسم وترافق ذلك مع احمرار وألم مضاعف وظهور قيح وصديد في مناطق انتشارها.

أسباب التهاب الغدد الدهنية

تتكوّن الخراجات الدهنية بشكل أساسي من مادة زيتية يُطلَق عليها sebum، وهي نفس المادة الزيتية التي تغطّي الشعر في مختلف مناطق جسم الإنسان، وتتراكم هذه المادة الزيتية في الغدد الدهنية بسبب انسداد الأقنية التي تتصرّف بها هذه المادة، حيث أنّ الانسداد في هذه الأقنية يؤدي إلى تجمّع هذه المادة الزيتية بالإضافة إلى مواد أخرى على شكل كتل دهنية تنتشر في الجسم، ومن الأسباب الأخرى لتشكّل هذه الخراجات الدهنية وحدوث التهاب الغدد: 2)

  • حب الشباب.
  • خدوش أو جروح في الطبقات الجلدية مما ينجم عنها احتباس المواد الزيتية على شكل خراجات دهنية والتي تسبّب آلامًا والتهابات في مراحل متأخرة.
  • حدوث تلف أو تشوه في الأقنية الدهنية.
  • حدوث تلف أو تشوهات مرافقة للعمليات الجراحية.
  • الحالات الوراثية أو التاريخ المرضي للمريض خصوصًا في متلازمات من مثيلات متلازمة غاردنز أو متلازمة حمى الخلايا القاعدية.

تشخيص التهاب الغدد الدهنية

يعتمد تشخيص التهاب الغدد الدهنية على إجراء عدة فحوصات، لكن لا تتم هذه الفحوصات إلا بعد إجراء الفحص الفيزيائي البدني أولًا، والذي يعتمد على محاولة لمس وتحسّس الكتل الدهنية خصوصًا في منطقة العنق، وبناءً على تقييم الطبيب لحجمها وقساوتها يتم الانتقال غلى إجراء الفحوصات التصويرية الأخرى في حال تطلّب الأمر ذلك، وهدف هذه الفحوصات التصويرية هو تجنّب أن تكون الكتل الدهنية في بداية تحوّلها لخلايا سرطانية وبالتالي تجنّب انتشارها إلى مناطق الجسم المختلفة، ومن الفحوصات التي يتم استخدامها في تشخيص هذه الغدد: 3)

  • استخدام الأشعة المقطعية لتحديد مواقع هذه الغدد بشكل دقيق ومقدار الشذوذ أو التسرطن الحادث بها.
  • استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد محتويات هذه الغدد بشكل دقيق.
  • إجراء خزعة من خلال إزالة كمية صغيرة من أنسجة هذه الغدد وفحصها في المختبر للمساعدة في تحديد إن كانت غدد دهنية حميدة أم سرطانية.

علاج التهاب الغدد الدهنية

إن علاج التهاب هذه الغدد ضروري في حالات إن كانت هذه الكتل تُسبّب مضايقات على مستوى الحركة أو المظهر، لكن عدا ذلك يمكن التعايش معها دون اللجوء إلى إجراء جراحي في حالة كانت محدودة ومنكمشة في مكانها وغير قابلة للتحول السرطاني والانتشار في المستقبل، عمومًا، الخيار الجراحي العلاجي يعود للطبيب في النهاية، فهو الوحيد القادر على تحديد مدى خطورة هذه الكتل الدهنية أو مدى سلامتها وعدم تأثيرها على الصحة العامة في الحاضر والمستقبل، ومن طرق علاج التهابات الغدد الدهنية على نحوٍ عام: 4)

  • الخيار الجراحي المتمثّل في الشق، حيث يتم إجراء قطع صغير في الخرّاج الدهني والضغط برفق عليه لإخراج محتوياته الزيتية والصلبة، لكن تكمن المشكلة هنا، في أنّ الكثير من الخرّاجات الدهنية تعاود الظهور في نفس المناطق بعد ذلك.
  • الحُقن والمتمثِّلة في حقن هذه الغدد بدواء يقلّل من مقدار التورّم والالتهاب فيها.
  • الخيار الجراحي المتمثِّل في إزالة الخرّاج أو الكيس الدهني بشكل كامل، وهي من أكثر الطرق أمانًا وسلامة على صحة المريض، ونادرًا ما تعاود الخراجات الدهنية الظهور بعد استخدام هذه الطريقة.

طرق للوقاية من التهاب الغدد الدهنية

إن طرق الوقاية من التهاب الغدد الدهنية أو الخراجات أو الدمامل تتعلَّق بشكل أساسي بمدى النظافة الشخصية والحرص على نظافة الملابس والفراش والمناشف وعدم مشاركتها مع أفراد الأسرة المصابين بأي التهاب جلدي سواء كان التهابًا دهنيًّا أو غير دهني مثل حالات الطفح والتخدّش، أيضًا، ينصح الأطباء وأخصائيو الجلدية في الحرص على تنظيف أماكن الجروح التي يمكن أن يتعرّض لها الإنسان في أيّ حادث بسيط وعدم تركها متسخة، فذلك يشجّع البكتيريا الهوائية على الدخول  والتسبّب بالتهابات جلدية منها التهاب الغدد الدهنية. 5)

الفرق بين الورم والكيس الدهني

إن تحديد الفرق بين التورّم الدهني والخرّاج الدهني يعتمد بشكل أساسي على التشخيص المبكّر، وذلك من خلال أطباء الأسرة في العيادات الخارجية في المستشفيات، فهم الخط التشخيصي الأول، وهم الذين يميزون أيّة حالات أورام دهنية حميدة من حالات التكيسات الدهنية البسيطة، وبالاعتماد على تشخيصهم يتم إرسال المريض إلى أخصائي أورام جلدية -في حالة كانت التكيسات الدهنية أورامًا- أو إلى طبيب تجميل في حالة كانت التكيسات الدهنية مجرد مستودعات تَجمّع للزيوت وما إلى ذلك، وبشكل عام يعتمد أطباء الأسرة على الملاحظات التالية للتفريق بين الخرّاجات “الغدد” الدهنية والأورام الدهنية: 6)

  • الخراجات الدهنية  أكثر شيوعًا من الأورام الدهنية.
  • الخراجات الدهنية أصغر حجمًا من الأورام الدهنية.
  • تَظهر الغدد الدهنية على شكل نتوءات منفصلة وناعمة وصفراء في مناطق كثيرة كالجبين والعنق والخدين أو بالقرب من بصيلات الشعر -منطقة فروة الرأس-.
  • الأورام الدهنية عادةً ما تكون على شكل عُقد ناعمة تشبه لون البشرة ويمكن تحريكها بسهولة بعكس الخراجات الدهنية التي يصعب تحريكها في الفحص الفيزيائي.
  • الأورام الدهنية تنمو وتنتشر بسرعة، على عكس الغدد الدهنية التي تكون بطيئة النمو.
  • الأورام الدهنية تكون خلاياها على شكل حرشفي بعكس الغدد الدهنية التي تكون خلاياها مدوّرة، هذا الإجراء لا يمكن رصده إلا من خلال فحوصات مخابر علم الأمراض.
  • الأورام الدهنية عادةً ما تكون مجهولة السبب، على عكس الغدد الدهنية التي لها أسباب تمّت الإشارة إليها أعلاه.