أسباب الالتهاب الفموي ، فهي كثيرة تتراوح من مهيج محلي بسيط إلى نقص الفيتامينات للإصابة بمسببات الأمراض الخطيرة.
وهذه الأصناف كثيراً ما يتخلف عنها بعض المخلفات بداخل الفم، الذي يعتبر بدوره بيئة صالحة لنمو الجراثيم وتكاثرها بسبب وجود الغذاء اللازم والرطوبة والحرارة اللازمة المناسبة لها، فتبقى هناك في حالة هدوء حتى تجد الفرصة المناسبة فتغزو الأنسجة وتفتك بها محدثة الأمراض والالتهابات.
يضاف إلى ذلك وجود بعض العوامل المساعدة مثل وجود الأسنان النخرة وأسنان سيئة التركيب والأطباق، ووجود أسنان صناعية رديئة أو غير ذلك مما له علاقة بالأسنان.. ولذلك يجب عرض كل التهاب مستعص بالفم على الطبيب المختص وقد يحدث الالتهاب من اصابة الفم من عض الخدود عند تقبيل الأطفال مثلاً. وقد يحدث في الأطفال من زجاجة الرضاعة الطويلة الحلمات أو ذوات الحلمات الصلبة، كما تسببه المواد المهيجة كالكحول والدخان والطعام شديد الحرارة أو التوابل الحريفة.. كما قد يكون السبب من العدوى البكتيرية كالمكورات السبحية ومكورات السيلان والدفتريا والتدرن وفطر القلاع وفيروسات قرح البرد والحصبة والنقص الشديد في الفيتامينات مثل البلاجرا والاسقربوط الذي يسبب التهاب الفم وكذلك أمراض الدم كالأنيمياء، وكذلك التسمم بالمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق. كما يضر بالفم بعض العادات السيئة وقانا الله وإياكم منها والتي تجلب بعض الأمراض الخطيرة كالزهري وخلاف ذلك.
أعراض التهابات الفم:
تتفاوت الأعراض بدرجة كبيرة فأحياناً يوجد تورم واحمرار بالأوعية المبطنة للفم مما ينتج عنه الألم وبالاخص خلال الأكل، وقد تحدث روائح كريهة للفم في بعض الحالات، وأحياناً أخرى يجف الفم بينما يكثر اللعاب في حالات، ويتقرح الفم أحياناً وبخاصة لدى المنهكين وكبار السن، وربما تحدث الغرغرينا في الحالات المتقدمة، وفي أنواع أخرى من التهابات الفم تحدث للمريض أعراض شديدة كالقشعريرة، والحمى وربما الصداع، وقد تظهر أغشية الفم نزفاً دموياً أو لطخاً حمراء أو بيضاء بباطن الفم وفي مرض القلاع وهو تقرح يصيب الغشاء المبطن للفم حيث يكون على هيئة قرحة بشكل حبة الأرز المطبوخة وأحياناً أكبر من ذلك وتسبب للمصاب ألماً أثناء تناول الطعام أو الشراب وبالأخص الأطعمة الحريفة أو الحامضة، وأحياناً تكون على هيئة نقط بيضاء كخثارة اللبن.
ويسبب التهاب الفم في بعض الأحيان التهاب الغدتين النكفيتين وهما غدتا اللعاب بجوار الفم خلف الصدغ وتحت الأذنين. وأحياناً يكون التهاب الفم في مرض الزهري لطعاً في الفم وفي الحمى القرمزية حمرة قانية ثم داكنة باللسان، وفي حالة الحصبة تظهر نقط كحبات الملح الأبيض في الشدقين وتسمى «كوبلك».
العلاج والوقاية:
يختلف العلاج باختلاف الأسباب، فمثلاً في حالة التهابات الفم الناتجة من نقص الفيتامينات وبخاصة فيتامين ج، ب، أو الأنيميا أو عدوى الجسم بأنواع من البكتيريا والفيروسات فإن المختص يتولى علاج المرض والتهاب الفم سوياً حيث ان التهاب الفم يكون أحياناً عرضاً ثانوياً نتيجة لاصابة الجسم بعدوى. ويعتبر البنسلين ومستحضرات السلفا المختلفة أفضل الأدوية مقاومة للالتهابات وتمنع انتشار المرض للغدد النكافية.
ومن الأدوية العشبية الهامة نذكر ما يلي كعلاج لالتهابات الفم:
٭ أزهار البابونج Chamomile: أزهار البابونج عبارة عن نبات عشبي معمر لا يزيد ارتفاعه على 50 سم وهو نوعان ألماني وروماني والجزء المستخدم منهما هي الأزهار الجافة ويضاف إلى ملء كوب ماء مغلي ويترك لينقع لمدة خمس دقائق ثم يصفى ويستعمل الماء غرغرة عدة مرات في اليوم ويستمر على ذلك يومياً حتى الشفاء بإذن الله.
٭ السماق Rhuscoriara: وهو نبات عشبي معمر يصل ارتفاعه إلى حوالي متر ينبت عادة في الصخور وله ورق لونه أحمر (قاني) وله ثمار عنقودية وهي الجزء المستخدم. وتحتوي على جلوكوزيدات فينوليه وسيترولز ومواد عفصية وتربينات ثلاثية وزيت طيار. ولثمار السماق تأثير مضاد للبكتيريا والفيروسات ومنقوع ثمار السماق يستعمل لعلاج التهابات أغشية الفم والبلعوم. يؤخذ مقدار حفنة من الثمار وتوضع في كوب ثم يملأ بالماء المغلي ويترك لمدة ساعتين ثم يصفى ويستعمل غرغرة عدة مرات في اليوم بحيث يترك السائل داخل الفم لعدة دقائق ثم يلفظ ويكرر حتى الشفاء بإذن الله.