احتفل العالم يوم الأربعاء 18 يوليو بذكرى ولادة الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا ، الذي أعلن الأمم المتحدة في عام 2010 ، قبل مغادرته مانديلا بثلاث سنوات ، وهو يوم عالمي للاحتفال بالزعيم الأفريقي وتكريمه.
15 ألف شخص
وشارك في هذا الحدث نحو 15 ألف شخص والعديد من الشخصيات السياسية حول العالم أبرزهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما
والزوجة الأخيرة لمانديلا غراسا ماشيل، ورئيسة ليبيريا السابقة إيلين جونسون سيرليف، والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي أنان.
ويعد مانديلا والذي توفي في 5 ديسمبر 2013 رمزاً من رموز النضال ضد التمييز العنصري، وأصبح في 1994 أول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب إفريقيا، وظل في منصبه حتى العام 1999، وذلك بعد أن قبع 27 عاما في سجون نظام الفصل العنصري الأبيض.
رموز النضال
وتحتفي الأمم المتحدة كل عام بمولد نيلسون مناديلا، وفي هذا العام الذي يوافق الذكرى المئوية لميلاده اختارت باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأسبق لإلقاء خطاب بهذه المناسبة، وقد هاجم فيه سياسات ترامب بشدة، كما حذر من سياسة تجاهل الحقائق التي ينتهجها السياسيون في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة. كما أكد أوباما كذلك على ضرورة إعلاء قيم السلام مرة أخرى، وحتمية عدم العودة للتمييز العنصري مجدداً.
وعلى صعيد آخر احتفلت لندن بمئوية نيلسون مانديلا على طريقتها؛ إذ افتتح الأمير هاري معرضاً لنيلسون مانديلا في “مركز ساوثبنك” بلندن، والذي يبرز أهم إسهامات مانديلا وكيفية تغييره لوجه التاريخ في جنوب إفريقيا، وقد حضرت الافتتاح حفيدته مانديلا زاماسوازي دلاميني مانديلا.
وفي السياق ذاته خصصت مؤسسة نيلسون مانديلا احتفاليته للعمل في مكافحة الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية للجميع استنادًا لمقولته “القضاء على الفقر ليس عملاً خيريًا، بل فعل من أفعال العدالة”.
تفوق في الرياضة
وفيما يلي نستعرض أبرز المعلومات عن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا
– ولد مانديلا في 18 يوليو 1918 في بلدة مفيزو على ضفاف نهر “مباش” في ولاية “ترانسكاي” بجنوب إفريقيا.
– كان والده مستشارًا لزعماء القبائل في المنطقة، ولكن خلافًا نشب بينه وبين الحاكم المحلي التابع للاستعمار أدى إلى تجريده من لقبه وثروته كلها، لينتقل مع عائلته إلى قرية صغيرة.
– توفي والده وهو في عمر 9 سنوات وتولى رعايته أحد أفراد الأسرة الحاكمة لقبيلة ثيمبو.
– خلال تلك الفترة درس مانديلا الجغرافيا واللغة الإنجليزية والتاريخ، وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة داخلية وعين مستشاراً للعائلة الحاكمة، كما تفوق في الرياضة وخاصة في الجري والملاكمة.
– التحق مانديلا بجامعة فورت هير سنة 1939، والتي كانت في ذلك الحين الحرم الجامعي الوحيد للطلاب السود في جنوب أفريقيا. تلقى مانديلا جميع المناهج المطلوبة، وركّز اهتمامه على القانون الهولندي الروماني بهدف الحصول على وظيفة في المؤسسات العامة.
وظائف متنوعة
– في عام 1940 انتخب مانديلا عضوا في مجلس الطلاب ولكنه استقال تضامناً مع زملائه الذين أعربوا عن رفضهم للطعام الذي تقدمه الجامعة.. هذا التصرف دفع الجامعة لإبعاده لبقية السنة.
– بعد التخرج استقر مانديلا في مدينة جوهانسبرج وعمل في وظائف متنوعة والتحق بجامعتها لدراسة القانون، وانخرط سريعاً في الحركات المناهضة للفصل العنصري في البلاد، كما انضم لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي عام 1942.
– عمل على تحويل الحزب لحركة شعبية استمدت قوتها من صفوف الفلاحين والعمال، وفي 1949 تبنى الحزب سياسة جديدة تعتمد على الإضراب والعصيان المدني والمقاطعة حتى تحقيق جميع الأهداف المتمثلة في تمتع السود بالمواطنة الكاملة، وإعادة توزيع الأراضي بينهم وبين البيض، وتمتعهم بالحقوق النقابية، فضلًا عن إلزامية التعليم ومجانيته لجميع الأطفال.
– قاد مانديلا حركات الاحتجاج والنشاطات السلمية ضد الحكومة وسياساتها العنصرية، مما دفعها إلى اعتقاله مع 150 شخصًا آخرين، ووجّهت لهم تهم الخيانة العظمى.
– في عام 1961، حدث تحول في وجهة نظر مانديلا، واعتنق الفكرة القائلة بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير المنشود، فشارك مع غيره من المناضلين في تأسيس الجناح المسلح لحزب المؤتمر الأفريقي، والمعروف باسم ” اومكونتو وي سيزوي”. كذلك، قاد مانديلا في ذات السنة إضراب العمال الذي استمر لثلاثة أيام، فاعتقلته السلطات وحُكِم عليه بالسجن لمدة 5 أعوام، ولكن أعيدت محاكمته مرة أخرى سنة 1963، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة “27 عاماً”.
-أمضى مانديلا 18 عاماً من سجنه في جزيرة روبن، وأصيب بالسل، ولكنه رغم ذلك حصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة لندن عبر نظام المراسلة.
– في عام 1982، نُقِل مانديلا مع غيره من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى سجن بولسمور.
– في سنة 1985، عرض الرئيس بيتر ويليام بوتا الإفراج عن مانديلا مقابل تخليه عن الكفاح المسلح، ولكنه رفض.
– توالت جلسات التفاوض بين الحكومة ومانديلا دون تحقيق أي اتفاق، حتى 11 فبراير 1991عندما أُعلن عن إطلاق سراح مانديلا، وإلغاء أحكام الإعدام في البلاد، فضًلا عن إزالة جميع القيود المفروضة على الأحزاب السياسية، بما في ذلك حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.
– انتُخب نيلسون مانديلا رئيسًا للمؤتمر الوطني الإفريقي سنة 1991، وتفاوض مع رئيس البلاد آنذاك، فريدريك ويليام دي كليرك، على إجراء أول انتخابات متعددة الأعراق في البلاد. وفي عام 1993، حاز مانديلا وكليرك جائزة نوبل للسلام نظير عملهما المشترك لإنهاء نظام الفصل العنصري في البلاد.
– أُجريت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد بتاريخ 27 أبريل 1994، ليصبح بذلك مانديلا أول رئيس أسود في تاريخ جنوب إفريقيا.
المصالحة بين البيض والسود
– من أبرز إنجازاته تعزيز المصالحة بين البيض والسود، وحماية الاقتصاد الوطني من الانهيار ووضع خطة لإعادة إعمار البلاد وتنميتها، وتوقيع مرسوم تشريع دستور جديد للبلاد، وإنشاء حكومة مركزية قوية تقوم على حكم الأغلبية، مع ضمان حقوق الأقليات وحرية التعبير.
– عندما حان موعد الانتخابات العامة سنة 1999، أعلن مانديلا عزوفه عن الترشح، ورغبته في ترك العمل السياسي، ولكنه استمر في نشاطاته الرامية إلى جمع الأموال اللازمة لتشييد المدارس والمراكز الصحية في المناطق الريفية من جنوب إفريقيا. وعمل أيضًا على نشر عدد من الكتب التي تروي معاناته وكفاحه، نذكر منها: “رحلتي الطويلة من أجل الحرية”.
– في سنة 2004، أعلن مانديلا رسميًا عن تقاعده من الحياة العامة، وعاد ليعيش في قريته كونو.
– في الخامس من ديسمبر من عام 2013، توفي نيسلون مانديلا في منزله بمدينة جوهانسبرج، بعد 95 عاماً حافلة بالعطاء والنضال.