الفرق بين الحياء والخجل

تعرف على سمات الخجل والحياء والفرق بينهم الحياء والخجل لفظتان كَثُر الخلط بينهما، حتى ظنَّ البعض أنهما مترادفتان، وأنَّ بإمكان كلّ منهما أن تحل محل الأخرى فتُعطي نفس معناها. لكن الجدير بالذكر أنهَّما مُختلفتان تمام الاختلاف؛ حتى أنَّ إحداهما تُمثِّل أمرًا محمودًا، أمَّا الأُخرى فهي سلوك مذموم قد يدل على وجود ثمَّة اضطراب نفسي لدى صاحبه.

الفرق بين الحياء والخجل

معنى الحياء

يُمكن تعريف الحياء باعتباره “خلق يحمل على إتيان الحميد وترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق”، وذلك وِفقًا لما ورد من تعريف “الحافظ بن حجر” للحياء في “فتح الباري”. أي أنَّ الحياء هو أن يجد المرء حرجًا شديدًا في القيام بأي فعل غير مقبول دينيًّا أو اجتماعيًّا، ويأتي الحياء من الله في المقدمة ثم يليه الحياء من الناس.

فضل الحياء

  • ورد عن أبي هُريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “الإيمان بِضع وسبعون أو بضع وستون شُعبة، فأفضلها قوْل لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من شُعَب الإيمان”، رواه مُسلم.
  • كما وَرَد عن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ” الحياءُ والإيمان قُرِنَا جميعًا، فَإِذا رُفِعَ أحدهما، رُفِعَ الآخر “، صدق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
  • قال الحسن رضيَ الله عنه: “أربع من كُنَّ فيه كان كاملًا، ومن تعلَّق بواحدة منهن كان من صالحي قومه: دين يُرشده، وعَمَل يُسدده، وحسب يصونه، وحياء يَقوده”.
  • كما قال عُمر بن الخطاب رضي الله عنه: “مَن قلَّ حياؤه قلَّ وَرَعه،ومن قلَّ ورعُه مات قلبُه”.
  • أمَّا الأصمعي، فقال عن الحياء: “من كساه ثوب الحياء، لم يَرَ الناسُ عيوبَه”.

معنى الخجل

أمَا الخجل فهو تراجع الفرد عن الدفاع عن الحق أو التعبير عن نفسه أو إقامة علاقات مع مَن حوله، نتيجة شعوره بالنقص أو الضعف أو الدونية، وهو خلق مذموم، يَضيع معه حق الفرد وتُهان كرامته.

أسباب الخجل

يُمكن اعتبار الأسرة التي نشأ فيها الفرد عاملًا أساسيًّا في إكسابه هذه الصفة؛ فالتربية على الخوف أو الاحتقار وتقليل الشأن، تخلق شخصيَّة خجولة، غير قادرة على التواصل اجتماعيًّا مع الآخرين. في حين أنَّ التربية السليمة المتوازنة، تُساهم بشكل كبير في خلق شخصيَّة إيجابيّة، لا تُعاني من الخجل وغيره من الاضطرابات السلوكية التي تضرُّ بكل من الفرد والمجتمع. كما أنَّ مرور الفرد بظروف اجتماعيَّة أو ماديَّة أو صحيَّة قاسية، قد تدفعه لا إراديًّا إلى الشعور بالخجل والتطبُّع به.

علاج الخجل

إعمالًا بمبدأ ” الوقاية خير من العلاج”، نضع التربية السليمة المتوازنة على رأس الأمور التي تمنع سلوك الخجل من التفشي في الأجيال القادمة. أَّما بالنسبة للأشخاص الخجولين بالفعل، فعليهم مُقاومة ذلك الشعور عن طريق التفكير الإيجابي تجاه أنفسهم أو ما يمرُّون به من ظروف، مع التدرج في التعبير عن النفس أمام المُحيطين شيئًا شيئًا. وإن لم يتمكن الفرد من الإقلاع عن هذا السلوك المشين مُنفرِدًا، يُمكنه الاستعانة بأحد الأخصائيين النفسيين الذي سوف يُساعده على استعادة ثقته بنفسه والتعامل بشكل طبيعي.