مثَّلت الحجامة جزءاً أساسيًّا من الممارسات الطبية التقليدية في العديد من المجتمعات، إلا أنه بعد أن انتشر الطب الغربي في بلاد العالم أجمع، تراجع استخدامها، فظلت مجرد ممارسة تقليدية. وظل الأمر كذلك حتى سنوات قليلة ماضية، وخاصة بعدما فشل الطب الحديث في علاج العديد من الأمراض، وبعد أن تم اكتشاف العديد من التأثيرات الجانبية للعديد من الأدوية الكيميائية، بدأت العديد من ممارسات الطب التقليدي في الانتشار أو ما يسمى بالطب البديل. ويتم الآن تعليمها وصدرت عنها كتب ونشرت عنها مقالات على صفحات الإنترنت كجزء من حركة الطب البديل. لكنها لم تدخل حتى الآن في الكتب الطبية الحديثة كطريقة علاجية. حيث لا تتوفر عنها دراسات وفق المعايير العلمية الحديثة. فوفقاً لجمعية السرطان الأمريكية، “الدليل العلمي الموجود لا يدعم الحجامة كعلاج للسرطان أو أي مرض آخر
يفسر البعض أن الشفاء بالحجامه هو أن الدم الفاسد يخرج من الجسم، وهو الدم الذي يحمل كريات الدم الحمراء الهرمه أو الشوائب الدمويه والاخلاط الرديئة والتي تصل للدم بطريقه أو بأخرى من جراء استعمال الأدوية المختلفه والكيماويات. وهذا الدم الفاسد يتراكم ويركد ويتجمع في مناطق معينه أثناء دورته بالجسم، في أعلى الظهر هي مناطق تتميز بضعف التدفق والجريان وبطء حركة الدماء والسريان بها، فيكون بالتخلص منه تنقيه لمجرى الدم العام وتسهيل وتنشيط تدفق الدم النقي الجديد وتنتج كريات الدم حمراء جديدة مكان الفاسدة فيصبح الدم حيوي وصحي أكثر.
تملك الحجامة فوائد صحية عديدة، أبرزها رفع مستوى الجهاز المناعي في الجسم لمقاومة الأمراض المختلفة. وحول أفضل الأيام للقيام بها، يسأل “سيدتي نت” الدكتورة وفاء شيبة الحمد، طبيبة عامة ومتخصصة في الحجامة، من مركز شفاء الحجامة بالرياض، فقالت بداية:
“الحجامة الوقائية يفضل تطبيقها في 17 و19 و21 من كل شهر هجري، وهي الأيام التي ورد فيها حديثٌ عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.
وتابعت الدكتورة وفاء بأن “الحجامة العلاجية يمكن القيام بها في أي وقت يحتاجه المريض”.
وردًّا على شائعة أنّ الحجامة لا تعمل في فصل الشتاء تقول: “إن هذا المفهوم خاطئ؛ لأنَّ درجة حرارة جسم الإنسان ثابتة لا تتغير، سواء في الصيف أو الشتاء، فمتى احتاج المريض للحجامة يمكنه القيام بها”.
طريقة عمل الحجامة
وحول كيفية عمل الحجامة تقول الدكتورة وفاء: “بعد أخذ التاريخ المَرَضي وقياس العلامات الحيوية للمريض، يتخذ المريض الوضعية المناسبة لحالته، إما أن يكون جالسًا أو ممدداً على أحد جانبيه أو نائمًا على بطنه، حيث يُصار إلى تعقيم الجلد بمُعقِّم مناسب، ثمَّ توضع الكؤوس على الجلد لمدة 1- 3 دقائق، لتجميع الدم وتخدير المكان. بعد ذلك، تُزال الكؤوس ويتمُّ تعقيم المنطقة مرة جديدة، ثمَّ يبدأ الطبيب بإحداث جروح خفيفة على الطبقة السطحية من الجلد باستخدام مشرط طبي مُعقَّم ، ليعيد وضع الكؤوس مرة أخرى لدقائق، وتُترك حتى يتوقف نزف الدم. يلي ذلك إزالة وتعقيم المكان ووضع اللاصقات الطبيّة فوق الجروح”.
حالات يُمنع عليها الحجامة
وتعدد الدكتورة وفاء بعض الحالات من المرضى الذين يتمُّ استثناؤهم من عمل الحجامة، وهم: مرضى الهيموفيليا (حالات فقر الدم المزمن)، مرضى القلب الذين يستخدمون مُنظِّمًا لضربات القلب، كل مريض بمرض حادّ يصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وفي حالات التعب والإرهاق الشديدين، وحالات الجوع الشديد وحالات الشبع الشديد كذلك”.
هل تترك الحجامة تشوهاً على الجلد؟ وما مدى تأثيرها على المرضى؟
تجيب د. وفاء: “إنَّ الحجامة لو تمَّت بطريقة صحيحة فإنها لا تترك أي آثار على الجلد؛ لأنها تتمُّ عبر التشريط الخفيف للطبقة السطحية من الجلد وتختفي آثارها خلال أيام.
“أما بالنسبة للتحسن بعد إجراء الحجامة فالأمر يختلف من شخص لآخر بحسب عوامل كثيرة، منها طبيعة المرض وفترة الإصابة به، وعمر المريض وغيرها. علماً أنّ الجميع يشعر بتحسّن مع الحجامة، إنما درجة التحسن هي التي تختلف بين مريض وآخر، فيما بعض الأمراض قد يحتاج لأكثر من جلسة حجامة”.