سمات الشخص الناجح يسعى الانسان الى التوفيق دايما، وفي مراحل حياته المختلفة، الا ان ذلك النجاح قد يواجهه الفشل او الاخفاق في فترة ما، ولذلك اذا اصطدم الانسان بالفشل عليه ان يستعمله كتجربة نافعة له في مشوار فوزه وفي مستقبله القادم، والا يسمح له ان يعرقل سيره وتقدمه، فالاخفاقات التي تعترض سبيل فوز الانسان عليها ان تكون دافعا ومحفزا للمضي قدما، فهذه الاخفاقات سوف تكون يوما ما تجربة من الماضي، ياخذ الانسان منها درسا مفيدا.
فاكثر الناس نجاحا في العالم اكثرهم اخفاقا في طليعة حياتهم؛ لانهم واجهوا الفشل بشدة وصلابة، وجعلوا من تجارب الفشل والاخفاق التي اعترضتهم جسورا قوية يعبرون من خلالها الى النجاح.[١]
كيف تصبح انسانا ناجحا
النجاح والتوفيق يكون من الله سبحانه وتعالى وهناك بعض الخطوات والنصايح التي تعين الشخص على النجاح، منها:[٢][٣]
- ثقة الشخص بالله عز وجل والتوكل عليه، وان الله سبحانه سوف يكون حليفه وعونا له في فوزه واعماله ما دامت نواياه سليمة، يحاول من فوزه الخير لنفسه وللاخرين من حوله.
- ثقة الشخص بقدراته ومهاراته التي يمتلكها، والامكانات العقلية، والجسدية والنفسية لديه، والتي تجعل منه انسانا ناجحا متميزا في حياته.
- تحديد الاهداف التي يحاول اليها الشخص ويتوق لتحقيقها، وتحديد الاهداف الرييسية منها، حيث ان هذا يعد عاملا ايا كان في فوز الانسان فهي تبعده عن بلبلة الشغل والعشوايية في انجاز الاعمال.
- عدم التسويف او التاجيل، فلا يقول الانسان سوف اعمل كذا وكذا، لكن عليه العزم بروح قوية مع الاقدام على الفور على الشغل المرغوب انجازه.
- خطة لسير الشغل وجعلها في متناول اليد، وفي مقدمتها كتابة الاهداف والطموحات التي يحاول اليها الانسان، ولا باس بان تعلق على جدار الحجرة او الباب حتى يراها متى ما مر امامها، ويتذكر ان يمتلك اهدافا يلزم تحقيقها، ويكد لادخار الوقت لذلك.
- استشارة الاخرين والاخذ بارايهم والاستعانة بهم، فلا خاب من استشار، والاستفادة من تجاربهم في الحياة، ومن روايات نجاحاتهم وخبراتهم.
- ترتيب الاولويات في الحياة والعمل ، وعدم تقديم الهام على الاهم، او تقديم المسايل الفرعية الجانبية على المسايل الرييسية.
- عدم جعل الاخفاقات في فترات الريادة او الفشل مصدرا للخوف والقلق والتوتر.
- اتقان لغة الحوار مع الاخرين، فمن يبحث عن النجاح والتفوق والارتقاء عند القمة عليه اتقان الكلام، فاللغة هي المفتاح السحري للنجاح، وهي ايضا الكيفية الوحيدة لتعامل الشخص مع الاخرين، واكتساب الخبرات منهم ومن تجاربهم، وحسن السماع لدى الشخص له اهمية في ظهور الشخص بمظهر الاتزان والوقار، ويشعر الاخرين ان الذي امامهم يحترم كلامهم ويقدر شخصياتهم.
- التجربة خير برهان، فالعلم بالامور يفتقر الى العمل، كان يقول احد التابعين: (كنا نستعين على استظهار احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمل بها)، فالعمل يحيي القلوب ويترجم المعرفة على ارض الواقع، والمعرفة التي يستخدمها الشخص في حياته ويجربها، هي التي فقط تعلق في عقله وتكون سببا في تقصي ما يريد.
مفاتيح النجاح
ويضيف ابراهيم الفقي بعضا من المفاتيح التي تعين المرء ليكون ناجحا:[٤]
- التصور والاحلام هي نقطة الطليعة للنجاح صرح جورج برنارد شو: (التخيل هو طليعة الابتكار)، واما البرت اينشتاين فيقول: (التخيل اهم من المعرفة)، فالاحلام هامة للغاية لاي فوز وتفوق؛ فهي تعاون على ثبات الشخص واتزانه، فهو يحدد ما يرغب في في احلام اليقظة، والى اين سيصل، فيجد ذاته ناجحا قويا قادرا على تقصي اهدافه ببساطة ويسر.
- التنفيذ؛ فالانسان الذي يمتلي بالحماس وبالطاقة العالية، والقوة العقلية والمعرفية الكافية، لن يبلغ الى النجاح المطلوب اذا لم يجعل تلك الامور مقر التنفيذ، فجميع تلك المهارات سوف تكون بدون فايدة وبلا قيمة اذا لم تترجم على ارض الواقع، صرح جيم رون: (المعرفة بلا التنفيذ تستطيع ان تودي الى الفشل والاحباط).
- توقع النجاح، فاذا كان الانسان يمتلك الحماس والطاقة والمهارات العديدة التي تلزمه للنجاح، ووضع تلك الامور موضوع التنفيذ، ولكنه لم يكن واثقا من نفسه، او من نجاحه، فسيكون الفشل حليفه، ولذلك فعليه ان يردد في ذاته وافكاره بانه سينجح وسيصل الى مبتغاه، صرح الحكيم كونفو شيوس: (ما انت عليه هذا النهار هو حصيلة كل افكارك).
مواطن النجاح
كثير من الافراد يظنون ان النجاح لا يكون الا اذا انخرطوا في جماعة محددة او حزب منظم، وان الاعمال الفردية لن تجدي نفعا، ولن تحول شييا في حياة الشخص وتقدمه، وذلك الظن او القول الذي في تصورهم خاطي بكافة المعايير والاتجاهات.
فالنجاح له مظاهر مختلفة، فبعضها يفتقر الى وجود الاخرين وتعاونهم، ومن العسير احداث النجاح او تحقيقه من غير مناشدة العون من الناس، مثل ادارة شركة ما، او فعل عملية جراحية، وكذلك النجاح في الاعمال التجارية، وغيرها من الاعمال التي يفتقر انجازها الى فريق عمل متكامل.
الا ان هناك العديد من مواطن التوفيق لا يفتقر فيها الشخص الى عون احد، ويعتمد النجاح فيها على المشقة الشخصي، كان يكون مدربا ناجحا او مدرسا متميزا، او فنانا مبدعا، فهذه النجاحات تفتقر امتلاك الشخص لمهارات عديدة، وكفاءة عالية منه، وجهد مستمر وتركيز كبير، الا ان النجاحات العظيمة التي يصل تاثيرها المجتمع باسره، او يشمل شريحة عظيمة من المجتمع، تفتقر الى تساعد جماعي وان قد كانت الطليعة من جهود فردية، فتعاون الجميع هو اساس الشغل واساس النجاح، الذي ينتشر بين الناس لتعم الفايدة منه.[٥]