نبذه عن الطبري وانجازاته يعد الطبري واحدا من اهم المورخين المسلمين وهو ليس مورخ فقط وان كان اشتهر في ذلك المجال، الا انه كذلك الى منحى اشتغاله بالتاريخ، كان عالما في توضيح القران الكريم وكان عالما ومختصا بالشريعة الاسلامية. ولد محمد بن جرير بن يزيد بن عديد بن غالب والذي عرف بين الناس بابو جعفر الطبري، ولد ذلك المورخ المسلم في العام 224 من الهجرة في مدينة امل من بلاد طبرستان والى طبرستان نسب، حيث ظهرت عليه اشارات حب العلم والعلوم والمعرفة منذ صغره فقد كان متفردا ذكيا نبيها، فحفظ القران الكريم بمساندة من والده منذ صغره. راى والده رويا وهو ضييل استبشر بها خيرا حول ولده وفسرها على ان ابنه سوف يكون له شان عندما يكبر، وقص تلك الرويا عليه، الامر الذي ارتفع من حماسه على التعلم والمعرفة.
عندما كبر الطبري تعرض لمشكلة عظيمة شكلت له محنة، فقد حدثت مشاحنات بين ابو بكر بن داود واتباعه و بين ابن جرير الطبري، الامر الذي ادى الى اضطهاد هولاء الناس له، واتهم بالالحاد والتشيع ومنع الناس عنه نتيجة لـ ظلم الحنابلة له وتاثيرهم على العامة والسفهاء من الناس حيث كان المذهب الحنبلي هو المذهب المسيطر في ذاك الوقت وفي المقر الذي عاش فيه الطبري، وظل الطبري – رحمه الله – ممنوعا عن الناس حتى وفاته. حيث مات ابن جرير الطبري في العام 310 من الهجرة النبوية، في السادس والهشرين من شهر شوال، عن عمر اقترب من الخمسة وثمانين عاما، ودفن في بيته – رحمه الله –، حيث ان العوام وسفهاء الناس منعوا دفنه في النهار فتم دفنه في الليل، ومن اكثر الاشارات على تقواه وصلاه ورغما عمن عاداه، فقد اجتمعت في جنازته مع انها قد كانت في احوال خاصة نتيجة لـ الجهل المتفشي، قابل في جنازته عدد عظيم من الناس الذين هم اكثر من ان يعدوا او ان يحصوا، كما ان علاقات الجنازة ظلت على قبره العديد من من الشهور ولم تنقطع لا في الليل ولا في النهار، كما رثاه عدد من العلماء والفضلاء منهم اين الاعرابي وابن دريد كما واثنى عليه ومدحه الامام النووي الخطيب البغدادي ابن خلكان وابن الاثير وياقوت الحموي وابن تيمية والسيوطي وغيرهم الكثير.
من اشهر مولفات ذلك العالم الفاضل، كتابه المشهور تاريخ الطبري ( تاريخ الامم والملوك)، وهناك كتب اخرى من بينها الفصل بين القراءات واداب القضاة وتهذيب الاثار واداب المناسك وفضايل ابي بكر وعمر وغيرها الكثير من الكتب.