منذ أكثر من 100 عام، ارتفع منسوب نهر “السين” 8 أمتار فوق مستواه العادي بعد أشهر من تساقط غزير للأمطار مما تسبب في كارثة طبيعية عرفت باسم “الطوفان العظيم لباريس” ورغم أنه لم يسفر عن أي وفيات، إلا أن الأمر استغرق 35 يوماً حتى زوال المياه
في شهر يناير من عام 1910م تعرضت العاصمة الفرنسية باريس و ضواحيها لواحد من اكبر الفيضانات في تاريخها، و هو ما عرف بسم الطوفان العظيم، و يطل عليه احيانا اسم “طوفان القرن”.
الطوفان العظيم على مدينة باريس
في 21 يناير 1910م اجتاحت عاصفة عنيفة أنحاء فرنسا، و قد كان لمنطقة باريس تحديدا الجزء الأكبر من الضرر، حيث انه بسبب نهر السين حدثت فيضانات غير مسبوقة في المدينة و ضواحيها، و نتج عن هذا الفيضان دمار ما يقرب من عشرين الف مبنى و تعرض نصف نظام السكك الحديدية للدمار بعد ان اختفى تحت الأرض و غمرته المياه تماما، كما شهدت المدينة العريقة تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
اسباب حدوث الطوفان العظيم في فرنسا 1910
أدى سقوط الأمطار بشكل متواصل على فرنسا إلى ان قامت المياه بغمر سطح نهر السين الفرنسي الشهير حيث وصل منسوب المياه إلى حوالي 8.62 متراً (حوالي 28 قدماً) فوق علامته الطبيعية، و هو ما لم يحدث من قبل في تاريخ فرنسا، و بين ليلة و ضحاها أصبحت مدينة باريس عبارة عنفينيسيا فرنسية، حيث تحولت الشوارع الفخمة في مدينة الجمال و الفن إلى قنوات مؤقتة تجري فيها المياه بينما تم تدمير البنية التحتية الأساسية للمدينة.
في ذلك الوقت من عام 1910م كانت العاصمة الفرنسية غير مستعدة بالكامل لمواجهة هذه الأزمة، و التي استمرت شهرين كاملين عانت فيهما المدينة كثيرا، و مع إغلاق المترو بسبب الفيضان اضطر الباربسيون للذهاب إلى أعمالهم في قوارب خشبية بشكل مؤقت، كما تم إجلاء الآلاف الآخرين من سكان المدينة إلى المدن الاخرى.
فيضانات اخرى اصابت باريس
في القرن الذي انقضى كانت هناك بعض الفيضانات التي كانت تمثل تهديدا لمدينة باريس، و لكن لم يكن هناك أي فيضان يماثل في شدته الطوفان العظيم في عام 1910م، ففي عام 1955م على سبيل المثال وصل ارتفاع منسوب المياه في نهر السين إلى 7.1 متر (حوالي 23 قدمًا)، و ارتفع مجددا في عام 1982م ألى حوالي 6.18 متر (حوالي 20 قدمًا)، بينما في الآونة الأخيرة غمر المياه نهر السين في عام 2016م إلى مستوى يبلغ حوالي 6.10 أمتار، و هو ما تسبب في حدوث قلق شديد لدى ادارة متحف اللوفر الفرنسي الشهير حيث ان متحف اللوفر يقع على ضفاف نهر السين، و تسبب ذلك القلق في دفع الادارة غلى القيام بتفريغ المخازن في الطابق السفلي من المتحف من الاعمال و التحف الفنية الموجوجة فيه و نقلها إلى خارج المدينة تماما.
تمثال Zouave و علاقته بالفيضان
يعتمد سكان باريس في قياس مستويات المياه اثناء الفيضان على مدى الجزء المغمور من هذا التمثال في مياه نهر السين، و هذا التمثال يقع على جانب جسر Pont de l’Alma ، و هو جسر يقع بالقرب من برج إيفل الشهير، و يعتبر Zouave تمثالًا لجندي من المشاة، و جدير بالذكر أنه في الفيضان العظبم على باريس عام 1910م ارتفع مستوى المياه في نهر السين حتى وصل إلى عنق التمثال و غمرها تماما، بينما في عام 2016م و بسبب موجة شبيهة من الاطار الغزيرة وصلت المياه إلى متوى فخذيه، و في عام 2018م ارتفع مستوى المياه إلى فوق كاحليه.