كيف تطور مهاراتك الإبداعية
دائما ما تتمحور الإبداعية حول إيجاد طرق مميزة وجديدة للتعامل مع المواقف الحياتية، أو لحل المشكلات المختلفة. على عكس ما يعتقد الكثيرون، هذه ليست مهارة خاصّة بالفنانين أو المخرجين أو الموسيقيين وحدهم، بل هي في الحقيقة مهارة رئيسية لجميع الناس من مختلف المجالات والتخصصات. أيًّا كان حقل معرفتك أو مجال تخصصك، يمكنك أن تطور مهاراتك الإبداعية بشكل مستمر، وتسخرها لخدمتك في كل نشاط تقوم به. سنذكر في مقال اليوم مفهوم التفكير الإبداعي، و كيفية تطوير مهاراتك الإبداعية خطوة بخطوة.
ما هو التفكير الإبداعي؟
التفكير الإبداعي هو خلق منظور جديد للأشياء والقضايا الحياتية. قد يكون “التفكير خارج الصندوق” هو التعريف الأنسب. يُعتبر التفكير الإبداعي القدرة على رؤية الأنماط والأشياء غير الظاهرة على السطح. وهو أحد أهم طرق تغيير الحياة للأفضل بالفكر المميز والمتجدد. على سبيل المثال، يمكننا أن نلاحظ كيف طبق شيرلوك هولمز طريقة التفكير هذه في إحدى حكاياته المعروفة عندما توصل إلى استنتاج مفاده أن كلبًا لا ينبح كان دليلًا حاسمًا لاكتشاف جريمة قتل. ونتيجة لذلك، يستطيع المبدعون ابتكار حلول جديدة للصعوبات والعقبات التي يواجهونها، مما يمنح عملهم وجهة نظر جديدة وفريدة من نوعها. يساعد هذا المؤسسات والإدارات على التطور والتحرك في اتجاه أكثر إنتاجية. مما يعني أن هذا يسهم في تطوّر مختلف المؤسسات والأقسام داخل الشركات لتصبح أكثر إنتاجية وتطور. ولهذا السبب تُعتبر مهارات التفكير الإبداعي من أهم السمات المميزة التي يبحث عنها أرباب العمل.
طرق تطوير المهارات الإبداعية
1- نمي فضولك
إسمح لنفسك بطرح جميع الأسئلة التي تخطر على بالك، من أبسطها إلى أكثرها تعقيدا، يمكن لسؤال مثل ” ماهي عقود الفروقات” أن يفتح لك باب نجاح لم تكن تتوقعه. يعتقد الأغلبية بأنّ الفضول صفة سيئة، وهذا في الواقع من أكثر العوائق شيوعًا في طريق التطور، لأنها تقف في طريقك للتطور الإبداع والتجديد. عندما تجد نفسك مهتمًّا بأمر ما، لا توبخ نفسك على تساؤلاتك ولا تتجاهل فضولك، بدلاً من ذلك حاول البحث لإشباع هذا الفضول. إعرف المزيد عمّا يثير شغفك واهتمامك وحب الاكتشاف في داخلك. ليس هذا وحسب، بل اعمل على تنمية حب المعرفة والاكتشاف في داخلك، وقم بزرع بذور الفضول الإيجابي الذي سيمكنك من توسيع معرفتك وابداعك في أي مجال تريد.
2- التزم بتطوير مهاراتك الإبداعية
كيف يمكنك بناء مهارات إبداعية إذا لم تقرر القيام بذلك بحزم، ورغبة حقيقية في بذل الجهد اللازم لتحقيق ذلك، وهي الخطوة الأولى والأكثر أهمية؟ لا تتأخر في مباشرة بذل الجهد. ابدأ على الفور من خلال تحديد فترة زمنية معينة خلال اليوم، وإنشاء قائمة بالأفراد الذين تحتاج إلى مساعدتهم في تطوير مهاراتك الإبداعية. ثم ضع أهداف واضحة للتعلم وصقل المواهب الإبداعية.
3- كن خبيرا في مهارة الإبداع
الحصول على خبرة في مجال عملك هو أحد أفضل الاستراتيجيات لبناء القدرات الإبداعية والتمكين من تحفيز التفكير الإبداعي. ستكون أكثر قدرة على التوصل إلى إجابات إبداعية وخلاقة للصعوبات التي تواجهها عندما يكون لديك فهم شامل لما يعنيه الإبداع. يمكنك التعرف على القدرات الإبداعية من خلال القراءة ومشاهدة البرامج المتخصصة والتسجيل في دورات مجانية عبر الإنترنت حول الاختراع والإبداع وتنمية المهارات.
4- كن واثق بنفسك
إذا كنت تفتقر إلى صفة الثقة بالذات في مهاراتك وقدراتك، فسوف تحد قدراتك الإبداعية وتدمرها بداخلك قبل أن تظهر. ستشعر دائمًا أن أفكارك لا تستحق أن تتم مشاركتها علنًا إذا كانت ثقتك بنفسك منخفضة. ستعتبر دائمًا هذه أفكارك تافهة، سيئة، أو لا طائل من ورائها، مهما كانت رائعة ومبتكرة. من أجل زيادة ثقتك بنفسك، من المهم للغاية أن تتبع إنجازاتك باستمرار في جميع مجالات حياتك. امنح نفسك الفضل لجهودك، سواء في العمل أو في حياتك الشخصية. لتحفيز نفسك على ابتكار أفكار جديدة، فكر دائمًا في طرق مكافأة نفسك علي جميع الانجازات التي حققتها مهما كانت بسيطة.
5- لا تخشى المخاطرة
عندما يتعلّق الأمر ببناء المهارات الإبداعية الشخصية وتعزيزها، عليك ألا تخشى المخاطرة. كن مستعد لخوض تجارب جديدة خارج منطقة راحتك من أجل تطوير نفسك وقدراتك أكثر من المعتاد. صحيح أنه هناك احتمالية أن المخاطرات التي تقوم بها قد لا تقودك دائما إلى النجاح، لكنّها مع ذلك ستظهر قدراتك الإبداعية، وتطفو بمواهبك الدفينة إلى النور.