العلاج بالخلايا الجذعية الجنينية تعدّ الخلايا الجذعية Stem Cell من أنواع الخلايا غير المتمايزة في جسم الإنسان، والتي لها القدرة على التمايز والتخصص إلى جميع أنواع الخلايا على اختلاف أنواعها، ويُعد اكتشاف الخلايا الجذعية من الاكتشافات العلمية الحديثة والتي أسهمت في علاج الكثير من الأمراض، وهناك نوعان رئيسان للخلايا الجذعية وهما الخلايا الجذعية الجنينية والتي تتكوّن في المراحل الأولى من تكون الجنين، والخلايا الجذعية البالغة والتي توجد في أجزاءٍ معينة من الجسم للبالغين، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن الخلايا الجذعية الجنينية وكيفية الحصول عليها.
الخلايا الجذعية الجنينية
تمتلك الخلايا الجذعية الجنينية القدرة على الانقسام لفتراتٍ طويلة مع الاحتفاظ بقدرتها على تكوين جميع أنواع الخلايا داخل الكائن الحيّ، ويُطلق على هذه الخلايا أيضًا بالخلايا متعددة القدرات pluripotent stem cells، وأفضل مثال على الخلايا الجذعية الجنينية هي الخلايا الموجودة في الأجنة والتي تعمل على تخليق جميع أنسجة الجسم والأعضاء المختلفة، وتتشكل هذه الخلال في مرحلة نمو الكيسة الأريمية blastocyst، وهي مرحلة تكون الكيس المجوف من الداخل بالخلايا الجذعية الجنينية ومنها سينشأ الكائن الحي بالكامل، وتنشأ هذه الخلايا بعد تخصيب الحيوان المنوي للبويضة وإنتاج البويضة المخصبة.
طرق الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية
الخلايا الجذعية الجنينية المستخدمة في العلاجات والدراسات الطبية يتم إنتاجها في المختبر، وذلك عن طريق إجراء تخصيب اصطناعي، ويتم الحصول عليها كما يأتي:
- أولًا يتم سحب الحيوانات المنوية والبويضات من زوجين متبرعين، وبعدها يقوم المختص بإجراء تخصيب للبويضة اصطناعيًا في ظروفٍ خاصة للحصول على بويضاتٍ مخصبة.
- يتم تهيئة الظروف المناسبة، وتنمو البويضة المخصبة وتكون الكيس الأريمية، والتي تتكون من ثلاث طبقات، وهي: الطبقة الخارجية المغذية للكيس الأريمية، والطبقة الداخلية والتي تتكون من الخلايا التي سينشأ منها الجنين، والتجويف الداخلي.
- يتم عزل طبقة الخلايا الداخلية وزراعتها في أوساطٍ غذائية خاصة عبر تقنية تسمى Cell Culture.
- يتم توفير درجة حرارة ودرجة رطوبة مناسبة لانقسام هذه الخلايا، وستبدأ تنقسم وتتكاثر ويزداد عددها.
- بعدها يتم أخذ جزء من هذه الخلايا ويتم زراعتها في أطباقٍ غذائيةٍ أخرى للحصول على المزيد من الخلايا الجذعية، وتسمى هذه العملية Subculter.
- يتم تكرار هذه العملية على مدى ستة أشهر وسينتج الملايين من الخلايا الجذعية القادرة على التمايز لأي نوعٍ آخر من الخلايا، ويتمّ استخدامُ جزء من هذه الخلايا في العلاج وفي الأبحاث الطبيّة، ومن الممكن أن يتم تجميد جزء منها لاستخدامها لآحقًا عند الحاجة، ويتم توريد جزء منها أيضًا للمختبرات ومراكز الأبحاث حولَ العالم.