هو مرض جلدي معدي يتميز بوجود حكة شديدة ومستمرة تسببها حشرة طفيلية تسمى علميا ، وغالبا ما تسبب العدوى عن طريق الاتصال المباشر وتصنيف الجرب ضمن فئة الأمراض المنقولة جنسيا
أعراض مرض الجرب
لا تظهر أعراض الجرب بشكل سريع بعد الإصابة به، فهو يُعد من الأمراض التي يمكن عدّها لحد ما كأمراضٍ صامتة، وذلك كون الأعراض تستغرق مدى حتى تظهر، وهذه المدة عادةً ما تكون 6 أسابيع، ثم تتطوّر الأعراض وتسوء وتظهر بشكل رئيس كحكّة شديدة ومستمرة في جميع مناطق الجسم، تشمل الأعراض أيضًا الطفح جلدي (Rash) وخطورة حدوث مضاعفات جلدية والتهابات نتيجة الحكّ المستمر وخطورة حدوث خدّش وانتقال عدوى بكتيرية ما إلى مجرى الدم والتي تُسمَّى بكتيريا الدم (Sepsis)، لذلك في بعض هذه الحالات يتم إضافة المضادات الحيوية للمضادات الطفيليّة التي سيتم استخدامها أثناء فترة العلاج، وتجدر الإشارة إلى أنّ مناطق الحكّة قد تختلف بين الأفراد بحسب الفئة العمرية، فلدى البالغين قد تشمل المعصم والكوع والإبط وحلمة الثدي والأعضاء الجنسيّة والمناطق بين الأصابع، في حين أن مناطق الحكّ لدى الأطفال وكبار السن والذين يعانون من أمراض مناعيّة فتشمل: الرأس والعنق والوجه بشكل أكبر، ومن الجدير بالذكر أنّه عند تشخيص الطبيب للمرض قبل العمل على وضع خطة تفيد في علاج مرض الجرب فإنّ بعض الإشارات أو الأعراض على الجلد قد تساعده في التشخيص، والتي تتمثّل في نتوءات تحت الجلد وبثور، وربما تظهر خطوط صغيرة أو مشوهة على سطح الجلد، والتي تحدث بفعل Sarcoptes scabiei.
أسباب مرض الجرب
يجب -قبل التطرّق لأسباب الجرب- أن تتم الإشارة إلى الآلية التي تقوم بها Sarcoptes scabiei في إصابة الإنسان بالجرب، حيث تقوم هذه الكائنات الطفيليّة المجهريّة باختراق الجلد وتصنع شيئًا شبيهًا بالنفق لتضع فيه بيوضها، بعد مدّة (هذه المدّة التي تمّت الإشارة إليها بأنها الفترة التي لا تكون الأعراض ظاهرة فيها؛ حالة المرض الصامت)) تفقس هذه البيوض وتنتج يرقات تخرج إلى سطح البشرة وتبدأ بطرح نفاياتها والانتشار لباقي مناطق الجسم مُسبِّبةً الحكّة الشديدة والتهيّجات الجلدية أو الطفح الجلدي، ومن الأسباب التي تؤدّي للإصابة بهذه الكائنات الطفيليّة المجهريّة:
الاتصال الجسدي (Direct contact): وذلك بالاتصال مع شخص مريض أو ملامسة ملابسه أو أدواته الخاصة كفرشاة الأسنان وشفرات الحلاقة أو مكان نومه وما إلى ذلك.
ملامسة الحيوانات المصابة: وهذا ما يُطلَق عليه بالجرب الحيواني.
تشخيص مرض الجرب
يُعتبَر تشخيص مرض الجرب من أبسط التشخيصات، كون سماته الجلديّة مميزة، ويستطيع الطبيب ملاحظتها على الفور من الفحص السريري، أحيانًا يقوم الطبيب باستخدام إبرة لإزالة بعض البثور من الجلد، وذلك من أجل تأكيد التشخيص، وفي حالات نادرة -بحيث كان الطبيب غير مُطمَئن للتشخيص- قد يقوم الطبيب بطلب عمل فحص للجلد عن طريق كشط منطقة من الجلد وإرسال هذه العينة لفحصها في المختبر تحت المجهر وذلك حتى يتسنى له وضع خطة تفيد في علاج مرض الجرب على نحو جيد.
الوقاية من مرض الجرب
إنّ خطوات الوقاية من الإصابة للمرة الأولى أو حدوث إصابة -مرّة ثانية- بالجرب تكمن في عدة نقاط، وعلى رأسها محاولة المحافظة على النظافة الشخصية قدرَ الإمكان والابتعاد عن الممارسات الجنسية خارج منظومة الشريك (الزواج في المجتمع العربي)، ومن هذه الخطوات:
المحافظة على نظافة الملابس، واستخدام الماء الساخن والصابون لغسل جميع الملابس والمناشف والأسرّة المستخدمة في غضون ثلاثة أيام قبل بدء العلاج.
يجب العلم أنّ العث يتغذّى على الجسم، وبالتالي هو يتعلّق بالملابس المتسخة لانتظار الارتداء من قبل صاحبها وبالتالي التطفّل على جسم الإنسان والعيش فوق جلده، لذلك فإنّ عزل الثياب الملوثة وعدم ارتداءها ووضعها في أماكن بعيدة عن المنزل ككراج السيارات أو التخلص منها بشكل كليٍّ يُعد أفضل أحيانًا من غسلها وتلويث باقي الثياب بالعث الموجود فيها.
علاج مرض الجرب
قبل الحديث عن علاج مرض الجرب والتطرّق للأدوية والمراهم الخاصة به، يجب التنويه إلى أنّ هذا المرض وغيره من الأمراض الجلدية المعدية تستلزم عزلًا صحيًا، ولا يعني ذلك عزل في مستشفى -إلا في حالات خطيرة- ولكن عزل المريض نفسه في المنزل خلال مدة العلاج، حيث من المرجّح أن يطلب الطبيب دهن الدواء على الجسم كاملًا من الرقبة حتّى الأسفل وتركه لمدّة 8 إلى 10 ساعات دون الاقتراب من الماء أو الغسل بشكل عام، وذلك لضمان علاج مرض الجرب بشكل صحيح، ومن الأدوية التي يمكن أن يستخدمها الطبيب في علاج مرض الجرب: كريم بيرميثرين: هو كريم موضعي يحتوي على مواد كيميائية تقضي على عث الجرب وبيضه، ويعتبر آمنًا للبالغين والحوامل والأطفال.
كروتاميتون (يوراكس): هذا الدواء متوفر ككريم أو محلول، يتم تطبيقه مرة واحدة في اليوم لمدة أقصاها يومان.
ايفرمكتين (سترومكتول): قد يصف الأطباء هذا الدواء عن طريق الفم للأشخاص الذين لديهم مشاكل في جهاز المناعة، ويجب التنويه إلى أنّ جميع الأدوية التي تُستخدَم في علاج مرض الجرب قد تقضي على العث وبيوض الجرب لكنّ الحكّة لن تتوقّف كليًّا إلّا بعد عدّة أسابيع.
غسول ليندين: هذا الدواء -وهو أيضًا علاج كيميائي- موصى به فقط للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل العلاجات الأخرى المعتمدة أو الذين لم تنفع معهم الأدوية الاعتيادية، حيث أنّ هذا الدواء قويّ جدًا وهو غير آمن للأطفال دون سن العشر سنوات والنساء الحوامل أو المرضعات أو أي شخص يزن أقل من (50 كجم).