تعتبر الدول العربية من بين أكثر الأشخاص الذين يعانون من السمنة في العالم ، وقد أثارت الدول العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص القلق بشأن السمنة لدى الأطفال. في المملكة العربية السعودية ، على سبيل المثال ، يقدر عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة بأكثر من 3.5 مليون طفل. في عام 2011 ، تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول التي لديها سمنة أطفال.
بطبيعة الحال أسباب سمنة الأطفال تختلف ولكن ما هو جامع ومؤكد أنها مسألة حساسة جداً لا تتعلق بصحة طفلك بل بشخصيته وبعلاقته مع صورة جسده. وفي حال لم يتم التعامل مع الامر بذكاء فقد تؤثر على طفلك وبشكل سلبي مدى الحياة نفسياً وبدنياً.
فكيف تحفز طفلك على خسارة الوزن ؟
التركيز على الصحة وليس الوزن
سمنة الأطفال تضاعف من خطر إصابتهم بالسكري النوع الثاني، أمراض القلب وحتى بعض الامراض السرطانية. ناهيك عن تأثير الوزن على نفسيتهم، وثقتهم بنفسهم. لذلك عند الحديث مع طفلك عليك أن تركز على مبدأ أنك تريده أن يكون بصحة جيدة ولا تقم بذكر مسألة الوزن فالحديث عنه غالباً ما يكون تأثيره معاكس لذلك وعلى سبيل المثال الحديث يجب أن يكون حول الفوائد المذهلة للأطعمة الصحية لكونها تمنح الجسم الطاقة الكافية كي تمكنه من اللعب والركض والقيام بكل النشاطات التي يريدها من دون أن يتعب. وهكذا فانت تربط حديثك بنتيجة إيجابية تروق له ويمكنه فهمها وتقبلها.
كلمة «حمية» ممنوعة
لا تقل هذه الكلمة على الإطلاق. تناول الطعام الصحي ليس بحمية ولذلك لا داع لإستخدمها أصلاً.. وهذا هو هدفك حث أولادك على تناول الطعام الصحي. الحمية هي لفترة محددوة ولكنها هنا تعمل من أجل نظام غذائي سيكون أسلوب حياة دائم.
التغييرات هذه ليس حمية ولكنها تجربة لأنواع جديدة من الاطعمة، وعليك أن تركز على أن هذه الاطعمة الجديدة ستكون لذيذة واسمح لهم بالتجربة حتى يتمكنوا من العثور على خضروات محددة أو فواكه محددة أو حتى طبق محدد يحبونه اكثر من غيره. لا تحاول فرض الأمر عليهم بالقوة بل إجعلهم جزء من الخطة وليس المنفذين فقط.
أحياناً أفضل طريقة للحديث معهم حول السبل لحياة صحية هو عدم الحديث على الإطلاق. لذلك توقف عن الكلام وأكثر من الافعال.. مع الأطفال الاصغر سناً قد لاتحتاج حتى لشرح سبب النشاط الجديد المفاجئ فهم سيعبرون عن سعادتهم للعب لوقت أطول. ولكن مع الفئات العمرية الاكبر سناً الأمر ليس بهذه السهولة، خصوصاً وأن الوزن الزائد سيكون قد ترك أثره السلبي وبالتالي ستجد صعوبة في حثهم على إجراء تغيرات. لذلك التدرج والسلاسة والصبر هما السبيل الوحيد. فقط لا تحاول فرض خططك بالقوة، تعامل مع الامر وكأنها مهمة للجميع.
الخيارات الصحية أولوية
الخيارات غير الصحية للطعام عند الاطفال الاصغر سناً يتحمل مسؤولياتها الاهل.. ولكن عند الفئات العمرية الاكبر سناً فان ورغم تحمل الاهل المسؤولية ولكن الطفل هنا يملك هامش الاختيار بعيداً عنهم. لذلك الامر هنا لا يرتبط بتغيير نوعية الطعام بل بالآلية.
بطبيعة الحال الخيارات الصحية هذه ستكون للعائلة برمتها لانه من الاهمية بمكان الا يشعر الطفل بانه «محروم» مما يحب بينما الكل يتناول ما يشاء فذلك سيجعله يشعر بالسوء وبأنه يعاني من «خطب» ما يجعله يتناول طعاماً مختلفة وبالتالي سيتناول سراً ما يتناوله الجميع علناً.
الوجبات العائلية لها أهميتها فهي وفق الدراسات تحسن الخيارات المعتمدة للأطعمة وكي لا يشعر الطفل بان التغيير القادم «مهمة» صعبة قم بإشراكه بالتعاون مع والدته في الخيارات، اي خذه معك لشراء الخضروات والفواكه، كلفه بمهام معينة تليق بسنه كغسل الخضار أو تقطيعها. حين ينخرط في الآلية فهو سيعتبر النتيجة أمراً ايجابياً لا عقاباً.
التخلص وبشكل مفاجئ من كل الاطعمة السيئة سيجعل علاقته بها «أقوى» وهي ستكون الممنوع المرغوب بالنسبة اليه طوال حياته. لذلك ما عليك القيام به هو خلق البيئة المريحة للطفل كي يتمكن من إبلاغك بانه يشعر برغبة بتناول الشوكولاتة ولا يخفي الامر عنك ويتناولها سراً في أول فرصة تتاح له.. وحين يبلغك بذلك اسمح له بتناول الشوكولاتة.
ويفضل ومنذ البداية بأن يتم تخصيص يوم في الأسبوع يسمح فيه للطفل بتناول «الطعام السيء» الذي يحبه. المنع الكلي تأثير معاكس.
لا تنتقد وزنه، ولا تتنهد حين يرتدي ملابسه وتكون بطنه ظاهرة بشكل كبير، ولا تستخدم أي من الكلمات الجارحة التي لها علاقة من قريب أو بعيد بوزنه. إختر كلماتك بعناية فائقة لان كل كلمة تقولها ستؤثر عليه مدى الحياة. الدراسات أكدت أن الاطفال الذين تعرضوا لإنتقاد بسبب وزنهم الزائد عانوا طوال حياتهم من صورة سلبية لاجسادهم حتى بعد فقدانهم الوزن.
إمدح التفاعل الإيجابي
حتى ولو كان ما قام به هو الركض لخمس دقائق عليك بدعم ذلك التصرف بالكثير من الإيجابية.. لان هذه الايجابية ستجعله يركض في المرة المقبلة لعشر دقائق من دون ان تطلب منه ذلك. وحتى حين لا يلتزم بما هو مخطط له كن إيجابياً ولا تعلمه جلد الذات.. بل علمه ان يجد المحفزات من اي «فشل» كان للمضي قدماً.