حياة ميخائيل بولغاكوف ميخائيل بولغاكوف كاتب ومؤلف روائي روسي، ولد عام 1891 بمدينة كييف، وعاش في أيام الاتحاد السوفييتي، ألف عددًا كبيرًا من الأعمال الأدبية المهمة، ومن أهم ما أبدع روايته العظيمة المعلم ومارغريت، والتي لم تنشر إلا بعد وفاته عام 1940، والمعروفة أيضًا بعنوان الشيطان يزور موسكو، وقد حظرت السلطات السوفيتية معظم أعماله الأدبية وتم منع عرضها في معظم المسارح، إذ دبجها العديد من انتقاداته لممارسات السلطات السوفييتية .
بدايات ميخائيل بولغاكوف طالب الطب
انهي ميخائيل بولغاكوف عام 1909 المدرسة ليلتحق بكلية الطب بجامعة كييف، وفي عام 1916 حصل على دبلوم الطب وعمل جراحًا في مستشفى Chernovtsy، وبعدها عُين طبيبًا في مقاطعة سمولينسك، وطبيبا في مدينة فيازما، وفي سبتمبر عام 1921 انتقل للعيش في مدينة موسكو وبدأ هناك الكتابة في صحف ومجلات العاصمة موسكو، ونشر في تلك الفترة بعض إنتاجه في جريدة ناكانوني (العشية)، والتي كانت تصدر في العاصمة الألمانية برلين .
نشر بولغاكوف خلال أربع سنوات بداية من عام 1922 وحتى 1926 أكثر من 120 تقرير و إنتاجات أدبية، كان معظمها في صحيفة غودوك (الرنين)، وانضم في العام 1923 إلى الاتحاد العام للكتاب الروس .
كتب روايته الحرس الأبيض، وتم نشره على أجزاء عام 1925، ورأت السلطات السوفيتية أن العمل ينتقد السلطة السوفيتية، إذ كان يتناول سلوك مجموعة من الضباط البيض المناوئين للحركة البلشفية خلال الحرب الأهلية في روسيا، وكان مما واجهه هذا العمل أن العمل لم يرد فيه بطل بلشفي واحد، فأعاد بولغاكوف تقديم الرواية على شكل مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا حين عرضت عام 1926، وأمام هذا النجاح تم حظر عرضها .
في عام 1925، نشر بولغاكوف كتابًا ساخرًا بعنوان الشيطان يحاول، تضمن نقدًا ضمنيًا للمجتمع الشيوعي السوفييتي، وتعرض للمنع أيضًا، وفي ذات العام، نشر رواية قلب الكلب، وهو عمل هزلي يسخر فيه مما يسمى بالعلوم الزائفة .
عرضت مسرحيته ” بوغروفي اوستروف ” في عام 1928، في أحد مسارح موسكو، فكر في كتابة عمل روائي، إذ كانت فكرة روايته العظيمة المعلم ومارجريتا تلح عليه .
تمتعت مؤلفات بولغاكوف بشعبية كبيرة في أوساط القراء نظرًا لواقعيتها، والحس الفكاهي الساخر الذي اشتهر به بولغاكوف ، لكن معظم إنتاجه للمسرح وجد اعتراضا كبيرا من قبل السلطات السوفيتية ، التي رأت أنه لا يدافع عن الثورة البلشفية وينتقدها في أعماله.
وأصبحت مؤلفات بولغاكوف ممنوعة من النشر، كما رفض الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين السماح له بالسفر خارج الاتحاد السوفييتي .
في عام 1932، عمل بولغاكوف مستشارًا أدبيًا لإدارة مسرح الفنون في موسكو، وكتب في تلك الفترة مسرحية تراجيدية حول وفاة موليير، وقد صدرت نسخة منقحة عن هذه المسرحية عام 1936، وعرضت لسبعة أيام على خشبة المسرح قبل أن توقفها السلطات بسبب ما تضمنته من انتقاد مبطن لستالين والحزب الشيوعي .
رواية المعلم ومارغريتا تحفة بولغاكوف الخالدة
تعد رواية المعلم ومارجريتا، واحدة من أكثر الروايات المفضلة لدى الروس، وتحتوي الرواية على قطعتين متوازيتين، الأولي تصور الشيطان عندما يأتي الشيطان مع حاشيته إلى موسكو في عشرينيات القرن العشرين ويستمتعون بهيجينكس الشيطانية، و الثانية تصور ( يسوع ) يحاكم ويُنفذ في القدس منذ ألفي عام .
لم تنشر رواية المعلم ومارغريتا، أثناء حياة بولغاكوف، وحملت مسودات هذا العمل الخالد أسماء البهلوان والحافر، الساحر الأسود، جولة فولوند الفنية، حافر المهندس، وقد ألف بولغاكوف الكاتب تلك المسودة، ثم عاود الكتابة فانجز رواية ” المعلم ومارغريت “.
قرر بولغاكوف عام 1937 قرر إطلاق عنوان ” المعلم ومارغريتا ” على الرواية، وفي عام 1938 قام بإدخال بعض التعديلات عليها، وخلال 4 أسابيع بعد انهائه التعديلات، ثم مرض مرضا شديدا تم تشخيصه على أنه الكلي، وتوفي في عام 1940 إثر تدهور حالته الصحية، ودفن في مقبرة نوفوديفتشيه .