سبب السعال التحسسي الحساسية الموسمية هي الحساسية التي تصيب الشخص في وقت أو موسم معين من السنة، وتعرف بين الناس بالسعال التحسسي، ويحدث السعال التحسسي عندما يبالغ جهاز المناعة في رد فعله تجاه مسببات المرض، مثل حبوب اللقاح، مسببًا بذلك ما يعرف بالتحسس، ومن الممكن أن يعاني المصاب بالسعال التحسسي من حساسية الأنف والسعال في أي وقت في السنة، وذلك بسبب أن النباتات المختلفة تنتج حبوب اللقاح الخاصة بها في أوقات مختلفة من السنة، واعتمادًا على مسببات الحساسية والمكان الذي يعيش فيه الشخص، وقد يواجه المريض السعال التحسسي في أكثر من موسم خلال العام، وفيما يأتي عَرْض لأهم أسباب السعال التحسسي وأعراضه وطرق علاجه.
أعراض السعال التحسسي
إذا ظهرت على الشخص أعراض تحسسية في نفس الوقت من كل عام، فقد يكون السبب وراء ذلك هو الحساسية الموسمية، وتظهر أعراض الحساسية الموسمية عادةً بشكل مفاجئ، وتستمر ما دام الشخص عرضةً للمسببات التحسسية، ويعتبر السعال التحسسي أكثر الأعراض شيوعًا، ويعتبر التعرض للهواء البارد والروائح القوية من أبرز محفزات السعال التحسسي، وتشمل الأعراض الأخرى ما يأتي:1)
- العطاس وحكة الأنف المستمرة.
- تقرح الحلق.
- احتقان الأنف والذي عادةً ما يصحبه السيلان.
- حكة واحمرار بالعين، وهو ما يسمى بالتهاب الملتحمة التحسسي.
- إذا ترافقت هذه الأعراض مع ضيق في التنفس أو صفير في الصدر فربما تكون علامات على الإصابة بمرض الربو وخاةً عند الأطفال.
أسباب السعال التحسسي
يحدث السعال التحسسي استجابةً لمسبب غير خطير، حيث يبدأ الجسم بافراز مادة الهيستامين والمواد الكيميائية الأخرى في مجرى الدم والتي بدورها تسبب الحساسية، وتختلف المسببات الشائعة للسعال التحسسي من موسم إلى آخر، وفيما يأتي بعض أسباب السعال التحسسي والمقسمة حسب فصول السنة:2)
- السعال التحسسي في فصل الربيع: تعتبر الأشجار والنباتات المسؤول الأول عن معظم حالات الحساسية الموسمية في فصل الربيع، ويعتبر خشب البتولا هو أكثر المسببات شيوعًا في البلدان التي تقع على خطوط العرض الشمالية من كوكب الأرض، وفي مناطق أخرى، يتفاعل العديد من الأشخاص الذين يعانون من السعال التحسسي مع حبوب اللقاح أو أشجار أخرى مثيرة للحساسية، فمثلًا: في أمريكا الشمالية يعتبر الأرز والكستناء والصفصاف والحور من أهم أسباب السعال التحسسي في الربيع.
- السعال التحسسي في فصل الصيف: تسمى الحساسية الموسمية في بعض المناطق بحمى القش، وذلك لتزامنها مع موسم حصاد القش والذي يكون في الصيف، وعلى الرغم من أنّ الاسم يوحي بأنّ القش هو السبب، إلّا أنّ أسباب السعال التحسسي في الصيف هي أنواع أخرى من الأعشاب، مثل: عشبة ريجراس وعشبة تيموثي، وكذلك بعض الأعشاب الضارة، ووفقًا لمؤسسة الربو والحساسية الأمريكية تعتبر الحشائش المسبب الأكثر شيوعًا للحساسية في الأشخاص الذين يعانون من حمى القش.
- السعال التحسسي في فصل الخريف: إنّ المسبب الرئيس للحساسية الموسمية في فصل الخريف هو الأشجار التي تطلق حبوب لقاحها في هذا الفصل، والتي تتضمن أكثر من 40 نوعًا في جميع أنحاء العالم، ينمو معظمها في المناطق المعتدلة في أمريكا الشمالية والجنوبية.
- السعال التحسسي في فصل الشتاء: بحلول فصل الشتاء، فإنّ معظم المواد المسببة للحساسية في الهواء الطلق تظل كامنة، ونتيجة لذلك فإن الطقس البارد يعتبر إغاثةً للعديد من الأشخاص الذين يعانون من السعال التحسسي، ولكن في فصل الشتاء يقضي الإنسان معظم وقته داخل المنزل، وبالتالي يمكن أن يصبح الشخص عرضةً للحساسية الموسمية التي يكون سببها مختلفًا، فقد تبدأ المواد المثيرة للحساسية الداخلية دورها بإثارة الحساسية الموسمية، مثل العفن أو وبر الحيوانات الأليفة أو العث أو الصراصير.
تشيحص السعال التحسسي
من السهل التعرف على الحساسية الموسمية، وذلك لأن نمط الأعراض يعود من سنة إلى أخرى بعد التعرض لمسبب الحساسية، وبعد التحدث مع الطبيب، والسؤال عن اﻷﻋراض، سيكون ﻗﺎدرًا ﻋﻟﯽ إعطاء تشخيص ﺑﻧﺎءً على إجابات المريض والفحص السريري، وفي الحالات المتقدمة من الحساسية الموسمية قد يلجأ الطبيب إلى تحويل المريض لطبيب متخصص في فحص الدم واختبارات حساسية الجلد للعثور على سبب الحساسية، ويقوم أخصائيو الحساسية عادة بإجراء اختبارات جلدية بإحدى الطريقتين الآتيتين:3)
- الطريقة الأولى: يتم إسقاط قطرة من السائل المنقى من المواد المسببة للحساسية على الجلد ويتم وخز المنطقة باستخدام جهاز صغير، فإذا كان الشحص يتفاعل مع مسببات الحساسية، فإن الجلد سيتورم قليلًا في تلك المنطقة.
- الطريقة الثانية: يتم حقن كمية صغيرة من مسببات الحساسية تحت الجلد، وهذا الاختبار عبارة عن لسعات صغيرة ولكنها ليست مؤلمة للغاية، وبعد حوالي 15 دقيقة، إذا ظهرت كتلة تحيط بها منطقة حمراء -مثل لدغة البعوض– في موقع الحقن، فإن الاختبار يعتبر إيجابيًّا.
علاج السعال التحسسي
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، فإن أفضل علاج هو تجنب المواد المسببة للحساسية تمامًا، وقد يكون هذا ممكنًا إذا كان مسبب الحساسية هو طعامًا محددًا، كالفول السوداني، وبالتالي يمكن تجنبه في النظام الغذائي، ولكن عندما يكون الهواء مُحمّلاً بمواد مسببة للحساسية، مثل حبوب اللقاح، وفي حين أنه لا بد من التعرض لتلك للمسببات، فحينها لا بد وأن يتم اللجوء لبعض العلاجات ومنها:4)
- مضادات الهيستامين: وهي عقاقير مضادة لآثار الهيستامين، والهيستامين هي المادة التي تسبب التحسس بصورة رئيسة.
- الستيرويدات الأنفية: تساعد هذه البخاخات المضادة للالتهابات في تقليل الالتهاب والتورم وإنتاج المخاط، وهي تعمل بشكل جيد مع مضادات الهيستامين، وليس لها آثار جانبيه تذكر.
- كرومولين الصوديوم: يمكن أن يساعد رذاذ كرومولين الصوديوم في إيقاف الحساسية الموسيمة، ربما عن طريق منع إفراز الهيستامين وغيره من المواد الكيميائية المنتجة للأعراض.
- العلاج بالخلايا الجذعية: قد يوفر العلاج المناعي الراحة للمرضى الذين لم يستفيدوا من استخدام مضادات الهيستامين أو الستيرويدات الأنفية، فهي تغير استجابة الجسم المناعية لمسببات الحساسية، مما يساعد على منع الحساسية من جذورها، ويعتبر هذا الحل الوحيد القطعي لهذه المشكلة.
الوقاية من الحساسية الموسمية
تنقسم المواد المسببة للسعال التحسسي إلى مسببات داخلية ومسببات خارجية، ولذلك يجب على المصاب بالسعال التحسسي أخذ الوقاية داخل المنزل وخارجه، وفيما يأتي بعض الخطوات التي قد تساعد على الوقاية من الحساسية الموسمية:5)
- استخدام مكيف هواء مع فلتر HEPA لتبريد المنزل في الصيف، بدلًا من مراوح السقف.
- إبقاء النوافذ مغلقة قدر الإمكان.
- الحد من التواجد في مناطق الهواء الطلق.
- ارتداء كمامة عند التواجد في الخارج، وخاصة في الأيام العاصفة.
- تجنب دخان السجائر.
- غسل الفراش بالماء الساخن جيدًا على الأقل مرة واحدة في الأسبوع.
- تغطية الفراش والوسائد مع أغطية مضادة للحساسية.
- إزالة السجاد والأثاث المنجد.
- إزالة الألعاب المحشوة من غرف نوم الأطفال.
- إصلاح تسرب المياه وتنظيف المياه التي يمكن أن تساعد في نمو العفن والآفات.
- استخدام مزيل الرطوبة لتقليل الرطوبة الزائدة.