هو حاجز عضلي على شكل قبة بين تجاويف الصدر والبطن ، ويفصل القلب والرئتين عن أعضاء البطن (المعدة والأمعاء والطحال والكبد). إن تقلص عضلة الحجاب الحاجز يوسع الرئة أثناء الاستنشاق
فتق الحجاب الحاجز
يحدث فتق الحجاب الحاجز -الفتق الحجابي- عندما تتحرك واحدة أو أكثر من أعضاء البطن إلى أعلى داخل الصدر، من خلال عيب أو فتحة في الحجاب الحاجز، يمكن أن يكون هذا النوع من العيوب موجودًا عند الولادة أو يتم الإصابة به لاحقًا ويعتبر فتق الحجاب الحاجز حالة طبية طارئة وتتطلب جراحة فورية لتصحيحها، ومن الأنواع الأخرى الأقل خطورة من أنواع فتق الحجاب الحاجز هو فتق المنطقة المجاورة لفتحة المريء أو توسّع فتحة المريء بدرجة كبيرة تدفع جزءًا من المعدة للانزلاق الى تجويف الصدر مما يؤدي إلى ظهور أعراض الارتجاع المريئي وحرقة المعدة وألم الصدر وفي كثيرٍ من الأحيان لا يشعر المريض بهذه الأعراض.
أسباب فتق الحجاب الحاجز
يمكن تقسيم أسباب فتق الحجاب الحاجز حسب نوعه وعمر المريض الذي أُصيب به، ففتق الحجاب الحاجز عند الرُّضع مختلف كليًا عن النوع الذي يصيب البالغين لذلك تقسم الأسباب على النحو الآتي:
الفتق الحجابي الخَلقي Congenital Diaphragmatic Hernia: الذي يحدث نتيجة التطور غير الطبيعي للحجاب الحاجز بينما يتشكل الجنين، يسمح خلل في غشاء الجنين لأحد أو أكثر من أعضاء البطن بالانتقال إلى الصدر واحتلال المساحة التي يجب أن تكون فيها الرئتين. نتيجة لذلك لا يمكن للرئتين النمو والتطور بالشكل الصحيح، في معظم الحالات يؤثر هذا النوع على رئة واحدة فقط، معظم حالات الفتق الحجابي الخلقي مجهول السبب، ويُعتقد أن مجموعة من العوامل تؤدي إلى تطويرها مثل: طفرات في الكروموسومات والتشوهات الجينية والمشاكل التغذوية دور في تكوين هذه الفتوق.
الفتق الحجابي المكتسب Acquired Diaphragmatic Hernia: عادة ما يكون ناتجًا عن إصابة حادة أو اختراق، وتعد حوادث المرور وحالات السقوط والطعنات والعيارات النارية والعمليات الجراحية في الصدر أو البطن المسبب لغالبية هذه الإصابات.
الفتق المريئي Hiatal Hernia: هو الأقل خطورة لكنه يبقى مدعاة للقلق حيث يبقي المريء والمعدة في أماكنهما الطبيعية ولكن جزء من المعدة ينزلق للأعلى من خلال الاتساع غير الطبيعي في فتحة المريء الموجودة في الحجاب الحاجز، على الرغم من أنه يمكن أن يكون لدى الفرد هذا النوع من الفتق دون أي أعراض، فإن الخطر يكمن في أن المعدة يمكن أن تصاب بنقص التروية الدموية، في معظم الأحيان يبقى السبب غير معروف فقد يولد الشخص مع فتحة مريئية أكبر من الطبيعي أو بسبب زيادة الضغط في البطن مثل: الحمل أو السمنة أو السعال أو الإمساك.
أعراض فتق الحجاب الحاجز
يمكن أن تختلف شدة الأعراض مع الفتق الحجابي اعتمادًا على حجمها وسببها والأعضاء التي تحركت من مكانها من البطن إلى الصدر، ومن هذه الأعراض
صعوبة في التنفس: أهم الأعراض على الإطلاق، ففي حالات الفتق الخلقي CDH فإنه ينتج عن التطور غير الطبيعي للرئتين، أما في حالات الفتق المكتسب ADH فإنه يحدث عندما لا تعمل الرئتان بشكل صحيح بسبب الازدحام.
التنفس السريع: تحاول الرئتان تعويض مستويات الأكسجين المنخفضة من خلال العمل بمعدل أسرع.
تلون أزرق للجلد: عندما لا يتلقى الجسم كمية كافية من الأكسجين من الرئتين، يمكن لذلك أن يجعل البشرة تبدو زرقاء اللون.
عدم انتظام دقات القلب: (معدل ضربات القلب السريع)، قد يضخ القلب بسرعة أكبر من الطبيعي لمحاولة تزويد الجسم بالدم المؤكسد.
انخفاض أو عدم وجود أصوات التنفس: هذه الأعراض شائعة في حالة الفتق الخلقي لأن إحدى رئتي الطفل قد لا تكون قد تشكلت بشكل صحيح، فتكون أصوات التنفس على الجانب المصاب غائبة أو يصعب جدًّا سماعها.
أصوات الأمعاء: وذلك في منطقة الصدر ويحدث هذا عندما تتحرك الأمعاء إلى تجويف الصدر.
تقعّر البطن: قد يكون البطن أقل شبعًا من اللازم عند الجسّ -فحص الجسم بالضغط على مناطق معينة-، وهذا يرجع إلى أن أعضاء البطن يتم دفعهم إلى داخل تجويف الصدر.
تشخيص فتق الحجاب الحاجز
يمكن للأطباء عادة تشخيص الفتق الحجابي الخلقي قبل ولادة الطفل، يتم الكشف عن نصف الحالات خلال فحص الموجات فوق الصوتية للجنين وقد يكون هناك أيضًا كمية متزايدة من السائل الأمنيوسي -السائل الذي يحيط ويحمي الجنين- داخل الرحم، وتكون الاختبارات الآتية كافية عادة لتشخيص نوعي الفتق:
أشعة سينية مع شرب مادة الباريوم الملونة.
مسح بالموجات فوق الصوتية.
التصوير المقطعي الذي يسمح بالمشاهدة المباشرة لأعضاء البطن.
التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم أكثر تركيزًا للأجهزة خاصة في الجنين.
اختبار غازات الدم الشرياني، حيث يأخذ الدم مباشرة من الشريان ويختبر مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والحموضة.
التنظير العلوي للمريء والمعدة في حالات الفتق المريئي.
علاج فتق الحجاب الحاجز
كلتا الفتقات الحجابية الخلقية والمكتسبة تتطلب عادة جراحة عاجلة، يجب إجراء عملية جراحية لإزالة أعضاء البطن من الصدر ووضعها مرة أخرى في البطن ثم يقوم الجراح بإصلاح الحجاب الحاجز، وفي حالات الفتق الخلقي يمكن للجراحين إجراء الجراحة في وقت مبكر من 48 إلى 72 ساعة بعد الولادة، وقد تحدث الجراحة في وقت مبكر في حالات الطوارئ أو قد تتأخر فكل حالة مختلفة عن الأخرى حسب استقرار الطفل، فالخطوة الأولى هي التأكد من زيادة مستويات الأوكسجين في دم الطفل حيث تستخدم مجموعة متنوعة من الأدوية والتقنيات للمساعدة في استقرار الرضيع والمساعدة في التنفس، يتم رعاية هؤلاء الأطفال بشكل أفضل في مركز مع وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة NICU وبمجرد استقرار الطفل يمكن أن تحدث الجراحة.
فيديو عن علاج فتق الحجاب الحاجز