ظهرت العديد من الأمراض في الآونة الأخيرة ، خاصة مع بداية القرن العشرين ، وتم تصنيفها على أنها أمراض مزمنة ، والتي لا تستطيع شفاء المصابين منها ، وتظل تحت تأثير التعقيدات طوال حياته.
يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تتفاقم مع الزمن مما يتسبب بارتفاع نسبة السكر في الدم وفقدان الخلايا حساسية الأنسولين وتقليل أو انعدام إنتاجه من قبل جسم الإنسان، يقسم مرض السكري إلى نوعين؛ النوع الأول ومرض السكري من النوع الأول هو مرض المناعة الذاتية، وعكس ذلك أو الشفاء التام يتطلب وسيلة لمنع الجهاز المناعي للجسم من مهاجمة الخلايا المنتجة للأنسولين الخاصة بها أما بالنسبة للسكري النوع الثاني فمن الممكن تقليل آثاره أو تفادي حدوثه حيث أنه خلال العشر سنوات الأولى من تشخيص المصاب بمرض السكر يتم فقدان أكثر من نصف إنتاج الجسم للأنسولين مما يجعل المرض أكثر خطورة ومن الصعب التعافي التام منه؛ أما مصطلح تراجع مرض السكري هو المصطلح الذي يشير عادة إلى تحسن كبير على المدى الطويل في حساسية الأنسولين.
مرحلة ما قبل السكري
هناك مرحلة تشخيصية تدعى بما قبل الإصابة بمرض السكري وهي عبارة عن مؤشر طبي تعطي إنذار أو تحذير للمريض، تنتج أثر ارتفاع نسبة سكر الدم ولكن دون الوصول للقياس التشخيصي للإصابة بمرض السكري، وغالبًا ما تقاس بنسبة السكر التراكمي للدم التي لا تتعدى 6%.
ماذا تفعل في مرحلة ما قبل السكري؟
في تلك المرحلة من الممكن القيام ببعض الخطوات التي تساعد على رفع إنتاج الأنسولين في جسم الإنسان وتقلل من تركيز سكر الدم وبالتالي تلافي حدوث الإصابة بمرض السكري ومنها:
تقليل الوزن والقيام بتمارين رياضية بصورة دورية مثل ممارسة رياضة المشي لمدة لا تقل عن 20 دقيقة يوميًا أو ما يعادل 150 دقيقة بالأسبوع الواحد (ما لم يكن هناك موانع طبية لذلك) وذلك لتنشيط الدورة الدموية والتخلص من دهون الجسم الزائدة حيث أن الدهون وخاصة المتجمعة حول منطقة الخصر والبطن، تعمل على ارتفاع دائم في مستوى أنسولين الدم مما يجعل الخلايا مقاومة له وتفقد حساسيتها اتجاهه ولا تتأثر بوجوده.
تناول الغذاء الصحي السليم الذي يحتوي على كميات مناسبة من الخضراوات وتقليل الكربوهيدرات والنشويات، كما يجب تقليل تناول السكريات والأطعمة عالية السعرات الحرارية، حيث أن ارتفاع مستويات السكر يؤدي إلى مشاعر الخمول وارتفاع مستويات الأنسولين يؤدي إلى زيادة الجوع مما يؤدي إلى السمنة لاحقًا. للمزيد: التغذية والسكري
شرب كميات مناسبة من الماء وتناول بعض أنواع الفواكه التي لا تحوي كميات عالية من السكريات كما من الممكن تناول البروتين مثل اللحوم والبقوليات وتناول الأسماك والأطعمة التي تحتوي أوميغا 3 وأوميغا 6، ويجب مراجعة الطبيب المختص لتوضيح نوع الغذاء المناسب تبعًا لوضع جسم المريض الصحي، كما ينصح بتقسيم الوجبات على مدار اليوم عوضًا عن تناول وجبة واحدة تحتوي على كميات عالية من السعرات الحرارية، مما يعطي الجسم فرصة للتخلص من السكريات على مدار اليوم بدلًا من تجمعها في آن واحد، إلى جانب احتياج الجسم لإصدار كمية كبيرة من الأنسولين.
البعد عن القلق وأخذ قسط كافٍ من النوم والراحة وذلك لعدم حدوث اعتلالات أو اضطرابات في هرمونات الجسم قد تؤثر على الأنسولين.
في حال الإصابة بالسمنة المفرطة قد يحتاج الطبيب إلى إجراء تدخل جراحي والقيام ببعض العمليات الجراحية مثل تغير مسار مجرى الطعام في الجهاز الهضمي أو تقليص حجم المعدة لمساعدة المريض على تقليل الوزن.
في حال الإصابة بأمراض مزمنة أخرى مثل ضغط الدم أو ارتفاع دهون الدم يجب السيطرة على تلك الأمراض والانتظام بتناول العلاج الطبي، مما سيقلل فرصة الإصابة بمرض السكر.