– مظاهرات الغضب تندلع في إيران مع تفاقم الظروف الاقتصادية الصعبة وتقييد الحريات وانتشار الفساد.. بركان غضب يهدد بحرق رؤوس “الملالي
تواصلت الاحتجاجات العمالية والشعبية في مدن إيرانية عدة هذا الأسبوع، بسبب السياسات الاقتصادية للنظام الإيراني وتدني الأجور في وقت تزداد فيه الأسعار ارتفاعا، حسبما أورد موقع مجلس المقاومة الإيرانية.
ففي ميناء بندر عباس، أضرب عمال بناء السفن عن العمل احتجاجا على عدم دفع أجورهم ومزاياهم منذ عدة أشهر وخرجوا في مظاهرة أمام المجمع البحري.
وواجهت محطات توزيع الوقود نقصا حادا في مدينة نسيم شهر التابعة لمحافظة طهران لليوم الثالث على التوالي بسبب الإضراب العام لسائقي الشاحنات.
وفي السياق ذاته، واصلت مجموعة من سائقي الشاحنات في مدن أصفهان والأحواز وبندر عباس ومشهد وكيرمان وسناندج وشابهار وتيران وكاروان وشيراز الإضراب لليوم الثالث عشر ورفضوا تحميل شاحناتهم، خاصة في المنطقة الحرة بمدينة شابهار.
وفي بلدية فارامين بطهران، قام العاملون بمصنع حليب فارنا بالتجمع أمام مكتب المحافظ، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم لمدة 4 أشهر على التوالي.
وشارك موظفو شركة بتروكيماويات في منطقة بندر مهشر جنوبي غربي إيران في احتجاج على خصخصة وتسريح عمال.
ونظم سائقو سيارات الأجرة في مدينة كرج بمحافظة البرز غرب طهران، إضرابا واحتجاجات في الأيام القليلة الماضية، بسبب التكلفة العالية للوقود والأسعار المنخفضة لتسعيرة الركوب.
وفي مدينة يزد، تظاهر منتجو الدواجن أمام مقر محافظ المدينة، احتجاجا على ارتفاع تكلفة علف الدواجن ، مما أدى إلى إفلاس العديد منهم. كما تظاهر منتجو الدواجن في مدينة غرمسار بمحافظة سمنان لذات السبب.
إفلاس واحتجاج وقمع
وفي الأحواز، تظاهر عمال شركة الأحواز الوطنية للحفر مطلع الأسبوع أمام مكتب المحافظ، احتجاجا على إعلان الشركة الإفلاس وبالتالي تسريح الموظفين.
وفي ذات المدينة، تجمع عمال حدائق البلدية في المنطقة الخامسة من الأحواز للاحتجاج على الأجور المتأخرة وأقساط التأمين منذ 5 أشهر .
وقال أحد العمال المضربين: “لم يحصل عمال البلدية في المنطقة رقم 5 على رواتبهم وأقساط التأمين منذ فبراير الماضي”.
وأضاف: “عدم دفع الرواتب والتأمين سيضع عمال البلدية في مشاكل جسدية ونفسية وعائلية خطيرة للغاية”.
كما أشار عامل آخر في البلدية إلى انعدام الأمن الوظيفي باعتباره مصدر قلق كبير بالنسبة للعمال، مضيفًا أن عمال المنتزهات قد يواجهون الطرد من قبل المقاولين عند انتهاء عقودهم.
إلى ذلك، شنت السلطات الأمنية حملة قمع ضد 500 عامل في مصانع مجموعة الأحواز الوطنية للصلب، تجمعوا للاحتجاج على أوضاعهم الوظيفية. وأصيب العشرات من العمال نتيجة استخدام الشرطة للهراوات.
وتضاف الاحتجاجات العمالية المشتعلة إلى سلسلة من الاحتجاجات الشعبية النابعة من السخط على النظام الحاكم الذي أدار ظهره للإصلاحات الاقتصادية، في وقت يمارس قمعا على الحريات الشخصية والسياسية.
وتحولت الاحتجاجات العمالية ضد أرباب العمل إلى غضب شعبي ضد النظام الإيراني، مما يزيد الضغوط على قادة النظام الذين وعدوا بتحسين الوضع الاقتصادي بعدما علق الاتفاق النووي العقوبات الاقتصادية، لكنهم فشلوا في ذلك.
ومن المرجح أن تتعمق هذه الدوامة من الاحتجاجات، بعدما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الشهر الماضي، وأعاد فرض العقوبات على الاقتصاد الإيراني المتداعي.
وعادة ما تؤدي اعتقالات العمال إلى المزيد من الاحتجاجات والإضرابات، مع مطالب إضافية بالإفراج عن العمال المسجونين.